logo
أوكرانيا تتغذي على منطق الفوضى .. وأمريكا رأس حربة الصراع! توفيق سلاَّم

أوكرانيا تتغذي على منطق الفوضى .. وأمريكا رأس حربة الصراع! توفيق سلاَّم

ساحة التحريرمنذ 3 أيام
أوكرانيا تتغذي على منطق الفوضى .. وأمريكا رأس حربة الصراع!
توفيق سلاَّم
في خضم ضباب الحرب وتراشق التصريحات، تتكشف ملامح مرحلة خطرة من العلاقات الدولية، يتراجع فيها منطق التسوية ويصعد خطاب الهيمنة والغطرسة إلى مستويات الانتفاخ. ليست أوكرانيا مجرد دولة في صراع حدودي مع جارتها روسيا، بل تحولت إلى ميدان مركزي لحرب باردة تتجدد، وتتقاطع فيها مصالح حلف شمال الأطلسي ونفوذ الولايات المتحدة، ويتقوض فيها أي أمل في تسوية دبلوماسية حقيقية على الأقل في الوقت القريب. أوروبا التي تحرك دوافعها واشنطن منغمسة في الصراع، ولا تريد الخروج منه، وربما مشدودة إلى ذلك دون تراجع.. وأخيرًا اتخذت الحزمة ال 18 من العقوبات الاقتصادية الإضافية على روسيا. وفي قلب هذا المشهد، يظهر دونالد ترامب ليس كصانع سلام، بل رجل حرب كرمز لفوضى سياسية جديدة تتغذى على الابتزاز، وتعيد إنتاج منطق الإمبراطوريات على أنقاض القانون الدولي.
إعادة تفعيل جغرافيا الحرب
الأزمة في أوكرانيا ليست وليدة لحظة، فمنذ العام 2014 تسير البلاد في مسار تصعيدي مستمر، يتغذى من تدخلات واسناد الغرب لدفع أوكرانيا نحو التحول إلى قاعدة لحلف شمال الأطلسي على حدود روسيا. بمعنى آخر أن الحرب ليست روسية-أوكرانية بالمفهوم الضيق، بل هي مواجهة شاملة بين روسيا والأطلسي، حيث تلعب أوكرانيا دور الوكيل العسكري والسياسي في صراع تتوسع خريطته الجغرافية ببطء ولكنه بثبات.
الاتفاقات التي حاولت تركيا ووساطة أنقرة التوصل إليها في مباحثات إسطنبول كانت بداية واعدة، لكنها تعثرت تحت وطأة ضغوط الغرب، إذ لا يبدو أن الولايات المتحدة ومن خلفها حلف الأطلسي معنيون فعلاً بوقف النزيف الأوكراني- الروسي. كل المؤشرات تدل على استراتيجية استنزاف طويلة الأمد تهدف إلى إنهاك روسيا اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا.
الولايات المتحدة التي لم تخرج بعد من عقدة الأحادية القطبية، تجد نفسها اليوم في مواجهة متعددة الرؤوس، في أوروبا مع روسيا، وفي الشرق الأوسط مع إيران، وفي آسيا مع الصين. لكنها، رغم ما تدعيه من قوة، تبدو فاقدة لتوازنها الجيوسياسي، تستعرض عضلاتها أكثر مما تمارس نفوذًا حقيقيًا، وتراهن على إذكاء الصراعات بدل احتوائها.
في هذا السياق، تعيد الإدارة الأمريكية تحت إدارة ترامب تفعيل جغرافيا الحرب، من أوكرانيا إلى بحر البلطيق، وكالينينغراد، وإلى الحدود الفنلندية، دول البلطيق كلها مسارح يجري توتيرها بتوسيع الناتو، حتى النمسا التي كانت دولة حياد سياسي تاريخي، يجري الآن دفعها نحو الأطلسي، في مخالفة صريحة لمعاهدات ما بعد الحرب العالمية الثانية. إنها سياسة التطويق الاستراتيجي التي تجعل من روسيا دولة محاصرة، تُغلق عليها الجبهات واحدة تلو الأخرى.
ترامب، الذي يدعي أنه يحمل مفاتيح السلام، لا يتحدث بلغة الدبلوماسية، بل بلغة دبلوماسية الرسوم الجمركية، وتصريحاته لا يمكن البناء عليها. وها هو اليوم، بعد سبعة أشهر من عودته إلى السلطة، يكشف حقيقة مشروعه، ليس مشروع تهدئة بل مشروع حرب. يتحدث بلغة التهديد والوعيد والتخويف والابتزاز السياسي والاقتصادي. حدد مهلة 10 أيام، لإنهاء الحرب الأوكرانية، وإن لم تسجب روسيا سيتخذ إجراءات فرض رسوم جمركية على حلفاء روسيا بنسبة 100%.
ماذا بعد العشر ؟
الإجراءات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما فيها الإنذار الموجه لموسكو، لن تتمكن من التأثير على سير المعارك ونتيجتها في أوكرانيا. وتحديد مواعيد لتحقيق هذا الهدف (وقف إطلاق النار)، بغض النظر عن مدتها، لن يغير بأي حال. المنطق الأساسي الذي يقضي بأن روسيا لن تتخلى أبدًا عن رافعة نفوذها الرئيسة، وهو التفوق العسكري والهيمنة على أوكرانيا، دون تنازلات جوهرية من كييف والغرب، حسب ماتقول موسكو.
ويبدو أن الولايات المتحدة، لا تستطيع تقديم الكثير من حيث التأثير على الديناميكية العسكرية الثنائية بين روسيا وأوكرانيا،
وأن الحل الوحيد يكمن في دبلوماسية متسقة وإبداعية تأخذ في الاعتبار جميع التحديات والفرص في العلاقات الأمريكية-الروسية، لأن المخاطر تتجاوز بكثير أوكرانيا. وفي نفس الوقت، اعترف الرئيس الأمريكي بأنه غير متأكد من فعالية هذه القيود، أي رفع الرسوم الجمركية.
وعلق دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي على تصريحات ترامب بأنها تمثل خطوة نحو الحرب، بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن هذه 'خطوة نحو الحرب'.
وكتب مدفيديف على منصة 'إكس': 'ترامب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا، 50 يومًا أو 10 أيام.. وقال:' عليه أن يتذكر أمرين: الأول، أن روسيا ليست إسرائيل، ولا حتى إيران. والثاني، كل إنذار جديد يُمثل تهديدًا وخطوة نحو الحرب، ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده، وأضاف 'لا تسلكوا درب جو النعسان!'.
ميدفيديف، الذي لا يتحدث من موقع شخصي، بل كممثل لمجلس الأمن القومي الروسي، أرسل رسالة واضحة، بأن روسيا ليست دولة لتُضرب وتبتلع الأمر، بل قوة نووية عظمى، جاهزة للرد بما يوازي التهديد.. الدلالة الدبلوماسية في كلامه تكمن في رمزيته، فالرجل يتحدث بلغة 'الردع النووي غير المعلن'، ويكشف بوضوح أن التهديدات الأمريكية لم تعد تمر مرور الكرام، وأن استخدام أوكرانيا كورقة ضغط لم يعد بلا تكلفة.
تصريحات ترامب، التي قلصت المهلة من خمسين إلى 10 أيام، تتجاوز البعد السياسي إلى منطق الغطرسة الإمبريالية. إنها محاولات حثيثة لتوسيع جبهة الحرب الاقتصادية على روسيا، عبر فرض العقوبات والضغط على الدول المتعاملة معها، وهو تصعيد خطير، يوازي في دلالته الاستعداد لاستخدام وسائل أكثر تطرفًا إذا لم تُذعن موسكو.
رد ميدفيدف، اغاض الامبراطور الأمريكي، وهو ما جعله يتحدث بلغة التهديد مرة أخرى، ليقول:' علينا الحذر بعد تصرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، وقد ارسلت غواصتين نوويتين' لم يحدد وجهتهما.
ازدياد حجم الدعم الغربي
المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا لم تتوقف، بل ازدادت من حيث النوع والكم. الحديث لم يعد عن ذخائر تقليدية، بل عن صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة قادرة على ضرب العمق الروسي، بما في ذلك موسكو نفسها. ومع التهديد الأمريكي غير الخجول بهذه الضربات، يبدو أن الغرب بات أكثر استعدادًا لتجاوز خطوط بوتين الحمراء، ربما يدرك حجم الرد الروسي المحتمل، ومع ذلك يستعلي على القدرات الروسية، أو هكذا تشير تلميحاته. ولهذا جاء رد ميدفيديف قويًا، عندما قال:' بأن حربنا ستكون مع أمريكا'.
من هنا، لا تبدو احتمالات الحرب الشاملة مستبعدة. العالم يقترب من سيناريو غير مسبوق، حرب أوروبية جديدة، قد لا تخلو من نكهة نووية هذه المرة في حال تدخل الأطلسي. ومشروع السلام لم يعد له وكلاء، وأمريكا تقود العالم من جديد نحو هاوية، لا عبر الأخطاء، بل عبر التصميم.
وإذا كانت الجغرافيا السياسية تقول إن أوكرانيا هي خط التماس بين روسيا والغرب، فإن ما نشهده اليوم هو تحولها إلى فتيل قد يشعل ما هو أبعد من حدود أوروبا الشرقية. صراع المصالح صار صراع بقاء، والخطاب السياسي تحول إلى صراع إرادات نووية.. والسؤال الذي لا بد أن نطرحه هو: هل نعيش الأيام الأخيرة لما تبقى من الحياة على الكوكب في ظل هذا الاهتراء؟ أم أن البشرية على عتبة التحول الكبير نحو عالم جديد، عالم التعدد القطبي الأكثر عدالة الذي تقوده الصين وروسيا؟ الجزم حول هذا التحول أن هناك حراكًا دوليًا يمضي، وهناك إصرار قوي معلن وغير معلن على هذا التحول، للخروج من عباءة الأحادية القطبية والتفكير الامبريالي بالهيمنة والنفوذ على العالم.
‎2025-‎08-‎04
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البيت الأبيض يعلن فرض عقوبات ضد روسيا يوم الجمعة
البيت الأبيض يعلن فرض عقوبات ضد روسيا يوم الجمعة

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 15 دقائق

  • وكالة أنباء براثا

البيت الأبيض يعلن فرض عقوبات ضد روسيا يوم الجمعة

الصفحة الدولية وكالة انباء براثا 88 2025-08-06 أعلن البيت الأبيض، مساء اليوم الأربعاء، عزم الولايات المتحدة فرض عقوبات ثانوية ضد روسيا يوم الجمعة المقبل. ونقل موقع "أكسيوس"عن مصدر في البيت الأبيض: "لا يزال من المتوقع أن تُفرض العقوبات الثانوية يوم الجمعة". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حذر سابقاً بأنه حدد مهلة 50 يوما للتوصل إلى اتفاقيات بين روسيا وأوكرانيا، وبعد ذلك يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على موسكو وشركائها التجاريين، وفي 29 تموز، قال إنه يشعر بخيبة أمل تجاه روسيا والتقدم في التسوية، لذا قام بتقصير المهلة إلى 10 أيام. كما صرح نائب الممثل المؤقت للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جون كيلي في 31 تموز بأن ترامب يعتبر أن على روسيا وأوكرانيا التوصل إلى اتفاق سلام بحلول 8 آب. من جانبه، أفاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن الكرملين اطلع على تصريح الرئيس الأمريكي وأخذه بعين الاعتبار. واليوم الأربعاء، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة تصل إلى 25% على السلع القادمة من الدول التي تقوم بشراء النفط الروسي بشكل مباشر أو عبر أطراف وسيطة. اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام

إيطاليا تمنح الموافقة النهائية على بناء أطول جسر معلق في العالم إلى صقلية
إيطاليا تمنح الموافقة النهائية على بناء أطول جسر معلق في العالم إلى صقلية

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 39 دقائق

  • وكالة الصحافة المستقلة

إيطاليا تمنح الموافقة النهائية على بناء أطول جسر معلق في العالم إلى صقلية

المستقلة/- منحت روما الموافقة النهائية على مشروع بقيمة 13.5 مليار يورو لبناء أطول جسر معلق في العالم، يربط جزيرة صقلية بمنطقة كالابريا، الواقعة على حافة إيطاليا. ويزعم المصممون أن الجسر – المقرر بناؤه في واحدة من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في البحر الأبيض المتوسط – سيكون قادرًا على تحمل الزلازل. هذه أحدث محاولة من جانب المسؤولين الإيطاليين لإطلاق مشروع جسر ميسينا – وقد حاول العديد منهم على مر السنين، ولكن تم إلغاء الخطط لاحقًا بسبب مخاوف تتعلق بالتكلفة، والأضرار البيئية، والسلامة، أو احتمال تدخل المافيا. وأقرت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بأن المشروع لم يكون سهلاً. ومع ذلك، صرّحت يوم الأربعاء بأنها تعتبره 'استثمارًا في حاضر إيطاليا ومستقبلها'. وقالت ميلوني: 'نستمتع بالتحديات الصعبة عندما تكون منطقية'. ووفقًا للمشروع النهائي، سيمتد الجسر فوق مضيق ميسينا بطول 3.3 كيلومتر (2.05 ميل)، ويمتد بين برجين بارتفاع 400 متر (1300 قدم)، مع خطي سكة حديد في المنتصف وثلاثة مسارات مرورية على كلا الجانبين. تأمل روما في تصنيف الجسر كنفقات عسكرية ليُحتسب ضمن هدف حلف شمال الأطلسي (الناتو) المتمثل في تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع. احتفل وزير النقل ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني وحليف ميلوني في الحكومة، بهذا الإنجاز، قائلاً إن الهدف هو إكمال الجسر بين عامي 2032 و2033. كما زعم أن الجسر سيوفر 120 ألف فرصة عمل سنويًا، وسيحقق نموًا اقتصاديًا في المنطقة. تُعدّ منطقتا صقلية وكالابريا من أفقر مناطق أوروبا. ومع ذلك، لا يزال المشروع بحاجة إلى موافقة مسبقة من محكمة المحاسبات الإيطالية، بالإضافة إلى وكالات بيئية، على المستوى الوطني ومستوى الاتحاد الأوروبي. كما يجب استشارة السكان المحليين على جانبي المضيق، ممن قد تُصادر ممتلكاتهم، ويمكنهم الطعن قانونيًا في القرار، مما يعني أن بناء الجسر قد يتأخر أو يتوقف تمامًا. لن تكون هذه المرة الأولى التي يُؤجّل فيها بناء الجسر. فمنذ وضع الخطط الأولى له قبل أكثر من 50 عامًا، اضطرت أفكارٌ مختلفةٌ إلى تأجيله لأسبابٍ مختلفة، وواجه معارضةً شديدةً لفترةٍ طويلة. وشمل ذلك مخاوفَ من اختلاس مبالغ طائلة من أموال دافعي الضرائب من قِبل مافيات صقلية وكالابريا، ذات النفوذ الواسع على السياسة والمجتمع في جنوب إيطاليا. يوم الأربعاء، كرّر سياسيون محليون استياءهم من قرار الحكومة. وصف السيناتور نيكولا إيرتو، من الحزب الديمقراطي، المشروع بأنه 'مثير للجدل والانقسام'، قائلاً إنه سيُحوّل 'موارد حيوية عن النقل المحلي والبنية التحتية الحديثة والمدارس الآمنة ومرافق الرعاية الصحية عالية الجودة'. وقالت جيوسي كامينيتي، عمدة فيلا سان جيوفاني القريبة من موقع بناء الجسر على ساحل كالابريا، إن مدينتها ستتضرر بشدة، وحثّت على تخصيص المزيد من الوقت للمشاورات. وانتقدت اللجنة الشعبية الكالابرية 'لا للجسر' إعلان يوم الأربعاء، وقالت إنه مناورة سياسية، وليس نتيجة تقييم فني شامل. كما تقول الجماعات المحلية المعارضة للجسر إن بنائه سيستهلك ملايين اللترات من المياه يوميًا، في حين تعاني كل من صقلية وكالابريا من الجفاف بشكل منتظم. حاليًا، الطريقة الوحيدة لعبور القطارات المضيق هي نقلها إلى عبّارات ونقلها عبر البحر في رحلة تستغرق 30 دقيقة.

ترامب بفرض رسوم جمركية أضافية بنسبة 25% على الهند بسبب شراء النفط الروسي
ترامب بفرض رسوم جمركية أضافية بنسبة 25% على الهند بسبب شراء النفط الروسي

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 39 دقائق

  • وكالة الصحافة المستقلة

ترامب بفرض رسوم جمركية أضافية بنسبة 25% على الهند بسبب شراء النفط الروسي

المستقلة/- أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يفرض على الهند رسومًا جمركية إضافية بنسبة 25% على مشترياتها من النفط الروسي. سيرفع هذا إجمالي الرسوم الجمركية على الواردات الهندية إلى الولايات المتحدة إلى 50%، وهي من بين أعلى المعدلات التي تفرضها الولايات المتحدة. سيدخل المعدل الجديد حيز التنفيذ خلال 21 يومًا، أي في 27 أغسطس، وفقًا للأمر التنفيذي. وأفاد ردٌّ من وزارة الخارجية الهندية يوم الأربعاء بأن نيودلهي أوضحت بالفعل موقفها من الواردات من روسيا، وأكدت مجددًا أن الرسوم 'غير عادلة وغير مبررة وغير معقولة'. وجاء في البيان المقتضب: 'لذلك، من المؤسف للغاية أن تختار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية إضافية على الهند بسبب إجراءات تتخذها عدة دول أخرى بما يخدم مصالحها الوطنية'. وأضاف البيان: 'ستتخذ الهند جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الوطنية'. وكان الرئيس الأمريكي قد حذّر سابقًا من أنه سيرفع الرسوم، قائلاً إن الهند 'لا تهتم بعدد الأشخاص الذين يُقتلون في أوكرانيا على يد آلة الحرب الروسية'. يوم الأربعاء، صرّح البيت الأبيض في بيان له بأن 'تصرفات الاتحاد الروسي في أوكرانيا تُشكّل تهديدًا مستمرًا للأمن القومي الأمريكي وسياسته الخارجية، مما يستلزم اتخاذ تدابير أقوى لمواجهة حالة الطوارئ الوطنية'. وأضاف أن واردات الهند من النفط الروسي تُقوّض الجهود الأمريكية لمواجهة أنشطة روسيا في أوكرانيا. وأضاف أن الولايات المتحدة ستُحدّد الدول الأخرى التي تستورد النفط من روسيا، وستُوصي الرئيس باتخاذ المزيد من الإجراءات حسب الحاجة. يُعدّ النفط والغاز أكبر صادرات روسيا، ومن أكبر زبائن موسكو الصين والهند وتركيا. يأتي التهديد برفع الرسوم الجمركية عقب اجتماعاتٍ عُقدت يوم الأربعاء في موسكو، بحضور كبير مبعوثي ترامب، ستيف ويتكوف، بهدف ضمان السلام بين روسيا وأوكرانيا. ستعني الرسوم الجمركية الإضافية فرض رسوم جمركية باهظة بنسبة 50% على الصادرات الهندية الرئيسية، مثل المنسوجات والأحجار الكريمة والمجوهرات وقطع غيار السيارات والمأكولات البحرية، مما سيؤثر سلبًا على القطاعات الرئيسية المُولِّدة لفرص العمل. لا تزال الإلكترونيات، بما في ذلك هواتف آيفون، والأدوية مُعفاة من الرسوم الجمركية في الوقت الحالي. وسبق أن وصفت دلهي تهديد ترامب برفع الرسوم الجمركية على شرائها النفط من روسيا بأنه 'غير مُبرر وغير معقول'. وفي بيانٍ سابق، قال متحدثٌ باسم وزارة الخارجية الهندية إن الولايات المتحدة شجعت الهند على استيراد الغاز الروسي منذ بداية الصراع، 'لتعزيز استقرار أسواق الطاقة العالمية'. وأضاف أن الهند 'بدأت الاستيراد من روسيا لأن الإمدادات التقليدية حُوِّلت إلى أوروبا بعد اندلاع الصراع'. تُظهر الرسوم الجمركية المُهدَّد بها مؤخرًا استعداد ترامب لفرض عقوباتٍ تتعلق بالحرب في أوكرانيا، حتى على الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة حلفاءً أو شركاء تجاريين مُهمين. قد يكون هذا تحذيرًا من أن الدول الأخرى قد تشعر بضرر حقيقي إذا صعّد ترامب هذا النوع من العقوبات بعد انقضاء الموعد النهائي يوم الجمعة، حيث هدد الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات جديدة على روسيا وفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تشتري نفطها. لن تكون هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها إدارة ترامب رسومًا جمركية ثانوية، وهي رسوم مفروضة أيضًا لمعاقبة مشتري النفط الفنزويلي. سبق للهند أن انتقدت الولايات المتحدة – أكبر شريك تجاري لها – لفرضها هذه الرسوم، في حين أن الولايات المتحدة نفسها لا تزال تتعامل تجاريًا مع روسيا. في العام الماضي، تداولت الولايات المتحدة سلعًا تُقدر قيمتها بـ 3.5 مليار دولار مع روسيا، على الرغم من العقوبات والرسوم الجمركية الصارمة. سبق أن أشار ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى بعضهما البعض كأصدقاء، وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، حضر كل منهما تجمعات سياسية في بلد الآخر. لكن هذا لم يمنع ترامب من مهاجمة الهند بالرسوم، مما يشير إلى تباين المصالح بين نيودلهي وواشنطن. وصف اتحاد منظمات الصادرات الهندية قرار فرض رسوم جمركية إضافية بأنه 'مُفزع للغاية'، مضيفًا أنه سيؤثر على 55% من صادرات الهند إلى أمريكا. ومن المتوقع أن تُؤدي هذه الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار السلع الهندية في الولايات المتحدة، وقد تُخفض الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة بنسبة 40-50%، وفقًا لمبادرة أبحاث التجارة العالمية (GTRI)، وهي مؤسسة بحثية مقرها دلهي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store