logo
تركيا ومحاولة هندسة الأمن الإقليمي بعد الانسحاب الأمريكي من العراق وسوريا

تركيا ومحاولة هندسة الأمن الإقليمي بعد الانسحاب الأمريكي من العراق وسوريا

موقع كتاباتمنذ 3 أيام
تسعى تركيا في المرحلة الحالية إلى ملء الفراغ الاستراتيجي الذي سيخلفه انسحاب القوات الأمريكية من العراق من خلال طرح مبادرة تقوم على إنشاء منظومة أمنية مشتركة تضم كلًا من العراق وسوريا والأردن وتركيا وهي ليست تحالفًا عسكريًا صريحًا في مرحلتها الأولى بل منظومة تنسيقية تهدف إلى محاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش وكذلك تنظيمات مسلحة أخرى تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة وتقوم هذه المبادرة على فكرة تأسيس تفاهمات سياسية وأمنية متدرجة قد تتطور مستقبلًا إلى شكل من أشكال التحالف العسكري الإقليمي الذي يضمن استقرار الجوار العربي والتركي ويضع حدًا للنفوذ الإسرائيلي المتنامي في المنطقة من خلال ما يُعرف بمشروع ممر داوود الذي تعتبره أنقرة تهديدًا مباشرًا للعمق الجيوسياسي للمنطقة بأسرها الجانب التركي لا ينظر إلى هذه المبادرة بوصفها أداة لمحاربة الإرهاب فحسب بل كآلية لمعالجة ملف أكثر تعقيدًا وهو المسألة الكردية التي تمتد من جبال قنديل في العراق إلى شمال شرق سوريا حيث يشكل التمدد الكردي في هذه المناطق خطرًا استراتيجيًا على الأمن القومي التركي وقد تسعى أنقرة من خلال هذه المنظومة إلى فرض تسوية سياسية تتضمن إخضاع إقليم كردستان العراق لشروط الحكومة المركزية في بغداد والضغط باتجاه منع أي كيان كردي مستقل أو شبه مستقل في سوريا تكون له صلات عضوية مع حزب العمال الكردستاني أو امتداداته السياسية والعسكرية في المقابل تشير الرؤية التركية إلى أن إيران ستكون مستبعدة من هذا التحرك إذ ترى أنقرة أن النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان بدأ يتراجع بفعل الضغوط الدولية والخسائر الاستراتيجية في ساحات التأثير لذلك تسعى تركيا إلى شغل هذا الفراغ بدور أكثر فعالية وأكثر قبولًا إقليميًا وغربيًا في آن معًا وهي بذلك تطرح نفسها كبديل متوازن وقادر على التعامل مع ملفات المنطقة دون أن يُثقل بحسابات أيديولوجية أو أجندات طائفية الفوائد التي قد تنتج عن هذا التشكيل عديدة أولها أنه قد يعيد ضبط الأمن في مناطق واسعة من العراق وسوريا ويُضعف من قدرة التنظيمات المتطرفة على المناورة كما أنه يمنح الدول المنخرطة فيه أدوات أكثر استقلالية في اتخاذ القرار الأمني بعيدًا عن الهيمنة الأجنبية ويخلق إطارًا للتعاون السياسي يمهد لإعادة بناء الثقة بين الأطراف الإقليمية المتضررة من سنوات من التوتر والحروب أما بالنسبة لتركيا فهو يمنحها الفرصة لإدارة الأمن الحدودي بنفسها ومنع تحول الجوار إلى نقطة انطلاق لأي تهديد داخلي مستقبلي
إلا أن هذه المبادرة تواجه تحديات كبيرة أبرزها هشاشة العلاقات السياسية بين بعض الأطراف الفاعلة فالعلاقة بين أنقرة وبعض دول المنطقه لا تزال متوترة على الرغم من وجود تنسيق أمني غير مباشر عبر وسطاء كما أن الملف الكردي نفسه يحمل ألغامًا سياسية وأمنية معقدة قد تؤدي إلى انفجار داخلي في حال فُرضت تسوية قسرية لا تتماشى مع تطلعات الأكراد كذلك فإن إقصاء إيران من هذه المنظومة قد يدفعها إلى استخدام أدواتها لعرقلة المشروع من خلال تصعيد ميداني أو سياسي وأما الأردن فقد يتعامل بحذر مع أي مبادرة إقليمية تحمل أبعادًا أمنية واسعة نظرًا لحساسية موقعه الجغرافي وتشابك علاقاته مع أطراف متعددة أما على مستوى التفاعل الدولي فإن الموقف الأمريكي لن يكون بالضرورة داعمًا لهذا المشروع إذ أن واشنطن رغم انسحابها العسكري تبقى معنية بإبقاء موطئ قدم سياسي واستخباراتي في العراق وسوريا وتحديدًا عبر حلفائها الأكراد وتخشى من أن تتحول المبادرة التركية إلى أداة لتصفية هؤلاء الحلفاء وهو ما يُضعف النفوذ الأمريكي ويُعزز المحور التركي في المنطقة ومع ذلك قد تنظر واشنطن للمبادرة بعين البراغماتية إذا ما رأت فيها وسيلة لاحتواء إيران دون الحاجة إلى تدخل مباشر لكنها ستبقى تراقب أي تحول في هذه المنظومة إلى تحالف أمني مغلق قد يُقصيها نهائيًا من معادلة الشرق الأوسط من هنا فإن مستقبل هذه المبادرة يتوقف على قدرة تركيا على موازنة طموحاتها مع هواجس الأطراف الأخرى كما يتوقف على إدارتها للعلاقة مع كل من إيران والولايات المتحدة فإذا استطاعت أنقرة الحفاظ على هذا التوازن فقد تنجح في تأسيس منظومة أمن إقليمي جديدة تُعيد رسم خارطة التوازنات دون صدامات كبرى أما إذا بالغت في توظيفها للمبادرة كأداة نفوذ مباشر فقد تتحول إلى عامل جديد للصراع بدل أن تكون منصة للاستقرار..

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بوتين يبحث مع لاريجاني البرنامج النووي الايراني
بوتين يبحث مع لاريجاني البرنامج النووي الايراني

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 9 دقائق

  • وكالة الصحافة المستقلة

بوتين يبحث مع لاريجاني البرنامج النووي الايراني

المستقلة/- كشف الكرملين، يوم الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد لقاءً مع علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في العاصمة موسكو، لبحث القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني وتطورات الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن لاريجاني نقل خلال المباحثات 'تقييمات حول الوضع المتدهور في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى مناقشة أحدث التطورات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني'. وأشار إلى أن بوتين جدد التأكيد على موقف روسيا الداعي إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وحل القضايا المرتبطة بالنشاط النووي الإيراني عبر القنوات السياسية والدبلوماسية. وفي سياق متصل، نفت كل من روسيا وإيران يوم السبت 12 يوليو ما وصفته بـ'ادعاءات غير صحيحة' نشرها موقع 'أكسيوس'، زعم فيه أن بوتين دعا إيران إلى قبول الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، الذي يشمل التزامًا بعدم تخصيب اليورانيوم. وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن التقرير يشكل 'حملة مغرضة تهدف إلى تصعيد التوترات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني'، مشددة على أن موسكو كانت ولا تزال تدعو إلى حل الأزمة النووية الإيرانية عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية فقط، مع التأكيد على استعدادها للمساهمة في التوصل إلى حلول متبادلة المنفعة. ودعت الوزارة وسائل الإعلام العالمية إلى الاعتماد على المصادر الرسمية عند تناول القضايا الدولية الحساسة، والامتناع عن نشر معلومات غير موثوقة من شأنها تأجيج التوترات الدولية.

محافظ كربلاء يجدد الدعم الكامل لمديرية الدفاع المدني بحق المخالفين
محافظ كربلاء يجدد الدعم الكامل لمديرية الدفاع المدني بحق المخالفين

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 9 دقائق

  • وكالة الصحافة المستقلة

محافظ كربلاء يجدد الدعم الكامل لمديرية الدفاع المدني بحق المخالفين

المستقلة / علي النصر الله / .. جدد محافظ كربلاء المقدسة نصيف الخطابي، اليوم الاحد، الدعم الكامل للإجراءات القانونية التي تتخذها مديرية الدفاع المدني بحق المخالفين من أصحاب المولات التجارية والمباني السكنية، لما تمثله من أهمية بالغة في الحفاظ على أرواح المواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة. وقال الخطابي في تصريح لـــ (المستقلة) إن 'المحافظة تؤكد دعم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني للإجراءات المشددة التي تتخذها المحافظة بشأن تعليمات الالتزام بشروط السلامة والأمان '، وشدد في الوقت ذاته 'على ضرورة عدم التهاون في التعامل مع أي حالة تهدد سلامة المواطنين، باعتبار أن حياة الإنسان وأمنه تأتي فوق جميع الاعتبارات '. النائب الاول لمحافظ كربلاء علي الميالي قال في تصريح لــ (المستقلة) إن ' الهدف من هذه الإجراءات هو حماية مدينة الإمام الحسين (عليه السلام) وصون مكانتها الروحية والتاريخية، خصوصًا في ظل توافد الزائرين والمواسم الدينية المستمرة '. وأكد 'أهمية تعزيز الرقابة من قبل فرق الدفاع المدني على جميع المحال التجارية والفنادق في المحافظة'. وأشار الى إن ' الجهات المعنية تواصل جهودها في تنفيذ حملات تفتيش دورية، لضمان الالتزام بالإجراءات الوقائية والتعليمات الصادرة من الجهات المختصة، وأن أي تجاوزات أو تقصير في تطبيق هذه الإجراءات سيتم التعامل معها وفق للقانون وبكل حزم '. الى ذلك أعلنت مديرية الدفاع المدني في كربلاء، إن 'مفارز المديرية اغلقت مول الحارث، ومجمع الكوثر التجاريين، بسبب عدم التزامهما بشروط وتعليمات السلامة العامة مما يشكل خطراً على حياة مرتاديها '. وقالت المديرية في بيان لها، تلقت (المستقلة) نسخة منه اليوم الأحد، إن ' قرار الإغلاق جاء حرصاً على سلامة المواطنين '. وأكدت أن 'الإغلاق سيبقى ساريا لحين معالجة المخالفات الفنية والإدارية وتوفير شروط السلامة كافة وفق الضوابط المعتمدة ' واشارت المديرية في البيان ، الى إغلاق أكثر من (480 مشروعا ) مخالفا لضوابط السلامة خلال العام الجاري '.

إيران تعود إلى المفاوضات النووية مع الاتحاد الأوربي
إيران تعود إلى المفاوضات النووية مع الاتحاد الأوربي

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ 9 دقائق

  • وكالة الصحافة المستقلة

إيران تعود إلى المفاوضات النووية مع الاتحاد الأوربي

المستقلة/-توصلت إيران إلى اتفاق مبدئي مع كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا (المعروفة بالترويكا الأوروبية) لبدء جولة جديدة من المحادثات حول برنامجها النووي، وفق ما نقلته وكالة أنباء 'تسنيم' الإيرانية، اليوم الأحد، عن مصدر مطّلع لم تُكشف هويته. وأوضح المصدر أن الاتفاق يشمل مبدأ استئناف المحادثات، بينما لا تزال المشاورات جارية لتحديد موعد ومكان انعقادها، مع ترجيحات بأن تُعقد خلال الأسبوع المقبل في موقع غير محدد داخل أوروبا. وستُجرى المفاوضات المرتقبة على مستوى مساعدي وزراء الخارجية للدول المعنية، وذلك في سياق الجهود لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي في مايو 2018، وأعادت بعده فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، التي ردت حينها بالتراجع عن بعض التزاماتها النووية. تهديدات أوروبية بإعادة تفعيل العقوبات الأممية وكانت طهران قد بدأت بدراسة طلب رسمي من الترويكا الأوروبية لاستئناف المفاوضات، وسط تحذيرات متكررة من العواصم الأوروبية بأنها ستفعّل 'آلية معاودة فرض العقوبات'، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد. وينتهي قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف العقوبات على إيران في 18 أكتوبر المقبل، ومن شروطه إمكان معاودة فرض عقوبات الأمم المتحدة السابقة. وستستغرق هذه العملية نحو 30 يوماً. وفي أول اتصال هاتفي منذ بدء الحرب الإسرائيلية على إيران في يونيو الماضي والاستهداف الأميركي لمنشآت نووية إيرانية، أجرى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، مكالمة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبّروا خلالها عن تمسكهم باستئناف المحادثات بشكل فوري. عراقجي يرفض التهديد الأوروبي وبحسب مصدر دبلوماسي فرنسي، فقد شدد الوزراء الأوروبيون خلال الاتصال على ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي 'مستدام وقابل للتحقق'، ملوحين بتفعيل آلية العقوبات في حال لم تلتزم طهران بذلك قبل نهاية أغسطس. غير أن الوزير الإيراني عباس عراقجي رفض هذه التهديدات، وكتب في منشور على منصة 'إكس' (تويتر سابقاً): 'الولايات المتحدة هي من انسحبت من المفاوضات في يونيو الماضي، ولجأت للخيار العسكري، وليس إيران'. ودعا عراقجي الدول الأوروبية إلى التخلي عن 'سياسات التهديد والضغط التي عفا عليها الزمن'، مؤكداً أن معاودة فرض العقوبات لا تستند إلى أساس قانوني أو أخلاقي. وأضاف: 'المحادثات لن تكون ممكنة إلا إذا أبدى الطرف الآخر استعداداً للتوصل إلى اتفاق نووي عادل ومتوازن ويحقق الفائدة للطرفين'. خلفية الاتفاق النووي والتوترات المستمرة يُذكر أن الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 ضم إيران إلى جانب الترويكا الأوروبية، والصين وروسيا والولايات المتحدة، وكان يقضي برفع العقوبات المفروضة على طهران مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي. لكن بعد انسحاب واشنطن، طالبت الولايات المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم وتفكيك عدد من مكونات البرنامج النووي الإيراني، بينما تصر طهران على أن التخصيب حق قانوني مكفول لها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتشترط رفع العقوبات بالكامل كمدخل لأي تسوية محتملة. ومع اقتراب استحقاق أكتوبر، تتصاعد الضغوط الدولية لإعادة ضبط المسار التفاوضي، وسط أجواء إقليمية ودولية متوترة، وشكوك حول مدى استعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات كافية لإنقاذ الاتفاق. المصدر: يورونيوز

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store