
أزمة وسام أبو علي والأهلي المصري تتصاعد والاتحاد الفلسطيني يتدخل
وكان وسام أبو علي قد تلقى أكثر من عرض خلال الفترة الأخيرة بعد تألقه مع الأهلي الموسم الماضي، إضافة إلى مواصلة أدائه الجيد في بطولة كأس العالم للأندية، إذ أنهى مشاركته بإحراز ثلاثية في مرمى بورتو البرتغالي في اللقاء الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بين الطرفين (4-4).
عروض وسام أبو علي
تلقى الأهلي بصورة رسمية خلال الشهر الماضي عروضاً قوية من أجل الحصول على خدمات مهاجمه الفلسطيني، إذ فاقت جميعها 5 ملايين دولار. وكان الأهلي قد ضم اللاعب منذ موسمين من سيريس السويدي بمقابل مليون ونصف المليون دولار، وهو ما يعطي للأهلي مكسباً كبيراً في فارق القيمة المادية، ولكن حامل لقب الدوري المصري يرغب في الحصول على أكبر استفادة مادية ممكنة من بيع لاعبه بسبب أنه يوجد على رأس أولويات أكثر من فريق سواء في الدوريات الخليجية أو الدوري الأميركي تحديداً.
وكان الأهلي قد أعلن منذ أيام عدة عن العروض بصورة رسمية لضم وسام أبو علي، وذلك في بيان رسمي عبر موقعه وهو ما وضع الحقيقة أمام الجماهير.
وجاء البيان على النحو التالي "أغلقت إدارة الكرة ملف بيع وسام أبو علي، مهاجم الأهلي، وتقرر استمرار اللاعب مع الفريق وفقاً لتعاقده مع النادي حتى عام 2029. جاء هذا القرار بعد تداعيات بدأت بتلقي الأهلي عرضاً من نادي الوصل الإماراتي لشراء وسام أبو علي، تدرج المقابل المالي فيه من مليونين إلى 6 ثم 8 ملايين دولار + 20 في المئة من صافى عائد البيع، ورد النادي بأن المقابل للعروض لا يتناسب مع طلب الأهلي وقدرات اللاعب". وأضاف "في الوقت ذاته تلقى النادي عرضاً من نادي كولومبوس كرو الأميركي بدأ بـ4 ملايين دولار وصل إلى 5.25 مليون دولار + 750 ألف دولار مزايا إضافية، إضافة إلى 10 في المئة من عائد البيع، ورد الأهلي بأن المقابل المادي أقل من المنتظر وأن قيمة اللاعب لا تقل عن 9.5 مليون دولار إضافة إلى 2.5 مليون دولار مزايا إضافية، وطالت فترة التفاوض من دون حسم للأمر من الجانب الأميركي".
واختتم الأهلي بيانه قائلاً "بالتالي تم إغلاق ملف بيع وسام أبو علي، الذي كان على دراية كاملة بجميع المفاوضات التي جرت والمراسلات التي تمت مع كل الأطراف"، وازدادت الأمور سخونة عقب هذا البيان بسبب رد فعل اللاعب على هذا القرار.
وكانت تقارير قد أشارت أيضاً إلى وجود عرض من جانب الريان القطري قد وصل إلى 7 ملايين دولار، ولكن لم يحصل على موافقة النادي الأهلي بسبب ضعف المقابل المادي، إذ انسحب الريان من الصفقة لعدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
وسام أبو علي يشعل الأمور
وعاد وسام أبو علي إلى القاهرة عقب انتهاء إجازته التي منحها له المدير الفني الإسباني خوسيه ريبيرو للفريق قبل الإعداد للموسم الجديد، وكشفت تقارير حول تحدثه مع المدير الرياضي محمد يوسف للرحيل، وأن الأمور لم تسر بصورة جيدة، إذ أبلغه المدير الرياضي بأن العرض يجب أن يلقى رضاء الإدارة.
وكان من المفترض أن يخضع وسام أبو علي لبعض القياسات البدنية قبل انطلاق معسكر النادي الأهلي، ولكنه لم يحضر من أجل تحديد مدى جاهزيته للموسم الجديد، مما فاجأ الإدارة بسبب إصراره على الرحيل.
وأصدر الأهلي قراراً صارماً باستبعاد اللاعب من معسكر إعداد الفريق في تونس، وأعلن ذلك في بيان رسمي، إذ قال "قرر المدير الرياضي محمد يوسف عقب التشاور مع خوسيه ريبيرو المدير الفني للفريق، استبعاد وسام أبو علي من بعثة الأهلي المتجهة إلى تونس لإقامة معسكر الإعداد خلال الفترة من الـ18 إلى الـ26 من يوليو (تموز) الجاري".
جاء ذلك نظراً إلى عدم قيام اللاعب بإجراء القياسات البدنية والأشعات والفحوصات الطبية في المواعيد المحددة، فضلاً عن غيابه عن التدريبات والجلسات العلاجية من دون إذن.
وبذلك زادت حدة التعامل بين الأهلي ووسام أبو علي خلال الفترة الحالية، وأصبحت مسألة استمراره مع الفريق شبه مستحيلة.
تصعيد وجدل
وشهدت الأيام الأخيرة لهجة تصعيد من جانب اللاعب ووكيله آدم وطني، الذي يوجد في القاهرة خلال الشهر الجاري من أجل حسم الأمر برحيله عن الأهلي ومحاولة الوصول مع مجلس الإدارة إلى صيغة اتفاق.
وقال وطني في تصريحات نشرتها وسائل إعلام مصرية خلال الساعات الماضية، إن موقف إدارة الأهلي صادم بسبب عدم تنفيذ وعودها التي قطعتها على نفسها أمام اللاعب، بالسماح له بالرحيل عقب نهاية منافسات كأس العالم للأندية 2025، وأنهم لم يعطوا مرونة كافية في المقابل المادي على رغم وصوله إلى حاجز الـ7 ملايين دولار، إلا أن إدارة الأهلي تريد إلى الحصول على مكاسب أكبر.
ونشر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عبر حسابه الرسمي على منصة "فيسبوك" بياناً طالب خلاله بالتعامل باحترافية في موقف وسام أبو علي، وأنه يتلقى رسائل عدة غير لائقة من الجماهير بسبب إصراره على الرحيل عن صفوف النادي في الوقت الحالي.
ومسح الاتحاد الفلسطيني البيان بعدها بساعات، ليثير الجدل حول الأمر بصورة كبرى، وأكد رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرغوب أن البيان جاء بدافع من الاتحاد فقط ولم يكن هناك تواصل مع اللاعب، وأن ما حدث لا يليق بقيمة ومكانة الأهلي وأن موقفهم تجاه اللاعب لا يصح.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تشهد الأيام المقبلة موقفاً حاسماً من الأهلي سواء ببيع اللاعب أو الإبقاء عليه، بخاصة أن العلاقة بين الطرفين وصلت لدرجة صعبة من التعامل، وعدم وجود المهاجم الفلسطيني في معسكر تونس يعطي مؤشرات غير جيدة حول مستقبله.
وكان وسام أبو علي (26 سنة) قد انضم للأهلي من سيريس السويدي، إذ خاض مع الفريق 60 لقاء في جميع المسابقات، نجح في تسجيل 38 هدفاً وصنع 10 أخرى، وهو ما وضعه من أبرز اللاعبين خلال الأعوام الأخيرة الذين شغلوا مركز المهاجم الصريح الذي عانى فيه الفريق مع لاعبين لم يقدموا المردود المنتظر، كونهم يقودون هجوم الأكثر تتويجاً في أفريقيا.
وتعد نسبة تهديف وسام أبو علي مع الأهلي هي الأفضل له خلال مسيرته الاحترافية، وهو ما جعل الجماهير تتمسك باستمراره قبل أن تتوتر العلاقة بهذه الصورة خلال الأيام الأخيرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ ساعة واحدة
- حضرموت نت
تفاصيل إنتهاء أزمة رحيل وسام أبو علي عن الأهلي
توشك قصة المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي مع النادي الأهلي المصري على الوصول إلى محطتها الأخيرة، بعد أن اقتربت مفاوضات انتقاله إلى نادي كولومبوس كرو الأمريكي من الحسم، في صفقة شهدت العديد من الكواليس والمطالب التي تمسكت بها إدارة القلعة الحمراء حتى اللحظات الأخيرة. طلبات الأهلي تحسم الصفقة بعد مفاوضات طويلة كشف الإعلامي أحمد شوبير في برنامجه الإذاعي 'مع شوبير' على إذاعة 'أون سبورت إف إم' اليوم الأحد، أن النادي الأمريكي دخل في مفاوضات جادة مع الأهلي منذ عدة أسابيع، وسط اهتمام حقيقي بخدمات وسام أبو علي، الذي خطف الأنظار بأدائه اللافت مع المارد الأحمر في الموسم الماضي. وشهدت المحادثات شد وجذب بين الطرفين، خاصة مع تمسك الأهلي بعدد من الشروط، وعلى رأسها الحصول على نسبة من إعادة البيع المستقبلية. ورغم أن الأهلي طلب الحصول على 20% من قيمة إعادة البيع، إلا أن الطرفين استقرا في النهاية على نسبة 15%، وهو ما اعتُبر انتصارًا نسبيًا للإدارة الحمراء في إطار الحفاظ على حقوق النادي مستقبلًا، خاصة أن اللاعب لا يزال في مرحلة تصاعدية من مسيرته. نهاية قريبة للعلاقة.. والساعات القادمة حاسمة بحسب مصادر خاصة داخل الأهلي، فإن كافة الأمور تسير نحو إتمام الصفقة رسميًا خلال ساعات أو أيام قليلة، حيث تم التوافق على أغلب البنود المالية والإدارية. ويُنتظر فقط الإعلان الرسمي من جانب النادي الأمريكي فور انتهاء بعض الإجراءات التنظيمية المتعلقة بالسفر والتأشيرة. عروض أخرى.. ورفض من الأهلي بعد عودة وسام أبو علي من زيارة للولايات المتحدة، أبلغ إدارة الأهلي بامتلاكه أكثر من عرض خارجي، أبرزها من نادي الوصل الإماراتي، لكن العرض قوبل بالرفض نظرًا لضعف المقابل المالي المعروض من الجانب الإماراتي. كما ترددت أنباء عن اهتمام من نادي الريان القطري، لكن الأهلي لم يتلقَّ أي عروض رسمية من النادي المذكور، وهو ما حصر المنافسة عمليًا في كولومبوس كرو فقط، الذي أظهر جدية منذ البداية حتى الوصول إلى الصيغة النهائية للاتفاق. الأهلي أعاد الهوية.. ووسام رد بإنجازات لا يمكن فصل قصة وسام أبو علي مع الأهلي عن البعد الإنساني والوطني، إذ تعاقد معه النادي قادمًا من الدوري السويدي، حيث لم يكن يُعامل كلاعب فلسطيني هناك، لكنه عند انضمامه إلى الأهلي، أصر النادي على تسجيله كلاعب فلسطيني، ما أعاد له هويته، وفي الوقت نفسه، سمح له باللعب كلاعب محلي في مصر، نظرًا لقوانين اتحاد الكرة التي تُعامل اللاعبين الفلسطينيين معاملة المصريين. وجاء رد وسام أبو علي في الملعب؛ حيث تألق بصورة مذهلة خلال الموسم الماضي، رغم أنه لم يبدأ الموسم منذ جولاته الأولى. وسجل اللاعب عددًا كبيرًا من الأهداف، ليتوّج نفسه في نهاية المطاف هدافًا للدوري المصري الممتاز. هاتريك مونديالي.. لحظة تاريخية وكان وسام قد بصم على واحدة من أبرز لحظاته بقميص الأهلي عندما سجل هاتريك تاريخيًا في شباك بورتو البرتغالي خلال كأس العالم للأندية، ليصبح أول لاعب يسجل ثلاثية مثالية (بالقدمين والرأس) في تاريخ البطولة. ذلك الأداء الاستثنائي زاد من قيمته التسويقية بشكل لافت، وفتح الباب أمام انتقاله إلى الدوري الأمريكي عبر بوابة كولومبوس كرو، في خطوة تمثل مرحلة جديدة في مسيرته الاحترافية. خلاصة التقرير: وسام أبو علي يقترب من الانتقال إلى كولومبوس كرو الأمريكي. الأهلي حصل على 15% من إعادة البيع في الاتفاق النهائي. رفض عروضًا أخرى أبرزها من الوصل الإماراتي. تألق لافت في الموسم الماضي وتُوج هدافًا للدوري المصري. هاتريك مونديالي كتب له لحظة تاريخية في كأس العالم للأندية. الساعات القادمة قد تشهد الإعلان الرسمي عن رحيله من القلعة الحمراء. هل تحب أضيف فقرة تضم الكلمات المفتاحية لرفع ترتيب الخبر على محركات البحث؟


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
"جيه بي مورغان" يحذر من أزمة مقبلة ويستثمر في الأصول الخطرة
على رغم تحذيره من أخطار سوق الائتمان الخاص، خصص الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس"، جيمي ديمون، 50 مليار دولار لدخول هذا القطاع سريع النمو، الذي يهدد بإزاحة البنوك الكبرى عن مشهد الإقراض المؤسسي التقليدي. نما الائتمان الخاص، أو ما يعرف بالإقراض المباشر للشركات عالية الأخطار بعيداً من رقابة الجهات التنظيمية، بصورة غير مسبوقة خلال العقدين الماضيين، إذ قفزت رؤوس الأموال المخصصة له من مليارات محدودة إلى نحو 700 مليار دولار في 2024. بدأت هذه السوق باجتذاب شركات وصناديق عملاقة مثل "بلاكستون" و"أريس مانغمنت"، التي تقدم قروضاً للشركات بسرعة وبمرونة تفوق البنوك، مقابل معدلات فائدة مرتفعة. يرى ديمون أن هذا النمو يشبه فقاعة مالية قد تنفجر، تماماً كما حدث في أزمة الرهون العقارية عام 2008، ومع ذلك، قرر أن "جيه بي مورغان" لن يبقى متفرجاً. بل أعلن عن استثمار مباشر في هذه السوق بقيمة 50 مليار دولار، مستفيداً من فائض رأسماله البالغ 100 مليار دولار، في خطوة تحمل رهانات كبرى على إمكانية اقتناص الفرص عند وقوع انهيار محتمل. لماذا الآن؟ وفق ديمون، تجاهل البنوك لهذا القطاع يهدد بتآكل حصتها في السوق، ففي السنوات الأخيرة، خسرت البنوك الكبرى صفقات ضخمة لمصلحة منافسين غير مصرفيين، ومن أبرز الأمثلة صفقة إقراض خاصة بقيمة ملياري دولار لمصلحة "آردوناه" وصفقة استحواذ "توما برافو" على "ستامز دوت كوم" التي اعتمدت على تمويل خاص بنحو ثلاثة مليارات دولار. وقرر ديمون إعادة بناء ذراع "جيه بي مورغان" للإقراض الخاص بعدما تخلى عنها قبل عقد تقريباً حين استقل فريق "هايبريدغ" وأسس لاحقاً HPS Investment Partners تلك الخطوة اعتبرها ديمون لاحقاً واحدة من أكبر إخفاقاته الإدارية، بعدما أصبحت HPS من أضخم شركات الإقراض الخاص عالمياً. منهجية ديمون الجديدة تقوم على استخدام موازنة البنك العمومية مباشرة للإقراض الخاص عبر وحدة الخدمات المصرفية الاستثمارية، بدلاً من الاعتماد على صناديق منفصلة خاضعة للوائح مختلفة، وذلك يمنح "جيه بي مورغان" مرونة أكبر، مع الحفاظ على مراقبة ذاتية صارمة للأخطار، بحسب تصريحات البنك. ومع هذه الخطوة، يقدم البنك لعملائه خيارين، قروض تقليدية مشتركة، أو قروض خاصة بشروط مرنة وسعر فائدة أعلى، ومثال بارز على هذا النموذج صفقة "وولغرينز"، التي موّل فيها "جيه بي مورغان" قروضاً ضخمة عبر ذراعه الجديد للإقراض الخاص بالتعاون مع "غولدمان ساكس" وHPS . ما الأخطار؟ يعترف ديمون علناً أن هذه السوق قد تتسبب بأزمة مالية جديدة، بخاصة مع دخول شركات الائتمان الخاص في تعقيدات تمويل موجهة إلى الأفراد العاديين، وليس فقط المستثمرين الكبار، إذ طورت شركات مثل "بلاكستون" و"كي كي آر" منتجات تستهدف المدخرين وصناديق التقاعد، ما يرفع احتمالات تعرض الاقتصاد لأخطار نظامية أكبر إذا تعثر هذا النوع من القروض. وبحسب خبراء مثل فابيو ناتالوتشي، من معهد "أندرسن"، فإن هذه الشركات أصبحت "تشبه البنوك من دون أن تخضع لنفس القوانين". ويقول ناتالوتشي إن حجم سوق الائتمان الخاص تضاعف لدرجة أنه لم يخضع بعد لاختبار حقيقي في فترات الركود. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ديمون نفسه قال أمام الكونغرس عام 2023 إن سوق الائتمان الخاص تدفع النشاط الاقتصادي بعيداً من أعين المنظمين، محذراً من "عقاب شديد" إذا انهارت قروض كافية ووجد المستثمرون الأفراد أنفسهم يتحملون الخسائر. دوافع البنك على رغم كل هذه التحذيرات، يرى "جيه بي مورغان" أن التوسع في الإقراض الخاص ضرورة للحفاظ على مكانته التنافسية في سوق متغيرة، فالمنافسة وصلت إلى حد خسارة صفقات بمليارات الدولارات لشركات مثل "أبولو" التي قدمت عروض تمويل أكثر مرونة للعملاء مثل "إنتل". وفي فبراير (شباط) الماضي، أعلن "جيه بي مورغان" رسمياً عن رفع التزامه إلى 50 مليار دولار في هذا القطاع، وتقول إدارة البنك إن هذا التحرك يمنحها فرصة جمع العائدات التي كانت تذهب سابقاً للمنافسين، مع وضع ضوابط داخلية دقيقة لإدارة الأخطار. نهاية اللعبة؟ يبدو أن ديمون يراهن على تكرار سيناريو 2008 لمصلحته: الاستعداد مبكراً، الدخول بحجم كبير ولكن محسوب، ثم اقتناص الأصول والفرص حين تنفجر الفقاعة، لكن خبراء يرون أن حجم القطاع اليوم، واعتماده على أموال الأفراد، يجعلان أي انهيار محتمل أكثر تعقيداً وأشد خطورة على النظام المالي العالمي. وفي النهاية، تبقى معضلة البنوك الكبرى مثل "جيه بي مورغان" في كيفية موازنة حاجتها للنمو مع الحفاظ على الاستقرار. خطوة ديمون الأخيرة تعكس هذا التحدي: السير على الحافة، بين المكسب الكبير والخطر الأكبر.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
سفر أغلى وأرباح أكبر... الأميركيون بين نار الدولار وضعف قدرة الشراء
اعتاد السائحون الأميركيون الاستفادة الكبيرة من قوة الدولار في الخارج، لكنهم هذا الصيف يتلقّون صدمة غير متوقعة، إذ سجّل مؤشر الدولار الأميركي الذي يقارن أداء العملة الأميركية بسلة من ست عملات رئيسة، أسوأ أداء له في النصف الأول من العام منذ أكثر من 50 عاماً. وتراجع الدولار بنسبة 13 في المئة مقابل اليورو هذا العام، وبنسبة 6 في المئة مقابل الين الياباني. ويمثّل هذا تحولاً حاداً عن الأوضاع التي كانت تسود حتى عام 2024، حينما عزز الدولار القوي القدرة الشرائية للأميركيين على الواردات، وأشعل موجة سفر إلى الخارج، وأثار نقاشات حول ديناميكية الاقتصاد الأميركي. لكن الأمور تغيّرت في ظل سياسات التجارة التي تنتهجها إدارة ترمب، والمخاوف المتزايدة في شأن الدين الوطني الأميركي، وتقلّص الفجوة بين أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات الكبرى، وهي جميعها عوامل بدأت تُثقل كاهل العملة الأميركية. ويتوقّع كثيرون أن يواصل الدولار تراجعه، في وقت أدى هذا الانخفاض إلى جعل الصادرات الأميركية أكثر تنافسية (ما يمثّل فائدة للصناعة الأميركية)، وفتح الباب أمام استثمارات الأميركيين في الأسهم الأجنبية، لكنه في الوقت نفسه جعل السفر إلى الخارج أكثر كلفة مما كان عليه منذ أعوام. مع ذلك، لا تزال حقائب السفر تُجهّز، إذ أظهرت دراسة أجرتها شركة "ديلويت" في مايو (أيار) الماضي، أن ربع المستهلكين الأميركيين يخططون للسفر إلى الخارج خلال الأشهر الثلاثة التالية، وهذه النسبة بقيت مستقرة إلى حد كبير منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، بل إنها أعلى قليلاً من نظيرتيها في مايو 2023 والشهر ذاته من عام 2024. غادر ألبرت تارتاغليا إلى إسبانيا الأحد، وعائلته من محبي العسل من مختلف أنحاء العالم، واشترى كميات كبيرة منه خلال زيارته الأخيرة في عام 2022. وقال تارتاغليا، وهو محاسب يبلغ من العمر 45 سنة ويقيم في مدينة إنديانابوليس "كنت أشتري الأشياء فقط لأحملها معي إلى المنزل، من دون أي تفكير". أما اليوم، ومع تراجع سعر صرف الدولار، فقال "قد أميل إلى تقليص ما نشتريه". قوة الدولار مصدر متاعب للشركات شكّل عقد كامل من قوة الدولار المستمرة مصدر متاعب للشركات الأميركية متعددة الجنسيات، فعندما ارتفع الدولار بشكل كبير في الربع الأخير من العام الماضي، تلقّت شركات أميركية عملاقة مثل "أبل" و"أمازون" ضربة مؤثرة في أرباحها، فالدولار الأقوى يجعل الصادرات الأميركية أكثر كلفة للمشترين في الخارج، ويقلّص من أرباح الشركات في الأسواق الخارجية عند تحويلها مجدداً إلى الدولار. ومن المتوقع أن تعود أسعار الصرف بالفائدة على الشركات متعددة الجنسيات مع انطلاق موسم إعلان الأرباح فعلياً هذا الأسبوع، فأكثر من 40 في المئة من إيرادات شركات مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" تأتي من المبيعات الدولية، وكانت خسائر تحويل العملات مصدراً دائماً لشطب الأرباح بالنسبة إلى الشركات الأميركية على مدى أعوام. وقالت الرئيسة التنفيذية للاستثمار لـ"ستييت ستريت إنفستمنت مانجمنت"، لوري هاينل، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، وهي شركة تدير أصولاً بقيمة 4.7 تريليون دولار "ينبغي للمصدّرين أن يستفيدوا حقاً من هذا الوضع". ويجعل تراجع الدولار الأسهم الأجنبية أكثر جذباً للأميركيين، إذ يستفيد المستثمرون من ارتفاع العملة المحلية إضافة إلى المكاسب الرأسمالية في صناديق الأسهم الدولية. وبعد أعوام من الأداء الضعيف مقارنة بالسوق الأميركية، حققت مؤشرات الأسهم الدولية أداءً قوياً في عام 2025. وبالنسبة إلى الأميركيين الذين يشترون الأسهم الأجنبية، فإن ضعف الدولار يعزز من تلك المكاسب. غالباً ما تُشترى الأسهم الأجنبية بالعملة المحلية، ما يعني أن المستثمر قد يحقق مكاسب مزدوجة أي من ارتفاع سعر السهم ومن ارتفاع قيمة العملة عند تحويلها مجدداً إلى الدولار. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وحتى الثالث من يوليو (تموز) الجاري، حقق مؤشر MSCI العالمي للأسهم (باستثناء الولايات المتحدة) عائداً بالدولار بنسبة 19 في المئة، جاء نحو نصفه من مكاسب العملات، وشكّل ذلك دعماً قوياً لمستثمري الصناديق المُؤشّرة، إذ ارتفع صندوق "فانغارد" الدولي الشامل بنسبة 17 في المئة هذا العام، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف مكاسب مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" البالغة 6.4 في المئة. تعرض أكبر للأسهم الأميركية ويملك عديد من الأميركيين تعرضاً أكبر للأسهم الأميركية مقارنة بما يوصي به المستشارون الماليون، ويعود ذلك إلى تفضيلاتهم الشخصية وإلى غياب إعادة التوازن في المحافظ بعد أعوام من الأداء القوي للأسواق الأميركية. وظل كبير الاستراتيجيين العالميين في إدارة الأصول لدى "جيه بي مورغان"، يحثّ عملاءه على تنويع محافظهم خارج الولايات المتحدة، ويعتقد أن الوقت الحالي مناسب للقيام بذلك. وقال كيلي "الأساسيات بدأت تتدهور تدريجاً تحت السطح في اقتصاد الدولار"، مضيفاً "إذا حدثت صدمة ما، فإن احتمال حدوث تراجع كبير في الدولار أو في السوق قائم، ويجب على الناس أن يكونوا متنوعين في محافظهم عبر الاستثمار في الأسهم الدولية لمواجهة ذلك". سعر الدولار والمسافرون ولا تقدم الآثار الإيجابية لانخفاض قيمة الدولار على الاستثمارات عزاء يُذكر للمسافرين، إذ دفع سعر الصرف غير الملائم براندون لوري إلى تجربة قائمة الطعام في أحد مطاعم "ماكدونالدز" في اسكتلندا. لوري، البالغ من العمر 46 سنة، اصطحب عائلته المكوّنة من أربعة أفراد لتناول العشاء هناك خلال عطلتهم الشهر الماضي، تجنباً لدفع فاتورة مطعم أخرى تراوح ما بين 35 جنيهاً استرلينياً (50 دولاراً) و50 جنيهاً استرلينياً (67.3 دولار). وقال لوري إن شطيرة الدجاج مع صلصة البصل المخلل، التي لا تتوافر في فروع السلسلة داخل الولايات المتحدة، كانت "لذيذة جداً". ويعمل لوري أستاذاً في كلية مجتمع بمنطقة هيوستن، وراجع سعر الصرف أثناء تخطيطه للرحلة في فبراير (شباط) الماضي، عندما كان الجنيه الاسترليني يعادل نحو 1.25 دولار، لكنه أدرك في اليوم الثاني من الرحلة التي استمرت 11 يوماً أن قيمة الجنيه ارتفعت إلى نحو 1.35 دولار. وقال "بالنسبة لأربعة أشخاص، تبدأ هذه الزيادة البسيطة في النسبة بالتراكم كلما دفعنا بالبطاقة الائتمانية". أما مستشارة السفر في مدينة كانساس بولاية ميزوري، تريش سميث، فقالت إن ضعف الدولار لم يثنِ عملاءها عن السفر. وأوضحت أن المسافرين الشباب يرغبون في زيارة وجهات "رائجة" مثل بالي واليابان طالما أنها لا تزال محط أنظار العالم، في حين أن كبار السن لا ينوون تغيير خطط عطلات ظلوا يجهزون لها لأعوام. وأضافت سميث "كثيراً ما يكون موقفهم: إنها رحلة من قائمة الأحلام... وسنذهب مهما كان".