logo
تقدم صيني مذهل في التكنولوجيا الحيوية يُغير خريطة تطوير الأدوية العالمية

تقدم صيني مذهل في التكنولوجيا الحيوية يُغير خريطة تطوير الأدوية العالمية

الاقتصاديةمنذ يوم واحد
يشهد قطاع التكنولوجيا الحيوية تحولاً جذرياً، تقوده شركات الأدوية في الصين التي قطعت شوطاً طويلاً من التقليد إلى أن أصبحت منافساً حقيقياً للهيمنة الغربية على الابتكار.
قفز عدد الأدوية الجديدة في الصين -لعلاج السرطان والسمنة وغيرها- التي دخلت مرحلة التطوير إلى أكثر من 1250 دواءً العام الماضي، متجاوزاً الاتحاد الأوروبي بفارق كبير، ومقترباً من عدد الأدوية الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية البالغ نحو 1440، وفق تحليل حصري لـ"بلومبرغ نيوز".
الأدوية التجريبية الآتية من بلدٍ اشتهر في السابق بالتقليد الرخيص ومشاكل الجودة، باتت تستوفي بشكل متزايد معايير صارمة لتحظى باعتراف الجهات التنظيمية وشركات الأدوية الغربية الكبرى.
منافسة الصين
التحليل، الذي استند إلى قاعدة بيانات تديرها شركة "نورستيلا" (Norstella) المتخصصة في حلول تحليل معلومات قطاع الأدوية، يُظهر تحولاً جوهرياً في مركز الثقل الخاص بالابتكار الطبي. وفي ظل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على قطاع الأدوية، فقد يتحول التقدم الذي تحرزه الصين في قطاع التكنولوجيا الحيوية -الذي بدأ حجمه يتضح تدريجياً- إلى ساحة جديدة من ساحات المنافسة بين القوى العظمى، على غرار الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية.
قالت هيلين تشن، الشريكة الإدارية في شركة "إل إي كيه كونسلتينغ" (LEK Consulting) في شنغهاي، والتي تقدم المشورة لشركات الرعاية الصحية بشأن استراتيجياتها في الصين منذ 2003: "حجم هذا التقدم غير مسبوق. المنتجات أصبحت حاضرة وهي جذابة وسريعة".
هذا التحول حدث بوتيرة غير مسبوقة. عندما بدأت الصين في إصلاح إطارها التنظيمي لقطاع الأدوية في 2015، لم يكن لديها سوى 160 مركباً دوائياً فحسب يمكنها الإسهام به في سلسلة الأدوية المبتكرة العالمية، وهو ما يمثل أقل من 6% من الإجمالي العالمي، وكانت متأخرة حينها عن كل من اليابان والمملكة المتحدة.
أسهمت الإصلاحات في تبسيط عمليات المراجعة، وإنفاذ معايير جودة البيانات، وتعزيز الشفافية. كما ساعدت خطة الحكومة المعروفة بـ"صُنع في الصين 2025"، الرامية إلى رفع مستوى التصنيع في 10 قطاعات ذات أولوية، في تحفيز موجة كبيرة من الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا الحيوية. هذه الجهود مجتمعة أدت إلى طفرة قادها علماء ورواد أعمال تلقوا تعليمهم وتدريبهم في الخارج.
قال دانيال تشانسيلور، نائب رئيس الريادة الفكرية في "نورستيلا": "الصين ليست قريبة فحسب من مستوى الولايات المتحدة، بل لديها مسار نمو واضح. لن يكون من المبالغة القول إن الصين ستتفوق على الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات القليلة المقبلة من حيث عدد الأدوية التي تُدخلها في خط التطوير".
يُركز تحليل البيانات الذي أجرته "بلومبرغ نيوز" على الأدوية المبتكرة، مع استبعاد التركيبات المكافئة أو الصيغ المعدلة أو الأدوية الحيوية البديلة.
التكنولوجيا الحيوية في الصين
بعيداً عن الأرقام، تكمن القفزة الأكثر إثارة للإعجاب في جودة الابتكار في قطاع التكنولوجيا الحيوية الصيني. ورغم استمرار الجدل داخل صناعة الأدوية بشأن قدرة الشركات الصينية على إنتاج علاجات جديدة لا تقتصر فقط على الفعالية بل تُحدث تحولاً جذرياً، فإن الاعتراف الدولي بها يتزايد على عدة جبهات.
باتت الجهات التنظيمية الأكثر صرامة في العالم، مثل إدارة الغذاء والدواء الأميركية ووكالة الأدوية الأوروبية، تنظر بشكل متزايد إلى الأدوية الصينية على أنها واعدة بما يكفي لتبرير تخصيص موارد إضافية لتسريع مراجعتها، ومنحها تصنيفات مرموقة في الصناعة مثل "أولوية المراجعة" أو "علاج مبتكر" أو "مسار سريع".
تُظهر البيانات أن الصين باتت تتفوق قليلاً على الاتحاد الأوروبي في الحصول على هذه المراجعات المُعجلة بداية من 2024، وهو تفوق لافت على منطقة سبق أن طورت عقاقير شهيرة مثل "ويغوفي" (لإنقاص الوزن).
ومن أوائل النماذج البارزة للابتكار الصيني، علاج بالخلايا أظهر نتائج واعدة في إمكانية علاج نوع قاتل من سرطان الدم. العلاج الذي جرى تطويره لأول مرة في الصين في شركة "ليجند بايوتيك"، تشارك شركة "جونسون أند جونسون" في تسويقه حالياً، بعدما حصل عدة مراجعات مُعجلة، ويُعتبر متفوقاً على علاج منافس نشأ في الولايات المتحدة.
الصين بلد المنشأ
رغم ذلك، لا يزال العدد الإجمالي للأدوية ذات المنشأ الصيني التي تحصل على هذه التصنيفات متأخراً بفارق كبير عن نظيراتها الأميركية.
يظل العزوف عن المخاطرة عاملاً يُقيّد الابتكار الدوائي في الصين إذ تركز الشركات الكبرى حتى الآن على تطوير نُسخ محسنة من علاجات قائمة أو عمليات تكرار جديدة لأفكار قديمة، فيما تندر المحاولات الرائدة لإنتاج علاجات غير مسبوقة، وهي مغامرة تتسم بمخاطر عالية ما زالت تتصدرها الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ثم اليابان بدرجة أقل.
غير أن الابتكارات الكبرى في الصين باتت تتعرض للاستحواذ من جانب شركات الأدوية العالمية مقابل مبالغ قياسية، وهو ما يشير إلى أن السباق الدائم نحو الدواء الرائج التالي بدأ يتحول شرقاً.
أحد الأدوية الجديدة لعلاج السرطان من شركة "أكيسو" الصينية، والذي أظهر فعالية أكبر من دواء "كيترودا" التابع لشركة "ميرك أند كو" في دراسة أُجريت في الصين العام الماضي، يُنظر إليه على أنه لحظة فارقة شبيهة بتوقيت ظهور "ديب سيك" (DeepSeek) في قطاع التكنولوجيا الحيوية الصيني، إذ أثار موجة جديدة من الاهتمام العالمي.
أسهمت التوقعات بتجاوز "كيترودا" -الدواء الأعلى مبيعاً في العالم- في رفع تقييم شركة " سوميت ثيرابيوتكس"، التي دفعت 500 مليون دولار مقدماً في 2022 للحصول على حقوق تطوير وتسويق الدواء في الولايات المتحدة الأميركية ومناطق أخرى.
كما استحوذت شركات عالمية أخرى مثل "ميرك" و"أسترازينيكا" و"روش هولدينغ" (Roche Holding) على أصول صينية. في مايو، أعلنت شركة "فايزر" عن صفقة قياسية بقيمة 1.2 مليار دولار تدفعها مقدماً مع شركة "3 إس بايو" للحصول على دواء للسرطان مشابه لعقار "أكيسو". تشير قاعدة بيانات الصفقات في قطاع التكنولوجيا الحيوية "ديل فورما" (DealForma) إلى أن قيمة هذه الصفقات وتواترها يتزايدان، ما يعكس ثقة متنامية في قدرة الأدوية الصينية على المنافسة عالمياً وتحقيق إيرادات كبيرة.
أسباب صعود شركات الصين
قال دانيال تشانسيلور من "نورستيلا" إن حجم الأدوية قيد التطوير المحتملة التي تُخرجها الصين يعني أن الشركات المتعددة الجنسيات، التي تحتاج باستمرار إلى إضافة منتجات جديدة، بات بإمكانها "توسيع شبكتها أكثر من أي وقت مضى".
أحد أبرز المميزات التي أسهمت في تعزيز صعود شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية هو قدرتها على إجراء الأبحاث بتكلفة أقل وسرعة أكبر في جميع المراحل، بدءاً من التجارب المعملية والتجارب على الحيوانات، وصولاً إلى التجارب السريرية على البشر.
معروف أن تطوير دواء جديد من الصفر عملية مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً، غير أن وفرة المرضى في الصين وشبكتها المركزية من المستشفيات ساهما في تسريع العملية بشكل كبير.
تُظهر تحليلات لمراحل اختبار الأدوية أن الأطباء في الصين قادرون على إيجاد المشاركين في التجارب بسرعة تفوق مثيلتها في الولايات المتحدة الأميركية، ففي التجارب المبكرة لعلاج السرطان والسمنة، يمكنهم إنهاء تسجيل المرضى في نصف المدة تقريباً مقارنة بالأميركيين.
وتُتيح الفجوة في التكاليف لشركات الأدوية الصينية تشغيل عدة تجارب بالتوازي لاكتشاف العلاج الأنسب، أو إطلاق مشاريع جديدة بسرعة بمجرد التأكد من صحة فكرة علمية عبر تجارب أجرتها مجموعات أخرى.
منذ 2021، أصبحت الصين الدولة الأولى عالمياً في عدد التجارب السريرية الجديدة، بحسب بيانات شركة "غلوبال داتا" (GlobalData).
قال آندي ليو، رئيس عمليات الصين في شركة "نوفوتيك هيلث هولدينغز" (Novotech Health Holdings)، التي تساعد الشركات في تنفيذ التجارب السريرية: "بإمكانهم التفوق على المنافسين في دول أخرى".
دقة بيانات الصين
البيانات السريرية المستمدة من الصين ليست سوى البداية. فقد أوضحت الجهات التنظيمية الأميركية صراحة أن نتائج التجارب التي تُجرى في الصين وحدها -مهما كانت إيجابية- لا تكفي لدعم الموافقة على الأدوية. ويتعين على شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية التي تطمح لبيع أدويتها في الخارج أن تُثبت أن فوائد العلاج يمكن تكرارها لدى مرضى غير صينيين، وذلك من خلال دراسات عالمية معقدة وتجري بوتيرة أبطأ.
ربما يستغرق الأمر عدة سنوات أخرى قبل أن تحصل كتلة مؤثرة من الأدوية ذات المنشأ الصيني على موافقات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي -وهما المعياران الذهبيان للعلاجات عالية الجودة- ويبدأ استخدامها على نطاق واسع في الدول الغربية، إلا أن كثيرين في القطاع يرون أن ذلك بات أمراً حتمياً.
تتكون منظومة الابتكار في الصين من شركات ناشئة متقدمة في مجال التكنولوجيا الحيوية أسسها رواد أعمال تلقوا تعليمهم في الخارج، إلى جانب شركات الأدوية الصينية التقليدية مثل جيانغسو هنغروي فارماسوتيكالز (Jiangsu Hengrui Pharmaceuticals)، التي كانت في السابق من أكبر منتجي الأدوية البديلة في البلاد.
ضخت الشركة مليارات الدولارات لتحويل نشاطها نحو البحث والتطوير في الأدوية المبتكرة، بعد أن أدت حملة بكين لخفض أسعار الأدوية البديلة إلى تقليص أرباح هذا القطاع.
باتت الشركة الآن تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد الأدوية المبتكرة التي أُضيفت إلى خطوط البحث خلال الفترة من 2020 إلى 2024.
ابتكارات شركات الصين
من بين الشركات الخمسين التي أنتجت أكبر عدد من الأدوية المبتكرة المتقدمة بطلب للتسجيل بين عامي 2020 و2024، كانت 20 منها شركات صينية، مقارنة بخمس شركات فقط خلال السنوات الخمس السابقة.
أوضح علي باشازاده، المؤسس والمدير الإداري لشركة الاستشارات الصحية "تري هيل بارتنرز" (Treehill Partners) في لندن: "كلما تقدمنا إلى الأمام، لن يُنظر إلى الابتكار عالي الجودة في قطاع التكنولوجيا الحيوية الصيني كأمر استثنائي، بل سيُعتبر جزءاً طبيعياً من الأمور العادية".
في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية مجدداً بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، يُثير نمو منظومة التكنولوجيا الحيوية في الصين قلق بعض السياسيين وقادة الأعمال الأمريكيين.
حذرت لجنة تابعة للكونجرس الأمريكي من أن الولايات المتحدة الأميركية تُخاطر بفقدان موقعها القيادي في قطاع آخر يُعد حيوياً للأمن القومي.
ذكر جاك بيرنهام، من المحللين البحثيين في مركز بحوث "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، أن التكنولوجيا الحيوية تُعتبر إحدى الساحات المتقدمة في التنافس التكنولوجي بين الولايات المتحدة الأميركية والصين.
أضاف أن التأثيرات الاقتصادية والتطبيقات العسكرية المحتملة لهذا القطاع، تجعل من الممكن أن تتحول سيطرة الصين على العلاجات المبتكرة إلى سلاح في أي صراع مستقبلي، خصوصاً إذا أصبح الأميركيون معتمدين على تلك الأدوية.
جهود الولايات المتحدة
دفعت هذه النظرة لوجود تهديد إلى تصاعد الدعوات داخل الولايات المتحدة لتقييد نمو قطاع التكنولوجيا الحيوية الصيني -عبر فرض قيود مثل الرقابة على تصدير المعدات العلمية ووضع حواجز أمام الاستثمارات- إلى جانب تعزيز القطاع المحلي من خلال تعديل البيئة التنظيمية بما يُحاكي الدول التي تُنفذ فيها التجارب السريرية بسرعة أكبر. وتعهد روبرت كينيدي، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، مؤخراً بالعمل على "تسريع قطاع التكنولوجيا الحيوية الأمريكي".
رغم المخاطر التي تنطوي عليها العلاقة المتوترة بين أكبر اقتصادين في العالم، تضع شركات الأدوية الصينية مثل "أكيسو" نصب أعينها إدخال علاجاتها إلى الأسواق الغربية المتقدمة.
قالت ميشيل شيا، الرئيسة التنفيذية لشركة "أكيسو"، في مقابلة أُجريت معها في أبريل الماضي: "صناعة الأدوية هي أفضل الصناعات في العالم. في نهاية المطاف، ما نقوم به يعود بالنفع على المرضى في الصين وفي الولايات المتحدة الأميركية وفي جميع أنحاء العالم".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف يمنحك المشي واليوغا نومًا هنيئًا بعيدًا عن الأرق والأدوية؟
كيف يمنحك المشي واليوغا نومًا هنيئًا بعيدًا عن الأرق والأدوية؟

الرجل

timeمنذ 16 دقائق

  • الرجل

كيف يمنحك المشي واليوغا نومًا هنيئًا بعيدًا عن الأرق والأدوية؟

في تطور علمي لافت، أظهرت دراسة صينية حديثة أن بعض التمارين البدنية الهادئة مثل تاي تشي، واليوغا، والمشي السريع، قد تكون أكثر فاعلية من العقاقير المنوّمة في علاج الأرق لدى البالغين، مع نتائج طويلة الأمد قد تمتد حتى عامين، وفق ما نُشر الجمعة في دورية BMJ Evidence-Based Medicine. وقاد الدراسة فريق من جامعة بكين للطب الصيني، وخلص إلى أن هذه التمارين يمكن أن تشكل بديلاً فعّالاً وأكثر أماناً، مقارنة بالأدوية التقليدية التي قد تُسبب آثارًا جانبية أو تؤدي إلى الاعتماد طويل الأمد. أفضل علاج للأرق استند الباحثون إلى تحليل بيانات من 57 تجربة سريرية عشوائية، شارك فيها أكثر من 4 آلاف شخص يعانون من الأرق، وقارنوا بين 16 نوعاً من التدخلات غير الدوائية، من بينها العلاج السلوكي المعرفي، واليوغا، والمشي، والركض، وتمارين التنفس، بهدف تحديد الأنسب لتحسين جودة النوم وتقليل أعراض الأرق. وأظهرت النتائج تفوّق تمارين تاي تشي—التي تجمع بين التنفس العميق والحركات البطيئة— في تحسين جودة النوم، وتخفيف أعراض الأرق، مقارنة بالتمارين الأخرى، وحتى بعض الأدوية الشائعة. وأفاد المشاركون الذين مارسوا "تاي تشي" بأنهم أصبحوا ينامون أسرع بـ25 دقيقة، وازدادت مدة نومهم بحوالى 50 دقيقة، واستفاقاتهم الليلية أصبحت أقل تكراراً، بينما شعروا براحة أكبر في اليوم التالي، والأهم أن هذه التحسينات استمرت حتى عامين بعد انتهاء البرنامج التدريبي. أما تمارين اليوغا، فقد رفعت مدة النوم بنحو ساعتين، وزادت كفاءة النوم بنسبة 15%، وقلّلت من زمن الاستيقاظ الليلي بنحو ساعة، كما أسهمت في تقليص وقت الدخول في النوم بـ30 دقيقة. وفي المقابل، أظهرت تمارين المشي والركض فاعلية متوسطة، إذ قلّلت من شدة الأرق بحوالى 10 درجات حسب المقاييس الطبية المعتمدة. ورغم أن العلاج السلوكي المعرفي لا يزال يقدم نتائج إيجابية، فقد أشارت الدراسة إلى أن بعض التمارين البدنية تفوّقت عليه في جوانب محددة. وقال الباحثون إن هذه النتائج تؤكد ضرورة عدم التعامل مع التمارين على أنها تدخل مساعد فحسب، بل بوصفها خيارًا علاجيًا رئيسيًا واعدًا. اقرأ أيضًا: دراسة تكشف العلاقة بين بيئة العمل ومشكلات الأرق واضطرابات النوم وأوضح الباحثون أن فاعلية تاي تشي واليوغا قد ترتبط بقدرتها على تهدئة الجهاز العصبي، وتنظيم التنفس، وزيادة الوعي الذهني والجسدي، ما يؤدي إلى خفض القلق وتصفية الذهن وتعزيز الاسترخاء. أما المشي والركض، فقد يُعززان إفراز الهرمونات المفيدة وتحسين الحالة النفسية وزيادة النوم العميق. ما هو الأرق؟ الأرق هو اضطراب شائع في النوم يعاني فيه الشخص من صعوبة الاستغراق في النوم، أو الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ مبكرًا دون القدرة على العودة للنوم. وقد يكون الأرق حادًا قصير الأمد ويستمر لأيام أو أسابيع، أو مزمنًا (طويل الأمد) يستمر لأشهر، ويؤثر على الأداء العقلي والجسدي وجودة الحياة بشكل عام. أبرز أعراض الأرق: - صعوبة في بدء النوم ليلًا - الاستيقاظ المتكرر خلال الليل - الاستيقاظ في وقت مبكر جدًا من الصباح - الإحساس بعدم الراحة أو الانتعاش بعد النوم - الإرهاق والتعب أثناء النهار - اضطرابات في التركيز أو الذاكرة - تقلبات مزاجية، مثل القلق أو الاكتئاب - انخفاض الأداء المهني أو الدراسي - صداع أو آلام جسدية بسبب قلة النوم أسباب شائعة للأرق: - التوتر والقلق أو الاكتئاب - العادات السيئة المرتبطة بالنوم (مثل استخدام الشاشات قبل النوم) - تناول الكافيين أو المنبهات في فترات متأخرة - اضطرابات هرمونية أو جسدية (مثل انقطاع النفس الليلي أو الألم المزمن) - بعض الأدوية أو المواد المنشطة - تغير مواعيد النوم (مثلاً بسبب السفر أو العمل الليلي).

علم الوراثة... لتشخيص السكري
علم الوراثة... لتشخيص السكري

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

علم الوراثة... لتشخيص السكري

نجح العلماء الصينيون في تطوير طريقة جديدة لاستخدام علم الوراثة لتحديد ما إذا كان شخص ما يعاني من مرض السكري من النوع الأول أو الثاني في السكان الصينيين. مخاطر جينية صينية وقد تم استخدام الطريقة الآن في تجربة سريرية كبيرة لتحسين العلاج في المنطقة. فقد قام باحثون في مستشفى «شيانغيا» الثاني في الصين بتطوير معلومات من درجة المخاطر الجينية السابقة والأساليب التي ابتكرها باحثون في جامعة «إكستر» في المملكة المتحدة. وقام البحث الجديد بتحليل جميع العوامل الوراثية المرتبطة بمرض السكري بين المشاركين لإنشاء نسخة صينية محددة من اختبار درجة المخاطر الجينية الذي يساعد في التشخيص. وحدد الباحثون عوامل الخطر الجينية الجديدة المحتملة لمرض السكري من النوع الأول، التي قد تكون أكثر بروزاً بين الصينيين. وغالباً ما يتم تشخيص ما يصل إلى 40 في المائة من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول لدى البالغين في البداية على أنهم مصابون بالنوع الثاني. وقد يعني هذا تأخيراً في الحصول على الإنسولين الذي يحتاجون إليه ما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات. ويعد هذا التشخيص الخاطئ مشكلة خاصة في الصين، حيث لا يتناسب كثير من المرضى مع العمر التقليدي أو الوزن لمرض السكري الذي تم تشخيص إصابتهم به. وحتى الآن كان تصنيف مرض السكري لدى مرضى شرق آسيا يعتمد على الأعراض التي يعاني منها المرضى والاختبارات التقليدية، إذ تتضمن الطرق الحالية للتشخيص المبكر قياس الأجسام المضادة الذاتية للجزر islet autoantibodies (هي بروتينات ينتجها الجهاز المناعي التي ثبت أنها مرتبطة بمرض السكري (ومع ذلك فإن حوالي 25 في المائة من الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم حديثاً بمرض السكري من النوع الأول يفتقرون إلى تلك الأجسام المضادة الذاتية التي يمكن اكتشافها. ونشرت نتائج الدراسة حول الطريقة الجديدة في مجلة مرض السكري Diabetologia في 26 يونيو (حزيران) 2025 بقيادة تشيجوانغ تشو من المركز الوطني للبحوث السريرية للأمراض الأيضية، المختبر الرئيس لعلم مناعة السكري بمستشفى «شيانغيا» بالصين وآخرين، وشملت ما مجموعه أكثر من ألفي مريض صيني مصاب بداء السكري من النوع الأول، وألف مصاب بداء السكري من النوع الثاني، و3 آلاف من الضوابط عبر أجزاء مختلفة من الدراسة. دراسة لجنس محدد قال البروفسور ريتشارد أورام من جامعة «إكستر» في المملكة المتحدة والمشارك في الدراسة، وهو اختصاصي يشرف على تحسين درجات المخاطر الجينية genetic risk score لمرض السكري من النوع الأول منذ عشر سنوات إن كثيراً من معرفتهم بمرض السكري من النوع الأول تم توليدها من دراسات أجريت على الأوروبيين، ولا تنطبق على الأشخاص من مناطق أخرى حول العالم. وقال تشيجوانغ تشو إنهم سعداء بأن هذا التعاون قد أسهم بشكل كبير في تعزيز فهمهم للأساس الجيني لمرض السكري من النوع الأول في السكان الصينيين. ومن خلال تحديد العوامل الوراثية الأكثر ارتباطاً بمرض السكري من النوع الأول لدى الصينيين أدى عملهم إلى تحسين التنبؤ بمرض السكري، وتصنيفه لدى الصينيين. والآن يقوم الباحثون في المركز الوطني للبحوث السريرية للأمراض الأيضية في الصين بتجنيد ما يصل إلى 3 آلاف شخص في 80 مستشفى بالصين تم تشخيص إصابتهم حديثاً بمرض السكري. وستقوم الدراسة بتقييم ما إذا كان استخدام درجة المخاطر الجينية الخاصة بالصينيين يمكن أن يحدد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول عند التشخيص والذين من المرجح أن يحتاجوا إلى علاج بالإنسولين. ويؤثر مرض السكري على الطريقة التي ينظم بها الجسم مستويات السكر في الدم، حيث يتطور مرض السكري من النوع الأول عندما يهاجم الجهاز المناعي في الجسم خلايا بيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس ما يعني أن الأشخاص يحتاجون إلى حقن الإنسولين يومياً. كما يمكن أن ينجم مرض السكري من النوع 2 عن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم ويؤثر إما على قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي من الإنسولين، وإما على طريقة استجابة الجسم لمستويات الإنسولين الطبيعية. حيث يتوفر عدد من العلاجات لمرض السكري من النوع 2 وقد يتمكن ما يقرب من نصف المرضى الذين يعانون من مدة مرض قصيرة من تحقيق الشفاء من مرض السكري بعد العلاج. وقال البروفسور يانغ شيو من جامعة «تشانغشا» التي تقود التجربة السريرية، والمشارك أيضاً في الدراسة: «نحن متحمسون حقاً لقيادة هذه التجربة الرائدة التي ستقيم استخدام هذا الاختبار الجديد في الرعاية السريرية. ونأمل أن يساعد ذلك الأشخاص في الحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه بشكل أسرع بكثير، وتجنب المضاعفات التي قد تهدد حياتهم. وفي حال نجاح هذه الفكرة نأمل أن يتم تطبيقها في جميع أنحاء الصين». وقد تم تكرار العوامل الوراثية التي تم تحديدها لمرض السكري من النوع الأول لدى الصينيين، وتبين أنها تحدد أيضاً خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول في مجموعة منفصلة من المرضى في هونغ كونغ بعد تحليل أجراه باحثون من الجامعة الصينية في المدينة. وعند تطبيقه على مجموعات مختلفة من المرضى وُجد أن الاختبار يحسن القدرة على تحديد نوع مرض السكري بشكل صحيح لدى الأفراد الصينيين المصابين بهذا المرض. وهذا يعني أن ما يقرب من 20 إلى 40 شخصاً إضافياً من كل مائة شخص مصاب بداء السكري من النوع الأول سيحصلون على التشخيص الصحيح. ويمكن أيضاً استخدام الاختبار لتحديد الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الأول في المستقبل. وهذا مفيد بشكل خاص للأشخاص المعرضين لخطر كبير على سبيل المثال، حيث يعاني أفراد الأسرة بالفعل من مرض السكري من النوع الأول، إذ يتوفر بالفعل اختبار يمكن شراؤه لهذا الغرض في المملكة المتحدة. وقال البروفسور رونالد ما من الجامعة الصينية في هونغ كونغ، والمشارك أيضاً في الدراسة: «من الصعب للغاية معرفة ما إذا كان شخص ما مصاباً بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني من خلال الأعراض وحدها. ولكن الحصول على التشخيص الصحيح يحدث فرقاً كبيراً في علاجه والسيطرة على نسبة السكر في الدم. وقد يكون هذا الاختبار الجديد خطوة حقيقية إلى الأمام في الحصول على التشخيص الصحيح لمرض السكري في المرة الأولى».

تحذير علمي: تربية القطط قد تؤثر على خصوبة الرجال
تحذير علمي: تربية القطط قد تؤثر على خصوبة الرجال

الرجل

timeمنذ 4 ساعات

  • الرجل

تحذير علمي: تربية القطط قد تؤثر على خصوبة الرجال

في تحذير علمي صادم، كشفت أبحاث حديثة أن طفيليًا شائعًا يُنقل عن طريق القطط قد يُلحق أضرارًا مباشرة بالحيوانات المنوية لدى الرجال، ما يفتح الباب أمام تفسير جديد لتراجع معدلات الخصوبة عالميًا. الطفيلي المعروف علميًا باسم المقوسة الغوندية (Toxoplasma gondii)، ينتقل إلى الإنسان بعدة طرق، أبرزها ملامسة فضلات القطط، أو تناول اللحوم غير المطهية جيدًا، أو عبر المياه والخضراوات والفواكه الملوثة. ويُقدّر أن ما بين 30% و50% من سكان العالم يحملون هذا الطفيلي دون ظهور أي أعراض عليهم، إلا أن دراسات مخبرية كشفت أن الطفيلي قادر على مهاجمة الخصيتين، والتأثير بشكل مباشر في جودة الحيوانات المنوية. وأظهرت أحدث التجارب المعملية أن الطفيلي قد يفصل رؤوس نحو 22.4% من الحيوانات المنوية في غضون خمس دقائق فقط من تعرّضها له، ما يشير إلى خطر فعلي يهدد القدرة الإنجابية. ويقول البروفيسور بيل سوليفان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة إنديانا الأميركية، إن الطفيلي لا يكتفي بالوصول إلى الخصيتين، بل يُكوّن أكياسًا طفيلية في البروستاتا، كما يمكن رصده داخل السائل المنوي، ما يعزز الفرضية القائلة بإمكانية انتقاله جنسيًا. هل تسبب القطط العقم لدى الرجال؟ وتدعم هذا الطرح دراسة نُشرت عام 2021، شملت 163 رجلًا مصابًا بالطفيلي، وكشفت أن 86% منهم واجهوا اضطرابات في السائل المنوي. كما خلصت دراسة سابقة أُجريت في الصين عام 2002 إلى أن نسبة الإصابة بالطفيلي بين الأزواج غير القادرين على الإنجاب بلغت 34.83%، مقارنة بـ 12.11% فقط لدى الرجال الأصحاء. ورغم أن تلك الدراسات لا تثبت علاقة سببية نهائية بين الطفيلي والعقم، إلا أن تكرار النتائج عبر بلدان ومراكز بحثية مختلفة يشير إلى ارتباط واضح يستوجب التدقيق العلمي والاهتمام الصحي. ما يزيد من خطورة الطفيلي أن الإنسان قد لا يشعر بأي أعراض عند الإصابة، ما يُصعب الكشف المبكر. كما أن طرق انتقاله متعددة، أبرزها تنظيف صناديق فضلات القطط، ملامسة التربة الملوثة، أو تناول محار البحر والخضار غير المغسولة جيدًا، إضافة إلى استهلاك لحوم نيئة أو غير مطهية بدرجة حرارة كافية لقتل الأكياس الطفيلية. ويؤكد الباحثون على أهمية الوقاية، عبر اتباع سلوكيات صحية صارمة: مثل ارتداء القفازات عند التعامل مع القطط، تجنب تناول اللحوم النيئة، غسل اليدين جيدًا بعد لمس التراب أو الخضروات، وطهي الطعام على درجات حرارة كافية. ورغم أن الصورة لا تزال قيد البحث، فإن هذا التحذير يُعد من أبرز التنبيهات التي تربط بين تربية القطط وصحة الرجال الإنجابية، خاصة في ظل التزايد الملحوظ في معدلات العقم حول العالم خلال العقود الأخيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store