
الأقمار الاصطناعية ترصد كارثة تُهدّد أمن البشرية المائي
وحذّرت دراسة أجرتها جامعة ولاية أريزونا الأميركية ونُشرت، الجمعة، في مجلة «ساينس أدفانسز»، من عواقب وخيمة على الأمن المائي، والزراعة، وارتفاع مستوى سطح البحر، والاستقرار العالمي.
وتُضيء نتائج الدراسة على ظهور 4 مناطق «جفاف هائل» على نطاق القارات، تقع جميعها الآن في نصف الكرة الشمالي.
وأفادت النتائج بأنّ عدداً من أنماط الجفاف الإقليمية و«النقاط الساخنة» المحلّية المُحدّدة سابقاً لفقدان تخزين المياه الأرضية أصبحت مترابطة الآن، مُشكّلةً 4 مناطق جفاف ضخمة على نطاق القارات.
وتشمل هذه المناطق: جنوب غربي أميركا الشمالية وأميركا الوسطى، وألاسكا وشمال كندا، وشمال روسيا، بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعموم أوراسيا، وتشمل هذه المنطقة مدناً صحراوية رئيسية مثل دبي والدار البيضاء والقاهرة وبغداد وطهران؛ ومناطق رئيسية لإنتاج الغذاء، مثل أوكرانيا وشمال غربي الهند ومنطقة سهل شمال الصين في الصين.
قال الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ في برنامج «المستقبل العالمي» في كلية الاستدامة بجامعة ولاية أريزونا، جاي فاميجليتي: «ربما تُرسل هذه النتائج الرسالة الأكثر إثارة للقلق حتى الآن بشأن تأثير تغيّر المناخ على مواردنا المائية».
وأضاف في بيان، الجمعة: «القارات تجفّ، وتوافر المياه العذبة يتقلّص، وارتفاع مستوى سطح البحر يتسارع».
وأوضح أنّ «عواقب استمرار الإفراط في استخدام المياه الجوفية قد تُقوّض الأمن الغذائي والمائي لمليارات البشر حول العالم».
معدل ازدياد جفاف المناطق الجافة يفوق معدل ازدياد رطوبة المناطق الرطبة (جامعة ولاية أريزونا)
إنذار عالمي
ويُفيد فريق البحث بأنّ مناطق الجفاف على اليابسة تتوسّع سنوياً بمعدل يُقارب ضعف مساحة ولاية كاليفورنيا الأميركية. وأنّ معدل ازدياد جفاف المناطق الجافة يفوق معدل ازدياد رطوبة المناطق الرطبة.
ويشمل مخزون المياه الأرضية جميع مياه سطح الأرض والمياه المخزّنة في النباتات، ورطوبة التربة، والجليد، والثلج، والمياه الجوفية المخزّنة على اليابسة.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة، والباحث في جامعة ولاية أريزونا، هريشيكيش أ. تشاندانبوركار: «الأنهر الجليدية والمياه الجوفية العميقة أشبه بصناديق ائتمانية قديمة. وبدلاً من استخدامها في أوقات الحاجة، نعدّها أمراً مُسلّماً به. كما أننا لا نسعى إلى تجديد موارد أنظمة المياه الجوفية خلال السنوات الممطرة، وبالتالي نتّجه نحو إفلاس وشيك للمياه العذبة».
وحدَّدت الدراسة ما يبدو أنه نقطة تحوّل نحو عامَي 2014 و2015، خلال فترة تُعرف بـ«سنوات النينيو الكبرى». بدأت الظواهر المناخية المتطرّفة بالتسارع، ونتيجةً لذلك، ازداد استخدام المياه الجوفية، وتجاوز الجفاف القاري معدّلات ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة عن تذبذب لم يُبلّغ عنه سابقاً، حيث انقلبت مناطق الجفاف بعد عام 2014 من كونها تقع في الغالب في نصف الكرة الجنوبي إلا أنّ معظمها يقع الآن في الشمال، والعكس صحيح بالنسبة إلى المناطق الرطبة.
ويُهدّد النطاق غير المسبوق للجفاف القاري الزراعة والأمن الغذائي، والتنوّع البيولوجي، وإمدادات المياه العذبة، والاستقرار العالمي. وهو ما علّق عليه تشاندانبوركار: «تُظهر هذه الدراسة مدى أهمية إجراء عمليات رصد مستمرة لمتغيّر مثل تخزين المياه على الأرض».
وتدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية لإبطاء مسار استنزاف المياه الجوفية وعَكْسه، وحماية موارد المياه العذبة المُتبقية، والتكيّف مع ازدياد خطر ندرة المياه والفيضانات الساحلية.
ويؤكّد فريق البحث أنّ الإدارة الاستراتيجية للمياه، والتعاون الدولي، والسياسات المستدامة، ضرورية للحفاظ على المياه للأجيال القادمة وتخفيف مزيد من الأضرار التي تلحق بالأنظمة الكوكبية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 5 ساعات
- العربية
صدفة قادت لاكتشاف معبد وسط تركيا.. عمره 6 قرون
اكتشف أكاديميون أتراك معبداً عمره 6 قرون أثناء تنظيف مكان كان يستخدمه أحد المواطنين مستودعاً للحطب بولاية نوشهير وسط البلاد. في التفاصيل، اكتُشف المعبد من قبل أعضاء هيئة التدريس بقسم تاريخ الفن في "جامعة حجي بكداش ولي" أثناء قيامهم ببحث ميداني في قرية تضم مدرسة وجامع طاشقن باشا، وهما من آثار القرن السادس عشر، وفق وكالة الأناضول. وأثناء تفقد أعضاء الفريق المكان المنحوت في الصخر، عثروا على دار عبادة تحتوي على محراب حجري ذي طراز فني عمره 600 عام. فترة إمارة "أرتنا" من جهته، أوضح ساواش مرعشلي، أحد الباحثين القائمين على البحث الميداني، أنه لا توجد أية معلومات عن هذا المعبد في المراجع الأدبية، وأنه يحتوي آثاراً تعود إلى فترة إمارة "أرتنا" التي امتدت بين عامي 1337 - 1399 ميلادي. كما أضاف مرعشلي في تصريح للصحافيين: "في هذه المنطقة ومنذ ستينيات القرن الماضي تم التعرف على مجمع يحتوي على مسجد ومدرسة، لكن لم يكتشف أحد هذا المعبد، إنه مبنى يعود إلى 600 عام، ويُكشف عنه لأول مرة". وختم قائلاً إن "المعبد حافظ على شكله لأنه كان مخفياً، وقد بُني باستخدام الزخارف والمواد والتقنيات التي نعرفها منذ عهد السلاجقة".


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
فانوس شمسي متعدد الاستخدامات... لمغامراتك
يستمد فانوس «دوراسيل» الشمسي بقوة إضاءة 3000 لومن Duracell's 3000 Lumens Solar Lantern، طاقته من الشحن الشمسي، أو من شحن البطارية الداخلية القابلة لإعادة الشحن عبر منفذ USB-C، أو من أربع بطاريات قلوية «دي» alkaline D batteries (غير ملحقة به). يُعد هذا المصباح المحمول متعدد الاستخدامات، وأبعاده هي: (5.35 × 5.0 × 10.1 بوصة - البوصة= 2.5 سم). وهو مثالي للتخييم أو مغامرات الحدائق. وبمجرد تشغيله، تتوفر إعدادات شعاع الطاقة، مع خيارات من الوضع العالي (للاستهلاك)، والمتوسط، والوضع الاقتصادي، والتعتيم، إضافة إلى مؤشر أحمر. تعمل بطارية ليثيوم أيون الداخلية بسعة 4400 مللي أمبير-ساعة على تشغيل الفانوس، ويمكنها تزويد الأجهزة الخارجية بالطاقة. يوجد منفذ طاقة USB-A لشحن الأجهزة، ولوحة شحن لاسلكية QI في الجانب العلوي. يقع كل من منفذي الطاقة USB-C وUSB-A خلف لسان مطاطي، يجب إغلاقه لضمان مقاومة الماء وفقاً لمعيار IPX4. استخدام الجهاز سهل؛ فزرّ التشغيل الأمامي يتيح لك التبديل بين إعدادات الوضع. وتوجد منافذ USB في الأسفل، وعند الضغط على زر، تُطوى اللوحة الشمسية لتظهر لوحة الشحن QI. ويزود الفانوس، الذي يزن 2.14 رطل (الرطل 453 غراماً تقريباً)، بمقبض حمل مدمج. السعر 39.99 دولار أميركي. solar-lantern * خدمات «تريبيون ميديا».


الشرق السعودية
منذ 21 ساعات
- الشرق السعودية
سباق الغواصات النووية.. إمكانيات ضخمة وخطر محدق
منذ أن أطلقت أميركا أول غواصة نووية في عام 1954، تغير شكل الحروب البحرية. اليوم تتنافس القوى العظمي على تطوير غواصات نووية تستطيع الغوص لعقود. التقرير يكشف كيف تعمل؟ وما خطرها الحقيقي؟ كما يروي أيضاً قصة انفجار الغواصة الروسية كورسك التي لقي فيها 118 بحاراً مصرعهم.