
حين لا تنفع التنازلات ولا الحلفاء... كيف يقرأ لبنان درس السويداء؟
حملة "التأديب" "الاسرائيلية" لنظام الرئيس احمد الشرع على خلفية زعمها الدفاع عن الدروز في السويداء، واستهدافها العمق السوري بغارات قرب قصر الرئاسة ومبنى رئاسة الأركان في دمشق، ومواقع وحشود في درعا والسويداء. لم تكن "رسالة" للعهد الجديد فقط، بل لكل الداعمين الاقليميين، وفي مقدمتهم تركيا والسعودية اللتان ظهرتا مكبلتي اليدين، ازاء هذا العدوان "الاسرائيلي" الذي نسق مع الأميركيين، الذين يدعون رعاية النظام الجديد في سورية، ويعبدون الطريق امام تفاهمات كبيرة بينه وبين "اسرائيل"، في لقاءات مباشرة لم تعد خافية على احد.
"الدرس" السوري يجب ان تتوقف امامه القوى السياسية في لبنان جيدا، كما تقول مصادر سياسية بارزة، فلا الضمانات الاميركية، ولا الرعايا الاقليمية والدولية يمكن الركون اليها، فثمة مخطط "اسرائيلي" واضح بالتواطؤ مع الادارة الاميركية لاعادة رسم النفوذ الحغرافي والسياسي في المنطقة بقيادة "اسرائيل"، التي لم تبال بكل التنازلات التي قدمها النظام السوري دون مقابل، واطلقت حملة عسكرية دون ضوابط، لافهام الشرع ومن يحميه ويدعمه في انقرة والرياض، ان الكلمة الفصل في سورية هي "لاسرائيل"، وكل الكلام على تقاسم النفوذ برعاية اميركية لا يقدم او يؤخر. وما قدمته السلطات السورية من خضوع لم يكف، كي تجنبه الضربات المذلة على رموز السيادة السورية، وتفرض عليه اتفاق وقف للنار مع دروز السويداء، يمنحهم على نحو غير مباشر نوع من الاستقلال الامني الذاتي، الذي يمكن ان تثتثمر فيه "اسرائيل" لاحقا لتقسيم سورية.
هذه التنازلات المجانية تقدم نموذجا لا يقبل التباسًا لمن يطالب في لبنان بتسليم سلاح حزب الله، وتضغط لتوريط الجيش في حرب اهلية داخلية. ووفق تلك المصادر،هل يمكن الركون للضمانات الاميركية؟ وهل ستتراجع "اسرائيل" عن مخططاتها التي تمضي قدما دون اي ضوابط؟ وهل ما يزال احد يشكك في تصريحات توم براك حول الغاء لبنان عن الخريطة؟ وهل تضمن بلاده وقف التوغل الاسرائيلي القائم على توسيع حدودها بحجة المخاوف الامنية؟ الا تشعر المكونات اللبنانية بمعظمها وهي اقليات في المنطقة بالخطر؟ الا يجب ان يحصل الان وحدة موقف لبناني لمواجهة تلك المخططات؟ الم تؤد تلك الانقسامات في سورية لمنح "اسرائيل" ورقة رابحة تثتمثر فيه الان؟
فنظام الشرع يظهر انه غير قادر على حماية حياة السوريين، وتقوم المليشيات والعصابات بالتمادي والمس بالمدنيين، مرة ضد العلويين ومرة ضد الدروز. والنظام لم ينجح في منع المس بكنيسة مار الياس، والمسيحيون يشعرون بالخطر، هذا في الوقت الذي يزور فيه الرئيس السوري عواصم العالم، ويحاول إظهار السيطرة الكاملة، ويؤكد أنه يمكنه حماية السكان، كي يستطيع تجنيد الاستثمارات الكبيرة التي تحتاج اليها سورية لإعادة الإعمار، اي انه يقلب "الاولويات" ويتجاهل النيران المشتعلة في الداخل، وهذا ما ادى الى انفجار الازمة الحالية التي زادته ضعفا.
وفي هذا السياق، لبنان لن يكون بعيدا عن التداعيات، التي بدأت داخل البيئة الدرزية، وابرز الادلة على ذلك دعوة رئيس الحزب "الاشتراكي" وليد جنبلاط دروز السويداء للعودة إلى كنف الدولة.
وتصف تلك الاوساط الوضع بانه خطير جد، وما يحصل تمهيد "اسرائيلي" لاقامة دويلات طائفية في بلاد الشام التي سبق وبشر بها براك، ف "إسرائيل" تطمح الى اقامة دولة درزية على حدودها مع سوريا ولبنان. وإصرار النظام في سورية على إخضاع الدروز بالقوة، يدفعهم أكثر إلى الاحتماء بالخاصرة "الإسرائيلية" لحماية انفسهم، فيما رفع مستوى الضغط على حزب الله، سيؤدي حتما الى حرب اهلية في لبنان، لهذا فان الحكمة التي يدير بها الامور رئيس الجمهورية جوزاف عون، يجب ان تكون متبناة على المستوى الوطني، لان التهديدات جدية وتتجاوز حدود المخاطر السابقة، لان المنطقة ترسم اليوم جغرافيا وليس فقط لتوزيع النفوذ، في ضوء التطورات العسكرية والامنية في المنطقة.
في الخلاصة، تزامن الأحداث في سورية والغارات على مقر وزارة الدفاع، في وقت كان الحديث عن فتح قنوات اتصال بين الرئيس السوري أحمد الشرع و "إسرائيل" في أذربيجان، يطرح علامة استفهام حول الموقف الأميركي من هذه التطورات، التي وصفها المبعوث الأميركي توم براك بـ "المثيرة للقلق"، لكن لا يجب لاحد ان ينسى ان الولايات المتحدة كانت وافقت مع "إسرائيل" على دخول الجيش السوري، بحجة حماية المسيحيين في لبنان عام 1976 ، واليوم يتكرر السيناريو في السويداء. كذلك منحت واشنطن "الضوء الاخضر" لـ "اسرائيل" لاجتياح لبنان عام 1982 ولم يخرج جيش الاحتلال الا بعد تعرضه للمقاومة، واليوم قد لا يخرج هذه المرة من سورية كما حصل يومذاك، وقد يدفع الدروز الى اعلان دولة خاصة بهم تلحق بالجولان وجبل الشيخ. القلق بدأ يتسرب الى معظم مكونات المجتمع اللبناني، الا بعض الواهمين العالقين في احقاد الماضي واوهام المستقبل. فهل من يصدق ان حزب الله سيسلم سلاحه في ظل هذه المخططات الخطرة المهددة لمصير لبنان، لا مصير الشيعة فقط؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المركزية
منذ 40 دقائق
- المركزية
المؤتمر السياسي والوطني للقاء نهضة لبنان: لوضع القرارات الدوليّة تحت الفصل السابع
عُقد يوم السبت، 19 تموز 2025، مؤتمر سياسي وطني في فندق 'لو رويّال' – ضبيه، بدعوة من 'لقاء نهضة لبنان'، ممثّلًا بكلّ من ألفراد الماضي (رئيس حركة الخيار الآخر)، حسان القطب (مدير المركز اللبناني للبحوث والاستشارات)، وجاد الأخوي (رئيس ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين).حضر المؤتمر المطران الياس نصّار ممثّلًا البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، والمطران بولس مطران ممثّلًا مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، والشيخ راشد خالد ربيع من دار الفتوى في صيدا، والشيخ إياد عبدالله. كما شارك جمع من الشخصيّات الروحيّة والزمنيّة، وناشطين سياسيين من خارج المنظومة الحاكمة، إضافة إلى إعلاميين مستقلّين. جاء اللقاء في ظلّ التدهور المتسارع الذي يشهده لبنان نتيجة هيمنة حزب الله المسلّح، واستمرار المنظومة الفاسدة في الإمساك بالسلطة، ما أفقد الدولة سيادتها، وعرقل أي مسعى لتجديد الحياة السياسية ومواكبة التحوّلات الإقليمية. وقد تضمّن المؤتمر تلاوة بيان (مرفق) حَدّد الأهداف والمبادئ الأساسية للقاء، وعلى رأسها الدعوة إلى وضع القرارات الدوليّة الخاصة بلبنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بإشراف مباشر من مجلس الأمن الدولي، كخيار إنقاذي في ظلّ عجز الدولة عن التحرّك. وأكّد اللقاء أنّه، في حال استمرّ تقاعس الدولة، سيسعى بشتّى الوسائل إلى تحقيق هذا الهدف حفاظًا على ما تبقّى من كيان الدولة وكرامة الشعب. ناقش المشاركون البيان بإسهاب، بمشاركة أكثر من ثلاثين حركة وجمعية. وتمّ الاتفاق على تشكيل لجان متابعة، والتأكيد على ضرورة التكاتف لتحقيق الأهداف الوطنية الملحّة التي لم يعد بالإمكان تأجيلها. نص البيان: أصحابُ السيادةِ والسماحةِ مُمثّلو المرجعيّاتِ الروحيّةِ المُحترمينَ، الأخواتُ والأخوةُ المؤمنونَ بلبنانَ. لبنانُ الذي لطالما تغنّينا به منارةً للشرق، وواحةً للحريّات، يُقادُ اليومَ نحوَ المجهول. وطنُ الحرفِ يُمنَعُ فيه الكلام، ووطنُ الفنِّ صارَ مرتعًا للفوضى، ووطنُ السيادةِ باتَ حقلًا مفتوحًا للميليشياتِ والدويلاتِ والسلاحِ غيرِ الشرعيِّ لبنان؛ الذي خرجَ منه الانحطاطُ نهضةً للشرق، يَستردُّ اليومَ النهضةَ انحطاطًا، بعدما مسحَ الغبارَ عن وجهِ الشرق. تحالُفُ المنظومةِ الفاسدة المُمسِكةِ بالسلطةِ وتَرْسَانةِ حزبِ اللهِ الخارجةِ على الدولة، لم يَعُدْ خافيًا على أحد: المنظومة تمنحُ الترسانةَ شرعيّةً، والترسانةُ بدورِها تحمي المنظومة. في الحربِ الأخيرةِ، انكشفَ الوجهُ المبطّنُ لهذا التحالف. حزبُ اللهِ يتفرّدُ بقرارِ دخولِ الحرب، ويزجُّ البلادَ في آتونِ الجحيمِ، ما خلّفَ مليونًا ونصفَ نازحٍ، وآلافَ الضحايا، فيما الدولةُ اكتفتْ بالتفرّجِ، وبالصمتِ، متغاضيةً عمّا يتعرّضُ له شعبُها، سواءٌ من تورّطِ حزبِ اللهِ بالنزاعاتِ الإقليميّةِ، أو من ردودِ إسرائيلَ العنيفةِ عليه. والأسوأُ؟ أن يُرغمَ الشعبُ على الولاءِ الأعمى لمعادلاتٍ قهريّةٍ لا تمتُّ إلى لبنانيّتهِ بصلةٍ، فإنِ اعترضَ، اتُّهِمَ بالخيانةِ إنّهُ زمنُ الفاسدينَ المُحصّنينَ، والحرّاسِ المُعتقلينَ، وزمنُ الشعوبِ الصامتةِ الخائفةِ. نُمنّى بأن يُحتكَرَ السلاحُ بيدِ الدولة… لكنْ ما نَشهدْ هو أنّ السلاحَ يَحكِرُ بالداخلِ اللبنانيّ ويُحيّدُ إسرائيلَ المُفترَضَة عدوّةَ الدولةِ. نُمنّى بأن يكونَ لبنانُ حياديًّا… وإذا به يُزَجُّ في أعمقِ الصراعاتِ الإقليميّةِ، وهو العاجز! قيلَ لنا زمنُ المحاسبةِ آتٍ… فازدادتِ الحصاناتُ وتوسّعتِ المافياتُ. قيلَ لنا: دولة، قضاء، سيادة… فرحنا. ولمّا جَرّبْنا، حَزِنّا. ما وصلْنا إليه في لبنانَ ليسَ قَدَرًا، بل نتيجةُ السكوتِ، والإحجامِ عن المواجهةِ، والرهانِ على وهمِ التغييرِ من داخلِ منظومةٍ لا تعرفُ سوى الخرابِ. يقفُ لبنانُ اليومَ بينَ مشروعَيْنِ: الأوّلُ: احتضانٌ عربيٌّ ودوليٌّ غيرُ مسبوق، لفكِّ ارتباطِ لبنانَ بمحورٍ شِعارُهُ 'الموتُ والفداءُ بالدمِ والروحِ'، لا يُتقنُ سوى لغةِ العنفِ، ولا يُورِثُ سوى العزلةِ والانهيارِ. الثاني: نهجٌ واضحٌ للهيمنةِ على لبنانَ بالكاملِ عبرَ تدميرِ المؤسّسات، شَلِّ القضاء، تعميمِ الفوضى، التسلُّحِ غيرِ الشرعيِّ، التهريبِ عبرَ الحدودِ، وتفكيكِ كلِّ ما يربطُ لبنانَ بالعالمِ الحرِّ. ما لمْ نَقِفْ الآنَ، بكلِّ ما تبقّى من شجاعةٍ، فلُبنانَ لن يكونَ سوى سطرٍ ماضٍ بين دولٍ زالتْ، وشعوبٍ طُمِسَتْ. لذا. واستدراكًا. بادرَ 'لقاءُ نهضةِ لبنانَ'، ولو بإمكاناتٍ ضئيلةٍ لا تتجاوزُ العزيمةَ… في زمنِ الخيانةِ. الإيمانَ… في زمنِ التخاذلِ. والحقّ الواضح… في زمنِ تزييفِ الحقائقِ. سوفَ نحدّدُ اليومَ عناوينَ نهضتِنا، ونضعَ خُطّةً أوليّةً واقعيّةً أمامَ من يشاركونَنا المركبَ نفسَه، للتعاضُدِ معنا في تحمُّلِ المسؤوليّةِ وتحقيقِ الأهدافِ. وفي هذا السياقِ، نُعلِنُ ما نؤمنُ بأنَّهُ الطريقُ الأصوبُ إلى خلاصٍ فعليٍّ للبنان، وبدايةٌ جادّةٌ لمسارِ التغييرِ الشاملِ: ١. لا سلاحَ خارجَ الشرعيّة؛ لبنانيًّا كانَ أم غيرَ لبنانيّ. هذا فعلُ إيمانٍ سياديٍّ لا يُقايَضُ على موائدِ الحوار، ولا يُبرَّرُ بقرارٍ أُمَميٍّ من هنا أو اتفاقيّةِ 'استسلامٍ' من هناك. ٢. الكشفُ عن مضمونِ اتّفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ بتاريخِ ٢٧/١١/٢٠٢٤، منعًا لأيِّ تأويلٍ أو استخدامٍ انتقائيٍّ لمضامينِه بما يخدمُ مصالحَ فئويّةً. بكلمةٍ فاصلةٍ: لا نُريدُ تكرارَ جريمةِ اتفاقِ القاهرة! ٣. إقرارُ حيادِ لبنانَ الكامل، حمايةً له من صراعِ الأطماع. وبانتظارِ ذلك، يلتزمُ لبنانُ باتفاقيّةِ الهدنةِ المُوقَّعةِ مع إسرائيلَ عامَ ١٩٤٩، تداركًا لتصاعدِ العنفِ بين الدولتَينِ. ٤. الفصلُ التامُّ بين السلطاتِ الثلاثِ، مع التأكيدِ على المساواةِ بين جميعِ اللبنانيينَ تحتَ سقفِ القانونِ، وضرورةِ حصرِ صلاحيّاتِ المحكمةِ العسكريّةِ بالإطارِ العسكريِّ. ٥. كسرُ قبضةِ التحزّباتِ على آليّةِ صُنْعِ القرارِ في لبنان، وإطلاقُ يدِ السلطاتِ الدستوريّةِ المستمدّةِ من الشعبِ في إدارةِ شؤونِ البلاد. ٦. محاسبةُ كلِّ من شاركَ في الفسادِ والسرقةِ، وتسبّبَ بانهيارِ الوضعِ اللبنانيّ، وفي مُقدَّمِهم قياداتُ حزبِ اللهِ العسكريّةُ وسياسيّوه. ٧. معالجةُ كارثةِ النزوحِ الداخليِّ الناتجةِ عن حربِ المحاورِ على أرضِ لبنان، والسعيُ لإعادةِ أهلِنا إلى قراهم قبلَ أيِّ حديثٍ عن استجداءِ الخارج باسمِ مآسيهِم. ٨. تفعيلُ دورِ المغتربينَ كقوّةِ دعمٍ استراتيجيّةٍ لاستقرارِ لبنان، قبلَ الاتّكالِ عليهم لتحريكِ عجلةٍ اقتصاديّةٍ ريعيّةٍ كبّلتْها، وتكبّلُها، السرقاتُ. ٩. حقُّ المخفيّينَ قسرًا في التحرّرِ وإلّا كشفِ مصيرِهم. ونسألُ هنا: لماذا اختُصرَ عددُهم من ١٧,٤١٥ إلى بضعِ مئاتٍ؟ وأين اختفتِ البياناتُ الخاصّةُ بهم عن شبكةِ الإنترنتِ العالميّة!!!؟؟ ١٠. بناءُ قضاءٍ يُسرّعُ 'إحقاقَ الحقِّ' للمُبعَدينَ قسرًا عن وطنِهم، وللملاحقينَ قانونيًّا بسببِ جرأتِهم ومواقفِهم السياسيّةِ. ١١. تثبيتُ حقوقِ المودعينَ كمقدّمةٍ لاستعادةِ الثقةِ بالقطاعِ المصرفيّ، على أن تتحمّلَ المصارفُ مسؤوليّتَها كاملةً عن طيلةِ الفترةِ التي مَنَعَتْ خلالها عن المودعينَ أموالَهم، والتعويضَ عليهم بالفوائدِ والرسومِ نفسِها التي كانتْ تُكبِّدُها للمدِينينَ حينَ يتأخّرونَ عن تسديدِ سنداتِهم. ١٢. استعادةُ الأموالِ المنهوبةِ والأملاكِ العامّةِ المُغتَصَبةِ من قِبَلِ الميليشياتِ وأمراءِ الفسادِ، عبرَ القضاءَيْنِ المحليِّ والدوليِّ، أولويةٌ لا تحتملُ المساومةَ. فحجمُ النهبِ المباشرِ والخسائرِ غيرِ المباشرةِ الناتجةِ عنهُ يتجاوزُ التريليونَ ومئتي مليارِ دولارٍ أميركيّ، بحسبِ دراسةٍ للمهندسِ فادي خوري استندتْ إلى أكثرَ من خمسينَ مرجعًا محلّيًّا ودوليًّا، ونشرتْها صحيفةُ 'لوريان لوجور' بتاريخِ ٥ آذارَ ٢٠٢٥. فَتَصَوّروا حجمَ النهضةِ التي يمكنُ أن يشهدَها لبنان، لو استُعيدَ فقط نصفُ هذه الأموالِ مع فوائدِها المتراكمةِ على مدى ثلاثينَ عامًا! إذا تأمّلْنا هذه العناوينَ، يتبيّنْ لنا أنّ لبنانَ لم يَعُدْ يُشبِهُ تاريخَهُ ولا طبيعتَه. لذلك، يدعو 'لقاءُ نهضةِ لبنانَ' جميعَ الأحرارِ للانضمامِ إلى مسارِه، من أجلِ توحيدِ الجهودِ والانطلاقِ بالخطواتِ التالية: أ. لن يخوضَ 'لقاءُ نهضةِ لبنانَ' في أيِّ نقاشٍ حولَ شكلِ النظامِ أو طبيعةِ الحكمِ قبلَ تحريرِ الدولةِ من هيمنةِ حزبِ اللهِ وسلاحِه، إذ لا معنى لأيِّ إصلاحٍ سياسيٍّ قبلَ استعادةِ السيادة. ب. تفعيلُ الضغطِ عبرَ اللوبي اللبنانيِّ لدفعِ المجتمعَيْنِ العربيِّ والدوليِّ إلى الانفتاحِ على النُّخَبِ المستقلّةِ، وتثبيتِ قناعةٍ بأنّ خلاصَ لبنانَ لن يتحقّقَ عبرَ الفاسدينَ الذينَ نَهبوهُ، بلْ عبرَ قوى حرّةٍ تُعبّرُ عن إرادةِ اللبنانيينَ لا عن رغباتِ المُحتلّ. التخلّصُ من ثلاثِ احتلالاتٍ تتقاسمُ السيطرةَ على لبنانَ: تحالفُ حزبِ اللهِ والمنظومة، الذي أمعنَ لثلاثةِ عقودٍ في قمعِ الحريّات، وتدميرِ الأمان، وخنقِ كلِّ أملٍ بالتغييرِ. منظومةٌ سياسيّةٌ تسعى لتعويمِ نفسِها في ظلِّ التحوّلاتِ الإقليميّة. وهنا لا بُدَّ من إسقاطِ القانونِ الانتخابيِّ الذي يُشكّلُ أداةً فاعلةً بيدِ هذه المنظومةِ لإعادةِ إنتاجِ نفسِها، خصوصًا إذا أُجريتِ الانتخاباتُ مجدّدًا في ظلِّ أيِّ احتلال، أيًّا كانَ شكلُه أو مصدرُه. إعلامٌ مأجورٌ يُروّجُ التزوير، ويُشوّهُ وعيَ الناسِ، ويُحبِطُهم. وتحيّةٌ للإعلاميينَ الأحرارِ الصامدينَ دفاعًا عن الحقيقةِ وحرّيّةِ الكلمة. بعدَ هذا العرضِ لِما تعرّضَتْ له الدولةُ والشعبُ اللبنانيُّ من احتلالٍ وذُلٍّ على يدِ الحزبِ والمنظومةِ الفاسدة، وبعدما ثَبَتَ عجزُ الداخلِ عن رفعِ نِيرِ الاحتلالات، واستمرارِ المنظومةِ في خَنْقِ أيِّ محاولةٍ لتوليدِ قياداتٍ جديدة، باتَ على الدولةِ واجبُ وضعِ لبنانَ تحتَ الفصلِ السابعِ بإشرافِ الأممِ المتّحدة، وإلّا سوفَ نعملُ جميعًا من أجلِ الوصولِ إلى هذا الهدف. فلتكنْ وقفتُكم معنا أقوى من الخوفِ، وأصدقَ من الشعارات. لبنانُ يستحقُّ. وأنتم لا تزالونَ قادرينَ.

المركزية
منذ 41 دقائق
- المركزية
كرامي: لبنان ما زال يملك مؤسسات تستحق الرهان
نظمت متوسطة سحمر الرسمية الأولى، احتفال تخريج للناجحين في الإمتحانات الرسمية وتكريم المتفوقين فيها، برعاية وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي. وحضر الاحتفال النائب قبلان قبلان، النائب إيهاب حمادة، مسؤول "حزب الله" في البقاع الغربي هشام حسن، مسؤول منطقة البقاع الغربي في "أمل" هادي الحرشي، قائمقام راشيا نبيل المصري، رئيس اتحاد بلديات البحيرة اسكندر بركة، رئيس بلدية سحمر محمد الخشن، مدراء مدارس وثانويات ومعاهد ومؤسسات تربوية رسمية وخاصة، فاعليات تربوية واجتماعية، رئيس لجنة الأهل بلال قمر، مخاتير، أهالي المكرمين وحشد من الأهالي والمكرمين، في باحة المدرسة في بلدة سحمر. بعد النشيد الوطني وفقرات فنية ومسرحية من وحي المناسبة، قالت وزيرة التربية: "أنا سعيدة جدا بوجودي بينكم في سحمر ، وأشكر إدارة المدرسة على إصرارها وتشجيعها لي لكي أكون معكم ، لنحتفي معا بإنجاز هذا العام الدراسي بنشاط يسمه النجاح والتفوق. بالنسبة لي احتفالكم هو صورة من أبهى صور المقاومة والصمود، لأنه يعبر للعالم كيف أن وطننا، رغم كل الظروف الصعبة التي مرت عليه، ما زال يؤمن بالعلم كأداة للتميز والتجدد والنهضة الدائمة". أضافت: "الطالب هو بوصلة رؤيتنا في وزارة التربية والتعليم العالي، وهو المحور الذي تدور حوله كل جهودنا، من السياسات إلى المشاريع. نحن في وزارة التربية نؤمن بأن الطلاب في لبنان لا يستحقون فقط تعليما جيدا، بل بينة آمنة، محفزة، دامجة، تزرع فيهم الانتماء، وتربطهم بمجتمعهم، وتمنحهم مساحات حقيقية للتعلم، والنمو، والمشاركة". وتابعت مخاطبة أولياء الطلاب: "يحق لكم أن ترفعوا رؤوسكم عاليا، لأن انتماءكم لهذه المدرسة هو شهادة على قدرتكم أن تحلموا وتحققوا، حتى في الظروف الصعبة. أنتم خريجو مدرسة رائدة، لا تتلكأ وراء واقعها، بل تصنع مستقبلها، مدرسة يشار إليها بالبنان، ويعول عليها في استعادة مكانة التعليم الرسمي كركيزة لبناء الوطن". وختمت شاكرة إدارة المدرسة: "باسمي وباسم زملائي في وزارة التربية، أبارك لمتوسطة سحمر الرسمية، إدارتها وهيئتها التعليمية ، وطلابها، وأهاليها، على روح المبادرة، والانفتاح، والالتزام، إنجازاتكم اليوم هي دليل على أن المدرسة الرسمية قادرة على النهوض، وعلى أن لبنان ما زال يملك مؤسسات تستحق الرهان. كل الامتنان للهيئة التعليمية على جهودهم في هذه الظروف القاسية، كل التقدير للأهالي ولأبناء منطقة سحمر على ثقتهم بالمدرسة الرسمية وشراكتهم مع هذه المدرسة المتميزة". خليل قمر بدوره مدير المدرسة خليل قمر قال: "من مدرسة سحمر الأولى التي أثبتت بأنها رغم تواضع الإمكانيات تتسع لكل الأحلام وتتفتح على كل الآفاق ومحط كل الآمال مدرسة آمنت بتجاوز المعوقات في السير نحو التميز الذي صار سمة من سماتها فتفوقت وتألقت وأطلقت وأضحت تحصل المراتب الأولى في نتائج الامتحانات الرسمية لسنوات طوال وكانت الأولى في اعتماد أحدث طرائق التدريس ومواكبة التطور عبر اعتماد تكنولوجيا التعليم وكانت الأولى من بين المدارس التي اعتمدت كمدرسة دامجة لتأمين تعلم الجميع دون تمييز، وكانت الأولى التي اختيرت لتطبيق برنامج التعليم الرقمي والذي أطلقته وزارة التربية مع الوكالة الألمانية GIZ على أمل استكمال تطبيق هذا البرنامج وختامها كانت الأولى وكانت من المدارس التي كان لها شرف اختيارها والمباشرة بتطبيق برنامج البكالوريا الدولية BYP ". أضاف: "تجربتنا الشاقة والشيقة في مسيرة التعليم الرسمي ليست مجرد قصة صمود بل هي حكاية انتصار حكاية انتصار على كافة الصعوبات والمعوقات التي لسنا في وارد تردادها هذه الصعوبات التي لسنا في وارد تردادها وهي كثيرة ومعالي الوزيرة تعرف البروتوكول لناحية وضع الصناديق وتأمين الأموال اللازمة وأوضاع المتعاقدين بكافة مسمياتهم لناحية تأمين الاستقرار الوظيفي والعيش الكريم وهم أضحوا عماد المدرسة الرسمية وضمان استمرارها وتفوقها، ومن هنا نفخر أن مدرستنا وكل معلميها من المتعاقدين هي الرهان بأن التعليم الرسمي حين يروى بإخلاص يثمر تميزا ويبقى النوع الذي لا ينضب من العطاء والتألق وهذا النجاح والتميز الذي يجمعنا كان نتاج جهد متواصل وتكاتف عائلي بين أسرة المدرسة المتكاملة من إداريين ومعلمين وعاملين وأهل وطلاب وكل من بذل وقته ليصنع هذا الإنجاز". وختم: "من هنا أتوجه بأسمى آيات التقدير لصناع هذا المجد الجنود المضحون والمتفانون في أداء رسالتهم رغم شظف العيش". بعد ذلك، قدم مدير المدرسة درعا تقديرية لكرامي عربون شكر وتقدير على جهودها التربوية وعلى اهتمامها ورعايتها الخاصة لمدرسة سحمر الرسمية، ولوحة فنية فيها خريطة لبنان الكاملة. ثم قدمت وزيرة التربية باسم المدرسة دروعا تقديرية لعدد من الأساتذة الذين انتهت خدماتهم في المدرسة بالاضافة إلى تكريم مجلس الأهل. ثم كان توزيع الإفادات التقديرية على المكرمين.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
الراعي بقداس عيد مار شربل: المادة 112 من قانون الانتخاب تلغي حق المنتشرين في الاقتراع ضمن دوائرهم وتخالف الدستور ومبدأ المساواة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه القداس الإلهي في عيد مار شربل في دير مار مارون – عنايا، إلى أن "مار شربل رجل لبناني الجسد، عالميّ الروح، وسماويّ الدعوة. إنه ناسك عنايا، المقيم في قلوب الشعوب، والمتعبّد لله بالصمت، وخادم الجماهير بالشفاعة والشفاء". وقال: "يد مار شربل إعلان متجدّد أن القداسة ممكنة، وأنّ الرجاء لا ينقطع". وأضاف: "كان ليتورجيا بامتياز، من القداس إلى القداس، ومن المذبح إلى المحبسة. بنذوره الرهبانية الثلاث: الطاعة، والعفة، والفقر، قدّم ذاته لله، جاعلًا نفسه تقدمةً كاملةً مرضيّة. فبطاعته، تخلّى عن إرادته ليعتنق إرادة الله، وتخلّى عن كل نظرة ليملأ قلبه من نور المسيح ويكرّس حبّه، وكل جسده وروحه لله. وبفقره، تخلّى عن كل خيرات الدنيا ليغتني بالله. كانت حياته قداسًا دائمًا، وصمته نشيدًا مرفوعًا لله". وتابع: "في كل مرّة نقف أمام صورته، أو نخشع أمام ضريحه، نعلن أن الحياة المسيحيّة هي تقديسٌ للزمن واتّحادٌ بالمسيح المصلوب والقائم. وهذه هي الرسالة المسيحيّة التي نعيشها". وخاطب الراعي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الحاضر في القداس، بالقول: "فخامة الرئيس، زيارتكم اليوم إلى ضريح القديس شربل هي بارقة رجاء، لأن لبنان بحاجة إلى قادة على مثال شربل ومار الياس: يتكلّمون قليلًا ويفعلون كثيرًا. لبنان بحاجة إلى بصيرة القديس شربل وجرأة مار الياس وقرارهما الملتزم". وأضاف: "في زمنٍ يعاني فيه لبنان من اهتزازات سياسيّة، يطلّ علينا مار شربل ليقول لكل مسؤول ومواطن: ارجعوا إلى الله، وإلى لبنان الحقيقي، وارتفعوا إلى الشجاعة والحكمة. ارجعوا إلى التجرّد الشخصي". وتوقّف الراعي عند الوضع السياسي، فقال: "في خضمّ الأخطار التي تهدّد لبنان بكيانه ووجوده، نشهد اليوم خلافًا وانقسامًا بين السياسيّين حول المادة 112 من قانون الانتخاب الحالي، والتي تم تعليقها في انتخابات 2018 و2022"، معتبرا أن "استحداث 6 دوائر للمغتربين يتعارض مع مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المقيمين والمنتشرين، وهو مبدأ يضمنه الدستور اللبناني". وأكّد أنّ "حصر المنتشرين في 6 مقاعد نيابيّة يتعارض مع مبدأ ربطهم بوطنهم وأهلهم، ومشاركتهم في الحياة السياسيّة"، مشدّدًا على أنّ "ما نشهده في المادة 112 من قانون الانتخاب هو إقصاء يُلغي حق المنتشرين في الانتخاب في كل الدوائر". ورأى أنّ "اللبنانيين في الانتشار يتطلّعون إلى المشاركة في الانتخابات بكل حرية، في دوائرهم الانتخابية، حيث مكان قيدهم". ودعا إلى "العمل على إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب".