
شراء ألمانيا أنظمة "باتريوت" لأوكرانيا... ماذا عن "أميركا أولاً" في أجندة ترامب؟
تأتي هذه التطورات في وقت أعلنت الولايات المتحدة وقف شحنات الأسلحة والذخيرة إلى كييف، قبل أن تتراجع وتبدي استعدادها للسماح بشحنات دفاعية فقط. فهل يكفي الدعم الألماني السخيّ لتعويض التردد الأميركي في مساندة أوكرانيا، في ظل عودة شعار ترامب الشهير "أميركا أولاً" إلى الواجهة؟
تحوّل لصالح الكرملين
بينما تطالب واشنطن الدول الأوروبية بمزيد من الالتزام في الدفاع عن القارة، تشير تقارير خبراء عسكريين إلى أن أي تأخير في تسليم الأسلحة الفعّالة لأوكرانيا – خاصة في ظل النقص الواضح في الذخائر وصواريخ الدفاع الجوي، وتضرّر العديد منها خلال المعارك – لن يؤدي إلا إلى تسريع الاندفاعة الروسية في الحرب والإرهاب. وقد أفادت بيانات رسمية بأن روسيا أطلقت 5000 طائرة مسيرة وصاروخ خلال شهر حزيران/يونيو الماضي وحده، مما يشكّل تحوّلاً خطيراً يصبّ في مصلحة الكرملين.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور كارلو ماسالا، الخبير الأمني في جامعة الجيش الألماني في بافاريا، في مقابلة مع القناة الثانية الألمانية "ZDF"، إن من الضروري الضغط على ترامب من أجل تأمين شحنات الأسلحة لكييف، حتى لو تم ذلك عبر صفقات، رغم تبرير واشنطن لتوقف الإمدادات موقتاً بسبب مخاوفها من انخفاض مخزوناتها؛ وهو ما وصفه ماسالا بالأمر الذي "يصعب تصديقه".
وتسلمت أوكرانيا حتى الآن ستة أنظمة باتريوت متكاملة من شركة "رايثيون" الأميركية المصنعة، بينها ثلاثة أنظمة قدّمتها ألمانيا.
التمويل الألماني... لا مشكلة
أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، أخيراً، أن هناك مشاورات مكثفة لتوفير صواريخ باتريوت مضادة للطائرات، في ظل تصاعد الهجمات الروسية.
ويعتبر الباحث السياسي توماس برغمان، في حديث مع "النهار"، أن تمويل هذه الصواريخ ومنصّات الإطلاق "لا يشكّل عقبة أمام برلين"، نظراً إلى أن البند الـ14 من الموازنة الألمانية يغطّي المساعدات المقدّمة لأوكرانيا ضمن إطار الإنفاق الدفاعي، الذي تم استثناؤه من قيود الديون. ويؤكد أن "الاشتراكيين"، وهم شركاء في الائتلاف الحاكم، وكذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيتعيّن عليهم الموافقة على مثل هذه الخطوات في حال عودة الائتلاف إلى الحكم.
يشير برغمان إلى أن كل حرب تستند إلى ثلاثة عناصر حاسمة: التمويل، التسليح، والموارد البشرية، وهي العناصر التي تعاني أوكرانيا من نقص فيها حالياً، مما يحتم استمرار الدعم الأوروبي لتفادي توسّع الخطر. ويلفت إلى وجود إجماع بين الخبراء على أن أوكرانيا تدافع عن أوروبا بوجه "إمبريالية فلاديمير بوتين"، مضيفاً أن دولاً أوروبية عديدة تسعى للحصول على صواريخ "باك 3" المتطورة المضادة للطائرات، والقادرة على تدمير الصواريخ الباليستية الهجومية.
صفقة ضخمة ومصنع جديد
سمحت الولايات المتحدة لألمانيا بطلب ما يصل إلى 600 صاروخ باتريوت بقيمة تقارب الـ5 مليارات يورو، إضافة إلى أربعة أنظمة كاملة تشمل الرادارات ومنصات الإطلاق والذخيرة وقطع الغيار، ستسلّم على مراحل حتى عام 2030. وتبلغ تكلفة نظام "باتريوت" الكامل أكثر من مليار يورو.
وبحسب معهد "كيل" للاقتصاد العالمي، تجاوز حجم المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا المساعدات الأميركية، إذ بلغت 72 مليار يورو مقابل 65 مليار يورو من الولايات المتحدة، بعدما زادت دول أوروبا من دعمها النوعي اعتباراً من نيسان/أبريل الماضي.
أمن أوروبا على المحك
يشير مراقبون إلى أن محدودية قدرات الإنتاج والطلب المرتفع على "باتريوت" يجعلان من الصاروخ نفسه العنصر الأهم في هذه المرحلة. وتواجه أوكرانيا مخاطر متزايدة جراء الهجمات الروسية المكثفة، في ظل تقارير استخباراتية ألمانية وهولندية تفيد بأن موسكو وسّعت نطاق استخدامها للأسلحة الكيميائية، بما فيها "الكلوربكرين"، وهي مادة خانقة تُستخدم في الأماكن المغلقة، مما يهدد أوروبا والعالم ولا يقتصر على أوكرانيا فقط.
لذا، يرى مراقبون أن برلين ملزمة، بحكم الضرورة، بالإسراع في توريد أنظمة "باتريوت" وأسلحة من مخزونات الجيش الألماني نفسه.
وفي ظل هذه المعطيات، ومع تصريح المستشار فريدريش ميرتس بأن "كل وسائل الديبلوماسية تستنفد عندما يستخدم نظام إجرامي القوة العسكرية للتشكيك في حق دولة في الوجود"، خلصت تحليلات إلى وجود وسائل عديدة لسدّ النقص في ترسانة كييف، منها الاستمرار في توريد أنظمة "إيريس – تي" الألمانية التي أثبتت فاعليتها، رغم أنها مصمّمة للمدى القصير والمتوسط، ومدافع "غيبارد" المضادة للطائرات والطائرات المسيّرة، إضافة إلى صواريخ "تاوروس" البعيدة المدى، والتي يُرجّح أن تكون محلّ نقاش خلال لقاء متوقع في روما هذا الأسبوع بين ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس وضع في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 حجر الأساس لمصنع جديد لصواريخ "باتريوت" تابع لشركة MBDA في مدينة شروبنهاوزن، والمتوقع أن يبدأ الإنتاج عام 2026 بطاقة تقارب الـ 1000 صاروخ سنوياً. وكان زيلينسكي قد طالب سابقاً بـ25 وحدة "باتريوت" متكاملة، تضم كلّ منها مركز التحكم بالرمي، ومنصة إطلاق، ورادارات، وعدداً كافياً من الصواريخ الدفاعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 17 دقائق
- ليبانون ديبايت
"وحوش منحرفون"... تصريحات أميركية تثير غضبًا في دولة أفريقية
أثار ترحيل الولايات المتحدة لخمسة مهاجرين إلى دولة إسواتيني في جنوب إفريقيا موجة غضب واستياء داخل المملكة الصغيرة، بعدما وُصف المرحّلون بأنهم "وحوش منحرفون" من قبل مسؤولة أميركية، في تصريحات وُصفت بالمسيئة والمثيرة للجدل. وأكدت سلطات إسواتيني، التي كانت تُعرف سابقًا باسم سوازيلاند وتوازي مساحتها تقريبًا ولاية نيوجيرسي الأميركية، أن المرحّلين الخمسة محتجزون في وحدات انفرادية داخل سجونها. ورغم إقرار المسؤولين بوجود "قلق واسع النطاق"، شددوا على أن المرحّلين "لا يشكّلون خطرًا على البلاد أو المواطنين"، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن". وأوضح المتحدث الحكومي بالإنابة، ثابيل مدلولي، أن المرحلة جاءت بعد "أشهر من الاتصالات المكثفة والرفيعة المستوى" بين واشنطن ومبابان، مؤكدًا استمرار التنسيق مع الجهات المعنية، لكنه رفض الكشف عن مواقع الاحتجاز لدواعٍ أمنية. وكانت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأميركية، تريشيا ماكلولين، قد أثارت غضبًا واسعًا، بعد أن وصفت المرحّلين بأنهم "أفراد همجيون بشكل فريد لدرجة أن بلدانهم الأصلية رفضت استعادتهم"، مؤكدة أن دولهم تشمل جامايكا، لاوس، كوبا، اليمن، وفيتنام. وكتبت في منشور عبر "إكس": "هؤلاء الوحوش المنحرفون كانوا يُرهبون المجتمعات الأميركية، ولكن بفضل الرئيس دونالد ترامب ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، غادروا الأراضي الأميركية"، مشيرة إلى إدانتهم بجرائم تشمل اغتصاب أطفال، قتل، وسرقة. في المقابل، عبّر ناشطون ومواطنون في إسواتيني عن رفضهم التام لأن تُعامل بلادهم كـ"مكب نفايات لواشنطن"، وفق تعبيرهم، وسط مطالبات بموقف رسمي واضح من الحكومة. من جانبها، أكدت المتحدثة باسم حكومة إسواتيني أن بلادها تتعاون مع الولايات المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة لتسهيل نقل المرحّلين إلى بلدانهم الأصلية، لكنها أشارت إلى أن "لا جدولًا زمنيًا محددًا حتى الآن" لإتمام ذلك. في السياق نفسه، كشفت شبكة "سي إن إن" عن مساعٍ تقودها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعقد اتفاقيات سرية مع عدد من الدول الإفريقية لاستقبال مرحّلين أجانب، في ظل رفض بعض الدول الأصلية إعادتهم، أو اقتصار القبول على حالات محدودة. وكانت عمليات الترحيل الجماعي السابقة إلى دول مثل السلفادور قد أثارت انتقادات مماثلة، بينما تواجه إدارة ترامب صعوبات لوجستية في فرض هذه السياسة، دفعت بعض الدول، مثل نيجيريا، إلى رفض الضغوط الأميركية. وفي تصريح تلفزيوني، قال وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار إن واشنطن تمارس ضغوطًا لإجبار الدول الإفريقية على استقبال مرحّلين من جنسيات أخرى، مشيرًا إلى ردود فعل أميركية تمثّلت في زيادة الرسوم الجمركية وتقليص صلاحيات التأشيرات. وردًا على ذلك، قالت البعثة الأميركية في نيجيريا إن التغييرات في أنظمة التأشيرات "لا ترتبط بموقف أي دولة من ملف الترحيل"، بل تهدف إلى "حماية أنظمة الهجرة الأميركية".


الديار
منذ 17 دقائق
- الديار
وزيرا خارجية الأردن وسوريا وتوم برّاك اتفقوا على خطوات تستهدف دعم سوريا في تنفيذ اتفاق وقف النار بما يضمن أمن واستقرار سوريا وبسط سيادة الدولة وسيادة القانون على كل الأرض السورية.
Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب الأكثر قراءة إسرائيل تسعى الى منطقة عازلة من حاصبيا الى السويداء ودرعا جبل الشيخ والجولان سيتحوّلان الى نقاط استثمارات دوليّة واشنطن والرياض تسعيان لانقلاب أبيض يُغيّر موازين القوى في لبنان انه السقوط الأخير للشرق الأوسط باراك يلعب «الغولف» مع ترامب و«يُصغي» الى الشيخ طحنون بن زايد هل تنعكس أحداث السويداء على الوضع الدرزي اللبناني؟ الصراع ليس بين الموحّدين والسُنة... ومٌصالحة الجبل ثابتة اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 19:01 وزيرا خارجية الأردن وسوريا وتوم برّاك اتفقوا على خطوات تستهدف دعم سوريا في تنفيذ اتفاق وقف النار بما يضمن أمن واستقرار سوريا وبسط سيادة الدولة وسيادة القانون على كل الأرض السورية. 18:30 التحكم المروري: إلحاقاً للحادث المروري تصادم بين سيارتين على اوتوستراد جونية مقابل كازينو لبنان باتجاه طبرجا توفي الجريح متأثرا باصابته. 18:04 مصدر أمني سوري للجزيرة: سنتوسع في نشر قوات الأمن الداخلي لفض الاشتباكات في أغلب ريفي السويداء الغربي والشمالي. 18:03 مصدر أمني سوري للجزيرة: افتتاح معابر إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء لتأمين خروج المدنيين والجرحى، ونعمل على تأمين كل من يود الخروج من السويداء حتى يكتمل الانتشار بالكامل. 18:03 مصدر أمني سوري للجزيرة: سنعمل على تنفيذ الاتفاق خلال 48 ساعة وبعدها سنقيم الموقف والتزام الطرف الآخر بتنفيذه، وقوات الأمن موجودة على الطرق الرئيسة والنقاط الحاكمة وليست ضمن نطاق المدن منعا للاحتكاك. 18:01 مصدر أمني سوري للجزيرة: سنعمل على تبادل الأسرى والمعتقلين بين كل الأطراف بعد نجاح الاتفاق، وسنعمل على تأمين الأهالي من البدو المحتجزين في مناطق سيطرة المجموعات الخارجة عن القانون.


OTV
منذ ساعة واحدة
- OTV
ترامب يؤكد مجددا أن المنشآت النووية الإيرانية دمرت بالكامل
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأكيد أن المنشآت النووية الإيرانية التي استهدفها القصف الأميركي 'دمّرت بالكامل'، بعدما أفاد تقرير حديث بأن بعض هذه المواقع صمد إلى حدّ بعيد. وفي منشور على شبكة التواصل الاجتماعي 'تروث سوشال'، أكد ترامب مجددا أن 'المواقع النووية الثلاثة كلّها في إيران دمّرت بالكامل و/أو سحقت'. وأشار إلى أن الأمر 'سيستغرق سنوات قبل وضعها في الخدمة مجدّدا. وإذا ما أرادت إيران القيام بذلك، فمن الأجدى بها أن تبدأ من جديد، في ثلاثة مواقع مختلفة'. يذكر أنه في 22 حزيران، قصفت الولايات المتحدة موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). ولم يُعرف بعد الحجم الفعلي للأضرار التي ألحقها القصف بهذه المواقع.