logo
عمائم زائفة

عمائم زائفة

مصرس١٢-٠٧-٢٠٢٥
استنكر الأزهر الشريف فى بيان له لقاء مجموعة من «أئمة أوروبا» مع الرئيس الإسرائيلى هير تزوج، وحديثهم معه عن «التعايش والحوار بين الأديان»، اعتبر الأزهر ذلك الحديث نوعًا من الخبث، وأطلق على هؤلاء الأئمة «المأجورين المفرطين فى قيمهم الأخلاقية والدينية».
فضيلة المفتى الأستاذ الدكتور نظير عياد أصدر بيانًا شديد الحدة، جاء فيه أن الزيارة «استثمار رخيص لعمائم زائفة»، وأن هؤلاء «يسوقون لأنفسهم على أنهم من رجال الدين»، وأنهم «توشحوا برداء الدين زورًا وبهتانًا».تولت «السوشيال ميديا» الوفد بالتعليقات التى أدانت بشدة الزيارة وقرّعت أعضاء الوفد.خارج الأزهر الشريف ودار الإفتاء، لم نجد اهتمامًا كبيرًا بهذه الزيارة من الأحزاب أو مؤسسات المجتمع المدنى.خارج مصر صدر بيان من مجلس أئمة أوروبا يندد بالزيارة وأن هؤلاء الأئمة لا يمثلون المجلس ولا يعبرون عنه.سوف نلاحظ أن وفد الأئمة وهم يتحدثون عن التعايش والحوار لم يزوروا- مثلًا- المسجد الأقصى ولا الحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل ولا كنيسة القيامة، لتأكيد التعايش والحوار، لم يقابلوا الأئمة الكبار فى فلسطين ليسمعوا منهم، ما ذهبوا إلى الكنائس ليلتقوا رجالها وما اجتمعوا مع كبار الحاخامات ليعرفوا هل يؤمنون بالحوار والتعايش أم يتبنون العكس، هى زيارة سياسية، تدعم فى النهاية دولة وحكومة إسرائيل فى هذه اللحظة الفارقة.الحديث عن التعايش والحوار بين الأديان أمر مهم، لو كان مع بابا الفاتيكان أو مع فضيلة الإمام الأكبر، أو حتى على مستوى المراكز الثقافية والفكرية أو منتديات المجتمع المدنى.لكن الأمر جد مختلف مع الرئيس الإسرائيلى، فى لحظة استمرار قصف وتدمير حياة الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية المحتلة.الحديث هنا يعنى اعتبار كل ما يجرى فى المنطقة صراعًا إسلاميًا يهوديًا، القضية هى احتلال وطن بأكمله وتشريد جزء من شعبه ومحاولة إبادة الجزء الآخر، لو ارتكبت أى دولة هذه الجريمة يصبح من الواجب التصدى لها ومقاومتها، إسرائيل بها مواطنون عرب (فلسطينيون)، بعضهم يجندون فى جيش الدفاع الإسرائيلى وخاضوا كل حروبها، وفيهم من لا يجندون إجباريًا، ولماذا نذهب بعيدًا؟! الحركة الإسلامية فى إسرائيل تشارك فى الكنيست، قبل السابع من أكتوبر صوتت الحركة برئاسة منصور عباس لصالح اقتراح حكومة نتنياهو بعدم اعتماد اللغة العربية كلغة ثانية فى المدارس الإسرائيلية، هذه الحركة يراها البعض شعبة من شعب جماعة حسن البنا فى إسرائيل، ويرفض البعض الآخر ذلك التصور اكتفاء بأن الحركة لها ارتباط بالجماعة، لكن ليست تابعة لها ولا جزءًا منها، القضية إذن ليست صراعًا أو تعايشًا بين الأديان، بل احتلال وطن وقهر شعب بأكمله.حين احتل صدام حسين الكويت وأعلن ضمها للعراق، معتبرًا إياها المحافظة رقم 19 بالعراق وقفت ضده معظم الدول العربية، وشارك عدد من جيوش المنطقة، على رأسها الجيش المصرى، فى حرب تحرير الكويت، لم يتذرع أحد يومها أن صدام كان عربيًا وكان مسلمًا والشعب العراقى عرب ومسلمون أيضا.دعنا الآن من حديث «العمائم الزائفة» وفق تعبير فضيلة المفتى وكلمات مثل «المفرطين المأجورين»، كما ورد فى بيان الأزهر الشريف، نحن بإزاء ظاهرة، هل يصح أن نسميها «الإسلام الأوروبى»؟بفضل «العلمانية الأوروبية» واتساع نطاق الهجرة والاحتكاكات فى عصر الاستعمار، سمح للمسلمين بالعيش فى أوروبا وممارسة شعائرهم الدينية، وصاروا شريحة من المواطنين معترفًا بهم، دخلوا البرلمان وصار منهم وزراء وأيضًا وزيرات، فى فرنسا صار الإسلام الديانة الثانية هناك، قارن ذلك بما كان يجرى قبل العصر الحديث.هذا التجمع السكانى نجحت داعش فى اختراقه وتجنيد خلايا أو ذئاب منفردة، قامت بعمليات إرهابية فى عديد من بلدان أوروبا، هناك كذلك تواجد لجماعة حسن البنا وهؤلاء يعملون هناك برعاية مخابراتية واضحة فى أكثر من بلد، ويخططون لتكرار تجربة آية الله خمينى فى إيران سنة 1979، أى يقفزون من هناك وبدعم مخابراتى وحكومى أيضًا للقفز على السلطة فى دولة المنشأ وإعادة تشكيل المجتمع على المقاييس والمعايير الأصولية.لكن هناك فصيل آخر، يعبر عنه أولئك الذين التقوا الرئيس الإسرائيلى، هؤلاء عاشوا ثقافة المجتمع الذى يعيشون فيه وتبنوا السردية الرسمية فى دول الغرب بإزاء العديد من القضايا، وجدنا أحد الائمة هناك يدافع فى وقت ما عن المثلية ويتبناها، كان ذلك زمن الرئيس بايدن، ولما جاء ترامب وطوى تلك الصفحة، صمت ذلك الإمام ولم نعد نسمع منه ولا عنه شيئًا.قرأت لأحدهم مقالًا عن نبى الإسلام فإذا به يتبنى كثيرًا من رؤى المستشرقين التى صارت أقرب إلى معلومات دارجة فى الثقافة الغربية، وهى مقولات مرفوضة ومدانة تمامًا فى الثقافة العربية والإسلامية.منذ الشروع فى تأسيس إسرائيل، مطلع القرن العشرين حصر الغرب بإلحاح وإصرار شديدين، المسألة فى الصراع الإسلامى/اليهودى وليست صراعًا على وطن وأرض وتاريخ. الواضح أن وفد الأئمة فى تل أبيب يتبنون ذلك الموقف.هل وارد أن يعبر هؤلاء عن أنفسهم نظريًا، لنقل فقهيًّا، وهناك بعض محاولات فى هذا الاتجاه ونجد أننا، خلال جيل أو جيلين، بإزاء نموذج لإسلام أوروبى أو غربى تمامًا، يحاول أن يتكيف بالإسلام مع كل ما هو غربى، على الأقل ما هو سائد هناك ومقبول من حكوماتها؟!
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حدث في مثل هذا اليوم 20 يوليو  تيمورلنك ينتصر على العثمانيين ومولد الإسكندر الأكبر وسهير القلماوي
حدث في مثل هذا اليوم 20 يوليو  تيمورلنك ينتصر على العثمانيين ومولد الإسكندر الأكبر وسهير القلماوي

الكنانة

timeمنذ 2 ساعات

  • الكنانة

حدث في مثل هذا اليوم 20 يوليو تيمورلنك ينتصر على العثمانيين ومولد الإسكندر الأكبر وسهير القلماوي

كتب وجدي نعمان حدث في مثل هذا اليوم 20 يوليو أو 20 تمُّوز أو 20 يوليه أو يوم 20 \ 7 (اليوم العشرون من الشهر السابع) أحداث 1402 – جيش تيمورلنك المغولي ينتصر على جيش بايزيد الأول العثماني عند جبق أباد، حيث انتهت المعركة بهزيمة العثمانيين وأسر السلطان بايزيد الأول. 1944 – نجاة الزعيم النازي أدولف هتلر من محاولة اغتيال قادها الضابط في الجيش كلاوس فون شتاوفنبرج. 1949 – توقيع اتفاقية هدنة بين إسرائيل وسوريا. 1951 – اغتيال ملك الأردن عبد الله الأول وهو في طريقه إلى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى بالقدس، وتبعه تتويج ابنه الملك طلال بن عبد الله على عرش الأردن. 1953 – انعقاد أول مؤتمر لوزراء المال والاقتصاد العرب في مدينة شتورة اللبنانية، واستمر حتى 10 أغسطس. 1961 – الكويت تنضم إلى جامعة الدول العربية. 1969 – أبولو 11 يحط على سطح القمر. 1974 – الجيش التركي يغزو الجزء الشمالي من جزيرة قبرص بعد تسعة أيام من الانقلاب العسكري الموالي لليونان. 1987 – ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ سعد العبد الله الصباح يعلن أن قيام الكويت باستئجار بعض الناقلات وإعادة تسجيل عدد من الناقلات الكويتية لدى دول صديقة كان نتيجة استمرار الاعتداءات على السفن الكويتية جراء الحرب العراقية الإيرانية. 1994 – وزير خارجية إسرائيل شمعون بيريز يقوم بزيارة إلى الأردن، وهي أرفع زيارة يقوم بها مسؤول إسرائيلي إلى الأردن. 2002 – الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان تعلنان في كينيا توصلهما إلى إطار لمباحثات إحلال السلام وإنهاء الحرب الدائرة في جنوب السودان منذ عام 1982. 2004 – الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى وبأغلبية ساحقة قرارًا يطالب إسرائيل بتفكيك معظم أجزاء الجدار العازل الذي أنشأته في الضفة الغربية. 2014 – أكثر من 70 قتيلًا في مجزرة الشجاعية التي ارتكبها سلاح المدفعية الإسرائيلي في الحرب على غزة. 2015 – تفجيرٌ في بلدة سُروج بمُحافظة أورفة التُركيَّة يُخلِّف 32 قتيلًا وأكثر من 100 جريح. 2021 – مركبة نيو شيبرد تقوم بأول رحلة مأهولة، وعلى متنها أربعة ركاب، فيما يُعد أول رحلة فضائية تجارية. 2022 – إصابة قرية برخ في ناحية دركار التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق بقصفٍ مدفعي أودى بحياة ثمانية أشخاصٍ على الأقل. موجة حر شديدة تجتاح أوروبا وتؤدي إلى اندلاع حرائق غابات، ووفاة أكثر من 3600 شخصًا. 2023 – محتجون عراقيون يقتحمون السفارة السويدية في بغداد بعد إحراق القرآن في السويد على يد لاجئٍ عراقي مسيحي. مواليد طالع أيضًا: القائمة الكاملة لمواليد هذا اليوم 356 ق.م – الإسكندر الأكبر، حاكم الإمبراطورية المقدونية. 810 – محمد بن إسماعيل البخاري، أحد أشهر علماء الحديث وصاحب صحيح البخاري. 1816 – ويليام بومان، طبيب إنجليزي. 1822 – غريغور يوهان مندل، راهب وعالم نمساوي يعرف باسم مؤسس علم الوراثة. 1864 – إريك أكسل كارلفلت، شاعر سويدي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1931. 1897 – تاديوش رايخشتاين، طبيب سويسري حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1950. 1899 – أحمد علام، ممثل مصري. 1911 – سهير القلماوي، أديبة مصرية. 1919 – إدموند هيلاري، مستكشف نيوزيلندي وأول شخص يصل إلى قمة جبل إفرست في العالم. 1924 – إلياس سركيس، رئيس الجمهورية اللبنانية. 1928 – محمد رشدي، مغني مصري. 1931 – إبراهيم العرابي، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية. 1935 – جف شيل، عالم بلجيكي في علم الأحياء الجزيئي. شارل رزق، حقوقي وسياسي لبناني. 1938 – روجر هنت، لاعب كرة قدم إنجليزي. دنيز بايقال، سياسي تركي. 1947 – جيرد بينيج، عالم فيزياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1986. 1953 – لاديسلاف يوركميك، لاعب ومدرب كرة قدم سلوفاكي. توماس فريدمان، صحفي وكاتب أمريكي. 1962 – سمير القنطار، مقاوم لبناني. 1963 – مي شدياق، إعلامية لبنانية. 1969 – جوش هولواي، ممثل أمريكي. 1971 – ساندرا أوه، ممثلة كندية. 1973 – الأمير هاكون، ولي العهد في النرويج. 1975 – راي ألين، لاعب كرة سلة أمريكي. 1977 – كيكي موسامبا، لاعب كرة قدم هولندي. 1979 – ميكلوش فيهير، لاعب كرة قدم هنغاري. وفيات 1454 – خوان الثاني، ملك قشتالة. 1866 – برنارد ريمان، عالم رياضيات ألماني. 1903 – ليون الثالث عشر، بابا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. 1927 – فرديناند الأول ملك رومانيا. 1936 – خوسي سانخورخو، عسكري إسباني. 1937 – غولييلمو ماركوني، عالم فيزياء إيطالي حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1909. 1951 – عبد الله الأول، مؤسس وملك المملكة الأردنية الهاشمية. 1966 – موسى كاشف الغطاء، فقيه وكاتب عراقي. 1973 – بروس لي، ممثل ولاعب كاراتيه أمريكي من أصول صينية. 1985 – محمود علي البنا، من مشاهير قراء القرآن في مصر. 1994 – محمد تقي الخوئي، فقيه مسلم عراقي. 2012 – هشام الاختيار، سياسي سوري. 2013 هيلين توماس، إعلامية أمريكية من أصل لبناني، واحدة من أبرز مراسلي البيت الأبيض. دليل قسوس، سياسي أردني، كان سفيرًا لدولة فلسطين لدى العراق. 2017 – تشستر بنينغتون موسيقي أمريكي. 2022 – أحمد مرسي، أستاذ جامعي مصري. سليمان الملا، ملحن ومطرب كويتي. أعياد ومناسبات عيد الاستقلال في كولومبيا. عيد مار إلياس في الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية.

أرض الميعاد.. وتبرير الأكذوبة!
أرض الميعاد.. وتبرير الأكذوبة!

الدستور

timeمنذ 13 ساعات

  • الدستور

أرض الميعاد.. وتبرير الأكذوبة!

خلال الاجتماع الأخير الذي عقده بنيامين نتنياهو في واشنطن، عرض خريطة جديدة تعكس رؤية استراتيجية لإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية في المنطقة. وكان قد قدّم في العام الماضي خريطتين: الأولى لمشروع جسر لوجستي يمتد من الهند إلى جنوب أوروبا عبر الشرق الأوسط، والثانية تُظهر خارطة النفوذ الإيراني في الإقليم. هذه التحركات تعيد إلى الواجهة مفاهيم توراتية مشوَّشة، تتقدمها أسطورة 'أرض الميعاد'، التي باتت تُستخدم كغطاء لتبرير مشاريع استعمارية وتوسعية. فهل تُرسم اليوم حدود سياسية جديدة تحت عباءة 'الوعد الإلهي'؟ وهل تشير هذه الخرائط إلى عودة مُقنّعة لأسطورة 'أرض الميعاد'؟ تتكرر الرواية الإسرائيلية عن 'أرض الميعاد' و'الحق التوراتي' كذريعة دينية وتاريخية لترسيخ احتلالها للأراضي الفلسطينية، ولا سيما القدس الشريف. وتُقدَّم هذه الأساطير، المستندة إلى نصوص دينية قديمة، كوثائق شرعية تبرّر مشروعًا استعماريًا استيطانيًا بحتًا. غير أن هذه السردية، التي تروّجها إسرائيل على المستوى الدولي، لا تعدو كونها غطاءً أيديولوجيًا يخفي الحقائق السياسية والاستراتيجية الكامنة وراء الصراع. لقد جرى تحويل بعض النصوص الواردة في 'العهد القديم' من رموز روحية إلى أدوات سياسية تُستخدم لتبرير سلب الأرض وتهجير أصحابها. واستطاعت إسرائيل أن تختزل هذه الروايات في 'قوانين' صارمة تُفرض على العالم، وكأنها تمتلك تفويضًا إلهيًا لا يقبل النقاش. وبهذه الآلية، نجحت في شرعنة سياساتها أمام الغرب، لا من منطلق الحق، بل من خلال خطاب ديني مغلّف بعباءة تاريخية مزعومة. إن توصيف 'أرض الميعاد' على أنها أكذوبة لا ينطلق من موقف عدائي تجاه الكتب السماوية، ولا ينطوي بأي حال على إنكار لما ورد في التوراة أو الإنجيل أو حتى القرآن الكريم بشأن بني إسرائيل — حاشا لله. إنما تنبع هذه الرؤية من فهم السياق الديني نفسه، الذي يوضح أن ملكية الأرض تعود لله وحده، وليست حكرًا على قوم أو عرق بعينه. فوفقًا لسفر يشوع، لم يكن وعد الله لبني إسرائيل بامتلاك الأرض وعدًا مطلقًا، بل مشروطًا بطاعتهم لشريعته: 'وتملكون أرضهم كما قال لكم الرب إلهكم. فتشدّدوا في أن تحفظوا جميع ما هو مكتوب في كتاب شريعة موسى وتعملوا به، ولا تحيدوا عنه يمينًا ولا شمالًا.' (سفر يشوع، الإصحاح 23، الآية 6) بناءً على هذا النص، فإن امتلاك الأرض كان مشروطًا بالالتزام، لا بالهوية العرقية. وبما أن بني إسرائيل نقضوا العهد مرارًا، فإن الوعد سقط بسقوط شروطه، وفُقد حقهم في الأرض إلى الأبد. من هنا، فإن الادعاء الحالي بامتلاك 'أرض الميعاد' ليس سوى توظيف سياسي محض لرواية دينية سقطت شرعيتها بنصوصها. وبحسب هذا الفهم، فإنهم لم يعودوا أصحاب حق، بل غرباء لا يملكون فيها دولة شرعية ولا سيادة مشروعة. الخطورة لا تكمن في فحوى هذه الادعاءات الدينية فحسب، بل في نجاح إسرائيل في تصدير هذه الرواية إلى العالم، حتى أصبحت جزءًا من الوعي الجمعي لدى كثير من الشعوب، وكأنها حقيقة مطلقة لا تحتمل النقاش. وقد تم ذلك وسط صمت دولي وتواطؤ مكشوف، بينما تُنتزع فلسطين قطعةً بعد أخرى، على مرأى ومسمع من العالم بأسره. وفي قلب هذا الصراع، يبرز المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، كرمز ديني وحضاري وتاريخي للأمة الإسلامية. فالأقصى ليس مجرد بناء تاريخي، بل قضية عقائدية تمس هوية الأمة وكرامتها. ومع كل محاولة لتهويد المدينة المقدسة أو اقتحام المسجد، تتجدد معركة الوعي بين من يسعى لطمس الحقيقة، ومن يدافع عن التاريخ والمقدسات. تُفضح زيف الرواية الصهيونية من خلال عدة محاور، منها: 'أرض الميعاد: أسطورة دينية لتبرير مشروع استعماري'، و'الحق التوراتي المزعوم: أكذوبة الاحتلال الصامت'، و'عقيدة الاحتلال: كيف تُستغل التوراة لشرعنة اغتصاب فلسطين؟'. كما ننتقل من 'النصوص إلى النكبة: عندما يُستخدم الدين كسلاح'، ونتوقف عند 'المسجد الأقصى بين الأسطورة التوراتية والحقيقة التاريخية'، ونكشف زيف مقولة 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض: كذبة القرن الحديث'. وفي سياق تفكيك هذه السردية، نطرح أيضًا 'الأسطورة التوراتية وسقوط الشرعية الأخلاقية للاحتلال'، وصولًا إلى 'بين القدس والتوراة: قصة تزوير لإخضاع الأرض والإنسان'. إن ما يُعرف بـ'أرض الميعاد' ليس سوى غلاف ديني لمشروع استعماري توسعي. وترويج الأكذوبة التوراتية لا يستند إلى أي شرعية قانونية أو أخلاقية في ظل استمرار اغتصاب الحقوق وطمس الهوية. فالصراع لم يكن يومًا دينيًا بحتًا، بل هو احتلال سياسي سافر يستغل الدين كواجهة. والتحدي الحقيقي أمام الشعوب الحرة والواعية اليوم، هو كشف زيف هذه الرواية، وإعادة الاعتبار للحق الفلسطيني، وللمقدسات التي تُستباح تحت غطاء من الأكاذيب الملفقة.

في 'غزة ' ملائكة مسومين..!!
في 'غزة ' ملائكة مسومين..!!

يمني برس

timeمنذ 21 ساعات

  • يمني برس

في 'غزة ' ملائكة مسومين..!!

يمني برس || مقالات راي: بعد فترة غياب أطل علينا الناطق باسم كتائب القسام القائد المجاهد «أبو عبيدة» بحديث مؤلم، وعتاب كان بمثابة حراب تنغرز في قلب المتلقي العربي الحر والمؤمن الصادق، عن حالة الهوآن الذي بلغته أمة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.. ظهر وعلى خلفيته برزت صورة « المسجد الأقصى، وقبة الصخرة» وكأنه أراد أن يذكر العرب بعروبتهم والمسلمين بدينهم، يذكرهم بأن « غزة هاشم» هي الخندق المتقدم في مواجهة العدو الصهيوني منذ عام 1948م، و «غزة الأبطال» تقف بكل شموخ مدافعة عن الأمة والعروبة والإسلام، قبل أن تكون مدافعة عن فلسطين أرضها المحتلة، من قبل احتلال صهيوني استيطاني عنصري وهمجي، احتلال مجرم، مجرد من كل القيم الأخلاقية والصفات الإنسانية، احتلال حتى الحيوانات تحمل مشاعر لا يحملها هذا الاحتلال المجرم، الذي ما كان له أن يوغل في حرب الإبادة التي يشنها ضد أطفال وشيوخ «غزة» منذ أكثر من 21 شهرا، لم يبقِ فيها شجرا ترفرف باغصانها ولا حجرا لبيوت كانت معلومة.. تساوت غزة بكل بنيانها بالتراب، وتحول القطاع بمدنه واحيائه العامرة الي صحراء، فيما الملايين من السكان محاصرين يعانون من الجوع والعطش..! جرائم إبادة ترتكب، وما كانت لتكون لولا الصمت العربي الرسمي، والدعم الدولي الفاجر للعدو الذي يتلقى دعما ماديا ومعنويا وإعلاميا وقانونيا، من قبل أمريكا والغرب، الذين يشاركونه في عدوانه وجرائم إبادته، ويقدمون له كل أشكال الدعم اللوجستي والسلاح الفتاك والخبرات والمعلومات، ويرفدونه بقوات عسكرية تشارك ميدانيا في جرائمه، فيما أمة العروبة والإسلام، لاذت بالصمت والتجاهل، وفي صمتها وتجاهلها كانت علامة الرضا والموافقة لمجرمي الكيان بأن يوغلوا في إجرامهم وحرب إبادتهم، بعد أن اتخذ مجرمو الكيان من «تجويع» النساء والأطفال وأبناء القطاع سلاحا بهدف ضرب وتمزيق حاضنة المقاومة، فيما عجزت «أنظمة العهر العربية» عن إدخال الغذاء والدواء والمياه، لم نطلب منهم إدخال الأسلحة والذخائر للمقاومة فهذا فعل لا يجيده رموز الارتهان والتبعية ونخب الإرجاف والارتزاق التي تجردت من كل قيم الشرف والكرامة وأصبحت تقبل بحياة الذل والامتهان والارتزاق، المهم أن تعيش وأن بلا كرامة وبلا شرف..! نعم ما كان العدو الصهيوني ليشن حرب إبادة وحشية في قطاع غزة يخجل منها «النازيين» ويتبرأ منها ويدينها كل طغاة التاريخ ومجرميه، لو لم يكن العدو ضامن صمت أنظمة الخيانة والعمالة والارتهان، الذين يشاركون بصمتهم في سفك الدم العربي في فلسطين، وهذا الصمت، دفع مجرمي الحرب الصهاينة إلى التمدد نحو لبنان واليمن، وإيران واخيرا سوريا قلب العروبة التي تستباح من قبل العدو فيما الصمت يخيم على «مواخير» رموز النظام العربي والإسلامي وكأن الأمر لا يعنيهم..! رغم ذلك تبقى بطولة المقاومة تعبيرا عن حقيقة أصالة العروبة والإسلام.. نعم لا عروبة إلا في غزة، ولا إسلام إلا في غزة، ولا أحرار إلا في غزة، ولا إنسانية إلا في غزة، هناك حيث يتصدى أبطالها لعدو مدجج بأخطر أنواع الأسلحة الفتاكة، ومدعوم بأسلحة كل جيوش العالم وأعظمها، ومع ذلك تنتصر المقاومة وينهزم العدو بكل جبروته ووحشيته وجرائمه.. نعم عدو مهزوم، رغم خيانة الأمة وصمتها، لأن في فلسطين من يقاتل العدو ليس مجرد مقاومين بل «ملائكة مسومين».. من فضحوا العدو وأمريكا والعالم، وصمت السافلون الراكعون عند أقدام الثنائي الهمجي ترمب نتنياهو..!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store