logo
الشرطة الألمانية توقف متظاهرين مؤيدين لفلسطين في برلين

الشرطة الألمانية توقف متظاهرين مؤيدين لفلسطين في برلين

الجزيرةمنذ 12 ساعات
أوقفت الشرطة الألمانية، السبت، عددا من المشاركين في مظاهرة داعمة لفلسطين ومنددة بـ"الجرائم الإسرائيلية في غزة" بالعاصمة برلين.
وفرضت قوات الأمن طوقًا أمنيًا مشددًا في محيط موقع التجمع الذي أقيم في ميدان برايتشايد وسط برلين، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها شعارات من قبيل: "أوقفوا تجويع غزة"، و"إبادة لا تبرر إبادة"، و"صمتكم يقتل"، و" إسرائيل ارتكبت أكبر مجزرة بحق الأطفال في التاريخ".
وندد المتظاهرون بدعم الحكومة الألمانية لإسرائيل في هتافات من بينها: "الحرية لفلسطين"، و"إسرائيل إرهابية"، و"إسرائيل تقتل الأطفال"، و"ارفعوا أيديكم عن سوريا وغزة".
ولفت المحتجون الأنظار إلى المجاعة التي يعانيها سكان قطاع غزة ، من خلال حمل رغيف خبز وأكياس دقيق فارغة وأوانٍ خالية، في إشارة رمزية إلى انعدام المواد الغذائية الأساسية في غزة.
وفي المقابل، حاولت مجموعة مؤيدة لإسرائيل استفزاز المتظاهرين الفلسطينيين، برفع الأعلام الإسرائيلية قرب مكان التجمع.
وفرقت الشرطة الألمانية، قبل نحو أسبوعين، مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة برلين، واعتقلت عددا من النشطاء، من بينهم قياديون في حركة " الصوت اليهودي من أجل السلام"، ضمن حملة وصفت بأنها غير مسبوقة تستهدف النشطاء اليهود المتضامنين مع القضية الفلسطينية.
وشنت الشرطة الألمانية في سبتمبر/أيلول العام الماضي حملة تفتيش شملت منازل في برلين، وأخرى في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023 استهدفت عناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وشبكة "صامدون للدفاع عن الأسرى" المؤيدة للفلسطينيين المحظورتين في البلاد، والمتعاطفين معهما.
وحظرت ألمانيا مع بداية معركة طوفان الأقصى مظاهرات مؤيدة لغزة التي تتعرض لحرب يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
والجمعة، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عدد الشهداء في صفوف الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع أيضا إلى 620 شخصا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلان
وأشار إلى أن 650 ألف طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع ونقص الغذاء، في حين تواجه نحو 60 ألف سيدة حامل خطرا حقيقيا جراء انعدام الغذاء والرعاية الصحية اللازمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير عسكري: أثر محاولة سرايا القدس أسر جندي إسرائيلي سيكون عميقا
خبير عسكري: أثر محاولة سرايا القدس أسر جندي إسرائيلي سيكون عميقا

الجزيرة

timeمنذ 6 دقائق

  • الجزيرة

خبير عسكري: أثر محاولة سرايا القدس أسر جندي إسرائيلي سيكون عميقا

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن محاولة سرايا القدس ، الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي ، أسر جندي إسرائيلي شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة تمثل عملية مركبة بالغة الدقة تعكس تصميما كبيرا لدى المقاتلين على تنفيذ أهداف معقدة تحت أقصى درجات المخاطرة. وأوضح أن العملية، التي وثّقتها مشاهد حصرية بثتها الجزيرة، بدأت بمرحلة مسح ورصد طويلة لمكان الآليات الإسرائيلية، ثم تلتها عملية تفخيخ احترافية تشير إلى انضباط شديد وحذر بالغ لتجنب الانكشاف، وهو ما يدل على تدريب نوعي للمجموعة المنفذة. ولفت العميد جوني إلى أن المشاهد كشفت عن آلية مشاة إسرائيلية كانت هدف العملية، لكن اللافت هو أن جنودها لم يستخدموا الأسلحة المثبتة على سطحها، مما يعكس حالة رعب تدفعهم للبقاء داخل الآليات خشية التعرض للقنص أو الهجوم المباشر، وهي ظاهرة تتكرر في الآونة الأخيرة. وأشار إلى أن اختفاء الجنود عن سطح ناقلات الجند والدبابات في الميدان يعد نقطة ضعف فادحة في أداء الجيش الإسرائيلي، ويعكس حجم الضغط النفسي والتخوف من المواجهة المباشرة مع مقاتلي المقاومة الذين يتمتعون بجرأة ميدانية عالية. وكانت سرايا القدس قد أعلنت منتصف الشهر الجاري عن تنفيذ "عملية مركبة ونوعية" استهدفت ناقلة جند إسرائيلية في منطقة عبسان الكبيرة، بهدف أسر عدد من الجنود، في محاولة تُعد من أبرز محاولات الأسر التي وثقتها الفصائل الفلسطينية مؤخرا. عملية دقيقة وأوضح جوني أن قرب المسافة بين المقاومين ومكان تفجير العبوة يؤكد الطبيعة الدقيقة للعملية، حيث إن عامل الوقت يعتبر حاسما في عمليات الأسر، فالفاصل الزمني بين التفجير والانقضاض يجب أن يكون ثواني معدودة قبل تدخل الاحتلال، وهو ما حاولت سرايا القدس الالتزام به بدقة بالغة. وأضاف أن اللافت في مشاهد العملية هو وجود "كمين متقدم" للمجموعة المكلفة بالاشتباك، تموضع في ركام أحد المباني القريبة، وشارك في الهجوم بعد التفجير، مما يعكس تكتيكا عسكريا محسوبا يعتمد على تقسيم المهام والاقتراب الميداني المدروس. لكن الخبير العسكري أشار إلى أن تدخل آليات الاحتلال القريبة من المكان في اللحظات الحرجة حال دون استكمال عملية الأسر، مرجّحا أن يكون جيش الاحتلال قد فعّل " بروتوكول هانيبال" الذي يسمح باستخدام القوة القصوى لمنع أسر الجنود، حتى وإن أدى ذلك إلى قتلهم. ورأى أن استخدام هذا القانون يُرجّح بشدة مقتل الجندي المستهدف بنيران جيشه، مما أدى أيضا إلى استشهاد عدد من مقاتلي السرايا، لكنه أكد أن "العملية رغم فشلها تقنيا في تحقيق هدف الأسر، فإنها نجحت من حيث الأثر والرسالة المعنوية". ضربة قاسية واعتبر العميد جوني أن العملية وجهت ضربة قاسية للروح القتالية لجنود الاحتلال، الذين باتوا يدركون أن الخطر يهددهم من المقاومة، لكن الأسوأ أنهم قد يُقتلون برصاص جيشهم في حال تعرضوا لمحاولة أسر، وهو ما يُضاعف من حالة التردد والخوف في صفوفهم. وخلال الأسابيع الماضية، كثفت سرايا القدس بث مشاهد عملياتها في مناطق عدة من القطاع، من بينها عبسان، وشرق حي الشجاعية، استهدفت خلالها آليات إسرائيلية وكمائن مباشرة، وهو ما يعكس تحولا لافتا في تكتيكات المقاومة نحو محاولات الأسر النوعية. ولفت جوني إلى أن الجندي الإسرائيلي المستهدف بالأسر قد يكون مزودا بتجهيزات تسمح بتتبعه عبر الأقمار الاصطناعية أو إشارات إلكترونية، مرجحا أن المقاومة تأخذ ذلك في الحسبان وقد تلجأ لتجريد الجندي من معداته فور أسره لتقليص مخاطر التتبع. وأشار إلى أن هذه المحاولة هي الرابعة المعروفة التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في هذا السياق منذ بدء الحرب، وهو ما يعكس إصرار الفصائل على تحقيق اختراق نوعي في ملف الأسرى، رغم التحديات الأمنية والعسكرية الهائلة. وأشار العميد جوني إلى أن حديث رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عن أن التوصل لاتفاق خلال الأيام المقبلة "سيكون إنجازا" هو اعتراف ضمني بفشل أهداف الحملة العسكرية، ورضوخ للواقع الذي فرضته المقاومة، لا سيما في ظل استمرار العجز عن تحرير الأسرى أو القضاء على قدرات الفصائل.

أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي

الجزيرة

timeمنذ 6 دقائق

  • الجزيرة

أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي

عمان- لعبت السرديات التاريخية والوثائق الأصلية، مثل البرديات والنقوش والنقود والأوامر الديوانية، دورا مهما في حماية الإرث الاجتماعي والثقافي والاقتصادي المتنوع لمدينة القدس المحتلة. وفي هذا السياق، تعرض الجزيرة نت دراسة متخصصة في هذا المجال أصدرتها اللجنة الملكية لشؤون القدس في عمّان بعنوان "الروايات والوثائق التاريخية ودورها في حفظ الموروث المقدسي" للدكتورة غيداء عادل "خزنة كاتبي"، أستاذة التاريخ والفكر الاقتصادي والدراسات الحضارية في الجامعة الأردنية، وتعد من أبرز وأدق الدراسات المتخصصة في هذا المجال. وفي تقديمه للدراسة الصادرة عام 2020، أكد الأمين العام للجنة الملكية عبد الله توفيق كنعان أن "الوعي بالتاريخ ومضامينه الدقيقة ليس مجرد رفاه ثقافي، بل ضرورة حضارية لحماية الهوية والدفاع عنها، وضمان استمرارها عبر الأجيال. فهو ركيزة لبناء الأمة والمضي بثقة في مسار نهضتها". ويرى كنعان أن هذا الجهد الثقافي يأتي ضمن مسؤولية دعم الفلسطينيين في القدس و فلسطين ، بما يعزز الحقوق التاريخية المشروعة، ويثبت الهوية الحضارية الفلسطينية والمقدسية، التي تعود جذورها لأكثر من 5 آلاف عام. كما أنه يشكّل ردًّا معرفيًا على الرواية الصهيونية الأسطورية التي تروّجها إسرائيل -باعتبارها سلطة احتلال- عبر تأويلات تاريخية وأثرية مزيفة تسعى من خلالها لإقناع العالم بشرعية وجودها. الموروث الاجتماعي وفي دراستها، تبيّن الدكتورة غيداء عادل أن الحياة الاجتماعية في القدس عبر العصور الإسلامية كانت ثرية ومتنوعة، وامتدت لتشمل كل مناحي النشاط المقدسي، لا سيما الفكري والديني والتجاري. وتوضح أن المدينة كانت مقصدا للعلماء والتجار، مما ساهم في تنوعها الثقافي، وغناها بالعادات والمعارف التي حملها القادمون إليها. وتُبرز الدراسة كذلك مناخ التسامح السائد في المجتمع المقدسي، والذي تأصّل منذ العهدة العمرية ، واستمر من خلال أوامر الخلفاء ومراسيم السلاطين، التي شددت على أهمية الحريات الاجتماعية وتسهيل التنقل بين القدس وسائر المناطق، مثل مصر. وتستند الدراسة إلى وثائق بردية توضّح هذا التسامح، منها وثيقة تعود إلى عام 1458، تتضمن مرسوما سلطانيا مملوكيا، ينص على السماح لبطرك النصارى الملكيين، مرقص بن علم، بالتنقل بحرية بين مصر والقدس وسائر البلاد الإسلامية، وأن يمضوا على عادتهم القديمة من الرعاية في سفرهم من ثغور الإسلام بالشام و حلب والقدس وسائر البلاد الإسلامية. ويعكس هذا الأمر مدى التسامح الإسلامي، الذي أسهم في تعزيز الاستقرار والنشاط الاجتماعي في مدينة القدس. وفي بردية أخرى، ورد نص يُظهر عمق التسامح الإسلامي تجاه المكوّنات الدينية في القدس، إذ جاء فيها: "ألا يُلزموا الرهبان النصارى والنصريانيات والملكيين بموجب دفع ولا بخفر، ولا يُظلم عند دخولهم القدس الشريف وكل ناحية لزيارة القدس". وهذا يعكس سياسة الدولة الإسلامية التي لم تكتفِ بالسماح بالحريات الدينية، بل خصصت نفقات مالية دائمة لتأمين احتياجات المدينة، مما ساعد على ازدهار أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية. وتوضح الدراسة أن بعض الروايات التاريخية كانت تربط بين أداء فريضة الحج وزيارة القدس، ففي وصفٍ للخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، ورد أنه "حج غير ذات مرة وزار بيت المقدس"، في إشارة إلى ما كانت تعنيه زيارة القدس من رمزية دينية وروحية، خاصة لمن لم يكن بوسعه أداء فريضة الحج في موسمها. ومن الوثائق المهمة التي تسلّط الضوء على عمق البنية الحضارية في المدينة، وثيقة مؤرخة عام 1346، تُفصّل تعريفات الوقف، وتوضح أهدافه وحرمة التصرف فيه. وتُظهر الوثيقة الدور البارز الذي لعبه المغاربة في دعم المؤسسات الاجتماعية في القدس، من خلال وقفهم على مرافق متعددة، مما أسهم في تنمية المدينة. كما أكدت الوثيقة على حفاظ الحضارة الإسلامية على الإرث الحضاري السابق لها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك حماية "القبو الروماني"، مما يدل على أن الوجود الإسلامي لم يسعَ إلى طمس آثار الحضارات السابقة، بل حافظ عليها وتفاعل معها، خلافا لسياسات التحريف والطمس التي تتبعها سلطات الاحتلال اليوم. ووفقا للدراسة، فقد لعب المقدسيون دورا بارزا في نشر العلم والثقافة، ومن الأمثلة على ذلك تأسيس "المدرسة العمرية" في حي الصالحية بدمشق، بعد خروج العديد من سكان القدس بسبب الحروب والأزمات التي عصفت بها عام 1156. وقد سُميت المدرسة نسبة إلى الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد المقدسي، وتُعد شاهدا على المكانة العلمية والثقافية للمقدسيين، وتأكيدا على مكانة المثقف المقدسي وما يحمله من موروث عريق ساهم في دعم الثقافة في أصقاع العالم الإسلامي كافة. لعب المقدسيون دورا بارزا في نشر العلم والثقافة، ومن الأمثلة على ذلك تأسيس "المدرسة العمرية" في حي الصالحية بدمشق، بعد خروج العديد منهم عام 1156 بسبب الحروب والأزمات. الموروث الثقافي تعدّ مدينة القدس مركزا حضاريا بارزا في التاريخ الإسلامي، إذ احتضنت مؤسسات علمية وثقافية متنوعة، واستقبلت نخبة من العلماء والمفكرين، وخرّجت أعلامًا ذاع صيتهم في عواصم الخلافة الإسلامية. وقد عرف عدد من هؤلاء بكونهم من "أصول مقدسية"، كما تولى كثير من أبناء القدس مناصب عليا كالقضاء والتدريس في مدن كبرى مثل دمشق. وتشير النقوش الأثرية المنتشرة في المدينة إلى الدور الريادي للمعلمين، وحرصهم على تعليم مختلف فئات المجتمع، لا سيما الأيتام والمحتاجين. ومن أبرز تلك النقوش، نص يعود إلى عام 1198م، جاء فيه: "وتكون أُجرته تُصرف به إلى المعلم، والدار في يده لأجرة تعليم الأيتام والمساكين"، مما يدل على تخصيص موارد مالية مباشرة لدعم التعليم المجتمعي. وقد ساهم هذا الاهتمام في ازدهار بناء المدارس، والخوانق –وهي دور العبادة الخاصة بالمتصوفة– بالإضافة إلى تأسيس مكتبات عامة، ما شكّل بنية معرفية متكاملة داخل المدينة. كما توثق عدد من الوثائق المقدسية قرارات سلطانية دقيقة لتنظيم الحياة الدينية والتعليمية في المسجد الأقصى، وبخاصة في قبة الصخرة. ومن بين تلك الوثائق، مرسوم صدر عام 1386م، نصّ على التالي: "أن يستمر الشيخ العالم الفاضل الناصري في القراءة بالصخرة المشرفة يوم الجمعة، من وقت التذكير حتى أذان الظهر، وكذلك يوم الأحد بعد صلاة المغرب، وله أن يقرأ في التفاسير والأحاديث وكلام المشايخ بالحكايات والمواعظ". تُظهر المؤلفات الجغرافية القديمة أن القدس كانت تُعد من أكثر مناطق فلسطين خصوبة، كما قد طوّر أهلها أساليب متعددة لتخزين المحاصيل، في دلالة على تقدم تقنيات التخزين والحرص على الأمن الغذائي. ازدهار اقتصادي وتنوّع إنتاجي تُظهر المؤلفات الجغرافية القديمة أن القدس كانت تُعد من أكثر مناطق فلسطين خصوبة، حيث عُرفت بوفرة منتجاتها الزراعية مثل كروم العنب، وأشجار الزيتون، والتين، والقمح. وقد طوّر أهلها أساليب متعددة لتخزين المحاصيل، فكان الزيت يُخزَّن في آبار مخصصة، بينما استُخدمت القلاع لحفظ الحنطة لفترات طويلة، في دلالة على تقدم تقنيات التخزين والحرص على الأمن الغذائي. وتكشف بعض الوثائق البردية عن ملامح الحياة الاقتصادية في المدينة، خاصة ما يتصل بقطاعي الصناعة والبناء. وتحديدا فيما يتعلق بأعمال العمارة داخل المسجد الأقصى، بما يشمل محيط السور، وقبة الصخرة، والمسجد القبلي، مما يدل على رعاية دائمة للمواقع الدينية، وتوفير وظائف ودخل للعديد من العمال. أما النشاط التجاري، فقد عرف انتعاشا مبكرا، بحسب روايات تاريخية، من أبرزها ما نقله الأسقف "أركوف" خلال زيارته للقدس في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، حيث أشار إلى وجود سوق سنوي نشط يفد إليه التجار من شتى المناطق. كما اشتهرت المدينة بصناعة المنسوجات، خاصة تلك المصنوعة من القطن والكتان، والمعروفة بـ"المقدسي"، إلى جانب سجاد الصلاة، وبطانيات الوسائد، وغيرها من المنتجات اليدوية. الموروث الحضاري حرص العلماء المقدسيون على توثيق معارفهم عبر نسخ الكتب بخط أيديهم، وحرصوا على توريث هذه النسخ لأبنائهم، الذين كانوا بدورهم يعيدون نسخها وتدقيقها. وليس من المستغرب أن عددا من المقدسيين كان يكتب لنفسه وبالأجرة، "أي يعمل بوظيفة نسخ الكتب"، وهذا يؤكد قيمة الموروث التأليفي لعلماء ومؤسسات القدس في مجالات عدة، من نتاج الحضارة العربية الإسلامية ومن ضمنها تلك المعارف والروايات المتصلة بمدينة القدس. توصيات خلصت الدراسة لتوصيات عدة، أبرزها تفعيل التوصيات والقرارات الخاصة بتدريس مادة القدس في الجامعات الأردنية والعربية والإسلامية وجعلها مادة إجبارية لتعزيز مفهوم الموروث الحضاري المقدسي. بالإضافة إلى الحرص على أن تحتوي الفعاليات العلمية المتعلقة بالقدس إلى جانب الأوراق العلمية أنشطة تبرز التراث والثقافة المقدسية كالعادات والتقاليد والفلكلور إلى جانب التراث المتصل بالتاريخ الشفوي لقيمته في توعية الأجيال المقبلة. كما أوصت الكاتبة بإطلاق مبادرات ومشاريع حضارية مقدسية تسعى في مضمونها لإعادة إحياء الموروث الحضاري المقدسي باعتبارها رسالة عالمية مفادها أن للقدس هوية وثقافة أصيلة تمتد لقرون من الزمن.

تحذيرات من استهداف طالبي المساعدات في غزة
تحذيرات من استهداف طالبي المساعدات في غزة

الجزيرة

timeمنذ 35 دقائق

  • الجزيرة

تحذيرات من استهداف طالبي المساعدات في غزة

ذكر برنامج الأغذية العالمي أن 25 شاحنة مساعدات تابعة له عبرت معبر زكيم اليوم الأحد إلى شمال قطاع غزة. وأضاف أن القافلة واجهت حشودا كبيرة من المدنيين الذين كانوا يسعون للحصول على المساعدات. ووفقا للتقارير، تعرضت الحشود لإطلاق نار إسرائيلي، مما أسفر عن سقوط شهداء وعدد من الإصابات. وأكد الأغذية العالمي أن أي عنف يستهدف مدنيين يسعون للحصول على المساعدات هو أمر غير مقبول على الإطلاق، داعيا لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون المساعدات. من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استدراج إسرائيل مدنيين مجوعين وقتلهم شمال غزة نمط وحشي للإبادة الجماعية. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مذبحة ضد مجوعين حيث أمرهم بالتقدم وأطلق عليهم النار. وأوضح المرصد أن إسرائيل تستخدم المساعدات ونقاط توزيعها مصايد موت تستدرج لها الحشود المجوعة. وتواترت المجازر بحق الفلسطينيين الباحثين عن المساعدات على الرغم من المطالبات الفلسطينية والدولية بوضع حد لما بات يعرف بـ"مصايد الموت"، وباستعادة الأمم المتحدة زمام توزيع المساعدات. وسجلت وزارة الصحة وفاة 900 فلسطيني -بينهم 71 طفلا- بسبب الجوع ونقص الدواء منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي. وحذرت مؤسسات فلسطينية ودولية من أن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل المجاعة نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store