
المعرض الذي غاب.. والطموح الذي لم يهبط
تُعتبر معارض الطيران اختصاراً لتاريخ طويل من الشغف الإنساني والطموح البشري الذي جاوز حدود الأرض إلى السماء، فهذه الملتقيات تحوّلت مع الوقت لمرايا تعكس تطوّر الصناعة ونضج الأفكار، حتى أضحت تفتح ستائر الغد على صدى الأمس المليء بالتجارب.
بعد أيام، وتحديداً في 16 يونيو، ينطلق في مطار لوبورجيه الفرنسي معرض باريس الدولي للطيران؛ الذي يُعد أقدم معارض الطيران في العالم، حيث أُطلقت نسخته الأولى عام 1909م؛ أي قبل 116 سنة. ويُقام هذا المعرض، إلى جانب معرض دبي ومعرض ماكس الروسي، في كل عام فردي، بينما تُقام معارض فارنبورو وبرلين وسنغافورة في السنوات الزوجية.
معارض الطيران ليست مجرد أجنحة مشاركة وعروض حية، بل مناسبات «فرض وجود» تُقام خلالها فعاليات مختلفة، وتُوقّع على طاولاتها عقود مليارية، حيث تتنافس الشركات على إظهار آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الفضاء والمحركات وهندسة الطيران، والحلول التقنية للمطارات. كما تُعقد فيها اللقاءات الدبلوماسية، وتُبرم الصفقات التجارية، وتُسوّق المنتجات والخبرات على مستوى عالمي.
في المملكة، كانت هناك تجربة جميلة لكنها للأسف لم تكتمل، حيث أُقيم المعرض السعودي الدولي للطيران عام 2019م في مطار الثمامة، وكان لي شرف رئاسة اللجنة الإعلامية في المعرض؛ الذي حاز على أصداء واسعة وحظي بإقبال كبير، أعلن دخول السعودية إلى سوق معارض الطيران الكبرى من أوسع الأبواب. غير أن الطموحات اصطدمت بعاصفة غير متوقعة، حينما تلقّى العالم بأسره ضربة موجعة إثر جائحة كورونا، التي قسَت على صناعة الطيران وأدّت إلى انهيار شركات عريقة، فكان المعرض من بين ضحاياها، لتبقى نسخته الأولى هي الوحيدة حتى اليوم.
أيضاً، من بين العوامل التي أضعفت عودة المعرض السعودي الدولي للطيران، كان انطلاق «معرض الدفاع العالمي»؛ الذي يُقام كل عامين شمال الرياض، حيثُ بات أحد أبرز معارض الدفاع العالمية، وأصبح منصة لعروض جوية متميزة وحضور عالمي فريد.
على الصعيد الدولي، ما زالت معارض الطيران الكبرى تواجه تحديات مختلفة، لعل آخرها معرض ماكس الجوي الروسي، الذي يُعد خامس أكبر معارض الطيران في العالم، حيث تأجّل عدة مرات منذ عام 2021م، وكان الموعد الأخير هذا الشهر قبل أن يُعلن عن تأجيله إلى العام المقبل 2026م.
اليوم، لم تعد معارض الطيران مناسبات عروض أو محاضرات، بل باتت «أدوات استراتيجية» تهدف لبناء علاقات اقتصادية، وإعلان صفقات مؤثرة، ورسم اتجاهات الصناعة خلال العقود القادمة. ووراء تلك العروض واللقاءات، تُنسج العلاقات، وتُفتح الأسواق، وتُبنى الثقة بين أوطان وشركات، حيث تُعاد حياكة السجّاد الذي ستسير عليه صناعة الطيران في الغد.
السؤال: هل يعود المعرض السعودي الدولي للطيران لتأخذ المملكة مكانتها المستحقة في تنظيم معارض الطيران الدولية، أم أن القطار قد فاتنا؟
إن الطموحات الكبيرة لا تموت، بل تنتظر التوقيت المناسب لتُحلّق من جديد، ربما تعثّر المعرض السعودي الدولي للطيران في بدايته، لكنه لم يسقط من الذاكرة، بل ظل معلقاً في الأفق، كطائرة تنتظر الإذن بالهبوط.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 5 ساعات
- صحيفة سبق
في بلدة 'النعي' حيث يرقد فارسها.. أمسية "أدبي حائل" تحيي إرث عنترة بندوة علمية وشهادات تاريخية
في قلب بلدة 'النعي' جنوب شرق حائل، وتحديدًا عند موضع يُقال إنه قبر الفارس والشاعر عنترة بن شداد، نظمت جمعية 'أدبي حائل' أمسية ثقافية حملت عنوان 'خيمة عنترة'، استعرضت خلالها صفحات من حياته، وسلطت الضوء على مآثره المكانية والإنسانية، من خلال شهادات أدبية وأكاديمية وتاريخية. بدأت الأمسية بعرض فيلم وثائقي يستعرض سيرة عنترة من المهد إلى المعارك، متوقفًا عند محطات مؤثرة مثل واقعة 'كرّ يا عنتر'، واستبساله في استنقاذ قومه، إضافةً إلى أبرز آثاره في النعي مثل: عين عنترة، وغاره، ومربط فرسه، وقبره، الذي يطل على العين العذبة التي لا تزال جارية. رئيس جمعية أدبي حائل، د. نايف المهيلب، أشار إلى أن هذه الندوة تهدف إلى تشكيل وعي الأجيال بتاريخ عنترة ومآثره، مؤكدًا أن جبال سلمى تحتضن تاريخًا لم يُقرأ بعد. من جانبه، رحّب رئيس مركز إمارة النعي، حامد الزبن، بالحضور، مطالبًا بتوثيق آثار البلدة وإبرازها بشكل يليق بإرث عنترة. البروفيسور قصي منصور التركي قدّم قراءة فريدة عن وصول عنترة للعالمية من خلال رواية الكاتب الروسي 'سينكوفسكي' عام 1832، لافتًا إلى أهمية توثيق مآثر النعي بلغات مختلفة. أما الدكتور عبدالرحمن العتل، فتناول نسب عنترة وأمه 'زبيبة'، ونشأته، ومشاركته في 'داحس والغبراء'، وحبه العفيف لعبلة، مشيرًا إلى ديوانه الذي طُبع لأول مرة عام 1891، وأعيد لاحقًا بشروح موسعة. وشارك الشاعر عبدالله الدريهم برؤية أدبية تستعرض الصورة الوجدانية لعنترة، ناقلاً دراسة فواز اللعبون التي أظهرت شاعرية عنترة ورقة حسه ووفاءه لعبلة وحدها، بينما تناول صالح العمري القيم التاريخية للمنطقة وربطها بفروسية عنترة. وفي ورقته المعنونة بـ 'مكارم الأخلاق في شعر عنترة'، أكد د. خلف البراك أن شعر عنترة عبّر عن شجاعة وفروسية نادرة، وأنه أول شاعر جاهلي يُنصف خصومه في شعره، مشيرًا إلى دور الأصمعي في جمع أشعاره.


عكاظ
منذ 6 ساعات
- عكاظ
والدة عبد العزيز آل إبراهيم في ذمة الله
انتقلت إلى رحمة الله تعالى هيّا بنت عساف الحسين آل عساف، وسيُصلّى عليها غداً (السبت)، بعد صلاة العصر في الحرم المكي، وسيوارى جثمانها الثرى في مكة المكرمة. والفقيدة والدة: عبدالعزيز، وخالد، وسعود، ومحمد، ووليد (رئيس مجلس إدارة «مجموعة MBC» و«العربية»)، وماجد، والجوهرة، وموضي، ومها بن إبراهيم آل إبراهيم. ويتقبل العزاء للرجال والنساء في ديوانية آل إبراهيم بالرياض اعتباراً من بعد غد (الأحد) من بعد صلاة المغرب حتى الساعة 9 مساءً. «عكاظ» التي آلمها النبأ تتقدم بخالص التعازي والمواساة لذوي الفقيدة، سائلة الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته. «إنا لله وإنا إليه راجعون». أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 9 ساعات
- عكاظ
رونالدو سفيراً عالمياً لكأس العالم للرياضات الإلكترونية
أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية انضمام نجم كرة القدم العالمي أيقونة نادي النصر السعودي البرتغالي كريستيانو رونالدو ليكون سفيراً عالميّاً لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، التي تستضيفها الرياض خلال الفترة من 7 يوليو حتى 24 أغسطس المقبلين، في خطوة تُعزّز مكانة المملكة وريادتها في هذا القطاع الحيوي الواعد. ويمثل انضمام رونالدو دفعة قوية لمسيرة البطولة، التي تُعد الأضخم في تاريخ الألعاب والرياضات الإلكترونية، وتُشكّل منصة عالمية تجمع المواهب، وتحتفي بثقافة الابتكار والتميز، ويؤكد هذا التعاون التاريخي الحضور المتنامي لهذا القطاع، الذي بات يستقطب ملايين اللاعبين والمتابعين من أنحاء العالم كافة. وبهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية رالف رايشرت: «كريستيانو رونالدو أسطورة رياضية عالميّة بكل المقاييس، وهو يجسّد بعقليته الاحترافية وانضباطه وسعيه الدائم نحو التربّع على القمّة الروح الحقيقية لكأس العالم للرياضات الإلكترونية، الذي أصبح المنصّة الأكبر والأكثر تأثيراً في هذا القطاع، كما سيُسهم رونالدو في ربط الرياضة التقليدية بعالم الرياضات الإلكترونية، ويُلهم الجيل الجديد من اللاعبين. نحن فخورون جدّاً بهذا التعاون التاريخي الذي سيكون له أثر إيجابي كبير على نمو الرياضات الإلكترونية حول العالم». وبصفته سفيراً رسميّاً، سيتصدر رونالدو الحملة العالمية للبطولة، ويشارك في أبرز فعاليات الحدث الذي يمتدّ 7 أسابيع في بوليفارد سيتي الرياض، كما سيظهر كشخصية افتراضية في لعبة FATAL FURY: City of the Wolves، وهي واحدة من أصل 25 بطولة رئيسية ضمن فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية هذا العام، ليسهم في جذب جماهير جديدة وتعريفهم بأبرز اللاعبين المحترفين في عالم الألعاب والرياضات الإلكترونية، وذلك بفضل قاعدته الجماهيرية التي تتجاوز المليار متابع على وسائل التواصل الاجتماعي. وبدوره قال كريستيانو رونالدو: «الرياضة في تطور دائم، والرياضات الإلكترونية تمثل مستقبل قطاعي الرياضة والترفيه العالمي. إن الشغف والموهبة والإصرار التي أراها في لاعبي الرياضات الإلكترونية يشبه تماماً رحلتي في الملاعب، لذلك، يسعدني الوقوف إلى جانب هؤلاء المنافسين، والمشاركة في حدث عالمي يُلهم الأجيال الجديدة». كما ستُبرز مشاركة رونالدو أهميّة الشعار الإبداعي الرسمي للبطولة «Rise Above»، الذي يحتفي بالإمكانات والمواهب البشرية وبروح التقدّم والسعي نحو القمة، وهي قيم يمثلها رونالدو وتنعكس في أداء اللاعبين المشاركين في بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025. ويُعد كريستيانو رونالدو، الحاصل على جائزة الكرة الذهبية 5 مرات، أحد أكثر الرياضيين تأثيراً على مستوى العالم، ويتجاوز حضوره الملاعب ليصل إلى ثقافات متعددة، ويعزّز تواصل ملايين المشجعين حول العالم مع جيل جديد من لاعبي الرياضات الإلكترونية. ويمتد ارتباط رونالدو بالبطولة إلى مراحلها التأسيسية، حيث كان من أبرز المشاركين في الإعلان العالمي عن إطلاقها عام 2023، كما حضر الحفل الختامي للنسخة الأولى من الكأس عام 2024، الذي تُوِّج خلاله الفريق السعودي «فالكونز» ببطولة الأندية، ومن خلال تفاعله الواسع مع الجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، أسهم رونالدو في تعزيز انتشار كأس العالم للرياضات الإلكترونية ونشر رسائل البطولة ورؤيتها حول العالم. وتنطلق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية مجدداً بنسختها الثانية لتوحّد اللاعبين والمشجعين من مختلف أنحاء العالم في أضخم حدث من نوعه، وتتميز البطولة بنظامها المتعدد الألعاب والمنصات، ما يتيح الفرصة أمام الأندية واللاعبين لإبراز مهاراتهم في منافسات متنوعة، ومن المنتظر أن تستقطب نسخة هذا العام أكثر من 2,000 لاعب محترف، و200 نادٍ، يمثلون أكثر من 100 دولة، يتنافسون في 25 بطولة تغطي 24 لعبة، بمجموع جوائز مالية تتجاوز 70 مليون دولار أمريكي، لتؤكد المملكة مجدداً ريادتها في استضافة كبرى الفعاليات العالمية، وترسيخ موقعها في قلب مستقبل قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية. أخبار ذات صلة