زوال الكيان
تعود للنقاش دراسة مهمة أُعدّت عام 2012 بعنوان «الاستعداد لشرق أوسط ما بعد إسرائيل»، وهي تحليل من 82 صفحة أعدّه مجمع الاستخبارات الأمريكية الذي يضم 16 وكالة استخباراتية، خلُصت الدراسة إلى تعارض جوهري بين المصلحة الأمريكية ومصلحة الكيان، مؤكدة أن الكيان بصيغته الحالية يمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية، حيث يعوق سلوكها واشنطن عن إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية والإسلامية، ويؤثر سلبًا على علاقاتها الدولية.
الاستنتاجات الرئيسية للدراسة:
* تشابه صارخ مع نظام الأبارتهايد: رأت الدراسة أن الكيان يمارس نظامًا عنصريًّا مشابهًا لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، مما يجعل انهياره مسألة وقت، خاصةً مع تزايد العزلة الدولية.
* التوسع الاستيطاني غير الشرعي: يعيش أكثر من مليون مستوطن في الضفة الغربية المحتلة، بدعم مالي وسياسي من حكومة الليكود، رغم الرفض الدولي والمحلي المتصاعد.
* التدخل الصهيوني في الشؤون الأمريكية: كشفت الدراسة وجود شبكة تأثير صهيونية ممنهجة في الولايات المتحدة، تشمل 60 منظمة ونحو 7500 مسؤول أمريكي يعملون لصالح المصالح االصهيونية، فضلًا عن أنشطة تجسسية مثبتة.
* عبء مالي غير مبرر: تجاوز الدعم الأمريكي المباشر وغير المباشر للكيان منذ 1967 حاجز 3 تريليونات دولار، في وقت تتراجع فيه القوة الناعمة الأمريكية وتنفد الموارد.
* رفض عربي وإسلامي متجذر: لا يزال الاحتلال الصهيوني لفلسطين يُنظر إليه على أنه استعمار غير شرعي، بينما يفقد الدعم الأمريكي له أي مبرر أخلاقي أو استراتيجي في ظل تحولات النظام الدولي.
* انقسام يهودي داخلي: تتسع الفجوة بين يهود العالم (خاصة في أمريكا) والسياسات الصهيونية، مما يهز شرعية الكيان من داخله.
* على النقيض من ذلك، تتشارك الولايات المتحدة وإيران مصالح متعددة كان بالإمكان تعزيزها بدلًا من تجاهلها.
ورغم تشكيك اللوبي الصهيوني في مصداقية الدراسة المشار إليها، فقد نُشرت في مجلة Foreign Affairs، الأكثر تأثيرًا في الشؤون السياسية عالميًا، إضافة إلى تناولها في وسائل إعلام معتبرة عديدة. كما تناولت دراسات أخرى الفكرة نفسها بمقاربة أكثر هدوءًا وأقل مباشرة، منها تقرير معهد بروكينغز «إسرائيل في الشرق الأوسط: العقدان القادمان»، الذي حذّر من مواجهة «إسرائيل» تحديات وجودية حقيقية وسط مستقبل إقليمي مضطرب، مما يتطلب مراجعة فورية لسياساتها ضمانًا لبقائها.
قد يرفض البعض هذه الدراسات باعتبارها مجرد أوهام، مستندين إلى حجم الدعم العسكري والسياسي الأمريكي الهائل للكيان. لكن الحقيقة أن واشنطن في سعيها لدعمه، تخلت عن جميع القيم التي تروّج لها، من قدسية الحياة البشرية إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، متجاهلة إرادة الرأي العام العربي والمحلي المؤيد لحرية الشعب الفلسطيني والمندد بالإبادة المُرتكبة في غزة.
مع ذلك، تكشف السياسة الأمريكية في المنطقة عن تحرك منفرد يحكمه المصلحة الخالصة. فهي تُقرّب الكيان أو تُبعده حسب الضرورة، فقد تفاوضت مع إيران ثم استهدفتها لاحقًا، وأعادت الطائرات الصهيونية وهي في طريقها لقصفها، كما أوقفت الحرب مع الحوثيين من جانب واحد، وامتدحهم ترامب واصفًا إياهم بـ»الشجعان». وفي سابقة تاريخية، استُبعد الكيان من أول زيارة لرئيس أمريكي إلى المنطقة. وتشير تقارير متعددة إلى أن الولايات المتحدة باتت تعتبر مصالحها الاقتصادية مع العرب أهم من التزاماتها تجاه الكيان.
كما بدأت بعض أبرز الجماعات المسيحية اليمينية المتطرفة تطالب علنًا بتقليص الدعم المقدم للكيان، فيما يرى محللون أن طموح ترامب بالسيطرة على غزة يأتي في سياق التحضير لمرحلة ما بعد «إسرائيل بشكلها الحالي»، وأن واشنطن قد تكون بصدد إغراق الكيان في مستنقع دماء وحروب جديدة يمكنها من اجراء تغييرات بنوية في الكيان.
وبعيدا عن الدراسات، فرغم أن الكيان يبدو وكأنه يمتلك فائضًا هائلًا من القوة، فإنه يواجه ثلاثة تحديات مصيرية تهدد وجوده: التحدي الأول هو تنامي المعارضة الشعبية الغربية، التي قد تُفرز قادة أقل انحيازًا له مستقبلًا، التحدي الثاني يتمثل في الانقسام الداخلي العميق داخل المجتمع الصهيوني، والذي لا يُعرف إلى أين قد يؤدي، أما التحدي الثالث والأخطر، فهو عجز الكيان التام عن الاستمرار دون الدعم الأمريكي..
خلاصة القول، قد لا يطول الوقت حتى يدرك الغرب أن الكيان الصهيوني بصيغته الراهنة ليس سوى مشروع فاشل، وإن لم يُغيّر مساره، فإن مصيره إلى زوال لا محالة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
الصين تدشّن بناء سد عملاق في نهر يارلونغ تسانغبو في التبت بتكلفة 167 مليار دولار
يُحتمل أن يُشكل المشروع مصدر توتر جديد بين الصين والهند دشّن رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، يوم السبت، أعمال بناء مشروع سد عملاق في المجرى السفلي لنهر يارلونغ تسانغبو في التبت، بتكلفة استثمارية مخططة تبلغ 1.2 تريليون يوان (167 مليار دولار)، وفقًا لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا". كما تم الإعلان رسمياً عن تأسيس شركة جديدة باسم "تشاينا ياتشيانغ غروب" (China Yajiang Group)، والتي ستتولى تنفيذ مشروع توليد الطاقة الكهرومائية المكوّن من خمسة سدود متتالية في مدينة نينغتشي، الواقعة جنوب شرق منطقة التبت ذات الحكم الذاتي. أضخم مشروع بنية تحتية للطاقة في الصين سيتم نقل الطاقة المولدة من المشروع بشكل رئيسي إلى خارج التبت، مع تخصيص جزء منها لتلبية الاحتياجات المحلية في المنطقة، وفقاً للوكالة. ولم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة بشأن سعة المشروع، لكن قيمته الاستثمارية تُعد من بين الأضخم في مشاريع البنية التحتية في الصين، ما يعزز جهود الحكومة الصينية في تحفيز النمو الاقتصادي. يُحتمل أن يُشكل المشروع مصدر توتر جديد بين الصين والهند، حيث يمر نهر يارلونغ تسانغبو عبر منطقة أروناشال براديش المتنازع عليها، ويغذي أحد الأنهار الرئيسية في الهند. لكن الحكومة الصينية أكدت أن المشروع لن يُحدث تأثيرات سلبية على المناطق الواقعة في اتجاه المصب. المخاوف البيئية من بناء السد أعرب نشطاء صينيون مهتمون بالبيئة عن مخاوفهم الطويلة الأمد بشأن تأثيرات بناء السدود في مضيق نهر يارلونغ تسانغبو، حيث ينخفض النهر بشكل حاد بنحو 2000 متر خلال مسافة 50 كيلومترًا.


الوكيل
منذ 2 ساعات
- الوكيل
ما الذي دفع البيت الأبيض لوصف نتنياهو بـ"الطفل المتهور" ؟
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خرج عن السيطرة" و"يتصرف كمجنون وكطفل"، في إشارة إلى قصفه المكثف لسوريا رغم التفاهمات الأميركية.وقال مسؤول أميركي إن "بيبي (نتنياهو) يتصرف بتهور ويقصف باستمرار، ما قد يقوّض أهداف الرئيس ترامب في المنطقة"، مضيفًا أن الإدارة باتت تنظر إلى نتنياهو كـ"شخصية متهورة تثير الكثير من الفوضى"، وتابع: "أحيانًا يبدو كطفل يرفض الانصياع".وأكد ستة مسؤولين أميركيين للموقع أن التوتر تصاعد داخل إدارة ترامب رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا بوساطة أميركية، الجمعة. وأشاروا إلى أن البيت الأبيض بات قلقًا بشدة من السياسة الإسرائيلية الإقليمية.أوضح أحد المسؤولين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يكن على علم مسبق بالقصف الإسرائيلي الأخير على سوريا، قائلاً: "فوجئ الرئيس بما جرى، خصوصًا أنه لا يحب رؤية دولة تقصف بلدًا يسعى لتحقيق السلام فيه ويعلن عن خطط لإعادة إعماره".وذكر "أكسيوس" أن وزير الخارجية مارك روبيو طلب من نتنياهو وقف القصف يوم الأربعاء، وقد وافق الأخير مقابل انسحاب الجيش السوري من محافظة السويداء.وأضاف الموقع أن عدداً من كبار مسؤولي البيت الأبيض، من بينهم المبعوث إلى سوريا توماس براك والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، قدّموا شكاوى مباشرة إلى الرئيس ترامب بشأن تصرفات نتنياهو.وبحسب مصادر الموقع، تعتقد الإدارة الأميركية أن دوافع نتنياهو وراء التصعيد في سوريا نابعة من ضغوط داخلية من الأقلية الدرزية في إسرائيل واعتبارات سياسية داخلية.وقال أحد المسؤولين الأميركيين: "أجندة بيبي السياسية تطغى على تصرفاته، وهذا سيكون خطأ استراتيجيًا على المدى البعيد".من جانبهم، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن دهشتهم من رد الفعل الأميركي، وأكدوا أن إسرائيل تدخلت فقط لحماية الدروز في سوريا، بناءً على معلومات استخبارية تشير إلى استهدافهم من قبل الحكومة السورية.وقال مسؤول إسرائيلي: "ترامب شجّع نتنياهو في بداية ولايته على السيطرة على أجزاء من سوريا، ولم يُظهر أي انزعاج من تدخلنا سابقًا".وأضاف: "الولايات المتحدة الآن لا تفهم سبب قصفنا رغم أن المجتمع الدرزي هو خط أحمر لدينا. هذا التزامنا تجاه مواطنينا من الدروز".لكن مسؤولًا أميركيًا رفيعًا رد بالقول: "لا يمكن لإسرائيل أن تقرر نيابة عن السوريين من يمارس السيادة على أراضيهم. التدخل الإسرائيلي سيقود إلى حالة عدم استقرار في سوريا، وسيخسر الجميع، بما فيهم الدروز وإسرائيل".وأشار "أكسيوس" إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يختبر فيها نتنياهو صبر الرئيس الأميركي. فقد سبق أن راهن على دعم ترامب حين قصف إيران، وحصل عليه. كما ضغط على واشنطن لاستمرار الحرب في غزة رغم رغبة الإدارة في إنهائها.وفي سوريا، عاد نتنياهو للمراهنة مجددًا على أن تصعيده العسكري لن يضر بعلاقته بترامب ولا باستقرار المنطقة، لكن مسؤولين أميركيين حذروا من أن "صبر ترامب بدأ ينفد، كما بدأ حظ نتنياهو في النفاد أيضًا".


الوكيل
منذ 3 ساعات
- الوكيل
ما الذي دفع البيت الأبيض لوصف نتنياهو بـ"الطفل المتهور" ؟
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "خرج عن السيطرة" و"يتصرف كمجنون وكطفل"، في إشارة إلى قصفه المكثف لسوريا رغم التفاهمات الأميركية.وقال مسؤول أميركي إن "بيبي (نتنياهو) يتصرف بتهور ويقصف باستمرار، ما قد يقوّض أهداف الرئيس ترامب في المنطقة"، مضيفًا أن الإدارة باتت تنظر إلى نتنياهو كـ"شخصية متهورة تثير الكثير من الفوضى"، وتابع: "أحيانًا يبدو كطفل يرفض الانصياع".وأكد ستة مسؤولين أميركيين للموقع أن التوتر تصاعد داخل إدارة ترامب رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا بوساطة أميركية، الجمعة. وأشاروا إلى أن البيت الأبيض بات قلقًا بشدة من السياسة الإسرائيلية الإقليمية.أوضح أحد المسؤولين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يكن على علم مسبق بالقصف الإسرائيلي الأخير على سوريا، قائلاً: "فوجئ الرئيس بما جرى، خصوصًا أنه لا يحب رؤية دولة تقصف بلدًا يسعى لتحقيق السلام فيه ويعلن عن خطط لإعادة إعماره".وذكر "أكسيوس" أن وزير الخارجية مارك روبيو طلب من نتنياهو وقف القصف يوم الأربعاء، وقد وافق الأخير مقابل انسحاب الجيش السوري من محافظة السويداء.وأضاف الموقع أن عدداً من كبار مسؤولي البيت الأبيض، من بينهم المبعوث إلى سوريا توماس براك والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، قدّموا شكاوى مباشرة إلى الرئيس ترامب بشأن تصرفات نتنياهو.وبحسب مصادر الموقع، تعتقد الإدارة الأميركية أن دوافع نتنياهو وراء التصعيد في سوريا نابعة من ضغوط داخلية من الأقلية الدرزية في إسرائيل واعتبارات سياسية داخلية.وقال أحد المسؤولين الأميركيين: "أجندة بيبي السياسية تطغى على تصرفاته، وهذا سيكون خطأ استراتيجيًا على المدى البعيد".من جانبهم، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن دهشتهم من رد الفعل الأميركي، وأكدوا أن إسرائيل تدخلت فقط لحماية الدروز في سوريا، بناءً على معلومات استخبارية تشير إلى استهدافهم من قبل الحكومة السورية.وقال مسؤول إسرائيلي: "ترامب شجّع نتنياهو في بداية ولايته على السيطرة على أجزاء من سوريا، ولم يُظهر أي انزعاج من تدخلنا سابقًا".وأضاف: "الولايات المتحدة الآن لا تفهم سبب قصفنا رغم أن المجتمع الدرزي هو خط أحمر لدينا. هذا التزامنا تجاه مواطنينا من الدروز".لكن مسؤولًا أميركيًا رفيعًا رد بالقول: "لا يمكن لإسرائيل أن تقرر نيابة عن السوريين من يمارس السيادة على أراضيهم. التدخل الإسرائيلي سيقود إلى حالة عدم استقرار في سوريا، وسيخسر الجميع، بما فيهم الدروز وإسرائيل".وأشار "أكسيوس" إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يختبر فيها نتنياهو صبر الرئيس الأميركي. فقد سبق أن راهن على دعم ترامب حين قصف إيران، وحصل عليه. كما ضغط على واشنطن لاستمرار الحرب في غزة رغم رغبة الإدارة في إنهائها.وفي سوريا، عاد نتنياهو للمراهنة مجددًا على أن تصعيده العسكري لن يضر بعلاقته بترامب ولا باستقرار المنطقة، لكن مسؤولين أميركيين حذروا من أن "صبر ترامب بدأ ينفد، كما بدأ حظ نتنياهو في النفاد أيضًا".