
جشع 'أباطرة البحر' في الداخلة يهدد الثروة السمكية (صور)
شهدت سواحل مدينة الداخلة خلال الآونة الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في عمليات الصيد غير القانوني، حيث بدأت مجموعة من 'أباطرة البحر' في غزو مياه المنطقة بعد مغادرة كاتبة الدولة في الصيد البحري لقضاء عطلتها، مما جعلهم يتحركون خارج رقابة الجهات المختصة.
مصدر مطلع أفاد بأن أربع بواخر تم جلبها من إسبانيا إلى سواحل الداخلة بعد أن مُنعت من الصيد في المياه الأوروبية، حيث تم استقدامها بهدف استنزاف الثروة السمكية في المنطقة.
– الجشع يضرب السواحل:
كشفت مصادر عليمة أن هذه البواخر تعود ملكيتها إلى شخصيات بارزة تنتمي لعدة أحزاب سياسية، وهو ما يثير التساؤلات حول عمليات الرقابة على هذه الأنشطة غير القانونية، رغم أن هذه البواخر متخصصة في صيد سمك السردين، إلا أنها سرعان ما غيرت نشاطها إلى صيد الأسماك الممنوعة مثل 'الكوريين' و'الباجو' وأنواع أخرى. ويُظهر العديد من مقاطع الفيديو المسربة عمليات صيد غير قانونية تتم على مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة، مما يستدعي فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن هذه الأنشطة المدمرة.
– حجم العائدات الخيالية:
تقول المصادر المحلية إن مداخيل هذه الأنشطة غير القانونية تصل إلى ما يقارب 400 مليون سنتيم يوميًا، يتم تداولها في أسواق الجملة في مدينتي مراكش والدار البيضاء. وتكشف هذه الأرقام حجم التهريب والاتجار غير المشروع الذي يهدد الاستدامة البيئية ويضر بالاقتصاد المحلي.
– الكوربين… الرفاهية على حساب البيئة:
موضوع آخر يثير الجدل في المنطقة هو 'الكوربينا'، السمكة التي تعود إلى سواحل الداخلة بكميات ضخمة، حيث أفادت مصادر محلية أن قوارب الصيد التقليدي استقبلت أكثر من 13 طناً من الكوربين، وهو ما أثار الشكوك حول مصدر هذه الكميات، هناك من يشير إلى أن قوارب الصيد التقليدي قد حصلت على هذه الأسماك من سفن الصيد الساحلي، التي سبق لها أن اصطادت الكميات المذكورة ثم تخلت عنها في البحر بسبب القيود المفروضة على هذا النوع من الأسماك.
ما يعزز هذه الشكوك هو وجود اتفاقات شفوية بين أطقم قوارب الصيد التقليدي وأطقم السفن التي تقوم بالصيد الساحلي، حيث يتم تبادل المصطادات على أساس دفع نسبة مالية من الأرباح لصالح الأطقم الملتزمة بعدم كشف مصدر الأسماك،
هذا التعاون غير القانوني يؤدي إلى هدر كبير للموارد البحرية ويهدد استدامتها.
– تشريعات جديدة… هل ستوقف النزيف؟
في محاولة للحد من هذا التدهور، أصدرت وزارة الصيد البحري مشروعات قوانين لتنظيم عملية الصيد، بما في ذلك تحديد حصص سنوية للصيد والتأكد من آليات مراقبة فعالة، لكن في الواقع، هذه الإجراءات لا تزال محل نقاش داخل أوساط المهنيين، الذين يطالبون بتوسيع الحصص المخصصة لهم والحد من القيود المفروضة على الأسماك مثل الكوربين، في الوقت نفسه، يطالبون بتفعيل المخطط الجديد لسمك القرب، الذي يقسم الساحل المغربي إلى ثلاث مناطق صيد مع تحديد حصص سنوية.
تؤكد الجهات الرسمية أن هذه القيود تهدف إلى حماية الثروة السمكية، خاصة وأن أسماك القرب مثل الكوربين تشهد ضغطًا كبيرًا نتيجة الإفراط في الصيد. وبينما يرى المهنيون أن الحصص الحالية غير كافية، تُعتبر هذه الخطوات ضرورية للحد من الإجهاد الذي تعاني منه هذه الأنواع البحرية.
– التدهور البيئي وتداعياته:
أما على الصعيد البيئي، فإن الوضع لا يقل خطورة، حيث يشير بعض الخبراء إلى أن عمليات الصيد الجائر تتسبب في تدمير النظام البيئي البحري، خاصة في حالة 'إعادة الأسماك إلى البحر' بعد اصطفافها في الشباك، حيث تؤدي هذه الأسماك الميتة إلى إطلاق مواد كيميائية ضارة تؤثر على باقي الكائنات البحرية، مما يهدد التنوع البيولوجي في البحر.
في ظل هذا الوضع، يطالب ناشطون بيئيون بتطبيق قوانين أكثر صرامة، مشابهة لتلك التي تم تفعيلها في أوروبا، حيث تم منع إعادة الأسماك إلى البحر في أي حالة كانت، ويعتبرون أن التخلّي عن الأسماك في البحر يُعد إهمالًا غير مبرر للموارد البحرية.
ومن خلال تسريب مجموعة من الفيديوهات توثق لخرق القانون من طرف أربعة بواخر ، بات من الضروري أن تتحرك الجهات المعنية بسرعة لوضع حد لهذا النزيف الحاد الذي يهدد الثروة السمكية في سواحل الداخلة، لكون استمرارية هذا الوضع ليس فقط يهدد الاقتصاد المحلي بل أيضًا التوازن البيئي في البحر. ويجب أن يتزامن التشديد على قوانين الصيد مع الرقابة الصارمة على الممارسات غير القانونية التي أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا للبيئة البحرية في المغرب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 2 ساعات
- هبة بريس
توقيف مروج مخدرات بحوزته 1280 قرصاً مهلوساً وكوكايين بالقنيطرة
هبة بريس – القنيطرة أوقفت عناصر الشرطة التابعة لولاية أمن القنيطرة، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، شخصاً يُشتبه في تورطه في قضية تتعلق بترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك خلال عملية أمنية نُفذت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 6 غشت 2025، على مستوى مدخل المدينة. وقد أسفرت هذه العملية عن ضبط 1280 قرصاً مخدراً بحوزة الموقوف، بينها 900 قرص من نوع 'إكستازي'، و380 قرصاً من 'ريفوتريل'، بالإضافة إلى 30 غراماً من مخدر الكوكايين، كانت محملة على متن شاحنة قادمة من إحدى مدن شمال المملكة. وقد وُضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وتحديد هويات باقي المتورطين المفترضين.


هبة بريس
منذ 2 ساعات
- هبة بريس
ماكرون يوجّه حكومته لتعليق إعفاء التأشيرات لجوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية
هبة بريس وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، حكومته لاتخاذ خطوات أكثر حزمًا وحسمًا تجاه الجزائر، من خلال طلبه تعليق العمل باتفاقية الإعفاء من التأشيرات الخاصة بجوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية. وأشار ماكرون في رسالته، التي اطلعت عليها صحيفة لوفيغارو، إلى وضع كل من الكاتب بوعلام صنصال والصحافي كريستوف غليز، المعتقلين في الجزائر، داعيًا إلى اتخاذ 'قرارات إضافية' بخصوص هذه القضايا. وطالب الرئيس الفرنسي الحكومة بـ'تعليق رسمي' لتطبيق الاتفاق الموقع مع الجزائر في عام 2013، والمتعلق بإعفاء التأشيرات لحاملي الجوازات الرسمية والدبلوماسية، وذلك في مراسلة وجّهها إلى رئيس الحكومة فرانسوا بايرو. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


هبة بريس
منذ 3 ساعات
- هبة بريس
رحلة استجمام تتحول إلى فاجعة.. مصرع شقيقتين غرقا بسد "باب لوطا" بإقليم تازة
هبة بريس- مكتب فاس تحولت لحظات من المتعة والراحة في أحضان الطبيعة بجماعة الصميعة ضواحي تاهلة إقليم تازة، صباح اليوم الأربعاء 06 غشت الجاري، إلى مأساة مفجعة بعدما لقيت شقيقتان مصرعهما غرقاً في مياه سد 'باب لوطا'. الضحيتان، وهما فتاتان في مقتبل العمر تبلغان من العمر 16 و19 سنة، كانتا رفقة والدهما في نزهة أسرية هادئة، لم تكن سوى محاولة للهروب من حر الصيف وصرامة الحياة اليومية. غير أن مياه السد الغادرة لم تمهل الفتاتين لحظة، حتى ابتلعتهما في مشهد مأساوي خلف صدمةً وحزناً عميقين في نفوس من عايشوا الواقعة. ووفق مصادر محلية، فإن محاولة الفتاتين السباحة أو الاقتراب من المياه، تحولت في لحظة إلى فاجعة، بعد أن غاصتا في عمق المياه دون قدرة على النجاة، فيما وقف الأب عاجزاً أمام هول الكارثة. وفور علمهم بالحادث حلت على الفور عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية، إلى عين المكان، حيث جرى انتشال الجثتين في مشهد خيّم عليه الحزن والأسى. الحادثة تطرح من جديد إشكالية غياب لوحات التحذير، وضرورة مراقبة المناطق المائية الخطرة، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد توافد العائلات على السدود والمجاري المائية، بحثاً عن لحظة استجمام قد تتحول، كما في هذا الحادث المؤلم، إلى فاجعة. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة