logo
Bienvenue مرحباً بك يا سمو الأمير في قلب باريس

Bienvenue مرحباً بك يا سمو الأمير في قلب باريس

أن تستقبلك باريس في يومها الوطني، فذلك ليس مجرد توقيت بالمصادفة، بل رسالة تحمل في طياتها عمقاً استراتيجياً ودلالة رمزية، فزيارة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى فرنسا، وتحديداً في الرابع عشر من يوليو، لم تكن خطوة عابرة في أجندة دبلوماسية مزدحمة، بل لحظة لافتة بكل ما تحمله من رمزية سياسية وتقدير دولي، فمن النادر أن تفتح فرنسا قلبها وقصورها في عيد الباستيل لقادة الدول، وهذه المرة، كانت الكويت في الواجهة.
المتابع للسياسة الخارجية للكويت يمكنه أن يلحظ أن هذه الزيارة ليست مفاجئة، بل امتداد طبيعي لنهج جديد يقوده سمو الأمير منذ توليه الحكم، نهج مدروس في كل خطوة، وبقراءة ذكية لمستجدات القوى الفاعلة، واختيار الحلفاء المؤثرين، سموه ومنذ توليه الحكم، لم ينتظر طويلاً ليرسم نهج خريطة العلاقات الدبلوماسية، فمنذ ديسمبر 2023، بدأ بجولات خارجية، كانت انطلاقته عبر المحور الخليجي، شملت السعودية وقطر والإمارات والبحرين وعُمان، ومن ثم في الشرق الأوسط إلى مصر والأردن وتركيا، والآن يتجه إلى أوروبا عبر باريس، بما يعزز دور الكويت على الساحة الدولية.
لكن لماذا فرنسا؟ ولماذا الآن؟ فرنسا ليست مجرد وجهة دبلوماسية أنيقة، هي قوة نووية، وعضو دائم في مجلس الأمن، ودولة تعرف كيف توازن بين ماضيها الإمبراطوري وحاضرها الجمهوري. فحين نقول «فرنسا بلد نووي»، لا نقصد فقط قدرتها العسكرية، بل ثقلها السياسي، فهي واحدة من خمس دول معترف بها دولياً بامتلاكها ترسانة نووية وفق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وهذا يمنحها ثقلاً سياسياً وأمنياً، ويجعلها لاعباً محورياً في القضايا الاستراتيجية العالمية، كما أن استقلال قرارها يجعلها حليفاً مؤثراً في القضايا الاستراتيجية، والكويت بقيادتها الجديدة اختارت أن تفتح نافذة أوسع على العالم، وعلى أوروبا تحديداً، من خلال باريس.
وإذا تطرقنا إلى البُعد الاقتصادي، فنجد أنه لا يقل أهمية، حيث إن فرنسا تمتلك واحدة من أقوى التجارب في مجالات التخطيط الحضري، التعليم، الطاقة، الثقافة، والذكاء الاصطناعي، وهي قطاعات تتقاطع تماماً مع ما يطمح له سمو الأمير حين يتحدث عن تحسين جودة حياة المواطن الكويتي، فالزيارة لم تكن لالتقاط الصور بل لحجز مقعد للكويت في مشاريع مستقبلية مشتركة، بدأت فعلياً بتوقيع مذكرات تفاهم متعددة عبر أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.
والأهم أن حضور سمو الأمير في احتفال الباستيل لم يكن مجرد دعوة مجاملة فهذه الاحتفالات عادةً ما تُخصّص لشركاء مميزين، وحين يظهر أمير الكويت بين صفوف قادة العالم في هذه اللحظة الفرنسية، فذلك يعني أن الكويت حاضرة ومؤثرة ولها مكانة عريقة في قلب فرنسا.
حقيقة إن هذه الزيارة لم تغيّر قواعد اللعبة، لكنها بلا شك أعادت ترتيب أوراق العلاقة مع أوروبا، وأكدت أن الكويت قادرة على التفاوض، وبناء التحالفات الذكية المدروسة بعناية، والمضي بثقة في عالم يتغير كل يوم بل كل لحظة.
في الختام، لا يمكن النظر إلى زيارة سمو الأمير إلى فرنسا بمعزل عن رؤيته العميقة لمستقبل البلد، فهي ليست فقط محطة دبلوماسية بل إعلان عن توجه نحو المستقبل، تتلاقى فيه السياسة مع التنمية، فالكويت، منذ عقود، تُعرف بدبلوماسيتها الحكيمة، وصوتها المتزن في المحافل الدولية، وهذه الزيارة تجديد لإرث طويل من السياسة الهادئة، والحضور الفاعل والمؤثر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلس الأمن... على الصامت!
مجلس الأمن... على الصامت!

الرأي

timeمنذ 2 ساعات

  • الرأي

مجلس الأمن... على الصامت!

لم يتبق شيء إلا وفعلته إسرائيل مع دول الشرق الأوسط! ففي قطاع غزة مازالت «تعربد» منذ أكثر من سنة وتسعة أشهر! وفي الجنوب اللبناني، تقصف كيفما تشاء في الوقت الذي يناسبها و»تُصفي» الذي لا يعجبها بلا أدنى مسؤولية تجاه المجتمع الدولي ومواثيق (قراطيس) الأمم المتحدة! بدأت حربها على إيران بهدف التخلص من المفاعل النووي والقضاء على برنامجها في تخصيب اليورانيوم، فقتلت علماء الذرة بصواريخها ومعهم العسكريون والسياسيون (على طريقها)! وفي اليمن (الحكاية نفسها). وفي سوريا احتلت جبل الشيخ والمناطق المحيطة، وعندما ذهبت دولنا تشتكي إلى مجلس الأمن... شجب واستنكر! وعندما اتجهت دولنا إلى أميركا، قالت لنا إنه دفاع عن النفس، ومن حقها أن تعزز أمنها الداخلي والخارجي وصولاً لإحلال السلام والأمن في المنطقة! حتى ضربت أخيراً سوريا عبر مدينة السويداء ومحيط مقر الأركان العامة والقصر الرئاسي وجنوب البلاد، كل ذلك كما تقول إسرائيل دفاعاً عن الدروز، وحمايتهم من هجمات قوات النظام السوري! ماذا تبقى من «كرامة» الأمم المتحدة القانونية ومعها مجلس الأمن لتعقد اجتماعاتها الطارئة وغير الطارئة لتتحدث به علينا وتصدر قراراتها (الورقية) التي تنتهي باتجاه سلة المهملات! ما الدور الواقعي الذي تلعبه اليوم، الكيانات الدولية لترسيخ أهدافها وعلى رأسها حفظ السلم والأمن الدوليين ومعاقبة المجرمين واحترام حقوق الانسان؟ وماذا تبقى من دعوات واقتراحات وقرارات وقوانين انطلقت من تحت قاعاتها ضد الكيان الغاصب والعالم صامت منتظراً إسرائيل (على يوم) تنصاع لتلك القرارات وتستجيب لـ «بعضها»؟ اليوم «وقاحة» الكيان في تصاعد بسبب الضعف والهوان الذي وصلنا إليه، ولهثنا نحو إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية باتجاه «وهم» السلام والاستقرار في المنطقة! على الطاير: • في ظل «العربدة» الإسرائيلية المتصاعدة التي نحياها اليوم في الشرق الأوسط والارتياح الأميركي بالدفاع عنها... أصبحنا دولاً وشعوباً وجامعات عربية ومنظمات أممية واتحادات أورويية ومؤسسات إنسانية ومحاكم دولية... بلا إرادة أو قيمة أو معادلة تحترم في الدفاتر الإسرائيلية! ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع، بإذن الله نلقاكم! email:[email protected] twitter: bomubarak1963

سمو الأمير يستقبل سمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والنائب الأول
سمو الأمير يستقبل سمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والنائب الأول

كويت نيوز

timeمنذ 8 ساعات

  • كويت نيوز

سمو الأمير يستقبل سمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والنائب الأول

استقبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بقصر السيف صباح اليوم سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظه الله. كما استقبل سموه رعاه الله بقصر السيف صباح اليوم سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء. واستقبل سموه حفظه الله بقصر السيف صباح اليوم معالي رئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك حمود الجابر الصباح. كما استقبل سموه رعاه الله بقصر السيف صباح اليوم معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح.

رئيس الوزراء: خطط وبرامج للتنمية الاقتصادية
رئيس الوزراء: خطط وبرامج للتنمية الاقتصادية

الجريدة

timeمنذ 3 أيام

  • الجريدة

رئيس الوزراء: خطط وبرامج للتنمية الاقتصادية

ترأس سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء في قصر بيان اليوم اجتماعاً للجنة الوزارية لمتابعة الموقف التنفيذي للاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الكويت والصين. وبحث الاجتماع الـ19 آخر مستجدات تنفيذ المشاريع التنموية المتضمنة مذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين لا سيما التعاون في مشروع ميناء مبارك الكبير والتعاون في مجال منظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة والتعاون بشأن منظومة خضراء منخفضة الكربون لإعادة تدوير النفايات والتعاون في مجال التطوير الإسكاني والتعاون في مجال البنية التحتية البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي والتعاون في مجال المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية اضافة إلى التعاون في مجال مكافحة التصحر والزراعة البيئية. وقد وجه سمو رئيس مجلس الوزراء اللجنة الوزارية بمواصلة الجهود المبذولة لوضع الخطط والأولويات وتبني البرامج الداعمة لمسارات التنمية الاقتصادية بما يسهم في تسريع وتيرة تحقيق الأهداف المرجوة الداعمة للمسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. وعرض مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا وعضو ومقرر اللجنة الوزارية السفير سميح حيات كافة الخطوات التنفيذية المتخذة لمتابعة مستجدات الموقف التنفيذي للاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين حكومتي دولة الكويت وجمهورية الصين الشعبية الصديقة، وفي إطار التعاون بمجال مكافحة التصحر قدم مقرر اللجنة الوزارية إيجازا للنتائج الاولية لزيارة الوفد الصيني الحكومي الرفيع الزائر للبلاد لبحث تنفيذ مشاريع تطوير وتأهيل النظم البيئية والتوسع في برامج التشجير إضافة إلى حماية البيئة ومكافحة زحف الرمال مع نظرائهم في دولة الكويت بناء على توجيهات سامية من مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. حضر الاجتماع وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري ووزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار نورة الفصام ووزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة د.صبيح المخيزيم ورئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ خالد محمد الخالد الصباح ورئيس إدارة الفتوى والتشريع المستشار صلاح الماجد ومساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا وعضو ومقرر اللجنة الوزارية السفير سميح حيات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store