logo
تقرير صحفي : خيوط المؤامرة على عدن.. من المسؤول عن تهريب الغاز للحوثي وخنق العاصمة؟!

تقرير صحفي : خيوط المؤامرة على عدن.. من المسؤول عن تهريب الغاز للحوثي وخنق العاصمة؟!

اليمن الآنمنذ 3 أيام
تتوالى الأزمات على العاصمة عدن بطريقة ممنهجة، حتى باتت ملامح الحصار الداخلي واضحة كالشمس في وضح النهار.
فليست مجرد أزمة غاز عابرة، بل هي واحدة من أدوات خنق عدن، التي تواجه اختناقات معيشية متكررة لا تفسير لها سوى أن هناك من يعمل في الخفاء، لإبقاء العاصمة تحت رحمة العصابات والانفلات المنظم.
ولم تكن قفزة أسعار الغاز الأخيرة مجرد صدفة، بل ظهرت كترجمة مباشرة لعملية تهريب خطيرة تم إحباطها مؤخرًا، وهي التي كشفت عن حجم الفساد والتواطؤ الذي ينهش جسد المؤسسات المفترض أن تحمي المواطن لا أن تتواطأ ضده، وأبرزها المؤسسة اليمنية للنفط والغاز.
وفضحت العملية التي جرت بتوجيهات مباشرة من عضو مجلس القيادة الرئاسي القائد أبو زرعة عبدالرحمن المحرمي، جزءًا من شبكة سوداء تحاول تحويل أنفاس الناس إلى سلعة مربحة لعصابات الحرب وتجار الأزمات.
*- أبطال الظل.. وقيادة حاضرة*
و ما جرى في نقطة "الحد" بيافع، -وماخفي أعظم في طريق الضالع- ، ليس مجرد ضبط ثلاث مقطورات غاز، بل كان بمثابة صفعة مدوية على وجه منظومة التهريب العابثة، وتحديدًا تلك التي كانت تخطط لتمرير الغاز إلى مناطق سيطرة الحوثي بينما عدن تختنق بأنين الطوابير.
ويحمل هذا النجاح الأمني بصمات القائد أبو زرعة المحرمي ومكتبه، الذي أثبت مجددًا أن إرادة الحسم لا تزال حية في جسد الدولة، وأن هناك من لا يساوم حين يتعلق الأمر بأمن عدن وكرامة أبنائها.
ولم يأتِ هذا التحرك من فراغ، بل عكس يقظة قيادة أمنية حقيقية تعرف خيوط اللعبة وتلاحق المتورطين فيها، دون مجاملة أو تردد، وهو ما يُقلق الفاسدين الذين اعتادوا على الحماية وتبادل المصالح مع السماسرة .
*- شبكة متكاملة أم خلايا نائمة؟:*
واللافت في تفاصيل القضية أن المقطورات المضبوطة لم تكن تحمل أي تصاريح رسمية، رغم أنها محملة بكميات ضخمة من الغاز المنزلي مخصصة لمحطات في عدن، وفقًا لأوامر تحميل صادرة من شركة صافر، وهو ما يطرح سؤالًا خطيرًا: من الذي أعطى الأوامر؟ ومن الذي نسّق الطريق؟ وكيف تمر هذه الكميات دون رقابة؟ ونترك الاجابة للمشاهد للتقرير-كونها شبه معروفة-.
ويعد توقيف ممثل الشركة اليمنية للغاز في لحج وإغلاق عدد من محطات الغاز في عدن مؤشر على أن التلاعب لم يكن فرديًا، بل أقرب إلى تواطؤ مؤسسي، وهنا تتعزز الشكوك حول وجود خلايا داخل المنظومة الرسمية تسهّل عمليات تهريب ممنهجة.
فهل باتت عدن حقل تجارب لتجار الأزمات؟ وهل من المعقول أن تتحول المواد الحيوية إلى مصادر تمويل للمليشيات بينما تجوع المناطق المحررة؟ المؤشرات تقول: نعم، والمؤامرة أعمق مما نتصور.
*- عدن تختنق.. وعدن تُسرق:*
وما يحدث ليس مجرد أزمة غاز، بل هو انعكاس لشلل مؤسساتي يجمع بين العبث والفساد وسوء النية، فقد تبيّن أن المقطورات المحمّلة من صافر لم تصل إلى المحطات المحددة، رغم وصول بلاغات مزيّفة تؤكد ذلك، مما يشير إلى تزوير واضح في السندات وعمليات التفاف احترافية على الإجراءات الرسمية.
والمقطورات الثلاث الموقوفة والتي كانت موجهة لمحطات "الصوفي، ستار اونك ميدي، وداتكو" في عدن، خرجت عن مسارها المحدد، وحاولت التسلل خلسة إلى مناطق الحوثيين لبيع الغاز بأسعار مضاعفة.
وفي ظل هذا الوضع، لم يكن أمام قيادة شركة الغاز بعد تحركات مكتب المحرمي إلا إعلان قرارات تأديبية حازمة، تضمنت إخراج المقطورات من الخدمة، وإغلاق المحطات المتورطة، ما يعكس حجم الجرح وعمق الانتهاك.
*- المؤامرة مستمرة.. والمحرّمي يقطع الطريق:*
ولم تكن توجيهات عضو مجلس القيادة المحرّمي لحظية، بل جاءت بعد متابعة استخباراتية وتحقيقات دقيقة، وهو ما يعكس يقظة وحرصًا عاليين من مكتبه على حماية عدن من مافيا التهريب و"حيتان السوق".
وما يميّز هذه العملية أنها كشفت المستور، ووضعت نقاطًا واضحة على حروف الفساد، فالسائقون تم القبض عليهم، والإجراءات القانونية انطلقت، والخطوط باتت مكشوفة أمام الرأي العام.
وتحرك المحرّمي ليس الأول من نوعه، فقد سبق وأن أحبط عمليات تهريب مشابهة، إلا أن هذه العملية تحمل رمزية أكبر، كونها تزامنت مع تفاقم أزمة الغاز، مما كشف التوقيت المقصود لخنق العاصمة بالتوازي مع الضغط المعيشي.
*- أبو زرعة يرعب الفاسدين.. ويحمي عدن:*
وأبو زرعة المحرمي، القائد الذي لا يعرف المجاملة، بات الاسم الأكثر رعبًا في قواميس الفساد، والرقم الصعب في معادلة حماية عدن، و لم يتأخر في التصدي، ولم يصمت أمام محاولات التلاعب، بل دخل على الخط بقرارات حاسمة أربكت جميع حسابات من اعتادوا تمرير الغاز والمال والصفقات تحت الطاولة.
واستقبل الشارع العدني هذا التحرك بإجماع شعبي واسع، حيث يرى الكثيرون أن هذه الخطوة هي أول الغيث نحو تنظيف المؤسسات من السماسرة، وإعادة الاعتبار لمفهوم الدولة والنزاهة والكرامة.
وعدن اليوم أمام لحظة فارقة، إما أن تستعيد حقها في الحياة عبر قادة مثل أبو زرعة، أو تواصل الانحدار في مستنقع التآمر.
*- مَن يحاول خنق عدن؟*
والمشهد اليوم أكبر من مجرد مهربين، فهناك من يسعى لتجفيف الحياة في عدن، ومن يحاول خنقها بهدوء وتحت غطاء مؤسسي، فوجود مثل هذه الشبكات المتورطة في تهريب الغاز، والعبث بمخصصات المدينة، يشير إلى شبكة عابثة قد تمتد من داخل المؤسسات الرسمية إلى أروقة التجارة السوداء وحتى مناطق العدو.
فهل نحن أمام طابور خامس؟ أم شبكة مصالح تنسق ليلًا وتسرق نهارًا؟ ما حدث يوجب تحقيقًا واسعًا لا يقف عند سائقي المقطورات، بل يمتد إلى كل اسم وكيان ومؤسسة تقف خلف هذا العبث.
وعدن اليوم لا تحتمل المزيد، وأبناؤها يدفعون ثمن الصمت، ولهذا بات كشف الحقائق وملاحقة المتورطين أولوية لا تقبل التراخي.
وفي مناطق النزاع، يتحول الغاز والمشتقات إلى أدوات تحكم وسيطرة، وهذه الحقيقة يدركها الحوثيون جيدًا، ويدركها من يتواطأ معهم من (قلب عدن)
والمواد الحيوية تُهرب من عدن إلى العدو، مقابل مكاسب مالية لأشخاص ومجموعات، بينما يُترك المواطن يطارد أنبوبة الغاز لأيام وأسابيع، فهذا شكل جديد من الحرب، لا يُشنّ بالسلاح بل بالحاجة.
أخيراً، الشكر لا يكفي لمن تصدوا، ولا يجب أن يتوقف الأمر عند الإشادة، بل لا بد أن تتبع هذه العملية بحملات أوسع، تكشف كل من باع حصص العاصمة للمليشيات، وفتح لها ثغرات في خاصرة العاصمة، فعدن لا تستحق أن تُخنق، بل تستحق أن تُنقذ.. واليوم بدأ المسار، فهل يكتمل؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محاولة اختطاف تتحول إلى معركة شوارع في رداع.. مصرع حوثيين وحيّ الحفرة تحت الحصار
محاولة اختطاف تتحول إلى معركة شوارع في رداع.. مصرع حوثيين وحيّ الحفرة تحت الحصار

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

محاولة اختطاف تتحول إلى معركة شوارع في رداع.. مصرع حوثيين وحيّ الحفرة تحت الحصار

في مشهد أقرب إلى أفلام الأكشن، تحوّل فجر اليوم الأحد حي الحفرة وسط مدينة رداع إلى ساحة حرب مفاجئة، بعد أن فشلت مجموعة مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي في تنفيذ عملية اختطاف لشاب من أبناء الحي، لتندلع إثرها اشتباكات دامية أربكت المدينة وأشعلت الغضب الشعبي. وقالت مصادر محلية إإن مسلحين حوثيين حاولوا اختطاف الشاب محمد الصباحي أمام مطعم "حرض" في الشارع العام، لكن الأخير لم يكن لقمة سائغة، إذ قاومهم بشراسة، لتتفجر اشتباكات عنيفة وسط الحي المكتظ. المواجهة العفوية تطورت بسرعة، وسُمع دوي الرصاص في أرجاء المنطقة، ما أسفر عن مصرع اثنين من عناصر المليشيا وإصابة آخرين، فيما هرعت الجماعة إلى تطويق الحي بالدوريات المسلحة وعززت وجودها بعناصر إضافية وسط حالة استنفار. الحي، الذي استيقظ على أصوات الرصاص والصرخات، يعيش منذ ساعات الفجر الأولى في أجواء توترٍ شديد، وسط مخاوف من قيام المليشيا بحملات اعتقال جماعية بحق السكان على خلفية تصديهم لمحاولة الاختطاف. الموقف في رداع لا يزال مرشحاً للتصعيد، فيما يترقّب السكان بقلقٍ ما ستؤول إليه الساعات القادمة في ظل الغياب التام لأي حماية قانونية أو رقابة على سلوك الجماعة المسلحة.

فضيحة رقمية: الحوثيون يروّجون لأسلحة أمريكية عبر X وواتساب وسط صمت المنصات
فضيحة رقمية: الحوثيون يروّجون لأسلحة أمريكية عبر X وواتساب وسط صمت المنصات

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

فضيحة رقمية: الحوثيون يروّجون لأسلحة أمريكية عبر X وواتساب وسط صمت المنصات

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، نقلاً عن تقرير دولي صادم، أن تجار أسلحة تابعين لجماعة الحوثي يستخدمون منصتي X (تويتر سابقاً) وواتساب لبيع وتهريب أسلحة، بعضها أمريكية الصنع وتحمل شعار الحكومة الأمريكية، في انتهاك صارخ لسياسات المنصات الإلكترونية، وسط صمت لافت من إدارات تلك الشركات. ووفقًا للتقرير الذي أعده مشروع الشفافية التكنولوجية (TTP)، وهو منظمة مقرها واشنطن تركز على مراقبة ومساءلة عمالقة التكنولوجيا، فإن الحوثيين – المصنّفين كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى – يديرون متاجر أسلحة إلكترونية علنية منذ شهور، بل وفي بعض الحالات منذ سنوات، عبر المنصتين. ورصد التقرير 130 حسابًا على X و67 حسابًا تجاريًا على واتساب، تقوم بعرض أسلحة متقدمة، منها بنادق وقاذفات قنابل وحتى معدات عسكرية غربية، بعضها تُعرض بأسعار تصل إلى 10 آلاف دولار، مما يرجّح أن الزبائن من جماعات متطرفة أخرى. الأخطر، بحسب التقرير، أن بعض الأسلحة المعروضة تحمل علامات الناتو أو شعارات أمريكية رسمية، ما يفتح تساؤلات خطيرة حول كيفية تسرب تلك الأسلحة من مصادرها الأصلية إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن. رغم سياسة X المعلنة بحظر أي نشاط إرهابي على منصتها، لم تُعلّق الشركة على ما كشفه التقرير. أما واتساب، فادعت أنها تحقق وتغلق الحسابات عند التبليغ، لكنها لم تفسر كيف مرّت هذه الحسابات من عملية المراجعة، رغم وضوح طبيعتها التجارية العسكرية. وقال التقرير إن بعض تجار الأسلحة ردوا مباشرة على منشورات لإيلون ماسك نفسه، ناشرين صورًا لأسلحة يعرضونها للبيع، ومنها بندقيات من طراز AR-15، فيما ظهر أحدهم في فيديو "فتح صندوق" لبندقية أمريكية من نوع M249 SAW. ويعكس التقرير واقعًا مريرًا لتقاعس المنصات التكنولوجية عن ضبط محتواها، وتحولها – من دون قصد أو بتواطؤ – إلى سوق رقمية سوداء لتجارة السلاح، تُستخدم من قبل جماعات مصنفة إرهابية لتمويل وتسليح عملياتها عبر أدوات يفترض أن تكون مدنية وآمنة. في ظل هذه الفضيحة الرقمية، ترتفع الأصوات المطالبة بمحاسبة المنصات، وتفعيل دور الجهات الرقابية، قبل أن تتحول وسائل التواصل من ساحات تواصل… إلى ميادين حرب إلكترونية حقيقية.

ما وراء ضبط السفينة 'الشروا'.. كيف تُموّه إيران عمليات التهريب؟
ما وراء ضبط السفينة 'الشروا'.. كيف تُموّه إيران عمليات التهريب؟

اليمن الآن

timeمنذ 13 ساعات

  • اليمن الآن

ما وراء ضبط السفينة 'الشروا'.. كيف تُموّه إيران عمليات التهريب؟

أكد خبراء ومحللون عسكريون أن الشحنة الكبيرة من الأسلحة والتقنيات العسكرية المتطورة التي تم ضبطها مؤخراً في البحر الأحمر، تُعد مؤشراً خطيراً على تصاعد الرهان الإيراني على ميليشيا الحوثي كركيزة محورية ضمن شبكة وكلاء إيران الإقليميين، في ظل تراجع فعالية بعض الأذرع التقليدية لطهران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، وتصاعد الأزمات الأمنية والسياسية التي تواجهها إيران داخلياً وخارجياً. وأعلنت قوات "المقاومة الوطنية" في بيان رسمي، الأربعاء الماضي، عن نجاح قواتها البحرية والاستخباراتية في ضبط سفينة خشبية كبيرة في مياه البحر الأحمر، كانت تحمل شحنة أسلحة مهربة من إيران إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية. وأشار البيان إلى أن هذه الشحنة تعد الأكبر من نوعها منذ بداية الحرب في اليمن، ويُعتقد أنها تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية للميليشيا بشكل استراتيجي. وأوضح الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية أن السفينة التي يبلغ وزنها نحو 750 طناً، كانت تحمل منظومات صاروخية بحرية وجوية، ومنظومة دفاع جوي متطورة، ورادارات حديثة، وطائرات مُسيّرة استطلاعية وهجومية، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع، وأجهزة تنصّت، وعدسات تتبع حراري، ومعدات عسكرية متقدمة أخرى، مما يدل على طبيعة الدعم النوعي غير المسبوق الذي تقدمه إيران للميليشيا الحوثية. مسار السفينة ومحاولات التمويه وبحسب تقرير نشرته منصة "يوب يوب" المتخصصة في تحليل المعلومات وتتبع السفن عبر تقنيات المصدر المفتوح، فإن السفينة المعروفة باسم "الشروا" رست في 23 أبريل/نيسان الماضي، في ميناء "بندر عباس" الإيراني لمدة 20 ساعة، قبل أن تغادر وتُطفئ إشارتها الملاحية. وبعد أكثر من أسبوعين، ظهرت السفينة راسية في ميناء جيبوتي في 19 مايو/أيار، حيث تم إصدار بيان جمركي زعم أن السفينة يمنية، وأن حمولتها تتضمن مواداً مدنية متجهة إلى ميناء الصليف في الحديدة، تحت قيادة ربان يمني يُدعى "أمير أحمد يحيى". ورجّحت المنصة أن يكون توقف السفينة في جيبوتي يهدف إلى الحصول على توثيق جمركي مزيّف، يُخفي حقيقة طبيعة الحمولة العسكرية، فضلاً عن تحميل مواد تمويهية تُظهر أن الشحنة تابعة لتجارة مدنية، في محاولة لإخفاء الدور الإيراني المباشر في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين. مشروع تسليح نوعي شامل من جانبه، قال محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، إن كمية ونوعية الأسلحة المضبوطة تُظهر أن إيران تعمل على تنفيذ مشروع تسليح نوعي شامل للحوثيين، يهدف إلى إعادة بناء قدراتهم العسكرية البرية والبحرية والجوية، باستخدام منظومات متطورة تجعل من الميليشيا تهديداً استراتيجياً حقيقياً لا يمكن احتواؤه بسهولة. وأشار المجاهد إلى أن البحر الأحمر تحول من مجرد ممر لتهريب الأسلحة إلى ساحة استراتيجية لنفوذ إيران العسكري، مما يفرض تحديات كبيرة على الحكومة اليمنية الشرعية، التي بات عليها إعادة هيكلة أولوياتها الدفاعية، وتوسيع قواتها البحرية، وتدريب وحدات استخبارات متخصصة، وإعداد استراتيجية واضحة للانتشار والسيطرة على البحر الأحمر، للتصدي للخطر الإيراني المتزايد. ولفت إلى أن عملية ضبط هذه الشحنة، ما هي إلا غيض من فيض، حيث لا تزال هناك شحنات أخرى نجحت إيران في تهريبها عبر شبكات معقدة، معتبراً أن هذه الشبكات لن تتوقف ما لم تُعامل كجبهة حرب حقيقية، تتطلب استراتيجيات متكاملة لمكافحتها. ميليشيا الحوثي.. مركز ثقل إقليمي جديد بدوره، أكد الباحث في الشؤون العسكرية لميليشيا الحوثي، عدنان الجبرني، أن ضخامة الشحنة ونوعيتها تختلف بشكل جذري عن عمليات التهريب السابقة، التي كانت تقتصر على كميات محدودة من الأسلحة التقليدية، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس الثقة الكبيرة التي توليها طهران للميليشيا الحوثية كمركز ثقل استراتيجي في المنطقة. وأوضح الجبرني، في منشور على موقع "فيسبوك"، أن تصاعد الدعم الإيراني للميليشيا يأتي في ظل تراجع فعالية بعض الأذرع الإيرانية الأخرى، مثل حزب الله اللبناني، وتصاعد الضغوط الدولية على إيران بشأن الاتفاق النووي والصراعات الإقليمية. وأضاف أن هذا الدعم قد يكون انعكاساً لرؤية مشتركة بين طهران والحوثيين حول التحديات المستقبلية، وسعي إيران لتأمين احتياطي استراتيجي من الأسلحة والمعدات، يضمن استمرارية الحوثيين في الميدان لفترة طويلة، حتى في حال تم الضغط عليها لوقف دعمها. وأشار إلى أن تسليم الحوثيين أحدث الأسلحة النوعية، بل قبل أن يتم الإعلان عنها رسمياً في إيران، يُظهر مدى التبني العسكري الشامل من طهران للميليشيا، وتوسيع دعمها ليشمل مختلف التخصصات العسكرية، بما في ذلك معدات حفر الأنفاق في الجبال، ما يدل على أن إيران لم تعد تتعامل مع الحوثيين كأداة تكتيكية، بل كشريك استراتيجي في مشروعها الإقليمي الأوسع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store