الحوبان تبادر لإنقاذ تعز بالمياه والإخوان ودول العدوان يفاقمون الأزمة
وبحسب سكان محليين فإن هذه المبادرة تأتي وسط تفاقم أزمة المياه وإهمال من السلطات التابعة لما يسمى حزب الاصلاح (جماعة الإخوان) وتقاعس داعميهم ممن يدعون زيفا بأنهم الشرعية والتي لم تكتف بتجاهل الأزمة ولكن عملت أيضا على منع دخول وايتات الماء إلا برسوم خيالية رغم ان ثمة تصريحات بالسماح لدخول الوايتات لكن لا تعدو تلك التصريحات عن فرقعات إعلامية بحسب معطيات الواقع.
إلى ذلك أعلنت الأمم المتحدة ، مؤخرا توصل سلطات مدينة تعز التابعة للاخوان ودول العدوان وسلطات تعز الحوبان التابعة للمجلس السياسي الأعلى لإتفاق على التعاون لإدارة منظومات إمدادات المياه بشكل مشترك عبر خطوط التماس والسماح بوصول المياه لمناطق في مدينة تعز من آبار تقع في تعز الجديدة في الحوبان.
وقال فريق الأمم المتحدة في اليمن في بيان له، إن الاتفاق الفني بين المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في مدينة تعز والحوبان يعد خطوة هامة نحو استعادة الخدمات الأساسية في واحدة من أكثر المحافظات اليمنية معاناة من شح المياه، الأمر الذي سيخفف من معاناة مئات الآلاف من السكان.
وأضاف أنه من المتوقع أن يسهم هذا الاتفاق في إعادة ربط شبكات المياه والصرف الصحي في محافظة تعز واستعادة أحد الخدمات أساسية كانت معطلة منذ ما يقرب من عقد من الزمان نتيجة النزاع والانقسام المؤسسي.
وأوضح أن هذا الاتفاق يعتمد على جهود متواصلة بذلتها منظمات وجهات مانحة عديدة قدمت دعما فنيا وماليا وساهمت في تيسير الحوار والتنسيق على مدى السنوات الماضية.
وبحسب البيان، فإنه ومن أجل تعزيز توفير المياه الآمنة في المناطق ذات الأولوية، سيستثمر صندوق اليمن الإنساني مبلغ مليوني دولار أمريكي لربط 90,000 شخص بمن فيهم النازحون داخليا بشبكات المياه وذلك في إطار دعم الانتقال من الاحتياج الإنساني إلى مسار التنمية المستدامة.
وأشاد فريق الأمم المتحدة في اليمن بجهود السلطات المحلية للمياه في تعز ، داعيا المانحين والشركاء إلى تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية للمياه لضمان وصول أكثر من 600,000 شخص إلى مياه آمنة ونظم صرف صحي موثوقة.
ومنذ أسابيع نعيش مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الإخوان ودول العدوان أزمة حادة في المياه، حيث أصبح الحصول على بضع لترات صالحة للشرب حلما لا يتحقق إلا بشق الأنفس وقطع مسافات طويلة.
ويشكو مواطنون من أزمة المياه التي تخنق مدينة تعز المكتظة بالسكان والواقعة تحت سلطة ما يسمى بالشرعية الزائفة ويقولون إنهم يضطرون يوميا للمشي مسافات طويلة من أماكن سكنهم ، لجلب بضع لترات من مياه الشرب وسط شح كبير بتوفرها.
وبحسب الأهالي فإنهم يعانون كثيرا للحصول على المياه بعد متابعات تستمر لأيام لأصحاب الوايتات (صهاريج المياه) ليتمكنوا في نهاية المطاف من تعبئة ألفي لتر للاستخدام المنزلي مقابل مبلغ بين 60 - 80 ألف ريال، وهو مبلغ كبير بالنسبة لأسرة التي لا يتجاوز دخلها 60 ألف ريال (الدولار في مناطقهم = 2800 ريال يمني)".
وبنبرة ملؤها الأسى، يروي السكان تفاصيل قصص يومية مؤلمة للحصول على مياه الشرب في ظل غلاء المعيشة.
ويأتي ذلك في إطار شكاوى ضد أصحاب الصهاريج الذين يستغل بعضهم الأزمة وتحكَّموا برفع الأسعار، دون ضمير، ولغياب الرادع، خاصة من السلطة المحلية التي أصبح وجودها كعدمها وفق شكاوى الناس.
ومع تفاقم أزمة المياه في تعز ، انتشرت الأوبئة في المدينة المكتظة مثل الكوليرا وحمى الضنك، نتيجة ضعف النظافة الشخصية وقلة المياه الصالحة للاستخدام الصحي.
في السياق ذاته اندلعت صباح الخميس الماضي احتجاجات شعبية غاضبة في مدينة تعز ، تخللها إغلاق أهم الطرق الرئيسية، وذلك احتجاجًا على استمرار أزمة المياه التي تفاقمت خلال الأسابيع الماضية.
وقام محتجون بإشعال الإطارات وقطع شارع جمال وهو الطريق الرابط بين وسط المدينة وعدد من الأحياء ، معبرين عن استيائهم من غياب الحلول الحكومية لمشكلة انقطاع المياه التي يعاني منها السكان منذ شهور.
وردد المحتجون هتافات تطالب بسرعة تدخل الجهات المختصة وتوفير المياه بشكل منتظم، محمّلين السلطة المحلية مسؤولية الإهمال وتدهور الخدمات الأساسية.
وبحسب مهتمين بالشأن المحلي فإن جماعة الإخوان وداعميهم من دول العدوان السعودي - الإماراتي يستطيعون حل أزمة المياه بتعز وان اباء مياه الضباب مليئة ولكن لا يريدون ذلك لحسابات عديدة ومصالح لا تعبأ بمعاناة الناس وأوجاعهم، بل وتزيد من رفع معاناتهم خاصة فيما يتعلق بمياه الشرب وهو الأمر الذي فطن له الناس وبدأوا يخرجون بتظاهرات غاضبة للتنديد بالأوضاع وبتخاذل الاخوان ودول العدوان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ 6 دقائق
- المصري اليوم
بعد استقالة وزيرة البيئة.. أبرز المعلومات عن منصبها الجديد بـ الأمم المتحدة
أعلن مجلس الوزراء، اليوم الأحد، قبول استقالة الدكتورة ياسمين فؤاد ، وزيرة البيئة، من منصبها الحالي، في إطار اختيارها لتولي منصب جديد في الأمم المتحدة، حيث تقرر اختيارها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في 22 مايو الماضي لتولي منصب الأمينة التنفيذية الجديدة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. المنصب الجديد لياسمين فؤاد في الأمم المتحدة كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أعلن تعيين الدكتورة ياسمين فؤاد أمينة تنفيذية جديدة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وذلك بعد مشاورات مع مكتب مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر لتخلف فؤاد إبراهيم ثياو (من موريتانيا) الذي أعرب الأمين العام عن امتنانه العميق لخدمته المتفانية والتزامه المتميز تجاه المنظمة. ومن المقرر أن تبدأ ياسمين فؤاد فترة ولايتها الأولى، التي تمتد لثلاث سنوات في وقت لاحق من هذا العام، ويأتي هذا التعيين تتويجا لخبرتها الواسعة في مجالات البيئة والتنمية المستدامة. وياسمين فؤاد هي خبيرة في الدبلوماسية البيئية، وتتمتع بخبرة تزيد على 25 عاما في الحوكمة البيئية، والمواضيع البيئية العالمية، والدبلوماسية الدولية للمناخ، بالإضافة إلى سجل حافل في تصميم وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية والنظامية لتحقيق التنمية المستدامة. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن ياسمين فؤاد قامت على الصعيد العالمي بدور محوري في العمليات البيئية متعددة الأطراف، حيث شغلت منصب رئيسة المؤتمر الرابع عشر لأطراف اتفاقية التنوع البيولوجي، ومبعوثة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إلى مؤتمر الأطراف السابع والعشرين، بالإضافة إلى المهام البارزة الأخرى على الصعيدين الإقليمي والدولي. وبصفتها باحثة زائرة في جامعة كولومبيا، أسهمت فؤاد في معهد الأرض، حيث ساعدت في تصميم مركز التميز للتكيف مع تغير المناخ في مصر، وهى حاصلة على درجة الدكتوراه في الدراسات الأورومتوسطية من جامعة القاهرة، ودرجة الماجستير في العلوم البيئية من جامعة عين شمس. ما هي اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر؟ أُبرمت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر عام 1994 لحماية الأراضي واستعادتها، وضمان مستقبل أكثر أمانًا وعدلًا واستدامة، فعندما تتدهور الأرض أو تُبتلى بالجفاف، تفقد قدرتها على استدامة الحياة، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة، بدءًا من فشل المحاصيل ووصولًا إلى الهجرة والصراع. واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) هي الإطار القانوني الوحيد المُلزم لمعالجة التصحر وآثار الجفاف، ويبلغ عدد الدول الأطراف في الاتفاقية 197 دولة، منها 196 دولة طرفًا والاتحاد الأوروبي. وتُعد الاتفاقية- القائمة على مبادئ المشاركة والشراكة واللامركزية- التزامًا متعدد الأطراف للتخفيف من آثار تدهور الأراضي، وحماية أراضينا لنتمكن من توفير الغذاء والماء والمأوى والفرص الاقتصادية لجميع الناس. وتُوحّد الاتفاقية الحكومات والعلماء وصانعي السياسات والقطاع الخاص والمجتمعات حول رؤية مشتركة لاستعادة أراضي العالم وإدارتها، ويُعدّ هذا العمل بالغ الأهمية لضمان استدامة الكوكب وازدهار الأجيال القادمة. المنصب الجديد لوزيرة البيئة كان مجلس الوزراء هنأ الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في مايو الماضي بحصولها على منصب أمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر خلفًا لـ«إبراهيم ثياو»، قائلًا إنه نجاح جديد يُضاف إلى رصيد مصر الدولي في مجال البيئة والتنمية المستدامة. وتُعد الوزيرة من أبرز الخبيرات في مجال الدبلوماسية البيئية، حيث تتمتع بخبرة تزيد على 25 عامًا في الحوكمة البيئية والقضايا البيئية العالمية والدبلوماسية الدولية للمناخ. وأشاد «إبراهيم ثياو» بخبرتها الواسعة ودورها الفاعل على الساحة الدولية في مواجهة تحديات التصحر، حيث تحمل الدكتورة ياسمين فؤاد سجلًا حافلًا في تصميم وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية والنظامية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة.


البورصة
منذ 6 دقائق
- البورصة
أوروبا تخطط للرد على الرسوم الأمريكية مع تشدد موقف ترامب
يُنتظر أن يجتمع مبعوثو الاتحاد الأوروبي في وقت مبكر ربما هذا الأسبوع لصياغة خطة تتضمن تدابير للرد على سيناريو محتمل لعدم التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يُنظر إلى موقفه التفاوضي بشأن الرسوم الجمركية على أنه بات مُتشدداً قبل الموعد النهائي المُحدّد في الأول من أغسطس. يُفضل الاتحاد الأوروبي بشكل كبير إبقاء المفاوضات مع واشنطن على مسارها الصحيح سعياً للتوصل إلى نتيجة تفاوضية تُؤدّي إلى الخروج من المأزق قبل الموعد النهائي المحدد في الشهر المُقبل. ومع ذلك، لم تُحرز الجهود المبذولة تقدّماً مُستداماً بعد المحادثات التي جرت في واشنطن الأسبوع الماضي، وفقاً لأشخاص مُطلعين على الأمر. وستستمرّ المفاوضات على مدى الأسبوعين المُقبلين. يُعتقد الآن أن الولايات المتحدة تُريد فرض تعريفة جمركية شبه شاملة على سلع الاتحاد الأوروبي بنسبة تزيد عن 10%، مع استثناءات متناقصة بشكل مُتزايد تقتصر على الطيران، وبعض الأجهزة الطبية والأدوية الجنيسة، وعدد من المشروبات الروحية، ومجموعة محددة من معدات التصنيع التي تحتاجها الولايات المتحدة، وفقاً لأشخاص تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لمناقشة مُداولات خاصة. صرح متحدث باسم المفوضة الأوروبية، المسؤولة عن الشؤون التجارية للاتحاد، بأنه ليس لديهم أي تعليق على المفاوضات الجارية. ناقش الجانبان أيضاً سقفاً محتملاً لبعض القطاعات، بالإضافة إلى حصص للصلب والألمنيوم، وطريقة لحماية سلاسل التوريد من المصادر التي تُفرط في توريد المعادن، وفقًا للأشخاص. وحذر الأشخاص من أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق، فإنه سيحتاج إلى موافقة ترمب -وموقفه غير واضح. كتب الرئيس الأمريكي إلى الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر، محذراً من أن الاتحاد سيواجه تعريفة جمركية بنسبة 30% على معظم صادراته اعتبارا من 1 أغسطس. وإلى جانب فرض ضريبة شاملة، فرض ترمب ضريبة بنسبة 25% على السيارات وقطع غيار السيارات، وضعف هذه النسبة على الصلب والألمنيوم. كما هدد باستهداف الصناعات الدوائية وأشباه الموصلات برسوم جمركية جديدة في وقت مبكر من الشهر المقبل، وأعلن مؤخراً عن فرض ضريبة بنسبة 50% على النحاس. إجمالاً، يُقدّر الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية الأمريكية تشمل بالفعل 380 مليار يورو (442 مليار دولار)، أو حوالي 70%، من صادراته إلى الولايات المتحدة. قبل رسالة ترامب، كان الاتحاد الأوروبي يأمل في الاقتراب من الاتفاق على إطار عمل أولي يسمح بمواصلة المناقشات المفصلة على أساس معدل عالمي قدره 10% على العديد من صادرات الاتحاد. يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الحصول على استثناءات أوسع من تلك التي تُقدّمها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى سعيه إلى حماية الاتحاد من الرسوم الجمركية القطاعية المُستقبلية. وبينما من المُسلّم به منذ فترة طويلة أن أي اتفاق سيكون غير مُتكافئ لصالح الولايات المتحدة، فإن الاتحاد الأوروبي سيُقيم الاختلال العام في أي اتفاق قبل أن يُقرّر ما إذا كان سيتخذ أي تدابير لإعادة التوازن، وفقاً لما ذكرته 'بلومبرغ' سابقًا. أفاد الأشخاص المطلعون بأن مستوى الضرر الذي تُبدي الدول الأعضاء استعدادها لقبوله يختلف، وبعضها منفتح على قبول معدلات تعريفات جمركية أعلى إذا تم تأمين عدد كاف من الاستثناءات. سيعالج أي اتفاق أيضاً الحواجز غير الجمركية، والتعاون في مسائل الأمن الاقتصادي، ومشاورات التجارة الرقمية، والمشتريات الاستراتيجية. مع تضاؤل احتمالات التوصل إلى نتيجة إيجابية واقتراب الموعد النهائي، من المتوقع أن يبدأ الاتحاد الأوروبي في إعداد خطة للتحرك بسرعة إذا لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق، وفقاً للأشخاص. وأضافا أن أي قرار بالرد سيحتاج على الأرجح إلى موافقة سياسية من قادة التكتل نظراً لارتفاع لأن الكثير على المحك. يُرجح أن تثير أي تدابير مضادة جوهرية خلافاً تجارياً أوسع عبر الأطلسي، نظراً لتحذيرات ترمب من أن الرد ضد المصالح الأميركية لن يؤدي إلا إلى صدور إجراءات أكثر صرامة من إدارته. وافق الاتحاد الأوروبي بالفعل على فرض رسوم جمركية محتملة على سلع أميركية بقيمة 21 مليار يورو، والتي يمكن تطبيقها بسرعة رداً على رسوم ترامب على المعادن. تستهدف هذه الرسوم ولايات أمريكية حساسة سياسيًا، وتشمل منتجات مثل فول الصويا من لويزيانا، موطن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، ومنتجات زراعية أخرى، والدواجن، والدراجات النارية. أعد الاتحاد الأوروبي أيضاً قائمة رسوم جمركية على منتجات أمريكية إضافية بقيمة 72 مليار يورو رداً على ما يسمى بالرسوم المتبادلة ورسوم السيارات التي فرضها ترامب. ستستهدف هذه الرسوم السلع الصناعية، بما في ذلك طائرات 'بوينج'، والسيارات الأمريكية الصنع، وويسكي بوربون. كما يعمل الاتحاد الأوروبي على إجراءات محتملة تتجاوز الرسوم الجمركية، مثل ضوابط التصدير وقيود عقود المشتريات العامة. أفادت 'بلومبرج' الأسبوع الماضي أن عدداً متزايداً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يُفعّل الاتحاد أقوى أدواته التجارية، وهي ما يُسمى بأداة مكافحة الإكراه، ضد الولايات المتحدة في حال فشل الجانبين في التوصل إلى اتفاق مقبول، ونفذ ترمب تهديداته بفرض رسوم جمركية. ستمنح أداة مكافحة الإكراه المسؤولين صلاحيات واسعة لاتخاذ إجراءات انتقامية. قد تشمل هذه الإجراءات فرض ضرائب جديدة على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة، أو فرض قيود مُستهدفة على الاستثمارات الأمريكية في الاتحاد الأوروبي. كما قد تشمل تقييد الوصول إلى أجزاء مُعينة من سوق الاتحاد الأوروبي، أو منع الشركات الأمريكية من التقدم بعطاءات للحصول على عقود عامة في أوروبا. صُممت أداة مكافحة الإكراه في المقام الأول كرادع، وإذا لزم الأمر، كوسيلة للرد على الإجراءات القسرية المُتعمدة من الدول الثالثة التي تستخدم التدابير التجارية كوسيلة للضغط على خيارات السياسة السيادية للاتحاد المُكون من 27 دولة أو الدول الأعضاء فرادى. يمكن للمفوضية اقتراح استخدام أداة مكافحة الإكراه (ACI)، ولكن يعود الأمر للدول الأعضاء لتحديد ما إذا كانت هناك حالة إكراه، وما إذا كان ينبغي استخدامها. وطوال هذه العملية، سيسعى الاتحاد الأوروبي إلى التشاور مع الطرف المُكرِه لإيجاد حل. جرى إطلاع الدول الأعضاء يوم الجمعة على وضع محادثات التجارة مع الولايات المتحدة.


يمني برس
منذ 6 دقائق
- يمني برس
غزة تعزز صمود 'حجارة داوود' وتكشف هشاشة 'عربات جدعون'!
مع تصاعد وتيرة المواجهة في قطاع غزة، تتكشف أبعاد وتداعيات تتجاوز حدود الجغرافيا الفلسطينية، وتلقي بظلالها على المشهد السياسي العالمي. ففي ظل استراتيجية المقاومة الفلسطينية، ممثلة في كتائب القسام وسرايا القدس (حجارة داوود)، تتجلى حقيقة أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم أبداً، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع خطة جيش الاحتلال الصهيوني (عربات جدعون) التي تهدف إلى إخضاع غزة وتجريدها من إرادتها. تلك الحقيقة المدعومة بتصريحات عسكرية إسرائيلية تكشف عن حجم التضليل الذي يمارس على الجمهور الإسرائيلي، مع توقعات بأن الصراع قد يمتد لسنوات طويلة. في أغوار ميدان المعركة الدائرة، تتجلى صورة مشوشة للواقع، فبينما يصر قادة الاحتلال على تحقيق 'النصر الوشيك'، يخرج صوت من داخل المؤسسة العسكرية ليقلب الطاولة على هذه الرواية. لقد حذر قائد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، في مقابلة مع موقع 'واينت'، من أن الجمهور الإسرائيلي 'يتلقى أكاذيب' بشأن التقدم المحرز ضد حماس، هذا الضابط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أكد أن تفكيك حماس مهمة 'شاقة' قد تستغرق ما يصل إلى خمس سنوات، وأن الجيش يحتاج إلى العودة إلى غزة 'لجز العشب' باستمرار. هذه التصريحات لم تكن رأي فردي، وإنما اعتراف صريح بأن الدعاية الموجهة للجمهور الإسرائيلي مضللة، وأن حقيقة الوضع على الأرض تختلف جذرياً عما يتم تصويره. وأوضح القائد أن حماس لا تزال تحتفظ بـ'بنية تحتية ضخمة' في غزة، وأن المعركة لم تنتهِ بعد، بل هي 'معارك مستمرة، تماماً كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة'. وهذا الكشف ينسف الصورة التي يحاول جيش الاحتلال رسمها عن إنجازات كبيرة في قتل المقاتلين وتدمير الأنفاق، ويؤكد أن حماس لا تزال صامدة وقادرة على القتال وتحقيق الانتصارات على الميدان، وإن كانت قدراتها القيادية والسيطرة محدودة ومتضررة. يشير تقرير 'واي نت' إلى بطء التقدم العسكري منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار واستأنفت الحرب على غزة في 18 مارس/آذار. ورغم ادعاء الجيش نشر ما بين أربع إلى خمس فرق، فإن عدد الجنود المشاركين في القتال المباشر محدود، وتتركز غالبية المعارك على مشارف المدن الكبرى. وقد صرح ضابطان كبيران للموقع: 'نحن نتقدم ببطء شديد، وبشفافية شديدة، وبطريقة ملتوية'. في هذا السياق، يٌظهر التقرير خيبة أمل كبيرة لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين كانا يأملان في استسلام الفلسطينيين. كما أكد الكاتب عزام التميمي في مقاله بتاريخ 20 مارس 2025 في نفس الموقع أن 'ليس أمام الفلسطينيين خيار سوى مقاومة الاحتلال ومواصلة نضالهم من أجل الحرية والتحرر'. وأوضح أن إسرائيل، بموافقة ودعم كامل من إدارة ترامب، تسعى لإجبار الشعب الفلسطيني على الاستسلام، ولكن 'لن يحدث ذلك أبداً'. فالقضية الفلسطينية في ذاكرة الفلسطينيين ليس عبارة صراع على حكم غزة، وإنما 'قضية وطن اغتصب واحتل من قبل عصابة فاشية'، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يدرك أن فلسطين هي أرض أجداده، ولا يوجد خيار لاسترداده سوى المقاومة. يتساءل ديفيد هيرست في مقاله بتاريخ 22 أبريل 2025: 'لماذا لن تستسلم غزة؟'. ويجيب بأن 'حجم المعاناة التي فرضتها إسرائيل على جميع الفلسطينيين في نطاق سيطرتها يعني أن مصير غزة أصبح مصير فلسطين أيضاً'. فبعد 15 شهراً من الحرب والإبادة الجماعية، فشلت إسرائيل في إرغام شعب غزة على الركوع. محاولات العقاب الجماعي، وتهديدات الطرد الجماعي، وفرض التجويع، وتدمير المستشفيات والمدارس ومجمعات الأمم المتحدة، وقتل نحو قرابة 200 ألف شخص، جلهم من النساء والأطفال كلها لم تحقق أياً من الأهداف المعلنة للحرب. يرفض الكاتب الاعتقاد بأن قادة حماس سيأخذون الأموال ويهربون، مؤكداً أن هذا يكشف عن مدى قلة فهم نتنياهو لعدوه. فالعرض الإسرائيلي الأخير كان بمثابة استسلام، حيث طُلب تسليم جميع الرهائن مقابل 45 يوماً من الطعام والماء ونزع سلاح المقاومة. لكن حماس ردت بأنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل عدد من السجناء ووقف إطلاق نار طويل الأمد، ولم تتراجع عن شرطيها في حق التمسك بالسلاح والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب. يكمن السبب الرئيسي لعدم استسلام حماس، حسب هيرست، في كونها تمثل بالنسبة للعديد من الفلسطينيين فكرة لن تموت أبداً. لقد أصبحت غزة 'أرضاً مقدسة' للفلسطينيين في كل مكان، ولا توجد عائلة في غزة لم تفقد أقاربها أو منازلها. إن حماس وفصائل المقاومة الأخرى لا يمكن فصلها عن الشعب الذي تقاتل من أجله، ومع تزايد المعاناة الجماعية، تزداد الإرادة الجماعية للبقاء على أرضهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن سلوك الاحتلال الإسرائيلي نفسه، كدولة غازية مستمرة وسامة، يدفع نحو المقاومة. علاوة على ذلك، يرى الكاتب أن حماس حققت هدفها الاستراتيجي المتمثل في دفع السعي الفلسطيني إلى تقرير المصير في دولة خاصة بهم إلى قمة أجندة حقوق الإنسان في العالم. فوفقاً لمركز بيو للأبحاث، تحولت نظرة الجمهور الأمريكي لإسرائيل إلى نظرة سلبية، حيث يعبر أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة عن رأي سلبي تجاه إسرائيل. هذا يشير إلى أن كسبت معركة الرأي العام، بينما تخسرها إسرائيل، حتى في الدول التي تُصنّف فيها الحركة منظمة محظورة. يذهب جوناثان كوك في مقاله بتاريخ 24 مارس 2025 في 'ميدل است آي' إلى أبعد من ذلك، ليصف إسرائيل بأنها 'المستودع الرئيسي للأفكار الفاشية الغربية منذ الحرب العالمية الثانية'. ويرى أن الفاشية تعيد تأكيد نفسها في الولايات المتحدة وأوروبا، وأن الحملة الغربية على الحقوق الأساسية، مثل حرية التعبير السياسي والحرية الأكاديمية، تتم باسم حماية إسرائيل واليهود الغربيين الذين يشجعون جرائمها. ويشير كوك إلى أن إسرائيل، بدعم واضح من الغرب، استمرت في القيام بالأشياء ذاتها التي وجدت الدول الغربية نفسها أنه من المستحيل تبريرها في أعقاب الحرب العالمية الثانية. فبينما ألزمت عمليات إنهاء الاستعمار الغرب بالانسحاب من أفريقيا وآسيا، مُنحت إسرائيل ترخيصاً ودعماً لا نهاية له لتنمية مشروع قومي عرقي عنيف على وطن شعب آخر. وقد استمرت إسرائيل في سياساتها العنصرية وعمليات التهجير، وحشرت الفلسطينيين في معازل أصغر، وجُردوا من حقوقهم، وتعرضوا لجرائم خرب إبادة جماعية وتجويع واخفاء وتهجير قسري مستمرة. يُبرز الكاتب أن إسرائيل هي آخر معقل استعماري كبير للغرب، والمكان الذي تختبر فيه الصناعات العسكرية الغربية قوتها على الفلسطينيين. وهي أيضاً المكان الذي يتم فيه اختبار قوة القانون الدولي، حيث يتم توسيع السخرية من مبادئه وتشويهها من خلال انتهاكات لا نهاية لها، ثم يتم عصيانها بشكل صارخ. مؤكداً أن قصة إسرائيل هي قصة غلاف مثالية لإخفاء الفاشيين الجدد، حيث يتم تصوير من يعارضون قهر الشعب الفلسطيني على أنهم 'معادون للسامية'، وكل فلسطيني يقاوم القمع هو 'إرهابي'. إن الاعترافات المتتالية من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ومقالات التحليل التي تفضح زيف الرواية الرسمية، تعكس تحولاً عميقاً في فهم طبيعة الصراع. ففشل خطة 'عربات جدعون' في تحقيق أهدافها المعلنة، واستراتيجية المقاومة الفلسطينية التي ترتكز على الصمود والرفض التام للاستسلام، كلها مؤشرات على أن مسار المواجهة في غزة هو صراع طويل الأمد تتشابك فيه الأبعاد العسكرية والسياسية والأيديولوجية. إن إصرار نتنياهو على استئناف الحرب، بغض النظر عن اتفاقيات وقف إطلاق النار، لا يهدف فقط إلى إنقاذ ائتلافه، بل يعكس إدراكاً عميقاً بأن استسلام حماس يعني نهاية القضية الفلسطينية برمتها. ومع ذلك، فإن هذا الإصرار يقابله تصميم فلسطيني لا يتزعزع، يرى في المقاومة السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال وتحقيق التحرر. وفي ظل هذا المشهد المعقد، لا يكتفي الكاتب بفضح حقائق الفاشية الجديدة التي تتخذ من إسرائيل نموذجاً لها، وإنما يختم تحليله بالسؤال الأكبر: إلى متى يمكن للغرب أن يستمر في دعم هذا النموذج، بينما تتآكل مبادئه المعلنة عن حقوق الإنسان والعدالة؟ إن الإجابة على هذا السؤال قد تحدد مسار الصراع في غزة، ومستقبل المنطقة برمتها.