
مخاطر مضاعفة لتناول مشروب غازي دايت واحد يوميًا
فقد توصل الباحثون إلى أن المشروبات المُحلاة صناعيا تزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري بأكثر من الثلث، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك المُحمّلة بالسكر، لتُخالف هذه الدراسة بذلك الاعتقاد السائد بأن مشروبات الحمية بديل صحي.
وجرت التجربة التي قادتها جامعة موناش، بعد أن تتبع الباحثون 36,608 مشاركا على مدى فترة متوسطة بلغت 13.9 عاما لتقييم تأثير كل من المشروبات المُحلاة بالسكر SSB والمشروبات المُحلاة صناعيًا ASB على النتائج الصحية.
كما استُمدت البيانات الصحية المُبلّغ عنها ذاتيا، من دراسة أجراها باحثون في جامعة ملبورن، من مشاركين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاما وقت استقطابهم.
وتم تقييم ارتباط تناول المشروبات المحلاة بمعدل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني باستخدام انحدار بواسون المعدل بعد أن تم تعديله وفقًا لنمط الحياة والسمنة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من العوامل المربكة.
لتأتي النتائج بأن المشروبات المُحلاة صناعياً، قد تحمل مخاطر أيضية، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Diabetes & Metabolism.
كذلك اكتشف الباحثون أن شرب علبة واحدة فقط من الصودا المحلاة صناعيا يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 38%، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يستهلكوا هذه المشروبات على الإطلاق.
أما بالنسبة لأولئك الذين يستهلكون نفس الكمية من المشروبات السكرية، فقد كان الخطر أعلى بنسبة 23%.
بدورها، قالت باربورا دي كورتن، كبيرة الباحثين والأستاذة في جامعة موناش والمعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن، والتي شاركت أيضا في الدراسة: "غالبا ما يُنصح باستخدام المُحليات الصناعية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري كبديل صحي، لكن نتائج الدراسة تشير إلى أنها يمكن أن تشكل مخاطر صحية خاصة بها.
وفي حين أن الدراسة لم تُحدد المُحليات الصناعية المُؤثِّرة، فإن الأنواع المُحتملة تشمل الأسبارتام والسكرين والسكرالوز.
ومن بين هذه المُحليات، بعضها يُمتص بشكلٍ ضعيف في حالة (السكرالوز)، والبعض الآخر يُستقلب بسرعة مثل (الأسبارتام)، وبعضها يُطرح في البول (مثل أسيسلفام البوتاسيوم، أوace-k، مما قد يؤثر على المسارات الأيضية بشكلٍ مُختلف.
تتلاعب بالأنسولين
أيضاً أشار الباحثون إلى دراسات سابقة أظهرت بعض الأدلة على أن الأسبارتام يُحفز استجابات الأنسولين بعد الأكل، على غرار السكروز، وأن السكرين والسكرالوز مرتبطان باضطراب ميكروبيوم الأمعاء وضعف تحمل الغلوكوز في غضون أسبوعين فقط.
ولفتت الأدلة أيضاً إلى أن المُحليات الصناعية يُمكن أن تُغير تركيب ووظيفة بكتيريا الأمعاء، مما يؤدي إلى عدم تحمل الغلوكوز - وهو مؤشر على الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
كما أن بعض المُحليات قد تُحفز إفراز الأنسولين، أو تُقلل من حساسية الاستجابات الأيضية بمرور الوقت، أو تُربك نظام تنظيم الغلوكوز في الجسم - حتى بدون وجود السكر نفسه.
وهناك فرضية أخرى مفادها أن التعرض المنتظم للحلاوة الشديدة، التي تقدمها المنتجات الصناعية، يمكن أن يُهيئ الجسم لتوقع سعرات حرارية سكرية لا تأتي أبدا، مما يؤثر على تنظيم الشهية وحساسية الأنسولين والمسارات الأيضية الأوسع.
فرض ضرائب
يذكر أن الباحثين يشددوا على كيفية تأثير المُحليات على ميكروبات الأمعاء وتنظيم الغلوكوز، وهي عوامل أكثر احتمالًا لزيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
كما تُقدّم الدراسة دليلا إضافيا على أن المُحليات الصناعية قد لا تكون "أكثر أمانًا" من السكر المُكرر، عندما يتعلق الأمر بالمخاطر الصحية الأوسع.
وبالتالي شدد أصحاب البحث على ضرورة إخضاعها لمزيد من التدقيق فيما يتعلق بالسياسات العامة والتوصيات الغذائية.
أيضا دعموا تدابير تشمل فرض ضرائب على المشروبات السكرية، مع تبني نهجا أوسع خلال السياسات المستقبلية يحدّ من تناول جميع المشروبات غير المغذية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
الأطفال والشاشات وأمراض القلب.. إليكم التفاصيل
خلُصت دراسة حديثة أُجريت في الدنمارك، إلى أن تمضية الأطفال وقتًا طويلاً أمام الشاشات، سواء على الأجهزة اللوحية أو الهواتف أو التلفزيون، قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والمشكلات في الأيض. وبحسب الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة جمعية القلب الأميركية 'Journal of the American Heart Association'، فإن 'الأطفال والشباب البالغين الذين يمضون ساعات طويلة أمام الشاشات والأجهزة الإلكترونية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب ومشكلات الأيض، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول ومقاومة الأنسولين'. كما يواجه هؤلاء خطراً أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو بداء السكري. باستخدام بيانات من مجموعات من المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً (أكثر من 1000 مراهق) بشأن وقت استخدامهم للشاشات وعادات نومهم، درس الباحثون العلاقة بين وقت استخدام الشاشات وما يُسمى بعوامل خطر القلب والأيض. وأظهر التحليل أن كل ساعة إضافية من وقت استخدام الشاشات تزيد من خطر الإصابة بالأمراض، وأن الفجوة كانت أكبر بين المراهقين والشباب في سن 18 عاماً مقارنةً بالأطفال في سن 10 سنوات. إلى ذلك، يتفاقم الخطر مع قلة النوم. وقال الباحث في جامعة كوبنهاغن ديفيد هورنر، المعد الرئيسي للدراسة، في بيان 'هذا يعني أن الطفل الذي يمضي ثلاث ساعات يومياً أمام الشاشات سيكون أكثر عرضة للخطر بمقدار ربع إلى نصف انحراف معياري مقارنةً بأقرانه'. وحذر من أنه 'إذا ضاعفنا هذا الخطر على مستوى مجموعة كاملة من الأطفال، سنرى تحولاً كبيراً في خطر الإصابة بأمراض القلب الأيضية المبكرة، والذي قد يستمر حتى مرحلة البلوغ'. يذكر أنه لا يوجد إجماع بين الباحثين على الآثار الضارة للشاشات على الأطفال والمراهقين، لكن الأغلبية تتفق على أن الأطفال الأصغر سناً أكثر عرضة للخطر من البالغين.


صدى البلد
منذ 8 ساعات
- صدى البلد
مش نهاية المطاف بشرط الالتزام.. كيف نعالج مقاومة الإنسولين بدون أدوية؟
لم تعد مقاومة الإنسولين حُكمًا نهائيًا بالإصابة بالسكري، بل باتت فرصة ذهبية لإعادة ضبط نمط الحياة ومنع تطور المرض. طرق علاج مقاومة الأنسولين بدون أدوية وأكد الدكتور معتز القيعي، أخصائي التغذية العلاجية واللياقة البدنية، حول أحدث ما توصل إليه العلم بشأن علاج مقاومة الإنسولين بدون أدوية. وقال 'القيعي' في تصريح خاص لموقع 'صدى البلد' الإخباري، أن 'مقاومة الإنسولين ليست نهاية المطاف، وعلى العكس، فهي تنبيه من الجسم يخبرك. وتابع القيعي، أنه يمكن علاج مقاومة الأنسولين 'لو غيرت نمط حياتك دلوقتي، هتقدر ترجّع التوازن من غير ما تدخل في دوامة الأدوية مدى الحياة. وده مش كلام مرسل، دي أبحاث مثبتة علميًا." وشرح القيعي، أن مقاومة الإنسولين هي حالة بيكون فيها الجسم أقل استجابة لهرمون الإنسولين، فيضطر البنكرياس لإفرازه بكميات أكبر، مما يؤدي لتراكم الدهون، وارتفاع السكر، والتعب المزمن، وفي النهاية قد يتطور الأمر إلى مقدمات السكر أو النوع الثاني منه. طرق علاج مقاومة الأنسولين بدون أدوية وأكد القيعي، أن العلاج غير الدوائي فعّال جدًا، خاصة في المراحل المبكرة لمقاومة الأنسولين، ويعتمد على 3 محاور أساسية: أولًا: النظام الغذائي ـ تقليل الكربوهيدرات البسيطة (العيش الأبيض، السكر، الحلويات). ـ استبدالها بكربوهيدرات معقدة مثل الشوفان، البطاطا، والبقوليات. ـ الإكثار من البروتين والألياف (خضار ورقية، بذور، حبوب كاملة). ـ تقليل الوجبات الخفيفة. ـ الاعتماد على الصيام المتقطع (14 إلى 16 ساعة يوميًا) لتنظيم مستويات الإنسولين. طرق علاج مقاومة الأنسولين بدون أدوية ثانيًا: النشاط البدني ـ ممارسة تمارين المقاومة مثل الأوزان 3 مرات أسبوعيًا لبناء العضلات التي تسحب السكر من الدم دون الحاجة للإنسولين. ـ دمج تمارين الكارديو مثل المشي أو الجري مرتين في الأسبوع لتحسين اللياقة وتقليل الدهون الحشوية. ثالثًا: تنظيم النوم وتقليل التوتر ـ النوم أقل من 6 ساعات يرفع هرمون الكورتيزول ويزيد من مقاومة الإنسولين. ـ التوتر المزمن أيضًا يعقد المشكلة. لذا النوم المنتظم والتوازن النفسي ضروريان للعلاج. طرق علاج مقاومة الأنسولين بدون أدوية وأختتم "القيعي" تصريحه قائلًا، 'الدواء مش هو الحل الوحيد، التغيير الحقيقي بيبدأ من قرارات بسيطة في يومك… امشي، كل صح، نام كويس، جسمك هيشكرك وهيتغير فعلًا.'


لبنان اليوم
منذ 14 ساعات
- لبنان اليوم
خطر خفي في مشروب يومي.. علاقة صادمة بداء السكري
في تطور لافت ينقض التصورات السائدة حول مشروبات الحمية، كشفت دراسة علمية استمرت 14 عامًا أن تناول عبوة واحدة فقط من المشروبات الغازية المُحلاة صناعياً يوميًا قد يزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري بنسبة تصل إلى 38%، وهي نسبة تفوق حتى تلك المرتبطة بالمشروبات المُحلاة بالسكر. الدراسة التي قادها باحثون من جامعة موناش الأسترالية، وشملت أكثر من 36 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، رصدت تأثير المشروبات الغازية على الصحة الأيضية على مدى نحو 14 عامًا. النتائج جاءت لتدحض الاعتقاد الشائع بأن 'الدايت' بديل آمن أو صحي. فبحسب ما أورده موقع New Atlas نقلًا عن دورية Diabetes & Metabolism، وجد الباحثون أن من يستهلكون مشروبات محلاة صناعياً بانتظام معرضون لخطر أعلى بكثير للإصابة بداء السكري، مقارنة بمن لا يتناولونها. أما من يستهلكون المشروبات السكرية العادية، فكان ارتفاع الخطر لديهم بحدود 23%. الدكتورة باربورا دي كورتن، الباحثة الرئيسية في الدراسة، قالت إن 'المُحليات الصناعية كثيرًا ما تُروّج كبدائل آمنة لمرضى السكري أو المعرضين للإصابة به، لكن نتائجنا تطرح تساؤلات جدية حول سلامتها الأيضية'. الباحثون أشاروا إلى أن بعض أنواع المُحليات مثل الأسبارتام، السكرين، والسكرالوز قد تؤثر بشكل مباشر على استجابة الجسم للأنسولين، أو تُحدث خللًا في ميكروبيوم الأمعاء، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى ضعف تحمل الغلوكوز، وهو أحد المؤشرات المبكرة للإصابة بداء السكري. كما رجّحت الدراسة أن الاستهلاك المنتظم لمذاق الحلاوة الشديدة – حتى في غياب السكر الحقيقي – قد يربك أنظمة الشهية وتنظيم الغلوكوز في الجسم، ويؤثر على حساسية الأنسولين بمرور الوقت. وفي ضوء هذه النتائج، شدد الباحثون على ضرورة إعادة النظر في السياسات الصحية والغذائية المعتمدة، وطرحوا فكرة توسيع الضرائب لتشمل ليس فقط المشروبات السكرية، بل جميع أنواع المشروبات غير المغذية. الدراسة تقدم دليلاً إضافيًا على أن الحذر من السكر لا ينبغي أن يقود إلى الاطمئنان الأعمى للمُحليات الصناعية، التي قد تحمل في طياتها مخاطر صحية لا تقل أهمية.