logo
من هو المستوطن الإسرائيلي المتهم بإطلاق النار على الفلسطيني عودة الهذالين في الضفة الغربية؟

من هو المستوطن الإسرائيلي المتهم بإطلاق النار على الفلسطيني عودة الهذالين في الضفة الغربية؟

فرانس 24 منذ 2 أيام
جد الاشتباك بالقرب من قرية أم الخير التي يقطنها نحو 200 ساكن والتي تعاني منذ عدة أشهر من ضغط متزايد من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين أقاموا مستوطنة على بعد أمتار قليلة من القرية. قبل هذا الهجوم، كان سكان القرية يعانون أصلا من مضايقات واقتحامات متكررة من قبل المستوطنين.
في يوم الإثنين 28 تموز يوليو الماضي، تصاعد التوتر بعد ظهر ذلك اليوم بعد أن تقدمت جرافة حفر قنوات في القرية الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة. وأطلق مستوطن إسرائيلي النار عدة مرات في القرية. بعد وقت قصير، تدخل الجيش الإسرائيلي وعزّز وجوده في المكان وقام بإيقاف عدد كبير من الفلسطينيين إضافة إلى احتجاز إسرائيلي واحد.
توجد القرية في منطقة "مسافر يطا" التي كانت محور الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار "نو آذر لاند No Other Land", الذي ساهم عودة الهذالين في إعداده.
"الأحداث بدأت في اليوم السابق"
ماتان بيرنر كادش وهو ناشط أمريكي ـ إسرائيلي مساند للفلسطينيين وأحد أصدقاء عودة الهذالين كان حاضرا خلال هجوم يوم 28 تموز يوليو الماضي والذي أدى إلى مقتل عودة الهذالين. وفق هذا الناشط، فإن مجرى الأحداث بدأ في اليوم السابق بطريقة سلمية قبل أن يتحول إلى اشتباكات في ليل يوم الإثنين. ويروي ماتان بيرنير كادش قائلا:
في الحقيقة، بدأت الأحداث في اليوم السابق (يوم الأحد 27 تموز يوليو الماضي، فريق التحرير) عندما جاءت آلية، جرافة، للمرة الأولى. وقال لنا المستوطنون والمسؤول عن أمن المستوطنة بأنها ستستخدم فقط في الأراضي التي يحتلونها، في حقل زيتون قمنا بزراعته.
عندما وصلت الجرافة وتم ركنها، كانت موجودة على طريق رئيسي وأدت إلى تضرر جزء منه. وهو ما جعل الفلسطينيين يتحركون في صباح الموالي، وهو اليوم الذي جدت فيه الأحداث. قاموا بأخذ عجلات قديمة كانت لديهم، مثل كثير من القرى، ووضعوها على الطريق حتى تمر عليها الجرافة ولا تتسبب في تضرر الطريق.
بعد ذلك، وبالتحديد في يوم الإثنين، كانت هناك المزيد من المناقشات، لأن المستوطنين كانوا يخططون لإقامة طريق في المكان الذي تمر منه شبكات الكهرباء والماء إلى القرية. وكانت هناك نقاشات بين المسؤول عن أمن المستوطنة والقرويين الفلسطينيين. ولكن لم تكن الأمور متشنجة كثيرا.
في لحظة ما، قال لي صديقي أحمد: "تعال تعال، تعال" لأن الجرافة بدأت بالتحرك وخربت حُفر القنوات المائية التي كانت تمثل الحدود بين أراضي القرويين الفلسطينيين والأراضي المحتلة من قبل الدولة (الإسرائيلية، فريق التحرير)، وواصلت التقدم في اتجاه الأراضي الفلسطينية، ما أدت إلى اقتلاع الأشجار وتدمير القنوات .
وهو ما جعلني أحاول أنا وأحمد الوقوف أمامها. كثيرون حاولوا ذلك. كنا نصوّر ما يحدث. لم يتوقف قائد الجرافة عن السير وأخرج ذراع الجرافة التي تستخدم في الحفر وضرب صديقي أحمد على الرقبة والكتف وهو ما أدى إلى سقوطه أرضا.
يعود ماتان بيرنر كادش ليقول:
وصلت ممرضة وناشطان إلى المكان. أحدهم يملك تكوينا في الإسعاف وقدمت له المساعدة في الترجمة. ومن ثم طلب مني الذهاب لجلب الماء.
وخلال ذلك الوقت، سمعت "انفجارا قويا" اعتقدت أنه قنبلة صوتية. ذهبت لجلب بعض الماء، ورأيت عودة طريح الأرض وهو ينزف، بعد أن أصيب بطلق ناري.
يردف ماتان بيرنر كادش قائلا:
جعلني الأمر أركض في اتجاه ينون ليفي، المستوطن. وطلبت منه مترجيا: "أرجوك لا تطلق النار على أي شخص آخر. اهدأ" وقلت له "لقد قتلت أحدهم" وقال له "وأنا سعيد لذلك، أنا سعيد لأنني فعلتها". بعد ذلك، حاولنا فقط تهدئة الأمور. وتمكنا من جلب سيارات إسعاف. حاولت الصعود إلى سيارة إسعاف مع عودة. إلا أنهم رفضوا ركوبي معه.
وأعلن أقارب عودة الهذالين بعد بضع ساعات مقتله متأثرا بجراحه.
يسافر ماتان بيرنر كادش إلى الضفة الغربية منذ عدة سنوات. وتعرف الناشط الإسرائيلي الأمريكي المؤيد للفلسطينيين البالغ 29 عاما على عودة الهذالين في سنة 2021 وسريعا ما تحولا إلى صديقين مقربين. وتحدث بيرنر كادش عن سمعة الهذالين أب ثلاثة أطفال، وسط الفلسطينيين قائلا:
إنه بالفعل رجل رائع، وهادئ، مدرس يحب الأطفال وكل الناس. كان في نفس الوقت يمثل رابطا بين النشطاء والقرية ورجلا شديد الاحترام وكان يؤمن حقا بمستقبل مختلف، وبالسلام، وبواقع ممكن مختلف، وكان يؤمن بكل صدق بأن أطفاله يملكون مستقبلا أفضل منه.
أصابع الاتهام موجهة إلى المستوطن ينون ليفي
في مقطع الفيديو حول الهجوم الذي نشره على حسابه في إنستغرام مباشرة بعد الحادثة، أوضح ابن عم الضحية، علاء الهذالين بأن "المستوطنين حاولوا إطلاق النار عليه، إلا أن الرصاصة أصابت ابن عمي عودة".
الرجل المسلح الذي ظهر في مقطع الفيديو الموجود أعلاه تم التعرف عليه سريعا من قبل السكان المحليين على أنه ينون ليفي، وهو مستوطن معروف في المنطقة. وقد تحدثت عنه عدة مرات وسائل إعلام دولية ومنظمات إسرائيلية غير حكومية. وهو يخضع لعقوبات أوروبية وأمريكية منذ عدة أعوام بسبب المضايقات والتهديدات والعنف الذي يمارسه بحق التجمعات الفلسطينية. وفق منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية. فإن ينون ليفي الذي يعمل في أشغال الحفر، وصل أصلا إلى القرية قبل يوم من الهجوم على القرية بالجرافة.
قبل بضعة أعوام، أسس ينون ليفي نقطة التفتيش المتقدمة "هافات ميتاريم" التي يقوم منها، وفق تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية يعود إلى شهر شباط/ فبراير 2024، "بالإشراف المستمر على مجموعات من المستوطنين الذين يتولون الاعتداء على مدنيين وبدويين فلسطينيين وقاموا بتهديدهم بتعنيفهم مجددا في حال لم يغادروا بيوتهم، كما قاموا بحرق حقولهم وتدمير ممتلكاتهم".
في مقطع الفيديو المتعلق بالهجوم الأخير، كان ينون ليفي هو من أطلق النار مرتين. في المرة الثانية، ذهب طلقه الناري في الهواء إلا أن الطلقة الأولى كانت بشكل أفقي في مستوى طول رجل. لا تسمح الصور برؤية الشخص الذي أصيب بالرصاصة الثانية.
قامت الشرطة الإسرائيلية بإيقاف ينون ليفي بعد الهجوم. وفق ما أكدته الصحيفة الإسرائيلية الناطقة بالإنكليزية تايمز أوف إسرائيل ، فقد تم إطلاق سراح المستوطن يوم الإربعاء 30 تموز يوليو الماضي وأجبر على البقاء في إقامة جبرية بقرار صادر عن المحكمة الابتدائية في القدس. وسيجبر ينون ليفي على البقاء معزولا في ضيعة في إسرائيل تحت مراقبة زوجته وأختها إلى غاية يوم الجمعة. وتحاول الشرطة الإسرائيلية توجيه تهمة إلى ينون ليفي تتعلق بـ"قتل غير متعمد بسبب الإهمال واستخدام سلاح ناري غير قانوني"
قمع عسكري إسرائيلي بعد الهجوم
في وقت سريع، تم تداول عدد كبير من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، نشرها أقارب عودة الهذالين وناشطون. ووثقت هذه التسجيلات المصورة تصرفات الجيش الإسرائيلي بعد الهجوم.
يروي ماتان بيرنر كادش قائلا:
الجيش الإسرائيلي والمستوطنون قاموا بحشر كل النشطاء والفلسطينيين في جزء صغير جدا من القرية وقاموا باعتقال عدد من الفلسطينيين والنشطاء، بما في ذلك ممرضة حاولت إنقاذ حياة عودة الهذالين. وبعد ذلك، أعلم ليفي المستوطن الذي قتل عودة، الجنود الإسرائيليين بالفلسطينيين الذين يريد أن يتم اعتقالهم.
هنا، يعود ماتان بيرنر كادش لقول:
وصل (جنود الجيش الإسرائيلي) وقاموا بإدخال كل الناس إلى بيوتهم، وقالوا لنا إنه لا يحق لنا التصوير. لم يتم إطلاق سراح خمسة فلسطينيين تم اعتقالهم، وقع الإفراج فقط على ناشطين اثنين أجنبيين، أمريكي وإيطالي.
كما أظهر مقطع فيديو الشرطة الإسرائيلية بصدد التوغل في قرية أم الخير في ليل الإثنين 29 تموز يوليو الماضي ، ومنعت السكان من الخروج من بيوتهم وهددتهم بافتكاك هواتفهم. في مقطع الفيديو الموجود أعلاه، نستمع إلى شرطي إسرائيلي يوجه أوامر باللغة العبرية قائلا: "لا يحق لأي أحد التصوير، في الوقت الحاضر، لا يمكن لأي شخص مواصلة التصوير هنا. هل هذا واضح؟ وإلا، فإنني سأقوم بافتكاك كل هواتفكم".
في يوم الثلاثاء 29 تموز يوليو 2025، أي غداة هجوم المستوطنين، وفي الوقت الذي تجمعت فيه عائلة عودة الهذالين في خيمة لقبول التعازي، دخل جنود الجيش الإسرائيلي، وفق علاء، وأجبروا الصحافيين بمن فيهم الصحافيون الأجانب على مغادرة الخيمة وقاموا بإيقاف نشطاء.
أفاد تقرير للمفوضية العليا لحقوق الإنسان الذي نشر في شهر آذار مارس 2025، حول المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأن "الحد بين عنف المستوطنين وذلك الذي تمارسه الدولة تلاشى إلى أن اختفى تقريبا، خصوصا من خلال تعزز دور "فرق الدفاع عن المستوطنات" والانتداب المتصاعد للمستوطنين في خدمة الاحتياط التابعة لـ" فرق الدفاع الجهوي".
قرية فلسطينية تحت ضغط متزايد
هنا، يعود الناشط الأمريكي الإسرائيلي المؤيد للفلسطينيين ماتان بيرنر كادش ليوضح قائلا:
هذه القرية تتعرض لعدد كبير من الهجمات، تم هدم عدد كبير من البيوت وسط مضايقات شاملة من قبل المستوطنين. هذه القرية تقع بالضبط على الحدود، إنها ملتصقة أصلا بحاحز مستوطنة. من الجهة الأخرى، توجد ضيعة تربية دواجن تابعة للمستوطنة. ومن الواضح أنه لديهم نية لأخذ كل الأراضي وطرد الفلسطينيين منها.
وفق منظمة " السلام الآن Peace Now" غير الحكومية الإسرائيلية، فإن قرية أم الخير تشهد منذ عدة أشهر دخول مستوطنين وسط بيوت القرية. وتوضح هذه المنظمة غير الحكومية أنه خلال شهر شباط فبراير الماضي، "نظم المستوطنون حدثا كبيرا للزراعة وقاموا بزراعة أشجار إلى جانب بيوت السكان". وثم قاموا بوضع بيت متنقل على بعد 40 مترا فقط من بيوت القرية.
على إثر مقتل عودة الهذالين، أوضح ماتان بيرنر كادش بأن الجيش الإسرائيلي أطلق هجوما قبل الفجر، في يوم الأربعاء 30 تموز يوليو الماضي، ضد قرى أم الخير وطوبا الفلسطينيتين وقام ب"اعتقال تسعة فلسطينيين". في المجمع، وفق علاء الهذالين ، تم اعتقال 14 فلسطينيا من قرية أم الخير منذ مقتل عودة الهذالين.
وتواجه الضفة الغربية المحتلة خطر تزايد الأمور سوءا مع مصادقة البرلمان الإسرائيلي بالإجماع على مذكرة تدعو إلى ضم الضفة الغربية المحتلة إلى الدولة العبرية وذلك في يوم الأربعاء 23 تموز يوليو الماضي. بالموازاة مع ذلك، وثق تقرير من الأمم المتحدة يغطي الفترة الممتدة من 1 تشرين الثاني نوفمبر 2023 إلى غاية 31 تشرين الأول أكتوبر 2024 معدلا شهريا لوقوع 118 حادث عنف من قبل المستوطنين وأحصى مقتل 612 فلسطينيا في الضفة الغربية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة: انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قافلة معونات قرب مخيم النصيرات
غزة: انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قافلة معونات قرب مخيم النصيرات

فرانس 24

timeمنذ 7 ساعات

  • فرانس 24

غزة: انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قافلة معونات قرب مخيم النصيرات

كشف المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل الأربعاء عن سقوط "20 شهيدا... وعشرات الإصابات قرابة منتصف الليلة الماضية في حادثة انقلاب شاحنة كانت تحمل مساعدات مقابل مخيم النصيرات"، موضحا أنها انقلبت "بينما كان مئات المواطنين من منتظري المساعدات" متجمعين حولها. وفي بيان، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي التابع لركة حماس القوات الإسرائيلية المسؤولية عن انقلاب الشاحنة التي "أجبرها الاحتلال على الدخول عبر طرق غير آمنة، سبق أن تعرضت للقصف ولم تُؤهل للمرور". وأضاف "رغم السماح المحدود بإدخال بعض الشاحنات مؤخرا، فإن الاحتلال يتعمد منع تأمين هذه الشاحنات ويمنع تسهيل وصولها لمستحقيها، بل يُجبر السائقين على سلك مسارات مكتظة بالمدنيين الجائعين الذين ينتظرون منذ أسابيع أبسط مقومات الحياة". وأشار إلى أن ذلك "يؤدي إلى مهاجمة تلك الشاحنات وانتزاع محتوياتها". فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه بصدد التحقق من هذه المعلومات. مستوطنون يهاجمون قافلة من 30 شاحنة وفي سياق متصل، أفاد الأردن بأن مستوطنين إسرائيليين هاجموا قافلة مساعدات متجهة إلى قطاع غزة الأربعاء في ثاني واقعة من نوعها خلال أيام، متهما إسرائيل بعدم التعامل بحزم لمنع تكرر الاعتداءات. وقال المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن القافلة، التي كانت تضم 30 شاحنة مساعدات، تأخرت في الوصول في انتهاك للاتفاقات الموقعة.

وزير الدفاع الإسرائيلي: رئيس الأركان ملزم بـ"تنفيذ" قرارات الحكومة بشأن مستقبل الحرب في غزة
وزير الدفاع الإسرائيلي: رئيس الأركان ملزم بـ"تنفيذ" قرارات الحكومة بشأن مستقبل الحرب في غزة

فرانس 24

timeمنذ 11 ساعات

  • فرانس 24

وزير الدفاع الإسرائيلي: رئيس الأركان ملزم بـ"تنفيذ" قرارات الحكومة بشأن مستقبل الحرب في غزة

صرح وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء قائلا إنه من حق رئيس أركان الجيش إيال زامير "إبداء رأيه" بشأن المرحلة المقبلة من الحرب في قطاع غز ة، لكنه ملزم بـ"تنفيذ" قرارات الحكومة بهذا الصدد. ونشر كاتس عبر منصة إكس "من حق وواجب رئيس الأركان أن يعبر عن موقفه في المنابر المختلفة، لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب". ويأتي هذا التصريح في ظل تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أن حكومة بنيامين نتانياهو تعتزم توسيع العمليات في غزة وصولا إلى احتمال السيطرة على كامل القطاع، وأن زامير قد يعارض إجراء من هذا النوع.

تحذير أممي من "تداعيات كارثية" بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي على غزة
تحذير أممي من "تداعيات كارثية" بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي على غزة

فرانس 24

timeمنذ 21 ساعات

  • فرانس 24

تحذير أممي من "تداعيات كارثية" بشأن توسيع الهجوم الإسرائيلي على غزة

دق مسؤول رفيع في الأمم المتحدة ناقوس الخطر الثلاثاء بشأن توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة ، مؤكدا أنها تنذر بـ"تداعيات كارثية". في الوقت نفسه، أفادت تقارير إعلامية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس خيار احتلال القطاع بأكمله الذي يعاني دمارا واسعا. وخلال جلسة لمجلس الأمن، أوضح ميروسلاف ينتشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا ووسط آسيا والأمريكيتين، أن "القانون الدولي واضح في هذا الجانب، إذ تعد غزة جزءا لا يتجزأ ويجب أن تبقى جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية". وأشار ينتشا إلى أن "اتساع رقعة الحرب يحمل مخاطر كارثية على ملايين الفلسطينيين، وقد يفاقم التهديد على حياة من تبقى من الرهائن داخل غزة". كما أكد أن النزاع في غزة، وكذلك الصراع الأوسع بين إسرائيل والفلسطينيين، لا يمكن حله عسكريا. وأثناء زيارته لمعسكر تدريبي للجيش الإسرائيلي الثلاثاء، شدد نتنياهو على أن "إكمال هزيمة العدو في غزة أمر ضروري من أجل تحرير جميع رهائننا وضمان ألا تشكل غزة مجددا تهديدا لإسرائيل". واجتمع نتنياهو بحكومته الأمنية المصغرة عصر الثلاثاء لمدة ناهزت ثلاث ساعات، حيث "استعرض رئيس أركان الجيش بدائل استمرارية العمليات العسكرية في غزة"، طبقا لبيان صادر عن مكتبه. يذكر أن جلسة مجلس الأمن جاءت بناء على طلب من إسرائيل وخصصت لمناقشة قضية الرهائن المحتجزين في غزة. "ملف الرهائن أولوية" من جهته، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في نيويورك قبل الاجتماع قائلا: "حضرت إلى هنا لوضع ملف الرهائن في قلب وأولوية الأجندة الدولية"، مجددا الدعوة إلى "إطلاق سراحهم فورا ومن دون شروط"، ومتهما حماس بارتكاب "جرائم شنيعة". وخلال مناقشات مجلس الأمن، أعاد ينتشا التأكيد على مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن". كما عبر عن قلقه إزاء استمرار إسرائيل في "فرض قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، مشيرا إلى أن "الكميات المسموح بإدخالها لا تفي بالاحتياجات الإنسانية الأساسية". وأوضح أن "مظاهر الجوع بادية في كافة أنحاء غزة، وتنعكس على وجوه الأطفال وألم الآباء الذين يعرضون حياتهم للخطر لتأمين الحد الأدنى من الضروريات". وسجل يوم الثلاثاء مقتل 68 شخصا في غزة جراء ضربات إسرائيلية، بحسب ما أعلن الدفاع المدني، بينهم 56 فردا كانوا في انتظار المساعدات بالقرب من مراكز توزيعها، تحديدا في خان يونس جنوبا ومنطقة زيكيم في الشمال، حيث يتم إدخال جزء من المساعدات المصرح بها من الجانب الإسرائيلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store