
إسرائيل تضرب سوريا: الدروز ذريعة أم هدف؟
17 جويلية، 08:30
في لحظة إقليمية مشحونة بالتحولات والتفاهمات الهشة، تتصدر محافظة السويداء السورية واجهة الأحداث من جديد. بعد اشتباكات داخلية دامية بين فصائل محلية، جاء التدخل الإسرائيلي العسكري ليقلب الطاولة ويثير عاصفة من الأسئلة حول دوافع تل أبيب ونواياها الحقيقية.
فهل دخلت إسرائيل على خط الأزمة لحماية أبناء الطائفة الدرزية، أم أن الهدف أبعد من ذلك؟ هل تسعى فعليا لفرض معادلة جديدة في الجنوب السوري، مستفيدة من الانقسامات الطائفية ومن حالة السيولة السياسية في دمشق؟
السويداء تحت النيران.. من الداخل إلى الخارج
أعلنت إسرائيل قصفها لآليات عسكرية سورية وطرق مؤدية إلى السويداء، زاعمة حماية السكان الدروز من تهديدات أمنية مصدرها دمشق. جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها أنه أعطى أوامر بضرب القوات السورية فورا.
لكن هذه ليست مجرد عملية عسكرية معزولة. فتل أبيب، بحسب محللين، أرادت من هذه الضربة أن توصل رسائل أمنية وسياسية إلى دمشق، مفادها أن الجنوب السوري لن يكون بمنأى عن الحسابات الإسرائيلية، وأن ورقة الدروز لم تعد شأنا داخليا سوريا.
سوريا.. إسرائيل تدخل على خط الأزمة في السويداء
سوريا.. إسرائيل تدخل على خط الأزمة في السويداء
تصعيد مدروس أم مقامرة؟
في مقابلة مع 'غرفة الأخبار' على 'سكاي نيوز عربية'، قدّم الصحفي والمحلل المختص بالشأن الإسرائيلي، خالد خليل، قراءة تفصيلية للمشهد.
يرى خليل أن ما حدث في السويداء هو تتويج لتراكمات داخلية وإقليمية، لكنه لا ينفصل عن سياق دولي أوسع تقوده إسرائيل عبر استثمار ملف الأقليات في الصراع السوري.
ويقول: 'بلغت الاعتداءات الإسرائيلية مستوى غير مسبوق. وفي الوقت الذي أبدت فيه دمشق مرونة سياسية واضحة إزاء مبادرات التهدئة، اختارت تل أبيب التصعيد العسكري'.
خليل لفت إلى نقطة محورية حين أشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية كانت قد تراجعت لفترة مؤقتة عقب زيارة المبعوث الأميركي توم باراك إلى تل أبيب قادما من دمشق، حين قال: 'المشاكل بين سوريا وإسرائيل قابلة للحل'. لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب ذلك.
هل الدروز هدف للحماية أم ورقة ضغط؟
في خطابه الرسمي، تحدث نتنياهو عن حماية الدروز، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن الطائفة الدرزية تُستخدم كورقة ضغط سياسي في مواجهة دمشق.
خليل لا يساوره الشك في هذا، إذ يؤكد أن تل أبيب لطالما استثمرت في ثغرات الأقليات السورية، محاولًة تحويلها إلى أدوات تفاوض.
ويضيف: 'إسرائيل لا تحمي الدروز، بل توظفهم كورقة تفاوضية. والدروز في الجولان رفضوا التجنيس، وواجهوا المشروع الإسرائيلي بوعي وطني'.
ويحذر خليل من استدعاء الخارج، معتبرا أن هذا 'خيانة' للمشروع الوطني السوري، ومؤكدا أن الصراع في السويداء ليس طائفيا، بل سياسي يرتبط بالزعامات الدينية المنقسمة بين الحناوي والهجري.
الأذرع الإسرائيلية الخفية في الجنوب السوري
واحدة من أخطر الزوايا التي يشير إليها خليل هي 'اللعب الإسرائيلي في التوازنات الديمغرافية'، من خلال دعم بعض الفصائل أو استثمار حالة الفراغ القيادي لدى الطائفة.
ويقول: 'الصراع اليوم ليس على الأرض فقط، بل على الرمزية والقيادة. وتل أبيب تعرف أن غياب القيادة الموحدة لدى الدروز يفتح الباب أمام تدخلاتها'.
ولا يستبعد خليل أن تكون بعض الفصائل المحلية قد فتحت قنوات اتصال مع تل أبيب، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء إقليميين، بهدف الحصول على دعم عسكري أو سياسي في مواجهة دمشق.
مأزق نتنياهو والبحث عن نصر خارجي
لا يمكن تجاهل في خلفية المشهد، الأزمة السياسية العميقة التي يعيشها بنيامين نتنياهو داخل إسرائيل. من محاكمات الفساد المتواصلة، إلى الاحتجاجات الواسعة على خطته لتعديل النظام القضائي، يعاني رئيس الوزراء من فقدان متزايد للشرعية السياسية.
ويقول خليل: 'نتنياهو يبحث عن إنجاز خارجي يخفف عنه الضغوط الداخلية. لذلك نراه يفتعل الأزمات في غزة، والآن في السويداء، بحثا عن أوراق تفاوض جديدة'.
السويداء في قلب المعادلة الإقليمية الجديدة
لا تقف أبعاد التصعيد عند حدود سوريا، بل تمتد إلى الإقليم ككل. فالتفاهمات الجديدة التي ترسمها قوى إقليمية بدعم أميركي، والتي تهدف إلى إنهاء الميليشيات وتصفية المحاور، تُقابلها إسرائيل بمحاولة إعادة خلط الأوراق.
ويشير خليل إلى أن إحدى مخرجات هذه التسويات تدعو إلى إخراج اليمين المتطرف من الحكم في إسرائيل، وهو ما يدفع نتنياهو إلى تفجير ملفات عدة.
ويحذر من أن تل أبيب تحاول فرض نفسها كطرف في أي تسوية قادمة، من خلال تفجير الملفات الشائكة، وعلى رأسها ملف الأقليات، وخصوصا الدروز.
رسالة إلى الداخل السوري.. التماسك أولا
في ختام مداخلته، وجّه خالد خليل نداء صريحا إلى أبناء السويداء، داعيا إلى التماسك الداخلي ونبذ الاصطفافات الطائفية.
'دعونا نحل مشاكلنا داخليا، لا نحتاج إلى تل أبيب ولا غيرها. الدم السوري يجب أن يبقى خطا أحمر'، قال خليل، مشددا على أن استدعاء الخارج لا يخدم إلا مشاريع التقسيم والفوضى.
المصدر: Sky News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحفيين بصفاقس
منذ 3 أيام
- الصحفيين بصفاقس
إسرائيل تضرب سوريا: الدروز ذريعة أم هدف؟
إسرائيل تضرب سوريا: الدروز ذريعة أم هدف؟ 17 جويلية، 08:30 في لحظة إقليمية مشحونة بالتحولات والتفاهمات الهشة، تتصدر محافظة السويداء السورية واجهة الأحداث من جديد. بعد اشتباكات داخلية دامية بين فصائل محلية، جاء التدخل الإسرائيلي العسكري ليقلب الطاولة ويثير عاصفة من الأسئلة حول دوافع تل أبيب ونواياها الحقيقية. فهل دخلت إسرائيل على خط الأزمة لحماية أبناء الطائفة الدرزية، أم أن الهدف أبعد من ذلك؟ هل تسعى فعليا لفرض معادلة جديدة في الجنوب السوري، مستفيدة من الانقسامات الطائفية ومن حالة السيولة السياسية في دمشق؟ السويداء تحت النيران.. من الداخل إلى الخارج أعلنت إسرائيل قصفها لآليات عسكرية سورية وطرق مؤدية إلى السويداء، زاعمة حماية السكان الدروز من تهديدات أمنية مصدرها دمشق. جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها أنه أعطى أوامر بضرب القوات السورية فورا. لكن هذه ليست مجرد عملية عسكرية معزولة. فتل أبيب، بحسب محللين، أرادت من هذه الضربة أن توصل رسائل أمنية وسياسية إلى دمشق، مفادها أن الجنوب السوري لن يكون بمنأى عن الحسابات الإسرائيلية، وأن ورقة الدروز لم تعد شأنا داخليا سوريا. سوريا.. إسرائيل تدخل على خط الأزمة في السويداء سوريا.. إسرائيل تدخل على خط الأزمة في السويداء تصعيد مدروس أم مقامرة؟ في مقابلة مع 'غرفة الأخبار' على 'سكاي نيوز عربية'، قدّم الصحفي والمحلل المختص بالشأن الإسرائيلي، خالد خليل، قراءة تفصيلية للمشهد. يرى خليل أن ما حدث في السويداء هو تتويج لتراكمات داخلية وإقليمية، لكنه لا ينفصل عن سياق دولي أوسع تقوده إسرائيل عبر استثمار ملف الأقليات في الصراع السوري. ويقول: 'بلغت الاعتداءات الإسرائيلية مستوى غير مسبوق. وفي الوقت الذي أبدت فيه دمشق مرونة سياسية واضحة إزاء مبادرات التهدئة، اختارت تل أبيب التصعيد العسكري'. خليل لفت إلى نقطة محورية حين أشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية كانت قد تراجعت لفترة مؤقتة عقب زيارة المبعوث الأميركي توم باراك إلى تل أبيب قادما من دمشق، حين قال: 'المشاكل بين سوريا وإسرائيل قابلة للحل'. لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب ذلك. هل الدروز هدف للحماية أم ورقة ضغط؟ في خطابه الرسمي، تحدث نتنياهو عن حماية الدروز، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن الطائفة الدرزية تُستخدم كورقة ضغط سياسي في مواجهة دمشق. خليل لا يساوره الشك في هذا، إذ يؤكد أن تل أبيب لطالما استثمرت في ثغرات الأقليات السورية، محاولًة تحويلها إلى أدوات تفاوض. ويضيف: 'إسرائيل لا تحمي الدروز، بل توظفهم كورقة تفاوضية. والدروز في الجولان رفضوا التجنيس، وواجهوا المشروع الإسرائيلي بوعي وطني'. ويحذر خليل من استدعاء الخارج، معتبرا أن هذا 'خيانة' للمشروع الوطني السوري، ومؤكدا أن الصراع في السويداء ليس طائفيا، بل سياسي يرتبط بالزعامات الدينية المنقسمة بين الحناوي والهجري. الأذرع الإسرائيلية الخفية في الجنوب السوري واحدة من أخطر الزوايا التي يشير إليها خليل هي 'اللعب الإسرائيلي في التوازنات الديمغرافية'، من خلال دعم بعض الفصائل أو استثمار حالة الفراغ القيادي لدى الطائفة. ويقول: 'الصراع اليوم ليس على الأرض فقط، بل على الرمزية والقيادة. وتل أبيب تعرف أن غياب القيادة الموحدة لدى الدروز يفتح الباب أمام تدخلاتها'. ولا يستبعد خليل أن تكون بعض الفصائل المحلية قد فتحت قنوات اتصال مع تل أبيب، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء إقليميين، بهدف الحصول على دعم عسكري أو سياسي في مواجهة دمشق. مأزق نتنياهو والبحث عن نصر خارجي لا يمكن تجاهل في خلفية المشهد، الأزمة السياسية العميقة التي يعيشها بنيامين نتنياهو داخل إسرائيل. من محاكمات الفساد المتواصلة، إلى الاحتجاجات الواسعة على خطته لتعديل النظام القضائي، يعاني رئيس الوزراء من فقدان متزايد للشرعية السياسية. ويقول خليل: 'نتنياهو يبحث عن إنجاز خارجي يخفف عنه الضغوط الداخلية. لذلك نراه يفتعل الأزمات في غزة، والآن في السويداء، بحثا عن أوراق تفاوض جديدة'. السويداء في قلب المعادلة الإقليمية الجديدة لا تقف أبعاد التصعيد عند حدود سوريا، بل تمتد إلى الإقليم ككل. فالتفاهمات الجديدة التي ترسمها قوى إقليمية بدعم أميركي، والتي تهدف إلى إنهاء الميليشيات وتصفية المحاور، تُقابلها إسرائيل بمحاولة إعادة خلط الأوراق. ويشير خليل إلى أن إحدى مخرجات هذه التسويات تدعو إلى إخراج اليمين المتطرف من الحكم في إسرائيل، وهو ما يدفع نتنياهو إلى تفجير ملفات عدة. ويحذر من أن تل أبيب تحاول فرض نفسها كطرف في أي تسوية قادمة، من خلال تفجير الملفات الشائكة، وعلى رأسها ملف الأقليات، وخصوصا الدروز. رسالة إلى الداخل السوري.. التماسك أولا في ختام مداخلته، وجّه خالد خليل نداء صريحا إلى أبناء السويداء، داعيا إلى التماسك الداخلي ونبذ الاصطفافات الطائفية. 'دعونا نحل مشاكلنا داخليا، لا نحتاج إلى تل أبيب ولا غيرها. الدم السوري يجب أن يبقى خطا أحمر'، قال خليل، مشددا على أن استدعاء الخارج لا يخدم إلا مشاريع التقسيم والفوضى. المصدر: Sky News

منذ 4 أيام
مع تواصل حرب الابادة في غزة ...تحذيرات من مخططات ضم الضفة عين الاحتلال على جنوب لبنان والمناطق الدرزية في سوريا
فدولة الاحتلال تخوض عمليات عسكرية على عدة جبهات من أجل إحكام السيطرة على المنطقة بالكامل سواء بالرضوخ لاتفاقيات التطبيع الابراهيمية او من خلال الاعتداءات العسكرية المتواصلة سواء في لبنان لاستهداف بنية المقاومة، او في سوريا لضم المزيد من الأراضي في ظل الحكم الهشّ للشرع . وبعد اندلاع أحداث عنف على خلفية طائفية في منطقة السويداء ذات الأغلبية الدرزية ، تدخل جيش الاحتلال بتعلة حماية الدروز وذلك من اجل ضم أكثر ما يمكن من الأراضي السورية بعد السيطرة على الجولان . هذه الأحداث دفعت الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، الى التصريح بأن السويداء جنوبي سوريا، ستبقى بحماية الدولة السورية مثل حمص وحماة وسائر المحافظات. ووجه الزعيم الدرزية اللبناني برسالة للبعض في السويداء، وخاصة الذين ينادون بالحماية الدولية والإسرائيلية، قائلا لهم ان السويداء مثل محافظتي حمص وحماة ، ومثل كل مكان في سوريا، ستبقى بحماية الدولة السورية". وجاءت تصريحات جنبلاط ردا على مطالبة حكمت الهجري، أحد زعماء الدروز في سوريا بالمطالبة بـ"حماية دولية". في حين أصدر غالبية زعماء ووجهاء الدروز بيانا مشترك أكدوا خلاله تمسكهم بوحدة سوريا ورفضهم التقسيم او الانفصال . علما ان دولة الاحتلال دأبت على توظيف قضية "حماية الدروز" ذريعة لتبرير تدخلاتها وانتهاكاتها المتكررة لسوريا. عملية " السور الحديدي" في الضفة وعلاوة على حرب الإبادة المتواصلة في غزة ، تتصاعد التحذيرات من مخططات الضم الصهيوني للضفة الغربية . وأفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن عمليات قتل الفلسطينيين والهجمات عليهم على أيدي المستوطنين وقوات أمن الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة تزايدت خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال المتحدث باسم المفوضية ثمين الخيطان للصحفيين في جنيف "كثّف المستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية عمليات القتل والهجمات والمضايقات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، خلال الأسابيع الماضية". ونزح حوالي 30 ألف فلسطيني قسرا في شمال الضفة الغربية المحتلة منذ أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السور الحديدي". وقالت المفوضية إن هذه العملية تُسهم في ترسيخ ضم الضفة الغربية المستمر، في انتهاك للقانون الدولي. فهناك حرب تهجير قسري تدور رحاها في الضفة وليس فقط في غزة . وفي جوان الماضي سجلت الأمم المتحدة أعلى عدد شهري للفلسطينيين المصابين في الضفة الغربية منذ أكثر من عقدين. وذكرت المفوضية أنه منذ جانفي وقع 757 هجوما للمستوطنين على الفلسطينيين أو ممتلكاتهم، بزيادة 13 بالمئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وأضافت أن ما لا يقل عن 964 فلسطينيا قُتلوا منذ السابع من أكتوبر 2023، على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. اقتحام مناطق بالضفة وفي الأثناء ، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مناطق بأنحاء الضفة الغربية المحتلة، وداهم منازل واعتدى على فلسطينيين بينهم طفل، وفق إعلام حكومي. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن الجيش الإسرائيلي اقتحم مناطق بمحافظة جنين (شمال)، بينها بلدة كفر راعي جنوب المدينة، حيث "داهم منزل عائلة الشهيد يوسف وليد عبد الله شيخ إبراهيم أعلنت وزارة الصحة أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها "باستشهاد الشاب يوسف وليد عبد الله شيخ إبراهيم برصاص الاحتلال قرب جنين". كما اقتحم الجيش بلدة كفر دان شمال غرب مدينة جنين، "وأطلق الرصاص الحي، وداهم عدة منازل وفتشها"، إضافة إلى قرية فحمة، حيث "اندلعت مواجهات دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات". وفي منطقة جبل أبو ظهير بمدينة جنين أيضا، داهم الجيش منزلا وفتشه، ونشر قناصة في المنطقة، كما احتجزت شابا، ثم أطلق سراحه لاحقا. ومنذ 21 جانفي 2025، ينفذ الجيش عدوانا على مدن ومخيمات شمال الضفة، بدأه بمخيم جنين، ثم وسعه إلى مخيمي نور شمس وطولكرم. أزمة تجنيد الحريديم ان كل هذه التحركات الصهيونية والاعتداءات العسكرية المتواصلة وحرب الإبادة التي تحولت الى حرب استنزاف للكيان في غزة ، لا تنفي كذلك ان الكيان يعيش أزمة حقيقية . فحكومة محرم الحرب نتنياهو تبدو في مأزق عسير بسبب أزمة تجنيد المتدينين اليهود "الحريديم". اذ كشفت تقارير إعلامية تواصل التصعيد بين الأحزاب الحريدية والائتلاف الحكومي على خلفية أزمة قانون التجنيد. وكشفت الأحزاب الدينية سلسلة مطالب أبرزها إلغاء عشرات آلاف أوامر التجنيد الصادرة لطلاب المعاهد الدينية الخاصة بها، وتجديد تمويل تلك المعاهد، إضافة إلى فرض عقوبات على الأفراد الرافضين للخدمة بدل معاقبة المؤسسات الدينية" وأعلن حزب "ديغيل هتوراة" أحد مكونات تحالف "يهدوت هتوراه"، الشريك في الحكومة، انسحابه من حكومة نتنياهو على خلفية أزمة تجنيد الحريديم. ولا يعني انسحاب "ديغيل هتوراه" سقوط الحكومة، إذ تملك 68 مقعدا بالكنيست، وتحتاج إلى ما لا يقل عن 61 مقعدا للبقاء في السلطة. لكن في حال انسحاب حزب "شاس" الحريدي الذي يمتلك 11 مقعدا من الحكومة، فسيسقط الائتلاف الذي يحكم منذ أواخر ديسمبر 2022. وتتجه التقديرات الى أن حزب "شاس" الديني سينسحب أيضا من الحكومة في الأيام القادمة . وكانت الهيئة العامة للكنيست قد رفضت في قراءة تمهيدية مشروع قانون حل الكنيست بأغلبية 61 صوتا مقابل 53، بسبب تراجع الأحزاب الحريدية عن التصويت لصالح مشروع القانون. تحركات مكثفة من الوسطاء وفي خضم هذا المشهد ، يعمل الوسطاء في مفاوضات الدوحة على تذليل العقبات لابرام وقف اتفاق النار . وقالت قناة القاهرة الإخبارية: "عقد رئيس جهاز المخابرات المصرية حسن رشاد اجتماعًا مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن". وأوضحت أن الاجتماع جاء "في إطار الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة"، حسب القناة دون تحديد موعده ولا مكانه. كما أجرى رشاد "لقاءات مكثفة مع وفود المفاوضات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". و"تهدف الاتصالات المصرية إلى دفع الجهود الحالية الرامية إلى وقف إطلاق النار وتذليل للعقبات التي تعيق التوصل لاتفاق بغزة"، وفق المصادر. ولكن مجرم الحرب نتنياهو يعرقل اية تسويات قادمة لا تخدم مصالحه السياسية . وذكرت صحيفة عبرية، أن نتنياهو أقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنحه أسبوعا إضافيا لإبرام صفقة مع حركة حماس. وتذكر تقارير اعلامية أن الفترة الزمنية الإضافية تهدف إلى تقريب الصفقة من "نهاية الدورة البرلمانية الصيفية" للكنيست في 27 جويلية. وتؤكد المصادر بان "الرئيس ترامب سئم من الحرب في غزة، لكن نتنياهو تمكن من كسب بعض الوقت الإضافي". وعلى مدار نحو 20 شهرا، انعقدت جولات من مفاوضات غير مباشرة بين دولة الاحتلال وحماس، لوقف الحرب وتبادل أسرى، بوساطة مصر وقطر، ودعم من الولايات المتحدة. وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، الأول في نوفمبر 2023، والثاني في جانفي 2025. ولكن نتنياهو تملص مرارا من الاتفاقيات وآخرها الاتفاق الأخير وعمد الى استئناف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس الماضي امام أنظار العالم وصمت المنتظم الدولي . فالحرب التي تدور رحاها في غزة هي في قلب الشرق الأوسط ، وصمود المقاومة هناك يعني اسقاط المشروع الصهيوني بكل ما يحمله من مخاطر على وحدة دول المنطقة وسيادتها ومصالحها.

تورس
منذ 4 أيام
- تورس
الاحتلال يقيم ممرا جديدا يقسم مدينة خان يونس في قطاع غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أقام ممرا جديدا في جنوب قطاع غزة ، يقسم شرق مدينة خان يونس وغربها، وفق ما نقله موقع ''سكاي نيوز''.