هروب من المسؤولية
الجسر
أجريت بحثاً سريعاً عن كلمة «الجسر» في ملف «ومضات» على حاسوبي، فوجدت أنني ومنذ عام 2011، كتبتُ 36 ومضة تطرقتُ فيها إلى معاناة المواطنين على الجسر! في كل صيف، نتحدث عن الأمر، لكن لا شيء يتغير، وأن تغير فإنه في الغالب لا يصب في مصلحة المسافرين. وأذكر ان هذه المشكلة أزلية، ففي أواخر السبعينات كنّا نتوجه الى مراكز تسجيل السفر، وأذكر منها واحداً في جبل الحسين. هناك ننتظر لتسجيل الأسماء، وفي الغالب كنّا نقوم بذلك فور وصولنا الى الأردن، حتى نتمكن من حجز العودة في موعد مناسب. للأمانة، بعد ان نقوم بالحجز، كنّا نجد اسماءنا على الجسر، ونمر بدون مشاكل الى أن نصل إلى الجانب الإسرائيلي، حيث «التشليح» والتفتيش المهين.
شرق وغرب
أنشر أحياناً على صفحة «فيسبوك» عن بعض القضايا. أكون أتحدث في الشرق، يأتيك من يعلق في الغرب بما لا يمتّ للموضوع بصلة، بل لأمر في نفس يعقوب. فمثلاً، من يعادي بلدية ما يعلق بعداء على الرغم من ان الموضوع يتحدث عن شيء ليس له علاقة بالبلدية ولا الحكم المحلي. والأمثلة كثيرة. يذكرني هذا بحادثة حصلت معي عندما كنت عائداً من القدس في «سرفيس» لمّا كانت الطريق بين رام الله والقدس دون حواجز. كان ذلك في رمضان، وصدف أن حانت ساعة الإفطار، فشرب السائق مشروباً غازياً وقال «والله الواحد يفطر ع (اسم المشروب) مضر جداً». سكوت في «السرفيس». بعد حوالي دقيقة سأل احد الركاب السائق «كم سنة صار لك شوفير؟» رد السائق «حوالي عشرين سنة، بس حصل مني أي شي غلط لا سمح الله؟» رد السائل «لا ولا شي، لكن صار لك عشرين سنة بتسوق وما بتعرف انك تفطر ع (اسم المشروب) مضر للصحة»!
الانعدام على العام
لو طرقتُ باب أي منزل، وطلبت من ربته أن أدخل الى المطبخ لأرى ما تطبخ، فحتماً سترفض. ولو طلبتُ من فتاة ان ادخل غرفة نومها، لقامت الدنيا ولم تقعد. لكن في الفضاء العام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي كل شيء مسموح، دخول الجميع الى المطبخ وغرف النوم! انعدام الخصوصية في الفضاء العام ظاهرة منتشرة بشكل كبير، ويسمح للجميع الدخول بدون استئذان، وما لا يليق اجتماعياً يصبح امراً مقبولاً.
لو كنت مسؤولاً
ورأيت عجوزاً يمد يده او شخص من ذوي الإعاقة يبيع المحارم أو الماء لما مررت عنه مرور الكرام، ولأوقفت مركبتي وسألته عن حاله، ولقدمت له المساعدة التي تليق به، ليس منّة مني بل لأنه واجبي وحقه.
الشاطر انا
الأحداث اللي بتمر فيها بلادنا مناسبة جداً لكثير من الشطّار انهم يستعيدوا هيبتهم بين بين الناس، مش بس ع السوشال ميديا، كمان على ارض الواقع، واهم شي شوفوني يا ناس، يعني مهم الواحد يتزروق هون وهون، ويفتي ويحلل ويهندس، والأهم إنه يبين إنه مشارك، يعني بالمختصر يتصور كإثبات، وبس تخلص الحفلة وأول ما يبلش الجد، يصير مشغول وعنده إشي مهم من اجل القضية، او صار معه إشي طارئ!
للتعليق

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

جريدة الايام
منذ يوم واحد
- جريدة الايام
هروب من المسؤولية
قبل أسبوع نشرت صورة لشخص من ذوي الإعاقة يبيع زجاجات الماء، وتظهر الصورة حالته الصحية. تساءلت لماذا عليه ان يكون في الشارع؟ بعض المعلقين وجدوا أعذاراً للحكومة بأنها في أزمة ولا تستطيع حتى دفع الرواتب، وآخرون أعفوا المؤسسات الأهلية من مسؤولياتها. وهناك من قال «أحسن من ما يشحد». لم تغب هذه التعليقات عن بالي طوال الأسبوع وفكرت في احتياجات هذا الشخص. لا أعتقد انه يقوم بذلك لصرف ما يجنيه في المقاهي والمطاعم وشراء الملابس وغيرها من أساليب الحياة المرفهة، هو يعمل لتأمين الطعام والسكن. ثلاث وجبات وأجرة منزل لا أكثر. هل ستهدّ هذه المصاريف ظهر الحكومة او اية مؤسسة خيرية؟ أليس كل ما يحتاجه هذا الشخص شهرياً جزءاً بسيطاً جداً من ميزانية يوم واحد لورشة عمل في فندق فاخر؟ الا يمكن لأحد المطاعم ان يتكفل بطعام أسرته؟ ألا يمكن لمجموعة من المطاعم ومحال الخضراوات والفواكه والمخابز إنشاء بنك للطعام كما في بلدان مختلفة حول العالم؟ الجسر أجريت بحثاً سريعاً عن كلمة «الجسر» في ملف «ومضات» على حاسوبي، فوجدت أنني ومنذ عام 2011، كتبتُ 36 ومضة تطرقتُ فيها إلى معاناة المواطنين على الجسر! في كل صيف، نتحدث عن الأمر، لكن لا شيء يتغير، وأن تغير فإنه في الغالب لا يصب في مصلحة المسافرين. وأذكر ان هذه المشكلة أزلية، ففي أواخر السبعينات كنّا نتوجه الى مراكز تسجيل السفر، وأذكر منها واحداً في جبل الحسين. هناك ننتظر لتسجيل الأسماء، وفي الغالب كنّا نقوم بذلك فور وصولنا الى الأردن، حتى نتمكن من حجز العودة في موعد مناسب. للأمانة، بعد ان نقوم بالحجز، كنّا نجد اسماءنا على الجسر، ونمر بدون مشاكل الى أن نصل إلى الجانب الإسرائيلي، حيث «التشليح» والتفتيش المهين. شرق وغرب أنشر أحياناً على صفحة «فيسبوك» عن بعض القضايا. أكون أتحدث في الشرق، يأتيك من يعلق في الغرب بما لا يمتّ للموضوع بصلة، بل لأمر في نفس يعقوب. فمثلاً، من يعادي بلدية ما يعلق بعداء على الرغم من ان الموضوع يتحدث عن شيء ليس له علاقة بالبلدية ولا الحكم المحلي. والأمثلة كثيرة. يذكرني هذا بحادثة حصلت معي عندما كنت عائداً من القدس في «سرفيس» لمّا كانت الطريق بين رام الله والقدس دون حواجز. كان ذلك في رمضان، وصدف أن حانت ساعة الإفطار، فشرب السائق مشروباً غازياً وقال «والله الواحد يفطر ع (اسم المشروب) مضر جداً». سكوت في «السرفيس». بعد حوالي دقيقة سأل احد الركاب السائق «كم سنة صار لك شوفير؟» رد السائق «حوالي عشرين سنة، بس حصل مني أي شي غلط لا سمح الله؟» رد السائل «لا ولا شي، لكن صار لك عشرين سنة بتسوق وما بتعرف انك تفطر ع (اسم المشروب) مضر للصحة»! الانعدام على العام لو طرقتُ باب أي منزل، وطلبت من ربته أن أدخل الى المطبخ لأرى ما تطبخ، فحتماً سترفض. ولو طلبتُ من فتاة ان ادخل غرفة نومها، لقامت الدنيا ولم تقعد. لكن في الفضاء العام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي كل شيء مسموح، دخول الجميع الى المطبخ وغرف النوم! انعدام الخصوصية في الفضاء العام ظاهرة منتشرة بشكل كبير، ويسمح للجميع الدخول بدون استئذان، وما لا يليق اجتماعياً يصبح امراً مقبولاً. لو كنت مسؤولاً ورأيت عجوزاً يمد يده او شخص من ذوي الإعاقة يبيع المحارم أو الماء لما مررت عنه مرور الكرام، ولأوقفت مركبتي وسألته عن حاله، ولقدمت له المساعدة التي تليق به، ليس منّة مني بل لأنه واجبي وحقه. الشاطر انا الأحداث اللي بتمر فيها بلادنا مناسبة جداً لكثير من الشطّار انهم يستعيدوا هيبتهم بين بين الناس، مش بس ع السوشال ميديا، كمان على ارض الواقع، واهم شي شوفوني يا ناس، يعني مهم الواحد يتزروق هون وهون، ويفتي ويحلل ويهندس، والأهم إنه يبين إنه مشارك، يعني بالمختصر يتصور كإثبات، وبس تخلص الحفلة وأول ما يبلش الجد، يصير مشغول وعنده إشي مهم من اجل القضية، او صار معه إشي طارئ! للتعليق

جريدة الايام
منذ يوم واحد
- جريدة الايام
تاريخ النشر: 19 تموز 2025
هروب من المسؤولية قبل أسبوع نشرت صورة لشخص من ذوي الإعاقة يبيع زجاجات الماء، وتظهر الصورة حالته الصحية. تساءلت لماذا عليه ان يكون في الشارع؟ بعض المعلقين وجدوا أعذاراً للحكومة بأنها في أزمة ولا تستطيع حتى دفع الرواتب، وآخرون أعفوا المؤسسات الأهلية من مسؤولياتها. وهناك من قال «أحسن من ما يشحد». لم تغب هذه التعليقات عن بالي طوال الأسبوع وفكرت في احتياجات هذا الشخص. لا أعتقد انه يقوم بذلك لصرف ما يجنيه في المقاهي والمطاعم وشراء الملابس وغيرها من أساليب الحياة المرفهة، هو يعمل لتأمين الطعام والسكن. ثلاث وجبات وأجرة منزل لا أكثر. هل ستهدّ هذه المصاريف ظهر الحكومة او اية مؤسسة خيرية؟ أليس كل ما يحتاجه هذا الشخص شهرياً جزءاً بسيطاً جداً من ميزانية يوم واحد لورشة عمل في فندق فاخر؟ الا يمكن لأحد المطاعم ان يتكفل بطعام أسرته؟ ألا يمكن لمجموعة من المطاعم ومحال الخضراوات والفواكه والمخابز إنشاء بنك للطعام كما في بلدان مختلفة حول العالم؟ الجسر أجريت بحثاً سريعاً عن كلمة «الجسر» في ملف «ومضات» على حاسوبي، فوجدت أنني ومنذ عام 2011، كتبتُ 36 ومضة تطرقتُ فيها إلى معاناة المواطنين على الجسر! في كل صيف، نتحدث عن الأمر، لكن لا شيء يتغير، وأن تغير فإنه في الغالب لا يصب في مصلحة المسافرين. وأذكر ان هذه المشكلة أزلية، ففي أواخر السبعينات كنّا نتوجه الى مراكز تسجيل السفر، وأذكر منها واحداً في جبل الحسين. هناك ننتظر لتسجيل الأسماء، وفي الغالب كنّا نقوم بذلك فور وصولنا الى الأردن، حتى نتمكن من حجز العودة في موعد مناسب. للأمانة، بعد ان نقوم بالحجز، كنّا نجد اسماءنا على الجسر، ونمر بدون مشاكل الى أن نصل إلى الجانب الإسرائيلي، حيث «التشليح» والتفتيش المهين. شرق وغرب أنشر أحياناً على صفحة «فيسبوك» عن بعض القضايا. أكون أتحدث في الشرق، يأتيك من يعلق في الغرب بما لا يمتّ للموضوع بصلة، بل لأمر في نفس يعقوب. فمثلاً، من يعادي بلدية ما يعلق بعداء على الرغم من ان الموضوع يتحدث عن شيء ليس له علاقة بالبلدية ولا الحكم المحلي. والأمثلة كثيرة. يذكرني هذا بحادثة حصلت معي عندما كنت عائداً من القدس في «سرفيس» لمّا كانت الطريق بين رام الله والقدس دون حواجز. كان ذلك في رمضان، وصدف أن حانت ساعة الإفطار، فشرب السائق مشروباً غازياً وقال «والله الواحد يفطر ع (اسم المشروب) مضر جداً». سكوت في «السرفيس». بعد حوالي دقيقة سأل احد الركاب السائق «كم سنة صار لك شوفير؟» رد السائق «حوالي عشرين سنة، بس حصل مني أي شي غلط لا سمح الله؟» رد السائل «لا ولا شي، لكن صار لك عشرين سنة بتسوق وما بتعرف انك تفطر ع (اسم المشروب) مضر للصحة»! الانعدام على العام لو طرقتُ باب أي منزل، وطلبت من ربته أن أدخل الى المطبخ لأرى ما تطبخ، فحتماً سترفض. ولو طلبتُ من فتاة ان ادخل غرفة نومها، لقامت الدنيا ولم تقعد. لكن في الفضاء العام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي كل شيء مسموح، دخول الجميع الى المطبخ وغرف النوم! انعدام الخصوصية في الفضاء العام ظاهرة منتشرة بشكل كبير، ويسمح للجميع الدخول بدون استئذان، وما لا يليق اجتماعياً يصبح امراً مقبولاً. لو كنت مسؤولاً ورأيت عجوزاً يمد يده او شخص من ذوي الإعاقة يبيع المحارم أو الماء لما مررت عنه مرور الكرام، ولأوقفت مركبتي وسألته عن حاله، ولقدمت له المساعدة التي تليق به، ليس منّة مني بل لأنه واجبي وحقه. الشاطر انا الأحداث اللي بتمر فيها بلادنا مناسبة جداً لكثير من الشطّار انهم يستعيدوا هيبتهم بين بين الناس، مش بس ع السوشال ميديا، كمان على ارض الواقع، واهم شي شوفوني يا ناس، يعني مهم الواحد يتزروق هون وهون، ويفتي ويحلل ويهندس، والأهم إنه يبين إنه مشارك، يعني بالمختصر يتصور كإثبات، وبس تخلص الحفلة وأول ما يبلش الجد، يصير مشغول وعنده إشي مهم من اجل القضية، او صار معه إشي طارئ! للتعليق


معا الاخبارية
منذ 5 أيام
- معا الاخبارية
السيسي يرد على تصريحات ترامب بشأن "سد النهضة"
القاهرة-معا- ثمن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن حرصه على التوصل إلى اتفاق عادل بخصوص ملف السد الإثيوبي. وقال السيسي في منشور على موقع "فيسبوك": "تثمن مصر تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته في بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب". وتابع أن مصر "تؤكد ثقتها فى قدرة الرئيس ترامب على حل المشاكل المعقدة وإرساء السلام والإستقرار والامن فى مختلف ربوع العالم، سواء كان ذلك في أوكرانيا، أو الأراضي الفلسطينية، أو أفريقيا". وأضاف الرئيس المصري: "تقدر مصر حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة". وجددت مصر دعمها لرؤية الرئيس ترامب في إرساء السلام العادل والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة والعالم. وكان ترامب قد أكد خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في المكتب البيضاوي، أن الولايات المتحدة تعمل على حل مشكلة سد النهضة الإثيوبي، مؤكدا أن بلاده "ستحلّ هذه المشكلة بسرعة كبيرة". وأضاف ترامب: "لقد عملنا على ملف مصر مع جارتها المجاورة، وهي دولة كانت جارة جيدة وصديقًا لنا، لكنها قامت ببناء سد أغلق تدفّق المياه إلى ما يُعرف بنهر النيل"، مشيراً إلى أن السد يمثل "مشكلة كبيرة". وأوضح ترامب أن الولايات المتحدة هي من موّلت بناء السد، قائلا: "لا أعلم لماذا لم يحلوا المشكلة قبل أن يبنوا السد. لكن من الجميل أن يكون هناك ماء في نهر النيل. فهو مصدر مهم للغاية للدخل والحياة. إنه شريان الحياة بالنسبة لمصر. وأخذ ذلك بعيدًا أمر لا يُصدق". وكان مشروع "سد النهضة الإثيوبي الكبير" قد أُطلق في عام 2011 بميزانية بلغت أربعة مليارات دولار، ويعد أكبر مشروع كهرومائي في أفريقيا، إذ يبلغ عرضه 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً.