
«الرجل في المنتصف» هاكر يسرق بياناتك
نعم، شبكة الواي فاي المجانية التي تبدو مغرية، قد تكون في الحقيقة "مصيدة رقمية" أنشأها هاكر يجلس بجوارك دون أن تلاحظه، إنه ما يُعرف بـ"هجوم الرجل في المنتصف" أو (Man-in-the-Middle Attack)، وهو نمط من الهجمات حيث يتنكر المهاجم كوسيط بينك وبين الشبكة الحقيقية، فيعترض كل ما ترسله من بيانات: من كلمات مرور إلى أرقام بطاقات ائتمان، دون أن تشعر.
وفي هذا السياق، يُحذّر المدرب والمستشار في التسويق الرقمي وأمن المعلومات طلال السردي من مخاطر الشبكات العامة، مؤكدًا في حديثه أهمية الوعي السيبراني للحفاظ على الخصوصية وحماية البيانات.
حيث أوضح السردي بأن المهاجمين لا يختارون ضحاياهم بالاسم، بل يختارون البيئات السهلة، حيث يكون الاتصال بشبكة الإنترنت مفتوحًا أو ضعيف التأمين، مثل المقاهي والمطاعم، حيث يدخل الزبائن ويتصلون بأي شبكة تحمل اسم "Free Wi-Fi" دون تحقق، والمطارات والفنادق التي تُعد من أكثر الأماكن التي يتعرض فيها المسافرون المنهكون للاستهداف، وهم بحاجة ماسة للاتصال بالإنترنت، والجامعات، والمستشفيات، ومراكز المؤتمرات، ووسائل النقل العام، وهي جميعها تُعد بيئات مفتوحة يصعب مراقبة أمان الشبكة فيها.
وبيّن السردي بأنه رغم أن الشركات الكبرى لديها فرق أمن معلومات محترفة، إلا أن الأفراد، خاصة المسافرين والسياح والطلاب ورجال الأعمال المتنقلين، هم الفئة الأكثر استهدافًا، لأنهم يستخدمون أجهزة شخصية ويبحثون دائمًا عن شبكة مجانية للاتصال، بل إن الموظف الذي يستخدم حاسوبه الشخصي للدخول على منصات العمل أثناء سفره عبر شبكة عامة، قد يُعرّض بيانات الشركة كاملة للخطر.
وأشار السردي إلى أنه بحسب تقرير مايكروسوفت للأمن السيبراني لعام 2024، يتضح بأن العالم يتعرض لأكثر من 600 مليون هجمة إلكترونية يوميًا، لافتًا إلى أن هذا الرقم لا يشمل فقط محاولات الدخول غير المشروع، بل يتضمن أيضًا حملات تصيّد إلكتروني، وبرمجيات خبيثة، وهجمات تعطيل الخدمات.
وأكمل بأن هناك دراسة أخرى أكدت أن هناك محاولة اختراق واحدة كل 39 ثانية على مستوى العالم، مشيرًا إلى أنه قد يكون هنالك مخترق ما يحاول الآن – أثناء قراءة هذه السطور – الدخول إلى جهاز أحدهم، وربما جهازك أنت.
ولفت السردي إلى أن مملكة البحرين من الدول المستهدفة، وذلك لكون الإحصائيات تشير إلى أن البحرين شهدت تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، إذ خسر الاقتصاد البحريني نحو 30 مليون دولار في عام 2023 فقط، نتيجة هجمات سيبرانية، كما شهدت الشركات الصغيرة والمتوسطة زيادة بنسبة 348% في معدل الهجمات مقارنة بالعام السابق.
وأضاف بأن تقرير شركة Acronis للتهديدات الرقمية كشف أن البحرين كانت من أكثر الدول في المنطقة تعرضًا للهجمات في الربع الأول من 2024، لا سيما في القطاع المالي والمصرفي.
وأشار السردي إلى وجود فجوة في مستوى الأمان بين الشركات الكبرى والصغرى، حيث تمتلك الشركات الكبرى ما يُسمى بـ SOC (مراكز عمليات أمنية)، وتستخدم أنظمة متقدمة للكشف عن التهديدات، وتُدرب موظفيها باستمرار، أما الشركات الصغيرة، فغالبًا ما تهمل هذا الجانب بسبب الميزانيات أو عدم الوعي، وتكون ضحية سهلة، لافتًا إلى أن المهاجمين يعرفون هذا جيدًا، لذلك أصبحوا يتجنبون مهاجمة القلاع المحصنة ويتوجهون إلى الأبواب المفتوحة: الشركات الصغيرة، الحسابات الشخصية، والمستخدم غير الواعي.
وأوضح السردي وجود سلوكيات خاطئة تجعل المستخدم فريسة سهلة مثل الاتصال بأي شبكة تحمل اسمًا مغريًا دون التحقق، وإعادة استخدام نفس كلمة المرور في كل المواقع، وتجاهل تحديث التطبيقات، والضغط على روابط مشبوهة تصلهم عبر رسائل أو واتساب، وعدم تفعيل المصادقة الثنائية (2FA)، واستخدام VPN مجاني غير موثوق.
وأكمل بأن هنا تبرز خطورة أخرى لا يتحدث عنها كثيرون، حيث إن المخترقين لا ينتظرون فقط أن يتصل الشخص بشبكة مزيفة، بل بعضهم يستخدم أجهزة متطورة مثل IMSI Catchers أو Stingrays لتعطيل أو اعتراض شبكات الاتصال الخليوية نفسها، حيث يُرسل للمستخدم رسائل SMS مزيفة تظهر وكأنها قادمة من البنك أو من جهة رسمية، وتحوي روابط شبيهة بالمواقع الأصلية، وفور ضغط المستخدم على الرابط وإدخال بياناته البنكية، يتم سرقة الحساب بالكامل، لافتًا إلى أن هذه الهجمات أصبحت أكثر شيوعًا، خاصة في السفر، حيث تنخفض تغطية الشبكة، ويكون المستخدم مشتت الذهن.
وبيّن أن أكثر التطبيقات استهدافًا عند الاتصال بشبكة مزيفة هي التطبيقات البنكية والمعاملات المالية، والبريد الإلكتروني، وتطبيقات التخزين السحابي، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات المراسلة حتى المشفرة منها.
وحذّر السردي من الاتصال العشوائي بشبكات الواي فاي العامة لمجرد أن اسمها يبدو مألوفًا، مشددًا على ضرورة التأكد من المصدر عبر سؤال الموظف، إذ إن الشبكة الحقيقية غالبًا ما تكون محمية، داعيًا إلى تجنب إدخال أي بيانات حساسة أثناء الاتصال، وتفعيل VPN موثوق، مع التأكد من ظهور رمز القفل وامتداد (https) في روابط المتصفح.
ونصح السردي المسافرين بتوخي الحذر عند استخدام الإنترنت في الخارج، مشيرًا إلى أن بعض الدول، مثل الصين وروسيا، تُجرّم استخدام شبكات VPN غير مرخصة أو الوصول إلى مواقع محظورة، إذ يعرض هذا الأمر الفرد للمساءلة القانونية، مشددًا على ضرورة الاطلاع على قوانين الدولة بشأن الإنترنت قبل السفر، وتجنّب استخدام VPN عشوائيًا أو زيارة مواقع غير قانونية محليًا، كما حذّر من محاولة "اختبار الشبكة" أو تشغيل أدوات كشف الثغرات، لما قد يُفسر على أنه محاولة اختراق، داعيًا من يتعرض للاحتيال الإلكتروني إلى التوجه فورًا للسفارة أو الجهات الرسمية المختصة.
وأكد السردي في ختام تصريحه بأن الهجمات الإلكترونية لا تستهدف الأغنياء فقط، بل تستهدف الغافلين، وكلما كان الفرد أكثر وعيًا، كلما صعُبت المهمة على المهاجم.
ومن الناحية القانونية، أوضحت المحامية منيرة فرحان بأن مصطلح "الرجل في المنتصف" لم يرد صراحة في القانون البحريني، إلا أن جوهر الجريمة والممارسات المرتبطة بها تدخل ضمن طائفة واسعة من الجرائم الإلكترونية المحظورة التي تناولها المشرّع البحريني لحماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية.
وأكملت فرحان بأن هذا المصطلح يُدرج ضمن تعريفات شاملة تتعلق بالدخول غير المشروع إلى الشبكات، واعتراض البيانات المنقولة عبر الإنترنت، والاحتيال باستخدام وسائل تقنية، فضلًا عن انتهاك الخصوصية وسرقة البيانات الشخصية، مبينةً أنه يُعاقب مرتكبوها بعقوبات تصل إلى السجن والغرامة بحسب درجة الضرر والنوايا الجنائية، وذلك وفقًا لقانون العقوبات البحريني، بالإضافة إلى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وقانون حماية البيانات الشخصية.
وبيّنت فرحان أن المستخدم لشبكة الواي فاي العامة المزيفة لا يُعتبر مرتكبًا لجريمة إذا كان لا يعلم أن الشبكة مزيفة، بل يُعد في هذه الحالة ضحية جريمة إلكترونية، ما لم يُثبت تواطؤ أو نية احتيالية، ومع ذلك، إذا نتج عن هذا الاستخدام تسريب بيانات حساسة أو احتيال، تقع المسؤولية إذا ظهرت مؤشرات على الاستخدام غير المشروع.
وأوصت فرحان، انطلاقًا من المعايير القانونية والأمنية، بتجنب استخدام الشبكات العامة المفتوحة في العمليات الحساسة مثل الدخول إلى الحسابات البنكية، كذلك التحقق من مصدر الشبكة قبل الاتصال بها، بالإضافة إلى عدم إدخال بيانات شخصية أو حساسة عبر شبكات واي فاي مجهولة، وإزالة الشبكة من إعدادات الجهاز بعد استخدامها حتى لا يتصل بها تلقائيًا في المستقبل، وعدم إدخال كلمات مرور أو معلومات شخصية عبر شبكات مجانية إلا إذا كان الشخص واثقًا من مصدرها.
واختتمت تصريحها بمقترح يقضي بإلزام الأماكن العامة التي تقدم شبكات الواي فاي بتسجيلها رسميًا، ومنع البث العشوائي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 3 أيام
- البلاد البحرينية
OpenAI تدخل مجال التجارة الإلكترونية عبر الذكاء الاصطناعي
تستعد شركة OpenAI لاعتماد استراتيجية جديدة لتحقيق أرباح إضافية، عبر اقتطاع عمولة من المبيعات التي تتم من خلال منصة ChatGPT، في خطوة قد تعيد رسم ملامح التجارة الإلكترونية، وتضيف بعداً جديداً لاستخدامات الذكاء الاصطناعي. شركة OpenAI تدخل مجال التجارة الإلكترونية عبر ChatGPT بعمولة على المبيعات وبحسب ما ذكرته تقارير تقنية، فقد بدأت OpenAI بالفعل في اختبار ميزة تتيح عرض منتجات داخل ChatGPT، مع إمكانية الانتقال مباشرة إلى مواقع البيع عبر روابط مدمجة. وتأتي هذه الخطوة بعد الشراكة التي عقدتها الشركة مع منصة الدفع الإلكتروني Shopify في أبريل الماضي، والتي تعد شريكاً محورياً في تسهيل عمليات الشراء عبر الإنترنت. وأشارت التقارير إلى أن OpenAI تعمل حالياً على تطوير نظام دفع مدمج داخل ChatGPT، يسمح للمستخدمين بإتمام عمليات الشراء دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق. ووفقاً للخطة، فإن المتاجر التي تستقبل الطلبات عمولة للشركة، ستدفع مقابل كل عملية بيع، ما يفتح أمام OpenAI مصدر دخل جديد، بخلاف الاشتراكات التي شكلت عمودها الفقري حتى الآن. ولفتت التقارير إلى أن هذا الإجراء يأتي في وقت تقدر فيه قيمة OpenAI السوقية بحوالي 300 مليار دولار، ومع سعي الشركة إلى تنويع إيراداتها، خاصة من شريحة المستخدمين المجانيين التي لم يتم استغلالها تجارياً بشكل فعال حتى الآن. ومن زاوية أخرى، يرى محللون أن هذه الاستراتيجية قد تشكل تهديداً لنموذج أعمال شركات أخرى، مثل قوقل، حيث إن المستخدمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في البحث عن المنتجات، بدلاً من محركات البحث التقليدية. ونوهت التقارير إلى أن الميزة الجديدة ما زالت في مراحلها التجريبية، حيث بدأت OpenAI بالفعل مناقشة تفاصيلها المالية مع عدد من الشركات. وفي الوقت نفسه، توفر Shopify تقنيات دفع متكاملة تستخدم في منصات اجتماعية، مثل تيك توك، ما يعزز إمكانية دمجها في ChatGPT بسلاسة. وأفادت التقارير بأن التوصيات داخل ChatGPT يتم توليدها بناء على سياق المحادثة، وميزانية المستخدم، وتفضيلاته، لتقديم نتائج أكثر تخصيصاً. ومع ذلك، فقد أوضحت الشركة أن ترتيب البائعين حالياً يعتمد على بيانات خارجية، وليس على السعر أو تكاليف الشحن، لكنها تخطط لتحسين هذه الجوانب مستقبلاً. وبينت التقارير أنه في ظل هذه التطورات، فقد بدأت وكالات الإعلانات اختبار أساليب جديدة للترويج للمنتجات عبر محتوى يمكن أن تلتقطه نماذج الذكاء الاصطناعي، فيما يعرف الآن باسم AIO، وهو تطوير لمفهوم تحسين محركات البحث SEO. وهذا الاتجاه قد يغير جذرياً سوق الإعلانات التقليدية، وبالتالي، فإن من شأنه أن يؤثر على دور الوكالات في هذا المجال. وأردفت التقارير إنه على الرغم من أن OpenAI قد أكدت سابقاً عدم نيتها اعتماد نموذج الإعلانات، فإنها لم تستبعد إمكانية دراسته في المستقبل. وصرح الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، بأن OpenAI لن تقبل أموالاً لتغيير ترتيب النتائج، لكنها ستفرض عمولة تقارب 2% في حال إتمام عمليات الشراء عبر أدواتها. تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
منذ 3 أيام
- البلاد البحرينية
«الرجل في المنتصف» هاكر يسرق بياناتك
في عالم يتحوّل فيه كل شيء إلى رقمي، بات الأمن السيبراني لا يقل أهمية عن الأمن الشخصي أو المالي، وبينما نرتشف القهوة في مقهى، أو ننتظر رحلتنا في مطار، أو نرتاح في فندق بالخارج، قد لا نُدرك أن أخطر ما حولنا ليس جهاز الحاسوب ولا الهاتف، بل الشبكة التي نتصل بها. نعم، شبكة الواي فاي المجانية التي تبدو مغرية، قد تكون في الحقيقة "مصيدة رقمية" أنشأها هاكر يجلس بجوارك دون أن تلاحظه، إنه ما يُعرف بـ"هجوم الرجل في المنتصف" أو (Man-in-the-Middle Attack)، وهو نمط من الهجمات حيث يتنكر المهاجم كوسيط بينك وبين الشبكة الحقيقية، فيعترض كل ما ترسله من بيانات: من كلمات مرور إلى أرقام بطاقات ائتمان، دون أن تشعر. وفي هذا السياق، يُحذّر المدرب والمستشار في التسويق الرقمي وأمن المعلومات طلال السردي من مخاطر الشبكات العامة، مؤكدًا في حديثه أهمية الوعي السيبراني للحفاظ على الخصوصية وحماية البيانات. حيث أوضح السردي بأن المهاجمين لا يختارون ضحاياهم بالاسم، بل يختارون البيئات السهلة، حيث يكون الاتصال بشبكة الإنترنت مفتوحًا أو ضعيف التأمين، مثل المقاهي والمطاعم، حيث يدخل الزبائن ويتصلون بأي شبكة تحمل اسم "Free Wi-Fi" دون تحقق، والمطارات والفنادق التي تُعد من أكثر الأماكن التي يتعرض فيها المسافرون المنهكون للاستهداف، وهم بحاجة ماسة للاتصال بالإنترنت، والجامعات، والمستشفيات، ومراكز المؤتمرات، ووسائل النقل العام، وهي جميعها تُعد بيئات مفتوحة يصعب مراقبة أمان الشبكة فيها. وبيّن السردي بأنه رغم أن الشركات الكبرى لديها فرق أمن معلومات محترفة، إلا أن الأفراد، خاصة المسافرين والسياح والطلاب ورجال الأعمال المتنقلين، هم الفئة الأكثر استهدافًا، لأنهم يستخدمون أجهزة شخصية ويبحثون دائمًا عن شبكة مجانية للاتصال، بل إن الموظف الذي يستخدم حاسوبه الشخصي للدخول على منصات العمل أثناء سفره عبر شبكة عامة، قد يُعرّض بيانات الشركة كاملة للخطر. وأشار السردي إلى أنه بحسب تقرير مايكروسوفت للأمن السيبراني لعام 2024، يتضح بأن العالم يتعرض لأكثر من 600 مليون هجمة إلكترونية يوميًا، لافتًا إلى أن هذا الرقم لا يشمل فقط محاولات الدخول غير المشروع، بل يتضمن أيضًا حملات تصيّد إلكتروني، وبرمجيات خبيثة، وهجمات تعطيل الخدمات. وأكمل بأن هناك دراسة أخرى أكدت أن هناك محاولة اختراق واحدة كل 39 ثانية على مستوى العالم، مشيرًا إلى أنه قد يكون هنالك مخترق ما يحاول الآن – أثناء قراءة هذه السطور – الدخول إلى جهاز أحدهم، وربما جهازك أنت. ولفت السردي إلى أن مملكة البحرين من الدول المستهدفة، وذلك لكون الإحصائيات تشير إلى أن البحرين شهدت تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، إذ خسر الاقتصاد البحريني نحو 30 مليون دولار في عام 2023 فقط، نتيجة هجمات سيبرانية، كما شهدت الشركات الصغيرة والمتوسطة زيادة بنسبة 348% في معدل الهجمات مقارنة بالعام السابق. وأضاف بأن تقرير شركة Acronis للتهديدات الرقمية كشف أن البحرين كانت من أكثر الدول في المنطقة تعرضًا للهجمات في الربع الأول من 2024، لا سيما في القطاع المالي والمصرفي. وأشار السردي إلى وجود فجوة في مستوى الأمان بين الشركات الكبرى والصغرى، حيث تمتلك الشركات الكبرى ما يُسمى بـ SOC (مراكز عمليات أمنية)، وتستخدم أنظمة متقدمة للكشف عن التهديدات، وتُدرب موظفيها باستمرار، أما الشركات الصغيرة، فغالبًا ما تهمل هذا الجانب بسبب الميزانيات أو عدم الوعي، وتكون ضحية سهلة، لافتًا إلى أن المهاجمين يعرفون هذا جيدًا، لذلك أصبحوا يتجنبون مهاجمة القلاع المحصنة ويتوجهون إلى الأبواب المفتوحة: الشركات الصغيرة، الحسابات الشخصية، والمستخدم غير الواعي. وأوضح السردي وجود سلوكيات خاطئة تجعل المستخدم فريسة سهلة مثل الاتصال بأي شبكة تحمل اسمًا مغريًا دون التحقق، وإعادة استخدام نفس كلمة المرور في كل المواقع، وتجاهل تحديث التطبيقات، والضغط على روابط مشبوهة تصلهم عبر رسائل أو واتساب، وعدم تفعيل المصادقة الثنائية (2FA)، واستخدام VPN مجاني غير موثوق. وأكمل بأن هنا تبرز خطورة أخرى لا يتحدث عنها كثيرون، حيث إن المخترقين لا ينتظرون فقط أن يتصل الشخص بشبكة مزيفة، بل بعضهم يستخدم أجهزة متطورة مثل IMSI Catchers أو Stingrays لتعطيل أو اعتراض شبكات الاتصال الخليوية نفسها، حيث يُرسل للمستخدم رسائل SMS مزيفة تظهر وكأنها قادمة من البنك أو من جهة رسمية، وتحوي روابط شبيهة بالمواقع الأصلية، وفور ضغط المستخدم على الرابط وإدخال بياناته البنكية، يتم سرقة الحساب بالكامل، لافتًا إلى أن هذه الهجمات أصبحت أكثر شيوعًا، خاصة في السفر، حيث تنخفض تغطية الشبكة، ويكون المستخدم مشتت الذهن. وبيّن أن أكثر التطبيقات استهدافًا عند الاتصال بشبكة مزيفة هي التطبيقات البنكية والمعاملات المالية، والبريد الإلكتروني، وتطبيقات التخزين السحابي، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيقات المراسلة حتى المشفرة منها. وحذّر السردي من الاتصال العشوائي بشبكات الواي فاي العامة لمجرد أن اسمها يبدو مألوفًا، مشددًا على ضرورة التأكد من المصدر عبر سؤال الموظف، إذ إن الشبكة الحقيقية غالبًا ما تكون محمية، داعيًا إلى تجنب إدخال أي بيانات حساسة أثناء الاتصال، وتفعيل VPN موثوق، مع التأكد من ظهور رمز القفل وامتداد (https) في روابط المتصفح. ونصح السردي المسافرين بتوخي الحذر عند استخدام الإنترنت في الخارج، مشيرًا إلى أن بعض الدول، مثل الصين وروسيا، تُجرّم استخدام شبكات VPN غير مرخصة أو الوصول إلى مواقع محظورة، إذ يعرض هذا الأمر الفرد للمساءلة القانونية، مشددًا على ضرورة الاطلاع على قوانين الدولة بشأن الإنترنت قبل السفر، وتجنّب استخدام VPN عشوائيًا أو زيارة مواقع غير قانونية محليًا، كما حذّر من محاولة "اختبار الشبكة" أو تشغيل أدوات كشف الثغرات، لما قد يُفسر على أنه محاولة اختراق، داعيًا من يتعرض للاحتيال الإلكتروني إلى التوجه فورًا للسفارة أو الجهات الرسمية المختصة. وأكد السردي في ختام تصريحه بأن الهجمات الإلكترونية لا تستهدف الأغنياء فقط، بل تستهدف الغافلين، وكلما كان الفرد أكثر وعيًا، كلما صعُبت المهمة على المهاجم. ومن الناحية القانونية، أوضحت المحامية منيرة فرحان بأن مصطلح "الرجل في المنتصف" لم يرد صراحة في القانون البحريني، إلا أن جوهر الجريمة والممارسات المرتبطة بها تدخل ضمن طائفة واسعة من الجرائم الإلكترونية المحظورة التي تناولها المشرّع البحريني لحماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية. وأكملت فرحان بأن هذا المصطلح يُدرج ضمن تعريفات شاملة تتعلق بالدخول غير المشروع إلى الشبكات، واعتراض البيانات المنقولة عبر الإنترنت، والاحتيال باستخدام وسائل تقنية، فضلًا عن انتهاك الخصوصية وسرقة البيانات الشخصية، مبينةً أنه يُعاقب مرتكبوها بعقوبات تصل إلى السجن والغرامة بحسب درجة الضرر والنوايا الجنائية، وذلك وفقًا لقانون العقوبات البحريني، بالإضافة إلى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وقانون حماية البيانات الشخصية. وبيّنت فرحان أن المستخدم لشبكة الواي فاي العامة المزيفة لا يُعتبر مرتكبًا لجريمة إذا كان لا يعلم أن الشبكة مزيفة، بل يُعد في هذه الحالة ضحية جريمة إلكترونية، ما لم يُثبت تواطؤ أو نية احتيالية، ومع ذلك، إذا نتج عن هذا الاستخدام تسريب بيانات حساسة أو احتيال، تقع المسؤولية إذا ظهرت مؤشرات على الاستخدام غير المشروع. وأوصت فرحان، انطلاقًا من المعايير القانونية والأمنية، بتجنب استخدام الشبكات العامة المفتوحة في العمليات الحساسة مثل الدخول إلى الحسابات البنكية، كذلك التحقق من مصدر الشبكة قبل الاتصال بها، بالإضافة إلى عدم إدخال بيانات شخصية أو حساسة عبر شبكات واي فاي مجهولة، وإزالة الشبكة من إعدادات الجهاز بعد استخدامها حتى لا يتصل بها تلقائيًا في المستقبل، وعدم إدخال كلمات مرور أو معلومات شخصية عبر شبكات مجانية إلا إذا كان الشخص واثقًا من مصدرها. واختتمت تصريحها بمقترح يقضي بإلزام الأماكن العامة التي تقدم شبكات الواي فاي بتسجيلها رسميًا، ومنع البث العشوائي.


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
مايكروسوفت تدمج الذكاء الاصطناعي في إعدادات نظام ويندوز
بينما تتركز الأنظار في الآونة الأخيرة على مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت، فقد كشفت شركة مايكروسوفت الأمريكية عن مشروع آخر قد يحدث تحولاً جذرياً في طريقة استخدام نظام التشغيل ويندوز. شركة مايكروسوفت تختبر مساعداً ذكياً جديداً في تطبيق الإعدادات دون الحاجة إلى الإنترنت وبحسب ما ذكرته تقارير تقنية، يتمثل هذا المشروع في مساعد ذكي جديد مدمج داخل تطبيق الإعدادات، لا يظهر كمساعد ظاهر بواجهة محادثة، بل يعمل في خلفية النظام ليقدم تجربة استخدام سلسة وذكية دون أن يشعر المستخدم بوجوده الصريح. وفي إطار سعي مايكروسوفت لإدخال الذكاء الاصطناعي التوليدي في جوهر تجربة ويندوز، بدأت الشركة اختبار هذا الوكيل الذكي الذي يهدف إلى تبسيط التفاعل مع إعدادات النظام. وبدلاً من البحث اليدوي عن الإعدادات أو تذكر مواقعها، يمكن للمستخدم ببساطة كتابة جملة مثل: الميكروفون لا يعمل، أو أريد تشغيل الوضع الداكن، ليقوم المساعد بتوجيهه مباشرة إلى الخيار المناسب أو حتى تفعيله بنقرة واحدة. وأشارت التقارير إلى أن ما يميز هذا المساعد عن كوبايلوت هو أنه لا يعمل كروبوت دردشة منفصل، بل يظهر ضمن شريط البحث داخل تطبيق الإعدادات نفسه. ويشبه ذلك وجود مساعد شخصي يقرأ ما يفكر به المستخدم، ويوفر إجابة سريعة وذكية، دون الحاجة لخطوات إضافية أو اتصال دائم بالإنترنت. ونوهت التقارير إلى أن هذا المساعد يعتمد على نموذج ذكاء اصطناعي صغير يدعى Mu، والذي صمم خصيصاً ليعمل محلياً على الجهاز عبر وحدة المعالجة العصبية، مما يوفر استجابات فورية دون التأثير على أداء النظام. ويأتي هذا النموذج بعد تجربة سابقة لم تحقق النجاح المطلوب باستخدام نسخة مبنية على تقنية LoRA، التي اتسمت بالبطء وضعف الأداء. وأفادت التقارير أنه رغم المزايا الكبيرة التي يوفرها هذا المساعد، فإن التجربة لا تزال في مراحلها الأولى، حيث أظهرت بعض الاختبارات الأولية أنه قد يخطئ أحياناً في تفسير بعض الأوامر، خاصة تلك المرتبطة بالمهام التقنية الدقيقة. إلا أن شركة مايكروسوفت مستمرة في تحسينه، وذلك من خلال تدريبه على استعلامات حقيقية من المستخدمين، وتعزيز قدرته على الفهم والاستجابة بدقة. وأردفت التقارير إن الميزة الجديدة متاحة حاليًا فقط ضمن برنامج ويندوز إنسايدر للأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي محلياً، وتحديداً سلسلة أجهزة كوبايلوت بلس. ولم تعلن مايكروسوفت بعد عن موعد الإطلاق الرسمي لعامة المستخدمين، لكن من الواضح أنها تخطو بخطى واثقة نحو مستقبل يعتمد بشكل أعمق على الذكاء الاصطناعي ضمن نظام ويندوز. تم نشر هذا المقال على موقع