من عاصمة النور إلى مهرجان أيام العربية.. رحلة ثرية يقودها مركز أبوظبي للغة العربية حتى نهاية 2025
تنطلق رحلة المشاركات من عاصمة النور باريس، وتحط رحالها في "مهرجان أيام العربية" الذي يختتم برنامج الأنشطة السنوية للمركز، في احتفالية سنوية تسلط الضوء على جماليات الإرث العربي، تُثري جهود اليونسكو في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية.
وبين المحطتين تتوالى المشاركات بين بلدان العالم وثقافاتها؛ فمن فرنسا، إلى اليونان؛ فالسعودية، وكازاخستان، وأندونيسيا، وألمانيا، واليابان، والكويت، في مشاركات تتعدد طبيعتها بين معارض كتاب دولية، ومؤتمرات في علوم المكتبات والمعلومات، وندوات، وجلسات نقاش تحتفي بجماليات اللغة العربية، امتداداً لجهود المركز الحثيثة في نشر اللغة، وتعميق حضورها على الساحة الدولية، وتعزيز جسور الحوار الخلّاق بين الحضارات.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية:" إن أعظم ما يمكن أن تقدّمه أيّ حضارة للعالم قدرتها على فتح نوافذ الحوار، وبناء الجسور بين الشعوب والعطاء ونقل الأثر الطيب، والحوار هو الأداة التي لا غنى عنها لاستمرار هذا النهج. ومن هنا يحرص مركز أبوظبي للغة العربية على تنويع مشاركاته في الفعاليات العالمية من مؤتمرات وندوات علمية، ومعارض كتاب، ومهرجانات ثقافية وفنية تنظمها جهات بارزة في العالم نتشارك معها الأهداف والرؤية المتعلقة باعتبار اللغات هي المُعبّر الأصيل عن ثقافات الشعوب وهوياتها، وحاملة رسالة التنوع الثقافي وأداة الحوار الذي يكفل للمجتمعات تحقيق التقدم والتطور".
تمثيل عالمي للغة العربية
في الـ12 من شهر يوليو الجاري، يمثل مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، حضورَ اللغة العربية، ضيفَ شرفٍ للنسخة الـ79 من مهرجان أفينيون الدولي، الذي تختتم فعالياته في 26 من شهر يوليو الجاري.
وتتضمن المشاركة أمسيةً فنية بعنوان "صوت النساء- تحية لكوكب الشرق أم كلثوم"، في ساحة الشرف بقصر البابوات (14 يوليو )، بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيل كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي المطربة المصرية الشهيرة أم كلثوم، التي حملت جماليات اللغة والثقافة العربية على أجنحة الغناء والفن وتركت إرثاً عابراً للزمن.
كما تتضمن المشاركة فعالية فنية تستضيفها ساحة سان جوزيف، (15 يوليو )، بعنوان "نور- احتفاء شعري وموسيقي باللغة العربية" يحييها شعراء وفنانون يوظفون اللغة العربية في أعمالهم، ويعبّرون عن إرثها الثقافي بأساليب فنية معاصرة.
ومن تمثيل حضور اللغة العربية في مهرجان أفينيون الأوربي، ينتقل مركز أبوظبي للغة العربية ممثلاً كذلك لحضور اللغة العربية في معرض "إكسبو اليابان- أوساكا"، المستمر حتى منتصف شهر أكتوبر المقبل؛ إذ ينظم المركز- ضمن مشروع اليونسكو الخاص بالذكرى المئوية للتعليم العام باللغة العربية في اليابان- فعالية تستمر يومين في "المتحف الوطني للإثنولوجيا" في أوساكا، دعماً للغة والثقافة العربية، وتكريساً لحضورهما عالمياً.
تتضمن الفعالية عروضاً بحثية تسلط الضوء على تاريخ تعليم اللغة العربية، وحالته الحاضرة في المنطقة،وحلقة نقاشية لاستكشاف الوضع القائم لتعليم اللغة العربية وتعلمها في العالم.
ويعد تمثيل مركز أبوظبي للغة العربية للحضور الثقافي لإرث العربية وجمالياتها في هذين الحدثين البارزين في كل من فرنسا اليابان تأكيداً لنجاحه في إقامة شراكات مؤسسية طويلة الأمد، ما يعكس مكانة أبوظبي وجهودها الرائدة في قيادة قطاع الصناعات الإبداعية والثقافية العربي. وسوف تسهم المشاركتان في تسليط الضوء على الفرص الوفيرة أمام المؤسسات الثقافية اليابانية والفرنسية في سوق الصناعات الإبداعية العربي.
أنشطة ومشاركات مميزة
وتتعدد المشاركات؛ ففي اليونان يشارك المركز في المؤتمر الدولي الثاني عشر في علوم المكتبات والمعلومات (28-31 يوليو)، وفي المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات (WLIC) بكازاخستان (18-22 أغسطس)، وفي مؤتمر جمعية المكتبات المتخصصة – فرع الخليج العربي- بالسعودية (16-18 سبتمبر)، وفي معرض إندونيسيا الدولي للكتاب- أندونيسيا (24-28 سبتمبر)، وفي معرض الرياض الدولي للكتاب- السعودية (2-11 أكتوبر)، ثم معرض فرانكفورت للكتاب- بألمانيا (15-19 أكتوبر)، ومعرض الكويت الدولي للكتاب- الكويت (20-30 نوفمبر)، ومعرض جدة للكتاب- السعودية (12-22 ديسمبر).
أيام العربية - الإرث بروح العصر
وفي ديسمبر كذلك تنطلق فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان أيام العربية، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالتزامن مع احتفال اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية. وهو حدث تفاعلي صار ركيزة أساسية في المشهد الثقافي المزدهر في أبوظبي، يستهدف إلهام الجمهور، وإعادة تعريف المفاهيم حول اللغة العربية، وتأكيد دورها كلغة حديثة ومبدعة. ويثري المهرجان كل عام الموضوع الذي تحدده "اليونسكو"، باحتفالية استثنائية تسلط الضوء على غنى اللغة والثقافة العربية، مع التركيز على إرثها وأهميتها ومستقبلها في مجالات الشعر والأدب والفنون الإبداعية والعلوم والحياة اليومية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 أيام
- الاتحاد
وزير الثقافة: إنجاز «الفاية» ثمرةٌ للتعاون البنّاء بين الجهات الوطنية
أبوظبي (الاتحاد) تبذل اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، التابعة لوزارة الثقافة ومندوبية الدولة لدى اليونسكو، جهوداً كبيرة بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية بالتراث لمواصلة مسيرة الإنجازات المتميزة للدولة على المستوى العالمي في صون التراث الثقافي. وجاء الإنجاز التاريخي الذي حققته دولة الإمارات باعتماد لجنة التراث العالمي خلال دورتها ال47 في باريس قراراً جماعياً بإدراج «الفاية» في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي نتيجةً لهذه الجهود الدؤوبة، بالتعاون مع هيئة الشارقة للآثار، والمكتب التنفيذي للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي. وأعرب معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز التاريخي، لافتاً إلى أنه جاء ثمرةً للتعاون البنّاء بين الجهات الوطنية المعنية بالتراث ومؤسسات البحث العلمي والثقافي، بما يعكس الرؤية الاستراتيجية للدولة في جعل التراث عنصراً فاعلاً في الهوية الوطنية والحوار الحضاري العالمي. وقال معاليه: «إن القيمة العالمية الاستثنائية التي يتمتع بها موقع «الفاية» تكمن في كونه سجلاً حياً وممتداً لأحد أقدم أشكال الاستيطان البشري في البيئات الصحراوية، ويوفر أدلة نادرة ومهمة على قدرة الإنسان على التكيّف والابتكار في مواجهة التحديات الطبيعية، وهذا ما يجعل إدراجه ليس فقط إنجازاً إماراتياً بل مساهمة معرفية للإنسانية جمعاء في فهم تطور المجتمعات البشرية». وأكد معاليه في هذا الصدد استمرار العمل على تعزيز حضور المواقع الثقافية والطبيعية في دولة الإمارات على خريطة التراث العالمي، ودعم الجهود الوطنية في التوثيق، والتأهيل، وحماية الذاكرة التاريخية، بما يرسخ موقع الإمارات كمركز مؤثر في حماية التراث العالمي وصونه للأجيال القادمة. ويمثل موقع «الفاية»، الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، شهادة حية على قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية، ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام، ما يمنحه قيمة استثنائية على المستوى العالمي في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا. وكانت الاكتشافات قد أظهرت أن الفاية لم تكن ممراً عابراً للهجرات فقط، بل وجهة استيطان بشري متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة، وذلك بفضل توفر المياه من الينابيع والوديان ووفرة الصوان لصناعة الأدوات والمأوى الطبيعي في الجبال، ما جعل من الموقع بيئة حاضنة للاستقرار البشري في عصور ما قبل التاريخ. واكتسب موقع «الفاية» قيمة استثنائية عالمية من خلال هذه الجوانب الفريدة من الاكتشافات، التي أكدت أهمية الموقع ودوره في تقديم سجل نادر ومتكامل حول بقاء الإنسان، وتغلبه على التحديات المناخية والبيئية التي واجهته. ويذكر أن دولة الإمارات طورت خطة إدارة شاملة لحماية موقع «الفاية»، وستعمل على توجيه جهود الحفاظ على الموقع، وإجراء البحوث وتنظيم حركة الزوار فيه من عام 2024 حتى 2030، وتتماشى هذه الخطة مع معايير مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، وتضمن الحفاظ على الموقع مع استمرار التنقيب والاستكشاف والبحث العلمي والتعليمي.


الإمارات اليوم
منذ 6 أيام
- الإمارات اليوم
بدور القاسمي: إدراج «الفاية» في قائمة التراث العالمي انتـصـار كـبير لبلدنا
وصفت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، السفيرة الرسمية لملف ترشيح «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»، إدراج «الفاية» في قائمة التراث العالمي بـ«الإنجاز التاريخي»، مشيرة إلى أنه يُجسّد التزام الشارقة الراسخ بصون هذا الإرث الإنساني للأجيال المقبلة. جاء ذلك خلال الحفل الرسمي الذي نظّمته الشارقة في العاصمة الفرنسية باريس، احتفاءً بإدراج «الفاية» على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، مسجلة بذلك علامة فارقة في تاريخ الإنجازات التي تضاف إلى رصيد دولة الإمارات والمنطقة العربية بأسرها، إذ كان «الفاية» الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47. ويُعد «الفاية»، بهذا الإدراج، ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي، بعد المواقع الثقافية في مدينة العين التي أُدرجت عام 2011، ليواصل بذلك ترسيخ مكانة الدولة على خريطة التراث الإنساني. وقالت الشيخة بدور القاسمي، في كلمتها الافتتاحية خلال الحفل، إن «إدراج الفاية على قائمة التراث العالمي إنجاز جماعي، نبارك للشارقة، ولكل من وقف إلى جانبنا طوال هذه الرحلة الملهمة والقيمة»، مضيفة: «كان الفاية هذا العام الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي، واليوم يصبح ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا التقدير العالمي، بعد المواقع الثقافية في مدينة العين التي أُدرجت عام 2011، إنه انتصار كبير للشارقة، وانتصار لدولة الإمارات، وانتصار للمنطقة بأسرها». وشددت على التزام الشارقة بمواصلة جهودها في صون وحماية موقع «الفاية»، والاستثمار في أعمال الحفاظ عليه، وتوسيع نطاق البحث العلمي المرتبط به، لضمان وصول قصته وتأثيره الحضاري إلى العالم أجمع. قصة الإنسانية من جهته، أكد المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى «اليونسكو»، علي الحاج العلي، التزام الدولة الراسخ بصون التراث، ودلالات هذا الإنجاز على مستوى أوسع، مضيفاً: «تظل الإمارات ملتزمة التزاماً عميقاً برسالة (اليونسكو)، وتفخر بأن تكون شريكاً فاعلاً ومشاركاً في الحفاظ على تراثنا الإنساني المشترك، إن قائمة التراث العالمي ليست مجرد سجل للمواقع، بل تجسّد قصص البشرية المتنوعة وقيمها وهوياتها، وهي تذكرنا بأن التراث لا يعرف حدوداً، وأن لكل ثقافة ما هو جوهري لتضيفه إلى السرد الإنساني العالمي». وتابع: «في هذا السياق، يشكل إدراج موقع الفاية خطوة متقدمة نحو توسيع تمثيل الأصوات والمناظر الطبيعية من العالم العربي، وغيرها من المناطق التي ظلت فترات طويلة على هامش هذا السجل، بما يعزز حضورها في قصة الإنسانية الجامعة». محطات العمل وجمع الحفل نخبة من أعضاء لجنة التراث العالمي، وممثلين دبلوماسيين، وخبراء دوليين، في لحظة احتفاء جماعي بهذا الإنجاز الذي يعكس التزام الشارقة بحماية التراث الإنساني وصونه. واستحضر حضور الحفل مسيرة التعاون المثمر التي أوصلت ملف «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية» إلى هذه المرحلة المتقدمة، وشهد عرضاً بصرياً يوثّق أبرز محطات العمل والإنجازات، مستعرضاً تفاني الباحثين والخبراء والشركاء الذين شكلوا ركيزة أساسية في مسيرة الترشيح. من ناحيته، أعرب المدير العام لهيئة الشارقة للآثار، عيسى يوسف، عن تقديره العميق لكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز، مؤكداً أهمية مواصلة التعاون الدولي لحماية إرث «الفاية»، وتعزيز دوره في توسيع فهمنا للتاريخ البشري المبكر. نافذة على قدرات الإنسان القديم يُعد المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في «الفاية» نافذة تطل على قدرات الإنسان القديم على التكيّف، في واحدة من أقسى البيئات الصحراوية على وجه الأرض، قبل أكثر من 200 ألف عام، إذ تكشف طبقات النشاط البشري المكتشفة في الموقع، التي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام، عن قصص غنية بالصمود والابتكار، وتؤكد أن شبه الجزيرة العربية لم تكن مجرد ممر عابر في مسارات الهجرة، بل كانت وجهة للاستقرار ومركزاً نشطاً للابتكار والتبادل الثقافي. بدور القاسمي: • هذا الإنجاز التاريخي يُجسّد التزام الشارقة الراسخ بصون الإرث الإنساني للأجيال المقبلة. علي الحاج العلي: • قائمة التراث العالمي ليست مجرد سجل للمواقع، بل تجسّد قصص البشرية وقيمها وهوياتها. عيسى يوسف: • سنواصل التعاون الدولي لحماية إرث «الفاية» وتعزيز دوره في توسيع فهمنا للتاريخ البشري.


العين الإخبارية
منذ 6 أيام
- العين الإخبارية
بدور القاسمي: إدراج «الفاية» ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو يرسخ مكانة الإمارات الحضارية والإنسانية
تم تحديثه الأحد 2025/7/13 03:22 م بتوقيت أبوظبي احتفت دولة الإمارات العربية بإدراج موقع "الفاية" على قائمة التراث العالمي لليونسكو، كونه الترشيح العربي الوحيد خلال الدورة السابعة والأربعين، في احتفال رسمي أقيم مساء أمس في باريس. نظمت إمارة الشارقة حفلاً رسميًا في العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس، احتفاءً بإدراج "الفاية" على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، مسجلة بذلك علامة فارقة في تاريخ إنجازات الشارقة والإمارات والمنطقة العربية. وكان "الفاية" الترشيح العربي الوحيد الذي ينظر فيه مكتب التراث العالمي في دورته السابعة والأربعين. يُعدّ ضمّ الحفل نخبة من أعضاء لجنة التراث العالمي ودبلوماسيين وخبراء دوليين، في لحظة احتفاء جماعي بهذا الإنجاز التاريخي، الذي يعكس التزام الشارقة بحماية التراث الإنساني وصونه. أعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، السفيرة الرسمية لملف ترشيح "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية"، عن فخرها بجهود الشارقة المتواصلة لإدراج "الفاية"، وتسليط الضوء على دوره الجوهري في إثراء فهم تاريخ الإنسان الأول وتطوره. وأكدت أن إدراج "الفاية" في قائمة التراث العالمي يجسّد التزام الشارقة الراسخ بصون هذا الإرث الإنساني للأجيال القادمة. وقالت الشيخة بدور في كلمتها الافتتاحية خلال الحفل: "إدراج الفاية على قائمة التراث العالمي إنجاز جماعي نبارك للشارقة ولكل من وقف إلى جانبنا طوال هذه الرحلة الملهمة والقيمة. الفاية كان هذا العام الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي، واليوم يصبح ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا التقدير العالمي بعد المواقع الثقافية في العين عام 2011. إنه انتصار كبير للشارقة، وانتصار لدولة الإمارات، وانتصار للمنطقة بأسرها". وأكدت التزام الشارقة بمواصلة جهودها في صون وحماية موقع "الفاية"، والاستثمار في أعمال الحفاظ عليه وتوسيع نطاق البحث العلمي لضمان وصول قصته وتأثيره الحضاري إلى العالم أجمع. من جانبه، أكد علي الحاج العلي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى اليونسكو، التزام الدولة الراسخ بصون التراث، مشيرًا إلى أن قائمة التراث العالمي ليست مجرد سجل للمواقع بل تجسيد لقصص البشرية وقيمها وهوياتها. وأضاف أن الإدراج يشكل خطوة متقدمة نحو توسيع تمثيل الأصوات والمناظر الطبيعية من العالم العربي، وهو ما يعزز حضورها في القصة الإنسانية الجامعة. استُعرض خلال الحفل تاريخ ملف الترشيح، من خلال عرض بصري وثائقي يوضح أبرز مراحل العمل والإنجازات، ويبرز جهود الباحثين والخبراء والشركاء الذين أسهموا في نجاح المسيرة. كما أعرب عيسى يوسف، المدير العام لهيئة الشارقة للآثار، عن تقديره لكل من أسهم في هذا الإنجاز، مؤكدًا أهمية التعاون الدولي في حماية إرث "الفاية" وتعزيز دوره في فهم التاريخ البشري المبكر. وقال إن الإدراج هو تتويج لعقود من الرؤية الحكيمة والدعم المستمر من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وضع الأسس لحماية التراث الثقافي وخلق بيئة علمية مستدامة. وثمن القيادة الاستثنائية للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مشيرًا إلى شراكات محلية ودولية راسخة قادها فريق الهيئة بتفانٍ متواصل. وذكر أن "الفاية" شهادة حيّة على عبقرية الإنسان الأول، وقدرته على التكيّف والابتكار في مواجهة أقسى البيئات الصحراوية، وأن الإدراج يعيد رسم خريطة فهمنا لرحلة الإنسان ويؤكد أن شبه الجزيرة العربية لم تكن مجرد ممرّ للهجرات بل موطنًا ومركزًا للإبداع البشري المبكر. كما يمثل حافزًا للاستثمار في البحث والتوثيق والتعليم لضمان بقاء قصة "الفاية" حاضرة في وعي الأجيال المقبلة. قال: "معًا نجعل من (الفاية) منارة للمعرفة ورمزًا لتفانينا الجماعي في صون ماضي الإنسانية من أجل مستقبل أكثر وعيًا وارتباطًا بجذوره". يُعدّ المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في "الفاية" نافذة تطل على قدرات الإنسان القديم على التكيّف في واحدة من أشد البيئات الصحراوية قسوة قبل أكثر من 200 ألف عام. تكشف طبقات النشاط البشري في الموقع عن قصص صمود وابتكار، تؤكد أن شبه الجزيرة العربية كانت وجهة للاستقرار ومركزًا للتبادل الثقافي المبكر. وخلال أكثر من ثلاثين عامًا من أعمال التنقيب الدقيق، بالتعاون مع فرق دولية مرموقة، كُشف عن 18 طبقة جيولوجية متعاقبة، يوثّق كل منها فترة زمنية مختلفة من النشاط البشري، مما يمنح الموقع قيمة علمية استثنائية في رسم مسار تطوّر الإنسان في البيئات القاسية. وكان "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية"، ضمن برنامج اليونسكو "HEADS" (التطور البشري والتكيّف والانتشار الاجتماعي) لأكثر من 11 عامًا، جنبا إلى جنب مواقع أيقونية في إفريقيا، مما يبرز أهمية "الفاية" في دعم الأبحاث العالمية في علم الإنسان القديم والدراسات البيئية وتعزيز التعاون الدولي في حماية التراث الثقافي العالمي. aXA6IDgyLjI5LjIxMy4xNDEg جزيرة ام اند امز FI