
كيف يبني ألونسو منظومة ريال مدريد بدون ترقيع؟
انتهت مسيرة الفريق المدريدي في البطولة بسقوطه على يد باريس سان جيرمان برباعية في نصف النهائي، لتكشف العديد من المشاكل التي تواجه ألونسو، منها مشاكل مستمرة من الموسم الماضي.
لم يتولَّ تشابي ألونسو تدريب ريال مدريد لأول مرة إلا في التاسع من يونيو/ حزيران الماضي، ونظرًا لضعف نتائج الموسم، والتوترات الداخلية، وإصابات اللاعبين الأساسيين، دار جدلٌ واسعٌ حول ما إذا كان ينبغي لألونسو تولي المنصب في كأس العالم للأندية.
الدفاع الأسوأ في تاريخ ريال مدريد
بالسقوط 4-0 أمام باريس سان جيرمان، تكون شباك ريال مدريد قد استقبلت 84 هدفًا منذ بداية موسم 2024-25، وهو أسوأ سجل في تاريخه. لا يقتصر الأمر على الدفاع فحسب، بل يشمل هيكل الفريق بأكمله. وقد أظهر ألونسو من خلال البطولة أنه يدرك ذلك، وقد أشارت تصريحاته بعد المباراة أمام بطل أوروبا إلى إدراكه للعمل الكبير الذي ينتظره.
أزمة الدفاع في ريال مدريد سببها بعض الأخطاء الفردية للمدافعين بالطبع، لكن المشكلة أيضًا هي أن الفريق سهل الاختراق من الأمام، وفينيسوس جونيور وكيليان مبابي لا يقومان بالدور الدفاعي على الوجه الأمثل.
ومن بين التحديات التي واجهها ألونسو، الحاجة إلى بناء دفاع جديد كليًّا، من خلال دمج المدافعين ترنت ألكسندر أرنولد ودين هويسين، في حين لم يجرِ سوى ثلاث حصص تدريبية مع الفريق بأكمله قبل البطولة.
وعندما غاب الثنائي أمام باريس سان جيرمان وعاد ريال مدريد لسياسة "ترقيع" الخط الخلفي، مع عدم عودة فينيسوس جونيور ومبابي للدفاع، انكشفت ثغرات الفريق مجددًا، بينما في السابق كان عندما يغيب لاعب أو آخر في الدفاع يستطيع ريال مدريد أحيانًا التكيف مع الأمر بالاستعانة بلاعبين مثل فالفيردي أو كامافينغا في مركزي الظهيرين، لكن مع مدرب جديد مثل ألونسو لديه نظام صارم، صار كل لاعب مثل حجر "الدومينو" يؤثر في النظام ككل.
نقاط إيجابية من ألونسو
رغم خروجه من كأس العالم للأندية، إلا أن ألونسو حظي بإشادة واسعة، بفضل أساليب عمله الغنية بالمعرفة والدقة والتكنولوجيا (حتى باستخدام الطائرات من دون طيار)، والتي نالت استحسانًا واسعًا لجهوده وجهود طاقمه التدريبي، سواء داخل النادي أو خارجه، كما أظهر براعته التكتيكية، حيث تناوب على الدفاع بين اثنين وثلاثة مدافعين، فضلًا عن جرأته، التي تجلت في التزامه بضم المواهب الشابة من الأكاديمية، على عكس سلفه كارلو أنشيلوتي تمامًا.
وخير مثال على ذلك الثقة التي وضعها ألونسو في أردا غولر، البالغ من العمر 20 عامًا، والذي بدأ أساسيًّا منذ المباراة الثانية. ومن الخيارات الأخرى اختياره للمهاجم غونزالو غارسيا، البالغ من العمر 21 عامًا، والذي عوض كيليان مبابي بعد إصابة الأخير بالتهاب معوي حاد.
كان بإمكان ألونسو الاعتماد على لاعب من الطراز الرفيع، مثل رودريغو أو إبراهيم دياز، لكن المدرب أبقى على غونزالو في فريقه بعد عودة مبابي.
قبل البطولة لعب غونزالو غارسيا 61 دقيقة فقط من أربع مباريات في الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا، وسط توقعات عامة بأنه سيغادر هذا الصيف بحثًا عن المزيد من الفرص.
لكن اللاعب استغلّ مرض مبابي وإصابة إندريك ليسجل أربعة أهداف -من بينها هدف الفوز ضد يوفنتوس في دور الـ 16- في المباريات الخمس الأولى، ما دفع مدربه إلى مقارنته بأسطورة ريال مدريد ومدرب كاستيا راؤول غونزاليس.
حتى ذلك الحين، كان النادي يبحث عن مهاجم رقم 9 على طريقة خوسيلو، لديه القدرة على إحداث تأثير في منطقة الجزاء، ولا يتقاضى أجرًا مرتفعًا، ويقبل دور البديل من دون مشكلة، لذا ربما يكون غونزالو هو هذا المهاجم صاحب هذا الدور.
أما أردا غولر فلم يكن مفضلاً لدى أنشيلوتي، حيث أنهى الموسم في المركز السابع عشر بين أكثر اللاعبين استخدامًا من قِبل المدرب الإيطالي، لكنه الآن أصبح ركيزة في وسط الملعب مع ألونسو، حيث طُمئن بأن وصول فرانكو ماستانتونو لن يقلل من وقت لعبه، خاصة مع تألقه في مونديال الأندية، حيث ساهم بهدف وتمريرتين حاسمتين.
أراد تشابي ألونسو من غولر أن يستحوذ على الكرة ويتحمل المسؤولية في الحفاظ على استحواذ ريال مدريد على الكرة، وهو أمرٌ أدركه اللاعب البالغ من العمر 20 عامًا. وأوضح قائلاً في تصريحات سابقة له: "يحاول المدرب أن نتحكم في المباراة بشكل أكبر، وهذا أفضل لي. أنا أكثر سعادة لأنني ألعب في خط الوسط".
لكن ألونسو يريد منه أيضًا أن يكون أكثر مشاركة دفاعية، وهنا يجب التركيز على أن اللاعب التركي احتل المركز الخامس في قائمة البطولة من حيث الضغط الدفاعي (181)، والثالث عشر من حيث المسافة المقطوعة (54.39 كلم).
من بين التغييرات التكتيكية التي أراد ألونسو إدخالها أيضًا، نهج جديد أكثر استباقية وضغط عالٍ، فبحلول المباراة الأخيرة في دور المجموعات، والتي فاز فيها الفريق بنتيجة 3-0 على ريد بول سالزبورغ، كانت هناك علامات واضحة على ذلك، والتي استمرت خلال الفوز 1-0 على يوفنتوس في دور الستة عشر، والفوز 3-2 على بوروسيا دورتموند في ربع النهائي.
أثار ألونسو الإعجاب أيضًا بتعديلاته التكتيكية في أثناء المباريات، حيث استخدم لاعبين أساسيين مثل بيلينغهام، وفيديريكو فالفيردي، وأوريلين تشواميني، وأردا غولر، وألكسندر أرنولد في مواقع مختلفة في لحظات مختلفة. كما نجحت التبديلات بشكل عام، لا سيما إشراك لاعبي خط الوسط لوكا مودريتش وداني سيبايوس بانتظام عندما يكون فريقه متقدمًا، ما يسمح له بالسيطرة على المباراة من خلال الاستحواذ على الكرة.
أزمة رودريغو
على صعيدٍ أكثر سلبية، أصبح مستقبل رودريغو أكثر غموضًا من أي وقت مضى، فبعدما لعب المباراة الافتتاحية ضد الهلال، وقدّم تمريرةً حاسمةً، لم يشارك منذ ذلك الحين إلا نادرًا؛ إذ غاب عن ثلاث مبارياتٍ إجمالًا، بعضها من دون أن يُجري أي عمليات إحماء.
على الرغم من تأكيدات ألونسو المتكررة بأن رودريغو سيكون مهمًّا في البطولة، إلا أن البرازيلي انتهى به الأمر على الهامش في تناقضٍ صارخٍ مع عدد مرات لعبه تحت قيادة أنشيلوتي.
فشل راؤول أسينسيو
كانت المشاركة في كأس العالم للأندية 2025 نقطة كارثية للمدافع الشاب راؤول أسينسيو بسبب الأخطاء التي ارتكبها.
أمام الهلال، تسبب في ركلة جزاء غير مبررة أدت إلى هدف التعادل للفريق السعودي، وضد باتشوكا طُرد في الدقيقة السابعة، وهو خطأ كان من الممكن تجنبه أيضًا. وبعد عودته من الإيقاف، لم يلعب ضد يوفنتوس، ولم يخض سوى خمس دقائق ضد بوروسيا دورتموند.
عاد اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا إلى التشكيلة الأساسية ضد باريس سان جيرمان، بسبب البطاقة الحمراء التي تلقاها دين هويسن في ربع النهائي، لكنه فشل مجددًا وارتكب خطأ فادحًا في الدقيقة السادسة، بفقدانه الكرة داخل منطقة الجزاء، أدى إلى تقدم باريس سان جيرمان وسقوط ريال مدريد.
مستوى فينيسيوس جونيور
كان فينيسيوس جونيور يتطلع إلى الظهور بشكل أفضل في البطولة، لكن البرازيلي غادر وفي جعبته هدف واحد وتمريرة حاسمة واحدة فقط في ست مباريات، وجاءت مساهماته في أدائه المتميز ضد سالزبورغ في دور المجموعات.
لكن لم تكن هناك استمرارية، وفي غياب كيليان مبابي الذي تعرض لانتقادات كثيرة خلال ظهوره المحدود، فشل فينيسيوس جونيور في الظهور بالمستوى المأمول، لدرجة أنه تم استبدله بعد مرور ساعة من اللعب ضد باريس سان جيرمان، والتقطت الكاميرات المهاجم وهو يبدو غير راضٍ عن بقائه على مقاعد البدلاء وسط إحباط شديد من مستواه.
قدّم فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي بعض اللحظات الجيدة خلال البطولة، لكنهما ظهرا منفصلين عن زملائهما في الفريق في أوقات أخرى في حالة الدفاع، مع تراخٍ كبير في عملية الضغط.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البطولة
منذ 23 دقائق
- البطولة
تجديد عقد فينيسيوس.. مفاوضات "متوقفة" ولا وجود لعرض "مليار يورو" من السعودية!
تتجه المفاوضات المتعلقة بتجديد عقد نجم ريال مدريد ، البرازيلي ، نحو التعقيد والجمود، بعد أن توقفت تمامًا منذ شهر فبراير الماضي، وسينتظر النادي لغاية 2026 لبدء التفاوض من جديد. ووفقًا للمعلومات التي كشفت عنها صحيفة "آس"، فقد توقفت المفاوضات بشكل كامل، عقب اللقاء الأولي الذي جرى في فبراير، والذي أعرب خلاله فينيسيوس عن رغبته في حسم مستقبله سريعًا والاستمرار مع النادي لفترة طويلة، علما أن عقده الحالي ينتهي في 30 يونيو 2027. وبعد استفسار النادي من وكيل اللاعب، عن الرقم المطلوب للتجديد، قدم فينيسيوس مطالبه التي وصلت إلى 20 مليون يورو صافية في الموسم الواحد، ويُعد هذا المبلغ زيادة قدرها 5 ملايين يورو عن راتبه الحالي. وإلا أن ريال مدريد يواجه معضلة، حيث إن رفع راتب فينيسيوس إلى هذا الحد، سيجعله يتقاضى أكثر من زميله كيليان مبابي ، الذي يحصل حاليًا على 15 مليون يورو صافية، وهو خط أحمر لا يرغب النادي في تجاوزه، رغم إمكانية احتساب مكافأة توقيع مبابي (40 مليون يورو) كجزء من راتبه المقنع. وفي تطور لافت، أكدت مصادر مقربة من اللاعب، أن العرض السعودي الضخم، الذي قيل إنه أربك حسابات ريال مدريد والذي بلغ مليار يورو لخمسة مواسم، "غير موجود حاليًا"، ما يعني أن السعودية لم تحاول بعد "خطف" اللاعب.


برلمان
منذ 10 ساعات
- برلمان
أشرف حكيمي الأعلى تقييما في موسم سان جيرمان التاريخي
الخط : A- A+ إستمع للمقال تصدر الدولي المغربي أشرف حكيمي قائمة التقييم الفني السنوي لنجوم باريس سان جيرمان الفرنسي لموسم 2024-2025، وفقا لصحيفة 'لو باريزيان' الفرنسية، وأظهر الظهير الأيمن المغربي، البالغ من العمر 26 عاما، ثباتا فنيا وانتظاما مذهلا طوال مشاركاته في جميع المسابقات التي خاضها 'بي إس جي' خلال الموسم الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن تأخرها في إصدار هذا التقييم جاء بسبب مشاركة سان جيرمان الأخيرة في النسخة الموسعة الأولى من بطولة كأس العالم للأندية، التي اختتمت السبت الماضي بتتويج تشيلسي الإنجليزي باللقب، فيما حل الفريق الباريسي وصيفا. وقد اعتاد صحفيو 'لو باريزيان' على تقديم تقييمات دقيقة للاعبي سان جيرمان بعد كل مباراة في مختلف البطولات، مع الأخذ في الاعتبار الإيجابيات والسلبيات الفردية لكل لاعب على مدار الـ 65 مباراة التي خاضها الفريق في الموسم الفائت. وحصل حكيمي على أعلى تقييم إجمالي للموسم، بعد أن شارك في 55 مباراة، سجل خلالها 11 هدفا وصنع 16 آخرين، كما تميز بثبات مستواه الفني من بداية الموسم حتى نهايته، مسجلا أهدافا حاسمة في مباريات مصيرية، بما في ذلك أدوار ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي من دوري أبطال أوروبا. وبلغ متوسط تقييم حكيمي 6.55 من أصل 10، متفوقًا بذلك على الثنائي البرتغالي جواو نيفيز وفيتينيا، اللذين حصلا على 6.45 و 6.26 على التوالي، وجاء عثمان ديمبلي في المركز الرابع بمتوسط تقييم 6.18، وهو رقم لا يقلل من الموسم الرائع الذي قدمه اللاعب الفرنسي مع الفريق، علما بأنه يُعد من أبرز المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2025.


المغرب اليوم
منذ 11 ساعات
- المغرب اليوم
برشلونة يبدي إهتمامه بضم رودريغو غوس في خطوة قد تُكرر سيناريو فيغو وُتثير الجدل مع ريال مدريد
أبدى برشلونة اهتمامه بالتعاقد مع رودريغو غوس، نجم ريال مدريد ، وكشف للوسطاء عن رغبته في الحصول على خدمات النجم البرازيلي، في الوقت الذي اعتبرت فيه التقارير الصحافية تحركات النادي الكتالوني بمثابة الرد على انتقال لويس فيغو لنادي العاصمة الإسبانية قبل 25 عاما. ووفقا لصحيفة (يو أو إل)، اتصل برشلونة بالوسطاء لإبلاغهم باهتمامه باللاعب، على الرغم من حقيقة أن النادي اقترب من التعاقد مع الإنجليزي راشفورد. وبحسب مصادر الصحيفة البرازيلي فإن برشلونة يراقب وضع رودريغو عن كثف، موضحا أنه على استعداد لبدء المفاوضات إذا قرر الجناح البرازيلي البالغ من العمر (24 عاما) مغادرة ريال مدريد. ولا يزال مستقبل رودريغو مجهولا، بعدما ذكرت العديد من التقارير أن البرازيلي يرغب في مغادرة ريال مدريد، في ظل تراجع أدواره مع تشابي ألونسو، المدرب الجديد للفريق الأبيض، الذي لم يعتمد على اللاعب في البطولة الأخيرة لكأس العالم للأندية بعدما وضعه على دكة البدلاء على الرغم من أنه كان لاعباً أساسيا مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي انتقل إلى تدريب منتخب البرازيل. ولفتت وسائل إعلام إسبانية إلى أن ريال مدريد لا يعارض رحيل رودريغو، لكنه يطمح للحصول على 100 مليون يورو مقابل اللاعب.