
تهويل برّاك بـ «بلاد الشام» ينعش خطاب «حزب الله» الدفاعي
وفي ظل صمت رسمي لبناني تجاه تصريحات برّاك، التي يشغل أيضاً منصب سفير الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدى تركيا، استغل معلّقون ومراقبون مقربون من «حزب الله» هذه التصريحات للدفاع عن تمسُّك الحزب بسلاحه، بذريعة حماية الحدود اللبنانية، لا سيما الشرقية والشمالية مع سورية، التي تمتد لأكثر من 400 كيلومتر. واستشهد هؤلاء بالدور الذي أداه «حزب الله» إلى جانب الجيش اللبناني في «حرب الجرود» بين عامي 2014 و2017، ضد تنظيمات مسلحة سورية متطرفة كانت متمركزة في الجرود الحدودية، لاسيما في جرود عرسال ورأس بعلبك والبقاع، وهي المعركة التي بلغت ذروتها في صيف 2017، وأسفرت عن إنهاء وجود هذه الجماعات في المنطقة.
وفي وقت سارع المؤيدون لنزع سلاح «حزب الله» إلى اعتبار تصريحات برّاك دعوة للحكومة والسلطة لحسم ملف حصر السلاح بسرعة ومن دون تلكؤ، فإن شرائح واسعة من الرأي العام اللبناني رفضت التهديد الأميركي، وطالبت بموقف رسمي مندد. وأعادت التطورات الإقليمية الأخيرة التذكير بالحساسيات اللبنانية العميقة تجاه سورية، إذ لا تزال معظم الفئات اللبنانية، على اختلاف توجهاتها، تنظر بعين الارتياب إلى النوايا السورية، بفعل تاريخ طويل من التدخلات العسكرية والأمنية والسياسية التي بلغت ذروتها في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، حين فرضت دمشق نظام وصاية على لبنان استمر منذ نهاية الحرب الأهلية وحتى عام 2005، تاريخ انسحاب الجيش السوري بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.
وعلى أثر سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حاولت دمشق الجديدة، بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، طمأنة اللبنانيين، بتأكيده في أول خطاب رسمي له التزامه باحترام السيادة اللبنانية، وعدم تكرار النهج التدخّلي الذي اتبعه حزب البعث لعقود. غير أن واقع العلاقات لم يلبث أن توتر مجدداً، مع تصاعد الخلافات حول ملفات شائكة، بينها قضية الموقوفين السوريين في لبنان. يضاف إلى ذلك، أن العلاقة بين دمشق و»حزب الله» متوترة بطبيعتها، نظراً للدور المحوري الذي أداه الحزب في قتال فصائل المعارضة السورية خلال السنوات الماضية، وهو ما يترك آثاراً سياسية وأمنية مباشرة على العلاقة بين بيروت ودمشق، خصوصاً أن «حزب الله» لا يزال جزءاً أساسياً من الحكومة اللبنانية.
وكان باراك قد تراجع مساء أمس الأول عن تصريحاته التي وردت في صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية الناطقة بالإنكليزية جزئياً، قائلا إنها «فُهمت خطأً، ولم تكن تهديداً للبنان»، بل جاءت في سياق الإشادة بـ «الخطوات المثيرة للإعجاب» التي تتخذها دمشق. وشدد على أن «قادة سورية لا يطمحون سوى للتعايش والازدهار المتبادل مع لبنان».
لكن هذا التراجع لم يوقف سيل الجدل والشائعات. واضطرت قيادة الجيش اللبناني إلى إصدار نفي لأنباء جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حول دخول مسلحين إلى لبنان، وانسحاب الجيش من مناطق حدودية في البقاع، أي من ناحية سورية. وأكدت القيادة أن «الوحدات العسكرية المعنية تواصل تنفيذ مهماتها الاعتيادية لضبط الحدود اللبنانية السورية، في موازاة متابعة الوضع الأمني في الداخل لمنع أي مساس بالأمن والاستقرار».
والأسبوع الماضي، لوّحت وسائل إعلام سورية، بإجراءات عقابية بحق لبنان على المستوى الاقتصادي «كفرض قيود على حركة الشاحنات اللبنانية العابرة للأراضي السورية»، في حال لم يفرج لبنان عن موقوفين سوريين وعددهم نحو ألفين في السجون اللبنانية. وتقول بيروت إنها تريد التوصل الى معاهدة مع السلطات السورية الانتقالية لـ «تسليم المحكومين السوريين بغير قضايا قتل عسكريين لبنانيين أو قضايا إرهاب»، وبين الموقوفين مقاتلون متشددون سابقون كانوا في صفوف المعارضة، بعضهم متهم بقتل جنود لبنانيين.
وقالت وزارة الداخلية السورية، أمس، إن جهاز الاستخبارات العامة نفّذ عملية أمنية مع قيادة الأمن الداخلي في حمص، أسفرت عن إلقاء القبض على مسلح له صلة بجماعة «حزب الله» اللبنانية.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن المسلح محمود فاضل ضُبط في حوزته عبوات ناسفة، وقالت إنه كان يعتزم تنفيذ «عمليات إرهابية» بالمنطقة. وأضافت: «كشفت التحقيقات الأولية ارتباط الموقوف بخلية تتبع لميليشيا حزب الله اللبناني، حيث تبيّن أنه تسلَّم العبوات عبر معابر التهريب غير الشرعية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ يوم واحد
- المدى
باسيل: من يريد التطاول علينا سيسمع تذكيراً بصفاته الحقيقية
أكّد رئيس 'التيار الوطني الحر' النائب جبران باسيل، خلال عشاء هيئة قضاء بعبدا في التيار، أن بعبدا 'رمز الشرعية اللبنانية ومقر القرار الوطني الحر'، مشيرًا إلى أن 'التيار موجود في كل بلدية وضيعة وبيت، وأثبت حضوره في بعبدا واتحاداتها، رغم الحديث عن تسونامي انتخابي'. وسأل باسيل: 'أين خطط الحكومة الاقتصادية والسياحية؟ أين رؤية الدولة لترشيد الإنفاق وإدارة القطاعات؟'، معتبرًا أن 'التيار لا يزال إيجابيًا، لكن مسار الحكومة واضح، ونحن نشجع التوافق في كل الأماكن'. وفي الشق السياسي، قال باسيل إن 'التيار هو من عمل عام 2017 على إقرار قانون يمنح المنتشرين حق الترشح والاقتراع في الخارج'، مضيفًا: 'اليوم هناك من يسعى لنزع هذا الحق، ولا أحد يحق له الكذب على المنتشرين'. وتطرق إلى العلاقة مع 'حزب الله'، مشيرًا إلى أن 'التفاهم كان في مصلحة لبنان، لكن حين مسّ بالشراكة وببناء الدولة، اعتبرناه قد مات'، مؤكدًا أن 'التفاهم مع اللبنانيين لم ينتهِ'. واعتبر أن 'من يتباهى بنزع السلاح يسعى إلى التحريض، وأننا نشأنا على السلاح الشرعي، ومن قاتل الجيش في نهاية الثمانينات لا يحق له تخوين السياديين الحقيقيين'. وفي سياق آخر، انتقد باسيل ما وصفه بـ'الاستهداف الممنهج للإداريين المحسوبين على التيار الوطني الحر'، لافتًا إلى أن 'الأبشع هو أن يُسجن الموظف النزيه بسبب مكافحة السوق السوداء، بينما لا يُحاسب غير الشرعي'. وأشار إلى أن التيار 'لم ينتقم من أحد'، مستشهدًا بتجربته في وزارة الخارجية التي 'احترمت القوانين والتوازنات السياسية'، رافضًا ما وصفه بـ'التشفي السياسي'، و'خاصة الاعتراض على تعيين ترايسي شمعون في الأردن'، مؤكداً على 'التزام التيار بالمعايير، خلافًا لأحزاب باتت ترفض آلية التعيينات بعدما شاركت في الحكم'. وقال: 'رئيس القوات يقول ان لا مشكلة لانه معتاد على ذلك فهل تريدونه ان يقول ان هناك مشكلة في تفجير كنيسة في دمشق وهو فجر كنيسة قي زحلة؟ من يتباهى بنزع السلاح يريدون حربا وتحريضا ونحن من نشأنا على السلاح الشرعي ولو كانوا يؤمنون بالشرعية لمَ قاتلوا الجيش في اواخر الثمانينات زمن يريد المزايدة وتخوين السياديين الحقيقيين ومن يريد التطاول علينا سيسمع تذكيراً بصفاته الحقيقية ولا كلام بلا رد! كان لقبك اكبر مجرم في لبنان صار اكبر كذاب!'.


الرأي
منذ 2 أيام
- الرأي
لبنان «يشدّ الأحزمة» تَدارُكاً لعصْفِ «انفجار السويداء»
- معلومات عن اجتماع أمني لبناني - سوري في السعودية وتقارير وصفته بـ «الناجح جداً» - مخاوف من «نسخة لبنانية» للمنطقة العازلة في جنوب سوريا - بلدات في الجبل تمنع تجوّل النازحين السوريين ليلاً... وطرابلس غاضبة على وهاب - سلام اتصل بجنبلاط وتأكيد «أهمية التحلّي بالحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي يمكن أن تسبّب توترات داخلية» - صبّ إسرائيل «الزيت على نار» أحداث السويداء... تهشيم خرائط أو لعبٌ فوق الحدود؟ لم يكن ينقص لبنان، الذي يَستشعر الخارجُ بأنه يواجه ملف سلاح «حزب الله» على طريقة «الفيل في الغرفة»، سوى أن يجد نفسَه على أعتاب الانزلاق إلى «صراعِ الفيلة» في سوريا التي تقف أمام منعطفٍ بالغ الخطورة ويُخشى أن يكون... شديد الاشتعال. وفيما بات إضرامُ «النار في الهشيم» السوري من بوابة أحداث السويداء الدامية يَشي بمَخاطر تهشيمِ خرائط شكّل طلائعَها الانخراطُ الإسرائيلي العسكري فوق العادي، بدا لبنان وكأنه «يشدّ الأحزمة» في ملاقاة تطوراتٍ ستحدّد ليس فقط مصير الدولة الجارة بل أيضاً مسار الأحداث فيه. وتَطايرتْ من مجموعة تطوراتٍ في لبنان اتخذتْ طابعاً طائفياً مخاوفُ من أن يكون عَصْفُ «الانفجار» في السويداء بات في قَلْبِ الوطن الـ «بيت بمنازل كثيرة» الذي غالباً ما يَستفيق على «كوابيس» في كل مرة تتصادم أساطير وسرديات توقَظ من داخل أو خارج. وفي الوقت الذي كان بنيامين نتنياهو يُبَلْوِرُ إستراتيجيةَ «تحقيق السلام عبر القوة على 7 جبهات» انطلاقاً من الـ «ميني حرب» التي شنّها على سوريا قبل وقف النار، فإنّ ما ساهَمَ بتأجيج القلق في بيروت تَمَثّل في تَشابُك «صاعقين» موْصوليْن بـ «مستودع البارود» اللبناني: - الأوّل قيام نتنياهو بـ «تأكيد المؤكد» لجهة خلفياتِ ضربه بيدٍ من «حديد ونار» في سوريا، بتأكيده أن حكومته «وضعت سياسة واضحة لنزْع السلاح من جنوب دمشق ومرتفعات الجولان إلى منطقة جبل الدروز»، مرسّماً بذلك حدوداً لعمليته العسكرية لا تُسقِط احتمالات «اللعب بالحدود». وإلى جانب الخشية المتعاظمة من مخططات إسرائيل في سوريا ولها وما ستُلْحِقُه بلبنان «المُلْحَق» مصيرُه الجيو – سياسي بالدولةِ اللصيقة به، فإن تقارير متقاطعة تشير إلى أن المنطقةَ العازلةَ التي تفرضها تل أبيب رغماً عن دمشق ستكون لها «نسخة لبنانية» على رقعة في الجنوب كما البقاع تكون منزوعة السلاح. وفي رأي أوساطِ سياسية أن النمطَ الإسرائيلي الذي «تقمَّص» شعار الرئيس دونالد ترامب «السلام بالقوة» هو الذي سيَحْكم تَعاطي تل أبيب مع الواقع اللبناني خصوصاً لجهة التصلّب بإزاء مطلب سحْب سلاح «حزب الله» من جنوب الليطاني وشماله وفق جدول زمني واضح، حدّه الأقصى نهاية السنة. وهذا هو جوهر مقترَح الموفد الأميركي إلى سورية ولبنان توماس براك الذي تحاذر بيروت صوغ موقفها منه بما يُظْهِرها رافِضة له انطلاقاً من عدم قدرتها على تطبيقه بلا موافقة «حزب الله»، والذي لا يمكنها في الوقت نفسه إعلان السير به «كما هو» في ضوء إدراكها الـ «لا» الكبيرة له من الحزب. ومن هنا يمكن تفسير ملامح «إطالة الوقت» من لبنان الرسمي في إطار درس الجواب الأميركي على ما كان تبلّغه براك في بيروت من كبار المسؤولين في ما خص مقترَحه، ومحاولة ربْط السير بسحب السلاح «المُجَدْوَل» زمنياً بضمانات تحصل عليها واشنطن من تل أبيب في ما خص الانسحاب من التلال الخمس جنوباً ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى، علّ ذلك يُطْلِق مساراً متوازياً أو متزامناً على قاعدة «الخطوة مقابل خطوة»، ولكن يصعب تَصَوُّر أن يقبل به نتنياهو المتوثّب لحلول بشروطه وإلا... القوة. «حمولةٍ فتنوية» - أما الصاعق الثاني، فشكّلتْه أحداثٌ مدجّجةٌ بـ «حمولةٍ فتنوية» لاحتْ من إشكالاتٍ لبنانية - لبنانية وأخرى لبنانية - سورية على خلفية أحداث السويداء، وقعت على «خطوط تماس» مذهبية واستوجبت استنفاراً رسمياً وسياسياً واتصالات على «الخط الساخن» لمنْع انفلاتها وزجّ البلاد في عين عاصفة جديدة، هي التي لم تخرج بعد من منطقة الأعاصير التي دخلتْها غداة «طوفان الأقصى» في 8 أكتوبر 2023. فمن مناطق في الجبل (ذات الغالبية الدرزية)، إلى طرابلس (ذات الغالبية السنية)، ارتسمتْ توترات نقّالة، بعضها مرتبط بوهج الأحادث الدموية في السويداء، وبعضها الآخَر كانت شرارته تصريحات لرئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب الذي كان أعلن فيها «انطلاق جيش التوحيد» كـ «مقاومة مستقلة» مهاجماً بعنف الرئيس السوري أحمد الشرع. وفي حين تم التعرض لنازحين وعمال سوريين في عدد من بلدات «الجبل» وسط قطْع طرق مساء الأربعاء، شهدت مدينة طرابلس احتجاجاتٍ رفع خلالها المشاركون شعارات تدعم الشرع وتدين بشدّة تصريحات وهاب ويدعو بعضها لتوقيفه. وما عكس خطورة الوضع والخشية من استدراج الفوضى، قيام العديد من البلديات في الشوف وعاليه وإقليم الخروب بإصدار قرارات بمنْع تجوّل السوريين ليلاً «حرصاً على السلامة العامة وحفظ الاستقرار»، وذلك بعد قيام عدد من اللبنانيين بالاعتداء على نازحين سوريين بالضرب على خلفية أحداث السويداء. وبرز أمس اتصال رئيس الحكومة نواف سلام بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط، حيث شددا على «صيانة وحدة سوريا وتفاهم جميع أبنائها تحت مظلة الدولة السورية بالإضافة إلى أهمية التحلّي بالتعقل والحكمة في لبنان وتفادي ردود الأفعال التي من الممكن أن تسبّب توترات داخلية بين أبناء الوطن الواحد». وكان سلام أعلن ليل الأربعاء أنه «في ضوء ما شاهدناه من أحداث متفرقة اتخذت طابعاً مذهبياً يرفضه الشعب اللبناني، أناشد جميع اللبنانيين الابتعاد عن الفتنة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخَر». وفيما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور وليد جنبلاط أمس، قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى تعليقاً على أحداث السويداء والخشية من انتقالها إلى لبنان: «لا نقبل بأن تتفلّت الساحة في لبنان وأن تنتقل الفتنة إليه، والشخصيات الدرزية والسنية اللبنانية ترفض ذلك وإذا حصلتْ بعض الاعتداءات نطلب من الأجهزة الأمنية توقيف المعتدين»، مؤكداً «أننا على تواصل دائم مع المفتي الشيخ عبداللطيف دريان لمعالجة الأمور». وشدد عبر قناة «ام تي في» اللبنانية على «أننا نرفض التدخلَ الإسرائيلي ولكن على الدولة السورية أن تتحمّل مسؤولياتها»، مشيراً إلى أنه اتصل بالسفير السعودي وليد بخاري وطلب منه رعاية عربية لاتفاق التهدئة في السويدا، ولافتاً إلى «أن في سوريا متطرفين بثياب الدولة السورية ولكن على الدولة أن تتصدى لذلك وتتحمّل مسؤوليتها». اجتماع أمني ثلاثي وعلى وقع هذه اللوحة الداكنة، كُشف في بيروت أنه في إطار متابعة الاجتماع الذي كان عُقد في جدة برعاية سعودية (مارس الماضي) بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري، حصَل اجتماع أمني ثلاثي على مستوى عالٍ في الرياض. وأفاد موقع «النهار» الإلكتروني بأن اللقاء جاء في سياق «متابعة مستجدات تنفيذ الاتفاق السابق بين سوريا ولبنان والذي لم تُنفذ بنوده كافة»، لافتاً إلى «ان الاجتماع كان مطوّلاً وناجحاً جداً وناقش بعمق هواجس الطرفين في الفترة الأخيرة والاتفاق على معالجتها وتسريع العمل في بنود اتفاق جدة». وكان وزيرا دفاع البلدين وفي حضور وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وقّعا أواخر مارس الماضي اتفاقاً أكدا خلاله «الأهمية الإستراتيجية لترسيم الحدود، وتشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية خصوصاً ما قد يطرأ على حدودهما». غارات إسرائيلية وفي موازاة ترقُّب زيارةٍ يقوم بها الرئيس جوزاف عون للبحرين في 22 و23 الجاري لاستكمال محاولات حشد الدعم الخليجي للبنان، مضت إسرائيل في اعتداءاتها حيث نفّذت أمس غارتين، استهدفت الأولى سيارة على طريق عام تول - الكفور قضاء النبطية وأدت إلى سقوط شخص وإصابة آخريْن بجروح، والثانية شاحنة في بلدة الناقورة أدت إلى مقتل شخص. وزعم الجيش الإسرائيلي أنه «خلال أقل من ساعة قضينا على عنصرين من حزب الله في جنوب لبنان: حسن أحمد صبرا الذي عمل قائداً في القوة البحرية التابعة لقوة الرضوان (غارة الكفور)، وعنصر آخر كان يعمل على محاولة إعادة اعمار بنى تحتية إرهابية في منطقة الناقورة».


المدى
منذ 2 أيام
- المدى
مشروع وطن الإنسان': لا خلاص إلا بقرارات تاريخيّة تحت راية الدولة
عقد المجلس التنفيذيّ ل' مشروع وطن الإنسان' اجتماعه الأسبوعيّ برئاسة النائب نعمة افرام وحضور الأعضاء. وبعد التداول والنقاش، صدر ما يلي: أوّلًا: يرى 'مشروع وطن الإنسان' أنّ ما يجري في سوريا تحوّل إلى نهج منظّم يهدف إلى تطويع البُنى الوطنيّة وتفتيتها، مع احتماليّة تعميم هذا النموذج على دول الجوار. ومن هذا المنطلق، على لبنان أن يستخلص العبرة الأعمق في العودة إلى جوهر هويّته كصيغة حضارية قائمة على التنوّع والانفتاح، لا كعبء بل كقيمة تأسيسيّة. وحدها الإدارة الرشيدة والعادلة لهذا التنوّع، كفيلة بالوقوف في وجه التهديدات المتفاقمة، ولا خيار سوى التمسّك بلبنان الكيان بقرارات تاريخيّة تُجنّب لبنان السقوط في فخ التفتيت الذي يتهدّد الإقليم بأسره. ثانيًا: توقّف المجتمعون عند مسألة وضع سلاح 'حزب الله' في عهدة الشرعية اللبنانيّة، فأجمعوا على أنّ قوّة لبنان الحقيقيّة تكمن في صلابة مؤسّساته الوطنيّة وفي مقدّمتها مؤسّسة الجيش اللبنانيّ، وفي وحدة أبنائه تحت راية الدولة. وانطلاقًا من هذا الثابت الوطني، شدّدوا على أنّ التعددية المجتمعيّة والحضاريّة، تشكّل فرادة تاريخيّة أصيلة ليست وليدة سايكس بيكو ولا غيرها، وبالتالي لا غنى عنها في صوغ المصير الوطنيّ المشترك، على أن يكون الجميع، دون استثناء أو تمييز، تحت سقف الدولة اللبنانيّة، الحاضنة الوحيدة للشرعيّة والسلاح والقرار. ثالثًا: ثمّن المجلس التنفيذيّ إعادة تثبيت الحكومة لموقفها الوطنيّ الجامع، خلال الجلسة النيابيّة المخصّصة لمناقشة سياساتها، بما يُشكّل ركيزة ضرورية في زمن التحوّلات الدقيقة. كما نوّه بالخطوات التي يتابعها مجلس الوزراء في سبيل ملء الشغور في المواقع الديبلوماسيّة والإداريّة والقضائيّة، سعيًا إلى إعادة انتظام العمل المؤسّساتي. وفي موازاة هذه المقاربات، يدعو المجلس التنفيذيّ السلطة التنفيذيّة إلى ملاقاة الإجراءات السياسيّة والإداريّة بخطوات تنفيذيّة ملموسة، تعالج الأزمات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة المتراكمة، ومنها الأزمة المزمنة للنفايات وإيجاد الحل النهائيّ والجذريّ لها، مع ضرورة التطبيق الصارم للقوانين، لا سيّما تلك المتعلّقة بالسير والسلامة العامة. رابعًا: يجدّد 'مشروع وطن الإنسان' رفع الصوت عاليًا دفاعًا عن حقّ الاغتراب اللبنانيّ الكامل في الاقتراع لنواب الوطن الـ128، انطلاقًا من إيمانه العميق بأنّ اللبنانيين المنتشرين في أصقاع الأرض يشكّلون امتدادًا حيًّا للبنان الرسالة، وجزءًا لا يتجزأ من هويّته الوطنيّة ومسيرته الديمقراطيّة. وإذا كان لبنان على أعتاب مرحلة جديدة تتطلّب قرارات مصيرية تعيد له دوره الرياديّ في خضم المتغيّرات الإقليميّة والدوليّة، فإنّ إشراك المغتربين في هذه المرحلة ليس مجرّد حقّ مكتسب، بل واجب وطنيّ لا يقبل التذرّع بالحسابات السياسية الضيّقة.