
عبدالعزيز العيوني.. انطلق من عائلة ماكدونالدز ووصل لبطولة العالم
في عام 2004، وُلد عبدالعزيز في أحد مستشفيات الرياض، وكانت لحظة ولادته بداية لاختبارٍ عسير؛ حيث بادر الطبيب بإبلاغ والدته أن طفلها يعاني من متلازمة داون، وثقوب في القلب، ومشكلات صحية متعدّدة، قائلاً لها: «ما أتوقع يعيش أكثر من 10 سنوات، فلا تتعلقين فيه كثير واهتمي فيه صحياً بس، لأن ممكن يفارق الحياة».
كلمات وقعت كالصاعقة على الأم، لكنها لم تُثنِها عن التمسك بأملها وإيمانها بأن «الله لا يخلق عبثاً».
نشأ عبدالعزيز في بيئة أسرية تحتضنه بالمحبة والعدل، لم يُعامَل يوماً على أنه حالة خاصة أو استثناء. كانت والدته تردد على مسامعه دوماً: «انت مختلف، لكن ما انت ناقص.. انت هدية من ربي». هذه الكلمات لم تكن مجرد دعم عاطفي، بل أسست بداخله شخصية واثقة، ترى في التحدي فرصة، وفي الاختلاف مصدر قوة.
التحق عبدالعزيز بمدارس الدمج منذ سن الخامسة، وواصل تعليمه إلى أن تخرج من المرحلة الثانوية بتفوق، وتم تكريمه من قِبل وزير التعليم آنذاك، في لحظة شكّلت بداية انتقاله من مقاعد الدراسة إلى سوق العمل.
وبعد ترشيحه للتوظيف، تواصلت معه شركة ماكدونالدز السعودية، وأجرى المقابلة الشخصية واجتازها بنجاح.
من هنا بدأت مرحلة التحوّل الفعلي. لم تكن الوظيفة في ماكدونالدز مجرّد عمل روتيني، بل مساحة اكتشف فيها ذاته، وعزّز من خلالها ثقته بنفسه. بيئة العمل التي وفرتها له الشركة آمنت به منذ اليوم الأول، واحتضنته عبر برامج تدريب وتأهيل، شجعته على الالتزام، وتحمل المسؤولية، وإبراز إمكاناته.
تقول والدته: «انضمامه لماكدونالدز كان نقطة تحول كبيرة في حياته. احتكاكه مع الجمهور، ودعم الشركة له، كلها أمور ساعدته على التطور في شخصيته ومهاراته. صار يعبر عن رأيه، ويتخذ قراراته بثقة، وكل من حوله لاحظوا هذا التغيير».
ومع نضجه المهني، برزت مواهبه الرياضية. بدأ عبدالعزيز المشاركة في البطولات الرياضية، وتمكّن من تحقيق إنجازات في السباحة ورفع الأثقال على مستوى المملكة. غير أن تألقه الحقيقي جاء في رياضة الملاكمة التايلندية، التي أصبحت بالنسبة له أكثر من مجرد هواية؛ كانت رسالته للعالم: «أنا موجود».
حقق العيوني ثلاث بطولات محلية في الملاكمة التايلندية، ومثّل المملكة مرتين في بطولات عالمية، ليصل في عام 2025 إلى ذروة الإنجاز، ويتوّج رسمياً بلقب بطل العالم في البطولة المقامة في تركيا.
وفي لحظة الفوز، لم يكن وحيداً، زملاؤه ومديروه في ماكدونالدز السعودية كانوا في مقدمة من احتفى به، مؤكدين دعمهم المستمر واعتزازهم بإنجازه.
وخلال حفل تكريمي خاص، وقف الرئيس التنفيذي المالك لشركة الرياض العالمية (ماكدونالدز السعودية)، الأمير مشعل بن خالد آل سعود وقال: «أنا لا أتكلم اليوم كمسؤول.. أنا أعتبر نفسي أباً لعبدالعزيز، وفخور جداً فيه وبإنجازاته. هذه من أسعد لحظاتي».
وخلال الحفل، كرّمت الشركة بطلها بمكافأة مالية بلغت 50 ألف ريال، لم تكن مجرد تقدير لميدالية، بل احتفاء بقصة شقّت طريقها بالصبر والثقة والعمل.
تقول والدته: «ماكدونالدز غيّرت عبدالعزيز بشكل إيجابي. هذا التكريم مستحيل أنساه. دعم سمو الأمير وفريق العمل دافع كبير لابني في مسيرته القادمة. أنا فخورة فيه جداً».
قصة عبدالعزيز لم تتوقف عند بطولة، ولا عند منصة تتويج، بل هي مستمرة، لأن خلفه بيئة تؤمن به، وأشخاص دعموه من أول لحظة، وآمنوا أن الإصرار يصنع الأبطال.
ففي كل مرة رُفِع فيها الكأس، كان ذلك احتفالًا بقوة الإنسان حين يُمنَح الفرصة، وبقيمة العمل حين يكون أداة للتمكين، وبقدرة الطموح حين يتجاوز القيود.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 2 دقائق
- صحيفة سبق
"الرشيد": العطور المركبة في أسواقنا قنابل مرض تحتوي على 4 مكونات خطرة قد تسبب العقم أو السرطان
تحذّر الكاتبة الصحفية وفاء الرشيد مما يُباع اليوم في أسواقنا على أنه عطور مركبة يدويًا، من دون أي رقابة دقيقة أو تراخيص مهنية لتركيب العطور أو ضمانات على مكوناتها، لافتة إلى أن هذه العطور المركبة قنابل مرض وسموم، تحتوي على أربعة مكونات خطرة قد تسبب العقم أو السرطان، ولها آثار كارثية على الرئة! مطالبة الجهات المختصة والرقابية بثلاثة إجراءات لضبط سوق هذه العطور. العطور المركبة قنابل مرض وفي مقالها "العطور المركبة قنابل عطرية على الرفوف..." بصحيفة "عكاظ"، تقول "الرشيد": "رغم أن العطر ظل رمزًا للرفاهية والأناقة، إلا أن أسواق المملكة، خصوصًا في مدينة الرياض، باتت تغصّ اليوم بعطور مركبة يدويًا تُباع على نطاق واسع في المولات والأسواق الشعبية مثل المعيقلية وشارع الثميري، من دون أي رقابة دقيقة أو تراخيص مهنية لتركيب العطور أو ضمانات على مكوناتها... حيث أصبحت مهنة من لا مهنة له". 4 مكونات خطرة قد تسبب العقم أو السرطان وتشرح "الرشيد" قائلة: "ما يحدث هو تسويق لعطور تُركّب غالبًا في ظروف غير صحية، وبأيدي عمالة غير مختصة، وباستخدام كحوليات ومواد كيميائية قد تكون ضارة بالصحة العامة... ومع غياب الإشراف الدقيق من وزارة التجارة، والصمت غير المبرر من وزارة الصحة، وغياب التأهيل من وزارة الموارد البشرية، فإن النتيجة هي سوق فوضوي يهدد الجلد والتنفس والهرمونات... هل تعلمون أن هذه المكونات الخطرة قد تسبب العقم! قد تسبب السرطان! تسبب آثارًا على الرئة كارثية! 4 مكونات -سادتي- في العطور خطرة وخطرة جدًا، أهمها: الفثالات: تُستخدم لتثبيت الرائحة، لكنها معروفة بقدرتها على تعطيل الهرمونات، والتأثير على الخصوبة، وقد تسبب العقم، وقد تُمتص عبر الجلد مباشرة إلى مجرى الدم. المسك الصناعي: بديل رخيص للمسك الطبيعي، يحتوي على مركبات قد تتراكم في أنسجة الجسم، وبعض أنواعه مصنفة كمسرطنة أو معطلة للغدد الصماء. الفورمالديهايد: يُستخدم كمادة حافظة، لكنه مسرطن معتمد عالميًا، يسبب التهابات جلدية وتنفسية، وقد يؤدي إلى الاختناق لدى مرضى الربو. البنزين: مكوّن عطري يعطي «رائحة مميزة»، لكنه من أخطر المواد المسرطنة، ويرتبط بزيادة خطر سرطان الدم ومشاكل الجهاز التنفسي". وتعلق الكاتبة قائلة: "المشهد مخيف... والحل ليس معقدًا، فالمطلوب أن نتعلم من تجارب العالم في ضبط التركيب العطري (الذي يستعمله الكثير كمصطلح على أنه تركيب وليس تصنيعًا ليتفادوا المخالفات من الحكومة): • لاصق ترخيص رسمي إلزامي على كل عبوة عطر مركب، يُبيّن مكوناته، مصدر الكحول، تاريخ الإنتاج والانتهاء، واسم الفني المسؤول. • تفعيل كود مهني لمهنة «فني تركيب العطور»، يمنع الممارسة لمن لا يحمل رخصة وتأهيلاً. • ملاحقة المنشآت غير الملتزمة بالتراخيص الصحية والتجارية فورًا". وتنهي "الرشيد" قائلة: "ما يُباع اليوم تحت مسمى «عطر فاخر بسعر زهيد» هو في كثير من الأحيان خليط سام يُلحق ضررًا تراكمياً بالصحة... ولن يتغير هذا الواقع إلا بمنظومة رقابية فاعلة تحمي الناس، وتضع حدًا لهذا التسيّب الصحي والتجاري.. رائحة الخطر لا تُشم... لكنها تدمّر بصمت".


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
نتنياهو يعاني من تسمم غذائي... وسيخضع للراحة ثلاثة أيام
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم (الأحد) إن بنيامين نتنياهو يتعافى من وعكة أصيب فيها بتسمم غذائي، وأضاف أنه سيستمر في أداء مهامه خلال فترة الراحة في المنزل على مدى الأيام الثلاثة المقبلة. ووفقاً لـ«رويترز»، قال بيان إن نتنياهو (75 عاماً) شعر بوعكة خلال الليل، واتضح أنه يعاني من التهاب في الأمعاء وجفاف، ويتلقى سوائل عبر الوريد للتعافي من ذلك. وذكر مكتبه: «وفقاً لتعليمات الأطباء، سيرتاح رئيس الوزراء في منزله الأيام الثلاثة المقبلة، وسيدير شؤون الدولة من هناك». وخضع نتنياهو لتركيب منظّم لضربات القلب في 2023، كما أُجريت له جراحة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لاستئصال البروستاتا بعد تشخيص إصابته بعدوى في المسالك البولية.


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
من السهر إلى "الساعة البيولوجية": قادة الشركات يعيدون اكتشاف النوم
أعاد قادة الأعمال في مختلف أنحاء العالم النظر في مفهوم النوم، بعد أن كان يُنظر إليه في السابق كعلامة على الكسل أو قلة الطموح في ظل ثقافة "العمل المستمر". أما اليوم، فأصبح يُعتبر ركيزة أساسية لتحسين الأداء الذهني ودعم القرارات الاستراتيجية في أعلى مستويات القيادة. وبيّن بيتر بارسوم، المدير التنفيذي السابق في "مورغان ستانلي"، في تصريح لمجلة Fortune، أنه اعتاد النوم لأربع ساعات فقط يوميًا خلال مسيرته في القطاع المالي، معتبرًا النوم مضيعة للوقت. لكنه غيّر قناعاته بالكامل، وأصبح اليوم ينام بين ست إلى ثماني ساعات ويستخدم تطبيق "كالم" Calm ضمن روتينه الليلي. ويأتي هذا التحول في ظل صعود ما يُعرف بـ"اقتصاد النوم"، الذي تجاوزت قيمته عالميًا 500 مليار دولار، مدعومًا بانتشار أدوات وتقنيات مثل الخواتم الذكية، والأسِرّة المتطورة، والأقنعة المانعة للضوء. وقد أصبحت جودة النوم مؤشرًا جديدًا على الرفاه الذهني والقدرة القيادية في أوساط التنفيذيين. روتين النوم عند كبار رجال الأعمال أكد عدد من الرؤساء التنفيذيين أن الاهتمام بجودة النوم أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجياتهم القيادية، بعد سنوات من الانغماس في ثقافة "الإنجاز المفرط" التي مجّدت السهر والعمل بلا انقطاع. دانيال رامسي، الرئيس التنفيذي لشركة "ماي أوت ديسك" MyOutDesk، اعترف بأنه كان من بين أولئك الذين تأثروا بتلك الثقافة، لكنه اليوم يراقب نومه يوميًا عبر أجهزة تتبع ذكية، ويعتبر الراحة مفتاحًا لتعزيز قدرته على الاستماع والقيادة من دون تحكّم مفرط. من السهر إلى "الساعة البيولوجية": قادة الشركات يعيدون اكتشاف النوم - المصدر | shutterstock وأما آريانا هافينغتون، الرئيسة التنفيذية لشركة "ثرايف" Thrive، فوصفت روتينها الليلي بأنه "طقس مقدس"، يشمل شرب شاي الأعشاب وترك الهاتف خارج غرفة النوم، وفي الاتجاه نفسه، شدد توم بيكيت، المدير التنفيذي لمنصة "هيدسبيس" Headspace للصحة النفسية، على أنه يتعامل مع التحضير للنوم بنفس الجدية التي يُوليها لاجتماعات مجلس الإدارة، قائلًا: "عندما يتراجع النوم، يتراجع كل شيء آخر". حتى جيف بيزوس، مؤسس أمازون، شدد في تصريحات سابقة على أهمية النوم، قائلاً: "أنام 8 ساعات يوميًا... وهذا يجعلني أفكر وأتخذ قرارات أفضل". ومن جانبها، أوضحت الدكتورة ويندي تروكسيل، الباحثة في مؤسسة "راند" RAND، أن نظرة المديرين التنفيذيين تجاه النوم تغيّرت جذريًا منذ بداية الألفية الجديدة، مشيرة إلى أن "المديرين باتوا اليوم أكثر حرصًا على إدماج النوم كجزء من نظامهم الذهني والأدائي". أجهزة ذكية لمراقبة النوم وتحسينه وتزايد الاهتمام بالأدوات الداعمة للنوم، مثل خاتم OURA الذكي بقيمة 300 دولار، والأقنعة المانعة للضوء، والأسِرّة المزودة بتقنيات متقدمة. وتُنفق شخصيات بارزة مثل كايلا بارنز آلاف الدولارات على تحسين بيئة النوم باستخدام تقنيات "الهاك الحيوي". ولم يقتصر هذا التحوّل على كبار المديرين، إذ يشهد جيل "زين زد" اهتمامًا متزايدًا بـ"النوم المُحسّن"، وتنتشر عبر منصة تيك توك مصطلحات مثل "Sleepmaxxing"، حيث يشارك المؤثرون روتينهم الليلي ومنتجاتهم المفضلة للنوم. وقالت أمريتا باسين، الرئيسة التنفيذية لشركة Sotira، إنها لم تعد تؤمن بثقافة النوم المؤقت على فرش الهواء في المكاتب، مؤكدة: "إذا كنت تنوي بناء شركة تدوم، فعليك أولًا أن تنام جيدًا"، ورغم ازدهار سوق تقنيات النوم، شددت تروكسيل على أن الأساليب البسيطة لا تزال الأجدى، كالحفاظ على مواعيد نوم منتظمة، وتجنب الأضواء الساطعة والشاشات قبل النوم، والابتعاد عن الوجبات الثقيلة، والنوم في غرفة مظلمة وباردة، وبينما تتسارع الابتكارات، يبقى التحدي الحقيقي هو التوازن: ألا يتحوّل النوم إلى هوس، بل يُستعاد كركيزة صحية تُعزز الأداء والقيادة المستدامة.