
صانعو التكنولوجيا.. صائدو التريليونات..!
في التعليق: كسرت «إنفيديا»، ومعها صناع وعمالقة التكنولوجيا السبعة، كل قيد.. تخطت كل حاجز.. جعلت المستغرب مألوفاً وملموساً. هكذا، بتنا نتساءل: ماذا لو استيقظ، ذات صباح، منظرو الاقتصاد ومفكروه، ما الذي كانوا سيقولونه عن شركة قيمتها السوقية أربعة تريليونات دولار، كيف كان سيرد جون كينز، وكيف سيحلل الموقف ديفيد ريكاردو، وهل سيطلب آدم سميث من الناس متابعة قراءة كتابه الشهير «ثروة الأمم» أم سيقول لهم: كفوا عن ذلك، بل كيف ينظر فيليب كوتلر، الأب الروحي للتسويق الحديث، إلى شركة سوّقت نفسها، بشكل مذهل، لتصل إلى سيادة شركات العالم في ثلاثة عقود فقط؟!
بداية القصة: تأسست «إنفيديا»، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، عام 1993، ونمت على نحو مذهل، لتصبح رائدة تصميم وتطوير ومعالجة الرسومات (GPUs)، وأنظمة الرقائق (SOCs)، وتتحرك بشكل رئيسي في قطاعات الذكاء الاصطناعي والألعاب الإلكترونية والسيارات الذكية وغيرها.. أُدرج سهم الشركة في البورصة، عام 1999، بقيمة 12 دولاراً، ويوصف هذا السهم اليوم بأنه «للشراء لا للبيع».
غابة الأرقام: اربطوا الأحزمة، واستعدوا لجولة في غابة أرقام ومؤشرات، قد تبدو طبيعية للبعض، ومزعجة للبعض الآخر، لكنها بالتأكيد صادمة ومذهلة لأغلبنا. كيف؟ يطلق على «إنفيديا» وست شركات أخرى عاملة في التكنولوجيا- جميعها أمريكية - «العمالقة السبعة»، وهم وفقاً للقيمة السوقية بالتريليون دولار: «إنفيديا» 4، «مايكروسوفت» 3.7، «أبل» 3.12، «أمازون» 2.35، «جوجل» 2.16، «ميتا» 1.8، إضافة ل «تيسلا» 950 ملياراً.
لماذا نصف تلك الأرقام بالمذهلة؟ نعتقد أن المقارنات التالية تتكفل بالإجابة: إجمالي القيمة السوقية لهؤلاء العمالقة 18.1 تريليون دولار، تشكل 62% من الناتج الإجمالي الأمريكي (GDP)، الأعلى عالمياً والبالغ 29 تريليوناً، وبهذا يقود صانعو التكنولوجيا اقتصاد أمريكا، التي تقود بدورها اقتصادات العالم، علماً بأن ناتج الصين 18.8 تريليون، وجارتها الصفراء (اليابان) 4.2 تريليون دولار.
وماذا عن أقوى خمسة اقتصادات في القارة الشقراء؟ الجواب غير سار للأوروبيين، فقيمة «إنفيديا» تفوق أربعة منها، إذ إن نواتج هذه الاقتصادات بالتريليون هي: ألمانيا 4.7، بريطانيا 3.8، فرنسا 3.2، إيطاليا 2.4، وأخيراً روسيا 2.2 تريليون دولار. فيما تشكل قيمة «إنفيديا» ضعف ناتج القارة السمراء (إفريقيا)، والبالغ تريليوني دولار، علماً بأن عدد سكانها قريب من 1.5 مليار نسمة.
لم يثر اهتمام الاقتصاديين والمحللين وصول «إنفيديا» إلى هذه القمة الجديدة، بالرغم من أهميته، ولكن القفزات الهائلة التي حققتها الشركة في وقت قصير هي ما أثار الاهتمام بالدرجة الأولى، فقيمتها وصلت إلى تريليون دولار، لأول مرة في يونيو/ حزيران 2023، ثم تضاعفت بحدود ثلاث مرات، في أقل من عام، متجاوزة مسار النمو ل «أبل» و«مايكروسوفت»، وهما شركتان تجاوزتا ال 3 تريليونات دولار.
أرقام ومسارات غير مسبوقة تاريخياً، تخطتها وتحركت ضمنها تلك الشركة العملاقة، لك أن تتصور مثلاً، أن قيمتها باتت تفوق القيمة الإجمالية للشركات المدرجة في البورصة البريطانية، أو القيمة الإجمالية لسوقي الأسهم في كندا والمكسيك معاً..؟!
هكذا، باتت هذه الشركة ومعها شقيقاتها العاملات في التكنولوجية، تصميماً وتنفيذاً وتطويراً، الأكثر سطوة في النفوذ والتأثير، حول العالم، ليس في مجالها وحسب، بل وفي احتكارها لثورة البيانات، وتأثيرها في سلوك مليارات المستخدمين، وتشكيل ملامح الاقتصاد العالمي، وإعادة رسم وتشكيل الاتجاهات الاستهلاكية، عبر منتجات وخدمات تغير أنماط الاستهلاك، فكل مواطن عالمي يستنشق معنا في هذه اللحظة هواء المعمورة، ويشرب ماءها، عليه أن يدفع- راغباً أو مكرهاً- لأحد العمالقة السبعة.
إضاءة:
«قيل ذات يوم، إنما سُمّي المال مالاً، لأنه يميل بصاحبه، لكن ثروات اليوم، لم تكتفِ بالميلان، بل أخذتنا إلى اللامألوف واللامتناهي، من حيث ندري ولا ندري..!»
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
اليابان تبحث مع واشنطن مسألة الرسوم الجمركية الأسبوع المقبل
ذكر كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين ريوسي أكازاوا، على هامش معرض إكسبو العالمي في أوساكا، أنه سيزور الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لإجراء جولة أخرى من المحادثات بشأن الرسوم الجمركية. واستضاف أكازاوا وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ومسؤولين أمريكيين آخرين زائرين في المعرض، حسب وكالة بلومبرج للأنباء اليوم السبت. وتابع: إنه لم يناقش الرسوم الجمركية مع بيسنت خلال محادثاتهما في المعرض. وكتب بيسنت على موقع التواصل الاجتماعي (إكس) أمس إن اتفاق التجارة الحرة بين أمريكا واليابان «لا يزال ضمن نطاق الاحتمال».


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
«وول ستريت» على صفيح جُمركي ساخن.. وأوروبا تنتظر العقوبات
تباينت إغلاقات مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية للأسبوع الجاري، بعد أن أفادت تقارير بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لفرض رسوم جمركية دنيا تراوح بين 15% و20% في أي اتفاق قادم مع الاتحاد الأوروبي. وخلال هذه الفترة، انخفض مؤشر «داو جونز» بشكل أقرب إلى الاستقرار، فيما سجل كل من مؤشري «ستاندرد آند بورز» و«ناسداك» مكاسب بلغت 0.78% و1.69% على التوالي. مع ذلك، يُنظر إلى الأيام الماضية على أنها اختبار لكيفية تسلل سياسات ترامب الاقتصادية إلى الاقتصاد الأوسع. وقال غريغ بوتل، رئيس استراتيجية الأسهم والمشتقات الأمريكية في بنك «بي إن بي باريبا»: «لقد سئم الناس من محاولة تداول عناوين التعريفات الجمركية أو المواعيد النهائية، وهم أكثر اهتماماً برؤية دليل على ذلك من خلال الأرقام». الجمعة، أنهى «داو» تداولاته منخفضاً بأكثر من 140 نقطة، أي بنسبة 0.32%، عند 44342.19 نقطة. وانزلق «إس آند بي» 0.01% إلى 6296.79 نقطة، بعد أن سجل أعلى مستوى قياسي له في وقت سابق من اليوم. في حين شقّ «ناسداك» طريقه وحيداً إلى المنطقة الخضراء، بارتفاع طفيف لامس الـ0.05%، إلى 20895.66 نقطة. الأسهم الأوروبية تراوح أداء الأسواق الأوروبية في أواخر التعاملات بين إيجابي وسلبي ومستقر، كما تراجعت أسهم قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا بنحو 0.6% لكليهما، في حين ارتفع النفط والغاز بنسبة 0.66%. واستقر مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي القياسي عند 547 نقطة الجمعة، مع نمو أسبوعي 0.41%. وكذلك فعل «كاك» الفرنسي، عند 7822.67 نقطة، ونمو أسبوعي أيضاً 0.55%. في المقابل، صعد «فوتسي» البريطاني بنسبة 0.22%، و0.57% للأسبوع، إلى 8992.12 نقطة. أما مؤشر «داكس» الألماني، فقد خسر 0.33% في ختام التداولات، منهياً إياها عند 24289.51 نقطة، لكنه أضاف 1.05% للأسبوع. آسيا والمحيط الهادئ تأرجحت الأسواق الآسيوية الجمعة، مع تسجيل الأسهم الأسترالية، أعلى مستوى لها على الإطلاق، على خلفية تقارير اقتصادية أمريكية قوية وسلسلة من أرباح الشركات التي فاقت التوقعات. وقفز مؤشر «ستاندرد آند بورز إيه إس إكس 200» الأسترالي بنسبة 1.37% الجمعة، و2.24% خلال الأسبوع، ليغلق عند قمة جديدة بلغت 8757.2 نقطة. في المقابل، انخفض مؤشر «نيكاي 225» الياباني القياسي بنسبة 0.21%، مع صعود أسبوعي 1%، إلى 39819.11 نقطة. كما تراجع «توبكس» بنسبة 0.19% ليصل إلى 2834.48 نقطة، مع تقدم 0.69% للأسبوع. وخسر مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي قرابة 0.13% من قيمته في اليوم الأخير، و0.14% خلال الأسبوع، ليغلق عند 3188.07 نقطة. في حين ارتفع «كوسداك» للأسهم الصغيرة بنسبة 0.29%، و2.52% للأسبوع، إلى 820.67 نقطة. وأنهى مؤشر «سي إس آي» الصيني الرئيسي تعاملات اليوم والأسبوع على ارتفاع بنسبة 0.6% و0.93% على التوالي، مسجلاً 4058.55 نقطة.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
النفط يتراجع 2% في أسبوع
شهدت أسعار النفط تغيراً طفيفاً، الجمعة، بفعل تقارير اقتصادية أمريكية متباينة وأنباء متضاربة عن الرسوم الجمركية، ومخاوف من نقص المعروض بسبب العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا جراء حربها في أوكرانيا. تراجعت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 24 سنتاً بما يعادل 0.3% إلى 69.28 دولار للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 20 سنتاً أو 0.3% إلى 67.34 دولار للبرميل. ونزل الخامان القياسيان بنحو 2% هذا الأسبوع. وفي الولايات المتحدة، انخفض معدل تشييد المنازل الخاصة إلى أدنى مستوى في 11 شهراً في يونيو / حزيران، إذ أدى ارتفاع أسعار التمويل العقاري وعدم اليقين الاقتصادي إلى عرقلة شراء المنازل. وفي تقرير آخر، تحسنت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة في يوليو / تموز، بينما استمرت توقعات التضخم في الانخفاض. وسيسهل انخفاض التضخم على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) خفض أسعار الفائدة، مما سيعزز النمو الاقتصادي بتخفيض تكلفة الاقتراض للمستهلكين. وسيعزز النمو الاقتصادي القوي الطلب على الطاقة. وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز»، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى أن يتضمن أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15 و20%، مضيفة أن الإدارة تدرس حالياً نسب رسوم جمركية مضادة تتجاوز 10%، حتى في حال التوصل إلى اتفاق. وقال محللون في مركز أبحاث سيتي جروب التابع لبنك سيتي جروب الأمريكي في مذكرة: «ربما ترفع الرسوم الجمركية المضادة المرتقبة والرسوم المعلنة الخاصة بالقطاعات.. المعدلات الفعلية للرسوم في الولايات المتحدة إلى ما يزيد على 25%، متجاوزة بذلك أعلى مستوياتها في ثلاثينات القرن الماضي... وفي الأشهر المقبلة، من المتوقع أن يظهر تأثير الرسوم الجمركية بشكل متزايد على التضخم». ويمكن أن يؤدي ارتفاع التضخم إلى رفع الأسعار على المستهلكين وإضعاف النمو الاقتصادي والطلب على النفط. وفي أوروبا، توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لفرض حزمة العقوبات الثامنة عشرة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، والتي تتضمن تدابير تهدف إلى مواصلة استهداف قطاعي النفط والطاقة في روسيا. وقال محللون في «كابيتال إيكونوميكس» في مذكرة «قوبلت العقوبات الجديدة على النفط الروسي من الولايات المتحدة وأوروبا هذا الأسبوع برد فعل فاتر من السوق». وأضافوا «هذا يعكس عدم ثقة المستثمرين في تنفيذ الرئيس دونالد ترامب لتهديداته، واعتقاداً بأن العقوبات الأوروبية الجديدة لن تكون أكثر فاعلية من المحاولات السابقة».