
وسائل التواصل الاجتماعي تنتفض: الجوع يفتك بقطاع غزة
ويفتقر السكان في غزة إلى المواد الغذائية الأساسية في ظل تحكم الاحتلال بالمشهد الميداني وحالة الحصار المطبق المفروضة على القطاع، فضلاً عن تحول نقاط توزيع المساعدات إلى مراكز للموت اليومي. وبشكل يومي يستشهد ويصاب عشرات الفلسطينيين بفعل وجودهم في مراكز توزيع المساعدات التي أُنشئت في مناطق وسط
القطاع
وجنوبه قبل شهور، وبات الفلسطينيون وحتى المؤسسات الدولية يطلقون عليها مسمى "نقاط الموت".
وبحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد سجل سقوط 805 شهداء وإصابة 5252 فلسطينياً آخرين برصاص الاحتلال، فضلاً عن 42 مفقوداً منذ بداية العمل في مراكز التوزيع التي فرضها الاحتلال بديلاً لآليات الأمم المتحدة.
ووثّق سكان غزة شهاداتهم حول واقع التجويع من خلال حساباتهم في مختلف
منصات التواصل الاجتماعي
، حيث ارتفعت أسعار الطحين الذي يعتبر المادة الأساسية في صناعة الخبز بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي.
ويتحكم لصوص المساعدات وبعض التجار في أسعار هذه السلعة وغيرها من خلال رفع أسعارها وخفضها حيث تتأثر أسعار المواد الغذائية بطبيعة الأحداث الميدانية، حيث ترتفع في حال بث أخبار عن فشل مفاوضات وقف إطلاق النار وتنخفض فور الحديث عن توقعات بقرب الوصول إلى صفقة تبادل.
إعلام وحريات
التحديثات الحية
الإعلام الغربي.. اعتراف بطيء بحقيقة الإبادة الجماعية في غزة
وعجزت الجهات الحكومية والأمنية عن ضبط السوق خلال الفترة الحالية في ظل الاستهدافات الإسرائيلية المركزة للمنظومة الحكومية في القطاع وعمليات القصف التي تطاول كل العناصر الشرطية والأمنية.
وسجلت أسعار الطحين مبالغ قياسية، حيث وصل ثمن الكيلوغرام الواحد إلى مبلغ راوح بين 80 و90 شيكلاً إسرائيلياً، ما يعادل 25 إلى 30 دولاراً أميركياً، وهو أمر يفوق مقدرة الفلسطينيين في غزة، في ظل عدم وجود أي مصادر دخل وتعطل غالبيتهم منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما ميدانياً، فتحولت أجساد الكثير من السكان إلى ما يشبه الهياكل العظمية نظراً لعدم تناولهم للطعام، حيث تحدث البعض عن عدم تناولهم الطعام ما بين يوم إلى يومين، فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً لسيدة لم تتناول الطعام لمدة خمسة أيام.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم عبر صفحته على "فيسبوك" إن "سعر كيلو الطحين وصل إلى 100 شيكل، وبات الناس يعيشون يوماً بيوم، يؤجلون شراء الطحين إلى الغد، على أمل أن ينخفض سعره". أضاف إبراهيم: "لكن المفاجأة تأتي كل يوم: السعر أعلى من اليوم السابق، واقع من العجز والانتظار، حيث تحوّلت الاحتياجات الأساسية إلى أحلام مؤجلة، في ظل معيشة تزداد قسوة وضيقاً يوماً بعد يوم".
أما الفلسطيني أبو محمد الهندي، فكتب على "فيسبوك"، قائلاً: "إما أن يُوحَّد سعر الطحين في السوق بسعر يتناسب مع حالة الناس، وإما أن يُمنَع بيعه على الإطلاق، بيوت البعض يملأها الطحين من طريق السرقة والبلطجة والمعارف والغالبية، العظمى ينهشها الجوع والتعب والقهر". وتابع: "بائعو الطحين أقذر من بائعات الهوى (..) لماذا تجوع العائلات ويشبع المقززون التافهون؟ صاحب الوجه القذر يبيع كيلو الطحين بـ100 شيكل".
أما الصحافي ومراسل التلفزيون العربي في غزة، إسلام بدر، فكتب عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي إكس ("تويتر" سابقاً): "في شوارع غزة لا تحتاج أن تسأل عن حال الناس، الوجوه تروي كل شيء"، مضيفاً: "الجوع والفقر غيّرا ملامح الناس والعيون الحزينة المخذولة غارقة في القهر والوجع".
في شوارع غزة..
لا تحتاج أن تسأل عن حال الناس…
الوجوه تروي كل شيء…
الجوع والفقر غيّرا ملامح الناس والعيون الحزينة المخذولة غارقة في القهر والوجع..
— Islam bader (@islambader_1988)
July 17, 2025
وتحدث معين الكحلوت عن حالة الجوع والمجاعة التي وصل إليها القطاع، وقال: "الجوع ليس كافراً فحسب، بل يُفتّت القيم، ويمحق المبادئ، ويسحق الأخلاق، في حضرة الجوع، يتنازل الإنسان عن أعزّ ما يملك، فقط ليُسكت بكاء طفل، أو يمدّ لقمة إلى فمٍ صغير لا يفقه من الدنيا سوى الجوع، الناس هنا دون مبالغة جوعى، والله جوعى، أقسم بالله جوعى".
الجوع ليس كافرًا فحسب، بل يُفتّت القيم، ويمحق المبادئ،
ويسحق الأخلاق.
في حضرة الجوع، يتنازل الإنسان عن أعزّ ما يملك، فقط ليُسكت بكاء طفل، أو يمدّ لقمة إلى فمٍ صغير لا يفقه من الدنيا سوى الجوع.
الناس هنا بدون مبالغة جوعى، والله جوعى، أقسم بالله جوعى.
— معين الكحلوت 🇵🇸 , من غزة 💔 (@Moin_Awad)
July 17, 2025
بدوره، تحدث الطبيب الفلسطيني عز الدين شاهين عبر "إكس" قائلاً: "هناك مسؤولية أخلاقية على عاتق كل من يناصر غزة وينتمي إلى قضيتها، ألا يتوقف عن الحديث عن المجاعة، لا يوجد ما هو أهم من ذلك الآن، لا توجد أولوية أكبر من تخفيف مجاعة الناس".
هناك مسؤولية أخلاقية على عاتق كل من يناصر غزة وينتمي لقضيتها، ألا يتوقف عن الحديث عن المجاعة، لا يوجد ما هو أهم من ذلك الآن.
لا يوجد أولوية أكبر من تخفيف مجاعة الناس.
— izzeddin (@izzeddinshaheen)
July 17, 2025
من جهته، تحدث الناشط محمد عوض عبر تغريدة سيطرت عليها اللهجة الفلسطينية المحلية، ذكر فيها ما حل بالأطفال، قائلاً: "طيب والله احنا مش قادرين نكذب أكثر من هيك على الأولاد الصغار الجوعانة في غزة، إخواني الكبار نفد صبرهم على الجوع، طيب الأطفال الصغار عنا بتوقع وبتدوخ وبتبكي من الجوع والله، طيب لو مش عشان الكبار ارحمونا عشان الأطفال والرضع والحوامل الجوعى".
طيب والله احنا مش قادرين نكذب أكثر من هيك على الأولاد الصغار الجوعانة في غزة ، اخواني الكبار نفذ صبرهم على الجوع ، طيب الأطفال الصغار عنا بتوقع وبتدوخ وبتبكي من الجوع والله ، طيب لو مش عشان الكبار ارحمونا عشان الأطفال والرضع والحوامل الجوعى .
— Mohammed _awed (@Mohammed_awed12)
July 17, 2025

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 13 ساعات
- العربي الجديد
آلية تصعيد النزاع
ما إن وضعت الحرب التي استمرّت 12 يوماً ضد إيران أوزارها، حتى بدأت تتشكّل في الأفق ملامح مواجهة جديدة بين طهران والغرب، تكتسب منذ البداية عنواناً لافتاً: تفعيل آلية "فض النزاع" أو ما يُعرف بآلية "سناب باك". غير أنّ ما سيحصل أبعد ما يكون عن فضٍّ للنزاع، بل هو تصعيدٌ مضاعف يُدخل النزاع مرحلة أشد خطورة وتعقيداً، بكل أبعاده الأمنية والسياسية والاقتصادية. تمضي الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الشريكة في الاتفاق النووي، قُدماً نحو تفعيل هذه الآلية قبل 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، محددة نهاية الصيف مهلة لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وبلا مواربة، فإن الشروع في تنفيذ هذه الخطوة يعدّ إعلاناً رسمياً بدفن الاتفاق النووي الذي ظلّ في وضعية "الموت السريري" منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 وما تلاه من تخلّي إيران التدريجي عن التزاماتها النووية. كما يمثّل ذلك أيضاً نهاية رسمية لعهدٍ بين إيران والغرب، وعلى الخصوص مع الولايات المتحدة؛ كادت تقوده الدبلوماسية على أساس معادلة "ربح ـ ربح" إلى كسر جليد الصراع الممتد أكثر من أربعة عقود. تفعيل آلية فضّ النزاع، كما نصّت عليه بنود الاتفاق، سيعيد الملف النووي الإيراني إلى دهاليز مجلس الأمن، ويؤسس مرة أخرى لتدويله بالكامل، الأمر الذي يترتب عليه إحياء منظومة العقوبات الدولية والعودة إلى ما لا يقل عن ستة قرارات أممية صدرت بحق طهران سابقاً، والتي عُلّقت بموجب الاتفاق النووي عام 2015. طوال الشهور الماضية، ظلّت الدول الأوروبية الثلاث تلوّح بورقة تفعيل هذه الآلية، سعياً منها لإجبار طهران على العودة إلى التزاماتها من جانب واحد، إلّا أنّ هذا التهديد المتكرر لم يؤت أُكله، ويبدو أن الرهان الآن معقود على تداعيات التفعيل ذاته بهدف تحقيق ما عجزت عنه الضغوط السابقة. أما طهران فتحاول التقليل من أهمية هذه الخطوة وتصفها بأنها تصعيد خالٍ من الأثر الفعلي، غير أن لغة التهديدات الإيرانية تكشف عن قلق مكتوم من تبعات القرار. وفي جوهر المشهد، فإن هذه التطورات تمنح سياسة الضغط الأقصى الأميركية بعداً دولياً جديداً؛ فالعقوبات الأميركية، وإن كانت تطبَّق على نطاق دولي بفضل الهيمنة الاقتصادية والعسكرية لواشنطن، إلا أن عودة العقوبات الأممية سيضفي عليها طابعاً قانونياً ودولياً يصعب تجاوزه. أما الأخطر والأشد حساسية، فهو إعادة إيران إلى دائرة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؛ وهو الباب الذي يتيح اتخاذ إجراءات قسرية، بما في ذلك العمل العسكري، الأمر الذي من شأنه أن يضفي شرعية دولية على أي تحرك عسكري ضد إيران سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو غيرهما، فضلاً عن توسيع دائرة التدويل لتشمل ملفات أخرى، لا سيما الملفات الدفاعية والصاروخية الحساسة.


القدس العربي
منذ 19 ساعات
- القدس العربي
بعد ست سنوات من اختفائها… ليبيا: دعوات تتجدد لإجراء تحقيق كامل ومستقل في قضية اختفاء سهام سرقيوة
طرابلس – «القدس العربي»: جدّدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دعوتها لإجراء تحقيق كامل ومستقل وشفاف في قضية اختفاء عضو مجلس النواب سهام سرقيوة، وذلك بمناسبة مرور ست سنوات على اختفائها عقب اقتحام مسلحين لمنزلها في بنغازي واقتيادها إلى جهة مجهولة، في ظل استمرار غياب أي مساءلة أو نتائج ملموسة. وكانت قوات حفتر في 17 تموز/يوليو 2019، قد اختطفت سرقيوة، بشكل تعسفي من منزلها في مدينة بنغازي، ومنذ ذلك الحين لا يزال مصيرها مجهولًا حتى الآن. وجاء اختطاف سرقيوة بعد ساعات قليلة من ظهورها في مقابلة تلفزيونية على قناة «ليبيا الحدث» الموالية لحفتر، حيث كررت معارضتها للهجوم العسكري لحفتر على العاصمة طرابلس، داعية إلى وقف الحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية؛ وبحسب المنظمات الحقوقية، كان هذا الموقف السبب المباشر لاستهدافها. وفي بيانها، سلّطت البعثة الضوء على اختفاء عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي منذ أيار/مايو 2024، مشيرة إلى عدم إحراز أي تقدم في التحقيقات بشأن مصيره. وربطت البعثة هذه القضايا بالاكتشافات الأخيرة لمقابر جماعية في طرابلس، والتي تضمّنت جثث عدد من الأشخاص الذين سبق الإعلان عن اختفائهم، وتبيّن أنهم كانوا محتجزين في مرافق تابعة لجهاز دعم الاستقرار قبل السيطرة عليها مؤخراً. وأشارت البعثة إلى أن تكرار حالات الإخفاء القسري يعكس نهجاً ممنهجاً تتبعه جهات أمنية بهدف إسكات الأصوات المعارضة، محذّرة من اتساع نطاق هذه الانتهاكات في أنحاء البلاد. وأكدت تضامنها مع الضحايا وذويهم، ودعت القيادات السياسية والأمنية في ليبيا إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف هذه الممارسات، ومحاسبة المسؤولين عنها. كما شدّدت على أن الاحتجاز التعسفي، والاختطاف، والتعذيب، والإخفاء القسري، والوفاة أثناء الاحتجاز تُعد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وقد ترقى إلى جرائم دولية تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. وفي السياق، دعت منظمات حقوقية السلطات في شرق ليبيا إلى الكشف عن مصير سهام سرقيوة ومحاسبة المسؤولين عن اختفائها، بعد مرور 6 سنوات عن اختطافها من قبل مليشيات حفتر. وحملت منظمة رصد الجرائم في ليبيا والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان خليفة حفتر ومليشياته المسؤولية القانونية الكاملة عن استمرار الاختفاء القسري لسهام سرقيوة، مطالبة بالكشف الفوري عن مصيرها، وضمان محاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة. كما دعت منظمة رصد المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع التحقيقات بشأن الانتهاكات الجسيمة المرتكبة في ليبيا، بما في ذلك الاختفاء القسري، وإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين عنها، باعتبارها من الأفعال التي قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي. ولم يكن اختفاء سرقيوة القضية الوحيدة المسجلة ضمن سلاسل عمليات الإخفاء القسري في الشرق الليبي في حق النواب، حيث اختفي النائب في مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي قسرياً مساء 18 أيار/مايو من عام 2024، وانقطع الاتصال بينه وذويه بعد مغادرته لاحتفال أقامته قيادة حفتر في بنغازي بمناسبة مرور عشر سنوات على عملية الكرامة. وتُتهم القيادة العسكرية في شرق ليبيا بالوقوف وراء حملات ممنهجة لإسكات الأصوات المعارضة، خاصة تلك التي تنتقد الفساد أو تحتج على هيمنة العسكر على الحياة السياسية. ولا يزال مصير الدرسي غامضاً بعد مرور قرابة سنة على اختطافه في بنغازي، فيما لا تتعامل الجهات الأمنية التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر مع الحادث بوضوح وسط مخاوف في أوساطها من إمكانية أن تتسبب الحادثة في دفع ملف الاختفاء القسري والاختطافات في معسكر شرق ليبيا إلى الواجهة. وفي حزيران/يونيو الماضي، أطلقت منظمة العفو الدولية نداء جديداً للتحرك العاجل، وكشف مصير عضو مجلس النواب المختفي إبراهيم الدرسي، داعية المهتمين إلى المشاركة في التدوين، ونشر قصته.


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
الأمم المتحدة: الوضع في السويداء مقلق جداً وحماية الناس ضرورة
وسط استمرار التوتّرات في محافظة السويداء جنوبي سورية على خلفيّة الحوادث الدامية التي وقعت في الأيام الأخيرة، عبّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء تأثّر عملياتها الإغاثية بالأعمال القتالية في مدينة السويداء. وقال المتحدّث باسم المفوضية وليام سبيندلر أمام الصحافيين في جنيف، اليوم الجمعة، إنّ "الوضع في السويداء مقلق جداً"، مبيّناً أنّه "من الصعب جداً علينا العمل هناك". وإذ أكد المتحدّث الأممي أنّ "القدرة على إيصال المساعدات محدودة جداً في الوقت الراهن"، فإنه دعا "كلّ الأطراف إلى السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية" إلى من يحتاجها. وذكرت المفوضية أنّ عملياتها تأثّرت بإغلاق الطرقات، وأنّها اضطرت إلى نقل كلّ الموظفين، البالغ عددهم 15 فرداً، من مكتبها في ريف السويداء إلى خارج المنطقة "لأسباب أمنية". وأوضحت المفوضية أنّها تجد صعوبة في دعم الأشخاص في مراكز النزوح التي أنشأتها السلطات السورية، وأشارت إلى أنّ الاحتياجات على الأرض كبيرة في ظلّ نقص المياه واكتظاظ المستشفيات بالمصابين الذين يحتاجون إلى علاج. وشرح سبيندلر أنّ الناس "يحتاجون إلى أشياء، من قبيل البطانيات والمصابيح الشمسية"، مشيراً إلى أنّ "هناك مخزوناً منها ونحن مستعدّون لتسليمها بمجرّد أن تسمح الظروف الأمنية". Syria crisis: hundreds killed in ongoing #Sweida violence, hospitals overwhelmed. @UNHumanRights @Refugees — UN News (@UN_News_Centre) July 18, 2025 وكان مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قد لفت، أمس الخميس، إلى نزوح نحو ألفَي عائلة من المناطق المتضرّرة من العنف في محافظة السويداء السورية. وقالت ستيفاني تريمبليه من مكتب المتحدّث باسم الأمم المتحدة إنّ العائلات النازحة تقيم حالياً في 12 موقعاً جماعياً، مضيفةً أنّ عائلات كثيرة منها "غير قادرة على العودة إلى ديارها إمّا بسبب الأضرار وإمّا النهب وإمّا تدمير مساكنها". وحثّت تريمبليه، في المؤتمر الصحافي اليومي الذي يُعقَد في نيويورك، كلّ الأطراف على حماية الأشخاص المحاصرين في خلال أعمال العنف، "بما في ذلك السماح لهم بالتنقّل بحرية بحثاً عن الأمان والمساعدة الطبية"، ودعت قوات الأمن إلى ضرورة احترام قواعد القانون الدولي ومعاييره المعمول بها في كلّ عملياتها. ولفتت المتحدّثة الأممية إلى أنّ المنظومة الصحيية في السويداء ما زالت تعاني من ضغط شديد، وأنّ المستشفيات في محافظة درعا المجاورة تعاني كذلك من ضغوط هائلة. وبيّنت أنّ المرافق الصحية في المنطقة تعمل "من دون كهرباء وتواجه نقصاً حاداً في الإمدادات، مع نقل عدد من المرضى إلى دمشق". وأوضحت تريمبليه أنّ الأمم المتحدة وشركاءها يحشدون جهودهم لتقديم المساعدة الإنسانية وتقييم الاحتياجات بحسب ما تسمح به الظروف الأمنية، مشيرةً إلى التواصل كذلك مع السلطات في دمشق لتسهيل الوصول إلى من يحتاج المساعدة والدعم. لجوء واغتراب التحديثات الحية بدو السويداء... تهجير عشرات العائلات إلى درعا غرفة طوارئ لمتابعة حوادث السويداء إنسانياً من جهة أخرى، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سورية رائد الصالح أنّ منذ بداية حوادث محافظة السويداء في جنوب البلاد قبل أيام، شُكّلت غرفة طوارئ لمتابعة المستجدات على الصعيد الإنساني. وأوضح الصالح، في تدوينة نشرها على موقع إكس، اليوم الجمعة، أنّ الغرفة تضمّ ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية، والدفاع المدني السوري، وكذلك منظمات محلية إنسانية ومؤسّسات خدمية تعمل كلّها "على مدار الساعة لتقديم خدمات الإغاثة والإخلاء والإسعاف للمواطنين". وأشار الصالح إلى أنّه، منذ صباح يوم أمس الخميس، جرى إسعاف أكثر من 570 جريحاً في السويداء ونقل 87 من الضحايا الذين قُتلوا من جرّاء التصعيد، بالإضافة إلى إجلاء مئات العائلات إلى مناطق أكثر أماناً. يُذكر أنّ مراكز إيواء استُحدثت في درعا (جنوب) أمس الخميس، واستقبلت عشرات العائلات التي غادرت السويداء على عجل. منذ بداية الأحداث المؤسفة وفي ظل الظروف الأمنية والإنسانية الصعبة التي تشهدها محافظة السويداء وتلبية لنداءات المواطنيين السوريين في المحافظة، قمنا في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث بتشكيل غرفة عمليات مشتركة، تضم الغرفة ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية، والدفاع المدني السوري،… — Raed Al Saleh ( رائد الصالح ) (@RaedAlSaleh3) July 18, 2025 وأضاف وزير الطوارئ وإدارة الكوارث أنّ 90 متطوّعاً مدرّباً ومجهّزاً من فرق الدفاع المدني السوري شاركوا في الاستجابة الإنسانية عموماً، إلى جانب أسطول ميداني يتألّف من 17 مركبة إسعاف، وأكثر من 22 حافلة لإجلاء الناس، و10 مركبات نقل متنوّعة، وستّة ملاحق إطفاء وآليات للنقل اللوجستي. يأتي ذلك إلى جانب إنشاء غرف تنسيق داخلية لرصد نداءات الاستغاثة وتنظيم عمليات نقل العائلات إلى الأماكن التي تحدّدها هي بنفسها أو إلى مراكز إيواء. وكانت فرق الدفاع المدني السوري قد أفادت، أمس الخميس، بإجلاء أكثر من مئة مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، من قريتَي سكاكا والدارة في ريف محافظة السويداء المأزومة.