logo
نخب "صداقة العمر"..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عامًا

نخب "صداقة العمر"..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عامًا

CNN عربية14-03-2025

تعيش كاندوتي الآن مع زوجها في سويسرا، وقبل انتقالهما إلى الخارج، تبرعت بمجموعة من الملابس القديمة. لكنها لم تستطع التخلي عن الفستان المزهر، حيث كان يحمل الكثير من الذكريات.
وقالت كاندوتي لـCNN: "لقد رافقني في كل مكان. لقد تخليت عن فستان زفافي، واحتفظت به".
عندما أعادت كاندوتي اكتشاف زي الثمانينيات العام الماضي، تذكرت سنوات دراستها الجامعية.
وعلى جري عادتها فكرت بأفضل صديقاتها بالكلية، اللواتي التقت بهنّ في اليوم الذي انتقلت فيه إلى سكن لورا روبينز، في أواخر عام 1986: روبن كلارك، وروبن غاريسون، وأنجي كارانو.
في صورة كاندوتي الجامعية المفضّلة مع كلارك، وغاريسون، وكارانو، التي التُقطت في عام 1989، ارتدت ذلك الفستان المزهر، حيث كانت المجموعة الرباعية في حفل استقبال بإحدى مباريات كرة القدم الجامعية. كل واحدة منهن تبتسم للكاميرا، وترتدي نظارات شمسية، وتحمل كوبًا أزرق اللون من الجعة.
مرّ أكثر من 35 عامًا على تاريخ هذه الصورة، لكنها ما زالت ترمز لصداقة كاندوتي، وكلارك، وغاريسون، وكارانو الدائمة والمخلصة.
وقامت كل واحدة من الصديقات بتأطير الصورة في منزلها. وعندما تزوجت كارانو، أرسلت الصورة إلى صديقاتها الثلاث الأخريات، وطلبت منهن أن يكنّ وصيفات شرف لها.
رسالة تربط بين مراهقين بأفريقيا وأوروبا..صداقة تبدأ صدفة بزجاجة على الشاطئ
عندما أخرجت كاندوتي الفستان من خزانتها، كانت الصديقات الأربع، اللواتي تجاوزن الخمسين من عمرهن، على وشك الذهاب في إجازة إلى ماركي، شرق إيطاليا.
أرسلت كاندوتي صورة الفستان إلى صديقاتها برسالة نصية ووضعته تلقائيًا في حقيبتها.
ثم بدأت خطة ما تتشكل في الدردشة الجماعية، إذ أوضحت كاندوتي: "قررنا إعادة إنشاء الصورة في مغامرتنا الإيطالية".
أصبحت الصديقات الأربعة الآن أمهات، حيث تتنقّلْن بخفّة بين عملهن ومسؤولياتهن الكثيرة، وتتبادلن بين يعضهن البعض مكالمات الفيديو، والرسائل النصية، وتوصيات الكتب، ووصفات الطعام، والنصائح للتعامل مع سن اليأس.
وتذكرهنّ العطل السنوية التي تجمع بينهن بأهمية صداقتهن التي امتدّت لعقود وساهمت في تشكيل شخصياتهنّ الحالية.
وأوضحت كاندوتي: "أصبحنا مشتتات بين الولايات المتحدة وأوروبا، نخطط لرحلة مرة واحدة سنويًا لنكون معًا ونتواصل من جديد. كانت إدنبرة آخر مغامرة لنا في عام 2023. أما في عام 2024، فكانت إيطاليا وجهتنا".
ربما كانت هذه المغامرة الإيطالية رحلتهما الأكثر تشويقًا حتى الآن.
تتذكر كاندوتي قائلة: "قضينا أسبوعًا كاملًا في تعلم كيفية صنع المعكرونة، وتذوّق زيت الزيتون، والسفر إلى البلدات الجبلية الخلابة القريبة".
لكن بالنسبة لهنّ كان أبرز ما في الأمر إعادة إحياء تلك الصورة الجامعية المحبوبة.
ارتدت كاندوتي فستانها الزهري الأصلي، بالطبع. وأخرجت كلارك، وغاريسون، وكارانو بشجاعة ملابس تُشبه ملابسهنّ في عام 1989. وأحضرت غاريسون أكواب زرقاء اللون، غير شائعة في أوروبا، ووضعتها في حقيبتها وأحضرتها إلى إيطاليا، وملأنها بنبيذ إيطالي فاخر بدلاً من جعة جامعية رخيصة.
التقط زوج كاندوتي، الذي انضم أيضًا إلى الرحلة الصورة، وساعد النساء على استعادة وضعياتهنّ.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أتقنّ الوضعية مع ما رافق ذلك من مواقف طريفة.
قصة ثلاث نساء فوق الغيوم..رحلة طيران واحدة وصداقة غير متوقعة
لاحقًا، وفيما كنّ ينظرن إلى الصور جنبًا إلى جنب، شعر الأصدقاء الأربعة بالسعادة والتأثر.
قالت كلارك، التي تأثرت بكل ما اختبرته مع صديقاتها خلال تلك السنوات الخمس والثلاثين: "الصورة تغني عن ألف كلمة. وأعتقد أن هذا صحيح تمامًا عند النظر إلى تلك الصورة".
وأضافت: "هناك الكثير في تلك الصورة، وهو ما لا يراه الآخرون بمجرد النظر إليها، لكننا نستطيع أن نراها ونشعر بها. وأعتقد أن هذا ما يميزها".
توافق كارانو بالقول إنه "كان هناك الكثير من الحياة بين الصورتين الأولى والثانية".
بالنسبة لكارانو، تتجلى الصداقة في فكرة كونهن بمثابة "ملجأ" لبعضهن البعض، إذ قالت:"نفعل ما يحلو لنا، ويمكننا دومًا الذهاب إلى ذلك الملجأ وإيجاد نفسنا".
توافقها غاريسون الرأي، إذ تجد نفسها "محظوظة جدًا بامتلاكها صديقات رائعات"، لا يُصدرن أحكامًا، بل يقدمن الدعم دائمًا".
وأوضحت كاندوتي: "لقد مررنا جميعًا بمآسٍ في حياتنا، وفي كل مرة، تتصل بي الفتيات ويسألنني: "هل أنتِ بخير؟ كيف نساعدك؟" أعرف أنهن مستعدات لفعل أي شيء".
عندما عادت كاندوتي من إيطاليا، علّقت فستانها المزهر في خزانتها مبتسمةً. ثم وضعت الصورة المُعاد إنشاؤها، ووضعتها في مكان بارز بجانب الصورة التي التُقطت في عام 1989 بمنزلها.

Orange background

Try Our AI Features

Explore what Daily8 AI can do for you:

Comments

No comments yet...

Related Articles

مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات
مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات

CNN

time20-05-2025

  • CNN

مصورة تعيد إنشاء صور رحلات والدتها من التسعينيات

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقضي المصورة البريطانية روزي لاغ غالبية وقتها مع والدتها هايلي تشامبيون. قالت لاغ لـCNN: "والدتي هي أفضل صديقة لي. نتناول الفطور معًا، نذهب إلى صالة الألعاب الرياضية معًا، نخرج في نزهات معًا، ونتحدث عن أي شيء وكل شيء تقريبًا". لذلك، عندما بدأت لاغ، التي تبلغ من العمر 22 عامًا، التخطيط لمغامرة سفر مدتها ثلاثة أشهر إلى جنوب شرق آسيا، وهي أول رحلة طويلة لها مع حبيبها، شاركت أفكار السفر فورًا مع والدتها. بدورها، بدأت والدة لاغ تتحدث عن ذكرياتها خلال فترة إقامتها في تايلاند وماليزيا، حيث عملت لفترة في منتصف فترة التسعينيات. وأخبرت ابنتها أن لديها مجموعة من الصور من تلك الفترة، مخبأة داخل صندوق في مكان ما بالمنزل. شجعتها لاغ للبحث عن الصور، إذ كانت مهتمة بذلك جزئيًا كمصورة، خاصة أنها أحبت أيضا فكرة إلقاء نظرة على سنوات شباب والدتها وقصة الحب التي جمعت بين والديها. علمت لاغ أن والدتها ووالدها التقيا خلال فترة التسعينيات أثناء تدريسهما لرياضة الغوص في ماليزيا، لكنها لم تكن تعرف الكثير عن تلك الفترة من حياتهما هناك. وتتذكر قائلة: "أخذتني أمي في جولة بين جميع صور الأفلام التي تحتفظ بها في العلّية". وكانت قد التقطت الصور باستخدام كاميرا "Olympus mju"، وهي كاميرا فيلم صغيرة فضية اللون طُرحت للبيع لأول مرة في عام 1991، وكانت تشامبيون تحملها في حقيبتها بالعقد الذي تلى ذلك. وقد شهدت هذه الكاميرا نهضة في موقع "eBay" خلال السنوات الأخيرة، لكن لاغ وقعت في حب صور والدتها التي التقطتها بهذه الكاميرا في أوائل العشرينيات من عمرها، حيث كانت تبتسم للكاميرا، وتتناول الزلابية، وتستكشف الأسواق، وتسير على الشواطئ الرملية. كانت تلك الصور بمثابة نافذة رائعة تطل بها على حياة والدتها ورحلاتها قبل ثلاثة عقود. التقوا بإجازة في المكسيك.. 3 أصدقاء يعيدون إنشاء صورة عمرها 30 عاما لكن، ما أثار دهشة كل من الأم والابنة في ذلك اليوم، هو الشبه الكبير بينهما كأم وابنتها. بينما كانت تتصفح الصور، تشكلّت فكرة في ذهنها، حيث التفتت إلى والدتها وقالت: سيكون من الرائع لو تمكنت من إعادة إنشاء هذه الصور". وقد ترسخت هذه الفكرة عندما اكتشفت تشامبيون أنها ما زالت تحتفظ بالكاميرا القديمة، رغم أنها توقفت عن استخدامها منذ وقت طويل لصالح هاتفها الذكي. وهكذا، وضعت لاغ الكاميرا التي مضى عليها 30 عامًا داخل حقيبة ظهرها، واستقلت طائرتها إلى تايلاند. وصلت لاغ إلى جنوب شرق آسيا وهي تحمل الكاميرا القديمة، وصور والدتها المحفوظة في هاتفها، ومن دون أي خطة واضحة، بدأت رحلتها في إندونيسيا، إذ كانت تخطط لاستكشاف كل من سنغافورة، وماليزيا، وتايلاند، وفيتنام، والفلبين. لم تكن لاغ تمتلك المواقع الدقيقة التي التُقطت فيها صور والدتها في التسعينيات. وبدلًا من محاولة العثور على الأماكن ذاتها، قررت لاغ أن تبحث فقط عن أماكن تُشبه تلك التي تظهر بصور والدتها. كانت تريد أن تركز أكثر على التقاط لحظة مماثلة في الزمن. على سبيل المثال، ظهرت تشامبيون بإحدى الصور من التسعينيات، وهي تمشي مبتعدة عن الكاميرا على شاطئ رملي فارغ، إذ تعتقد أن هذه الصورة التقطت في جزيرة "Ko Phi Phi Don" التايلاندية. بعد ثلاثة عقود، وجدت لاغ نفسها جالسة على شاطئ "Selong" بجزيرة لومبوك في إندونيسيا، تنظر إلى الأفق. ولاحظت أن خط الساحل كان مشابها لذلك الموجود في صورة والدتها. رغم أن جزيرة "Ko Phi Phi Don" تبعد حوالي 2،600 كيلومتر عن لومبوك، شعرت لاغ أن هناك تشابهًا جماليًا بينهما يستحق التوثيق. 4 صديقات يعدن إنشاء صورة التقطت لهن أثناء إجازة في عام 1972 كان لون السماء أزرق بشكل مشابه، كما أنها شعرت بالسعادة الهادئة التي بدت بالصورة الأصلية. قامت لاغ بضبط زاوية التصوير، ثم سلّمت الكاميرا إلى حبيبها، وبدأت تمشي مبتعدة عن الكاميرا، تمامًا كما فعلت والدتها في الصورة من التسعينيات. نظرًا لطبيعة التصوير الفوتوغرافي على الفيلم، لم يكن بوسع لاغ أن تفكر كثيرًا في النتيجة، إذ أن شريط الفيلم يحتوي على 36 صورة فقط، إذ تذكرت موضحة: "كل صورة التقطناها كانت بمحاولة واحدة فقط". وأضافت أن هذا القيد كان جزءًا من مشروعها لإعادة إنشاء صور والدتها. بعد حوالي عقدين..طيار وابنته يعيدان إنشاء الصورة ذاتها بقمرة القيادة في لحظة "رائعة" في وقت لاحق من رحلتها، أثناء وجودها في الفلبين وفيتنام، قامت لاغ بتحميض بعض الصور التي التقطتها، وشاهدت لأول مرة صورها المعاد تجسيدها. وقد أسعدتها النتائج كثيرًا، وأرسلت بعض الصور إلى والدتها في المملكة المتحدة. لفتت لاغ إلى أن والدتها أحبت الصور، ولم يكن الشبه بينهما يومًا بهذا الوضوح. عند وضع الصور جنبًا إلى جنب، كان من الصعب أحيانًا التمييز ما إذا كانت الصورة للاغ أم لوالدتها تشامبيون، وما إذا كانت التُقطت في عام 1994 أم عام 2024. وأكدّت لاغ: "كان من الممتع جدًا إعادة تجسيد الصور ورؤية مدى التشابه بيننا في الواقع".

هل للشباب دور في إعادة إحياء صناعة الساعات في العصر الرقمي؟
هل للشباب دور في إعادة إحياء صناعة الساعات في العصر الرقمي؟

CNN

time04-05-2025

  • CNN

هل للشباب دور في إعادة إحياء صناعة الساعات في العصر الرقمي؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تخال أنّ مهنة صناعة الساعات لا تنتمي إلى القرن الحادي والعشرين، لما تتطلّبه من صبر، ودقة، ووقت، فصانع الساعات قد يحتاج إلى أشهر أو حتى سنوات لصنع قطعة واحدة، في حين يعتمد معظم الناس على هواتفهم لمعرفة الوقت. لكنّ هذه المهنة، التي يعتقد البعض أنها أصبحت من الماضي، تشهد عودة قوية، مدفوعة جزئيًا بحماس جيل "زد" لكل ما هو تناظري، ورغبتهم بالابتعاد عن الشاشات الرقمية. حذّر القطاع لعقود من نقص في اليد العاملة مع وصول صنّاع الساعات إلى سن التقاعد، لكنّ الخبراء الذين تحدثوا إلى CNN أفادوا بوجود مستوى واعد من الاهتمام المهني. وساهمت المجتمعات المهتمة بالساعات عبر الإنترنت بتشكيل جيل جديد من محبي صناعة الساعات، حيث يشارك المهتمون صغارًا وكبارًا مجموعاتهم الخاصة، ويسلّطون الضوء على الصنّاع المحترفين، ويعرضون الساعات المستعملة أو الكلاسيكية للبيع على منصات مثل "TikTok Shop". مجوهرات تخفي الوقت.. هذه الساعات الفاخرة تتحدى الزمن بتصاميم غير تقليدية وقد أدّى هذا السوق المزدهر لإعادة بيع الساعات إلى زيادة الطلب ليس فقط على صانعي الساعات، بل أيضًا على المصلحين المحترفين القادرين على إحياء كنوز الماضي، بحسب يوهان كونز-فرناندز، مدير برنامج "WOSTEP" (برنامج تدريب وتعليم صانعي الساعات في سويسرا) في مقابلة مع CNN. وأضاف كونز-فرناندز أن الشباب قد يكونون "طوق النجاة" الذي يعيد الحيوية إلى صناعة الساعات، مشيرًا إلى أنه فُوجئ بعددهم الكبير في معرض "Watches and Wonders" السنوي في مدينة جنيف بسويسرا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو: كيف يمكن لهؤلاء الشباب تحويل شغفهم بالساعات إلى مهنة؟ مدرسة "Kelloseppäkoulu" لصناعة الساعات في إسبو بفنلندا تقوم بتدريب الطلبة على دخول هذا المجال منذ العام 1944. وتُعدّ إحدى أشهر مدارس صناعة الساعات في العالم، وتفخر بكونها تُخرّج "أكثر الأيدي ثباتًا في العالم"، بحسب المديرة هانا هاريلينن. وقد شهدت المدرسة طلبًا متزايدًا لدرجة أنها قررت لأول مرة بتاريخها الممتد على مدار 80 عامًا تقديم دورة باللغة الإنجليزية، تبدأ في سبتمبر/ أيلول 2025. وترى هاريلينن أنّ جزءًا من هذا الاهتمام المتزايد يعود إلى نمو شعبية علامات ساعات صغيرة (micro-brands) أسّسها صانعو ساعات مستقلون. ألق نظرة على أبرز تصاميم ساعات اليد في أكبر معرض للساعات بالعالم وأوضحت لـCNN أنّ "الشباب.. يريدون تصميم قطعة خاصة بهم، متينة، ولا تُستخدم لمرة واحدة ثم تُرمى". وبرأي أوريلي سترايت، نائبة رئيس مؤسسة "Fondation Haute Horlogerie" السويسرية غير الربحية المعنية بالحفاظ على فن صناعة الساعات، تسعى الأجيال الجديدة إلى مهنة ذات معنى لهم ويطغى عليها الطابع العملي، وشرحت: "أنت ترى الأجزاء بوضوح، من السهل أن تفهم ما تفعله، وترى أثر عملك". وأضافت أنّ المؤسسة تتلقى رسائل من شباب مهتمين لا يرغبون بقضاء يومهم أمام الشاشات. من يريد أن يكون صانع ساعات؟ عندما قرر برنارد ليديرر أن يصبح صانع ساعات في سبعينيات القرن الماضي، لم يتمكن أحد من فهم سبب رغبته بذلك. ففي تلك الفترة، كانت أزمة "الكوارتز" الناتجة عن انتشار الساعات التي تعمل بالبطاريات، تضرب الاقتصاد السويسري بشدة، وكان من الصعب تصور عودة الساعات الميكانيكية إلى الواجهة. ويتذكر في حديثه مع CNN: "كنت أُعامل وكأنني مخلوق فضائي، شخص غير تقليدي"، واصفًا هذه المهنة بأنها "أجمل مهنة يمكنني تخيلها". لكن مع مرور السنوات، بدا أن ليديرر كان على حق في اختياره. فساعاته، التي قد يستغرق صنع الواحدة منها شهورا إلى سنوات عدّة، تُباع اليوم بأسعار تبدأ من 150 ألف دولار أمريكي. ويرى ليديرر أن جائحة كورونا ساهمت بإحياء الاهتمام بصانعي الساعات المستقلين، حيث أُتيح لهواة جمع الساعات الوقت الكافي لاستكشاف المجال بعمق وشراء قطع "مُصمّمة وفق ذوقهم الشخصي"، بدلا من الاكتفاء بما يُعرف بـ"الترف الصناعي" المرتبط بالعلامات التجارية الكبرى، وفق ما قال لـCNN. ومن بين المواهب الشابة التي تسير على خُطى ليديرر، يوهانس كالينيتش وتيبو كلايس، اللذان التقيا أثناء عملهما في شركة صناعة الساعات الفاخرة "A. Lange & Söhne"، قبل أن يُؤسسا شركتهما الخاصة "Kallinich Claeys" عام 2022. يقيم الثنائي في مدينة غلاشوت الألمانية التي تشتهر بتقاليدها العريقة في صناعة الساعات منذ عام 1845، وقد وجدا فرصة لـ"ضخ روح جديدة في فن صناعة الساعات التقليدي"، بحسب ما ورد على موقع علامتهما. اتخاذ نهج جديد في صناعة الساعات قد يكون عملية "مرهقة"، وفقًا لما قاله كلايس، البالغ من العمر 28 عامًا، والذي يصنع الأجزاء ويتولى اللمسات النهائية، بينما يتولى كالينيتش، البالغ من العمر 32 عامًا، تصميم وتجميع القطع. وقال كلايس لـCNN: "سيشتريها الأشخاص فقط إذا وجدوا أنها جميلة". ويبدو أن المخاطرة بدأت تؤتي ثمارها. ففي معرض "Watches and Wonders" هذا العام، قال كالينيتش إن المراقبين لاحظوا تصميم الساعات المميّز بـ"الطابع الألماني" مع تقديرهم لإبداع العلامة التجارية. علامة مجوهرات وساعات فاخرة تفتتح فندقا لفاحشي الثراء في باريس تاريخياً، لطالما كانت النساء حاضرات في صناعة الساعات، واعتبرت أيديهنّ الأصغر حجمًا ميزة لمن يعملون على خطوط الإنتاج، أو عند مساعدة أزواجهن من صنّاع الساعات. وأشارت سترايت إلى وجود "مساواة بين الجنسين" في الصناعة منذ الستينيات، حيث كانت النساء تشكل 50% من القوى العاملة في مصانع الساعات، رغم أنّهن كنّ في الغالب "عاملات"، فيما ظلت وظيفة "صانع الساعات" حكراً على الرجال. اليوم، لا تزال النساء مُمثَّلات تمثيلاً ناقصاً في الصناعة، وفقًا لشونا تاين، وهي صانعة ساعات شابة تتحدى هذا الاتجاه. وقالت تاين: "هناك عدد قليل من النساء المستقلات الشابات في هذا المجال". وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصبحت تاين، البالغة من العمر 27 عامًا، أول امرأة وأصغر شخص يتم قبوله في أكاديمية صانعي الساعات المستقلين (Académie Horlogère des Créateurs Indépendants) المرموقة. ألهمت تجربة مع الساعة الفلكية الشهيرة في براغ خلال عطلة أثناء الطفولة صانعة الساعات فرنسية المولد، والمقيمة في سويسرا، في السعي لفهم كيفية عملها. ومن ثم بدأت التدرب في سن الـ15، وأطلقت شركتها الخاصة في سن الـ22 بعدما أدركت أنه لن تمنحها أي شركة الحرية لتطوير الكثير من الساعات التي كانت في مخيلتها. في العام الماضي، وصلت تاين إلى التصفية نصف النهائيّة في مسابقة "لوي فويتون" للساعات للمبدعين المستقلين، وهي الآن تعمل على 12 إصدارًا من أول ساعة تصنعها بشكل مستقل. عندما تقارن تاين مهنة صناعة الساعات اليوم بالأجيال السابقة، تعترف أن المهنة لم تعد ضرورة كما كانت في الماضي. ولكن ذلك يترافق مع حرية فنية أكبر. وفي عالم اليوم، ترى أن الحرفة أصبحت "مجالاً فنيًا بحد ذاته"، مضيفة أن مكانة الساعات الاجتماعية، باعتبارها سلعًا فاخرة غير ضرورية، توفر لصانعي الساعات مثلها "المزيد من الحرية، والترف، والتعبير عن الذات".

هذه حقيقة "فتيات الشاليه" اللواتي يعتنين بالمتزلجين الأثرياء
هذه حقيقة "فتيات الشاليه" اللواتي يعتنين بالمتزلجين الأثرياء

CNN

time28-04-2025

  • CNN

هذه حقيقة "فتيات الشاليه" اللواتي يعتنين بالمتزلجين الأثرياء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في السابعة صباحًا من يوم شتوي قارس في يناير/كانون الثاني، في منتجع "لي جيه" للتزلج في جبال الألب الفرنسية، كانت صوفي كروذر، التي فاتها رنين المنبّه، تركض بسرعة عبر المسارات الجبلية المتجمدة لإعداد وجبة الفطور لـ25 ضيفًا من طبقة النخبة. هكذا كان يومها الأول من العمل كطاهية في إحدى الشاليهات الفاخرة بين الجبال. وقالت كروذر لـCNN: "كنت أتقيّأ حرفيًا أثناء إعداد البيض واللحم المقدد للجميع". هذه هي حقيقة حياة "فتيات الشاليه" الفاخرة، وغير الفاخرة على حدٍ سواء، وهنّ الموظفات اللواتي يُلبّين جميع رغبات الأغنياء والمشاهير في أفخم شاليهات التزلج في أوروبا.يُنظر إلى هؤلاء العاملات بازدراء في كثير من الأحيان، باعتبارهن فتيات أنيقات في عالم فاخر، حيث يتزلجن طوال اليوم، ويسهرن في الحفلات طوال الليل، لكن الواقع بالنسبة لغالبيتهن أقل بريقًا. تُعدّ "فتيات الشاليه" من الأعمدة الأساسية في بعض من أفخم منتجعات التزلج في أوروبا. ورغم أنهنّ يشكّلن نسبة ضئيلة من ملايين العاملين في مجال الرياضات الشتوية، إلا أنّ حضورهنّ يرتبط مباشرةً بالشاليهات الفاخرة في "شاموني"، و"سانت أنطون"، و"كورشفيل". نتيجةً لتزايد القدرة على تحمل تكاليف العطلات الخارجية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وتراجع قدرة الطبقة الأرستقراطية البريطانية على امتلاك عقارات كبيرة في جميع أنحاء أوروبا، أصبح عمل هؤلاء الفتيات كمضيفات في شاليه خلال موسم التزلج وسيلةً للمغامرة تحرّرهن من قيود أنظمة المدارس الداخلية البريطانية. أصبح مصطلح "فتاة الشاليه" جزءًا من الثقافة الشعبية البريطانية، وارتبط بصورة نمطية لأسلوب حياة مُترف بين الحانات والنوادي الليلية في جبال الألب الفرنسية. لا تزال هذه الوظيفة توفر فرصة لقضاء أشهر في التزلج بأرقى منتجعات العالم وكسب المال. عند حديثها عن فترة عملها في شاليه فاخر في "Courchevel 1850" بفرنسا، قالت إنديا هوغ لـCNN إنّه "أمرٌ جنوني. أتذكر أن غوردون رامزي كان يقيم في الشاليه المقابل لديفيد بيكهام". كما أضافت: "لقد كان عالمًا مختلفًا تمامًا". ولكن، هل تستحق "فتيات الشاليه" الحاليات السمعة التي صنعتها أسلافهن؟ يجسّد فيلم "فتاة الشاليه" (Chalet Girl) من عام 2011 نظرة الكثيرين تجاه هذه المهنة. لعبت الممثلة تامسين إيغيرتون شخصية "جورجي" كفتاة شاليه نموذجية، فكانت أنيقة، وساذجة، وتُغازل الضيوف، ومهووسة بالشرب حتى ساعات الصباح الباكر. وأكّد آندي ستورت من "VIP Ski"، لـ CNN: "ليس لهذا الفيلم علاقة إطلاقًا بصناعة الضيافة اليوم"، بينما وجد عدد من مضيفي الشاليهات، الحاليين والسابقين، في حديث مع CNN، أنّ النساء لا يزلن يهيمنّ على الوظيفة، لكن عدد الرجال العاملين فيها آخذ في الارتفاع. كما أنّ زيادة مستوى الاحترافية والتنافس على هذا الدور أدّت إلى تراجع الصور النمطية المرتبطة بمضيفي الشاليه كمحبي الحفلات الصاخبة.وقالت مضيفة تعمل حاليًا في شاليه فاخر بمنتجع فرنسي لـCNN: "قضيتُ أسبوعًا لم أنم فيه سوى ثلاث ساعات فقط"، وأضافت: "لا يُمكن أن تبدو بمظهرٍ سيء، وأن تفوح منك رائحة الكحول أمام هؤلاء الضيوف الرائعين.. يجب أن تكون مُتماسكًا، لذا هناك حدود لما يُمكنك القيام به". لكن رأى موظفو الشاليهات أنّه رُغم تراجع الجوانب الممتعة في العمل، إلا أنّها لم تختف تمامًا. وشرحت كروذر، التي عملت كطاهية سابقة في شاليه فرنسي فاخر، لـ CNN: "كنّا بحاجة إلى التنفيس عن بعض الضغوط بالتأكيد". لطالما انحدرت "فتيات الشاليه" حصريًا من الطبقة الراقية، ولكن يصعب تحديد إلى أي مدى يظل الأمر قائمًا اليوم. وذكرت المؤسِّسة المشاركة والمديرة الإدارية لشركة "Consensio Chalets"، سيري تينلي، لـ CNN: "هذه الصورة النمطية لا تتوافق مع تجربة التوظيف عندنا". وقالت المضيفة التي تعمل في شاليه بفرنسا عن خلفية زملاء لها: "الكثير من الأشخاص ينحدرون من خلفيات مرموقة، خاصةً إذا كانوا من بريطانيا".يعيش ضيوف الشاليهات في رفاهية، ولكن لا ينطبق الأمر ذاته على المضيفات. وأوضحت مضيفة شاليه حالية لـ CNN: "أنت تعمل في قطاع الرفاهية، لكنك لست ضيفًا". يبدأ يوم الموظفين غالبًا بمشي صباحي شاق يدوم بين 20 و30 دقيقة صعودًا على الجبل وسط الثلوج. وخلال فترة عملها كطاهية في شاليه فاخر بمنتجع "ليه جيه" الفرنسي، كانت كروذر تقيم في مساحة سكنية تقع أسفل حانة. مواطنو الاتحاد الأوروبي عليهم تقديم طلب ودفع رسوم لدخول بريطانيا وقالت لـ CNN: "في بعض الأيام، لم نكن نستطيع النوم حتى الرابعة صباحًا تقريبًا بسبب الضجيج. كنّا نضطر لوضع سدادات أذن". تبدأ أيام العمل عادةً قبل السابعة صباحًا، وغالبًا ما تنتهي بعد منتصف الليل. خلال هذه الفترة، يُحضّر الموظفون وجبات الطعام، ومعدات التزلج، والمشروبات للضيوف، ويُنظّفون المكان، ويُرتّبون الأسرّة، ويبذلون قصارى جهدهم لقضاء بعض الوقت على المنحدرات كلما أمكنهم ذلك. يتوقع الضيوف الذين يدفعون أكثر من 3 آلاف دولار للشخص الواحد أن تُلبّى جميع احتياجاتهم. وقالت هوغ عن فترة عملها كمضيفة في شاليه فاخر: "لا مجال للرفض، فهي عبارة عن خدمة رفيعة المستوى". عندما يأتي الأمر للأجور، فهي ليست مرتفعة بشكل عام. وأفاد البعض أن رواتبهم الشهرية تبلغ حوالي ألف جنيه إسترليني (1،325 دولارًا أمريكيًا)، وهو ما قد يكون أقل من الحد الأدنى للأجور في المملكة المتحدة عند أخذ ساعات العمل بعين الاعتبار. وعادةً ما يُضاف إلى هذا الراتب إكراميات قد تفوق قيمة الراتب الشهري. عاصمة السهر الأوروبية في خطر..الجيل "زد" يهدد مشهد الملاهي الليلية الأسطورية في برلين

DOWNLOAD THE APP

Get Started Now: Download the App

Ready to dive into the world of global news and events? Download our app today from your preferred app store and start exploring.
app-storeplay-store