logo
مبدعون: الآلة لا تعرف الحنين

مبدعون: الآلة لا تعرف الحنين

صحيفة الخليجمنذ 4 أيام
توجهنا في «الخليج» لاستطلاع آراء نخبة من الشعراء الإماراتيين، لرصد مواقفهم وتصوراتهم حول حضور الذكاء الاصطناعي في المشهد الشعري العربي.
يرى الشاعر الدكتور طلال الجنيبي أن العلاقة بين الشعر والذكاء الاصطناعي علاقة معقدة تحمل في طياتها الكثير من الأسئلة المفتوحة، فهي جدلية تجمع بين منتج إنساني خالص هو الشعر، وآخر تقني تراكمي هو الذكاء الاصطناعي. يؤكد الجنيبي أن الشعر في جوهره فن ينبع من أعماق الإنسان، من روحه وتجربته الذاتية، وهو تعبير عن هوية الشاعر الفردية، تلك الهوية التي تتشكل عبر تراكمات الذاكرة، والتجارب الحياتية، والمشاعر التي يصعب أن تترجمها أي تقنية مهما بلغت من التطور.
يعتبر د. الجنيبي أن الذكاء الاصطناعي، رغم كل ما حققه من تطور، لا يزال حتى اللحظة غير قادر على إنتاج نص شعري يحمل العمق الإنساني ذاته الذي يميز القصيدة الحقيقية. فالشعر ليس مجرد تركيب لغوي أو محاكاة لأساليب شعراء سابقين، بل هو حالة وجدانية تتجاوز حدود التقنية، وتحتاج إلى حساسية عالية تجاه التفاصيل الصغيرة في الحياة، وقدرة على التقاط اللحظة الشعرية التي قد تمر خاطفة ولا تتكرر. يؤمن الجنيبي بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مساعدة للشاعر، يفتح له آفاقاً جديدة في استكشاف اللغة أو تركيب الصور، لكنه لن يكون قادراً على خلق تجربة شعرية متكاملة تحمل بصمة الشاعر الإنسانية.
ويضيف د. الجنيبي أن لكل شاعر تجربته الفريدة التي لا يمكن تكرارها أو محاكاتها بشكل كامل، فالشاعر هو ابن بيئته وزمانه، يحمل في داخله مزيجاً من الذكريات والرؤى والأحاسيس التي تتجسد في نصوصه. أما الذكاء الاصطناعي، فهو في أحسن الأحوال قادر على تحليل تجارب سابقة وتقديم خلاصات، لكنه لا يملك القدرة على الابتكار الحقيقي أو الإحساس بالمفارقات الدقيقة التي تصنع الشعر العظيم.
ويرى د. الجنيبي أن الذكاء الاصطناعي قد يكون قادراً مستقبلاً على الاقتراب من التجربة الشعرية البشرية إذا ما تم تطويره ليحاكي الجوانب الشعورية والحسية، لكن حتى ذلك الحين سيظل الشعر الإنساني متفرداً بقدرته على التعبير عن الوجدان. ويختم قائلاً: «ربما يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل الشاعر المصنوع، لكنه لن يكون أبداً بديلاً للشاعر المطبوع، فالشعر الحقيقي موهبة وفن لا يمكن تعليمه أو اكتسابه عبر أدوات برمجية، بل هو هبة من الله للإنسان وحده».
جوهر
ينظر الشاعر إبراهيم الهاشمي إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مفيدة في تطوير بعض المهارات الشعرية، لكنه يضع حدوداً واضحة بين ما يمكن للآلة أن تقدمه وبين جوهر الإبداع الشعري الإنساني.
يؤمن الهاشمي بأن الشعر هو في الأساس فعل روحي، يحتاج إلى قلب نابض ومشاعر حية، وهو ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمتلكه أو يحاكيه مهما بلغت قدراته التحليلية أو اللغوية.
يذهب الهاشمي إلى أبعد من ذلك، فيعتبر أن أي نص شعري ينتجه الذكاء الاصطناعي هو في الحقيقة «سرقة» من تجارب وأعمال الشعراء الحقيقيين، لأن الآلة تعتمد على بيانات مجمعة من نصوص سابقة، وتعيد تركيبها من دون أن تضيف شيئاً من الإبداع أو العاطفة. ويطرح سؤالاً محورياً: «أين الإبداع في نص كتبته آلة؟» ويجيب بأن الإبداع الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا نتاجاً لتجربة إنسانية فريدة، فيها من الألم والفرح والحنين ما لا تستطيع البرمجيات أن تستشعره أو تعبر عنه. مع ذلك، لا ينكر الهاشمي أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة بحثية، فهو قادر على توفير كم هائل من المعلومات وترتيبها بشكل مختصر ومكثف، سواء في الدراسات النقدية أو الشعرية، مما يوسع أفق الشاعر ويفتح أمامه آفاقاً جديدة لاستكشاف محاور إبداعية لم يكن ليصل إليها بسهولة. لكنه يرى أن كل ذلك يبقى على هامش التجربة الشعرية، ولا يمكن أن يكون بديلاً عن الإحساس الحقيقي الذي يميز النص الإبداعي.
ويؤكد الهاشمي أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد على تطوير بعض الجوانب التقنية للكتابة، لكنه يفتقد إلى القدرة على التعبير عن مكنونات الروح الإنسانية. فالشعر، في رأيه، ليس مجرد كلمات منمقة أو صور بلاغية، بل هو حالة وجدانية عميقة تتطلب حضور القلب والوجدان. ويختم قائلاً: «يبقى الفيصل دائماً في القدرة على توظيف التقنية لخدمة الإنسان، لا لاستبداله، فالتجارب المعلبة بلا طعم ولا نكهة لن تصمد أمام النصوص التي تكتبها الروح».
بلا مشاعر
يذهب الشاعر أحمد المطروشي في موقفه إلى أقصى درجات الحسم، فيؤكد أن الذكاء الاصطناعي، مهما تطور، لن يستطيع أن ينافس الإنسان في التأثير العاطفي والجمالي في القارئ. يصف الذكاء الاصطناعي بأنه «أعمى بلا مشاعر»، يعمل وفق أوامر مبرمجة ولا يملك القدرة على الإحساس أو التفاعل مع العالم كما يفعل الشاعر الحقيقي.
ويرى المطروشي أن الشعر هو ابن البيئة والتجربة الإنسانية، وأن الشاعر يتأثر بكل ما حوله من تفاصيل الحياة: الطرقات، المقاهي، الأصدقاء، عناصر الطبيعة من مطر وأشجار وفصول، كلها تلعب دوراً في تأجيج القريحة الشعرية وإلهام النصوص. ويعتبر أن الذكاء الاصطناعي، حتى وإن استطاع أن يحاكي بعض الأساليب الشعرية أو ينتج نصوصاً مقبولة شكلياً، فإنه يظل عاجزاً عن إضفاء الروح والحرارة التي تميز الشعر الإنساني. ويشير المطروشي إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيداً على هامش العملية الشعرية، كأداة للبحث والمعرفة، أو في إجراء محاكاة قد تفتح آفاقاً جديدة أمام الشاعر، لكنه يرفض فكرة أن يكون الذكاء الاصطناعي تطوراً حقيقياً في مجال الأدب أو الإبداع. في رأيه، الذكاء الاصطناعي مجرد خدمة تقنية تسرع الوصول إلى المعلومات، لكنه لا يضيف شيئاً إلى جوهر الشعر أو الأدب.
ويختم المطروشي بأن معيار الإبداع الحقيقي هو في لذة القراءة، في الإحساس التصاعدي الذي يعيشه القارئ مع النص، وهو ما لا يمكن للآلة أن توفره. ويؤمن بأن التجربة الإنسانية ستظل دائماً متفوقة على أي محاولة للآلة لمحاكاة الشعر، لأن الإحساس والعاطفة هما جوهر الإبداع الذي لا يستنسخ.
بدورها تضع الشاعرة الهنوف محمد يدها على جوهر المسألة، وتوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تنظيم المفردات الشعرية، وربما إتقان البناء الشكلي للنص، لكنه يظل عاجزاً عن مزاولة الإحساس الحقيقي. الآلة تجيد المحاكاة، لكنها لا تملك النفس الإبداعي الذي يميز الشاعر البشري. الشاعر وحده القادر على تحويل التجربة الشخصية إلى قصيدة تنبض بالحياة، بينما الذكاء الاصطناعي يظل مجرد منسق ماهر، لا شاعراً مبدعاً.
في المقابل، يطرح الذكاء الاصطناعي تحدياً جديداً للقارئ. لم يعد القارئ مجرد متلقٍ سلبي، بل أصبح مهدداً بفقدان قدرته على التفكير الإبداعي، مع ازدياد اعتمادنا على النصوص المولدة آلياً. القارئ اليوم، كما ترى الهنوف، يتحول تدريجياً إلى شخص مدلل، لا يشغله سوى الاستهلاك السريع للنصوص، متناسياً أهمية تنمية مهاراته النقدية والذوقية.
وتؤكد الهنوف محمد أن تجربة الشاعر البشري ستبقى عصية على التقليد، قد ينجح الذكاء الاصطناعي في إبهار البعض ببراعة التنظيم، لكنه لن يضيف قيمة حقيقية لتجربة الشاعر أو القارئ الباحث عن العمق والدهشة. الشعر، في جوهره، فعل إنساني خالص، لا تقوى عليه الخوارزميات مهما بلغت من تطور.
في نهاية المطاف، قد لا يسعى الذكاء الاصطناعي إلى انتزاع مكانة الشاعر أو إعلان انتصار الآلة على الإنسان، وإنما يقدم نفسه كصوت جديد في المشهد الثقافي، رفيقاً ذكياً يفتح أمام المبدعين آفاقاً جديدة دون أن يحل محل التجربة الإنسانية الأصيلة، ويبقى الشعر هو الامتحان الأخير لمن يكتبه، ولمن يجرؤ على القول إنه شاعر، في حضرة آلة تتقن النحو والبلاغة، لكنها من المؤكد لا تعرف الحنين.
هكذا، تظل القصيدة تكتب نفسها من جديد في كل مرة بحبر مختلف، ومهما فرض علينا الواقع الرقمي من نزاع في اللغة بين ذاكرة الورق وذاكرة السحابة، يبقى الشعر آخر معاقل الإنسان في مواجهة طوفان التقنية، ويبقى السؤال مفتوحاً على كل الاحتمالات: هل نحن أمام بداية زمن جديد للقصيدة، أم أن الشعر سيبقى، مهما تقدمت التقنية، صوت الإنسان المشحون بالعاطفة والوجدان، الذي لا يمكن أن تستوعبه الأسلاك المعدنية؟.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التعليم ومهارات المستقبل
التعليم ومهارات المستقبل

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

التعليم ومهارات المستقبل

تدرك دولة الإمارات أن التعليم هو الركيزة الأساسية في تقدم الأمم، وحجر أساس التنمية المستدامة، وأنه الوسيلة الأفضل لاستدامة نهضة الوطن، وترسيخ مكانته الرائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتحرص قيادتنا الرشيدة على تطوير كل مفاصل منظومة التعليم العالي في الدولة، لتكون مركزاً عالمياً للتميز الأكاديمي والبحثي، قادراً على استقطاب أفضل الكفاءات والمواهب، وتأهيل أجيال تمتلك المعارف والمهارات الحديثة. لقد بيّنت الدراسات والأبحاث العلمية، أن العائد المالي للتعليم يقدر بثلاثة أمثال العائد من الاستثمارات المالية، لذا يسهم التعليم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة من خلال بناء القدرات الفردية والمجتمعية، وتعزيز الوعي بأهمية التنمية المستدامة، وتزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة الفعالة في تحقيقها، ويعد العنصر البشري أهم العناصر الإنتاجية التي يمكن أن تسهم في تحقيق التنمية، لكن لن يؤدي هذا العنصر دوره دون تعليم يستهدف تراكم رأس المال البشري. وتعكس القرارات الأخيرة التي اتخذها مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع الأهمية الكبيرة التي توليها الإمارات لقطاع التعليم، ومساعيها الدائمة لتوفير كل الشروط المطلوبة لإنجاح العملية التعليمية والارتقاء المستمر بها، وبما يؤكد المكانة المحورية التي يحظى بها النظام التعليمي في أجندة التنمية البشرية في الإمارات. إن بناء منظومة تعليم عالٍ ناجحة ومستدامة يتطلب التركيز على جعل البيت والمدرسة شركاء حقيقيين في العملية التعليمية، وتعزيز التعاون مع القطاعات الاقتصادية، والمعاهد البحثية، والمؤسسات الوطنية، لرسم ملامح مستقبل التعليم العالي، والمساهمة في تأهيل الخريجين، وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم، وهذا ما عكسه قرار تشكيل اللجنة الاستشارية للتعليم العالي ومهارات المستقبل، كإحدى اللجان المنبثقة عن لجنة التعليم العالي التابعة لمجلس التعليم. نحن نتطلع إلى مستقبل تعليمي أكثر تطوراً وابتكاراً وتميزاً، ومواصلة بناء منهجيات ذات أثر مستدام تتواءم مع الاحتياجات الوطنية والمستقبلية، والاستثمار في الأدوات والمنهجيات المتقدمة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، ومنصات التعلم الرقمي، وسبل التعلم الذاتي، والتخصصات الجديدة التي تقتضيها احتياجات العصر الحالي والمستقبلي، لضمان توافق مخرجات التعليم العالي مع احتياجات سوق العمل المحلي والعالمي. *محامٍ ورائد أعمال اجتماعية لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

«كهرباء دبي» تحصد جائزتين من «رويترز» العالمية لانتقال الطاقة 2025
«كهرباء دبي» تحصد جائزتين من «رويترز» العالمية لانتقال الطاقة 2025

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

«كهرباء دبي» تحصد جائزتين من «رويترز» العالمية لانتقال الطاقة 2025

فازت هيئة كهرباء ومياه دبي بجائزتين من جوائز «رويترز» العالمية لانتقال الطاقة 2025، التي تُقدّمها وكالة الأنباء العالمية «تومسون رويترز». وحصد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي تُنفّذه الهيئة جائزة «إنتاج الطاقة منخفض الكربون»، فيما حصد مركز الاستدامة والابتكار التابع للهيئة جائزة «مناصر انتقال الطاقة». وقال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير: «نحرص دائماً على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة وتبنّي التميز والابتكار نهجاً مؤسسياً راسخاً لتحقيق مزيد من الإنجازات التي ترقى إلى مستوى تطلعات دبي. وتعكس الجوائز التي تحصدها الهيئة جهودنا الدؤوبة لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي، لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050». ويُعدّ مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة. وتعمل الهيئة على زيادة القدرة الإنتاجية المخطط لها للمجمع إلى 7260 ميغاواط، بحلول عام 2030. وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية 3860 ميغاواط، بتقنيتي الألواح الشمسية الكهروضوئية، والطاقة الشمسية المركزة. وقد سجلت المرحلة الرابعة من المجمع أربعة أرقام في «غينيس للأرقام القياسية» عن «أطول عملية تشغيل متواصلة لمحطة طاقة شمسية مركزة»، و«أعلى برج للطاقة الشمسية المركزة» في العالم بارتفاع 263.126 متراً، و«أكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية» في العالم بقدرة 5907 ميغاواط ساعة، باستخدام الطاقة الشمسية المركزة بتقنية عاكسات القطع المكافئ والملح المنصهر، وأعلى قدرة إنتاجية لمحطة طاقة شمسية مركزة في موقع واحد بقدرة 700 ميغاواط. ويعتبر مركز الاستدامة والابتكار، الحاصل على تصنيف الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، حاضنة عالمية لأحدث ابتكارات مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة، بهدف تشجيع الأعمال والاستثمار في المجالات التي تستشرف وتصنع المستقبل المستدام.

ضابط إثيوبي: شرطة دبي جعلت من الابتكار نهجاً مستداماً
ضابط إثيوبي: شرطة دبي جعلت من الابتكار نهجاً مستداماً

الإمارات اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • الإمارات اليوم

ضابط إثيوبي: شرطة دبي جعلت من الابتكار نهجاً مستداماً

أشاد كبير مدربي جامعة الشرطة الفيدرالية الإثيوبية، الرائد بيتيمريم اليمايو تولو، بجهود القيادة العامة لشرطة دبي الحثيثة لجعل الابتكار الشرطي نهجاً مستداماً تُحقق من خلاله أهدافها الاستراتيجية في جعل دبي المدينة الأكثر أمناً وأماناً في العالم. وأضاف الرائد تولو - الذي مثّل بلاده في النسخة الثانية من الدبلوم التخصصي للابتكار الشرطي والقيادات الدولية (PIL) الذي نظمته شرطة دبي، بالتعاون مع معهد روتشستر للتكنولوجيا، وشارك فيه ضباط من 39 دولة - أنه عاد إلى وطنه محمّلاً بأفكار ملهمة وتجارب ثرية، اكتسبها من بيئة شرطية تتسم بالحداثة والتطور المتسارع. وكشف الرائد تولو أن انضمامه للبرنامج كان مدفوعاً بشغفه لاكتشاف كيف نجحت إمارة دبي في دمج أحدث التقنيات، ضمن منظومتها الأمنية الرائدة، حيث وجد في الدبلوم فرصة فريدة للاطلاع على مفاهيم أمنية وتكنولوجية جديدة كلياً بالنسبة له، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي والميتافيرس وتقنية البلوك تشين في العمل الأمني، واصفاً هذه التجربة بأنها فتحت أمامه آفاقاً جديدة حول إمكانات التكنولوجيا في تعزيز كفاءة العمل الشرطي. ويرى أن شرطة دبي تُمثّل نموذجاً متكاملًا يجمع بين القيادة الرائدة والتكنولوجيا، ويعتزم نقل ما تعلمه إلى مؤسسات الشرطة في بلاده، عبر رفع توصيات عملية إلى الجهات العليا، وتنظيم لقاءات وورش عمل مع المسؤولين في الشرطة، والأكاديمية الشرطية الإثيوبية، مؤكداً أنه يطمح لأن يرى هذه التقنيات مطبقة فعلياً في مختلف إدارات الشرطة في إثيوبيا، بما يتلاءم مع احتياجات المجتمع المحلي. كما أكد حرفية تنظيم الدبلوم من حيث المحتوى والأنشطة، بما فيها الفعاليات الاجتماعية والرياضية التخصصية، مثل تحدي الإمارات للفرق التكتيكية. كما أشاد بالزيارات الميدانية الملهمة التي تعرّف من خلالها الضباط المشاركون إلى مبادرات شرطة دبي المتميزة، كمبادرات مجلس الروح الإيجابية التي وصفها تولو بأنها «نهج رائد في التواصل يسهم في بناء مجتمع أكثر تسامحاً وانسجاماً». ويرى أن تطوير أساليب العمل الأمني ليس رفاهية، بل ضرورة لتعزيز ثقة المجتمع بالشرطة. وأضاف: «في عالم تتغير فيه أساليب الجريمة بسرعة، لابد أن تواكب الأجهزة الأمنية هذه التطورات، من خلال تبنّي حلول مبتكرة»، وأكد أن الابتكار هو السبيل لتقديم خدمات أكثر استجابة وفاعلية للمجتمع. ومن الجوانب التي تركت أثراً خاصاً لديه، فلسفة «التوازن الصحي والرفاه الوظيفي» التي تنتهجها شرطة دبي في بيئة العمل، حيث وصفها بأنها «خطوة متقدمة تحمي عناصر الشرطة من الإرهاق، وتساعدهم على الأداء بفاعلية دون التأثير في صحتهم النفسية والجسدية». وأوضح أنه يخطط لتضمين هذا المفهوم في تقاريره، بهدف طرحه للنقاش داخل أروقة الشرطة الإثيوبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store