
حزب التقدم والاشتراكية يشيد بتحول إيجابي في موقف جنوب إفريقيا من قضية الصحراء
واعتبر الحزب أن هذا الموقف الجديد يُمثل اختراقاً سياسياً مهماً في واحدة من الدول الإفريقية التي كانت تاريخياً من أبرز داعمي أطروحة الانفصال، داعياً السلطات الرسمية في جنوب إفريقيا إلى مواكبة هذا التوجه الإيجابي والانفتاح على آفاق جديدة للتعاون مع المملكة المغربية.
وفي سياق آخر، عبّر حزب التقدم والاشتراكية عن رفضه القاطع لمشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، متهماً الحكومة بمحاولة فرض قانون انفرادي لا يحترم مبدأ التنظيم الذاتي، ويُقصي الفاعلين الإعلاميين ومكونات المجتمع المدني، محذراً من التراجع عن مكتسبات حرية الصحافة والديموقراطية التشاركية.
وعبر الحزب عن رفضه القوي لهذا المشروع الحكومي، منهجاً وشكلاً ومضموناً، من داخل البرلمان وخارجه. وحث كافة القوى الديموقراطية والحقوقية، وجميع مكونات الجسم الصحفي النبيل، على الترافع ضده، بكل الوسائل المتاحة، صَوْناً للتراكمات والمكتسبات التي حققتها بلادُنا دستوريا وقانونيا وميدانيا في مجال التنظيم الذاتي والديموقراطي والمستقل لفضاء الصحافة والنشر.
وبخصوص الاحتجاجات التي عرفتها منطقة آيت بوكماز، أبرز الحزب أنها تعكس عمق اختلالات العدالة المجالية، وتجسد محدودية النموذج التنموي في معالجة الفوارق الاجتماعية، مطالباً الحكومة بتدارك الخصاص التنموي في العالم القروي والمناطق الجبلية.
كما تناول الحزب قضايا مغاربة العالم، داعياً إلى تحسين ظروف استقبالهم خلال العطلة الصيفية، وإلى تفعيل خطاب العرش الذي دعا إلى إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بالجالية، وإقرار دوائر انتخابية بالخارج لضمان مشاركتهم السياسية.
وعلى المستوى الدولي، ندد حزب التقدم والاشتراكية بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، محملاً قوى الهيمنة الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مسؤولية استمرار جرائم الاحتلال، وداعياً إلى تحرك عربي ودولي عاجل لوقف الحرب وضمان دخول المساعدات إلى غزة.
وفي الختام، أعلن الحزب عن برنامج حافل من الأنشطة خلال الأيام المقبلة، من بينها ندوة حول قانون الصحافة الجديد، ولقاء حول التغير المناخي، إضافة إلى حفل تأبيني للمناضل الراحل محمد خالفي الجمعةالمقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ يوم واحد
- الأيام
ما دلالات دعم حزب زوما بجنوب إفريقيا لمغربية الصحراء؟
قال خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية، إن 'دعم جنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو الانفصالية ليس موقف مبدئي لدولة جنوب إفريقيا بل هو موقف لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحالي'، مبينا أنه 'لم يكن أبدا الموقف التاريخي لهذا الحزب الذي هو سليل للموروث الحضاري والنضالي للرئيس نيلسون مانديلا'. وأضاف الشيات، في تصريح لـ'الأيام 24″، أنه طيلة وجود الرئيس نيلسون مانديلا في السلطة في جنوب إفريقيا وسنوات بعد ذلك لم يكن هناك تعبير عن أي موقف معادي للوحدة الترابية للمغرب. وبعد أن أوضح أنه في سنة 2010 اعترفت بريتوريا بما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية، أكد أن هذا الموقف الذي عبّر عنه حزب المؤتمر الوطني الإفريقي مرتبط بتقلبات إستراتيجية مصلحية لجنوب إفريقيا مع الجزائر ولم يكن موقفا مبدئيا، مسجلا أن هناك عدة أصوات داخل حزب المؤتمر تُعبر عن موقفها الداعم للمغرب. وبخصوص دعم رئيس حزب رمح الأمة الجنوب إفريقي جاكوب زوما، لمغربية الصحراء، اعتبر الشيات، أن حزب زوما الذي يوجد في المعارضة كان جزءا من المؤتمر الوطني الإفريقي، لكنه انشق عنه وأسس حزبا جديدا. وأبرز أن هذا الحزب يتبنى موقفا متقدما بالنسبة لقضية الصحراء المغربية، غير أنه لا أثر له بشكل مباشر على موقف جنوب إفريقيا كمنظومة حزبية وسلطوية وحكومية في جنوب إفريقيا، مستدركا: 'لكن هذا لا يعني أنه لن يصل إلى مستوى ممارسة السلطة السياسية في جنوب إفريقيا مع انتخابات أخرى خاصة في ظل تراجع نفوذ حزب المؤتمر الذي اضطر إلى عقد تحالفات مع أحزاب أخرى عقب الانتخابات الأخيرة'. ويرى الشيات، أنه كلما كانت هذه المنظومة الحزبية والانتخابية المتقلبة بجنوب إفريقيا، أقرب إلى الحزب الذي يتزعمه زوما كلما كان مناسبا للمغرب، مشيرا إلى أنه يمكن أن تكون هناك تحولات في الموقف الخاص بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، لأنه انقلب من مساندة المغرب إلى معارضته ولا شيء يمنع من أن يتحول الأمر إلى مساندة جديدة. يذكر أن جاكوب زوما، الرئيس السابق لجنوب إفريقيا وزعيم حزب 'أومكونتو وي سيزوي' (MK)، قال إن حزبه يعتبر أن مقترح الحكم الذاتي المغربي 'سيتيح حكامة محلية ملموسة من قبل ساكنة منطقة الصحراء، مع ضمان سيادة المغرب على الصحراء'. وعبّر زوما، عن هذا الموقف في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الثلاثاء الماضي. وأضاف الرئيس السابق لجنوب إفريقيا أن حزبه، 'أومكونتو وي سيزوي'، 'يعترف بالسياق التاريخي والقانوني الذي يعزز مطالبة المغرب بالصحراء'، و'يعتبر أن جهود المغرب لاستعادة وحدته الترابية الكاملة تتماشى مع استمرارية التزام حزب (أومكونتو وي سيزوي) بالحفاظ على سيادة ووحدة الدول الإفريقية'. ويندرج هذا الموقف في إطار الموقف السياسي لحزب 'أومكونتو وي سيزوي' 'الهادف إلى تقديم حل ملموس للنقاش الطويل حول مستقبل منطقة الصحراء'، الذي أصدره الحزب الشهر الماضي في وثيقة بعنوان: 'شراكة إستراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية والتمكين الاقتصادي والوحدة الترابية: المغرب'. وتجدد هذه الوثيقة التأكيد على أن الصحراء 'كانت جزءا من المغرب قبل الاستعمار الإسباني في نهاية القرن التاسع عشر. ونتيجة لذلك، فهي جزء لا يتجزأ من المغرب منذ قرون. والمطالبة المغربية بها سابقة للاستعمار وتعود أصولها إلى بيعة القبائل للعرش المغربي'، داعية المجتمع الدولي إلى 'الأخذ في الاعتبار الروابط التاريخية للمنطقة مع المغرب والمصالح المشروعة للشعب المغربي في الحفاظ على وحدته الترابية'.


العيون الآن
منذ يوم واحد
- العيون الآن
خريطة المغرب كاملة في قمة جوهانسبورغ تُربك البوليساريو: جنوب إفريقيا تلوّح بتحول دبلوماسي صامت..
العيون الآن. في مشهد لافت خلال الاجتماع الأخير لقمة مجموعة العشرين (G-20) المنعقدة في مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، ظهرت خريطة المملكة المغربية كاملة بصحرائها في الشاشة الرسمية للقمة، وهو ما اعتبرته الأوساط المراقبة رسالة دبلوماسية واضحة من حكومة بريتوريا، وجهت ضمنيا إلى جبهة البوليساريو وداعميها التقليديين. الصورة، التي أثارت غضب قيادة البوليساريو، تعكس بوضوح تحولا تدريجيا في موقف جنوب إفريقيا، التي كانت لعقود من أبرز الداعمين للجبهة الانفصالية، وينظر إلى السماح بعرض خريطة المغرب كاملة في محفل دولي بهذا الحجم، كمؤشر سياسي جديد يوحي بأن جنوب إفريقيا بدأت تعيد النظر في تحالفاتها الإيديولوجية السابقة. ويأتي هذا التطور بعد أيام قليلة من زيارة تاريخية قام بها زعيم المعارضة الجنوب إفريقية، والرئيس السابق للبلاد، جاكوب زوما، إلى المغرب، حيث التقى بوزير الخارجية ناصر بوريطة، وقد حملت الزيارة أبعادا سياسية واستراتيجية عميقة، إذ ناقش الطرفان مستقبل العلاقات الثنائية، وأهمية تجاوز الإرث الثقيل للعلاقات التي ارتبطت بمنطق الحرب الباردة والانحياز الإيديولوجي. ويعتقد أن زيارة زوما للمغرب جاءت في سياق داخلي متغير في جنوب إفريقيا، حيث يشهد الحزب الحاكم تراجعا في شعبيته، مقابل صعود قوي لأحزاب المعارضة التي باتت تنظر إلى المغرب كقوة اقتصادية ودبلوماسية صاعدة في القارة. من جهة أخرى، فإن حضور قضية الوحدة الترابية للمملكة في لقاءات من هذا المستوى، وتحول بعض الدول الكبرى داخل إفريقيا إلى مواقف أكثر واقعية، يعزز من نجاحات الدبلوماسية المغربية، التي تراهن على بناء شراكات استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة بدل الإيديولوجيا الجامدة. إن ظهور خريطة المغرب كاملة في قمة G-20 ليس مجرد تفصيل بصري، بل هو نتاج عمل دبلوماسي طويل الأمد، بدأ يثمر تحولا صامتا في مواقف بعض حلفاء البوليساريو التقليديين، وهو ما يعزز الطرح المغربي ويزيد من عزلة الأطروحة الانفصالية، التي باتت تواجه واقعا سياسيا جديدا في القارة الإفريقية.


أخبارنا
منذ 2 أيام
- أخبارنا
"رمح الأمة" في قلب سردية الانفصال في الصحراء المغربية
تأتي زيارة رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما ورئيس حزب المعارضة الرئيسي إلى الرباط بداية هذا الأسبوع، في ظل تحولات عالمية متسارعة، وتحديات تنموية وأمنية متصاعدة في القارة السمراء، تبرز الحاجة إلى إعادة صياغة العلاقات بين الدول الأفريقية وفق رؤية واقعية ومسؤولة. الوثيقة التي أصدرها مؤخرًا حزب زوما "رمح الأمة" (MK Party) تمثل نداءً سياسيًا جديدًا لبناء شراكة استراتيجية إفريقية متحررة من الانقسامات الإيديولوجية، ومبنية على أسس: الوحدة، والتحرر الاقتصادي، واحترام السيادة الإقليمية. وهي دعوة تستند إلى المغرب كنموذج جدير بالتأمل، موجهة رمحا إلى قلب سردية الانفصال في الصحراء المغربية. الحديث عن الوحدة الأفريقية لم يعد كافيًا إذا لم يقترن بإرادة لبناء شبكات تكامل حقيقية. المغرب، بعودته إلى الاتحاد الأفريقي عام 2017، أعاد التموضع كفاعل مؤثر في القارة. لم تقتصر عودته على البعد الرمزي، بل تمثلت في مبادرات اقتصادية وبنيوية ملموسة: خطوط الغاز، البنوك العابرة للحدود، التعاون في الأمن الغذائي والطاقي. الوثيقة الجنوب أفريقية تشخّص بدقة التحدي الجوهري: تجاوز الاستقطابات القديمة التي عطّلت قيام تحالفات فاعلة داخل القارة. إن الشراكة بين الرباط وبريتوريا — إذا تحررت من رواسب الماضي — يمكن أن تعيد صياغة المشهد الأفريقي، وتعزز من استقلالية القرار السياسي في مواجهة الضغوط الخارجية. التنمية في إفريقيا لا يمكن أن تنفصل عن مسألة التحرر الاقتصادي. الوثيقة تطرح سؤالًا مركزيًا: كيف ننتقل من موقع التبعية في السلاسل العالمية إلى موضع الفاعلية؟ المغرب يعرض إجابة عملية، من خلال استراتيجيته الصناعية، وقيادته لقطاعات واعدة كصناعة السيارات، والأسمدة، والطاقات المتجددة والطيران. ما يميّز النموذج المغربي هو المزج بين البعد الوطني والسياسة القارية، حيث أصبحت شركاته الاستثمارية محركًا لاندماج اقتصادي إقليمي. هذا النوع من التموقع هو ما تحتاجه القارة للخروج من نموذج 'المصدر الخام والمستهلك المستورد'. وقد أظهر المكتب الشريف للفوسفاط كفاءة عالية في قيادة هذا التحول، فإذا تم تفعيل شراكة استراتيجية مغربية–جنوب أفريقية، قد تشكّل قاطرة لخلق أقطاب صناعية قارية، ومناطق تبادل حر حقيقية، وتنويع مصادر التمويل والاستثمار داخل حدود القارة. الرسالة الأكثر جرأة في الوثيقة تتمثل في الموقف الداعم للوحدة الترابية للمغرب. إذ تعتبر أن احترام سيادة الدول الأفريقية ووحدتها هو أساس الأمن والتنمية، وترفض دعم الحركات الانفصالية كأداة سياسية. هذا الموقف يمثل تحولًا نوعيًا في الخطاب السياسي لبعض النخب الجنوب أفريقية، ويتماشى مع المنطق الذي تبنّاه المغرب منذ سنوات: حل النزاعات من داخل البيت الأفريقي، وبمرجعيات واقعية. إن المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء ليست فقط مقترحًا سياسيًا، بل تعبير عن مقاربة تنموية ولامركزية، تستجيب لتطلعات السكان المحليين وتمنع تحويل النزاع إلى ورقة ابتزاز جيوسياسي. إن ما تقترحه الوثيقة هو أكثر من مجرد بيان سياسي، بل هو بداية لتحول في الرؤية الأفريقية لنفسها. المغرب لا يدّعي احتكار النموذج، لكنه يبرهن أن الاستقرار السياسي، والالتزام السيادي، والانفتاح الاقتصادي، يمكن أن تتعايش داخل مشروع نهضوي أفريقي. وإذا التقت الرباط وبريتوريا على قاعدة المصالح المشتركة، بعيدًا عن الاصطفافات الجامدة، فقد نكون أمام بداية حقيقية لوحدة أفريقية فاعلة، اقتصادية وسيادية، لا مجرد شعارات كما جر الأمر من بداية منظمة الوحدة الإفريقية.