
هذا الفيديو ليس لوصول مساعدات طبية إماراتية إلى إسرائيل خلال الحرب مع إيران FactCheck#
الا ان هذا الزعم غير صحيح.
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد هبوط طائرة تابعة لطيران الاتحاد على مدرج، بينما رُفع علما اسرائيل والامارات من نافذة قمرة القيادة. ثم تظهر الكاميرا مساعدات يتم تحميلها في طائرة وكتب على عدد منها "هدية الامارات". وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "وصول إمدادات طبية من دولة الإمارات إلى إسرائيل".
#وصول أمدادات طبية من دوله الإمارات إلى عصىابة إسرائىيل .
هل يوجد عار أكبر من هذا العار ؟؟؟!!! pic.twitter.com/nTYoJfWIbZ
— صادق العسكري (@Sadiqalaskari89) June 20, 2025
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)
إسرائيل تؤكد أنها أخرت برنامج إيران النووي "لسنتين أو ثلاث على الأقل"
جاء تداول الفيديو في وقت أعلنت إسرائيل، اليوم السبت، أنها أخرت "لسنتين أو ثلاث سنوات" برنامج إيران النووي، فيما تتمسك طهران برفضها التفاوض مع الولايات المتحدة طالما أن الضربات الإسرائيلية مستمرة على أراضيها، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وفي اليوم التاسع للحرب، أعلنت وكالتا "مهر" و"فارس"، نقلا عن مسؤول محلي، أن إسرائيل شنت فجر السبت هجوما على موقع نووي في أصفهان بوسط إيران، وأكدتا "عدم رصد أي تسرب لمواد خطرة".
من جهته، أعلن سلاح الجو الإسرائيلي السبت شن موجة جديدة من الغارات على "بنية تحتية لتخزين الصواريخ وإطلاقها في وسط إيران". كذلك أعلن تصفية أمين بور جودكي، القيادي في الحرس الثوري في ضربة، مشيرا إلى أنه قاد "مئات" الهجمات بالمسيرات على إسرائيل من جنوب غرب إيران.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مقابلة نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية السبت: "بحسب التقييمات التي نسمعها، أخّرنا بالفعل لمدة سنتين أو ثلاث على الأقل إمكانية امتلاكهم قنبلة نووية".
وأعلن الحرس الثوري السبت، في بيان نقلته وكالة "إرنا"، أنه أطلق "خلال الليل أسراباً عدة من مسيرات شاهد 136" ودفعات من الصواريخ، مؤكدا مواصلة "العمليات المركبة بالمسيرات والصواريخ".
حقيقة الفيديو
الا أنّ الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يبيّن انه مركب من جزئين مختلفين لا علاقة لهما ببعضهما البعض، أو بالحرب الاسرائيلية- الايرانية:
*الجزء الأول (من التوقيت 0.00 الى 0.25):
نعثر عليه، بواسطة خيوط ، مؤرشفا في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، مع شرح انه يظهر "وصول أول رحلة لشركة الاتحاد للطيران إلى تل أبيب آتية من أبوظبي"، في 6 نيسان 2021.
وكتبت معه: "هبطت طائرة بوينغ 787-9 "دريملاينر" تابعة لشركة الاتحاد للطيران في مطار بن غوريون الإسرائيلي بالقرب من تل أبيب، في أول رحلة تجارية مجدولة للشركة من أبوظبي".
لقطة من الفيديو المؤرشف في موقع غيتي ايماجيز في 6 نيسان 2021
كذلك، نعثر على هذه المشاهد منشورة في حساب وكالة "فرانس برس" باللغة العربية في يوتيوب، في 6 نيسان 2021، بعنوان: أول رحلة جوية بين أبوظبي وتل ابيب، بينما نشرتها قنوات أخرى يومذاك بعنوان: وصول أول رحلة تجارية لطيران "الاتحاد" الإماراتية إلى إسرائيل.
لقطة من الفيديو المنشور في حساب وكالة فرانس برس في يوتيوب،في 6 نيسان 2021
في ذلك اليوم، أطلقت الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات، أولى رحلاتها المنتظمة بين أبوظبي وتل أبيب، وفقا لما أعلن مكتب أبوظبي الاعلامي. وقال: "أصبحت إسرائيل، منذ يوم الإثنين (5 نيسان 2021)، ضمن قائمة أبوظبي للدول الخضراء، ما يعني أنه لم يعد هناك ضرورة لخضوع الزوار للحجر الصحي لدى وصولهم إلى أبوظبي".
لقطة لخبر مركز ابوظبي الاعلامي المنشور في 6 نيسان 2021
واشار الى ان "هذه الخدمة الجديدة تأتي كخطوة تاريخية في إطار تعزيز العلاقات الديبلوماسية والتجارية والسياحية بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل في ضوء الاتفاق الإبراهيمي للسلام الذي تم توقيعه في ايلول 2020".
وأقلعت رحلة الاتحاد للطيران رقم EY598، وهي أول رحلة مجدولة تنطلق من مطار أبوظبي الدولي باتجاه مطار بن غوريون الدولي، صباح الثلثاء (6 منه) عند الساعة 10:05 بالتوقيت المحلي لدولة الإمارات. وحملت الرحلة وفداً يضمّ كلا من محمد محمود آل خاجة، أول سفير لدولة لإمارات لدى إسرائيل، وإيتان نائي رئيس البعثة الإسرائيلية في دولة الإمارات، وتوني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، وعددًا من الشخصيات الديبلوماسية والاقتصادية.
وحطت الرحلة في مطار بن غوريون الدولي بإسرائيل عند الساعة 12:30 ظهراً بالتوقيت المحلي للوجهة، حيث استقبلتها رشاشات المياه بالتحية التقليدية تلاها احتفال استقبال تخللته خطابات ألقاها كل سفير دولة الإمارات لدى إسرائيل والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، والرئيس التنفيذي لمطار بن غوريون الدولي...
*الجزء الثاني من الفيديو (من التوقيت 0.25 الى 0.36):
ترشدنا احدى لقطاته الى خيوط توصلنا اليه منشورا بنسخة أطول في حساب "وكالة انباء الامارات" في يوتيوب، في 13 ايلول 2023، بعنوان: وصول طائرتي مساعدات إماراتية إلى بنغازي (ليبيا).
يومذاك، وصلت إلى مطار بنينا في مدينة بنغازي بدولة ليبيا طائرتان تحملان مساعدات إغاثية إماراتية عاجلة ضمن جسر جوي تسيره دولة الإمارات للمساعدة في مواجهة آثار الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها ليبيا وأودت بحياة الآلاف وإصابة آخرين، على ما أوردت الوكالة.
و"نقلت الطائرتان 150 طناً من المواد الغذائية والطبية ومواد الإيواء والإغاثية العاجلة.
وتأتي الاستجابة الإماراتية العاجلة ضمن الدور الإنساني الذي تقوم به الدولة في إغاثة المحتاجين والمتضررين من الكوارث المختلفة".
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "وصول امدادات طبية من الامارات الى اسرائيل"، في وقت تستمر المواجهة العسكرية بين الدولة العبرية وايران. في الحقيقة، هذا الفيديو مركب من جزئين، الاول يظهر وصول أول رحلة لطيران الاتحاد الاماراتية من أبوظبي إلى تل أبيب، في 6 نيسان 2021. والآخر يظهر وصول مساعدات من الامارات الى بنغازي في ليبيا، للمساعدة في مواجهة آثار الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة يومذاك.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
رئيس الوزراء السوداني يتعهد بإعادة إعمار الخرطوم
تعهّد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس اليوم السبت بإعادة إعمار الخرطوم خلال أول زيارة له منذ توليه منصبه في أيار/مايو للعاصمة التي دمرها أكثر من عامين من الحرب. وفي جولة تفقدية شملت مطار المدينة المدمر وجسورها ومحطات مياه، عرض رئيس الوزراء الجديد مشاريع الإصلاح الشاملة تحسبا لعودة البعض على الأقل من ملايين السكان الذين فروا من العنف. وقال إدريس إن "الخرطوم ستعود عاصمة قومية شامخة"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء السودان الرسمية. وبدأت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في قلب العاصمة في نيسان/أبريل 2023، مما أدى إلى تمزيق المدينة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عشرات الآلاف قتلوا في العاصمة التي كانت تعج بالحركة قبل أن يفر منها 3,5 ملايين من سكانها. وبحسب مكتب الإعلام بولاية الخرطوم، فقد زار كامل إدريس السبت مقر قيادة الجيش ومطار المدينة، وهما رمزان وطنيان عززت استعادتهما مع القصر الرئاسي في وقت سابق من هذا العام انتصار الجيش في العاصمة. لكن من المتوقع أن تكون إعادة الإعمار مهمة جبارة، إذ تقدّر الحكومة تكلفتها بنحو 700 مليار دولار على مستوى السودان، نصفها تقريبا للخرطوم وحدها. وبدأت الحكومة الموالية للجيش التي انتقلت إلى بورتسودان على البحر الأحمر في وقت مبكر من الحرب ولا تزال تعمل منها، في التخطيط لعودة الوزارات إلى الخرطوم حتى مع استمرار القتال في أجزاء أخرى من البلاد. وانطلقت السلطات في عملياتها في العاصمة لدفن الجثث بشكل لائق، وإزالة آلاف الذخائر غير المنفجرة، واستئناف الخدمات الإدارية. وفي زيارة لمصفاة الجيلي في شمال الخرطوم، وهي أكبر مصفاة للنفط في السودان، وعد إدريس بأن "المنشآت القومية سوف ترجع أحلى مما كانت عليه". وتمت استعادة المصفاة المدمرة في كانون الثاني/يناير، لكن إعادة تأهيل المنشأة التي كانت تعالج في السابق 100 ألف برميل يوميا ستستغرق سنوات وتكلف ما لا يقل عن 1,3 مليار دولار، بحسب ما أفاد مسؤولون وكالة فرانس برس. وعمل كامل إدريس في الديبلوماسية، وهو مسؤول سابق في الأمم المتحدة عيّنه في أيار/مايو قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الزعيم الفعلي للسودان، لتشكيل إدارة أطلق عليها "حكومة الأمل". وتسببت الحرب في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم، إذ يعاني ما يقرب من 25 مليون سوداني انعدام الأمن الغذائي الشديد، كما أجبرت أكثر من 10 ملايين سوداني على النزوح داخليا في أنحاء البلاد. وفرّ أربعة ملايين سوداني آخرين عبر الحدود. في الأثناء، لا تظهر أي مؤشرات الى تراجع القتال في جنوب كردفان وإقليم دارفور في غرب السودان، حيث اتهمت قوات الدعم السريع بقتل المئات في الأيام الأخيرة في محاولات لتوسيع مناطق سيطرتها.


النهار
منذ 9 ساعات
- النهار
سوريون يتظاهرون في لندن للمطالبة بحماية الدروز في السويداء
تظاهر عشرات من السوريين الذين ينتمون إلى الأقليات اليوم السبت في وسط لندن، مطالبين باتخاذ إجراءات لحماية الدروز في محافظة السويداء التي تشهد اشتباكات طائفية أسفرت عن مقتل المئات. وهتف حوالى 80 متظاهرا "الله يحمي الدروز" و"توقفوا عن دعم الجولاني"، في إشارة إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الذي كان يلقّب بالجولاني خلال الحرب، وتخلّى عن هذا اللقب بعد دخول الفصائل الإسلامية دمشق العام الماضي وتوليه السلطة في أعقاب إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. وحمل المتظاهرون في العاصمة البريطانية لافتات تدعو لإنهاء العنف الدامي في السويداء وفتح ممر إنساني عبر الحدود الأردنية. ومنذ الأحد، قُتل أكثر من 900 شخص في محافظة السويداء السورية ذات الغالبية الدرزية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ووفق المرصد، اندلعت الاشتباكات بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية تدخّلها لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو. وتخلل انتشار القوات في السويداء إعدامات ميدانية طالت عشرات المدنيين وانتهاكات عدة ونهب ممتلكات، وفق المرصد السوري وشهادات سكان ومقاطع فيديو وثقها المرتكبون أنفسهم. إثر ذلك، شنّت اسرائيل ضربات على مقر هيئة الأركان وبجوار القصر الرئاسي في دمشق، وعلى أهداف "عسكرية" في السويداء، مطالبة الشرع بسحب قواته من معقل الدروز. في لندن، قال منظم التظاهرة عماد العيسمي لوكالة فرانس برس إنّ الفظائع لا تزال مستمرّة في السويداء. وأشار خلال مشاركته في التظاهرة التي نُظمت خارج مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إلى "إطلاق نار وقطع رؤوس واغتصاب وقتل وقتل إطفال وحرق متاجر ومنازل"، واصفا الأمر بـ"سلوك وحشي مستمرّة في السويداء". وأضاف: "نطالب بالحماية. نطالب بممر إنساني". والسبت، أفاد مراسلو فرانس برس عن وقوع اشتباكات في المحافظة الواقعة في جنوب سوريا، رغم إعلان الرئيس أحمد الشرع وقفا لإطلاق النار والتزامه "حماية الأقليات" ومحاسبة "المنتهكين" من أي طرف، مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء. من جانبه، حاول المتظاهر معن رضوان، الذي لا تزال عائلته في السويداء، مغالبة دموعه مشيرا إلى أنّ بعض أقاربه لقوا حتفهم في مجزرة وقعت في دار الضيافة الخاصة بهم في مدينة السويداء الأسبوع الماضي. وانتقد زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى سوريا في وقت سابق هذا الشهر، حيث التقى الشرع. ودعت الأمم المتحدة إلى وقف "إراقة الدماء"، مطالبة بتحقيق "مستقل" في أعمال العنف. وقال وليام صالحة، ولديه أيضا أفراد من عائلته في السويداء، إنّهم "عاجزون"، مسجونون في منازلهم ويحاولون الحفاظ على سلامتهم. وأضاف: "إنّه بمثابة تطهير عرقي. يريدون مدينة من دون سكانها. يحاولون ارتكاب أكبر قدر من القتل"، متهما الحكومة السورية بالتواطؤ. وقال متظاهر آخر، هو تلميذ من جنوب لندن شارك في الاحتجاج مع والدته، إنّ أقاربه في السويداء "يعانون حقا". وأشار إلى أنّ العديد من أفراد عائلة والده تعرّضوا لإطلاق نار وقُتلوا، مضيفا أنّ عمّته أخبرتهم بما حصل. وأضاف: "المجموعات المسلّحة هاجمتهم، حاولوا المقاومة فأطلقت النار عليهم". وسقط 940 قتيلا على الأقل جراء أعمال العنف التي بدأت الأحد، بينهم 588 من أبناء محافظة السويداء من مسلحين ومدنيين، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان السبت. ومن بين هؤلاء 262 مدنيا، 182 منهم "أُعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية".


النهار
منذ 10 ساعات
- النهار
"رئاسة إمبراطورية"... استقلالية المؤسسات الأميركية أمام تحد غير مسبوق في عهد ترامب
تمكن دونالد ترامب خلال الأشهر الستة التي أمضاها في البيت الأبيض حتى الآن، من فرض سيطرة السلطة التنفيذية على مؤسسات تحظى باستقلالية تاريخية ودستورية، وفي بعض الأحيان بموافقة ضمنية من هيئات يفترض أن تمثل ضوابط حيال هذه الهيمنة. وصفت الاستاذة في جامعة فرجينيا وخبيرة التاريخ الرئاسي الأميركي باربرا بيري نهج ترامب تجاه هذه المؤسسات في بداية ولايته الرئاسية الثانية بأنها "مخيفة"، متحدثة لوكالة فرانس برس. من جانبها، قالت ويندي شيلر أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون إن ترامب "يريد سلطة كاملة ومطلقة" و"لا يعتبر أي مؤسسة من الحياة الأميركية مستقلة عن نفوذه أو هيمنته". وأفضل مثال على ذلك الكونغرس نفسه الذي يهيمن الجمهوريون على مجلسيه، إذ يمرر لترامب على الدوام ما يريده. وأوضحت بيري أن كل النواب الجمهوريين تقريبا امتثلوا حتى الآن لأوامر الرئيس "خشية أن يواجهوا تحديا في إعادة انتخابهم". وهدد ترامب كل من أبدوا ميلا إلى الانحراف عن الخط الذي يحدده، بدعم مرشحين أكثر ولاء منهم في الانتخابات التمهيدية، ما سيشكل ضربة قاضية لحظوظ معظم النواب الجمهوريين المنتهية ولايتهم للفوز بولاية جديدة. ومن المفترض بالكونغرس الذي يمسك السلطة التشريعية أن يشكل قوة موازية لإدارة الرئيس، غير أن ترامب "قوض هذا العنصر الجوهري" في النظام السياسي، برأي باربرا بيري. 170 مرسوما وقام ترامب في أحيان كثيرة بالالتفاف على الكونغرس متعمدا الحكم بواسطة مراسيم تنفيذية لا تتطلب موافقة المجلس، وذلك بوتيرة غير مسبوقة في تاريخ الرئاسة الأميركية. وخلال ستة أشهر وقع الرئيس 170 مرسوما، ما يزيد عن مجمل المراسيم التي أصدرها سلفه جو بايدن خلال ولايته كاملة (أربعة أعوام)، بحسب "مشروع الرئاسة الأميركية" في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا. كما استهدفت هجماته وكالات حكومية تحظى باستقلالية تضمنها أنظمتها. وهذا ما حصل لـ"لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية" CPSC، المكلفة التثبت من نوعية المنتجات الواسعة الاستهلاك. ففي أيار/مايو، أقال ترامب ثلاثة من قادتها الخمسة، عينهم رؤساء سابقون ديموقراطيون. وجرى الطعن في القرار أمام المحاكم، وعلقه قاض فيدرالي بعد بضعة أسابيع. ويشكل القضاء اليوم أحد الحواجز الأخيرة أمام تصميم ترامب على إحكام قبضته على مجمل مفاصل السلطة. غير أن المحكمة العليا أصدرت قرارا في نهاية حزيران/يونيو قوض قدرة القضاة الفيدراليين على فرض حدود للسلطة التنفيذية، إذ منعهم في معظم الحالات من إصدار قرارات على المستوى الوطني. وقالت وندي شيلر إن "المحكمة العليا أصبحت حليفا قويا للسلطة التنفيذية". وستة من قضاة المحكمة العليا التسعة محافظون، ثلاثة منهم عينهم ترامب نفسه خلال ولايته الأولى. "رئاسة إمبراطورية" ويصب ترامب حاليا غضبه على مؤسسة أخرى هي الاحتياطي الفيدرالي، فيهاجمه بصورة شبه يومية منذ بضعة أسابيع، منتقدا قراراته وطارحا حتى فكرة إقالة رئيسه جيروم باول، وهو أمر مستحيل قانونيا ما لم يرتكب خطأ فادحا. ولم يجمع أي رئيس أميركي في التاريخ الحديث هذا القدر من السلطة، بحسب بيري، إذ بقي جميع الرؤساء إلى الآن "خاضعين لإشراف الكونغرس والمحكمة العليا على سلطتهم" أو ملزمين الأخذ بـ"شقاقات داخل أحزابهم السياسية نفسها". وقالت شيلر إنه بعدما بقي مفهوم "الرئاسة الإمبراطورية" لفترة طويلة محصورا ضمن الدوائر الأكاديمية، بات الآن واقعا مع دونالد ترامب. ورأى المستشار السياسي أندرو كونيشاسكي أن ضبط سلطة الرئيس الجمهوري قد يأتي في نهاية المطاف من صناديق الاقتراع في تشرين الثاني/نوفمبر 2026، موعد الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية. وأشار بصورة خاصة في هذا الصدد إلى استطلاعات الرأي التي تظهر حاليا تراجعا في شعبية ترامب. لكنه رغم ذلك أقر بأنه "ليس أمرا مطمئنا كثيرا" أن تكون استطلاعات الرأي والانتخابات المقبلة الضوابط الوحيدة أمام السلطة التنفيذية.