logo
هل ترتدي قِناع العمل؟ آن الأوان لنزعه!

هل ترتدي قِناع العمل؟ آن الأوان لنزعه!

أرقاممنذ 14 ساعات
- في عالم الأعمال المعاصر، تكتسب الأصالة أهمية بالغة كقيمة جوهرية، وإن بدت أحيانًا عملة نادرة.
- فبينما يلحّ سياق العمل على التزامنا بسلوكيات ومعايير محددة، غالبًا ما تُصنّف تحت مظلة "الاحترافية"، يصبح الحفاظ على جوهرنا الحقيقي أمرًا عسيرًا، بل وقد يُنظر إليه في بعض الأحيان على أنه ينطوي على بعض المجازفة.
- ومع ذلك، تُشير الدراسات الحديثة إلى أن إطلاق العنان للذات للتعبير عن حقيقتها في محيط العمل لا ينطوي على فوائد جمة على الصعيد النفسي فحسب، بل يمتد أثره ليُعزز جودة الروابط الإنسانية بين الزملاء، ويرتقي بمستويات التفاعل الإيجابي والانتماء الوظيفي الراسخ.
قناع العمل: دوافع إخفاء ذواتنا الحقيقية
- قد يتبادر إلى الأذهان سؤال محوري: لماذا نجد مشقة في أن نكون على سجيتنا في محيط العمل؟
- تكمن الإجابة في صميم ما يُطلق عليه الباحثون "معايير الموظف النموذجي"، وهي منظومة من التوقعات المجتمعية التي تُحدّد السمات التي يُفترض توافرها في شاغل الوظيفة المثالي. وغالبًا ما تفرض هذه المعايير قيودًا مثل:
- الحضور الدائم والمستمر بلا انقطاع.
- تغليب كفة الاهتمام بالشأن المهني على متطلبات الحياة الشخصية.
- التقيد الصارم بنمط محدد في المظهر العام، والسلوكيات الصادرة، وأساليب التواصل المُتبعة، والتي تُعرف اصطلاحًا بـ "المهنية".
- ونتيجة لهذه المعايير الضمنية والصريحة، ينتاب الكثيرين شعور ملحّ بضرورة ارتداء ما يُمكن تسميته بـ "قناع العمل"؛ فيهرعون إلى إخفاء شغفهم وهواياتهم، ويتجنبون الخوض في غمار تفاصيل حياتهم الخاصة، وينتهجون سلوكيات مُغايرة لما يختلج في دواخلهم من مشاعر وأفكار.
- غني عن القول إن هذا التباين الصارخ بين الذات الحقيقية والشخصية المهنية المصطنعة يمكن أن يُضعف أواصر الود الإنساني بين الزملاء، ويُورث شعورًا طاغيًا بالوحدة والعزلة.
أهمية التحلي بالأصالة في سياق العمل
- تجدر الإشارة إلى أن التعبير الصادق عن الذات في ميدان العمل لا يعني بحال من الأحوال التخلي عن الأعراف والقواعد المهنية الراسخة، بل هو بالأحرى إتاحة نافذة يطل منها الزملاء على جوانب ثرية من شخصيتك تتجاوز حدود المسمى الوظيفي المجرد.
- لا يُسهم هذا النهج في إرساء دعائم بيئة عمل أكثر إنسانية ودفئًا فحسب، وإنما يُعزز أيضًا بناء جسور من الثقة المتبادلة، ويُحسّن آليات التعاون المثمر، ويُعلي من مستويات الولاء والانتماء المؤسسي الأصيل.
- فعندما يتعارف الأفراد على بعضهم بعضًا بوصفهم بشرًا، لا مجرد أدوار وظيفية جامدة، يصبح العمل المشترك أكثر سلاسة وفعّالية.
- فالفريق الذي يتشارك أفراده القيم الأساسية النبيلة، ويُدركون الخلفيات الشخصية المتنوعة لبعضهم البعض، ويُبدون تعاطفًا صادقًا مع ظروفهم المختلفة، هو بلا شك فريق أكثر تماسكًا وقدرة على تحقيق مستويات إنتاجية رفيعة.
كيف تبدأ رحلة استعادة الذات الحقيقية في معترك العمل؟
- إذا ساورك شعور ذات يوم بأنك تُخفي جزءًا أصيلًا من هويتك في محيط عملك، فإن الخطوة الأولى تكمن في التفكير العميق وطرح الأسئلة التالية على نفسك بصدق وتجرد:
- هل تتصرف على سجيتك حقًا، أم أنك تسعى جاهدًا لتقليد الآخرين كي تتواءم مع "الصورة المقبولة" ظاهريًا؟
- ما هي السلوكيات والتصرفات التي تُجسد جوهر شخصيتك الحقيقية؟
- هل ثمة دوافع استراتيجية كامنة وراء سلوكياتك الراهنة؟ وهل لا تزال هذه الدوافع مُبررة وقائمة في ظل الظروف الحالية؟
- إن إدراك هذه الفجوة الكبيرة بين الذات الحقيقية والذات المهنية التي تُظهرها للعلن يُمثل نقطة الانطلاق الحاسمة نحو تبني الأصالة كمنهج حياة في محيط العمل.
خطوات عملية لتعزيز الأصالة في بيئة العمل
- للانطلاق نحو تعزيز حضورك الأصيل في بيئة عملك، يمكنك تبني خطوات عملية تدريجية وواعية:
- المشاركة البسيطة والآمنة: بادر بمشاركة جوانب بسيطة من حياتك واهتماماتك الشخصية. قد يتجلى ذلك في الحديث العابر عن نشاط ممتع قمت به خلال عطلة نهاية الأسبوع، أو هواية تُضفي على حياتك بهجة وسرورًا، أو حتى موقف شخصي طريف مررت به.
- توسيع آفاق التواصل الإنساني: اعمل على توسيع نطاق تواصلك الإنساني العميق مع زملائك. يمكنك التطرق إلى قيمك الأساسية التي تُؤمن بها إيمانًا راسخًا، أو طموحاتك المهنية والشخصية التي تسعى إلى تحقيقها. تبني هذه المشاركة الصادقة جسورًا قوية من التفاهم والتقارب الإنساني.
- التقدم الحذر والمُتأني: ابدأ بخطوات صغيرة ومحسوبة، وراقب بدقة ردود الأفعال الصادرة من محيطك.
وكلما شعرت بمزيد من الارتياح والتقبل الصادق، يمكنك التوسع بثقة في التعبير عن نفسك بصدق أكبر، مع إيلاء اهتمام خاص لتأثير ذلك على طبيعة علاقاتك في العمل.
- ختامًا، لا يُعد التعبير الصادق عن الذات في محيط العمل مجرد خيار ثانوي يمكن تجاهله، بل هو المفتاح الجوهري لتحقيق نجاح مهني وشخصي أكثر استدامة ورسوخًا.
- بيد أن ذلك لا يعني مطلقًا التخلي عن جوهر المهنية وأخلاقياتها الراسخة، وإنما تحقيق موازنة دقيقة وحكيمة بين إبراز جوهر شخصيتك الفريدة واحترام ثقافة وأعراف المؤسسة التي تنتمي إليها.
- لذا، ابدأ اليوم بخطوة متواضعة نحو التعبير عن ذاتك الحقيقية في بيئة عملك؛ إذ قد تكون هذه هي القوة الناعمة التي تحتاجها بشدة لمسيرة مهنية أكثر إشباعًا ونجاحًا.
المصدر: سيكولوجي توداي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«العربية» تُكمل انتقالها الكامل إلى الرياض
«العربية» تُكمل انتقالها الكامل إلى الرياض

عكاظ

timeمنذ 3 ساعات

  • عكاظ

«العربية» تُكمل انتقالها الكامل إلى الرياض

أعلنت شبكة قنوات «العربية»، اليوم (السبت)، اكتمال انتقال عملياتها بالكامل إلى العاصمة السعودية الرياض، وأصبحت جميع النشرات الإخبارية والبرامج، إضافة إلى الأقسام الاقتصادية والرياضية والمنصات الرقمية والموقع الإلكتروني، تُدار الآن من مقر الشبكة الجديد في الحي الدبلوماسي بالرياض، وعلى مدار 24 ساعة. ويأتي هذا التحول بعد عملية انتقال تدريجية بدأت منذ نهاية 2021، وشهدت نقل قناة «الحدث» بالكامل إلى الرياض في نوفمبر 2023، وصولاً إلى الانتقال الشامل لجميع قنوات وأقسام الشبكة اعتباراً من اليوم. وأكد المدير العام لشبكة قنوات «العربية»، ممدوح المهيني، أن هذه الخطوة تمثل تحولاً إستراتيجياً بالغ الأهمية، ستُعزز من موقع الشبكة في قلب المشهد السياسي والاقتصادي إقليمياً ودولياً، كما أشار إلى أن البنية التحتية المتقدمة والمتكاملة في الرياض تمثل رافعة أساسية لنمو الشبكة وتوسّعها في المستقبل القريب. وأضاف المهيني أن «العربية» تعمل حالياً على بناء استوديوهاتها الدائمة، التي من المتوقع اكتمالها بنهاية العام الجاري، مؤكداً أنها ستكون مجهزة بأحدث التقنيات الإعلامية غير المسبوقة في المنطقة، ما سيمكّن الشبكة من تقديم محتوى إخباري وبرامجي عالي الجودة، وبمعايير عالمية. وأوضحت شبكة «العربية» أن الانتقال إلى الرياض سيمنحها مزيداً من المرونة والجاهزية لتوسيع تغطيتها الإخبارية، والاستفادة من البيئة السعودية التي تشهد تحولات كبرى في إطار رؤية المملكة 2030 التي حولت الرياض إلى مركز جاذب للمؤسسات الإعلامية العالمية. أخبار ذات صلة

مبادرة نوعية في الرياض.. إعادة تدوير مخلفات الهدم لاستخدامها في إنشاء الطرق
مبادرة نوعية في الرياض.. إعادة تدوير مخلفات الهدم لاستخدامها في إنشاء الطرق

صحيفة سبق

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة سبق

مبادرة نوعية في الرياض.. إعادة تدوير مخلفات الهدم لاستخدامها في إنشاء الطرق

أعلنت الهيئة العامة للطرق، بالتعاون مع أمانة منطقة الرياض، عن تنفيذ مبادرة نوعية تُعنى باستخدام ناتج هدم المباني ومخلفات البناء في الخلطات الإسفلتية على سطح أحد الطرق في أحياء مدينة الرياض، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية والاستفادة من الموارد المتاحة، تماشيًا مع مستهدفات قطاع الطرق وتشجيع الابتكار. وأوضحت الهيئة، في بيان، أن المبادرة تسهم في تطوير بنية تحتية أكثر كفاءة واستجابة للتحديات البيئية، مشيرة إلى أن إدارة مخلفات البناء والهدم تُعد جزءًا من خطة المملكة للتحول نحو الاقتصاد الدائري، والتي تستهدف إعادة تدوير ما نسبته 60٪ من هذه المخلفات بحلول عام 2035. وبيّنت الهيئة أن الدراسة البحثية التي أجريت في مركز أبحاث الطرق التابع لها، شملت تقييم الخلطات الإسفلتية والحصوية التي تحتوي على ركام ناتج من تكسير مخلفات المباني والخرسانة القديمة، وقد تم توريد هذه المواد من المردم البيئي التابع لأمانة الرياض، بهدف التوسع في استخدام هذا النوع من الرصف المستدام. ابتكارات واستدامة.. على طرق العاصمة الرياض — الهيئة العامة للطرق (@RGAsaudi) July 19, 2025 وأكدت الهيئة أن هذه الخطوة تُجسد رؤية المملكة في تحويل التحديات البيئية إلى فرص ابتكارية، من خلال تقليل الأثر البيئي الناتج عن تراكم المخلفات، وخفض الاعتماد على المواد الخام، مما يُسهم في تقليل تكاليف إنشاء وصيانة الطرق، وتعزيز كفاءة البنية التحتية، ليكون قطاع الطرق أكثر استدامة وصداقة للبيئة. وأشارت الهيئة إلى أن هذه المبادرة نُفذت في وقت سابق بالشراكة مع أمانتي جدة والأحساء، مؤكدة عزمها التوسع في تنفيذها بمواقع جديدة، وذلك دعمًا لاستراتيجية قطاع الطرق الهادفة إلى تحقيق المركز السادس عالميًا في مؤشر جودة الطرق بحلول 2030، وخفض وفيات الحوادث إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة، إلى جانب تغطية الشبكة بعوامل السلامة المرورية وفقًا لتصنيف البرنامج الدولي لتقييم الطرق (IRAP)، وضمان مستوى خدمات متقدم لشبكة الطرق في المملكة.

بدء القبول في برامج الدبلوم المسائي والمعاهد الصناعية بمنطقة الرياض
بدء القبول في برامج الدبلوم المسائي والمعاهد الصناعية بمنطقة الرياض

صحيفة سبق

timeمنذ 6 ساعات

  • صحيفة سبق

بدء القبول في برامج الدبلوم المسائي والمعاهد الصناعية بمنطقة الرياض

أعلنت الإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بمنطقة الرياض، عن فتح باب القبول في برامج دبلوم المعاهد الصناعية الثانوية وبرامجها القصيرة، إضافة إلى برامج دبلوم الكليات التقنية (بنين وبنات) للفترة المسائية، وذلك للفصل التدريبي الأول من العام التدريبي الحالي. ويشمل القبول عدداً من المنشآت التدريبية في المنطقة، من بينها 12 معهداً صناعياً ثانوياً و7 كليات تقنية تقدم برامج مسائية متخصصة، حيث توفر المعاهد أيضًا برامج قصيرة لكافة أفراد المجتمع من البنين، مع صرف مكافآت شهرية للمقبولين خلال مدة التدريب. من جانبه، أوضح مدير عام الإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بمنطقة الرياض، المهندس بدر بن إبراهيم العبدالواحد، أن فتح القبول في هذه البرامج يأتي ضمن جهود المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتعزيز دور التدريب في دعم الاقتصاد الوطني ورفع كفاءة أبناء وبنات المنطقة، مؤكدًا أن تصميم البرامج يخضع لاحتياجات سوق العمل في مختلف التخصصات التقنية والصناعية. وأشار "العبدالواحد" إلى استمرار العمل على توفير بيئة تدريبية مرنة ومحفزة، تُمكّن المستفيدين من تنمية مهاراتهم، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. يُذكر أن التسجيل يتم من خلال بوابة "قبولي" التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وذلك وفق الشروط والضوابط المعلنة، مع توفر الدعم والإرشاد عبر القنوات الرسمية للمهتمين بالتقديم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store