
د. بثينة خليفة قاسم الصداقة التي تقاس بالأثر وتثبتها الأفعال الجمعة 18 يوليو 2025
لقد كانت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أكثر من مجرّد لقاء دبلوماسي اعتيادي؛ فقد مثّلت لحظة مفصلية في تاريخ الشراكة البحرينية - الأمريكية، وأكدت من جديد، سياسيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا، أن هذه العلاقة ليست نتاجًا لظروف عابرة، بل هي ثمرة رؤية ممتدة تهدف إلى بناء الاستقرار والازدهار في المنطقة بأسرها.
وعندما عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إعجابه الكبير بملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، واصفًا إيّاه بأنه 'زعيم يحظى باحترام واسع في الشرق الأوسط والعالم'، فإنما كان ذلك انعكاسًا للمكانة العالمية التي تحتلها البحرين، وللاحترام الذي اكتسبته بقيادتها الحكيمة ورؤيتها البعيدة.
أما خطة الاستثمار التي تم الاتفاق عليها خلال الزيارة، والتي تبلغ قيمتها 17 مليار دولار أمريكي، وتشمل مجالات الأمن، والطاقة النووية، والتجارة، والابتكار، فهي خير دليل على التفاهم المتبادل بين البلدين، وتمثل تعبيرًا ملموسًا عن تحالف اقتصادي قوي، ترسخ من خلال اتفاقية التجارة الحرة، ومنطقة التجارة الأمريكية في البحرين.
ويُعد انضمام المملكة المتحدة أخيرا إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار - وهي مبادرة مشتركة بين الولايات المتحدة ومملكة البحرين - خطوة استراتيجية نحو بناء تحالف إقليمي أوسع، يرتكز على التعاون، والسلام، والتكامل الاقتصادي.
لم تكن هذه الزيارة مناسبة بروتوكولية فقط، بل كانت تجسيدًا لرؤية قيادية لا ترى في الدبلوماسية شكلا من أشكال المجاملة، بل سياسة عملية تبني الجسور، وتوسّع آفاق الفرص، وتعمّق التحالفات التي لا تخدم البحرين والولايات المتحدة فقط، بل تخدم المنطقة بأسرها.
وكما كان يردد الشاعر الأمريكي الشهير والت ويتمان: 'السلام لا يولد من الكلام، بل من الأفعال الشجاعة'. فإن التزام البحرين الثابت بالسلام، والتسامح، والانفتاح الإيجابي على العالم، لا يزال رسالتها الأسمى، ومصدر فخرها الأكبر.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 5 ساعات
- البلاد البحرينية
البحرين وأميركا.. آفاق جديدة في التعاون الاستراتيجي
تمثل زيارة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، إلى الولايات المتحدة الأميركية، محطة بالغة الأهمية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وتعكس هذه الزيارة متانة الشراكة الاستراتيجية والرغبة المتبادلة في توسيع آفاق التعاون المشترك. وتكتسب هذه الزيارة أبعادًا سياسية واقتصادية وأمنية؛ كونها تأتي في ظل متغيرات إقليمية ودولية تتطلب المزيد من التنسيق والتفاهم بين الحلفاء والشركاء. وتناولت الزيارة عددًا من الملفات ذات الأهمية المشتركة، أبرزها تعزيز الأمن الإقليمي، وتطوير التعاون الدفاعي، ودفع العلاقات الاقتصادية والتجارية نحو مزيد من التكامل، إلى جانب دعم الجهود المشتركة في مجالات التكنولوجيا، والطاقة النظيفة، والاتصالات وغيرها. وتؤكد هذه الزيارة الدور المحوري الذي تلعبه مملكة البحرين بقيادة سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه 'شخصية تحظى بالاحترام الكبير في الشرق الأوسط والعالم'، كما تعزز هذه الزيارة مكانة البحرين كقوة فاعلة وشريك موثوق في صناعة الاستقرار والتنمية، إضافة إلى مكانتها الرائدة في ترسيخ التسامح والاعتدال والتعاون البناء من أجل تقدم الشعوب وتطور المجتمعات. إن هذه الزيارة الرفيعة التي قام بها سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، ترسم الأهداف الاستراتيجية البعيدة والمرحلية، واستثمار كل الإمكانات المتاحة لتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعبين الصديقين والأهداف والتطلعات.. زيارة تبين مدى دقة التصويب على طريق الأهداف التي تخدم الشعوب في كل الأحوال.


الوطن
منذ 5 ساعات
- الوطن
قراءة في زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء لواشنطن
حملت الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأمريكية مؤشرات لمرحلة جديدة في مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين. ففي عالم السياسة، لا تقاس الزيارات بعدد الصور واللقاءات البروتوكولية؛ بل بحجم الأثر المتحقق والذي تُبنى عليه الفصول الجديدة من العلاقات.منذ أكثر من 130 عاماً، تشكلت أولى خيوط العلاقة بين البحرين وأمريكا، خيوط ربطتها القيم المشتركة والرغبة في التعاون، والتي تحولت اليوم، تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، إلى علاقة برؤية عصرية ومسارات جديدة للتكامل والتفاهم.زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى واشنطن لم تكن للتأكيد على متانة العلاقات التاريخية وعمقها فحسب؛ بل إعلاناً صريحاً عن عبور الشراكة إلى آفاق أكثر عمقاً وتأثيراً، إذ إن الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار لم تكن حدثاً بروتوكولياً بل محطة فارقة، تضمّنت دعوة البحرين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى بناء مظلة أمنية وتنموية مشتركة، مما يؤشر إلى أن البحرين لا تتحدث فقط عن السلام، بل تصنعه.ومن قلب العاصمة الأمريكية، واشنطن، وبخطاب هادئ وحازم، قدّم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء نموذج الدولة التي توازن بين الأمن والازدهار، وتربط الاقتصاد بالدبلوماسية، حيث إن الحزمة الاستثمارية التي بلغت قيمتها 17 مليار دولار لم تكن رقماً اقتصادياً فحسب، بل رسالة ثقة متبادلة وصورة لشراكة لا تُبنى على المصالح المؤقتة بل على استراتيجيات طويلة المدى.اتفاقيات اقتصادية وتعاون مشترك يمثل رغبة حقيقية في تعزيز التعاون والتكامل بين الدولتين؛ طيران الخليج تشتري 18 طائرة من «بوينغ»، وتربط المنامة بنيويورك بخط طيران مباشر، والبحرين توقع اتفاقيات في الطاقة النووية، والتحول الرقمي، والتجارة، وتفتح أبوابها للابتكار والتكنولوجيا.. وكل ذلك يحدث في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات متسارعة، ما يؤشر على الرغبة المشتركة في تكريس الأمن والسلم العالميين والحرص المشترك على مصالح الشعوب ومستقبل المنطقة.لكن الأكثر تميّزاً في وجهة نظري هو التأكيد البحريني على ثبات القيم ورسوخها، فقد جدّدت المملكة خلال الزيارة التزامها بنهج التسامح والتعايش، مؤكدة أن السلام لا يُبنى فقط بالجيوش والاتفاقيات، بل بالإنسان وبالاحترام العميق للتنوع والحوار.خلف كل لقاء رسمي كان هناك إيمان راسخ بأن العالم لا يحتاج فقط إلى تحالفات، بل إلى نماذج، وهو ما نجحت البحرين في تقديمه خلال هذه الزيارة، عبر الحضور كنموذج خليجي متميز يقرأ المستقبل جيداً ويُصرّ على أن تكون له فيه بصمة.هي زيارة رسمت معالم مرحلة جديدة، لا في العلاقات البحرينية الأمريكية فقط، بل في موقع البحرين على الخارطة الدولية، وبين سطورها، قصة قيادة تدرك أن التاريخ لا يكتبه إلا من يصنعه.


الوطن
منذ 5 ساعات
- الوطن
رسائل البيت الأبيض.. من الاحترام إلى الشراكة الممتدة
كما نعلم جميعاً بأنه في السياسة، لا تُمنح الكلمات بسهولة، ولا تُلتقط الصور الرسمية لمجرد المجاملة، فحين وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بأنه يحظى بالاحترام الكبير في الشرق الأوسط والعالم، كان يتحدث من موقع مؤسسة تعرف بدقة ما تقول، ومتى تقول، ولمن توجه رسائلها وخطابها، فالعبارة جاءت في قلب البيت الأبيض، وأمام الصحافة، وترافقت مع استقبال شخصي نادر، حين خرج الرئيس الأميركي من بوابته الرئيسية، ووقف على مدخل البيت الرئاسي لاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.في هذا المشهد الذي لا يتكرر كثيراً في البيت الأبيض تظهر أوزان العلاقات أكثر من البروتوكول، فالرئيس الأمريكي لا يغادر مكتبه لاستقبال كل الضيوف، والبيت الأبيض لا يُستعمل ساحةً رمزية إلا عند الضرورة، فالاستقبال كان سياسيًا بامتياز، وبدلالات أمنية واقتصادية لا تغيب عن الجمهور المراقب.تاريخ العلاقات البحرينية الأمريكية أطول من عمر الدولة الحديثة، في عام 1893، سُجّل أول حضور أمريكي في البحرين، من خلال بعثة مدنية وطبية وتعليمية قادتها مجموعة العجلة، واشتهر منها القس صامويل زويمر، ومن خلال جهوده آنذاك تأسست عيادة صغيرة، ثم تطورت في مراحل تاريخية حتى أصبحت مستشفى الإرسالية الأمريكية الذي يقع اليوم في قلب المنامة، ومنذ ذاك الزمن فتحت أول نوافذ الاتصال بين البلدين، ولم يُقطع، ولكنه تطور مع بدايات القرن العشرين في عوالي، حيث دخلت الشركات الأميركية في منظومة الطاقة الوطنية، وبات للمنامة حصة في خرائط المصالح الأمريكية بمنطقة الخليج العربي.إن زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى واشنطن هي دفع إلى الأمام في سياق دولي متغير، كما أن حزمة الاتفاقيات التي وُقعت بقيمة 17 مليار دولار فيها دلالات كبيرة على توجه مشترك نحو بناء نموذج اقتصادي متكامل، فالقطاعات شملت الطيران، الألمنيوم، الطاقة النووية، والتكنولوجيا، وكلها مجالات تمثل اليوم خطوط التماس بين الدول الكبرى، والدور المحوري في التفاوض والتنسيق قاده معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني، بإدارة واعية لفرص الشراكة، وربط مدروس بين الداخل البحريني وحركة رأس المال الدولي من خلال عمل كبير قامت به الحكومة والمؤسسات ضمن فريق البحرين.من ناحية استراتيجية، جاءت هذه الزيارة لتُفعّل اتفاقية «C-SIPA»، الإطار الشامل للتكامل الأمني والازدهار، الموقع في 2023، والتي تحولت بانضمام المملكة المتحدة إلى تحالف ثلاثي يرسم خطوطًا جديدة في خريطة الشرق الأوسط، فالاتفاقية تتجاوز المفهوم التقليدي للتحالفات العسكرية، إذ تمتد لتشمل البنية الرقمية، والأمن السيبراني، وسلاسل الإمداد، وهو ما يعكس دور البحرين كحلقة وصل محورية في معادلات التعاون الإقليمي والدوليلم تكن زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى واشنطن مخصصة لتبادل العبارات الدبلوماسية أو إدارة تفاوض تقليدي، وإنما حملت معها رؤية تنفيذية واضحة المعالم، تقوم على ثلاث ركائز: تعزيز مسارات التعاون القائم، توسيع دوائر الشراكة، وتفعيل روابط جديدة بين الاقتصاد والأمن، وبين الاستقرار والتنمية، فالحضور البحريني في هذه الزيارة تجسّد من خلال النتائج المحققة والاتفاقيات المنفذة، وليس بتصريحات رسمية ذات طابع إنشائي. الزيارة إلى واشنطن أزاحت الستار عن مرحلة جديدة في تموضع البحرين داخل المشهد الإقليمي والدولي، فما جرى أمام البيت الأبيض، وما تلاه من اتفاقيات واستحقاقات في المكتب البيضاوي، يضع الدولة في موقع المبادرة، ما يؤكّد أن تحرك البحرين يستند إلى تخطيط مدروس، واستيعاب دقيق لطبيعة المرحلة الإقليمية، وتبني حضورها من خلال القرار والسياسة والاستثمار، في لحظة لا تمنح وزناً إلا لمن يتقن السياسة الخارجية والداخلية.