logo

رحلةُ السبعةِ آلاف ميلٍ

الوطنمنذ 6 أيام
سبعة آلاف ميل بحري؛ هي المسافة التي تفصل نواكشوط عن واشنطن (جيئة وذهابا).. مسافةٌ تبدو بحسابات الجغرافيا عادية؛ لكنها بمقاييس الفوارق بين عالمنا "الثالث" وعالمهم "الأول" تعادل سنوات ضوئية..
***
في البيت الأبيض يقيم رئيس أقوى وأغنى دولة في العالم (تخصص سنويا 900 مليار دولار موازنة للدفاع وحده)؛ ولك أن تتخيل ميزانية باقي القطاعات الأخرى.
هذا الرئيس المغرور؛ يحمل حقيبة الأزرار النووية؛ ويهدد منظمات الأمم المتحدة بقطع التمويل عنها؛ بل ويفرض العقوبات على محكمة الجنايات؛ لأنها طالبت بمحاكمة ابنه المدلل نتياهو؛ ويقف حائلا دون مجرد التنديد بالمجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون.
***
رغم كل ذالك يجد ساكن البيت الأبيض؛ نفسه مضطرا للتعامل مع دول العالم جميعها؛ إن لم ينظر إليها كشريك سياسي؛ فهي على الأقل سوق تجارية؛ وموارد هائلة؛ وطبيعة ما تزال في أغلبها بكرا؛ كما هو الحال عندنا في موريتانيا؛ مع ميزة أفضلية عنوانها الأمن والاستقرار في محيط إقليمي ملتهبٍ.
***
وجهَ "اترامب" دعوة لرئيس الجمهورية مع اربعة من زملائه في غرب إفريقيا.. في البيت الأبيض تصدرَ رئيسنا المشهدَ؛ وكان واسطة عٍقد الاجتماع وجها لوجه مع "اترامب".. بدأ بالكلام؛ وتحدث فأوصل الفكرة؛ وقدم موريتانيا بثروتها وفرصها الاستثمارية؛ ليس للرئيس الأمريكي فحسب؛ وإنما لمئات الملايين الذين يتابعون اللقاء في مناكب الأرض.
***
حرص الرئيس كما تابعنا؛ على عقد سلسلة لقاءات مع هيئات دولية وأمريكية؛ لتعزيز أهداف الزيارة؛ قبل أن يختتمها بلقاء مفتوح مع مجموعة من أفراد جاليتنا في واشنطن؛ نقل إليهم صورة البلاد ناصعة كما هي.. استمع إليهم وأسمعَ وأجاب على تساؤلاتهم.
***
في المقلب الآخر فشلت دعايات الخراصين في التشويش على الزيارة؛ رغم حملاتهم المسعورة التي بدات مبكرا؛ بالترويج للتطبيع؛ مخترقة وسائل إعلام عالمية؛ قبل أن تتراجع؛ منكسرة خائبة.. خاسرة.. خاسئة..
قد نختلف في كل شيئ؛ وهذه ظاهرة طبيعية وصحية أيضا؛ لكن المزايدة على رئيس الجمهورية في قضية فلسطين؛ سلعةٌ كاسدةٌ؛ وبضاعةٌ مزجاةٌ؛ ما لها من مشترٍ..
***
لقد ظل فخامة رئيس الجمهورية يصدع عبر المنابر الدولية؛ بأن "ما يجري بقطاع غزة، من قتل وتدمير، وخرق لمبادئ الشرعية الدولية، وحقوق الإنسان، يؤكد حاجة النظام الدولي إلى الإصلاح"..
والقضية الفلسطينية بالنسبة له "مظلومية شعب، وحرمة مقدسات، ونصرة أشقاء، لا يمكن التنازل عنها مطلقا".
فهل يمكننا بعد هذا أن نزايدَ..؟
سيدي محمد ولد ابه
[email protected]
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جوناثان باس: أحمد الشرع طلب مني فتح قناة تواصل مع إسرائيل
جوناثان باس: أحمد الشرع طلب مني فتح قناة تواصل مع إسرائيل

Independent عربية

timeمنذ 18 دقائق

  • Independent عربية

جوناثان باس: أحمد الشرع طلب مني فتح قناة تواصل مع إسرائيل

في أبريل الماضي، غادر المستثمر الأميركي في قطاع الغاز الطبيعي جوناثان باس ميناء فورشون في لويزيانا، متوجهاً إلى سوريا. لم تكن وجهته محطة غاز أو منصة نفط بل قصر الشعب في دمشق. في استقباله كان الرئيس السوري أحمد الشرع الذي لم يألف بعد منزله الجديد، ولا يزال يسعى إلى لفت انتباه دونالد ترمب، الذي كان بدوره يكنس آثار سلفه في البيت الأبيض، ويزين مكتبه بالتحف الذهبية. قبل وصول باس، زار وفد من إدارة جو بايدن دمشق في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2024 لاختبار القيادة الجديدة، وعندما بدأت إدارة ترمب عملها في يناير (كانون الثاني) الماضي نظرت هي الأخرى بتوجس إلى الساكن الجديد لقصر الشعب. وفي حين ترددت واشنطن تجاه فتح قناة تواصل رسمية مباشرة، كان السيد باس يحاول استكشاف دوره ضمن معادلة سوريا الجديدة. التقى باس الشرع مرتين، خلال أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضيين، وخرج للإعلام قائلاً إن الرئيس السوري مستعد للانفتاح على واشنطن ويحلم ببناء "برج ترمب" في دمشق. وعرض رجل الأعمال الأميركي من جانبه على الحكومة السورية خطة لتطوير قطاع الطاقة، وبدأ يضغط على إدارة ترمب لدعم القيادة الجديدة. وفي حوار مع "اندبندنت عربية"، كشف باس عن رسالة بعث بها الشرع إلى الحكومة الإسرائيلية من خلاله، وفي مضمونها رغبة في التهدئة لا التصعيد، والتفاوض لا القتال، لكن مهمته غير الرسمية أثارت حفيظة الإسرائيليين وبعض المسؤولين الأميركيين. جوناثان باس: عندما كنت أتفاوض مع الإسرائيليين، قلت لهم 'ماذا تفعلون بحق الجحيم، لقد سلمكم الشرع قائمة من 10 نقاط، فلماذا تهاجمونه؟'. ضحك الإسرائيليون وقالوا 'بلغه أننا قادرون على الوصول إليه أينما كان' ولا يخفي رجل الأعمال الأميركي امتعاضه من فرنسا التي كانت أول دولة غربية تستقبل الشرع. يقول إن الرئيس إيمانويل ماكرون يريد أن تكون فرنسا "الحرس الثوري الجديد وروسيا الجديدة، والصين الجديدة في دمشق"، محذراً، "ماكرون أراد كل شيء، أراد الطاقة وأراد النفوذ، لكن الفرنسيين لا يملكون الشرعية ليملوا على الشرع ما يجب فعله". أجواء اللقاء مع الرئيس السوري زار رجل الأعمال الأميركي سوريا ثلاث مرات منذ صعود الشرع، آخرها هذا الأسبوع. ويقول إن الحكومة الجديدة تفتقر الخبرة، لكنها تمتلك نية الإصلاح. ويستعيد تفاصيل لقائه الرئيس السوري ضمن حلقة جديدة من برنامج "حوارات أميركية"، قائلاً "وجودي في سوريا كان صدفة بحتة. قلت له 'سيادة الرئيس، لا أصدق أنني جالس أمامك في قصر الأسد'، فرد علي 'بصراحة، وأنا أيضاً لا أصدق'. لم يكن أي منا يتوقع أن نلتقي وجهاً لوجه. لم أكن أسعى إلى شيء فقد ذهبت كممثل لمنظمة إنسانية أميركية، ولم أكن أتوقع شيئاً إطلاقاً". لكن زيارة باس تزامنت مع اقتراحه خطة من خمس مراحل لإعادة بناء قطاع النفط والغاز، تتضمن إطلاق شركة أميركية - سورية بمشاركة شركات كبرى، وتأسيس كيان قانوني مدرج في البورصة الأميركية، يسهم فيه صندوق سوري سيادي للطاقة بنسبة 30 في المئة. وعن انطباعه بعد لقاء الشرع، قال باس إنه يأمل في أن يمتلك الرئيس السوري القوة اللازمة لمواصلة مهمته، لافتاً "ما شعرت به في قلبي وما رأيته في عينيه ولمسته بعد مصافحته، أنه رجل يؤمن بمسؤولية تجاه كل السوريين، يهود ومسيحيين ودروز وسنة وشيعة وعلويين". وأضاف "عندما تجولت في دمشق، دخلت المتاجر برفقة يهود يرتدون 'الكيباه'، ولم أجد صورة واحدة للشرع. قلت له 'سيدي، لا توجد صورتك في الفندق ولا في المحال، لم أكن حتى أعلم شكلك' فرد قائلاً 'نحن لم نستبدل ديكتاتوراً آخر بديكتاتور'". ويصف باس شخصية الشرع قائلاً إنه "الرجل المناسب، لأنه قادم من ماضٍ رأى فيه الكراهية بعينيه، حمل البندقية وكان في الجهة المقابلة لها. وأعتقد أنه في أعماق قلبه أدرك أن حامل البندقية مثل الملاكم الذي يخوض 12 جولة في الحلبة، أما المفاوض فيعيش ليرى اليوم التالي بعد 12 جولة. الشرع أدرك أن مستقبل شعبه سيبنى بالتفاوض لا القتال". وتواجه الإدارة السورية اليوم تحدياً في احتواء الأقليات، مثل الدروز الذين يشتكون من تهميشهم في السلطة ويخشون تبعات إلقاء السلاح، وهي مخاوف طفت إلى السطح بعد صعود القيادة الجديدة وتجلت هذا الأسبوع ضمن الاشتباكات المسلحة داخل السويداء، بين فصائل درزية وقوات الجيش السوري مما يهدد مستقبل سوريا ووحدتها، خصوصاً بعد التدخل الإسرائيلي بقصف أهداف حكومية في دمشق رداً على العمليات في السويداء. رسالة سورية إلى إسرائيل كشف باس أن الرئيس السوري طلب منه فتح قناة تواصل غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل، وقال "سلمني الشرع قائمة من 10 بنود وطلب مني نقلها إلى الإسرائيليين. خرجت من القصر وذهبت فوراً للقاء المفاوضين الدروز لأفهم موقفهم، ومن ثم سافرت إلى إسطنبول، وأجلسني الشرع إلى جانب وزير الطاقة السوري لأفهم منه الوضع". وأعرب رجل الأعمال الأميركي عن استيائه البالغ من الموقف الإسرائيلي، قائلاً "عندما وصلت إلى إسطنبول تواصلت مع الإسرائيليين حاملاً رسالة الشرع، لكنهم لم يُبدوا أية رغبة في سماعها ولم يكونوا سعداء بتواصلي". وكشف عن أن النقاط الـ10 تضمنت العودة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974 ووقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا، وإقامة منطقة منزوعة السلاح داخل قطاع غزة. وأوضح باس أنه أوصل الرسالة السورية إلى المسؤول المعني في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قائلاً "قلت للإسرائيليين 'إذا لم ترغبوا في الإصغاء لها، فسأتوجه إلى الإعلام'. هناك من لم يعجبه ذلك بمن فيهم بعض الأميركيين، لكنني كنت أعلم أن الرئيس ترمب، رئيسي، سيقرأ ما يُنشر في الصحافة". وأضاف "الشرع قام بخطوة كبيرة هذا الأسبوع عندما عرض منح الجنسية للفلسطينيين، جنسية فعلية لا بصفة لاجئ، وبذلك أخرج حركة السلطة الفلسطينية من المعادلة"، وهي خطوة وصفها بـ"الذكية والكبيرة"، فيما يبدو في سياق الإغراءات المقدمة لإسرائيل ضمن المفاوضات الجارية. ولفت رجل الأعمال الأميركي إلى أنه فوجئ بالضربة الإسرائيلية على محيط القصر الرئاسي داخل دمشق خلال مايو الماضي، قائلاً "عندما كنت أتفاوض مع الإسرائيليين، قلت لهم 'ماذا تفعلون بحق الجحيم، لقد سلمكم الشرع قائمة من 10 نقاط، فلماذا تهاجمونه؟'. ضحك الإسرائيليون وقالوا 'بلغه أننا قادرون على الوصول إليه أينما كان'. وأضاف "قلت لهم هذه ليست الطريقة التي نبدأ بها المفاوضات. الجميع يمكن أن يستهدف في أي مكان، مثلما فجر شاب نفسه وسط 25 مسيحياً لإيقاف مسار التقدم في سوريا. أي شخص يستطيع أن يحبط (مسار التقدم)، لكن هذا ليس دليلاً على انتصار أي طرف". ووصف باس الوضع في سوريا خلال تلك الفترة بأنه كان على حافة الانفجار، وقال "ما رأيته داخل الشارع عندما كنت في سوريا أننا كنا على بعد أسبوعين إلى أربعة من حمام دم كبير. كانت هناك مناوشات بين الأتراك والإسرائيليين، وكان كل شيء يتجه نحو حرب أهلية، كما قال ماركو روبيو في جلسة استماع بمجلس الشيوخ". كواليس اللقاء بين ترمب والشرع قبل اجتماعهما خلال الـ14 من مايو الماضي لم يكن هناك شيء يربط ترمب والشرع غير مقترح طرحه الأخير ببناء برج ترمب في سوريا، وكشف عنه للمرة الأولى السيد باس عبر "رويترز". ويقول رجل الأعمال إن الرسالة من "برج ترمب" لم تكن متمحورة حول مبنى يستقطب الأثرياء، بل أراد الرئيس السوري مكاناً يحوي مساكن ومكاتب ومساحات تجارية. ما الذي جرى خلف الكواليس لتتغير السياسة الخارجية الأميركية بهذه السرعة، ويقرر ترمب لقاء الشرع؟ يجيب "ما يمكنني قوله أن هناك شخصين جعلا اللقاء بين ترمب والشرع ممكناً وهما الأميرة ريما بنت بندر (السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة)، وتوم باراك (المبعوث الأميركي إلى سوريا)... أنا أصف توم باراك بالخزاف، لأنه رجل يأخذ كتلة طين ويحولها إلى مزهرية جميلة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أفضت أول قمة بين رئيس أميركي ونظيره السوري منذ ربع قرن إلى خمسة مطالب قدمتها الإدارة الأميركية لحكومة الشرع، تمحورت حول إقامة علاقات مع إسرائيل ومكافحة الإرهاب والإشراف الكامل على السجون التي يقبع فيها مقاتلو تنظيم "داعش". وعن أهمية قرار رفع العقوبات عن سوريا الذي أعلنه ترمب بعد طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال باس "من الظلم استهداف الشعب السوري بالعقوبات، الشعب السوري ذكي ومثقف ومجتهد ويحب وطنه، ويريد أن يصنع فارقاً. لا يريدون القتال وأن تنتهي جثث أبنائهم في أكياس، لقد عاشوا 40 سنة من أكياس الجثت، عاشوا 40 سنة وهم لا يستطيعون التحدث مع جيرانهم أو إخوتهم أو آبائهم أو أمهاتهم، ولا يريدون هذا المستقبل لأبنائهم". ويعتقد باس أن روسيا حاولت تقويض الجهود الأميركية لاحتضان سوريا الجديدة، عبر توجيه الانتباه نحو أوكرانيا وإثارة إمكانية عقد قمة بين بوتين وترمب في تركيا، وقال "شعوري وقتها أن بوتين كان يحاول تقويض التحرك الأميركي الهادف إلى إخراج الشرع من الظلام، وأن الطريقة الوحيدة التي رأى أنها ستنجح كانت بخطف الأضواء عن اللقاء". الشرع مد غصون الزيتون لإسرائيل يوم الأربعاء الـ16 من يوليو (تموز) الجاري وبعد الاشتباكات بين قوات الجيش السوري وفصائل درزية في السويداء، شنت إسرائيل غارة جوية استهدفت مقر وزارة الدفاع السورية وطالت الضربات محيط القصر الرئاسي في دمشق. وهذه هي المرة الثانية منذ مايو الماضي التي تقترب فيها نيران إسرائيلية من مقار القيادة العليا في سوريا. هل ما زال الإسرائيليون يحاولون اغتيال أحمد الشرع؟ يرد باس "لا، أظن أن الإسرائيليين أدركوا أن الشرع يحظى بدعم الرئيس ترمب والغرب ويمتلك الدعم اللازم ليمضي قدماً ببلده"، موضحاً أن الشرع كان ذكياً باختيار أميركا وشركائها في الخليج، وقال "الجلوس على السور لا يجلب لك إلا الألم ولا يقود إلى نتيجة، لا يمكنك البقاء على الحياد، عليك أن تختار، إيران؟ الصين؟ روسيا؟ أم أميركا والغرب؟". وعن المفاوضات التي جرت هذا الأسبوع في باكو بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين والتي كشفت عنها وكالة الأنباء الفرنسية، يعلق باس "آمل أن تؤدي إلى اتفاق. الشرع مد غصن الزيتون، مده للإسرائيليين من خلالي، ونأمل في أن يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد. هذه ليست مكافأة سياسية لولاء الدروز تجاه إسرائيل، بل مكسب سياسي للمنطقة بأكملها". وأضاف "الرئيس السوري دخل هذه المفاوضات بنية التوصل إلى اتفاق، وآمل أن يدخلها الإسرائيليون بالنية نفسها، وأعرف أن الأميركيين منخرطون بجدية لإصلاح هذا الوضع، وإيقاف القتل ونزف الدم داخل الشرق الأوسط". مضايقات من مسؤولين أميركيين تتقاطع الأدوار التي يلعبها باس بين السياسي والتجاري مما يثير الغموض والأسئلة حولها، ويعترف بتعرضه لمضايقات من مسؤولين في إدارة ترمب بسبب علاقته بالحكومة السورية وزياراته المتكررة إلى تركيا، وقال "تعرضت لتهديدات كثيرة من أشخاص نقلوا إلى الأمم المتحدة... لا أستطيع تسميتهم. لكن ما يمكنني قوله أن التعرض لنيران صديقة كان محبطاً". ويعود رجل الأعمال الأميركي إلى اختصاصه، قائلاً "الأمر متروك لنا جميعاً للمضي قدماً، وعلينا أن نتوقف عن سؤال 'ماذا ستقدم لنا سوريا'. في الأسبوع الماضي فحسب تحدثت مع أكثر من 130 شركة أميركية، وكان سؤال هذه الشركات الأميركية هو 'من سيدفع؟' وأنا أقول لهم 'المسألة ليست من سيدفع المال، بل من سيستثمر في الشعب السوري، ومستقبل سوريا'. علينا أن ندرك أن مستقبل هذه المنطقة مرهون بمستقبل شعوبها، والطريقة الوحيدة للتغيير هي عبر الاستثمار في الوظائف والفرص".

استقالة وزيرة البيئة في مصر
استقالة وزيرة البيئة في مصر

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

استقالة وزيرة البيئة في مصر

أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم الأحد قبول الاستقالة المقدمة من وزيرة البيئة ياسمين فؤاد، وفق بيان صادر من المجلس من دون أن يحدد سبب القرار. وبحسب البيان فقد جرى تكليف وزيرة التنمية المحلية منال عوض بالقيام موقتاً بمهام وزير البيئة، إضافة إلى مهام منصبها لحين تعيين وزير جديد. وقالت وسائل إعلام مصرية إن ياسمين فؤاد تولت مهامها وزيرة للبيئة منذ عام 2018، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مايو (أيار) الماضي عن تعيينها أمينة تنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتحدثت التقارير الإعلامية المصرية عن أن الوزيرة المستقيلة تتمتع بخبرة واسعة في الدبلوماسية البيئية ومعرفة تزيد على 25 عاماً في الحوكمة البيئية والمواضيع البيئية العالمية والدبلوماسية الدولية للمناخ، إضافة إلى سجل حافل في تصميم وتنفيذ الإصلاحات المؤسسية والنظامية لتحقيق التنمية المستدامة.

واقعية "أوبك" تكشف عن سيناريوهات النفط المقبلة
واقعية "أوبك" تكشف عن سيناريوهات النفط المقبلة

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

واقعية "أوبك" تكشف عن سيناريوهات النفط المقبلة

تتشكل اليوم معالم فصل جديد في حكاية الطاقة العالمية، يعيد تعريف الرهانات المستقبلية ويشكك في اليقينيات السابقة، ففي خضم تسارع الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية منذ مطلع العام الحالي يبرز التناقض الصارخ في تصريحات وكالة الطاقة الدولية حول استثمارات قطاع النفط والغاز كقضية محورية تهدد كيان السوق، هذا التذبذب الذي حذرت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" منه مراراً، لا يعرض استقرار أسواق الطاقة العالمية للخطر فحسب، بل يكشف عن تحول جوهري في الخطاب الدولي تجاه مستقبل الوقود الأحفوري في مواجهة الطموحات الخضراء. مراجعة تكتيكية لقد شرعت وكالة الطاقة الدولية التي ظلت أعواماً حاملة لواء "تحول الطاقة" ونهاية عصر النفط، في مراجعة تكتيكية عميقة لخطابها، وبدأت الوكالة تتخلى تدريجاً عن شعارات الماضي، معتمدة خطاباً جديداً يقر بالدور المحوري للنفط والغاز في ضمان أمن الإمدادات العالمي، هذا التحول يتجاوز مجرد تغيير مصطلحات، إنه اعتراف عملي بثوابت الجغرافيا السياسية والاقتصاد التي تحكم واقع السوق. في هذا المنعطف الحاسم يبرز النجاح الاستثنائي لندوة "أوبك" الأسبوع الماضي في فيينا كـ"لحظة دلالية فارقة"، ترسي سردية متوازنة ترفع شعار "أمن الطاقة" و"أمن المناخ" معاً، متحدية رواية الإحلال السريع. إشارات مشوشة وكثيراً ما نبهت "أوبك" إلى خطورة التباين المستمر في مواقف وكالة الطاقة الدولية، وبخاصة تلك المتعلقة بوقف تمويل مشاريع النفط والغاز ثم التحذير لاحقاً من شح وشيك في الإمدادات، هذا التقلب في التوصيات يرسل إشارات مشوشة إلى الأسواق ويقوض أسس بيئة الاستثمار طويل الأجل في قطاع حيوي يتطلب تخطيطاً استراتيجياً ثابتاً على مدى عقود، لا يتزعزع كل عامين. فاستثمارات النفط والغاز بطبيعتها استثمارات جيلية تحتاج فترات إعداد وإنتاج ممتدة قبل أن تثمر، وأي تراجع حالي في ضخ الأموال سينعكس حتماً عجزاً كارثياً في المعروض خلال المدى المتوسط والبعيد. وتكشف الأرقام الصارخة أن خفض الاستثمارات خلال الفترة (2015-2020) استجابة لضغوط التحول الطاقي المتسارع، خلف فجوة إنتاجية مهولة تقدر بنحو 10 ملايين برميل يومياً، مقارنة بحجم الطلب المتوقع عام 2023، هذا النقص الهيكلي يهدد بدفع الأسعار إلى مستويات قد تتجاوز 100 دولار للبرميل، وبخاصة مع تعافي الاقتصادات الكبرى بزخم يفوق التقديرات. إعادة تقييم تتزايد المؤشرات إلى أن وكالة الطاقة الدولية بدأت تعدل بوصلتها، متبعة خطاباً أكثر واقعية تجاه مستقبل الطاقة، بعد أعوام من الانحياز الواضح لسردية التحول الطاقي السريع، ويبدو أن هذا التحول في اللهجة يعكس إدراكاً متأخراً بأن مصادر الطاقة المتجددة على رغم تقدمها لا تزال عاجزة عن حمل عبء الاقتصاد العالمي بمفردها، خصوصاً في قطاعات حيوية كالنقل الجوي والبري والبحري والصناعات الثقيلة. ففي أحدث تقاريرها، أقرت الوكالة بأن الطلب العالمي على النفط سيحافظ على قوته طوال العقد الحالي، متوقعة أن يبلغ الذروة قرب نهايته فحسب، بينما سيظل الاستهلاك فوق حاجز 100 مليون برميل يومياً في غالبية السيناريوهات، وأعادت تأكيد أولوية أمن الإمدادات في ظل أزمات متتالية، أبرزها الحرب الأوكرانية والاضطرابات في البحر الأحمر، التي كشفت هشاشة سلاسل التوريد العالمية. دلالات عميقة وحملت الندوة الدولية الأخيرة لـ"أوبك" دلالات عميقة تتجاوز الحضور الدبلوماسي والسياسي الرفيع. لقد نجحت في ترسيخ رؤية بديلة للخطاب الطاقي العالمي. مشاركة ممثلي مؤسسات كانت من أشد المدافعين عن التحول الجذري، كوكالة الطاقة الدولية نفسها والبنك الدولي، في نقاشات مركزها "أمن الطاقة" و"العدالة المناخية"، تجسد تحولاً جذرياً في المزاج الدولي وانحيازاً متزايداً للواقعية. وأثبتت "أوبك" فعاليتها في تعزيز سردية تؤكد أن النفط والغاز سيظلان عماداً لمزيج الطاقة العالمي لعقود مقبلة، وأن المواءمة بين الطموح المناخي والاستقرار الاقتصادي تتطلب حلولاً عملية لا شعارات أيديولوجية، وبرزت تقنيات مثل احتجاز الكربون والاقتصاد الدائري للكربون ورفع كفاءة الاستهلاك كأدوات محورية لضمان مستقبل طاقي مستدام ومتوازن، تحفظ فيه مصالح جميع الأطراف. ثقة المستثمرين وقال محللون لـ"اندبندنت عربية" إن التناقضات المتكررة في خطاب وكالة الطاقة الدولية باتت تلقي بظلال من الشك على استدامة استثمارات النفط طويلة الأجل، مما ينعكس على قدرة السوق على التخطيط للمستقبل بثقة. وأشاروا إلى أن دعوة الوكالة المتكررة لوقف تمويل مشاريع النفط والغاز، ثم تحذيرها المفاجئ من عجز في الإمدادات، أوجد بيئة استثمارية غير مستقرة تفتقر إلى الرؤية الواضحة. وأضافوا أن تلك التقلبات تعمق الفجوة بين الطلب العالمي المتزايد على الطاقة والمعروض الفعلي، وهو ما يهدد بإعادة سيناريوهات التقلبات الحادة في الأسعار خلال الأعوام المقبلة. ويرى المحللون أن النجاح اللافت لندوة "أوبك" الأخيرة شكل لحظة رمزية بانتصار خطاب المنظمة القائم على التوازن بين أمن الطاقة وأمن المناخ، في مواجهة سردية "نهاية عصر النفط" التي روجت لها وكالة الطاقة الدولية. واعتبروا أن المؤتمر رسخ سردية جديدة أكثر واقعية تجاه مستقبل الطاقة، وسط حضور لافت لمؤسسات دولية كثيراً ما كانت من دعاة التحول السريع نحو الطاقة المتجددة. بديل تقني من جهته، أكد المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي أنه "لا وجود لمفهوم نهاية عصر النفط والغاز"، مشيراً إلى أن التحولات في مصادر الطاقة يجب أن تكون منفتحة وواقعية لا عدائية. وقال الحرمي إن "الحاجة للنفط لا تزال قائمة طالما لا يوجد بديل تقني واقتصادي قابل للتطبيق على نطاق عالمي"، معتبراً أن تحذيرات وكالة الطاقة الدولية على رغم تناقضاتها تحمل جانباً إيجابياً، كونها تدفع الدول المنتجة نحو التخطيط طويل الأجل وتنويع مصادر الدخل. وأشار إلى أن النجاحات المتواصلة لـ"أوبك" تؤكد أن صناعة النفط ما زالت تحتفظ بثقلها الاستراتيجي عالمياً، مع ضرورة التفكير بعقلية استباقية لإيجاد بدائل مستقبلية فعالة. رؤية واقعية من جهته، أوضح الباحث الاقتصادي والمتخصص في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي أن ندوة "أوبك" الأخيرة أثبتت إمكانية التوفيق بين أهداف أمن الطاقة والعدالة المناخية، قائلاً "تقنيات احتجاز الكربون والاقتصاد الدائري للطاقة تمنحنا فرصة حقيقية للتكامل بين الطاقة التقليدية والطموح البيئي". وانتقد الشوبكي الخطاب المتذبذب لوكالة الطاقة الدولية واصفاً إياه بـ"المضلل للمستثمرين"، مشيراً إلى أن الوكالة طالبت سابقاً بوقف الاستثمارات ثم عادت لتحذر من نقص الإمدادات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف أن هذا التناقض يضرب الثقة في مستقبل السوق، ويهدد بعودة موجات عدم الاستقرار التي كثيراً ما حذرت منها "أوبك". وأكد أن الوكالة بدأت بالفعل في تعديل خطابها أخيراً، معترفة بأن الطلب على النفط سيظل قوياً حتى نهاية العقد الحالي، وهو تحول في النغمة يظهر "انكسار السردية القديمة أمام الواقع". بقاء النفط من جانبه، شدد المتخصص في الشأن الاقتصادي بالجامعة اللبنانية الدكتور جاسم عجاقة على أن صناعة النفط ما زالت العمود الفقري للاقتصاد العالمي، وتتطلب استثمارات ضخمة ومتواصلة. وأوضح أن توقف الاستثمارات يؤدي إلى تآكل القدرة الإنتاجية، وضرب مثالاً بإيران التي عانت ضعف الإنتاج خلال أعوام العقوبات بسبب نقص التمويل. وأضاف عجاقة أن الطاقة المتجددة على رغم تقدمها لا تزال تواجه تحديات جدية تتعلق بالتخزين وكفاءة التشغيل، خصوصاً في القطاعات الصناعية والنقل. وأشار إلى أن "أوبك" ما زالت تمسك بزمام المعادلة السوقية، مستشهداً بتصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب حول دعم الهيدروجين والسيارات المعتمدة على الوقود التقليدي. تحديات متراكبة بدورها، أكدت المتخصصة في الاقتصاد والطاقة وفاء علي أن أسواق الطاقة العالمية تمر بمرحلة دقيقة عنوانها "اللايقين والتحديات المتراكبة". ولفتت إلى أن تحالف "أوبك+" اتبع خلال الأعوام الماضية سياسة مرنة تستند إلى قراءة دقيقة لمتغيرات السوق. وأشارت إلى أن الصناعة النفطية تحتاج إلى نحو 12 تريليون دولار من الاستثمارات حتى عام 2030 للحفاظ على التوازن في السوق. وأضافت أن المشهد الجيوسياسي بات يؤثر بصورة مباشرة في سلاسل الإمداد، في ظل صراعات الرسوم الحمائية وتباطؤ النمو، وتراجع الثقة في الطاقة المتجددة كمصدر موثوق ومستدام. وأكدت أن "أوبك" استطاعت خلال ندوتها الأخيرة "وضع وكالة الطاقة الدولية في غرفة الاختبار"، عبر إعادة طرح سؤال جوهري هو كيف يمكن بناء مستقبل للطاقة في ظل كل هذه التحديات من دون الاستغناء عن النفط والغاز في المدى المتوسط؟ من يرسم المستقبل؟ تحولات الطاقة لم تعد مجرد جدل نظري بين النفط والمتجددة، بل أصبحت ساحة لصراع سياسي واقتصادي واستثماري متشابك، وبينما تسير وكالة الطاقة الدولية في مسار متقلب تبرز "أوبك" كلاعب دولي يمسك بخيوط التوازن العالمي، لا سيما في ظل عجز البدائل واشتداد التحديات الجيوسياسية. ويبقى السؤال الأهم، هل ستنجح "أوبك" في حشد الاستثمارات اللازمة لضمان استقرار الأسواق؟ أم أن التحديات العالمية ستجعل من كل خطوة في صناعة الطاقة اختباراً جديداً لقدرة اللاعبين على التكيف والقيادة؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store