logo
"ميتا" تحلم بمساعد شخصي يفهمك ويعيش معك

"ميتا" تحلم بمساعد شخصي يفهمك ويعيش معك

Independent عربيةمنذ 3 أيام
يواصل الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ، ضخ مليارات الدولارات في جهود الشركة لتوسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير ما يعرف بـ"الذكاء الفائق" أي الذكاء الاصطناعي الذي يتجاوز القدرات البشرية.
في منشور عبر منصة "ثريدز"، كشف زوكربيرغ عن خطط لإنفاق مئات المليارات من الدولارات لبناء عدد من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الضخمة في أنحاء الولايات المتحدة، من بينها مركز سيبدأ العمل فيه اعتباراً من العام المقبل.
وأحد هذه المراكز، والذي يطلق عليه اسم "هايبريون"، سيصل لاحقاً إلى قدرة تشغيلية تبلغ 5 غيغاواط (أي 5 مليارات واط) وهي كمية كافية من الطاقة لتشغيل نحو 800 ألف منزل.
مواهب الذكاء الاصطناعي
لكن الأمر لا يقتصر على مراكز البيانات فحسب، إذ يقوم زوكربيرغ أيضاً بإنفاق مبالغ ضخمة على استقطاب نخبة من مواهب الذكاء الاصطناعي، ففي يونيو (حزيران) الماضي، استثمرت "ميتا" 14.3 مليار دولار في شركة "سكيل أي آي"، وعينت مديرها التنفيذي ألكسندر وانغ.
واستعانت بالشخصيات البارزة مثل الرئيس التنفيذي السابق لـ"جيت هاب" نات فريدمان، والرئيس التنفيذي لشركة "ساف سوبر انتيليجنت" دانييل غروس، إضافة إلى استقطاب رئيس وحدة نماذج الذكاء الاصطناعي في شركة "أبل" روومينغ بانغ.
ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، تمكنت "ميتا" أيضاً من جذب باحثين من شركة "أوبن أي آي"، وهم لوكاس باير، وألكسندر كوليسنيكوف، وشياوخوا زهاي.
إيقاف نموذج عملها
كل هذه التحركات تأتي في ظل سعي ميتا إلى استعادة ريادتها في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد أن اضطرت إلى إيقاف العمل موقتاً على نموذجها Llama 4 الضخم، بينما تسعى لتحسين أدائه ليتماشى مع النماذج المتقدمة التي تقدمها شركات مثل "أوبن أي آي" و"غوغل".
ويقول رئيس قسم أبحاث التكنولوجيا في شركة "دافيسون" جيل لوريا "يعتقد زوكربيرغ أنه من الضروري جداً امتلاك أحد النماذج الرائدة، لقد أعاد بناء الفريق ليستقطب المواهب اللازمة، وسيمضي قدماً في الاستثمار في البنية التحتية الحاسوبية اللازمة لتحقيق ذلك، وبالنسبة لميتا، فإنها مقامرة لا يمكن أن تخسرها".
ذكاء فائق... لكن شخصي
يختلف توجه "ميتا" في الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة عن منافسيها مثل "أوبن أي آي" و"أنثورابك" و"بريكسبيليتي" و"إكس أي آي"، وحتى "مايكروسوفت" و"غوغل".
فبدلاً من استخدام التكنولوجيا للإجابة عن أسئلة كونية أو دعم تطبيقات المؤسسات والخدمات السحابية، يقول زوكربيرغ إن الشركة تهدف إلى بناء ما يسميه "الذكاء الفائق الشخصي".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مقابلة مع منصة "ذي إنفورميشن" خلال برنامج "تي آي تي في"، أوضح زوكربيرغ أن هذا الذكاء الفائق سيكون مصمماً لحل مشكلات يومية بسيطة للمستخدمين، قائلاً
"مهمتنا في المختبر هي إيصال الذكاء الفائق الشخصي إلى كل فرد في العالم، حتى نضع هذه القوة بين يدي كل شخص، هذا مختلف عما تفعله المختبرات الأخرى، إنها التقنية الأهم في حياتنا مستقبلاً".
غموض الرؤية
وعلى رغم أن هذا التصور يبدو غامضاً ويخلو من أمثلة واقعية عن كيفية تأثير هذا الذكاء في حياتنا اليومية أو كيفية استخدامه، فقد أشار زوكربيرغ إلى أن هذه التكنولوجيا ستدعم خوارزميات التوصية في "ميتا"، وقدرات الإعلان، والأهم من ذلك، برنامج النظارات الذكية التابعة للشركة.
وأضاف "ما زلت أعتقد أن النظارات الذكية ستكون الصورة الأمثل لتجربة الذكاء الاصطناعي، فهي ترى ما تراه وتسمع ما تسمعه، ويمكنك التحدث إليها طوال اليوم".
وتراهن "ميتا" على أن النظارات الذكية ستكون الجيل القادم من الأجهزة الاستهلاكية بعد الهواتف الذكية، وتعمل الشركة حالياً على تطوير نظارات ذكية مستقلة لا تحتاج إلى الاتصال بهاتف ذكي لتشغيل التطبيقات أو البرامج. وهو ما من شأنه أن يمنح "ميتا" استقلالية عن متاجر التطبيقات التابعة لشركتي "أبل" و"غوغل"، ويمنحها سيطرة أكبر على منتجاتها وهو هدف طويل الأمد بالنسبة إلى الشركة.
الإنفاق الهائل جزء من الخطة
لتحقيق هذه الرؤية، تحتاج "ميتا" إلى إنفاق مبالغ طائلة وهو ما تقوم به حالياً من دون تردد، ويقول المحلل في شركة "كرييتيف استراتيجيز" بن جاجارين "بصورة عامة، هذا يعكس مدى الطلب الكبير على مهندسي الذكاء الاصطناعي وصعوبة الاحتفاظ بالمواهب الجيدة"، مضيفاً "حرب المواهب في الذكاء الاصطناعي معركة شرسة، ومن الصعب رؤية تباطؤها قريباً، والحقيقة، حتى المال قد لا يكون كافياً للاحتفاظ بالمواهب، لذا قد نشهد أيضاً معدلات دوران عالية".
ويأتي هذا الإنفاق الكبير في وقت تسعى "ميتا" إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة جديدة.
ويقول لوريا "في العام الماضي، عندما قدموا نموذج Llama 3، كان من بين أقوى النماذج المتقدمة آنذاك، لكن بحلول الوقت الذي طرحوا فيه Llama 4، لم يكن على المستوى المطلوب، ولم يكن من بين الأفضل، ولهذا قرر زوكربيرغ مضاعفة جهوده وإعادة تشكيل الفريق المسؤول عن الذكاء الاصطناعي في ميتا وهو ما فعله بشكل غير مسبوق خلال الأسابيع القليلة الماضية".
والآن، يبقى على زوكربيرغ أن يثبت أن كل هذا الإنفاق سيؤتي ثماره، وأن رؤيته نحو "ذكاء فائق شخصي" ستتحقق.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسعار القهوة ترتفع وسط مخاوف اضطراب الإمدادات بسبب رسوم ترامب
أسعار القهوة ترتفع وسط مخاوف اضطراب الإمدادات بسبب رسوم ترامب

حضرموت نت

timeمنذ 13 دقائق

  • حضرموت نت

أسعار القهوة ترتفع وسط مخاوف اضطراب الإمدادات بسبب رسوم ترامب

ارتفعت أسعار القهوة خلال تعاملات الأربعاء، مع تصاعد المخاوف بشأن اضطراب الإمدادات العالمية، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 19% ضد إندونيسيا. زادت العقود الآجلة لقهوة 'أرابيكا' تسليم سبتمبر في نيويورك بنسبة 3.2% إلى 3.068 دولار للرطل، مقلصة مكاسبها بعدما سجلت أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 3.0730 دولار. وفي بورصة لندن، صعدت العقود الأكثر نشاطًا لحبوب 'الروبستا' بحوالي 1% إلى 3441 دولارًا للطن. تُعد إندونيسيا من الموردين الأساسيين للقهوة إلى السوق الأمريكية، حيث صدرت 726 ألف كيس (الكيس يزن 60 كيلوجرامًا) إلى الولايات المتحدة بين مارس 2024 وفبراير 2025. في الوقت نفسه، يتسابق المتعاملون لشحن أكبر كمية ممكنة من القهوة البرازيلية إلى الولايات المتحدة قبل تطبيق التعريفة الأمريكية المقترحة بنسبة 50% اعتبارًا من مطلع أغسطس.

واقعية "أوبك" تكشف عن سيناريوهات النفط المقبلة
واقعية "أوبك" تكشف عن سيناريوهات النفط المقبلة

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

واقعية "أوبك" تكشف عن سيناريوهات النفط المقبلة

تتشكل اليوم معالم فصل جديد في حكاية الطاقة العالمية، يعيد تعريف الرهانات المستقبلية ويشكك في اليقينيات السابقة، ففي خضم تسارع الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية منذ مطلع العام الحالي يبرز التناقض الصارخ في تصريحات وكالة الطاقة الدولية حول استثمارات قطاع النفط والغاز كقضية محورية تهدد كيان السوق، هذا التذبذب الذي حذرت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" منه مراراً، لا يعرض استقرار أسواق الطاقة العالمية للخطر فحسب، بل يكشف عن تحول جوهري في الخطاب الدولي تجاه مستقبل الوقود الأحفوري في مواجهة الطموحات الخضراء. مراجعة تكتيكية لقد شرعت وكالة الطاقة الدولية التي ظلت أعواماً حاملة لواء "تحول الطاقة" ونهاية عصر النفط، في مراجعة تكتيكية عميقة لخطابها، وبدأت الوكالة تتخلى تدريجاً عن شعارات الماضي، معتمدة خطاباً جديداً يقر بالدور المحوري للنفط والغاز في ضمان أمن الإمدادات العالمي، هذا التحول يتجاوز مجرد تغيير مصطلحات، إنه اعتراف عملي بثوابت الجغرافيا السياسية والاقتصاد التي تحكم واقع السوق. في هذا المنعطف الحاسم يبرز النجاح الاستثنائي لندوة "أوبك" الأسبوع الماضي في فيينا كـ"لحظة دلالية فارقة"، ترسي سردية متوازنة ترفع شعار "أمن الطاقة" و"أمن المناخ" معاً، متحدية رواية الإحلال السريع. إشارات مشوشة وكثيراً ما نبهت "أوبك" إلى خطورة التباين المستمر في مواقف وكالة الطاقة الدولية، وبخاصة تلك المتعلقة بوقف تمويل مشاريع النفط والغاز ثم التحذير لاحقاً من شح وشيك في الإمدادات، هذا التقلب في التوصيات يرسل إشارات مشوشة إلى الأسواق ويقوض أسس بيئة الاستثمار طويل الأجل في قطاع حيوي يتطلب تخطيطاً استراتيجياً ثابتاً على مدى عقود، لا يتزعزع كل عامين. فاستثمارات النفط والغاز بطبيعتها استثمارات جيلية تحتاج فترات إعداد وإنتاج ممتدة قبل أن تثمر، وأي تراجع حالي في ضخ الأموال سينعكس حتماً عجزاً كارثياً في المعروض خلال المدى المتوسط والبعيد. وتكشف الأرقام الصارخة أن خفض الاستثمارات خلال الفترة (2015-2020) استجابة لضغوط التحول الطاقي المتسارع، خلف فجوة إنتاجية مهولة تقدر بنحو 10 ملايين برميل يومياً، مقارنة بحجم الطلب المتوقع عام 2023، هذا النقص الهيكلي يهدد بدفع الأسعار إلى مستويات قد تتجاوز 100 دولار للبرميل، وبخاصة مع تعافي الاقتصادات الكبرى بزخم يفوق التقديرات. إعادة تقييم تتزايد المؤشرات إلى أن وكالة الطاقة الدولية بدأت تعدل بوصلتها، متبعة خطاباً أكثر واقعية تجاه مستقبل الطاقة، بعد أعوام من الانحياز الواضح لسردية التحول الطاقي السريع، ويبدو أن هذا التحول في اللهجة يعكس إدراكاً متأخراً بأن مصادر الطاقة المتجددة على رغم تقدمها لا تزال عاجزة عن حمل عبء الاقتصاد العالمي بمفردها، خصوصاً في قطاعات حيوية كالنقل الجوي والبري والبحري والصناعات الثقيلة. ففي أحدث تقاريرها، أقرت الوكالة بأن الطلب العالمي على النفط سيحافظ على قوته طوال العقد الحالي، متوقعة أن يبلغ الذروة قرب نهايته فحسب، بينما سيظل الاستهلاك فوق حاجز 100 مليون برميل يومياً في غالبية السيناريوهات، وأعادت تأكيد أولوية أمن الإمدادات في ظل أزمات متتالية، أبرزها الحرب الأوكرانية والاضطرابات في البحر الأحمر، التي كشفت هشاشة سلاسل التوريد العالمية. دلالات عميقة وحملت الندوة الدولية الأخيرة لـ"أوبك" دلالات عميقة تتجاوز الحضور الدبلوماسي والسياسي الرفيع. لقد نجحت في ترسيخ رؤية بديلة للخطاب الطاقي العالمي. مشاركة ممثلي مؤسسات كانت من أشد المدافعين عن التحول الجذري، كوكالة الطاقة الدولية نفسها والبنك الدولي، في نقاشات مركزها "أمن الطاقة" و"العدالة المناخية"، تجسد تحولاً جذرياً في المزاج الدولي وانحيازاً متزايداً للواقعية. وأثبتت "أوبك" فعاليتها في تعزيز سردية تؤكد أن النفط والغاز سيظلان عماداً لمزيج الطاقة العالمي لعقود مقبلة، وأن المواءمة بين الطموح المناخي والاستقرار الاقتصادي تتطلب حلولاً عملية لا شعارات أيديولوجية، وبرزت تقنيات مثل احتجاز الكربون والاقتصاد الدائري للكربون ورفع كفاءة الاستهلاك كأدوات محورية لضمان مستقبل طاقي مستدام ومتوازن، تحفظ فيه مصالح جميع الأطراف. ثقة المستثمرين وقال محللون لـ"اندبندنت عربية" إن التناقضات المتكررة في خطاب وكالة الطاقة الدولية باتت تلقي بظلال من الشك على استدامة استثمارات النفط طويلة الأجل، مما ينعكس على قدرة السوق على التخطيط للمستقبل بثقة. وأشاروا إلى أن دعوة الوكالة المتكررة لوقف تمويل مشاريع النفط والغاز، ثم تحذيرها المفاجئ من عجز في الإمدادات، أوجد بيئة استثمارية غير مستقرة تفتقر إلى الرؤية الواضحة. وأضافوا أن تلك التقلبات تعمق الفجوة بين الطلب العالمي المتزايد على الطاقة والمعروض الفعلي، وهو ما يهدد بإعادة سيناريوهات التقلبات الحادة في الأسعار خلال الأعوام المقبلة. ويرى المحللون أن النجاح اللافت لندوة "أوبك" الأخيرة شكل لحظة رمزية بانتصار خطاب المنظمة القائم على التوازن بين أمن الطاقة وأمن المناخ، في مواجهة سردية "نهاية عصر النفط" التي روجت لها وكالة الطاقة الدولية. واعتبروا أن المؤتمر رسخ سردية جديدة أكثر واقعية تجاه مستقبل الطاقة، وسط حضور لافت لمؤسسات دولية كثيراً ما كانت من دعاة التحول السريع نحو الطاقة المتجددة. بديل تقني من جهته، أكد المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي أنه "لا وجود لمفهوم نهاية عصر النفط والغاز"، مشيراً إلى أن التحولات في مصادر الطاقة يجب أن تكون منفتحة وواقعية لا عدائية. وقال الحرمي إن "الحاجة للنفط لا تزال قائمة طالما لا يوجد بديل تقني واقتصادي قابل للتطبيق على نطاق عالمي"، معتبراً أن تحذيرات وكالة الطاقة الدولية على رغم تناقضاتها تحمل جانباً إيجابياً، كونها تدفع الدول المنتجة نحو التخطيط طويل الأجل وتنويع مصادر الدخل. وأشار إلى أن النجاحات المتواصلة لـ"أوبك" تؤكد أن صناعة النفط ما زالت تحتفظ بثقلها الاستراتيجي عالمياً، مع ضرورة التفكير بعقلية استباقية لإيجاد بدائل مستقبلية فعالة. رؤية واقعية من جهته، أوضح الباحث الاقتصادي والمتخصص في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي أن ندوة "أوبك" الأخيرة أثبتت إمكانية التوفيق بين أهداف أمن الطاقة والعدالة المناخية، قائلاً "تقنيات احتجاز الكربون والاقتصاد الدائري للطاقة تمنحنا فرصة حقيقية للتكامل بين الطاقة التقليدية والطموح البيئي". وانتقد الشوبكي الخطاب المتذبذب لوكالة الطاقة الدولية واصفاً إياه بـ"المضلل للمستثمرين"، مشيراً إلى أن الوكالة طالبت سابقاً بوقف الاستثمارات ثم عادت لتحذر من نقص الإمدادات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف أن هذا التناقض يضرب الثقة في مستقبل السوق، ويهدد بعودة موجات عدم الاستقرار التي كثيراً ما حذرت منها "أوبك". وأكد أن الوكالة بدأت بالفعل في تعديل خطابها أخيراً، معترفة بأن الطلب على النفط سيظل قوياً حتى نهاية العقد الحالي، وهو تحول في النغمة يظهر "انكسار السردية القديمة أمام الواقع". بقاء النفط من جانبه، شدد المتخصص في الشأن الاقتصادي بالجامعة اللبنانية الدكتور جاسم عجاقة على أن صناعة النفط ما زالت العمود الفقري للاقتصاد العالمي، وتتطلب استثمارات ضخمة ومتواصلة. وأوضح أن توقف الاستثمارات يؤدي إلى تآكل القدرة الإنتاجية، وضرب مثالاً بإيران التي عانت ضعف الإنتاج خلال أعوام العقوبات بسبب نقص التمويل. وأضاف عجاقة أن الطاقة المتجددة على رغم تقدمها لا تزال تواجه تحديات جدية تتعلق بالتخزين وكفاءة التشغيل، خصوصاً في القطاعات الصناعية والنقل. وأشار إلى أن "أوبك" ما زالت تمسك بزمام المعادلة السوقية، مستشهداً بتصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب حول دعم الهيدروجين والسيارات المعتمدة على الوقود التقليدي. تحديات متراكبة بدورها، أكدت المتخصصة في الاقتصاد والطاقة وفاء علي أن أسواق الطاقة العالمية تمر بمرحلة دقيقة عنوانها "اللايقين والتحديات المتراكبة". ولفتت إلى أن تحالف "أوبك+" اتبع خلال الأعوام الماضية سياسة مرنة تستند إلى قراءة دقيقة لمتغيرات السوق. وأشارت إلى أن الصناعة النفطية تحتاج إلى نحو 12 تريليون دولار من الاستثمارات حتى عام 2030 للحفاظ على التوازن في السوق. وأضافت أن المشهد الجيوسياسي بات يؤثر بصورة مباشرة في سلاسل الإمداد، في ظل صراعات الرسوم الحمائية وتباطؤ النمو، وتراجع الثقة في الطاقة المتجددة كمصدر موثوق ومستدام. وأكدت أن "أوبك" استطاعت خلال ندوتها الأخيرة "وضع وكالة الطاقة الدولية في غرفة الاختبار"، عبر إعادة طرح سؤال جوهري هو كيف يمكن بناء مستقبل للطاقة في ظل كل هذه التحديات من دون الاستغناء عن النفط والغاز في المدى المتوسط؟ من يرسم المستقبل؟ تحولات الطاقة لم تعد مجرد جدل نظري بين النفط والمتجددة، بل أصبحت ساحة لصراع سياسي واقتصادي واستثماري متشابك، وبينما تسير وكالة الطاقة الدولية في مسار متقلب تبرز "أوبك" كلاعب دولي يمسك بخيوط التوازن العالمي، لا سيما في ظل عجز البدائل واشتداد التحديات الجيوسياسية. ويبقى السؤال الأهم، هل ستنجح "أوبك" في حشد الاستثمارات اللازمة لضمان استقرار الأسواق؟ أم أن التحديات العالمية ستجعل من كل خطوة في صناعة الطاقة اختباراً جديداً لقدرة اللاعبين على التكيف والقيادة؟

المملكة تخفض حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية إلى 127.7 مليار دولار
المملكة تخفض حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية إلى 127.7 مليار دولار

مجلة رواد الأعمال

timeمنذ 3 ساعات

  • مجلة رواد الأعمال

المملكة تخفض حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية إلى 127.7 مليار دولار

خفّضت المملكة العربية السعودية حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية خلال شهر مايو 2025 بواقع 6.1 مليار دولار. مقارنة بقيمتها بنهاية الشهر السابق، ويمثل هذا التراجع تعديلًا في إستراتيجية المملكة الاستثمارية. ما يعكس مرونة في إدارة أصولها. ووفقًا لما ذكره موقع 'مباشر' أظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية الشهرية تراجع حيازة المملكة من سندات الخزانة الأمريكية بنسبة 4.56% بنهاية شهر مايو 2025 على أساس شهري. أدنى مستوى في 3 أشهر بلغت حيازة المملكة من السندات الأمريكية 127.7 مليار دولار بنهاية شهر مايو الماضي. لتسجل بذلك أدنى مستوى لها في 3 أشهر، كما كانت الحيازة تبلغ 133.8 مليار دولار بنهاية أبريل، و131.6 مليار دولار في مارس. فيما سجلت 126.4 مليار دولار في فبراير 2025. وعلى أساس سنوي تراجعت حيازة السعودية من سندات الخزانة الأمريكية بنهاية شهر مايو الماضي بواقع 8.6 مليار دولار. وبنسبة 6.3% مقارنة بقيمتها في الشهر ذاته من عام 2024، التي بلغت 136.3 مليار دولار. هذا التراجع السنوي يؤكد اتجاه المملكة نحو تنويع استثماراتها. وحلت المملكة في المرتبة السابعة عشرة عالميًا ضمن قائمة أكبر المستثمرين في سندات الخزانة الأمريكية بنهاية شهر مايو 2025. ويعكس ذلك الموقع حجم استثمارات المملكة مقارنة بالدول الأخرى ذات الاقتصادات الكبرى. اليابان تتصدر قائمة المستثمرين علاوة على ذلك تصدرت اليابان قائمة أكبر المستثمرين في سندات الخزانة الأمريكية بنهاية شهر مايو 2025. بإجمالي 1135 مليار دولار (1.135 تريليون دولار). كما تليها المملكة المتحدة باستثمارات تبلغ 809.4 مليار دولار، ثم الصين بـ 756.3 مليار دولار. ما يوضح تركز كبار المستثمرين في هذا النوع من الأصول. وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت القيمة الإجمالية لإصدارات السندات بنسبة 11.25% بنهاية شهر مايو 2025 على أساس سنوي. وبنحو 0.36% على أساس شهري. ويعكس هذا الارتفاع استمرار حاجة الحكومة الأمريكية للتمويل عبر إصدار السندات. حجم إصدارات سندات الخزانة الأمريكية في النهاية بلغت قيمة إصدارات سندات الخزانة الأمريكية 9045.8 مليار دولار (9.046 تريليون دولار) بنهاية شهر مايو الماضي. مقابل 8130.7 مليار دولار (8.131 تريليون دولار) في نهاية الشهر ذاته من عام 2024. بينما كانت تبلغ 9013.4 مليار دولار (9.013 تريليون دولار) في نهاية أبريل 2025. وتشير هذه الأرقام إلى الحجم الهائل لسوق السندات الأمريكية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store