logo
عن التوقيت المثالي لشراء الذهب والاستثمار به

عن التوقيت المثالي لشراء الذهب والاستثمار به

العربي الجديدمنذ 5 أيام
توقفت الحرب بين إيران وإسرائيل، وتراجع منسوب المخاطر الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم إلى حد ما، وزادت تكهنات خفض سعر الفائدة على الدولار ثلاث مرات قبل نهاية العام الجاري، وفقدت العملة الأميركية أكثر من 10% من قيمتها خلال العام الجاري، فهل هذا هو التوقيت المثالي لشراء الذهب
والاستثمار في هذا المعدن الأصفر
؟
سؤال يتردد بقوة هذه الأيام سواء من قبل أفراد أجلوا قرار شراء الذهب بسبب القفزات غير المسبوقة التي شهدها السعر في الشهور الماضية، أو المدخرين أصحاب الأموال البسيطة الراغبين في تنمية أموالهم والمحافظة عليها من مخاطر التضخم والتعويم وتآكل العملات المحلية، أو حتى من قبل المستثمرين والمضاربين الراغبين في الاحتماء من المخاطر وتحقيق عوائد شبه مضمونة عبر حيازة
أصول استثمارية آمنة
.
بداية، القاعدة الأصلية تقول إنه كلما تراجعت المخاطر الأمنية والجيوسياسية حول العالم
انخفضت أسعار المعدن النفيس
والعكس، تنطبق تلك القاعدة على المخاطر الأخرى سواء كانت أمنية أو اجتماعية وغيرها، وبالتالي فإن الهدنة الهشة بين طهران وتل أبيب ساعدت في تراجع أسعار الذهب في الفترة الماضية، وإبرام اتفاق لوقف الحرب في غزة سيدفع في هذا الاتجاه، كذا الحال بالنسبة لتراجع مخاطر الحرب في أوكرانيا.
القاعدة الأصلية تقول إنه كلما تراجعت المخاطر الأمنية والجيوسياسية حول العالم انخفضت أسعار الذهب والعكس، تنطبق تلك القاعدة على المخاطر الأخرى سواء أمنية أو اجتماعية
وعلى المستوى الاقتصادي، فقد تراجع معدل التضخم في الاقتصادات الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، وبات الباب مفتوحا أمام البنك الفيدرالي الأميركي لخفض سعر الفائدة على الأقل مرتين قبل نهاية العام الجاري وربما ثلاث مرات. ومن هنا بات الباب مفتوحا أمام تراجع سعر الذهب في الأسواق العالمية على خلفية تراجع المخاطر بكل أنواعها.
أيضاً، فإن تراجع التوتر المتعلق بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، ودخول الدول صاحبة الاقتصادات الكبرى في مفاوضات مباشرة مع البيت الأبيض لطي صفحة الخلاف التجاري وتسوية ملف الرسوم الجمركية يدفع أيضا تجاه تخفيض مستوى المخاطر الاقتصادية الضاغطة على سعر المعادن وفي مقدمتها الذهب.
لكل هذه الاعتبارات وغيرها فإنه يمكن القول إن أسعار الذهب مرشحة للتراجع في الفترة المقبلة، وهنا قد يبدو التوقيت الحالي مثاليا للشراء والاستثمار، لكن في المقابل يجب الأخذ في الاعتبار أن أسعار الذهب لن تتهاوى كما يروج البعض، ولن تشهد تراجعا قياسيا في الفترة المقبلة يعادل القفزات التي شهدها في السنوات الماضية، وهذا يستند إلى عدة عوامل أبرزها الإقبال الشديد من قبل البنوك المركزية العالمية والدول على شراء المعدن النفيس.
فالبنوك المركزية خصصت 5 تريليونات دولار لزيادة حيازات المعدن الاصفر خلال العامين المقبلين، وهذا أعلى مستوى منذ 5 سنوات، مع زيادة احتياطياتها من الذهب، واليورو، واليوان، مقابل تقليص حيازتها للدولار. وبلغت مشتريات تلك البنوك من الذهب 20 طناً في مايو/ أيار 2025، وهذا هو الشهر الـ 24 على التوالي الذي تقبل فيه تلك المؤسسات الرقابية على شراء المعدن الثمين. وخلال العام الماضي وحده اشترت البنوك المركزية 1045 طنا من الذهب، بقيمة تقارب 96 مليار دولار. واستمرت البنوك شراء الذهب للعام الـ15 على التوالي في عام 2024، ما رفع الطلب على المعدن الثمين إلى مستوى قياسي.
البنوك المركزية خصصت 5 تريليونات دولار لزيادة حيازات الذهب خلال عامين، مع زيادة احتياطياتها من الذهب، واليورو، واليوان، مقابل تقليص حيازتها للدولار
كما أن بعض البنوك المركزية والمستثمرين حول العالم يتجهون نحو التخلص ولو مؤقتا من
الأصول الأميركية
مثل الدولار وسندات وأذون الخزانة والتحول نحو الذهب بوصفه أداة تحوط ضد التوترات السياسية والاقتصادية المتنامية داخل الولايات المتحدة، وتوقعات دخول الاقتصاد في ركود. وهناك توقعات من قبل مجلس الذهب العالمي بزيادة اقبال تلك البنوك على شراء المعدن النفيس لتفادي أي مخاطر متوقعة.
هذا الاندفاع على شراء الذهب سواء من قبل البنوك المركزية والدول أو الأفراد والمضاربين، أدى إلى زيادة سعره بأكثر من 21% منذ بداية عام 2025، كما ساهم في تماسك السعر وعدم تهاويه خلال الأسابيع الماضية رغم هدوء الحرب التجارية والتوترات الجيوسياسية والمخاطر التي تواج الاقتصاد الأميركي، أكبر اقتصاد في العالم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا تبلغ تكلفة تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي 2.5 مليار دولار؟
لماذا تبلغ تكلفة تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي 2.5 مليار دولار؟

العربي الجديد

timeمنذ 7 ساعات

  • العربي الجديد

لماذا تبلغ تكلفة تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي 2.5 مليار دولار؟

ارتفعت تكلفة مشروع تجديد وتوسعة مبنى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في العاصمة واشنطن إلى 2.5 مليار دولار، ما أثار موجة من الانتقادات من قبل حلفاء الرئيس دونالد ترامب، الذين دعوا إلى فتح تحقيق في أسباب تجاوز التكاليف، وسط اتهامات بسوء الإدارة وهدر المال العام، بحسب "بلومبيرغ". ويخشى مسؤولون مقربون من ترامب أن يكون المشروع قد شابه فساد أو مبالغة في الإنفاق، فيما يُنظر إلى ذلك كفرصة محتملة للضغط على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي أثار استياء الرئيس بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة هذا العام. غير أن خبراء في الهندسة والمشاريع الفيدرالية يرون أن الزيادة في التكاليف تعود إلى تعقيدات فنية وهندسية مرتبطة بالبناء تحت الأرض في منطقة كانت سابقاً مستنقعاً قرب حوض "تايدال باسين" على نهر بوتوماك، وليس إلى رفاهية مبالغ فيها كما يروّج البعض. وبحسب تقارير رسمية، حصل المقاولون المسؤولون عن أعمال الأساسات على جائزة من جمعية البناء في واشنطن لعام 2025، تقديراً لـ"التميز في مواجهة التحديات"، بعد تنفيذهم عمليات هندسية دقيقة لتدعيم المبنى أثناء الحفر العميق أسفله. ويشمل المشروع ترميم مبنى "مارينر إس. إكليز" التاريخي، المشيد عام 1937، إضافة إلى مبنى اتحادي مجاور يعود إلى عام 1931، في أول عملية ترميم شاملة للمبنيين منذ إنشائهما. وتضمنت الأعمال إزالة مواد خطرة كالأسبستوس والرصاص، واستبدال أنظمة ميكانيكية قديمة، وتوسعة المساحات المكتبية، وفق "بلومبيرغ". وكانت التكلفة التقديرية الأولية للمشروع قد بلغت 1.9 مليار دولار، غير أن التحديات التي ظهرت لاحقاً - مثل ارتفاع أسعار الفولاذ عام 2021، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، ومتطلبات الأمن الفيدرالي بعد هجمات 11 سبتمبر - ساهمت في رفع الكلفة الإجمالية بأكثر من 30% منذ عام 2023. وتتضمن التوسعة تحويل مرآب سيارات أسفل مبنى إكليز إلى مكاتب جديدة، وبناء إضافة من 5 طوابق إلى المبنى الشرقي، أربعة منها تحت الأرض، إضافة إلى إنشاء مرآب جديد يضم 318 موقفاً للسيارات. وفي رسالة بتاريخ 10 يوليو/تموز، وجّه مدير مكتب الإدارة والميزانية راسل فوت، انتقادات لاذعة إلى باول، واصفاً المشروع بأنه "تجديد فخم" يتضمن "حدائق على الأسطح" و"غرف طعام ومصاعد لكبار الشخصيات". من جهته، دافع باول عن المشروع في رسالة بتاريخ 17 يوليو، مؤكداً أن الحدائق المقصودة هي أسطح خضراء بيئية، والمصاعد تهدف لتسهيل الوصول لذوي الاحتياجات الخاصة. اقتصاد دولي التحديثات الحية رئيس "الإسكان الفيدرالي" يدعو الكونغرس إلى التحقيق مع جيروم باول ويتولى تنفيذ المشروع اتحاد "فورتوس"، وهو تحالف يضم شركة التصميم الهولندية "أركاديس" المتخصصة بالبنية التحتية وشركة "كوين إيفانز" المعمارية من واشنطن، المعروفة بمشاريع ترميم لمبانٍ تاريخية مثل محطة "ميشيغان سنترال" في ديترويت. كما واجه المشروع مراجعات معقدة من قبل الهيئات الفيدرالية المعنية بالتصميم والمعمار، إذ طالب معينو ترامب باستخدام الرخام الأبيض بدلاً من الزجاج في التصميم، تماشياً مع التوجه الرئاسي الداعي لاعتماد الطراز الكلاسيكي في المباني الفيدرالية. ويُقارن المشروع من حيث التعقيد والتكلفة بمشاريع أخرى مماثلة، مثل متحف الأميركيين الأفارقة الذي افتُتح عام 2016 بتكلفة 540 مليون دولار، والنصب التذكاري لأحداث 11 سبتمبر الذي بلغت تكلفته النهائية 700 مليون دولار. وخلال جلسة استماع في الكونغرس في يونيو/حزيران الماضي، قال باول: "لا أحد يرغب في تنفيذ مشروع ترميم شامل لمبنى تاريخي أثناء فترة توليه المنصب، لكنني أدركت عندما كنت الحاكم الإداري قبل أن أصبح رئيساً أن مبنى إكليز بحاجة ماسة إلى ترميم شامل، فهو لم يكن آمناً ولا مقاوماً للماء".

معارك الشركات على مواهب الذكاء الاصطناعي: استقالات مفاجئة وصفقات
معارك الشركات على مواهب الذكاء الاصطناعي: استقالات مفاجئة وصفقات

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

معارك الشركات على مواهب الذكاء الاصطناعي: استقالات مفاجئة وصفقات

اجتمع مئات الموظفين في شركة "ويندسيرف" الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ، يوم الجمعة الماضي، في مكاتبهم في وادي السيليكون، بانتظار إعلان رسمي طال انتظاره. فقد كانت شركة "أوبن إيه آي" تتفاوض منذ أشهر للاستحواذ على "ويندسيرف" مقابل 3 مليارات دولار، وكان من المتوقع تأكيد الصفقة في ذلك اليوم، بل بدأ فريق التسويق بتوثيق اللحظة بالفيديو لاستخدامها لاحقًا في حملات ترويجية، وفقًا لتقرير نشرته "وول ستريت جورنال". لكن ما حدث صدم الجميع: تم إبلاغ الموظفين أن الرئيس التنفيذي فارون موهان قد غادر الشركة للانضمام إلى "غوغل"، آخذًا معه عددًا من المهندسين والباحثين. ووفقًا لمصادر داخلية، وبعدها أعلن أن شركة ناشئة منافسة ستستحوذ على ما تبقى من "ويندسيرف". هذه التطورات تسلط الضوء على معركة محمومة تدور خلف الكواليس في وادي السيليكون، حيث تتنافس كبرى شركات التكنولوجيا على اجتذاب أفضل العقول في الذكاء الاصطناعي، بعروض مالية ضخمة، وصفقات سرية، واستقالات مفاجئة تعيد تشكيل المشهد التقني. الباحثون أصبحوا نجوماً تتخطى عروضهم المادية تلك الممنوحة لنجوم NBA أو مشاهير هوليوود، إذ يعرض كبار التنفيذيين حزم تعويضات تصل إلى 300 مليون دولار سنويًا – وأحيانًا لا تكفي. شركة "ميتا" بقيادة مارك زوكربيرغ تتصدر هذا السباق. إذ يخوض زوكربيرغ واحدة من أكبر حملات التوظيف في تاريخ الشركة، عبر تشكيل "فريق أحلام" للذكاء الاصطناعي. واستعان باستراتيجية "العروض المتفجرة" التي تنتهي خلال أيام لمنع المنافسين من الرد. بعض الخبراء يرون في هذه الممارسات انهيارًا للعقد الاجتماعي الذي ميّز وادي السيليكون لعقود، حيث كانت "الرسالة" تتغلب على المال، أحد المديرين التنفيذيين لخص هذه المخاوف بالقول: "كن مبشرًا، لا مرتزقًا". اقتصاد الناس التحديثات الحية 10 وظائف يهددها الذكاء الاصطناعي عام 2025... هذا ما عليك فعله الآن لكن "ميتا" تنفي أن يكون موظفوها الجدد انضموا بدافع المال فقط، مؤكدة أن ما يميزها هو قوة الحوسبة الهائلة التي توفرها للباحثين. في منشور عبر Threads، كتب زوكربيرغ: "مختبر ميتا للذكاء الخارق سيملك مستويات رائدة من الحوسبة، وبفارق كبير في أعلى قدرة حوسبية لكل باحث". ويبدو أن هذا التحول جاء بعد لقاء جمعه بمارك تشين، رئيس الأبحاث في "أوبن إيه آي"، الذي اقترح عليه زيادة الاستثمار في الموارد البشرية. حينها، قدم زوكربيرغ عرضًا ضخماً لتشين قد يصل إلى مليار دولار، لكنه رُفض. لاحقًا، اختار زوكربيرغ ألكسندر وانغ، مؤسس شركة "سكيل إيه آي"، لقيادة المختبر الجديد، بعد أن دفعت "ميتا" 14 مليار دولار مقابل حصة في شركته. وانغ، الذي أسس "سكيل" في سن التاسعة عشرة بعد تركه MIT، حقق نجاحًا سريعًا خلال طفرة الذكاء الاصطناعي. لكن في يونيو الماضي، أعلن لموظفيه أنه سيغادر. ونتيجة لذلك، أنهت "أوبن إيه آي" و"غوغل" عقودهما مع الشركة، ما أثر على إيراداتها. هذا الأسبوع، أعلنت "سكيل" تسريح 14% من موظفيها، بحسب ما ذكرته "وول ستريت جورنال". استمرارًا في التوسع، استقطبت "ميتا" أيضًا مواهب من "ديب مايند"، "أنثروبيك"، و"آبل"، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 12 موظفًا من "أوبن إيه آي". رغم عروض وصلت إلى 300 مليون دولار على مدى أربع سنوات، رفض العديد منهم. كتب ألتمان عبر "سلاك": "فقدت العد لعدد الأشخاص الذين حاولوا استقطابهم من هنا". من جهته، كتب تشين: "أشعر وكأن أحدهم اقتحم منزلنا وسرق شيئًا… ثقوا بأننا لم نكن جالسين من دون رد فعل"، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال". من بين أبرز المنتقلين إلى "ميتا"، نات فريدمان ودانيال غروس اللذان اشتهرا بتأمين رقائق "إنفيديا" خلال أزمة الشرائح. فريدمان، المدير التنفيذي السابق لـGitHub، انضم بوصفه قائدًا مشاركًا. أما غروس، فقد أسس شركة SSI مع إيليا سوتسكيفر، أحد مؤسسي "أوبن إيه آي"، بعد مغادرته في أعقاب تصويت عزل ألتمان في نوفمبر/تشرين الأول 2023. زوكربيرغ حاول الاستحواذ على SSI خلال اجتماع ثلاثي معهم في منزله في يناير/كانون الثاني، لكن سوتسكيفر رفض. لاحقًا، استثمرت "ميتا" في جولة تمويل قيّمت SSI بـ32 مليار دولار. رغم اعتراض سوتسكيفر، قرر غروس الانضمام إلى "ميتا" مع فريدمان، ما أثار دهشة المستثمرين. بدوره، شون ماغواير من شركة "سيكويا"، التي استثمرت في SSI، قال: "أشعر بتعاطف كبير مع دانيال. كان قرارًا صعبًا لا يُصدق". حتى موقع شركته الاستثمارية "NFDG" غيّر توصيفه من "يستثمران" إلى "استثمرا" في الشركات الناشئة. اقتصاد الناس التحديثات الحية هل سيأخذ الذكاء الاصطناعي مكانك في الوظيفة؟ أما شركة "ويندسيرف"، فقد أصبحت ساحة معركة، بعد اعتراض "مايكروسوفت" على صفقة الاستحواذ مع "أوبن إيه آي"، أبرم موهان صفقة مع "غوغل" بقيمة 2.4 مليار دولار، شملت التكنولوجيا وبعض الموظفين فقط. هذه الصفقات، المعروفة بـ"الاستحواذ التوظيفي"، باتت وسيلة شائعة لتجاوز قوانين مكافحة الاحتكار، لكنها تترك الموظفين في مهب الريح. السباق نحو التفوق في الذكاء الاصطناعي لا يهدأ، ولا يبدو أن وتيرته ستتراجع. وبينما تتغير الولاءات وتُنسف التحالفات وتُبرم صفقات سرية بمليارات الدولارات، تبقى النتيجة واحدة: عقول الذكاء الاصطناعي أصبحت أغلى من أي وقت مضى، وربما هي التي سترسم مستقبل العالم.

تفاقم الغلاء والتضخم في إيران في أعقاب الحرب
تفاقم الغلاء والتضخم في إيران في أعقاب الحرب

العربي الجديد

timeمنذ 9 ساعات

  • العربي الجديد

تفاقم الغلاء والتضخم في إيران في أعقاب الحرب

مع خفوت صوت الحرب ضد إيران وغياب أي أفق لحل التوتر بين طهران والغرب وإنهاء العقوبات، باتت التداعيات الاقتصادية لمثل هذا الوضع، المرشح لمزيد من التعقيد والتصعيد، تتكشف يومًا بعد يوم. وقد أدى ارتفاع أسعار السلع الأساسية والخدمات، ولا سيما المواد الغذائية، إلى تقلص موائد الإيرانيين وتصاعد قلقهم. وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد شهدت أسعار السلع الأساسية نموًّا ملحوظًا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ارتفعت قيمة الأرز الإيراني فقط خلال العام الماضي بأكثر من 85%. كما يشير رصد أسعار السلع الأساسية في الأسبوع الأخير إلى استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية مثل الخبز والأرز ومنتجات الألبان. ووفقًا لما نقلته صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، فقد عثر مفتشو وزارة الجهاد الزراعي الإيرانية، خلال الأيام الماضية أثناء إشرافهم على السوق ورصدهم، على عينات من الأرز الإيراني تُباع بسعر يفوق 340 ألف تومان (لكل كيلو: 10 دولارات أميركية). وقد أعلن مركز الإحصاء الإيراني، باعتباره الجهة الرسمية الوحيدة التي تراقب أسعار المواد الغذائية ، أن هذا الرقم يتعلق بالفترة بين إبريل/نيسان 2024 وإبريل/نيسان من هذا العام. وفي رصد ميداني أعدّه كاتب التقرير لبعض متاجر طهران، وصل سعر الأرز الإيراني في محلات التجزئة إلى 300 ألف تومان للكيلوغرام الواحد، فيما يُباع كيس الأرز ذو الوزن 10 كيلوغرامات من النوعية الممتازة بسعر مليونين و990 ألف تومان، أي إن الكيلو الواحد يبلغ 299 ألف تومان. تقول فرشته، البالغة من العمر 50 عامًا، من غرب طهران، لـ"العربي الجديد"، إن أسرتها وكثيرًا من العائلات الأخرى اضطروا إلى شراء الأرز الهندي أو الباكستاني في الآونة الأخيرة. وأضافت أن كلفة إعداد وجبة غذائية بسيطة لعائلتها المكونة من أربعة أفراد – وتتكون من 500 غرام لحم، 500 غرام بطاطس، 150 غرام بصل، بيضتين، 150 غرام زيت، وقليل من الطماطم والمخلل والخبز – تبلغ نحو 400 ألف تومان (أي عشرة دولارات تقريبًا). وأكدت أن دخلهم الشهري يبلغ نحو 300 مليون ريال (ما يعادل 350 دولارًا)،يُنفق نصفه على إيجار السكن، فيما لا يكفي النصف الآخر لسد باقي احتياجات الأسرة. أما أحمد، البالغ من العمر 40 عامًا، وهو أب لطفلين من جنوب طهران، فيقول أيضًا لـ"العربي الجديد" إن أسعار المواد الغذائية والإيجارات ارتفعت بشكل جنوني، وهو مضطر إلى العمل في فترتين (صباحية ومسائية) يوميًّا، ولا يكفيه راتبه في سلك التعليم (300 دولار)، لذا يعمل بعد الظهر سائقًا لتطبيق "سناب" (خدمة التاكسي عبر الإنترنت)، ليحصل على دخل نحو 350 دولارًا إضافيًّا، ومع ذلك لا يكفي دخله الشهري مجتمعًا لتغطية نفقات الأسرة. وأضاف أن الدخول لا تواكب الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والخدمات، فعلى سبيل المثال، تضاعف سعر الأرز الإيراني منذ العام الماضي. وأكد أنه اضطر إلى تقليل إنفاقه قدر الإمكان لتوفير حاجات الأسرة الأساسية من الغذاء والملبس وإيجار السكن. طاقة التحديثات الحية طهران ردا على ترامب: صادرات النفط الإيراني لن تتوقف ولا يمكن تصفيرها وتشير تقارير إعلامية إلى أن الخبز أيضًا أصبح ظاهرة طبقية؛ فقد أعلنت الحكومة رسميًّا عن رفع سعر الخبز بنسبة وصلت إلى 52% في بعض المدن، بل إن الخبز الجيد الجودة ارتفع بأكثر من ذلك، فيما في الحارات الفقيرة تقل جودته لكونه يُباع بأسعار أقل. وذكر موقع "فرارو" الإصلاحي في تقرير له أن الوضع المعيشي للناس أصبح مقلقًا، حيث إن رفع أسعار الخبز بنسبة تصل إلى 50% وارتفاع سعر الأرز مرة أخرى يشكل ناقوس خطر جديدًا لموائد الإيرانيين. واعتبر أن هذا المسار كان متوقعًا، لأن الحكومات في السنوات الأخيرة، بدلًا من خفض التكاليف وإصلاح الهياكل الاقتصادية والإدارية غير الفعالة، قد حمّلت أعباء النقص مباشرة على عاتق الشعب، حيث باتت الحكومة تضغط على معيشة الأسر بدلًا من معالجة الخلل الهيكلي. ويشير الموقع إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة العقوبات وتراجع العائدات النفطية، ويضيف: كان واضحًا منذ سنوات أن الاقتصاد الوطني دخل مرحلة صعبة. غير أن المنتظر من الحكومة في الظروف الحرجة والحربية كان ضبط الأسعار وإدارة المصروفات لحماية موائد الناس من الأضرار. في المقابل، تكشف البيانات الرسمية لمركز الإحصاء الإيراني، التي نُشرت هذا الشهر، عن ارتفاع كبير في أسعار العديد من المواد الغذائية في الشتاء الماضي، وذلك على عكس وعود الحكومة، في مؤشر على تعمّق الأزمة الاقتصادية في سلال الأسر الحضرية، ما يستدعي مراجعة فورية للسياسات الاقتصادية، خاصة في ظل استمرار العقوبات وغياب فعالية آليات الدعم الحالية. وقد نشر مركز الإحصاء الإيراني مؤخرًا تقريرًا حول نسب التغير في متوسط أسعار المواد الغذائية المختارة في المناطق الحضرية مقارنة بالفصل السابق. وترسم هذه البيانات صورة مقلقة للواقع المعيشي العام؛ حيث سجلت غالبية السلع الضرورية ارتفاعات كبيرة في الأسعار، بعضها من رقم واحد، بينما تعدت نسبة الارتفاع لبعضها عتبة 90%. وكما أوضح التقرير الأخير الصادر عن مركز الإحصاء، فقد شهدت معظم السلع الغذائية الأساسية ارتفاعًا في الأسعار خلال الشتاء؛ بل إن سلعًا مثل البطاطس (92.3٪)، الفاصوليا الحمراء (47.7٪)، الزبدة (30.4٪)، البصل (27.4٪) والعدس (21.3٪)، لم تشهد فقط نموًّا كبيرًا، بل تُعد من المواد التي تشكل عادة جزءًا رئيسيًّا من سلة غذاء الأسر المتوسطة وذات الدخل المنخفض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store