
في ذكرى يوم عاشوراء.. من هو الإمام الحسين وكيف استقر رأسه الشريفة بمصر؟
ففي ذكرى عاشورا نرصد في التقرير التالي من هو سيدنا الحسين سبط رسول الله
وُلد الإمام الحسين في المدينة المنورة في الثالث من شعبان سنة 4 هجرية، ونشأ في كنف جده الرسول الأكرم، وأبيه الإمام علي بن أبي طالب، وأمه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليهم السلام). وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يُكنّ له حباً عظيماً ويصفه مع أخيه الإمام الحسن (عليهما السلام) بأنهما 'سيدا شباب أهل الجنة'.
نشأته ومكانته
تلقى الإمام الحسين (عليه السلام) علمه وتربيته من منبع النبوة والإمامة، فكان يتمتع بأخلاق رفيعة، وشجاعة نادرة، وورع وتقوى عظيمين. اشتهر الإمام الحسين بسخائه وكرمه، وحرصه على مساعدة الفقراء والمحتاجين، إضافة إلى فصاحته وحكمته. لقد كان له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، باعتباره حفيد الرسول وابن علي وفاطمة، ووارثاً لخلافة الأنبياء والأوصياء.
ثورته الخالدة
إن أبرز ما يميز سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) هي ثورته العظيمة ضد الظلم والطغيان الذي كان يمثله حكم يزيد بن معاوية. عندما رفض الإمام الحسين مبايعة يزيد، لأنه رأى في بيعته إقراراً بفساد الحكم وانحرافاً عن مبادئ الإسلام، قرر الخروج من المدينة المنورة متجهاً إلى مكة المكرمة، ومن ثم إلى العراق، استجابة لدعوة أهل الكوفة الذين وعدوه بالنصرة.
واقعة كربلاء
في العاشر من محرم سنة 61 هجرية، وصلت قافلة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى أرض كربلاء. وهناك حوصر هو وأهل بيته وأصحابه الأوفياء من قبل جيش يزيد. وبعد أيام من منع الماء وحصار قاسٍ، وقعت المعركة الخالدة التي استشهد فيها الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه عطاشى، في مشهد جسّد أسمى معاني البطولة والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق ورفض الذل والهوان.
لقد كانت واقعة كربلاء نقطة تحول في تاريخ الإسلام، حيث كشفت عن بشاعة الظلم الأموي، وأيقظت الضمائر، وألهمت الثورات على مر العصور. لم تكن ثورة الإمام الحسين مجرد صراع على السلطة، بل كانت ثورة مبدأ ودفاعاً عن قيم العدل والحرية والكرامة الإنسانية التي جاء بها الإسلام.
الرأس في عسقلان
بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء عام 61 هجرية، ونقل رأسه الشريف إلى دمشق، تذكر بعض الروايات أن الرأس ظل في دمشق لبعض الوقت، ثم تم نقله لاحقًا. إحدى هذه الروايات، التي اعتمدها الفاطميون بشكل كبير، تشير إلى أن الرأس نُقل سراً إلى مدينة عسقلان (التي تقع اليوم في فلسطين التاريخية، وكانت آنذاك تحت حكم الفاطميين).
ظل الرأس في عسقلان لعدة قرون، ويُعتقد أنه كان مدفونًا في مشهد خاص هناك.
قرار النقل إلى مصر: حماية من الصليبيين
في منتصف القرن السادس الهجري (القرن الثاني عشر الميلادي)، وفي عهد الدولة الفاطمية، تحديدًا في خلافة الفائز بأمر الله، ووزارة الصالح طلائع بن رُزَيْك، تعرضت بلاد الشام والمناطق الساحلية (بما فيها عسقلان) لخطر كبير من الحملات الصليبية. كانت عسقلان مدينة ساحلية وموضع صراع دائم، وكان هناك تخوف شديد من أن يقوم الصليبيون بالاستيلاء على المدينة وتدنيس أو إهانة رأس الإمام الحسين (عليه السلام) الذي كان مدفونًا فيها.
من هذا المنطلق، اتُخذ القرار بنقل الرأس الشريف من عسقلان إلى مكان أكثر أمانًا واستقرارًا، وهو القاهرة، عاصمة الدولة الفاطمية المزدهرة في ذلك الوقت.
رحلة النقل والاستقبال المهيب في القاهرة
أوكلت مهمة نقل الرأس الشريف إلى الوزير الصالح طلائع بن رُزَيْك، الذي كان رجلاً ورعًا ومحبًا لأهل البيت. يُقال إن الاستعدادات للنقل كانت دقيقة وسرية في البداية لضمان سلامة الرأس.
وصل الرأس الشريف إلى القاهرة في يوم الثلاثاء، 8 جمادى الآخرة من عام 548 هجرية (الموافق 31 أغسطس 1153 ميلادية). كان استقباله في القاهرة حدثًا تاريخيًا غير مسبوق في عظمه وحفاوته. خرج أهل القاهرة، شيبًا وشبابًا، نساءً ورجالاً، في موكب مهيب لاستقبال الرأس، وقد تزيّنت المدينة واصطف الناس على طول الطريق المؤدي إلى المكان المخصص لدفنه. يُروى أن الخليفة الفاطمي نفسه استقبله حافي القدمين، تعظيمًا وتجليلاً.
دفن الرأس في المشهد الحسيني (المسجد الحسيني حاليًا)
تم دفن الرأس الشريف في المكان الذي بُني عليه لاحقًا المسجد الحسيني المعروف حاليًا في منطقة الجمالية بالقاهرة الفاطمية. يُعد هذا المسجد من أقدس الأماكن في مصر، ويُعرف رسميًا بـ 'جامع الإمام الحسين'
الإرث الخالد
ما زالت ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) تُلهم الملايين حول العالم، وتعتبر رمزا للثبات على المبادئ ومواجهة الظلم. يُحيي المسلمون، وخاصة الشيعة،

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
أخبار مصر : نتيجة الثانوية العامة.. ردد 3 كلمات يجبر الله بخاطرك لتكون من الناجحين
الأحد 20 يوليو 2025 12:40 صباحاً نافذة على العالم - نتيجة الثانوية العامة، أيام قليلة تفصلنا عن ظهور نتيجة الثانوية العامة، حيث يترقب طلاب الثانوية العامة وأهاليهم ظهور نتيجة الثانوية العامة بالقلق والخوف، بعد الاجتهاد طوال العام في المذاكرة، يبدأ البعض في الإكثار من الدعاء آملين أن تكون النتيجة مبشرة وأن ينالوا درجات عالية. أكثر ما يحرص عليه الأهالي هذه الأيام هو الدعاء لأبنائهم بأن يقر الله اعينهم بالنجاح والتفوق، وأن يجبر الله خاطرهم، لذا يقدم موقع 'صدى البلد' دعاء قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة. دعاء نتيجة الثانوية العامة اللهم اجبر بخاطري . دعاء قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة اللهم ارزقني التوفيق والنجاح في دراستي وأكرمني بالدرجات العالية دعاء يجبر الخاطر (( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته امري إن لم يكن بك غضب علي فلا ابالي، غير ان عافيتك هي اوسع لي.اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة.أن يحل على غضبك، أو ينزل بي سخطك.لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك)). دعاء يريح القلب اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا). دعاء النجاح في الثانوية العامة «اللهم سخر لي جميع خلقك كما سخرت البحر لسيدنا موسى -عليه السلام-، وألن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود -عليه السلام-، فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ياعلام الغيوب أطفأت غضبهم بلا إله إلا الله، واستجلبت محبتهم». «اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة، اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني». «اللهم إني أعوذ بك أن أَضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل، أو أَظلِم أو أُظلم، أو أَجهل أو يُجهل علي، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن سهلًا إذا شئت سهلًا». دعاء قبل ظهور نتيجة الثانوية العامة اللهم اجعل يوم نتيجة الثانوية العامة يوم سعد وفرح تسعد فيه قلوبنا بنتيجة أولادنا. اللهم اجبر خاطرهم وخاطرنا فيهم. يا رب جبرا يتعجب له أهل السماوات والأرض اللهم اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا. اللهم ارسم البسمة على وجوههم وأكرمهم بكرمك الواسع وحقق امنياتهم انت على كل شيء قدير. اللهم اجعل امتحانات طلاب الثانوية العامة مكللة بالنجاح. اللهم اجعل طلابنا من السعداء الفرحين بنتائجهم. يا رب نسألك النجاح لأبنائنا وبناتنا من طلاب الثانوية العامة. يا رب اجعلهم يبكون فرحا بنتيجتهم وعوض صبرهم وتعبهم خيرا. يا رب بيدك كل الأمر. فلا تكلهم لغيرك.. لا مجير لهم من غياهب الدهر سوى نور هدايتك. اللهم ثبت قلوبهم على الإيمان.. وبأيمانهم أعنهم على النجاح. اللهم فرج كربهم واجعلهم من الرائدين في الإسلام. اللهم ارفع راية الرقي بطلبة العلم وألزمهم به واجعلهم بيارق نجاحاتنا في المدارس والجامعات والكليات والمعاهد. بسم الله الفتاح، اللهم لا سهَلْ إلا ما جعلته سهَلْا وأنت تجعل الحزن متى شئت سهًلا، يا أرحم الراحمين، اللهم آمين. يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لطلابنا احوالهم وفرحهم بنتيجة الثانوية العامة يارب. اللهم ألهمهم الصبر والرضا وفرحهم واسعدهم بثمرة تعبهم طول العام. اللهم اكتب للطلاب والطالبات التوفيق والنجاح اللهم سهَلْ ويسر لهم النتيجة. اللهم وفق الطلاب والطالبات في الاختبارات لتحقيق النجاح وأعلى التقدير والدرجات اللهم آمين. اللهم سهَل على الطلاب والطالبات ما صعب ويسر لهم النجاح. اللهم فرح قلوبنا فرحه لا ننساها أبدًا نبكي من شدتها وتجعل آباءنا فخورين بنا اللهم إنك لا تضيع أجر من أحسن عملًا وأنت الكريم أكرمنا بكرمك وفرح قلوبنا بالنتيجة ولا تشمت بنا أحد. اللهم فرحنا وفرح أهَلْنا بظهور النتيجة، اللهم وفق أبناءنا وبناتنا وكافة أبناء وبنات المسلمين في امتحان الدنيا والآخرة وأنر بالعلم بصائرهم وعقولهم واكتب لهم النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة وفرحهم بتفوقهم.


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
مواقيت الصلاة، موعد أذان الظهر اليوم الأحد 20 - 7 - 2025 في القاهرة والمحافظات
مواقيت الصلاة اليوم، الصّلاة عمود الإسلام، وإقامتها فرض عين على كلّ مسّلم ومسّلمة بلغ سنّ التّكليف الشرعيّة المعتبرة، وذلك بإنزال المنيّ للذكر العاقل أو ما يقوم مقامه، ومجيء الحيض للأنثى العاقلة أو ما يقوم مقامه، وقد دلّ على فرضيتها القرآن الكريم والسّنة النبويّة وإجماع المسلمين؛ حيث قال الله – تعالى-: «إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا»، وكتابًا أي: مكتوبًا، مفروضًا. فضل الصلاة، وأوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- معاذ -رضي الله عنه- بتبليغ أهل اليمن بفرضيتها؛ فقال: «فأَعْلِمْهم أن اللهَ قد افتَرَضَ عليهم خمسُ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ»، وقال الفقهاء بأنّ من جحد فرضيّة الصّلوات أو واحدة منها وأنكر وجوبها فقد كفر كُفرًا مُخرجًا من الملّة، وتُقام عليه أحكام المرتدّين ما لم يرجع عن جحوده ويعلنُ توبته، إلّا إذا كان قد دخل حديثًا بالإسلام، ولم يطّلع على أركان الإسلام وفرائضه. مواقيت الصلاة بتوقيت المحافظات، فيتو مواقيت الصلاة والأذان فرض كفاية على الرجال إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وللأذان أهمية عظيمة فى إظهار الشعائر الإسلامية وحث المصلين على عمارة المساجد فى الأوقات الخمسة. مواقيت الصلاة اليوم بالقاهرة والمحافظات موعد أذان الظهر اليوم وفقًا للتوقيت المحلي لمدينتي القاهرة والإسكندرية وكذلك، مواقيت الصلاة، لعدد من مدن ومحافظات الجمهورية موعد أذان الظهر بالقاهرة: 1:01 م موعد أذان الظهر بالإسكندرية: 1:07 م موعد أذان الظهر بأسوان: 12:55 ص مواقيت الصلاة اليوم والأذان فرض كفاية على الرجال إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وللأذان أهمية عظيمة فى إظهار الشعائر الإسلامية وحث المصلين على عمارة المساجد فى الأوقات الخمسة. وفيما يلي مواقيت الصلاة، لعدد من مدن ومحافظات الجمهورية من واقع بيانات الهيئة العامة للمساحة القاهرة: • الفجر: 4:25 ص • الظهر: 1:01 م • العصر: 4:38 م • المغرب: 7:56 م • العشاء: 9:25 م الإسكندرية: • الفجر: 4:26 ص • الظهر: 1:07 م • العصر: 4:46 م • المغرب: 8:03 م • العشاء: 9:35 م أسوان: • الفجر: 4:39 ص • الظهر: 12:55 م • العصر: 4:17 م • المغرب: 7:37 م • العشاء: 8:59م الإسماعيلية: • الفجر: 4:19 ص • الظهر: 12:57 م • العصر: 4:35 م • المغرب: 7:53 م • العشاء: 9:23 م وجاءت باقي مدن الجمهورية كالتالي: مواقيت الصلاة اليوم، من فضائل الصلاة في الإسلام أنها أفضل الأعمال بعد الشهادتين، فإذا كانت الشهادتان تمثلان الركن الأول من أركان الإسلام وأساسه فإن الصلاة هي الركن الثاني من أركان وعموده، فقد ثبت أن معاذ رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يدله على عمل يدخل به الجنة، فذكر له أركان الإسلام وفصلها وقال له: 'ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟' فقال بلى يا رسول الله، قال: 'رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ومن فضائل الصلاة وعظمتها أيضًا أنها تغسل الخطايا وتكفّر السيئات وترفع بها الدرجات وتكتب بها الحسنات، و'تفيد انكسار القلب من هيبة الله تعالى، وتذكر العبد جلالة الربوبية وذلة العبودية وأمر الثواب والعقاب' كما يقول فخر الدين الرازي صاحب 'مفاتيح الغيب' في سياق تفسيره لقول الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


تحيا مصر
منذ 3 ساعات
- تحيا مصر
ما حكم رد السلام بالإشارة أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول صاحبه: ما حكم رد السلام بالإشارة أثناء الصلاة؟ فرجلٌ لديه محل بقالة، ويصلي فيه إذا حضرته الصلاة، وإذا مرَّ عليه رجلٌ وألقى عليه السلام أشار بيده ردًّا للسلام أثناء الصلاة. وأجاب على السائل الدكتور شوقي علام المفتي السابق عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء: الإشارة بردِّ السلام في الصَّلاة مما اتفق الفقهاء على مشروعيته، وأنه غير مفسدٍ للصلاةِ، وإنما وقع اختلافهم في درجة مشروعيَّة تلك الإشارة، فبعض الفقهاء أوجبها إن كان المصلي وحده وسُلِّمَ عليه وهم المالكية ومَن وافقهم، وبعضهم قال باستحبابها وأنه لا بأس بها وهم الشافعية والحنابلة، ومنهم من ذهب إلى كراهتها كالحنفية ومن وافقهم. وفي واقعة السؤال: إشارة الرجل المذكور بردِّ السلام على مَن يسلم عليه أثناء صلاته في محلِّ بقالته -أمرٌ مشروعٌ، ولا يفسد الصلاة باتفاق الفقهاء، ولا بأس به شرعًا ولا حرج، ومن الفقهاء من قال باستحبابه. حكم رد السلام باللفظ أثناء الصلاة الصلاة ركنٌ عظيم مِن أركان الإسلام فيها مناجاةُ العبد لربِّه، وإقامَتُه لذكرِه جَلَّ وَعَلَا، قال الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.. الحديث» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه". والأصل أن الدخولَ في الصَّلاة بتكبيرة الإحرام يمنع مِن التلفظ بكلام الناس؛ لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعاوية بن الْحَكَمِ السُّلَمِي رضي الله عنه: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه". وقد أجمع الفقهاء على أن الكلام في الصلاة عمدًا لغير إصلاح الصلاة ينقضها، كما في "مراتب الإجماع" للإمام ابن حزم (ص: 27، ط. دار الكتب العلمية)، و"المجموع" للإمام النووي (4/ 85، ط. دار الفكر)، فلو ردَّ المصلي السَّلام باللفظ بَطَلت صلاته بالاتفاق. حكم رد السلام بالإشارة أثناء الصلاة أما ردُّ السلام بالإشارة أثناء الصلاة -كما هي مسألتنا- فقد أجمع الفقهاء على أنه غير مفسدٍ للصَّلاةِ ويجزئ عن ردِّ السلام، كما في "التمهيد" (21/ 109، ط. أوقاف المغرب)، و"الاستذكار" (2/ 314، ط. دار الكتب العلمية) كلاهما للإمام ابن عبد البَرِّ؛ لأنَّ الإشارَة ما هي إلا حركةُ عضوٍ هو اليد، وحركة الأعضاء غير اليدِ في الصلاة لا تقطع الصلاة أو تبطلها، فكذلك حركة اليدِ، كما في "شرح معاني الآثار" للإمام الطَّحَاوِي (1/ 454، ط. عالم الكتب). سبب اختلاف الفقهاء في حكم الإشارة لرد السلام أثناء الصلاة مع اتفاق الفقهاء على عدمِ فساد الصلاةِ إلا أنهم اختلفوا في حكم الإشارة لردِّ السلام بين الوجوب والندب والكراهة، وسبب اختلافهم في ذلك ورُود الأمرين عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد ورد أنه تَرَكَ ردَّ السلام حال صلاته، كما ورد أيضًا أنه صلى الله عليه وآله وسلم أشار بيده ردًّا للسلام. فعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، وَقَالَ: «إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا» متفقٌ عليه. وترك الردِّ مطلقًا يشمل اللَّفظ والإشارة. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي لِحَاجَةٍ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَسِيرُ -قَالَ قُتَيْبَةُ: يُصَلِّي- فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَانِي فَقَالَ: «إِنَّكَ سَلَّمْتَ آنِفًا وَأَنَا أُصَلِّي»، وَهُوَ مُوَجِّهٌ حِينَئِذٍ قِبَلَ الْمَشْرِقِ. أخرجه الإمام مسلمٌ في "صحيحه". وعن صُهَيْبٍ رضي الله عنه قال: مَرَرْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ إِلَيَّ إِشَارَةً. أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" وقال: "لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: "إِشَارَةً بِإِصْبَعِهِ"، وَفِي البَابِ عَنْ بِلَالٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسٍ، وَعَائِشَةَ رضي الله عنهم". مذاهب الفقهاء في حكم الإشارة لرد السلام أثناء الصلاة ذهب الحنفية وأحمد في روايةٍ إلى كراهةِ إشارةِ المصلي بيده لردِّ السلامِ؛ لحديث ابن مسعود رضي الله عنه المتقدم، ولأنه بتحريك يده في الإشارة يخالف السُّكونَ المأمورَ به في الصلاةِ، فعن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا لِي أَرَاكُمْ رَافِعِي أَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ؟ اسْكُنُوا فِي الصَّلَاةِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه". قال الإمام عَلَاءُ الدِّينِ الكَاسَانِي الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 237، ط. دار الكتب العلمية): [ولا ينبغي للرَّجل أن يُسلِّم على المصلي، ولا للمصلي أن يردَّ سلامَه بإشارةٍ ولا غير ذلك.. لما روينا مِن حديث عبد الله بن مسعودٍ، وفيه أنه لا يجوز الرَّد بالإشارةِ؛ لأنَّ عبد الله قال: "فَسَلَّمتُ عَلَيهِ فَلَم يَرُدَّ عَلَيَّ" فيتناول جميع أنواع الرَّد، ولأنَّ في الإشارةِ تركَ سُنَّةِ اليدِ وهي الكَفُّ.. ولو ردَّ بالإشارة لا تَفسُد؛ لأنَّ ترك السُّنَّةِ لا يُفسِد الصَّلاة، ولكن يُوجِب الكراهةَ] اهـ. وقال الإمام برهان الدين ابن مَازَه الحنفي في "المحيط البرهاني" (1/ 400، ط. دار الكتب العلمية): [وإذا سلَّم إنسانٌ على المصلي فردَّ السَّلام بالإشارة باليد أو بالرَّأس أو بالأصبع لا تفسد صلاته] اهـ. وقال الإمام ابن مُفلِحٍ الحنبلي في "الفروع" فيما لا بأس بهِ في الصَّلاةِ للحاجَةِ (2/ 268، ط. مؤسسة الرسالة): [وردُّ السَّلامِ إشارةً.. وعنه: يُكرَه] اهـ. وذهب المالكية في الأظهر إلى بقاء ردِّ السلام على أصله مِن الوجوبِ، فيرد المصلي إشارةً على مَن سلَّم عليه أثناء الصلاة، ووجه ذلك: الأمر المطلق بردِّ التحية، الثابت بقول الله عز وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، فأفاد الوجوب المطلق، ولم تخصِّصه الآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المسألة؛ لتعارضها، فبقي حكم الردِّ على أصله مِن الوجوب، وقد حُكي عن فقهاء الشافعية مثل هذا القول، وهو رواية عن الإمام أحمد. قال الإمام شمس الدين الحَطَّاب المالكي في "مواهب الجليل" (2/ 32، ط. دار الفكر): [كان مالكٌ لا يرى بأسًا أن يردَّ الرَّجلُ إلى الرَّجلِ جوابًا بالإشارةِ في الصَّلاة، وأن يردَّ إشارة على مَن سلَّم عليه، ولم يكره شيئًا مِن ذلك، وقد رَوى عنه زيادٌ أنه كرِه أن يسلَّم على المصلي وأن يردَّ المصلي على مَن سلَّم عليه إشارة برأسٍ أو بيدٍ أو بشيءٍ، والحجَّة لهذه الرواية "أن ابن مسعود رضي الله عنه سلَّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلي فلم يرد عليه"، والأظهر مِن القولين عند تعارض الأثرين وجوبُ ردِّ السَّلام إشارةً] اهـ. وقال الإمام أبو البَرَكَات الدَّرْدِير المالكي في "الشرح الصغير" (1/ 353، ط. دار المعارف، مع "حاشية الصَّاوِي"): [(ولا) تبطلُ (بإشارةٍ بعضوٍ) كيدٍ أو رأسٍ (لحاجةٍ) طرأت عليه وهو في الصلاة، (أو) إشارةٌ لـ(ردِّ سلامٍ) على مَن سلَّم عليه وهو يصلي، والراجح أنَّ الإشارةَ لردِّ السلام واجبةٌ، وتبطلُ إن ردَّه بالقولِ] اهـ. قال الإمام الصَّاوِي مُحَشِّيًا عليه: [أي: ولو في صلاةِ الفرض، وهكذا في ردِّ السلام] اهـ. وقال الإمام بدر الدين الزَّرْكَشِي الشافعي في "خبايا الزوايا" (ص: 94، ط. أوقاف الكويت): [حَكَى فِي كتاب "السِّيَر" وَجهًا أَنه يجبُ على الْمُصَلِّي ردُّ السلام بِالْإِشَارَةِ] اهـ. وقال الإمام علاء الدين المَرْدَاوِي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 110، ط. دار إحياء التراث العربي): [له ردُّ السلام مِن إشارةٍ.. وعنه: يجب، ولا يرُده في نفسه، بل يستحب الرَّد بعد فراغه منها] اهـ. والمراد بالوجوب هنا هو الوجوب الكفائي، بحيث لو لم يوجد غير المصلي ليرد السلامَ فإنه يتعيَّن في حقِّ المصلي وجوب الردِّ، كما هو مقرَّرٌ في ردِّ السلامِ أصالةً بأنه "إِذَا سَلَّمَ وَاحِدٌ مِن الجَمَاعَةِ أَجزَأ عَنهُم، وَكَذَلِكَ إِن رَدَّ وَاحِدٌ مِنهُم"، كما قال الإمام أبو عبد الله المَوَّاق المالكي في "التاج والإكليل" (4/ 539، ط. دار الكتب العلمية). وذهب الشَّافعيَّة والحنابلة إلى استحبابِ ردِّ المصلي السلام بالإشارةِ، وهو المرجُوح عند المالكيَّة، وممن قال به مِن الصحابة: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهم، وهو قولُ جمهور العُلمَاءِ. قال الإمام ابن عبد البَرِّ المالكي في "الاستذكار" (2/ 314): [وأكثرهم يجيزون ردَّ السلام إشارةً باليد للمصلي] اهـ. وقال الإمام النَّوَوِي الشافعي في "المجموع" (4/ 104، ط. دار الفكر): [مذهبنا: لا يجوز أن يُردَّ باللفظ في الصلاة، وأنه لا يجب عليه الردُّ، لكن يُستحَبُّ أن يردَّ في الحال إشارةً، وإلا فبعد السَّلام لفظًا؛ بهذا قال ابنُ عُمرَ، وابنُ عبَّاس رضي الله عنهم، ومالك، وأحمد، وإسحاق، وجمهور العلماء] اهـ. وقال شيخ الإسلام ابن حَجَرٍ الهَيْتَمِي الشافعي في "تحفة المحتاج" (2/ 148، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [ويُسنُّ لمصلٍّ عطس أو سُلِّمَ عليه أن يحمد بحيث يسمع نفسه، وأن يَرُدَّ السَّلام بالإشارةِ باليد أو بالرأس، ثمَّ بعد سلامِه منها باللفظ] اهـ. وقال الإمام علاء الدين المَرْدَاوِي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 110): [له ردُّ السلام مِن إشارةٍ مِن غير كراهةٍ على الصحيح من المذهب] اهـ. وقال الإمام أبو السعادات البُهُوتِي الحنبلي في "شرح منتهى الإرادات" (1/ 212، ط. عالم الكتب): [(و) لمصلٍّ أيضًا (ردُّ السلام إشارةً) لحديث ابن عمر، وأنس.. ولا بأس بالإشارةِ في الصَّلاةِ باليد والعين] اهـ. وقال الحافظ العراقي في "طرح التثريب" (2/ 251، ط. المطبعة المصرية القديمة): [أكثرُ العلماء مِن السَّلَف والخَلفِ على جواز الإشارةِ في الصَّلاةِ، وأنَّها لا تَبطُل بها ولو كانت مُفهِمَةً، وبهذا قال مالكٌ، والشافعيُّ، وأحمدُ، وقد وردَ في الإشارة في الصَّلاةِ أحاديثُ تكاد أن تبلُغَ حدَّ التواتر] اهـ.