
نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار لبنان
واتسمت الزيارة بكثافة الملفات وعمق النقاشات، وحملت رسائل إستراتيجية شملت الاقتصاد والسياسة على حد سواء، في ظل وضع إقليمي يزداد اشتعالًا.
وتعول بيروت ، على الدور الفاعل الذي تضطلع به الدوحة في الملف اللبناني، بعيدًا عن الاصطفاف، وبما يخدم مصلحة لبنان وشعبه ومن ثم ركزت مباحثات سلام مع كبار المسؤولين القطريين على ملفات حيوية مثل الطاقة، والاستثمار، دعم المؤسسات، والمساعدات الإنسانية، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول مستقبل العملية السياسية في لبنان، في ظل الانقسامات الداخلية والضغوط الإقليمية.
وكان سلام قد وصل قطر، صباح اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية، على رأس وفد وزاري يضم وزير الثقافة غسان سلامة، ووزير الطاقة جو صدي، ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ووزير التنمية الإدارية فادي مكي.
والتقى سلام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ، حيث بحث الجانبان الملفات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون الثنائي.
وقات وكالة الأنباء القطرية إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل سلام والوفد المرافق له، حيث جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتنميتها، كما تم تناول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا.
وأوضحت أن الجانب اللبناني أعرب عن تضامنه مع قطر والإدانة الشديدة للهجوم الإيراني على قاعدة العديد، كما عبر سلام عن بالغ الشكر والتقدير لدولة قطر حكومة وشعبا على مواقفها الداعمة للبنان ومساعدته خلال المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة.
وعبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفق الوكالة، عن شكره لرئيس الوزراء اللبناني على ما عبر عنه من تضامن ومشاعر ودية تجاه دولة قطر وشعبها، مؤكدا دعم قطر المتواصل للجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق نحو تحقيق السلام والتنمية والازدهار.
دعم الأشقاء
وفى مؤتمر صحفي عقب المباحثات، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه بحث مع رئيس وزراء لبنان التعاون في إعادة الإعمار والطاقة ودعم الأشقاء، إضافة إلى تطورات الإقليم.
وأكد أدانة قطر لانتهاكات إسرائيل لسيادة لبنان وأعرب عن أمله بمستقبل أفضل للعلاقات السورية اللبنانية.
كما أشاد سلام بدعم دولة قطر المستمر للبنان، مشيرا لمواصلة النقاش للتوصل إلى تفاهم في مجال الطاقة، موضحا أن المباحثات تطرقت للجانب السياسي أيضا مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وأنه يسعى لحشد الدعم للضغط عليها بدءًا من الأشقاء العرب إلى مجلس الأمن والولايات المتحدة.
وأكد سلام أنه لا استقرار في المنطقة دون انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة، منددًا بالعدوان الإسرائيلي على إيران، الذي وصفه بأنه انتهاك لسيادتها وللقانون الدولي.
تجاوز المحنة واستعادة العافية
ويري رئيس تحرير جريدة العرب القطرية فالح الهاجري أن دولة قطر تؤمن أن استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة بأسرها، وتتعامل مع الملف اللبناني من منطلق إنساني وأخلاقي بعيدًا عن أي حسابات سياسية، موضحا أن الرسالة القطرية مفادها أن لبنان لن يُترك وحيدًا، وأن قطر كانت وستظل إلى جانبه، تدعمه من أجل تجاوز مِحَنه واستعادة عافيته.
وأشار الهاجري في تصريح للجزيرة نت إلى أن المباحثات القطرية اللبنانية بالدوحة تركزت على العديد من القطاعات منها مجالات الطاقة والصحة والتعليم وجهود إعادة الإعمار وغيرها موضحا أن قطر من خلال مبادراتها المتعددة نحو لبنان تؤكد التزامها الثابت بدعم هذا البلد الشقيق.
ولفت إلى أن آخر هذه المبادرات كان من خلال المساهمة في تسديد رواتب عناصر الجيش اللبناني، في خطوة تعبر عن الحرص على دعم مؤسسات الدولة اللبنانية في لحظات حرجة تمر بها البلاد.
مخاطر جيوسياسية
وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا فادي أبو داوود في تصريح للجزيرة نت إن ما نشهده اليوم هو نموذج واضح للتعاون المثمر بين قطر ولبنان، في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة التي تشهدها المنطقة.
ويري أبو داوود أن هذا التعاون يعكس عمق التحالفات القائمة بالفعل بين البلدين، ويؤكد أهمية تفعيل هذه الشراكات لمواجهة المخاطر الإقليمية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي، موضحا أن اقتصاد الدول يقوم على أسس من اليقين والاستقرار، وأن تقليل المخاطر يمثل عنصرا جوهريا لجذب الاستثمارات وضمان النمو المستدام وهو ما تعمل عليه الدولتان بالفعل.
وأشار إلى أن المخاطر الجيوسياسية تضعف شهية المستثمرين، وتؤدي إلى تقلبات في العملات، وتؤثر سلبًا على الأسواق العالمية، بما في ذلك أسواق الأسهم وأسواق رأس المال، ولذا فإن مواجهة هذه التحديات تتطلب موقفًا موحدًا ورؤية مشتركة مشيرا إلى أن دعم قطر للبنان في مثل هذه الظروف التي يمر بها تعتبر بمثابة شهادة ثقة للمستثمرين بما يصب في صالح الاقتصاد اللبناني المتعثر.
دعم جهود الاستقرار
من جهته، قال الخبير الاقتصادي هاشم السيد في تصريح للجزيرة نت إن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ودفعه نحو آفاق أرحب بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة، ويدعم جهود الاستقرار والتنمية، لا سيما في هذه الظروف التي تشهدها المنطقة.
وقال: رأينا في أبريل/نيسان الماضي أثناء زيارة الرئيس اللبناني لدولة قطر حيث أعلنت قطر عن تجديد هبة بمبلغ 60 مليون دولار لدعم رواتب الجيش اللبناني، بالإضافة إلى 162 آلية عسكرية وكانت هذه الهبة لتمكين الجيش من القيام بمهامه الوطنية للحفاظ على الاستقرار وضبط الحدود على كامل الأراضي اللبنانية.
وأوضح أن قطر شاركت في المؤتمر الدولي من أجل دعم شعب لبنان وسيادته المنعقد في أكتوبر/تشرين الأول 2024 وإلى جانب الدعم السياسي هناك أيضا تقديم مساعدات إنسانية وصحية مباشرة من قطر للبنان في الأوقات الحرجة كما رأينا ذلك خلال العدوان الإسرائيلي عام 2024 حيث فعّلت الدوحة جسرا جويا لتقديم أكثر من 150 طنا من المساعدات الطبية والغذائية، كما لعبت دورا محوريا في جهود التهدئة، التي نتج عنها اتفاق لوقف إطلاق النار العام الماضي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
عون يبلغ لاريجاني رفض لبنان التدخل في شؤونه الداخلية
أبلغ الرئيس اللبناني جوزيف عون ، اليوم الأربعاء، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني ، رفض لبنان التدخل في شؤونه الداخلية، فيما نفى لاريجاني من جهته تدخل طهران في صنع القرار اللبناني، مشددا على أن الدول الأجنبية "يجب ألا تعطي أوامر للبنان". والتقى عون اليوم في قصر بعبدا، مقر الرئاسة اللبنانية بالعاصمة بيروت، لاريجاني مع وفد إيراني ضم مسؤولين ومستشارين إلى جانب سفير طهران لدى لبنان. ونقلت الرئاسة اللبنانية، في بيان لها حول اللقاء، عن عون قوله "نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز". وحسب البيان قال عون "إن لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمتين على الاحترام المتبادل"، لكنه اعتبر أن "اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين غير مساعدة"، وفق تعبيره. وفي إشارة إلى دعم طهران لحزب الله اللبناني قال عون "الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد، بل مع جميع اللبنانيين". وتابع البيان نقلا عن عون "إن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، مسيحيين كانوا أم مسلمين، والدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافة المكونات اللبنانية" . كما أكد مجددا رفضه "أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز" . ولدى وصوله مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت في وقت سابق اليوم قادما من العراق أكد لاريجاني أن بلاده ستظل إلى جانب الشعب اللبناني في مختلف الظروف، مشددا على أن معاناة اللبنانيين يشعر بها الإيرانيون أيضا. قيمة المقاومة ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن لاريجاني خلال مؤتمر صحفي بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيروت إن وحدة لبنان ونجاحه أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلى إيران، وسياستها مبنية على أن تكون دول المنطقة مستقلة وقوية. وتابع المسؤول الإيراني "يمكن للبنان الخروج بقرارات صائبة ونتمنى له الازدهار"، وأضاف أن إيران "لا تنظر إلى أصدقائها كأداة وتؤمن بأن المقاومة تتمتع بشعور عميق وتفكير إستراتيجي قوي". وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الدول خارج لبنان "ينبغي لها أن لا توجه له أوامرها من الخارج والشعب اللبناني أبيّ وشجاع ويتمكن من اتخاذ قراراته، وإيران تحترم تماما أي قرارات يتخذها اللبنانيون، ولبنان ومن خلال المشورة مع المقاومة يمكنه اتخاذ القرار الأنسب". وقال لاريجاني "على اللبنانيين التمييز بين الصديق والعدو وأن يعلموا أن المقاومة رأس مال للعالم الإسلامي"، مشددا على أن إيران لا تنوي مطلقا التدخل في شؤون لبنان ولا غيره وتحترم أي نتيجة تخرج بها حكومته وليست هي من يتدخل بل الأميركيون". ولفت إلى أن الرئيس عون أعلن صراحةً أن إيران "صديقة للبنان وأكّدتُ له أننا لا ننوي التدخل في شؤونه وجاهزون لتقديم المساعدة".


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
محلل سياسي: تصريحات نتنياهو تنذر دول الطوق
قال المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يُعد مجرد سياسي تقليدي، بل شخصية أيديولوجية توظف الدين لخدمة مشروع توسعي يتجاوز حدود فلسطين التاريخية، ليشمل لبنان وسوريا والأردن ومصر ، مع تركيز خاص على سيناء. وأوضح المدهون في تصريحات للجزيرة نت، أن نتنياهو يسعى إلى جعل إسرائيل قوة مهيمنة في الشرق الأوسط ، مدفوعا بهاجس إعادة رسم خريطة المنطقة ورغبته في ترك بصمة تاريخية تضعه بين "القادة الكبار" في الذاكرة الصهيونية. وحذر من أن تصريحاته تمثل إنذارا لدول الطوق، خاصة مصر، لافتا إلى أن قطاع غزة ومقاومته يشكلان خط الدفاع الأول عن أمنها القومي، وأن فشل الاحتلال في حسم المعركة قد يدفعه للتوسع نحو سيناء. كما اعتبر أن استخدامه مصطلحات "تاريخية" و"روحانية" يهدف إلى شحن الداخل الإسرائيلي لمعركة وجودية، وإرسال رسائل ردع مبطنة تؤكد السعي لرسم حدود جديدة على حساب الدول العربية. وأضاف أن هذه التصريحات تكشف أن إسرائيل غير معنية بالتهدئة أو المفاوضات، بل تستخدمها للتغطية على خطط أكبر تشمل اجتياح غزة وتسريع تهويد المسجد الأقصى وهدمه وبناء الهيكل ، مؤكدا أنها المرة الأولى التي يعلن فيها نتنياهو هذه الرؤية مباشرة. وجاءت هذه التصريحات بعد مقابلة قناة الإخبارية الإسرائيلية (آي 24 نيوز) نتنياهو، أمس الثلاثاء، وقال فيها إنه في "مهمة تاريخية وروحانية"، واصفا دوره بأنه "رسالة أجيال" تستكمل ما بدأه جيل والده بتأسيس الدولة، مؤكدا أن مهمة جيله هي ضمان بقائها، رغم "التضحيات الكبيرة" التي تقدمها عائلته.


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
لاريجاني يتعهد بدعم إيران للشعب اللبناني "بجميع الظروف"
أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني -اليوم الأربعاء- أن بلاده ستظل إلى جانب الشعب اللبناني في مختلف الظروف، مشددا على أن معاناة اللبنانيين يشعر بها الإيرانيون أيضا. وجاءت تصريحات لاريجاني لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في مستهل زيارة رسمية تستمر ليوم واحد، قادما من العراق، بحسب بيان السفارة الإيرانية في لبنان. وأوضح المسؤول الإيراني أنه سيجري سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، من بينهم رئيس الجمهورية جوزيف عون ، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، ورئيس الحكومة نواف سلام ، مشيرا إلى أن طهران "دائما تبحث وتسعى لتحقيق مصالح لبنان العليا". وتأتي زيارة لاريجاني بعد أيام من تصريحات إيرانية ترفض أي مسعى لنزع سلاح حزب الله ، وذلك في أعقاب قرار لبناني بحصر السلاح بيد الدولة. حزب الله لم ينته بدوره، قال بري -اليوم الأربعاء- إن حزب الله لم ينته رغم كل ما تعرض له، داعيا إلى التمهل والتفرغ لمواجهة إسرائيل ومخططاتها التي تستهدف لبنان بأكمله. وأضاف: "تمهلوا يا إخوان، إيران دولة صديقة للبنان، وستبقى". وشدد بري، الذي يرأس حركة أمل ، المتحالفة مع حزب الله، ضمن ما يعرف بـ"الثنائي الشيعي"، على أن الحزب لا يزال من أكبر القوى السياسية في البلاد، وأن "الأمور لا تدار بهذه الطريقة مع مكون سياسي وطائفة كبرى". وجاءت تصريحات بري تزامنا مع وصول لاريجاني إلى بيروت، حيث احتشد مناصرو حزب الله على طريق المطار حاملين أعلام الحزب وإيران، ومرددين هتافات منها "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، إلى جانب أناشيد تمجّد المرشد الإيراني علي خامنئي. وكان في استقبال لاريجاني عدد من نواب حزب الله وحركة أمل وشخصيات حزبية لبنانية وفلسطينية، إلى جانب ممثل عن وزارة الخارجية اللبنانية.