logo
مادلين: جدوى السفينة الصغيرة في مواجهة الاحتلال

مادلين: جدوى السفينة الصغيرة في مواجهة الاحتلال

فلسطين أون لاينمنذ يوم واحد

اقتحمت قوات كوماندوز إسرائيلية فجر الاثنين (9 يونيو/ حزيران 2025) السفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية (FFC) التي تحمل 12 ناشطًا دوليًا وشحنة رمزية من المساعدات بهدف كسر الحصار البحري على غزة، وذلك أثناء وجودها في المياه الدولية، بالقرب من شواطئ غزة.
وأفادت تقارير بأنّ السفينة تعرضت لتشويش في الاتصالات ورش بمادة بيضاء مهيجة من طائرات مسيرة قبل عملية الاقتحام. ووثّق النشطاء على متن السفينة اللحظات الأخيرة قبل انقطاع الاتصال، حيث ظهروا وهم يرتدون سترات النجاة ويستعدون للاعتقال، مع دعوات لإلقاء الهواتف المحمولة في البحر.
أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة "مادلين" في طريقها إلى إسرائيل، ووصفت المبادرة بأنها "استعراض إعلامي"، مشيرة إلى أن المساعدات على متنها سيتم تحويلها إلى غزة عبر القنوات الإنسانية الرسمية، وأن الركاب سيُعادون إلى بلدانهم الأصلية.
وجاءت خطوة انطلاق هذه السفينة بعد حرب إبادة تشنها إسرائيل على سكان قطاع غزة، حيث شددت إغلاقها البري والبحري والجوي على القطاع بشكل غير مسبوق، مما أدّى إلى نقص حادّ في الغذاء والمواد الأساسية لأكثر من 90 يومًا.
ولهذا، مثلت رحلة السفينة مادلين محاولة جديدة وشجاعة لمقاومة الحصار، وإعادة طرح ملفه على الساحة الدولية، ما يطرح تساؤلات حول خلفيات هذه المحاولة، وسوابق محاولات كسر الحصار بحريًا، وما يقوله القانون الدولي وقانون البحار في شأن حصار غزة، واعتراض السفن المدنية، وأخيرًا حول فرص نجاح مثل هذه الجهود فعليًا في إنهاء الحصار.
لماذا سفينة "مادلين"؟
جاء إطلاق سفينة "مادلين" في ربيع 2025 كاستجابة مباشرة للتدهور الإنساني غير المسبوق في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، وكثمرة لتنسيق دولي ضمن ائتلاف أسطول الحرية. اختير اسم "مادلين" تيمّنًا بأول سيدة تعمل بصيد الأسماك في غزة، في إشارة إلى الصمود الفلسطيني، وقدرة النساء على خوض غمار التحدي.
وشارك في الرحلة ناشطون بارزون، منهم السويدية غريتا تونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كاننغهام، بهدف جذب الأنظار عالميًا لمعاناة نحو مليونَي فلسطيني محاصرين. وأكد المنظمون على الطبيعة الإنسانية والاحتجاجية للمهمة: فالسفينة تحمل كميات محدودة لكن رمزية من الإمدادات الطبية والغذائية، وتهدف إلى التحدي المباشر للحصار الإسرائيلي المفروض بحرًا على غزة.
هذه المحاولة جاءت أيضًا بعد أحداث مقلقة تعرضت لها مؤخرًا سفينة أخرى تابعة لأسطول الحرية تحمل اسم "الضمير" في مطلع مايو/ أيار 2025 إذ تم مهاجمتها بواسطة طائرتي درون مجهولتين في عرض البحر الأبيض المتوسط قرب مالطا، مما أعاق إبحارها.
وقد وجّه الائتلاف أصابع الاتهام إلى إسرائيل بتنفيذ ذلك الهجوم غير المسبوق لمنع وصول أي سفينة إلى غزة. ورغم عدم اعتراف إسرائيل أو تعليقها على الحادثة، اعتُبر استهداف سفينة مدنية في المياه الدولية تصعيدًا خطيرًا، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وأشارت تونبرغ، التي كان من المقرر أن تبحر على متن "الضمير" قبل الهجوم، إلى أنهم "مستمرون في المحاولة مهما كانت الصعاب"، مضيفة أن خطر هذه المهمة لا يُقارن بخطورة صمت العالم على ما يُرتكب من إبادة بحق حياة المدنيين في غزة.
وتعكس هذه التصريحات دافعًا أخلاقيًا قويًا لدى النشطاء، فهم يعتبرون أن التقاعس الدولي عن إنهاء الحصار يفقد المجتمع الدولي إنسانيته، لذا يجب التحرك ولو بسفينة مدنية صغيرة. وقد شدّد الناشطون قبل انطلاق رحلتهم على أنهم على تواصل مع هيئات قانونية وحقوقية دولية؛ لضمان سلامة المتطوعين، وحذروا من أن أي اعتراض بالقوة لسفينة مادلين سيُعدّ "انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي الإنساني" (وهو ما حدث).
كما تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا رفضت طلبًا إسرائيليًا لمنع انطلاق السفينة، رغم أنها ترفع العلم البريطاني، ما اعتُبر مؤشرًا سياسيًا على عدم شرعية منع الرحلة قانونيًا.
باختصار، تمثل "مادلين" جهدًا دوليًا منسقًا يجمع بين الرمزية الإنسانية: (إيصال مساعدات رمزية، وإحياء الأمل لدى سكان غزة)، وبين الاحتجاج المدني السلمي الذي يكشف طبيعة الحصار. إنها صرخة في وجه استمرار حصار عمره الآن قرابة 17 عامًا، تُطلقها مجموعة من نشطاء المجتمع المدني نتيحة تخلي الحكومات عن أداء واجباتها القانونية والأخلاقية.
وكما قال الممثل ليام كاننغهام أثناء توديع السفينة في ميناء قطانية: "عندما لا تقوم الحكومات بالوقوف عند التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي، يتعين على مجموعة متنوعة مثل هذه أن تحاول تحقيق ذلك".
تجارب تاريخية لكسر الحصار البحري
ليست سفينة "مادلين" سوى الفصل الأحدث في سلسلة من المحاولات البحرية لكسر الحصار المفروض على غزة. أول اختراق ناجح سُجّل في أغسطس/ آب 2008 عبر حركة "غزة الحرة"، حيث وصلت سفينتا "الحرية" و"غزة الحرة" إلى ميناء غزة، حاملتين متضامنين دوليين ومساعدات رمزية. تكررت الرحلات في خريف العام نفسه، أبرزها سفينة "الكرامة"، لكن إسرائيل سرعان ما شدّدت الحصار وبدأت باعتراض السفن.
بلغت المواجهة ذروتها في مايو/ أيار 2010 مع "أسطول الحرية" المؤلف من ستّ سفن، أبرزها "مافي مرمرة" التركية. اعترضت البحرية الإسرائيلية الأسطول في المياه الدولية، وأنزلت قوات كوماندوز إلى السفينة، ما أدى إلى مقتل تسعة متضامنين وإصابة العشرات (وتوفي عاشر لاحقًا).
وقد دان تقرير أممي الحادثة، مشيرًا إلى أن بعض القتلى أُعدموا من مسافة قريبة. أدّت المجزرة إلى أزمة بين تركيا وإسرائيل، وأرغمت الأخيرة على تخفيف جزئي للحصار البري في يونيو/ حزيران 2010، عبر السماح بدخول بعض السلع المدنية. أما الحصار البحري، فاستمر بأشكال مختلفة حتى اليوم.
وبعد مجزرة مرمرة عام 2010، واصل "أسطول الحرية" محاولاته لكسر الحصار على غزة بأساليب سلمية لتفادي إراقة الدماء. بين 2011 و2018، أبحرت عدة سفن وقوارب، منها "قارب النساء"، لكنها جميعًا اعترضت دون عنف من البحرية الإسرائيلية التي احتجزت النشطاء مؤقتًا ثم رحّلتهم. ورغم تنوّع المبادرات، بقي نمط التعامل الإسرائيلي ثابتًا: اعتراض السفن قبل وصولها، ومصادرتها أو تفتيشها، دون السماح بالوصول لغزة. بيدَ أن هذه الجهود، رغم منعها ميدانيًا، ساهمت في فضح الحصار، إحراج إسرائيل، وإبقاء القضية حيّة دوليًا، وصولًا إلى تنازلات جزئية، منها تخفيف بعض القيود، والاعتذار لتركيا عام 2016.
الحصار البحري على غزة: قرصنة مشرعنة
أثار اعتراض السفن المدنية المتجهة إلى غزة أسئلة حاسمة حول مشروعية الحصار الإسرائيلي وتصرفاته في عرض البحر. فالقانون الدولي الإنساني لا يجيز فرض الحصار إلا بشروط صارمة، وعلى رأسها ألا يُستخدم لمعاقبة السكان المدنيين أو حرمانهم من احتياجاتهم الأساسية.
المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظره صراحة باعتباره عقابًا جماعيًا. وبحسب بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة عام 2010، فإن حصار غزة يشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، إذ فُرض لمعاقبة سكان القطاع سياسيًا، وكانت آثاره المدمرة دليلًا على طبيعته غير القانونية.
أما من منظور القانون البحري، فلا يحق لأي دولة – خارج تفويض من مجلس الأمن – فرض حصار على إقليم آخر، لا سيما إذا كان يستهدف مناطق مدنية. اعتراض إسرائيل للسفن في أعالي البحار، كما حدث في "أسطول الحرية" و"الضمير" ثم في "مادلين"، يتجاوز القواعد المعمول بها دوليًا. فوفق "دليل سان ريمو" و"دليل نيوبورت"، لا يجوز استخدام القوة ضد سفن مدنية إلا بعد إنذارها ورفضها الواضح التفتيشَ. الهجمات الإسرائيلية، التي غالبًا ما تتم دون سابق إنذار، تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون البحري الدولي.
وتذهب بعض الآراء الحقوقية إلى وصف هذه الممارسات بأنها قرصنة بحرية برعاية دولة، خصوصًا حين تُرتكب في المياه الدولية ضد سفن إغاثة. وقد خلص تقرير لجنة الأمم المتحدة عام 2011 إلى أن استخدام القوة ضد "مرمرة" كان مفرطًا وغير مبرر، فيما رفض مجلس حقوق الإنسان لاحقًا أي تبرير قانوني للحصار، معتبرًا أنه يُخضع مليونَي فلسطيني لعقوبة جماعية.
وعلى ضوء التزامات إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال، فإن القانون الدولي يلزمها بضمان وصول المساعدات وحماية المدنيين. وقد وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحصار بأنه "خنق غير مشروع"، كما اعتبره الاتحاد الأوروبي "غير مقبول.
جدوى السفن الصغيرة
بعد استعراض السياق التاريخي والقانوني، يبرز السؤال المحوري: هل يمكن لمبادرات مدنية بحرية كهذه أن تُحدث تغييرًا ملموسًا وتنهي حصار غزة فعليًا؟ من الناحية العملية البحتة، تمتلك إسرائيل تفوقًا عسكريًا مطلقًا في البحر المتوسط جعل من المستحيل لسفينة صغيرة كسفينة "مادلين" اختراق الدفاعات البحرية والوصول إلى شاطئ غزة عنوةً.
لقد أثبتت التجارب منذ 2008 أن إسرائيل ستستخدم كل ما لديها – من وسائل دبلوماسية وضغوط على الدول وحتى القوة العسكرية المباشرة – للحيلولة دون رسوّ أي مركب دولي في غزة دون إذنها. وبالتالي، فإن احتمال نجاح مادي مباشر لمثل هذه الرحلات في تفريغ حمولتها بميناء غزة يظل ضئيلًا جدًا ما لم يحصل متغير غير عادي (كأن ترافقها مثلًا قطع بحرية لدول متعاطفة أو حماية أممية، وهو أمر غير متاح حاليًا).
بيد أن النظر إلى الجدوى فقط بمنظار مادي آنيّ قد لا يكون منصفًا لتقييم هذه التحركات. فنجاح هذه المحاولات يُقاس أيضًا بأثرها السياسي والإعلامي وبما تحدثه من حراك دبلوماسي وضغط شعبي على الحكومات.
لقد رأينا كيف أدى سقوط ضحايا في 2010 إلى تخفيف قبضة الحصار ولو جزئيًا، وكيف أن وجود شخصيات مرموقة اليوم مثل غريتا تونبرغ يعطي القضية زخمًا إعلاميًا عالميًا. كما أن الإصرار المتكرر عامًا بعد عام على تسيير القوارب، حتى لو كانت تُعاد على أعقابها، قد ساهم في إبقاء مأساة غزة حيّة في الضمير العالمي، وعدم تطبيع الحصار كأمر واقع.
لقد نجح النشطاء في فضح السياسات الإسرائيلية ووصفها بصوت عالٍ بأنها غير شرعية بل وإبادة بطيئة كما لمحت تونبرغ وآخرون، وساعدوا في تعبئة الرأي العام الدولي عبر حملات التضامن والإعلام البديل. وهذه العوامل تشكل بدورها ضغطًا على صنّاع القرار في العواصم الغربية وفي الأمم المتحدة للتحرك – ولو تدريجيًا- نحو معالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
ومن المنظور القانوني، تُمثّل هذه المحاولات المدنية السلمية رسالة واضحة بأن الحصار الإسرائيلي يفتقر إلى أي غطاء دولي أو قبول قانوني، وأن هناك من يجرؤ على تحدّيه باسم القانون وحقوق الإنسان. فحين يواجه متطوّعون عزّل قوة بحرية كبرى، فإنهم يعرّون تقاعس المجتمع الدولي، ويجسدون واجبًا إنسانيًا أهملته الحكومات.
وكما قال ليام كاننغهام، فإن عجز الدول عن الوفاء بالتزاماتها القانونية دفع النشطاء المدنيين للتحرك. وبذلك، تُضاعف هذه الجهود من الكلفة السياسية والمعنوية لاستمرار الحصار، وتُبقي على مسؤولية الدول الكبرى في دائرة الضوء.
ومع ذلك، من الواضح أن رفع الحصار عن غزة لن يتحقق دفعة واحدة عبر قارب أو مبادرة رمزية، لأن المشكلة أعمق من الحصار نفسه؛ فهي متجذّرة في وجود منظومة احتلال لا تُساوَم، بل يجب أن تزول.
غير أن هذا الاحتلال لا يستمد استمراره من قوته الذاتية فحسب، بل من رعاية دولية منظّمة، تقدمها قوى كبرى توفر له الحماية السياسية والعسكرية على امتداد الساحة الدولية. وهذا ما يجعل مهمة تفكيكه أكثر تعقيدًا، ويجعل من كل محاولة مدنية – مهما بدت بسيطة – فعلًا مقاومًا يواجه هذه المنظومة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مادلين تختطف ، والعالم يختنق بصمته! بقلم: سوما حسن عبدالقادر
مادلين تختطف ، والعالم يختنق بصمته! بقلم: سوما حسن عبدالقادر

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 28 دقائق

  • شبكة أنباء شفا

مادلين تختطف ، والعالم يختنق بصمته! بقلم: سوما حسن عبدالقادر

مادلين تختطف… والعالم يختنق بصمته! بقلم: سوما حسن عبدالقادر في ساعات الفجر الأولى من يوم الإثنين 9 يونيو 2025، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام السفينة الإنسانية (مادلين)، التي كانت تحاول كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرا . لم تكن السفينة تحمل سلاحا، ولا جيوشا، بل كانت تحمل إنسانية خاما، وقلوبا لم تخدرها الحسابات السياسية ولا صمت المصالح. على متن (مادلين) كان نشطاء من مختلف الجنسيات، نساء ورجال، مناضلون، أطباء، فنانون، وحتى نشطاء بيئيون، اجتمعوا على قناعة واحدة: أن الكرامة لا تجزأ، وأن الحصار جريمة، والصمت عليها خيانة. لكن بينما كانت (مادلين) تبحر في المياه الدولية، باغتتها قوة بحرية إسرائيلية مسلحة، وصعد الجنود إلى سطح السفينة، وصادروا حريتها وأسروا من عليها. وبدل أن يدين العالم هذا القرصنة، اختار العالم الصمت المهين. صمت ليس بريئا لا شيء أكثر قسوة من الصمت حين يصبح حليفا للجلاد. لم نسمع بيانا غاضبا من جامعة الدول العربية، ولا مؤتمرات صحفية طارئة من العواصم الأوروبية التي لا تتردد في رفع شعارات (حقوق الإنسان) عندما تتوافق مع مصالحها. أين فرنسا؟ أين ألمانيا؟ أين دول الشمال التي طالما تغنت بالمبادئ؟ بل أين العرب؟ أين من يعتبرون أنفسهم (قادة الرأي)، (حماة القدس)، و(حراس القضية)؟ أين حكومات تملك من النفط ما يكفي لشراء صمت الغرب، لكنها لا تملك من الكرامة ما يكفي لكسر الصمت نفسه؟ تلجيم مزدوج: قمع داخلي وتواطؤ خارجي العار لا يقتصر على العجز، بل في التواطؤ. الإعلام العربي الرسمي بالكاد ذكر ما حدث، وكأن (مادلين) كانت مجرد سفينة نزهة تعطلت في عرض البحر، لا ناقلة حرة سلبت بالقوة. أما الإعلام الغربي، فابتلع لسانه، أو تلا بيانات إسرائيلية جاهزة تتحدث عن (أمن الدولة) و(منع التهريب)، وكأن الغذاء والأدوية باتت تهديدات وجودية لدولة تملك أقوى جيش في الشرق الأوسط. غزة ليست وحدها، ولكنها تركت وحيدة (مادلين) كانت محاولة بسيطة لإنعاش ضمير العالم، لكنها تحولت إلى مرآة مرعبة تظهر كيف صار هذا الضمير ميتا، أو على الأقل مكمما. وإذا كانت غزة لا تزال تصمد، فليس لأن العالم يساعدها، بل رغم أنه تخلى عنها. إن اختطاف (مادلين) ليس مجرد حادث بحري، بل هو فضيحة أخلاقية للعالم أجمع. وعار سيلاحق كل من لاذ بالصمت، أو غطى الجريمة بالتحليل السياسي أو الدبلوماسي. قد تحتجز (مادلين)، لكن الرسالة التي حملتها ستصل، لأن الحرية لا تغرق، والكرامة لا تصادر بالسلاح. سمى حسن عبدالقادر ( Soma Hassan ) ( سوما ) – Soma Hassan

8 نشطاء من سفينة مادلين يرفضون التوقيع على إجراءات ترحيلهم
8 نشطاء من سفينة مادلين يرفضون التوقيع على إجراءات ترحيلهم

فلسطين اليوم

timeمنذ 8 ساعات

  • فلسطين اليوم

8 نشطاء من سفينة مادلين يرفضون التوقيع على إجراءات ترحيلهم

قال مركز عدالة في كيان الاحتلال اليوم الثلاثاء، إن 8 من نشطاء السفينة مادلين ينتظرون العرض على المحكمة لرفضهم التوقيع على أوامر ترحيل، في حين غادر 4 آخرون أو في طريقهم للمغادرة. وأوضح المركز في بيان إن "النشطاء الثمانية، بمن فيهم الفرنسية من أصل فلسطيني ريما حسن عضو البرلمان الأوروبي المناهضة لإسرائيل، رفضوا التوقيع على أوامر الترحيل، ولذلك احتجزوا وسيتم عرضهم على المحكمة خلال اليوم". وأوضح أن فريق المركز القانوني يرافق المحتجزين أمام المحكمة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي ستخوض اليوم في قانونية قرار الترحيل. وأكد المركز أن احتجاز المتطوعين وترحيلهم القسري يشكلان انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، لا سيما في ظل الطبيعة السلمية والإنسانية للبعثة التي هدفت إلى كسر الحصار غير القانوني المفروض على غزة. وأشار المركز إلى أن 4 من النشطاء غادروا أو في طريقهم للمغادرة، بينهم مراسل الجزيرة عمر فياض، بعد استكمال الإجراءات القانونية وتأكيد تذاكر سفرهم. من جانبها، نشرت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي على منصة "إكس" صور للناشطة السويدية غريتا ثونبرغ وهي على متن طائرة في طريقها إلى باريس نحو بلدها، بعد أن أبعدت قسرياً. واعتقل الاحتلال فجر الاثنين، 12 ناشطا من عدة بلدان بعد الاستيلاء على السفينة مادلين بينما كانت في المياه الدولية في طريقها إلى غزة وهي تحمل مساعدات إنسانية. وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة خارجية الاحتلال عن نقل النشطاء الذين كانوا على متن سفينة مادلين إلى مطار بن غوريون تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم، بعد استيلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي على السفينة واقتيادها إلى ميناء أسدود. وكان على متن السفينة مادلين طاقما يضم 12 ناشطا وناشطة، نصفهم من حاملي الجنسية الفرنسية هم: عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشط السياسي باسكال موريراس، والناشط البيئي ريفا فيارد، والصحفي في قناة الجزيرة مباشر عمر فياض، والطبيب والناشط بابتيست أندريه، والصحفي يانيس محمدي. كما ضم الطاقم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ، والناشطة السياسية الألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، والناشط السياسي البرازيلي تياغو أفيلا، والناشط السياسي التركي شعيب أوردو، والناشط السياسي الإسباني سيرجيو توريبيو، وطالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رين. وجاءت قرصنة السفينة حين كانت تبحر في المياه الدولية، حيث حاصرتها زوارق الاحتلال الإسرائيلي، وظهر الجنود في بث مباشر وهم يطالبون المتضامنين برفع أيديهم.

الناشطة السويدية غريتا تونبري: "إسرائيل" اختطفتنا في المياه الدولية
الناشطة السويدية غريتا تونبري: "إسرائيل" اختطفتنا في المياه الدولية

فلسطين أون لاين

timeمنذ 9 ساعات

  • فلسطين أون لاين

الناشطة السويدية غريتا تونبري: "إسرائيل" اختطفتنا في المياه الدولية

متابعة/ فلسطين أون لاين وصلت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ إلى باريس في طريقها إلى السويد، بعد ترحيلها من "إسرائيل" إثر مشاركتها في رحلة السفينة "مادلين" لكسر الحصار عن غزة. وقالت ثونبرغ عقب وصولها، "ما حدث لنا هو استمرار لانتهاك إسرائيل القانون الدولي. النشطاء يتعرضون لانتهاكات لكنها لا تقارن بما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة. نطالب بالإفراج عن المحتجزين من النشطاء وفك الحصار عن قطاع غزة." وأضافت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ إن إسرائيل نفذت عملاً غير قانوني باختطافها وزملائها في المياه الدولية، مؤكدة أن العملية تمثلت في جلبهم إلى إسرائيل عنوة. ووصفت ثونبرغ، استيلاء إسرائيل على سفينة المساعدات التي كانت تقلهم بأنه انتهاك صارخ للحقوق الدولية. وأشارت ثونبرغ أن الهدف من الرحلة كان إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات إلى قطاع غزة، والتضامن مع الفلسطينيين الذين يعانون الحصار والظلم. وأشارت إلى أن الحكومات المختلفة متواطئة فيما يحدث في غزة عبر دعمها، صراحة أو ضمناً، لجرائم الاحتلال، معتبرة أن ما يحدث خيانة لا توصف تجاه الشعب الفلسطيني. وأكدت أن أقل ما يمكن فعله على الصعيد الدولي هو الاعتراف بدولة فلسطين. وأكدت ثونبرغ "سنواصل محاولاتنا لوقف الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، في ظل تواطؤ الحكومات من خلال دعمها جرائم الاحتلال. ما من كلمة تصف الخيانة التي ترتكبها حكوماتنا." وختمت حديثها بالقول: "أقل ما يمكن فعله هو الاعتراف بدولة فلسطينية. سكان غزة يتعرضون لإبادة جماعية، والعالم يشاهد ما يجري لهم في صمت." ووصلت تونبري، اليوم الثلاثاء، إلى باريس، بعد يوم من منع البحرية الإسرائيلية لها ولمجموعة من زملائها الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من الإبحار إلى غزة. وصعدت قوات بحرية إسرائيلية، أمس الإثنين، على متن سفينة مساعدات إنسانية حاولت كسر حصار بحري مفروض منذ سنوات على قطاع غزة، واحتجزت طاقمها المكون من 12 شخصا بمن فيهم تونبري. واقتادت البحرية الإسرائيلية السفينة مادلين إلى ميناء أسدود بعد السيطرة عليها، وقامت بنقل النشطاء إلى مطار بن غوريون لترحيلهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store