logo
يا لائمي..   كتب: د. عادل يعقوب الشمايله

يا لائمي.. كتب: د. عادل يعقوب الشمايله

وطنا نيوزمنذ 15 ساعات
يا لائمي كُفْ الملام عن الذي … أضناهُ طول سقامه وبلائه
أو، فدعهُ فما بهِ يكفيه من … طول الملام فلست من نُصحائهِ
بعد أن فشلت عشراتُ المنظمات الفلسطينية التي اسستها ومولتها ودربتها أنظمةٌ عربيةٌ وغربية وشرقيه في الاستيلاء على الحكم في الاردن خلال تسونامي ١٩٦٨-١٩٧٠ والذي كان سيؤدي حتماً لو أُبقي عليه الى اعطاء اسرائيل الذريعةَ لاحتلال الضفة الشرقية، لم يتوقف الاغبياءُ والظلاميون والجهلة والمؤدلجون والاقليميون والحاقدون ومن طُمِسَ على عقولهم وقلوبهم عن اتهام الاردن بشتى التهم غير الصائبة 'اللاعروبية واللاسلامية واللانضالية والرجعية ' بدلا من اتهام تلك العصابات الفوضوية بالعمالة والتخريب والتآمر.
ما حدث في لبنان لاحقاً يُبَرهنُ على صحة هذا الطرح. فبعدَ أن رُحِّلَ رجال العصابات والمنظمات من الاردن الى جنوب لبنان اعادوا ممارسة مهزلة اضرب واهرب. لأنَّ ما تعلمته تلك العصابات من استراتيجية حرب العصابات وفلسفة وادبيات حركات المقاومة الثورية في العالم كفيتنام وكوريا والصين، هو فهلوة 'اضرب واهرب'. هكذا هم الجبناء أدعياء النضال والبطولات الوهمية. وهم الذين ينطبق عليه وصف عوام اهل المدينة المنورة لمن عادوا بعد معركة مؤتة بقيادة خالد بن الوليد بالفُرار. أمَّا النبيُ فقد وصفهم الصحيح بالكُرار. لأنهم التحموا بجيش الروم وحاربوا على مدى ثلاث ايام واستشهد منهم العشرات قبل الانسحاب كما أنهم اثخنوا في جيش الروم. كان النبي على ثقة ان الذين رجعوا سيعاودون مناجزة الاعداء بنفس الجسارة والاخلاص والايمان عندما يُستدعونَ للجهاد.
بالمقابل، فإنَّ السلوكيات السلبية والعنتريات الغشيمة التي مورست على الحدود الاردنية الفلسطينية اعوام ١٩٦٨-١٩٧٠ تم معاودة ممارستها على الحدود اللبنانية الفلسطينية. أي أنهم لم يتعظوا. فقد كانوا يكتفون بإطلاق رصاص الكلاشنكوف عبر الحدود عشوائيا ثم يولون الادبار ويختبئون وسط المدنيين.
ورغم أنَّ ما كان ينجمُ عن سلوكياتهم العبثية لا يتجاوزُ ازعاج عساكر المحتل الصهيوني،
فإنَّ صبرَ اسرائيل نَفَذَ فهاجمَ الجيشُ الإسرائيليُ جنوبَ لبنان وهربَت العصابات الى بيروت. واضُطرَ سكانُ الجنوبِ الشيعة الى ترك قراهم ومزارعهم ومصادر رزقهم والهجرةَ الى بيروت والعيش فيما اصبحَ افقرَ حيٍّ فيها وهو الضاحية الجنوبية التي تحولت الى دمل في خاصرة لبنان كله.
لم يتوقف الجيش الاسرائيلي الغازي الا بعد ان وطأت بساطير جنوده كل ذرة تراب بدءاً من الحدود وحتى بيروت. وظلت عاصمة لبنان تحت الاحتلال عقدين من الزمن الى ان حررها حزب الله وليس فصائل العصابات والفهلوية والعملاء.
تلا فشل عصابات الفهلوة والتوريط والزعرنه في الاستيلاء على الاردن ومن ثَمَّ تسليمها للعدو الصهيوني كما فعلوا في بيروت، أن أَصَرَّ الشعب الفلسطيني على انهاء وحدة الضفتين والمطالبة بأن تكون منظمة التحرير الفلسطيني وجيشها جيش التحرير الفلسطيني هما نواة الدولة الفلسطينية والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
بعد موافقة الاردن على قرار فك الارتباط بضغط من الدول العربية التي أنشأت ودربت ومولت العصابات المسلحة التي كان الهدف من تأسيسها وتسليحها هو اسقاط النظام الاردني وتسليمه للعصابات الفلسطينية لتتقاتل عليه الى ان تصفي بعضها بعضاً بُغية التخلص من هَمِّ ومسؤولية محاربة اسرائيل، حصل الشعب الفلسطيني على سلطة اتخاذ القرار الفلسطيني المستقل. وبموجب اتفاقية اوسلو السرية التي وُقِعت من وراء ظهر الاردن ومعظم الدول العربية عاد ابو عمار الى رام الله ومعه جيش التحرير الفلسطيني واصبح يطلق عليه لقب الرئيس وتفرش له السجادة الحمراء عندما يزور عواصم الدول الاخرى. لكن ذلك الجيش لم يفعل اي شئ لتحرير فلسطين.
من ناحيتها، رفضت حماس اعتبار المسألة الفلسطينية قضية فلسطينية او حتى قضية عربية. حماس الاخوانية لا تؤمن بالقومية العربية والبعد العربي، وإنما بالبعد الاسلامي، وترى أنَّ القضية الفلسطينية هي قضية اسلامية اولا وأخيراً. ولذلك قفزت الى حضن تركيا ثم الى حضن ايران اضافة الى حضن قاعدة العيديد في قطر. وحيث ان سكان الدول العربية يشكلون خمس عدد سكان العالم الاسلامي، فإن جهد ومؤازرة 75% من المسلمين تُغني وَتُعفي النسبة القليلة المتبقية 25% من أي مسؤولية تجاه القضية الفلسطينية الا اذا اختارت بعض الدول العربية عكس ذلك كرما ولطفا. فالجهاد فرض كفاية وليس فرض عين.
هناك من بين الفلسطينيين (وليس كُل الفلسطينيين) من يؤمنُ باستراتيجية الارض المحروقة. هذه الفئة تتمنى وتسعى لتوريط الدول العربية في حرب مع اسرائيل متغافلين عن الخلل في ميزان القوة الذي تُصر امريكا وروسيا والدول الغربية على استمراره لصالح اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط بأسرها.
أي أن هذة الفئة من الفلسطينيين لا يُزعجها تدمير الدول العربية وكأن الشعوب العربية هي من اعطت وعد بلفور، وكأن الشعوب العربية هي من سلح العصابات الصهيونية، وكأن الشعوب العربية هي من مول الاستيطان، وكأن الشعوب العربية هي من سمسر عمليات بيع الاراضي لليهود، وكأن الشعوب العربية هي التي باعت الاراضي لليهود.
هذا الموقف الحاقد واللامسؤول يعبر عنه الشاعر البدوي : اذا مِتُّ ظمآناً فلا نزل القطرُ
والمثل الشعبي 'ما حدا احسن من حدا'.
كما ويؤخذُ على تلك الفرقة الشاذة من الفلسطينيين اصرارها على التنكر لما قدمته الشعوب العربية للفلسطينيين قبل حرب ١٩٤٨ وبعدها رغم ظروف تلك الشعوب الواقعة تحت استعمار الدول الغربية صانعة اسرائيل وراعيها.
حالة نكران الجميل، والهجوم الشرس من خلال ذباب الاخوان الالكتروني واشياعهم على الحكومات والشعوب العربية ادى الى تحول الحكومات والشعوب العربية من موقف التأييد والمناصرة والتبرع السخي وتوظيف مئات الالاف من شباب الفلسطينيين خاصة في دول الخليج، والموقف الاردني الذي لا مثيل له في استقبال المهاجرين الفلسطينيين وتجنيسهم ومعاملتهم معاملة المواطن الاصلي بل وفي كثير من الاحيان معاملة ورعاية افضل من معاملة المواطن الاردني الاصلي. هذا النكران والانتقاد الشرس ادى الى موقف عربي يتسم باللامبالاة والمتفرج.
وفعلا تحقق ما تريده تلك الفئة الشاذة. تم تدمير العراق وليبيا والسودان والصومال وسوريا واليمن وانهاك مصر والاردن بسبب التدخلات الاسرائيلية والغربية لمنع تمكن الدول العربية من التقدم والقوة التي تخل بميزان القوى نظرا لمواقف الدول العربية المناهض لوجود اسرائيل وحروبها الثلاث مع الكيان الصهيوني: ١٩٥٦، ١٩٦٧، ١٩٧٣.
في ضوء ما تقدم، فقد أُعذرت الدول العربية من مسؤليتها تجاه القضية الفلسطينية خصوصاً وأن الدول الاسلامية بقيادة تركيا التي يحكمها حزب العدالة الاخواني التوجه وايران بقيادة الملالي استلمت الراية وصادقت على رؤية حماس الثاقبة والعميقة والسليمة وتدافعت للدفاع عن الفلسطينيين ومقاومة الصهيونية وها هي على وشك الانتصار على اسرائيل.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلطان الحطاب يكتب : "لعنة غزة 'هل ترد ؟
سلطان الحطاب يكتب : "لعنة غزة 'هل ترد ؟

أخبارنا

timeمنذ 6 ساعات

  • أخبارنا

سلطان الحطاب يكتب : "لعنة غزة 'هل ترد ؟

أخبارنا : هناك في التاريخ والأسطورة، "لعنة الفراعنة"/ التي لحقت كل من عبث بحقهم وبمقابرهم وموتاهم، وهناك الآن "لعنة غزة" التي ستصيب الكثيرين ممن تركوا غزة تموت قتلاً وجوعا وعطشاً، الى آخر طفل كما في الهندسة الصهيونية القائمة. وقد قال الشاعر الجاهلي أبو ذؤيب الهذلي، حين هبّ قومه للدفاع عن انفسهم معتزاً بذلك، "فإن قومي لم تأكلهم الضبع"، فقد كان يقال للقبيلة العربية التي لا تدافع عن نفسها امام العدوان "أكلتهم الضبع". وقد عادت الى الأخبار كلمة "فزعة" وهي كلمة بدوية سمعناها بعد أن تحركت من قواميس اللغة الراكدة ومعناها "التضامن" بين العشيرة والقبيلة أو القبائل المتحالفة أو ذات الأصول الواحدة. وفي تزاحم الدول، غابت القبيلة عن الفعل العام، وإن كانت في معركة اليرموك الشهيرة قد استنهضت حين سمح للمقاتلين أن يتراصوا ويتقدموا في "كراديس" كتائب ينسب فيها المقاتل لقبيلته ليزداد شجاعة باسمها وهو يقاتل، وكان ذلك من ابداع خالد بن الوليد القائد في معركة اليرموك. تعود الفزعة مرة أخرى، الان حين تعرضت قبائل الجبل للعدوان الذي سببته اسرائيل في جيلهم بتحريض معلن، فارتد السحر على الساحر، وبدأت القبائل العربية تتداعى لتشكل حالة ردع توقف التدخل الاسرائيلي الزاحف في جنوب سوريا إلى السويداء بعد أن غاب الجيش السوري لعوامل نعرفها، فقد تحطم بمؤامرة عشية رحيل الأسد لتصبح سوريا "كالدجاج المسحب بلا عظم" حتى يفتك بها اعداؤها في ابشع عملية خيانة ويقول قائلهم: لو كنت في مازن لم تستبح إبلي" كما جاء على لسان الشاعر قريط التميمي: وشعار الفزعة الذي يجسدها قول الشاعرة: لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات، على ما قال برهاناً". وترسل اسرائيل المتسللين الى جنوب سوريا باتجاه اشعال الفتنة في السويداء بعد أن حركتهم تحت حماية الجيش الاسرائيلي، فقد جاءت القبائل العربية لمواجهتهم وزحفت من كل أطراف الجبل وحتى من العراق، وامتداد هذه القبائل في المنطقة وحيث جاء نداء البداوة في امتداد هذه القبائل ومواقعها، ذلك انها لن تقبل الضيم والعدوان، وتحقق فيهم القول الذي لم يتحقق لغزة وأهلها، ممن غابت عنهم الفزعة للأسف. وتساءل الغزي من ينصره، ليقول لسان حاله: ليت لي بهم قوما إذا ركبوا قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم، قاموا إليه زرافات ووحدانا ينهض بدو بدو الجبل أو عرب الجبل لا ليقاتلوا بعضهم ولكن ليرسلوا رسالة لاسرائيل وأعوانها، والتي ارادت استخدام ابناء الطائفة الكريمة "الدروز" ذراعاً لها وحصان طروادة في سوريا، للدخول الى سوريا الموجوعة كقوة احتلال وتدخل، فارسلوا، الاشارة أن للجبل أهل، وهو جبل العرب وقبائله معروفة من عرب واعراب، وأنهم جاهزون بالفزعة التي رأيناها كيف تخرج لهم من بادية الشام وجوارها، من كل فج عميق، وكانهم على قلب رجل واحد، يتتبعون خالد بن الوليد في اليرموك. أن البداوة ما زالت تمتلك الجمر والمروءة، وهي التي انتصرت في اليرموك حين حاربت بالنخوة في اليرموك، في قطر فإن نداء الطوارئ بدل الخدمة، 911، هو كلمة (الفزعة)، فالبداوة ما زالت بديلاً، لأن العرب للأسف لم يفلحوا حتى اليوم في بناء الدولة القومية القادرة على الحفاظ على الأمن القومي العربي، رغم أن اعظم اختراع للبشرية اليوم هو بناء الدولة. بعد أحداث الجبل "جبل العرب" المؤسفة فأن البداوة القديمة والقبيلة لن تخلي مواقعها ولن تفرط بسلاحها، فمن يرد الغزو الاسرائيلي المتذرع بالانتصار لهذا وذاك، على حساب الوطن والمواطن، والذي يدخل بين الأخ وأخيه تحت ذرائع واهنة من اشعال الفتنة وخدمة العملاء. الفزعة في الجبل تجعلنا نتأمل أكثر وقد تنبه غزة التي ما زالت لعنتها تتشكل في موت أطفالها، فقد ورثت لعنة نكبة 1948، مصائب كثيرة وعصفت باستقرار المنطقة ولن تكون اليوم غزة استثناء. ــ الراي

د. ذيب القرالة : زيارة خطيرة .. واحداث مثيرة
د. ذيب القرالة : زيارة خطيرة .. واحداث مثيرة

أخبارنا

timeمنذ 6 ساعات

  • أخبارنا

د. ذيب القرالة : زيارة خطيرة .. واحداث مثيرة

أخبارنا : في ضوء نتائج زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس ، الحالية الى واشنطن ، والملفات التي ستبحثها ، هل ستشهد المنطقة الممتدة من غزة الى ايران ، مرورا بسوريا ولبنان واليمن والعراق ، خلال الفترة القادمة ، احداثا جسيمة ( جديدة ) وتطورات خطيرة بعضها ( غير متوقع ) تنعكس تداعياتها - السياسية والاقتصادية والامنية والانسانية - بالضرورة على بعض دول المنطقة ؟. هذا سؤال مشروع ، وما يجري على الساحة الدولية والاقليمية ، ينبيء بان هذه التطورات هي تحصيل حاصل ، لانها ترجمة لسيناريوهات وخطط بديلة موضوعة سلفا، وليست وليدة ( الصدفة ) او نتيجة لامور ( طارئة ) ، وان ( التفاهم على القرارات والتوجهات ) بشكل عام تمً، خلال زيارة بنيامين نتنياهو الاخيرة لواشنطن ، وان التفاصيل العسكرية والامنية و ( التوقيت ) تُدرس الآن بهدف وضع النقاط تحت حروفها . ولكن ومن منطلق منهجية ( التفكير المنطقي ) يستبعد البعض ان تحدث مثل هذه التطورات في مثل هذه ( التراتبية ) والسرعة ، وبنفس الادوات وعلى ايدي ذات الفاعلين، لكن التجربة التاريخية تؤكد ان ( الخاسرين ) احيانا هم الذين يفكرون بطريقة منطقية فقط ، لذا فان علينا ان نفكر بطريقة معاكسة، تُجاري فِكر الطرف الآخر وسلوكياته. واللافت في زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي ( الذي يوصف بانه صدى لصوت نتنياهو ) هو الحديث عن توقيع مذكرة تفاهم( سرية ) بين البلدين ، وهو الامر الذي يطرح علامة استفهام كبيرة حول مضامينها ، وما يمكن ان تخفيه بعد كل هذا التعاون العلني بين الجانبين ، وهل سريتها تنبع من انعكاس تداعياتها السلبية على بعض ( حلفاء ) واشنطن في المنطقة. التمهيد لما سيجري في المنطقة ، بدأ التحضير له اعلاميا وسياسيا ، فعلى الجبهة اللبنانية، تنامى الحديث خلال الايام الماضية ، عن استمرار ايران في تهريب اسلحة الى حزب الله ، وعن قدرة الحزب الذاتية على تصنيع المسيرات والصواريخ ، واعطى الحزب المبرر لاسرائيل وامريكا سلفا عندما اكد انه لن يسلم سلاحه ، واستعدى في تصريح واحد الداخل والخارج على السواء . وتزامن الحديث عن تهريب السلاح الايراني الى حزب الله مع الكشف عن سفينة كانت تنقل اسلحة ايرانية مهربة من ايران الى الحوثيين ( الذين زاد تهديدهم للملاحة الدولية مؤخرا ) ، وعن مسيرات مجهولة تقصف حقول النفط ( التي تديرها شركات امريكية وغربية ) في شمال العراق ، مما يضع الضاحية الجنوبية ، وصنعاء والحشد الشعبي المدعوم ايرانيا في سلة استهداف واحدة . الجولة القادمة من الاعمال العسكرية التي ستطال الاطراف الثلاثة ، هي مقدمة او متزامنه مع استهداف ايران ما لم تخضع وتأتي مرغمة وسريعا الى طاولة المفاوضات ( من اجل حرمانها من كسب الوقت لاستعادة توازنها ) ولذلك لم يكن غريبا سلوك الاتحاد الاوروبي الذي اعطى ايران مهلة زمنية مبهمة ( حتى الصيف ) للعودة الى التفاوض والًا ستواجه العواقب . تطورات الاوضاع في سوريا لن تكون بعيدة عن ما يُخطط له للمنطقة، ( رغم الاتفاق على وقف اطلاق النار ( بدعم امريكي - وتأييد اردني - عربي - تركي ) فالجنوب السوري سيكون منزوع السلاح ، والسويداء ستبقى احد ( مسامير جحا ) ، و ( الجهاديون من عاملين ومتقاعدين ) من عرب واجانب سيبقون ( ذخيرة استراتيجية ) للاستعانة بهم على جبهتين في محاربة حزب الله ، والحشد الشعبي، اذا اقتضت الضرورة، وهو الامر الذي عززته تصريحات نعيم قاسم الاخيرة ضدهم عندما وضعهم في خانة الاعداء مع اسرائيل. ويبدو ان ( المُهل الزمنية ) تُركًب على مقاس الخطط الموضوعة ، فالحديث عن وقف اطلاق النار في غزة لمدة ٦٠ يوما لا يشير الى انهاء ألحرب في العقل الاسرائيلي ، ولا الى مجرد التفكير بالسلام بدليل ان الموساد يخطط لمعركة التهجير ، ويعمل مع الولايات المتحدة حاليا على اقناع كل من اثيوبيا وليبيا واندونيسا ، من اجل استيعاب مئات الالاف من مواطني غزة ، الذي تُخطط تل ابيب لتهجيرهم ، انطلاقا من مدينة الخيام التي تنوي اقامتها على انقاض مدينة رفح. وتتزامن هذه المخططات والجهود مع تكرار حديث الرئيس الامريكي خلال الايام الماضية عن ( سد النهضة ) الذي تذكره ( بعد حين) وعن الخلاف بين القاهرة واديس ابابا. ترامب الذي اعطى مهلة مدتها ٦٠ يوما لايران قبل ضربها ، اعجبته الفكرة ، واعطى موسكو مهلة ٥٠ يوما لكي تنهي الحرب في اوكرانيا والا سيفرض عليها رسوما جمركية بقيمة ١٠٠٪؜ ، وعقوبات على شركائها التجاريين ، واسرائيل اعطت دمشق مهلة ٤٨ ساعة للدخول الى السويداء لانهاء الاشتباكات فيها . والسؤال لمن ستُعطى ( المُهلة القادمة) هل تُعطى لتركيا لكي تتخلى عن نفوذها الفاعل في سوريا ، وتكتفي بالحصول على جزء من ( كعكة الاعمار ) الاقتصادية، التي سيكون معظمها من نصيب الشركات الامريكية وتحديدا في مجالات النفط والغاز والطاقة. وهل ستُعطى للعراق لكي يقطع حبال الود مع ايران وانهاء نفوذ طهران فيه ؟ . ام ستُعطى ( لدول حليفة ) اخرى ؟ في اوقات وظروف مختلفة ، عندما تتعارض مواقفها او اجراءاتها او سياساتها مع اهداف اسرائيل الكبرى ، وتطلعاتها المستقبلية . theeb100@

حمادة فراعنة يكتب : التطاول الإسرائيلي
حمادة فراعنة يكتب : التطاول الإسرائيلي

أخبارنا

timeمنذ 7 ساعات

  • أخبارنا

حمادة فراعنة يكتب : التطاول الإسرائيلي

أخبارنا : ثلاثة بلدان عربية مُستباحة من قبل قوات المستعمرة الإسرائيلية: فلسطين، لبنان، سوريا، مستغلة تفوقها وقدرتها العسكرية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، سياسياً وعسكرياً واستخبارياً وتكنولوجياً. المستعمرة تسعى للهيمنة والسيطرة وحتى التفرد على الشرق العربي، في غياب عامل عربي متماسك موحد قادر على الرد ولجم تطاول قوات المستعمرة وكبحها، خاصة بعد أن أصاب قدرات المقاومة الفلسطينية، وإمكانات حزب الله، وتدمير كامل للجيش السوري، والوضع الإقليمي ليس أفضل حالاً في مواجهة قوات المستعمرة، بعد المس بقدرات إيران، وتحييد الخيار التركي، وانشغال موسكو في حرب أوكرانيا، والصين خياراتها مدنية غير عسكرية، لا تحبذ التدخل المباشر في مواجهة سياسات الولايات المتحدة الداعمة للمستعمرة الإسرائيلية. التطاول الإسرائيلي على سيادة البلدان العربية الثلاثة: فلسطين ولبنان وسوريا، يتم ضمن برنامج منظم بهدف إبقاء تفوق المستعمرة وهيمنتها، في التوسع وبلع فلسطين، وإبقاء الجوار ضعيفاً، هزيلاً، غير قادر لا على المواجهة، ولا على الحفاظ على الاستقلالية والكرامة وحق الاختيار. برامج وتطاول وسياسات المستعمرة، لا تكتفي المس بسيادة البلدان العربية الثلاثة، بالاحتلال الكامل لفلسطين، وجزء من جنوب لبنان، والجولان السوري، بل تتدخل في شؤونها الداخلية، فهي تعمل على تغذية الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، بين الضفة والقطاع، وتعمل على تمزيق وحدة الشعب اللبناني وقواه السياسية والتحريض على حزب الله وفرض شروط داخلية مجحفة على لبنان بهدف إثارة الانقسام والتباعد وتضارب المصالح بين القوى السياسية اللبنانية، وبين بعضها وبين الدولة اللبنانية، كما ظهر ذلك جلياً بالتدخل الفظ في جنوب سوريا، وفرض شروط منطقة خالية من السلاح وعدم التواجد للجيش السوري، وأدوات تسليحه، والإسهام في تفجير الخلاف والصدام وتغذيته بين بني معروف والعشائر السورية الأخرى. وهي لا تتردد في التدخل وتمزيق اللحمة الوطنية الداخلية للبدان العربية والإسلامية، كما حصل في السودان وانقسامه إلى دولتين، حيث التدخل الإسرائيلي والتسليح لقوات الجنوب، حتى تمكنت من نجاح خيارها بالانقسام والاستقلال عن السودان الموحد. في فلسطين حينما وجه اللوم والسؤال إلى نتنياهو حول مغزى تمرير الأموال إلى حركة حماس قبل عملية 7 أكتوبر 2023، أجاب في مؤتمر الليكود: «من منكم ضد إقامة دولة فلسطينية، من منكم مع استمرار الانقسام الفلسطيني، ليقف إلى جانبي لتمرير الأموال إلى حركة حماس». الصمت وقبول تدخل المستعمرة في الشؤون الداخلية العربية، واستباحة قواتها والمساس بسيادة البلدان العربية، وفرض الاحتلال عليها، تسهم بالتوسع الإسرائيلي، حيث لن تكتفي أطماعها إلى ما وصلت إليه، بل ستتسع وتتطاول على الأمن القومي العربي برمته، وما يُسمى بـ «السلام الإقليمي» و «صفقة القرن» المفروضة من قبل الولايات المتحدة، سوى تعابير وسياسات تستهدف تعزيز النفوذ والوجود والاحتلال والتوسع الإسرائيلي، وفرضه بالكامل على العالم العربي. ما قاله الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، يجب أخذه بالاهتمام والاحترام، عن مخاطر المستعمرة الإسرائيلية وسياساتها العدوانية التوسعية الاستعمارية، والرئيس السوري أحمد الشرع أوضح توجهات المستعمرة وسياساتها بقوله: «إن الكيان الإسرائيلي الذي عودنا دائماً على استهداف استقرارنا وخلق الفتن بيننا، يسعى الآن مجدداً إلى تحويل أرضنا إلى ساحة فوضى، غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا، وإضعاف قدراتنا، وأن هذا الكيان لا يكف عن استخدام كل الأساليب لزرع النزاعات والصراعات»، لهو دلائل حسية تشكل حوافز نحو اليقظة والإدراك ومواجهة سياسات المستعمرة وإحباطها على طريق هزيمتها. ــ الدستور

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store