
من أين تشتري نظّاراتك التاريخية؟
في التفاصيل المنشورة في الإعلام الأردني أنَّ الرياطي دخل مع آخرين إلى مقرٍّ تبيّن أنه تابع لجماعة الإخوان، ومزّقوا وثائقَ وأوراقاً بداخله، وحاولوا التخلّص منها بجمعها في أكياس سوداء.
الأجهزة الأمنية الأردنية ضبطت، لاحقاً، الأوراق المتلفة، وأحبطت تهريبها وغيرها، كما عُثر داخل المقرّ على وثائق ومواد ذات صلة بالجماعة.
هذه الواقعة تكشفُ عن مسألة أكبر، هي قيمة الوثائق في كتابة التاريخ، فالوثيقة برهانٌ قاطع، بصرف النَّظر عن ملابسات خلق الوثيقة وسياق وجودها، لكنَّها وثيقة «مادّية» ملموسة، وليست رواية شفوية عرضة للتحريف أو النسيان أو الاختلاط على راويها.
كما تُفصحُ هذه الواقعة عن قضيّة أخرى لا تقلُّ أهميّة وهي: من يكتب التاريخ، خصوصاً القريب منه والمعاصر أو شبه المعاصر؟
بما أنَّنا نتحدّث عن واقعة «إخوانية» في الأردن، فمن يكتب تاريخ الحركات «الإسلاموية» في ديارنا، ومن يُثبّت روايته و«سرديته»؟!
لاحظ الأستاذ عبد الله بن بجاد العتيبي، في إلماعة حصيفة، بمقالته، وجود صراعٍ على كتابة «تاريخ الصحوة» في المنطقة، وهو صادقٌ في ذلك.
أتذكّر بهذا الصدد نهوض جملة من المحسوبين على التيار الصحوي في الكويت والسعودية على أخذ زمام الكتابة وتكثيف الرواية، عبر كتب وأبحاث ومقابلات تلفزيونية وأخيراً حلقات «بودكاست» لتثبيت المرويّة التاريخية الصحوية أو المتعاطفة معها، عن الصحوة (الصحوة مصطلح في الميديا الخليجية للتعبير عن الإسلام السياسي).
الأمر هو «كتابة التاريخ» بطريقةٍ لا تخدم إلا جماعات «الإسلام السياسي» وأفكارها الرئيسية ويفتح لها الطريق للتأثير والقيادة، ومن هنا خرجت أجيالٌ متخصصةٌ في «التاريخ»، كما ذكر عبد الله بن بجاد: «النماذج كثيرةٌ على محاولاتٍ جماعيةٍ وإن خرجت بأسماء أفراد لإعادة (كتابة التاريخ) في عددٍ من الدول العربية، والخليجية منها على وجه التحديد، بحيث يجتمع هؤلاء المؤدلجون لكتابة تاريخ تلك الدولة، ثم يأخذون في استشارة بعضهم البعض، ويعدلون ويتشاورون حتى تصدر الكتب فيروجونها على نطاق واسع».
مساحة المقالة هنا لا تسمح بالإسهاب، أو حتى بسرد كافٍ، ولو كان على سبيل الاقتضاب، لكن لا غِنى عن التأشير، والحُرُّ تكفيه الإشارة.
مسألة قيادة المرأة للسيارة، مسألة النشاط السياسي للمجاميع عقب حرب تحرير الكويت عام 1991، التفاعل مع ضربات «القاعدة» 2001 بأميركا، اندلاع أعمال «القاعدة» في السعودية والكويت، بالتزامن، ومواقف رموز الصحوة منها، و«مقايضات» مشاهيرهم ذاك الوقت، وما مقابلة الدكتور سفر عنّا ببعيد.
ثم «الربيع العربي»، ومواقف رموز الصحوة، وعلامة «رابعة»، ومحاربة الانفتاح، ثم محاولات العودة الناعمة اليوم، بعناوين أخرى، ومظاهر أنعم.
الصراع على الوعي والاعتبار، قائمٌ، من ميادينه: كتابة التاريخ، ومحاولات وضع نظّارات «الإخوة» على عينيك، حصرياً، لمشاهدة مشاهد التاريخ.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 2 دقائق
- صحيفة سبق
"الداخلية": 150 ريالًا غرامة وقوف المركبات في الأماكن غير المخصصة
أكدت وزارة الداخلية أن الوقوف الخاطئ للمركبات في غير الأماكن المخصصة يُعد مخالفة مرورية تهدد سلامة السائقين والمارة على حد سواء، مشيرة إلى أن الغرامة المالية على هذه المخالفة قد تصل إلى 150 ريالًا. وشددت الوزارة على أن مثل هذه السلوكيات المرورية لا تقتصر على تعطيل حركة السير فقط، بل تعرّض الأرواح والممتلكات للخطر، داعية السائقين إلى الالتزام التام بالأنظمة والتعليمات المرورية التي تهدف إلى الحفاظ على النظام وضمان سلامة الجميع. ويأتي هذا التحذير ضمن جهود التوعية المستمرة التي تنفذها الوزارة، والتي تسعى إلى ترسيخ الثقافة المرورية، وتعزيز مفاهيم السلامة العامة في الطرق والأماكن العامة. وقوف المركبة في الأماكن غير المخصصة .. مخالفة مرورية تُعرّض سلامتك وسلامة الآخرين للخطر، وغرامتها تصل إلى 150 ريال. #القيادة_مسؤولية — وزارة الداخلية 🇸🇦 (@MOISaudiArabia) July 20, 2025


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء «وحشية الحرب» في غزة
دعا البابا ليو، بابا الفاتيكان، اليوم (الأحد) إلى وضع حدٍّ «لوحشية الحرب»، معبِّراً عن ألمه العميق إزاء الغارة الإسرائيلية على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة. ووفقاً لـ«رويترز»، قُتل 3 أشخاص وأُصيب آخرون، منهم كاهن الرعية، في الهجوم على مجمع كنيسة «العائلة المقدسة» في مدينة غزة، يوم الخميس. وقال البابا: «أناشد المجتمع الدولي مراعاة القانون الإنساني، واحترام الالتزام بحماية المدنيين، ومنع العقاب الجماعي والاستخدام العشوائي للقوة، والتهجير القسري للسكان».


مباشر
منذ 2 ساعات
- مباشر
السيسي يؤكد استمرار جهود مصر المكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة
القاهرة- مباشر: أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، استمرار جهود مصر المكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وأشاد الرئيس في الوقت ذاته بمساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو وقف إطلاق النار، مؤكدًا أهمية إحياء مسار السلام والسعي لتحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة. جاء ذلك خلال استقبال رئيس الجمهورية اليوم، الفريق أول مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، وذلك بحضور الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والسفيرة هيرو مصطفى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في القاهرة. وتناول اللقاء سبل تطوير التعاون الثنائي والتنسيق المشترك في المجالات كافة، لا سيما العسكرية والأمنية، وضرورة تعزيز هذا التعاون في ظل حرص الجانبين على دعم الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. وأضاف متحدث الرئاسة أن اللقاء تطرق إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث جرى التوافق حول ضرورة خفض التصعيد في المنطقة، والسعي نحو حلول سياسية ومستدامة للأزمات الراهنة؛ بما يسهم في تعزيز السلم والاستقرار الإقليمي. كما تناول اللقاء مستجدات الأوضاع في سوريا وليبيا والسودان والقرن الإفريقي، وجرت مناقشة ملف المياه. وأكد رئيس الجمهورية، على الأهمية القصوى لقضية نهر النيل باعتبارها قضية أمن قومي لمصر. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا