logo
خاص 'المدى' من الساحل إلى السويداء: الانتهاكات تتكرر… والعدالة غائبة

خاص 'المدى' من الساحل إلى السويداء: الانتهاكات تتكرر… والعدالة غائبة

المدىمنذ 4 أيام
في تطور خطير يعكس هشاشة الوضع الأمني في الجنوب السوري، شهدت مدينة السويداء خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية السورية ومجموعات درزية مسلحة من أبناء المدينة، ما أسفر عن سقوط قتلى مدنيين، بينهم ضحايا أعدموا ميدانياً في مضافات عائلية، بحسب توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان. جاءت هذه الأحداث عقب دخول القوات الحكومية إلى المدينة في خطوة وصفتها مصادر محلية بـ'الاقتحام'، تلتها عمليات نهب وانتهاكات وإهانات طائفية، وفق شهادات السكان.
وقد زاد الرد الإسرائيلي على تحرك الدبابات السورية، والتدخلات الإقليمية غير المعلنة، بالإضافة إلى غياب موقف دولي واضح، من تعقيد المشهد الأمني والسياسي، فيما تحذّر جهات حقوقية من احتمال تكرار سيناريوهات دامية مشابهة لتلك التي حصلت سابقاً في الساحل السوري. أما الموقف الرسمي السوري، فبدا متمسكاً بخطاب 'فرض النظام'، وسط اتهامات شعبية وحقوقية بتغليب لغة القمع على الحوار الوطني.
فهل ما جرى في السويداء يمثل تصدّعاً حقيقياً في مشروع الدولة السورية الانتقالية؟ وهل يؤدي الصمت الدولي والإقليمي إلى تفجير صراعات طائفية جديدة؟ وما هو الدور الإسرائيلي في ضبط أو إشعال الوضع جنوباً؟ أسئلة نطرحها على مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن.
بدايةً، أكد عبد الرحمن أن الاشتباكات مستمرة في محيط مدينة السويداء، بعد استعادة مقاتلين مسلحين من أبناء المدينة السيطرة عليها بشكل شبه كامل، عقب اقتحامها من قبل قوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية صباح الثلاثاء. للأسف، ارتكبت هذه القوات انتهاكات جسيمة تشبه في بعض جوانبها ما حدث في الساحل السوري، حيث شملت تصرفات غير لائقة تجاه الرجال والشبان، من نهب للمحال التجارية والمنازل إلى إهانات طائفية متكررة. واختتمت هذه الانتهاكات بعمليات إعدام ميدانية لما لا يقل عن 21 شخصاً، بينهم تسعة على الأقل من عائلة واحدة، أُعدموا داخل مضافتهم.
وأشار عبد الرحمن إلى أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف المنطقة كان له أثر حاسم في تغيير الموقف العسكري، إذ أدى إلى تراجع قوات النظام السوري من محيط السويداء، وانسحاب قوات وزارة الدفاع باتجاه منطقة الكسوة جنوب دمشق. وقد تلقى وزير الدفاع السوري تحذيراً مباشراً من الجانب الإسرائيلي يُطالب فيه بسحب القوات قبل الساعة 12 ظهراً، وتم الإعلان عن سحب القوات من السويداء في الساعة الحادية عشرة وأربعين دقيقة، مما أدى إلى استعادة الأمن والأمان للمدينة. هذا المصطلح يعيد إلى الأذهان تعبيرات كانت تُستخدم بشكل مشابه خلال عهد نظام بشار الأسد.
وعن استهداف الجيش الإسرائيلي لدبابات سورية في السويداء، وهل يعكس ذلك تحولاً في الموقف الإسرائيلي تجاه الجنوب السوري، أجاب عبد الرحمن: 'في الأساس هناك اتفاق غير معلن بين إسرائيل وحكومة دمشق يقضي بعدم دخول الدبابات إلى مناطق درعا والسويداء والقنيطرة. وجاء هذا الاستهداف كتهديد مباشر نفذته إسرائيل، حيث أعلنوا أنهم سيستهدفون الدبابات في حال استمر تحركها في درعا.'
وأضاف: 'كنا نأمل أن تبقى هذه الدبابات بعيدة عن أبناء السويداء، إذ كنا ننتقد نظام بشار الأسد لاستقدامه الدبابات إلى المدن. لكن ما حدث هو إرسال دبابات إلى داخل السويداء كعرض عسكري واستهداف مباشر للمدينة. كنا نفضل لو تم توجيه هذه الدبابات نحو ساحة القنيطرة التي احتلتها إسرائيل بعد 8 كانون الأول من العام الماضي.'
وفي ما يخص ردود الفعل الإقليمية، لفت عبد الرحمن الى تأييد بعض الدول العربية للحكومة السورية بشكل كامل، بينما اتسمت مواقف دول أخرى بالواقعية، حيث عبّرت عن رفضها لعمليات القتل التي شهدتها السويداء، رغم قربها السياسي من النظام، كما هو الحال مع دولة قطر.
أما بالنسبة للبنان وبعض الدول الأخرى، فمن الضروري أن تكون إلى جانب السلم الأهلي في سوريا، لا أن تؤيد الحكومة في كل ما تقوم به دون تمييز.
أما المبعوث الأميركي طوم باراك، فهو لا يُعتبر مبعوثاً رسمياً للسلام في سوريا بقدر ما يُنظر إليه كمستشار داعم للرئيس أحمد الشرع، بغض النظر عن الأحداث والانتهاكات الجارية. فتصريحاته الأخيرة، التي أكّد فيها رفض إقامة أي كيان درزي أو علوي أو كردي، كانت في غير محلها وساهمت في دفع الشرع نحو اتخاذ قرار العملية العسكرية في السويداء. فالدرزيون، كما العلويون والأكراد، لا يسعون إلى إقامة دويلات، بل يرغبون في العيش ضمن دولة واحدة تحفظ حقوقهم. من هنا، نأمل أن يتم تعيين مبعوث أميركي حقيقي يعبر عن سياسة متوازنة، لا مستشاراً يعمّق الانقسامات ويزيد من تأجيج الصراع.
وكشف عبد الرحمن أنّ المرصد وثّق 21 حالة إعدام ميداني، وهي تُعدّ جرائم حرب بكل المعايير، وتستدعي فتح تحقيق جديّ وليس تحقيقات شكلية على غرار تحقيقات مجازر الساحل السوري التي لم تصدر نتائجها حتى الآن، رغم توفر أدلة صوتية ومرئية. وأضاف أن ما يزيد الأمر سوءاً هو وصف رئيس المرحلة الانتقالية لما جرى في الساحل خلال لقائه مع رئيس إحدى أهم الدول الديمقراطية بأنه 'مضخم'.
وتساءل عبد الرحمن: كيف يمكن الحديث عن بيانات رئاسية جادة أو مساءلة حقيقية في ظل تبرير أو تخفيف حجم هذه المجازر؟ عن أي عدالة يتحدثون إذا كان التخفيف من هول الجرائم هو الموقف الرسمي؟
وقال 'اذا كان يعتقد السيد أحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ووزير الداخلية أنس خطاب، وكل من يتولون القيادة، أن الأمن والسلام في سوريا يُفرضان عبر القمع والقتل، فهم واهمون بشدة. سوريا إما أن تكون وطنًا لجميع مكوناتها أو لا تكون'.
وأضاف: 'ما شهدناه من مجازر في الساحل وما نشهده اليوم في السويداء، إلى جانب المخاوف المتزايدة لدى المسيحيين، والقلق الكردي من احتمال عمل عسكري يهدد بخلق فتنة كردية-عربية في شرق الفرات، كلها مؤشرات خطيرة على النهج الحالي. على القيادة أن تدرك أن سوريا لا تُحكم إلا بشراكة حقيقية تشمل الجنوب، الساحل، الشرق، الشمال، وكل الطوائف والأديان والأعراق، بلا استثناء.'
وعن مدى صحة الحديث عن دور لوليد جنبلاط أو الوساطات الدرزية الإقليمية أو المحلية في احتواء التصعيد، قال عبد الرحمن: 'شكرًا لوليد جنبلاط، لكني لا أعتقد أن له دورًا فعليًا في التهدئة. كان من الأفضل أن يتخذ موقفًا أكثر إيجابية بصفته ابن كمال جنبلاط وأحد رموز المنطقة في وقف القتل. نحن جميعًا مع الدولة السورية، لكن الدولة التي نطالب بها هي دولة مواطنة حقيقية تضم وتحمي كل مكونات الشعب السوري. لا أحد هنا يطالب بالعمالة لإسرائيل، ولا أحد يسعى للحماية الإسرائيلية، بل نريد دولة وطنية عادلة لا تقمع ولا تقتل باسم السيادة.'
وعن السيناريوهات المتوقعة في الأيام المقبلة، قال: 'السيناريو الأقرب هو أن يجنح السيد أحمد الشرع إلى لغة العقل ويتوقف عن الاعتقاد بأنه قادر على فرض إرادته في سوريا فقط لأنه يحظى بدعم بعض الدول العربية أو برضا أميركي نتيجة الانفتاح على إسرائيل، أو لأنه يعتمد على جزء من طائفته. ما جرى في السويداء هو جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. بعض الدول العربية حاولت التعتيم على هذه الانتهاكات وتغييب صوت المرصد السوري، لكننا واصلنا وسنواصل توثيق كل جريمة تُرتكب بحق الشعب السوري. وإذا لم تتوقف هذه الانتهاكات، فسيأتي اليوم الذي تُفتح فيه محاكم لمحاسبة كل من تورط فيها.'

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المطيري يعتمد الهيكل الجديد لـ «الإعلام»
المطيري يعتمد الهيكل الجديد لـ «الإعلام»

الرأي

timeمنذ 4 دقائق

  • الرأي

المطيري يعتمد الهيكل الجديد لـ «الإعلام»

- تركي المطيري لقطاع الإذاعة والتلفزيون - سالم الوطيان لقطاع الشؤون الإدارية والمالية والقانونية اعتمد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري الهيكل التنظيمي الجديد لوزارة الإعلام.وأصدر المطيري قراراً نصت مادته الأولى على أن يتكون الهيكل التنظيمي الجديد لوزارة الإعلام من 4 قطاعات، هي قطاع الوزير وقطاع وكيل الوزارة، وقطاع الشؤون الإدارية والمالية والقانونية، وقطاع الإذاعة والتلفزيون. وجاءت تقسيمات القطاعات كما يلي:1 ـ قطاع الوزير، وتتبعه عدة وحدات تنظيمية.2 ـ قطاع وكيل الوزارة، وتتبعه عدة وحدات تنظيمية، وقطاعان رئيسيان، هما:• قطاع الشؤون الإدارية والمالية والقانونية، يتولاه الوكيل المساعد سالم فهد الوطيان، وتتبعه عدة وحدات تنظيمية، منها 4 إدارات عامة، هي: الإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية، والإدارة العامة لتنظيم الإعلام، والإدارة العامة للخدمات المساندة، والإدارة العامة للإعلام الدولي.• قطاع الإذاعة والتلفزيون، يتولاه الوكيل المساعد تركي عبدالله المطيري، وتتبعه عدة وحدات تنظيمية، منها 3 إدارات عامة هي: الإدارة العامة للإذاعة، الإدارة العامة للتلفزيون، والإدارة العامة للأخبار.

تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط 'حسم' الإخوانية لإحياء الإرهاب
تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط 'حسم' الإخوانية لإحياء الإرهاب

المصريين في الكويت

timeمنذ 24 دقائق

  • المصريين في الكويت

تفاصيل خطيرة.. مصر تحبط مخطط 'حسم' الإخوانية لإحياء الإرهاب

أعلنت وزارة الداخلية المصرية، الأحد، عن ورود معلومات تفيد بقيام حركة 'حسم'التابعة لجماعة الإخوان في الخارج، بالإعداد والتخطيط لإحياء نشاطها في البلاد. وأوضحت الوزارة أن مخططها يستهدف تنفيذ عمليات عدائية ضد منشآت أمنية واقتصادية داخل البلاد. وذكرت الداخلية أن يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، أحد أبرز مؤسسي الحركة والمشرف على هيكلها المسلح والعسكري، يعد من القائمين الرئيسيين على تنفيذ هذا المخطط الإرهابي. كما أشارت إلى تورط محمد رفيق إبراهيم مناع، المحكوم عليه بالسجن المؤبد في قضايا سابقة تتعلق بمحاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة وتزوير محررات رسمية لصالح جماعة الإخوان. وأشارت الوزارة أيضا إلى محمد عبد الحفيظ عبد الله عبد الحفيظ المحكوم عليه بالعديد من القضايا لمحاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة، وكذلك علاء علي علي السماحي أحد القائمين على المخطط ومحكوم عليه بالعديد من القضايا لمحاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة وكشف بيان الوزارة أن علي محمود محمد عبد الونيس أحد القائمين على المخطط، محكوم عليه بالعديد من القضايا لمحاولة استهداف عدد من الشخصيات الهامة وأوضح البيان أنه تم رصد تسلل أحد عناصر حركة حسم الإرهابية ويدعى أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم للبلاد بطريقة غير شرعية عبر الدروب الصحراوية. مؤكدة أنه اتخذ من إحدى الشقق بمنطقة بولاق الدكرور وكرا لاختبائه تمهيدا لتنفيذ المخطط الإرهابي. تبادل إطلاق النار ومقتل مدني وقالت الداخلية المصرية، إنه في إطار العملية 'تمت مداهمة وكر الإرهابيين المذكورين اللذين بادرا بإطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية في اتجاه القوات والمنطقة المحيطة بالعقار'. وتابعت أن 'تبادل إطلاق النار أسفر عن مصرع الإرهابيين المذكورين واستشهاد أحد المواطنين الذي تصادف مروره بمحل الواقعة متأثرا بإصابته'. كما أسفر التدخل عن إصابة ضابط من أفراد القوة أثناء محاولة إنقاذ المواطن. 'فيديو دعائي' وقبل أسبوعين، ظهر فيديو منسوب لحركة 'حسم'، روجت فيه بشكل دعائي إلى العمل العسكري، وتعهدت بشن هجمات إرهابية داخل مصر. ونشرت الحركة، المدرجة على قوائم الإرهاب في مصر وعدة دول، مقطع فيديو مدته 3 دقائق و38 ثانية بعنوان 'سبيل المؤمنين: هذا هو الطريق'، تضمن مشاهد لتدريبات عسكرية لعناصرها على الأسلحة الرشاشة والقذائف، مرفقة بأناشيد. كما ربط الإصدار هجماتها المحتملة بتطورات إقليمية، خاصة حرب غزة، وهددت باستهداف السجون المصرية لإطلاق سراح مدانين من الإخوان. وتعود آخر العمليات المنسوبة لحركة 'حسم' الإرهابية إلى عام 2019، حين اتهمتها السلطات المصرية بالتورط في تفجير سيارة بمحيط معهد الأورام وسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا وإصابة العشرات. ذراع إرهابية للإخوان تأسست 'حسم' عام 2016 كذراع عملياتي للإخوان، ضمن إدارة العمل النوعي التي تولّت قيادة العنف بعد الإطاحة بهم من الحكم في 2013. ونفّذت الحركة عمليات اغتيال وتفجيرات، من بينها محاولة اغتيال مفتي الجمهورية الأسبق علي جمعة والنائب العام المساعد عام 2016، قبل أن تتمكّن الأجهزة الأمنية من توجيه ضربات قوية لها شملت ضبط مخازن أسلحة وتفكيك خلاياها. ورغم هذه الضربات، ظل قادة الحركة خارج مصر، وعلى رأسهم يحيى موسى، يواصلون التحريض على العنف تحت مسمى 'خطة الحسم'، بالتنسيق مع جبهات إخوانية مثل 'المكتب العام' أو 'تيار التغيير' Leave a Comment المصدر

«الجنايات» تقضي بحبس 3 مصريين 7 سنوات بتهمة تزوير محررات رسمية
«الجنايات» تقضي بحبس 3 مصريين 7 سنوات بتهمة تزوير محررات رسمية

المصريين في الكويت

timeمنذ 24 دقائق

  • المصريين في الكويت

«الجنايات» تقضي بحبس 3 مصريين 7 سنوات بتهمة تزوير محررات رسمية

‏قضت محكمة الجنايات بحبس 3 وافدين مصريين 7 سنوات مع الشغل والنفاذ في قضية تزوير محررات رسمية بعد إسقاط فواتير الكهرباء والماء لرجل أعمال ومواطنين مقابل مبالغ مالية. وكانت النيابة العامة قد أسندت إلى المتهمين اختراق وتغيير عدادات الكهرباء وحفظ قيمة فواتير الكهرباء مقابل مبالغ مالية ضخمة والإخلال بواجباتهم الوظيفية مقابل رشاوى والاستيلاء على المال العام. الأكثر قراءة Leave a Comment المصدر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store