قطاع يتكبّد الخسائر... وتحذيرات من كارثة وشيكة: الثمن باهظ جدًا!
وفي هذا السياق، أكد العالم البيئي ورئيس "الحزب البيئي العالمي"، الدكتور دوميط كامل، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أنّ القطاع الزراعي في لبنان تكبّد هذا العام خسائر جسيمة نتيجة التغيّرات المناخية، لا سيّما الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، وتراجع كميات الأمطار، بالإضافة إلى شحّ المياه المخصصة للريّ. وقد أدّى التدهور الحاد في الموارد المائية والرعوية إلى تعميق الأزمة بشكل غير مسبوق".
وأوضح كامل أنّه "في مناطق مثل سهل البقاع، لم تحصل بعض المزروعات هذا العام على كميات كافية من المياه، ما أثّر سلبًا على الإنتاج، إذ تعذّر على المزارعين ريّها بشكل منتظم، كما سُجّل انخفاض كبير في منسوب المياه الجوفية، حيث جفّت بعض الآبار و تراجعت قدرتها الإنتاجية، ما اضطر العديد من المزارعين إلى اللجوء إلى آبار أعمق، بتكاليف باهظة، فبعدما كانوا يعتمدون على الطاقة الشمسية لتشغيل المضخات وسحب المياه من دون كلفة تُذكر، باتوا اليوم مضطرين إلى شراء المياه من آبار بعيدة، مما يُشكّل عبئًا ماليًا إضافيًا".
وأشار إلى أن "المزارع يُجبر اليوم على تحمّل أعباء مالية متزايدة لتأمين الحدّ الأدنى من الإنتاج، وهو ما يضع الزراعة أمام تحديات وجودية تستدعي تدخلاً سريعًا ودعمًا فعّالًا لضمان استمراريتها".
ولفت إلى أن "الخطر الأكبر يتمثّل حاليًا في تدفّق مياه الصرف الصحي إلى الأنهار، حيث تُغذّى بعض المجاري المائية مباشرة بكميات كبيرة من المياه الملوّثة، وهو ما يُشكّل كارثة بيئية حقيقية، إذ تُستخدم هذه المياه في الريّ في بعض المناطق، ما يؤدي إلى إنتاج زراعي ملوّث بدرجة خطيرة، ويُهدّد السلامة الصحية والغذائية للمواطنين".
أما في ما يخصّ الجفاف، فبيّن كامل أن "بعض الغابات فقدت رطوبة أراضيها بشكل كبير، وباتت التربة غير قادرة على الصمود طوال فصل الصيف من دون مصدر للرطوبة أو الريّ، خاصة مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة".
ورأى أن "استمرار هذه الظروف يُنذر بتلف واسع للأشجار، التي لن تتمكن من البقاء في ظل هذه البيئة القاسية"، محذرًا من أن "الجفاف سيفتح المجال أمام انتشار الحشرات الاستوائية الضارة، ما يفاقم الأزمة البيئية والزراعية".
ودعا إلى "إقرار استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الموارد المائية، مشيرًا إلى الحاجة الملحّة لوضع خطة تُسهم في الحدّ من التلوّث والكوارث البيئية بنسبة لا تقلّ عن 50%".
وختم كامل: "سنعمل على التواصل مع جميع الجهات المعنية لمناقشة هذه الاستراتيجية، وسأضع خطة متكاملة تهدف إلى حماية البلاد وضمان أمنها المائي في الحاضر والمستقبل".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
حريق في حومين وعزة في الجنوب
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... شبَّ حريقٌ اندلع بين بلدتي حومين التحتا وعزة في الجنوب، وقد التهم مساحات كبيرة من الأشجار البرية والأعشاب. ويعمل الدفاع المدني على إطفائه. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
حركة المرور كثيفة على هذه الطرقات
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... حركة المرور كثيفة من الصيفي باتجاه الدورة وصولا حتى نهر الموت ، كثيفة على اوتوستراد المطار باتجاه الانفاق وصولا الى خلدة ، كثيفة على جادة شارل مالك الاشرفية ، كثيفة على بولفار سن الفيل باتجاه نهر الموت. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
أفران السويداء تعلن إغلاق أبوابها لنفاذ الطحين والمحروقات.. والكادر الصحي يعيش على البسكويت!
تشهد محافظة السويداء أوضاعاً معيشية متدهورة، بعد توقف عدد من الأفران الخاصة عن العمل، واستمرار أزمة الخبز والمحروقات، فيما يعاني مشفى السويداء الوطني من نقص حاد في الغذاء، ويترافق ذلك مع انقطاع تام لمياه الشرب عن أحياء واسعة، وسط مناشدات محلية لإيصال المساعدات وتدارك تدهور الأوضاع الإنسانية. أعلنت عدة أفران خاصة في السويداء إغلاق أبوابها اليوم الثلاثاء، لعدم تواجد الطحين أو المازوت مثل فرن قرية الرحا وقرية ملح، الأمر الذي سيزيد الضغط على الأفران العامة التي ماتزال تعمل. وبينما بدأت قوافل المساعدات الغذائية بالدخول إلى "السويداء" بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فإن الحكومة السورية تعلن استمرار إرسال قوافل المساعدات بما تحمله من شحنات غذائية وطبية وكميات من المحروقات. لكن مصادر محلية في "السويداء" تقول أن الكميات الواردة أقل بكثير من احتياجات الأهالي ومراكز الإيواء المتوزعة على مناطق المحافظة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News