logo
السؤال اللغز .. كيف أخفت إسرائيل ترسانتها النووية عن أمريكا والعالم

السؤال اللغز .. كيف أخفت إسرائيل ترسانتها النووية عن أمريكا والعالم

أهل مصر٢٤-٠٦-٢٠٢٥
مع تصاعد الضغوط الدولية على إيران بشأن برنامجها النووي وتكثيف الهجمات الإسرائيلية على مواقع داخل الأراضي الإيرانية، يعود ملف التسلح النووي إلى واجهة النقاشات العالمية، لكن هذه المرة ليس فقط من زاوية طهران، بل من خلال البوابة التي فتحتها إسرائيل قبل عقود، في ظل صمت وتواطؤ دولي، خاصة من واشنطن.
تحذيرات واشنطن المزدوجة: إيران تحت المجهر وإسرائيل خارج الرقابة
لطالما تعاقب الرؤساء الأمريكيون منذ عام 2002 على إطلاق تصريحات صارمة بخصوص منع إيران من حيازة أسلحة نووية. فمن الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، مرورًا بباراك أوباما، وصولاً إلى دونالد ترامب، توالت التحذيرات بشأن منع طهران من تطوير قدرات نووية عسكرية. صرح ترامب، على سبيل المثال، في 17 يونيو 2025، بشكل قاطع: 'تذكروا، لا يمكن لإيران امتلاك أسلحة نووية. الأمر بسيط جداً.'
لكن ما تغفله هذه التصريحات هو أن إسرائيل، حليفة واشنطن الأوثق في الشرق الأوسط، سلكت منذ منتصف القرن الماضي مسارًا نوويًا سريًا، انتهى بامتلاكها ترسانة يقدرها 'اتحاد العلماء الأمريكيين' بنحو 90 رأسًا نوويًا حتى عام 2021. هذا التناقض يثير تساؤلات جدية حول ازدواجية المعايير في سياسة منع الانتشار النووي.
البدايات السرية: بن جوريون ودعم فرنسي متواطئ أمريكي
تعود الانطلاقة للبرنامج النووي الإسرائيلي إلى قرار استراتيجي اتخذه أول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، في خمسينيات القرن الماضي. كان هدف بن غوريون امتلاك سلاح نووي يشكل 'وثيقة تأمين وجودية' في مواجهة المحيط العربي.
بعد العدوان الثلاثي عام 1956، قدمت فرنسا دعمًا سريًا لبناء مفاعل ديمونة في صحراء النقب، بالإضافة إلى منشأة لإعادة المعالجة النووية، أُنشئت تحت الأرض دون إشراف دولي. ولم يقتصر الدعم على فرنسا وحدها، حيث قدمت النرويج 'الماء الثقيل' لإسرائيل تحت غطاء 'الاستخدام السلمي'، مما يظهر مدى التواطؤ الدولي في تلك الفترة.
خداع واشنطن: جدران سميكة ومصاعد خفية
عندما بدأت الاستخبارات الأمريكية برصد النشاط النووي الإسرائيلي في أواخر الخمسينيات، أنكر المسؤولون الإسرائيليون ذلك، مدعين أن المنشأة مجرد 'مصنع نسيج'. ومع تصاعد الشكوك، وافقت إسرائيل على زيارات محدودة من خبراء أمريكيين، لكنها قامت بخداعهم ببراعة. فقد أعدت مواقع وهمية وغرف تحكم مزيفة، كما وثق الصحافي سيمور هيرش في كتابه الشهير 'خيار شمشون'.
كانت إسرائيل قد بنت بالفعل منشأة تحت الأرض لإعادة المعالجة، وأخفتها بجدران سميكة ومصاعد خفية، بينما خضع العاملون لتدريبات صارمة لضمان عدم كشف الأنشطة الحقيقية خلال الزيارات. هذا التضليل الممنهج مكن إسرائيل من تطوير قدراتها النووية بعيداً عن أعين الرقابة الدولية.
اتفاق الصمت: نيكسون ومائير يغضّون الطرف عن الترسانة
في عام 1969، توصلت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى اتفاق غير معلن. نص هذا الاتفاق على أن إسرائيل لا تعلن امتلاكها السلاح النووي ولا تجري تجارب علنية، في مقابل أن تمتنع واشنطن عن المطالبة بالرقابة أو توقيع تل أبيب على معاهدة عدم الانتشار. مذكرة كتبها مستشار الأمن القومي آنذاك، هنري كيسنجر، كشفت أن نيكسون طلب إبقاء الترسانة النووية الإسرائيلية 'خارج إطار العلن'، مما يؤكد على السياسة الأمريكية المتساهلة تجاه البرنامج النووي الإسرائيلي.
تجددت الشكوك عام 1979 عندما رصد قمر أمريكي ما يُعتقد أنه تجربة نووية في المحيط الهندي، وُجهت أصابع الاتهام حينها لإسرائيل وجنوب أفريقيا. وقد دعم هذا التوجه لاحقًا المستشار في الكونغرس ليونارد وايس، الذي أكد أن الأدلة كانت دامغة، لكن الإدارتين الأمريكيتين (كارتر وريغان) اختارتا تجاهلها، مما يعزز فكرة التواطؤ الأمريكي طويل الأمد.
سياسة الكيل بمكيالين: دروس من التاريخ
تُظهر قصة البرنامج النووي الإسرائيلي، بما تتضمنه من تضليل وتواطؤ، التحديات المعقدة التي تواجهها السياسات الدولية في منع الانتشار النووي. فعلى مدى عقود، اتبعت واشنطن سياسة الكيل بمكيالين: تسامح مطلق مع تل أبيب، مقابل تشدد مع إيران ودول أخرى.
في ظل عالم يحفل بالقوى النووية في المنطقة، من روسيا إلى باكستان، مرورًا بإسرائيل، لا يبدو مستغربًا أن تحاول طهران، هي الأخرى، البحث عن 'وثيقة تأمين' كما فعل الشاه في الماضي. وحتى إذا تغيرت القيادة الإيرانية، فإنه من غير المؤكد أن تنتهي هذه الطموحات، بل قد تجد طريقًا آخر، كما فعلت إسرائيل ذات يوم... بدعم من أقرب حلفائها. هذه الازدواجية في المعايير تضع تحديًا كبيرًا أمام أي جهود مستقبلية تهدف إلى تعزيز نظام منع الانتشار النووي على مستوى العالم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار قطر : ترامب : سنستعيد 10 رهائن من غزة قريباً
أخبار قطر : ترامب : سنستعيد 10 رهائن من غزة قريباً

نافذة على العالم

timeمنذ 9 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار قطر : ترامب : سنستعيد 10 رهائن من غزة قريباً

عربي ودولي 62 19 يوليو 2025 , 08:49ص واشنطن – موقع الشرق قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن عشرة رهائن إضافيين في غزة سيُفرج عنهم "في وقت قريب جدًا". بحسب "الجزيرة"، جاء ذلك في كلمة له خلال مأدبة عشاء في البيت الأبيض حضرها عدد من حلفائه من الحزب الجمهوري، بما في ذلك عدد من المشرعين الجمهوريين في الكونغرس. وقال ترامب: "استعدنا معظم الرهائن في غزة"، وأضاف: "سوف نحصل على عشرة آخرين في وقت قريب جدًا، ونأمل أن ننهي ذلك بسرعة.. وستيف ويتكوف يؤدي عملا رائعا". ويتضمن اقتراح وقف إطلاق النار الحالي بين إسرائيل وحماس شروطًا تدعو إلى إعادة 10 رهائن ورفات 18 آخرين، وفي المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين. أخبار ذات صلة

رئيس مجلس النواب جونسون يؤكد أن ماسك قام بتغيير رقم هاتفه بعد خلافه مع ترامب
رئيس مجلس النواب جونسون يؤكد أن ماسك قام بتغيير رقم هاتفه بعد خلافه مع ترامب

النهار المصرية

timeمنذ 3 أيام

  • النهار المصرية

رئيس مجلس النواب جونسون يؤكد أن ماسك قام بتغيير رقم هاتفه بعد خلافه مع ترامب

قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون إن رجل الأعمال إيلون ماسك قام بتغيير رقم هاتفه بعد خلاف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجمهوريين آخرين بشأن قانون الميزانية. وأضاف جونسون في تصريح لصحيفة نيويورك بوست: "أحاول أن أكون صانع سلام، وقد حاولت التواصل معه في مناسبات عديدة. <…> أردت تحقيق المصالحة بينه وبين الرئيس. بصراحة، كان الرئيس يعتقد كذلك أيضا. ولكن، كما تعلمون، بقي التوتر سائدا". وردا على سؤال عما إذا كان ماسك قد رد عليه، أقر جونسون بأنه لم يتمكن من التواصل معه لأنه قام بتغيير رقم هاتفه لأسباب غير معروفة. وتابع جونسون القول: "أرسلت له رسالة نصية طويلة، لقد تغير رقم هاتفه لأن شيئا ما حدث لرقمه القديم بعد الخلاف. لقد حصلت على رقمه الجديد لاحقا، وأدركت أن الرسالة لم تصل إليه ولم يقرأها. أتطلع لمقابلته شخصيا، يجب أن نحل الأمور. من الواضح أنني لا أحمل أي ضغينة تجاه إيلون، أشعر باحترام كبير تجاه أعماله". وشدد جونسون على أنه ينوي شرح استراتيجية الجمهوريين لماسك مجددا خلال هذا الاجتماع المباشر معه. وقال: "هذه خطة طويلة المدى، ولا يمكننا وضع كل شيء في نصابه الصحيح فورا. لكن لدينا خطة". يذكر أن ماسك الذي يعد من أغنى أثرياء العالم، كان حتى وقت قريب منسقا لهيئة رفع كفاءة الحكومة الأمريكية (DOGE). وكان فعليا ينتمي إلى دائرة المقربين من ترامب ومع ذلك، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية، بدأت العلاقة بين الرئيس ورجل الأعمال تتدهور وراء الكواليس لأسباب عدة، منها ما يتعلق بمصالح ماسك التجارية. وفي 30 يونيو، أعلن ماسك أنه في حال تمرير مشروع قانون الإنفاق الذي يتضمن رفع سقف الدين العام بمقدار 5 تريليونات دولار، سيقوم في اليوم التالي بتأسيس حزب سياسي جديد يسعى في المستقبل للتأثير على التصويت في الكونغرس. وفي 3 يوليو، أقر مجلس النواب مشروع القانون بعد أن صادق عليه مجلس الشيوخ ثم وقعه ترامب في 4 يوليو. وفي 5 يوليو، وأعلن ماسك تأسيس حزب "أمريكا".

مايك جونسون يؤكد أن ماسك قام بتغيير رقم هاتفه بعد خلافه مع ترامب
مايك جونسون يؤكد أن ماسك قام بتغيير رقم هاتفه بعد خلافه مع ترامب

بوابة الفجر

timeمنذ 3 أيام

  • بوابة الفجر

مايك جونسون يؤكد أن ماسك قام بتغيير رقم هاتفه بعد خلافه مع ترامب

قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، إن رجل الأعمال إيلون ماسك قام بتغيير رقم هاتفه بعد خلاف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجمهوريين آخرين بشأن قانون الميزانية. وأضاف جونسون في تصريح لصحيفة نيويورك بوست: "أحاول أن أكون صانع سلام، وقد حاولت التواصل معه في مناسبات عديدة. <…> أردت تحقيق المصالحة بينه وبين الرئيس. بصراحة، كان الرئيس يعتقد كذلك أيضا. ولكن، كما تعلمون، بقي التوتر سائدا". وردا على سؤال عما إذا كان ماسك قد رد عليه، أقر جونسون بأنه لم يتمكن من التواصل معه لأنه قام بتغيير رقم هاتفه لأسباب غير معروفة. وتابع جونسون القول: "أرسلت له رسالة نصية طويلة، لقد تغير رقم هاتفه لأن شيئا ما حدث لرقمه القديم بعد الخلاف. لقد حصلت على رقمه الجديد لاحقا، وأدركت أن الرسالة لم تصل إليه ولم يقرأها. أتطلع لمقابلته شخصيا، يجب أن نحل الأمور. من الواضح أنني لا أحمل أي ضغينة تجاه إيلون، أشعر باحترام كبير تجاه أعماله". وشدد جونسون على أنه ينوي شرح استراتيجية الجمهوريين لماسك مجددا خلال هذا الاجتماع المباشر معه. وقال: "هذه خطة طويلة المدى، ولا يمكننا وضع كل شيء في نصابه الصحيح فورا. لكن لدينا خطة". يذكر أن ماسك الذي يعد من أغنى أثرياء العالم، كان حتى وقت قريب منسقا لهيئة رفع كفاءة الحكومة الأمريكية (DOGE). وكان فعليا ينتمي إلى دائرة المقربين من ترامب. ومع ذلك، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية، بدأت العلاقة بين الرئيس ورجل الأعمال تتدهور وراء الكواليس لأسباب عدة، منها ما يتعلق بمصالح ماسك التجارية. وفي 30 يونيو، أعلن ماسك أنه في حال تمرير مشروع قانون الإنفاق الذي يتضمن رفع سقف الدين العام بمقدار 5 تريليونات دولار، سيقوم في اليوم التالي بتأسيس حزب سياسي جديد يسعى في المستقبل للتأثير على التصويت في الكونغرس. وفي 3 يوليو، أقر مجلس النواب مشروع القانون بعد أن صادق عليه مجلس الشيوخ. ثم وقعه ترامب في 4 يوليو. وفي 5 يوليو، وأعلن ماسك تأسيس حزب "أمريكا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store