
أبل.. أزمة منتصف العمر في عالم التكنولوجيا
عندما وقف رائد التكنولوجيا الراحل ستيف جوبز على المسرح في 9 يناير 2007، عارضاً شكل جديد وفكر متطور للهاتف الذكي المحمول، ذلك العرض التاريخي من شركة أبل الذي غير مسار عالم المحمول إلى الأبد، وأدخل مفهوماً جديداً سابقاً لعصره من الأجهزة المحمولة الذكية التي أطلق عليها «الساندوتش الزجاجي»، حتى أن الإعلام العالمي يقسم تاريخ الهواتف المحمولة إلى مرحلتين، ما قبل آيفون وما بعده.
حذر وتأنٍ
فمنذ رحيل جوبز والشركة تسير بحذر وتأنٍ مبالغ فيه بعملية التطوير والابتكار، وسنوياً تضيف خاصية أو ميزة، ربما غير ملحوظة أو غير مجدية، لمجرد الاحتفاظ بكل شيء على وضعه، وعندما حاولت أبل الخروج خارج أسوار الغرفة المغلقة التي وضعت نفسها فيها بصناعة سيارة كهربائية ذكية تحمل علامة أبل، أنفقت الشكرة مليار دولار سنوياً لأكثر من 5 سنوات على التطوير والتحسين دون أن تطلق رسمياً السيارة، وبعد نهاية السنوات والتطويرات، اكتشفت أبل أن التطوير لم يكن كافياُ، وأن المشروع لن ينجح، فأسدلت الستار عليه وألغته بالكامل العام الماضي.
سباق الأجهزة القابلة للطي
خوف أبل على مبيعات آيباد أوصلها لرفض قاطع لإضافة اللمس لأجهزتها من الكمبيوتر المحمول خشية من تراجع مبيعات آيباد وأن يأكل الماك بوك أو الماك بوك إير من سوق الآيباد، وخافت أيضاً من إضافة القدرات لأجهزة الآيباد حتى البرو منها وظلت واضعة إياها في قفص النظام التشغيلي غير المكتمل Ipad OS، برغم قوة العتاد القادر على المهام المعقدة لو توفر له نظام تشغيل يستغل ذلك العتاد، وخوفها ذلك للحفاظ على مبيعات أجهزة ماك بوك برو وإير خشية من أن يتسبب آيباد في تراجع مبيعاتهم من أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي حققت مبيعات في 2024 بلغت 30 مليار دولار
أصبح رهاب الغرف الضيقة (كلاوستروفوبيا) ومنافسة النفس والآخرين خوف مسيطر على عملاق التكنولوجيا الأمريكي.. خوف يمنع الشركة من المواصلة قدماً في الابتكار
ذلك الخوف يضع لأبل حدوداً مع التطوير وحواجزاً أمام الابتكار خوفا من انحسار مبيعات أجهزتها وتراجع حصصها السوقية في سحابتها من التكنولوجيا
فإلى متى تعطل أبل عجلة التطوير خوفاً على أنظمتها القائمة، ومتى يُبعث جوبز جديد في كيان الشركة ليقود مسيرة ثورية جديدة في الابتكار؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
«مايكروسوفت» و «Core42»: دور محوري للسحابة السيادية والـ «AI» بمشهد التحول الرقمي في الإمارات
دبي (الاتحاد) أطلقت شركة «مايكروسوفت»، بالتعاون مع «Core42»، التابعة لمجموعة «G42»، المتخصصة في الحوسبة السحابية السيادية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية، تقريراً بحثياً يُبرز كيف يمكن للمؤسسات أن تُوظّف تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة تتماشى مع القوانين المحلية لحماية البيانات، وذلك من خلال حلول السحابة السيادية لـ «Core42» التي تستفيد من منصة «مايكروسوفت أزور». ويعرض التقرير عدداً من الرؤى الاستراتيجية والممارسات المتعلقة باستخدام هذه الحلول وتفعيلها بكفاءة.ويستعرض التقرير أهمية البنية السحابية السيادية بوصفها ركيزة أساسية لضمان الامتثال لقوانين السيادة الرقمية، من خلال تخزين البيانات ومعالجتها وإدارتها داخل حدود الدولة، بما ينسجم مع التشريعات المحلية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمعلومات الحساسة مثل البيانات الشخصية، والملكية الفكرية، والمعلومات المالية. كما تعزز هذه السحب مستوى الأمان والخصوصية بفضل أنظمة تحكم مشددة وتشفير متقدم، مما يحول دون وصول الجهات غير المصرح لها، خصوصاً الأجنبية، إلى البيانات. وتطرق التقرير إلى تحول جذري في مفهوم السحابة السيادية، حيث لم تعد عائقاً أمام الابتكار، بل هي داعم له ضمن الإطار التنظيمي. واستعرضت حالات من الإمارات تُظهر كيف يمكن لتلك البنية أن تعزز من فعالية الخدمات، مثل رصد عمليات الاحتيال المالي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز أدوات التشخيص الاستباقي في القطاع الصحي، وإتاحة حلول متقدمة لحماية البيانات الحكومية، إضافة إلى تقديم تحليلات فورية في قطاع الطاقة. ما يبرز الدور الفاعل للبنية السيادية في تعزيز كفاءة الأداء المؤسسي. وتمنح البنية السحابية السيادية المؤسسات تحكماً أكبر في عملياتها الرقمية، وتُسهم في الامتثال التنظيمي الكامل، مع الحفاظ على مستويات مرونة وكفاءة شبيهة بخدمات السّحُب التقليدية. كما تدعم البنية التحتية الرقمية الوطنية، وتشجع على الابتكار المحلي، وتقلل من الاعتماد على مزوّدي الخدمات العالميين. ويؤكد التقرير أن السحابة السيادية الحديثة تنهي المفاضلة التقليدية بين الابتكار والامتثال، إذ تسلط الضوء على حالات استخدام واقعية داخل دولة الإمارات، منها: اكتشاف الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات المالية، والتشخيص الاستباقي في القطاع الصحي، وحماية بيانات المواطنين في القطاع الحكومي، وتحليلات فورية في قطاع الطاقة. وتُظهر هذه النماذج كيف يمكن للبنية التحتية السيادية أن تُحقق قيمة تحوّلية، دون المساس بالامتثال التنظيمي الكامل. كما يبرز التقرير كيف تسهم البنية السحابية السيادية في تمكين المؤسسات من خوض التحول الرقمي بثقة، بما يتماشى مع أولويات الدولة. وتتناول أيضاً استثمارات الإمارات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي والسحابة، ضمن مساعيها لتسريع المستقبل الرقمي، وعلى رأسها استراتيجية أبوظبي للتحوّل إلى أول حكومة في العالم تعمل بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027، وتُجسد هذه التوجهات رؤية الدولة لاقتصاد رقمي يقوم على السيادة أولًا، من خلال ترسيخ مفاهيم حوكمة البيانات والامتثال التنظيمي والأمن الوطني في صلب التحول الرقمي، ما يجعل الإمارات نموذجاً عالمياً في الريادة الرقمية بعصر الذكاء الاصطناعي. وأشار التقرير إلى أن الإنفاق العالمي على حلول السحابة السيادية يُتوقّع أن يتضاعف تقريباً، من 133 مليار دولار في عام 2024 إلى 259 مليار دولار في عام 2027، ما يؤكد الحاجة الملحّة لتكامل السيادة الرقمية ضمن استراتيجيات التكنولوجيا لدى الحكومات والقطاعات حول العالم. وفي هذا السياق، أكد شريف توفيق، رئيس شؤون الشراكات الخاصة بالذكاء الاصطناعي والسحابة السيادية لدى مايكروسوفت، التزام الشركة التام بدعم رؤية دولة الإمارات في أن تكون رائدة عالمياً في التحول الرقمي، قائلاً: «تشكل السحابة السيادية من (Core42)، والمدعومة بمنصة مايكروسوفت أزور، تجسيداً لالتزامنا بتوفير حلول سحابية مبتكرة وآمنة ومتوافقة مع المتطلبات التنظيمية، تلبي احتياجات مختلف القطاعات المنظمة في الدولة، ومن خلال الاستفادة من إمكانات منصة مايكروسوفت أزور، نتيح للمؤسسات الإماراتية الاستفادة الكاملة من القدرات السحابية وإمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع تحولها الرقمي، مع ضمان سيادة البيانات وتحقيق الامتثال الكامل». ومن جانبه، أوضح «أدريان هوبز»، الرئيس التنفيذي للشؤون التكنولوجية في «Core42»، أن الشراكة مع مايكروسوفت تعكس التزاماً مشتركاً بدفع الابتكار الرقمي، قائلاً: «صمّمت (Core42) السحابة السيادية المدعومة من مايكروسوفت أزور، والتي ترتكز إلى منصة التحكم السيادي للبيانات (Insight)، لتلبية احتياجات القطاعات المنظمة في الإمارات». وأوضح أن هذه المبادرة تُمكّن الشركات من تحقيق طموحاتها الرقمية بأمان، ووفق أعلى معايير الامتثال. واختتم بالقول: «نفخر بدورنا في دعم مسيرة الدولة نحو ريادة التكنولوجيا على مستوى العالم». وجدير بالذكر أن حكومة أبوظبي قد أعلنت مؤخراً توقيع اتفاقية استراتيجية مع كل من مايكروسوفت و«Core42»، تهدف إلى تنفيذ نظام سحابي سيادي، يعزز من كفاءة الخدمات الحكومية، ويرتقي بمستويات الابتكار فيها، وتسعى الاتفاقية الممتدة لسنوات عدة إلى بناء بيئة موحدة للحوسبة السحابية، قادرة على إدارة أكثر من 11 مليون تفاعل رقمي يومياً بين الجهات الحكومية والمواطنين والمقيمين والشركات. ويؤكد هذا التعاون أن مايكروسوفت و«Core42» تواصلان التزامهما المشترك بتوفير بيئة سحابية مبتكرة، وآمنة، ومتوافقة مع المعايير المحلية، من خلال منصة «Insight» التي تمنح المؤسسات القدرة على التحكم الكامل بالبيانات في بيئة سحابية مصممة خصيصاً للقطاعات المنظمة في دولة الإمارات.


العين الإخبارية
منذ 6 ساعات
- العين الإخبارية
صراع قمم الهواتف.. Galaxy S25 Edge يواجه iPhone 16 Pro Max (صور)
تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/27 05:07 م بتوقيت أبوظبي في معركة الهواتف الرائدة لعام 2025، تكشف سامسونغ وأبل عن أقوى أوراقهما: Galaxy S25 Edge وiPhone 16 Pro Max. كلا الهاتفين يقدمان تجربة استثنائية من حيث التصميم، الأداء، الذكاء الاصطناعي، والكاميرا. لكن اختلاف التوجه بين الشركتين يخلق خيارات مميزة تناسب شرائح مختلفة من المستخدمين، وفقا لـ"aitnews". التصميم والنحافة Galaxy S25 Edge يتألق بنحافة فائقة لا تتجاوز 5.8 مم ووزن خفيف لا يتعدى 163 غراما، مع إطار من التيتانيوم وزجاج Gorilla Glass المتطور. iPhone 16 Pro Max أكثر سماكة ووزنا (8.25 مم و227 غراما)، لكنه يحتفظ بتصميم أنيق وهيكل متين بإطار من التيتانيوم. الشاشة شاشة Galaxy S25 Edge: نوع LTPO AMOLED 2X، بحجم 6.7 بوصة، دقة 3120×1440، دعم +HDR10 وتردد متغير حتى 120 هرتز. شاشة iPhone 16 Pro Max: نوع LTPO Super Retina XDR OLED، بحجم 6.9 بوصة، دقة 2868×1320، سطوع يصل إلى 2000 شمعة، ودعم العرض الدائم. المعالج والأداء Galaxy S25 Edge مزود بمعالج Snapdragon 8 Gen 4 Elite المبني بدقة 3 نانومتر، ويوفر أداءً مخصصًا لسامسونغ. iPhone 16 Pro Max يعمل بمعالج Apple A18 Pro بدقة 3 نانومتر، بأداء فائق وكفاءة عالية في استهلاك الطاقة. الذكاء الاصطناعي سامسونغ: Android 15 مع One UI 7، مميزات Galaxy AI، دعم Google Gemini. أبل: iOS 18 مع Apple Intelligence، ذكاء اصطناعي متكامل لتحسين المهام والإنتاجية. الكاميرا Galaxy S25 Edge: كاميرا خلفية مزدوجة (200 + 12 ميغابكسل)، تصوير 8K، كاميرا أمامية 12 ميغابكسل. iPhone 16 Pro Max: كاميرا خلفية ثلاثية (48 + 48 + 12 ميغابكسل)، تصوير 4K حتى 120 إطار/ث، كاميرا أمامية 12 ميغابكسل. البطارية والشحن Galaxy S25 Edge: بطارية 3900mAh، شحن سلكي 25 واطا ولاسلكي 15 واطا. iPhone 16 Pro Max: بطارية 4685mAh، شحن سلكي 25 واطا، MagSafe وQi2 ولاسلكي عكسي. السعر Galaxy S25 Edge: يبدأ من 1100 دولار. iPhone 16 Pro Max: يبدأ من 1200 دولار. aXA6IDgyLjIzLjI0NS44OCA= جزيرة ام اند امز FR


العين الإخبارية
منذ 12 ساعات
- العين الإخبارية
ثورة الذكاء الاصطناعي.. هل تنقذ الصحافة أم تزيحها؟
في زمن تتسارع فيه التحولات ويشهد منافسة شرسة لا تأخذ بالاً بمن تخلف عن الركب، تتقدم الصحافة الحديثة نحو منعطف تاريخي قد يعيد تشكيل ملامحها. فمع اقتحام الذكاء الاصطناعي غرف الأخبار، لم تعد صناعة الإعلام كما عهدناها في مراحلها التقليدية من إنتاج المحتوى وتحريره ونشره، بل بدأت رحلة إعادة تشكيل جوهرها وصياغة آلياتها، من أول حرف يُكتب حتى آخر خبر يُبث، فالثورة الرقمية الراهنة تعيد تعريف الصحافة التقليدية من جذورها. فما كان يعتبر يوماً من ضروب الخيال العلمي، أضحى اليوم واقعاً يفرض نفسه في كل مفصل من مفاصل العمل الصحفي، أدوات ذكية تحرر وتدقق وتنتج وتنشر، في سرعة تكاد تدهش أكثر المتفائلين بتقدم التقنية، وفي ظل هذا العالم سريع التطور والتغير، لم تعد الصحافة بمنأى عن هذا التأثير، وهو ما أكدته دراسة حديثة لوكالة "أسوشيتد برس" نُشرت عام 2024، أظهرت أن 70% من المؤسسات الإعلامية حول العالم باتت تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة، ابتداء من تحرير مقاطع الفيديو، ومروراً بكتابة المسودات الأولية، وانتهاء بتصميم الرسوم البيانية التفاعلية، بل إن بعض المؤسسات العريقة كـ"رويترز" و"بي بي سي" خفضت زمن الإنتاج بنسبة تصل إلى 20% بفضل هذه الأدوات. ولم يكن هذا التحول سطحياً، بل عميقاً إلى حد أن واحداً من كل أربعة صحفيين بات يستخدم الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات وصياغة المحتوى، بحسب ذات الدراسة، أما تقرير "ماكينزي" فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ توقع أن تزداد إنتاجية غرف الأخبار بنسبة 30% إذا ما أُحسن استخدام الأتمتة في المهام المتكررة كتحرير النصوص العاجلة، والتحقق الأولي من الأخبار. ومع كل ذلك، لم تقف الفائدة عند حدود السرعة والإنتاجية، بل امتدت إلى ساحة دقة المعلومات، إذ بات بمقدور الخوارزميات تحليل كم هائل من البيانات في لحظات، ما مكنها من رصد الأخبار الكاذبة بدقة متزايدة، في وقت تشير فيه تقارير مركز "بيو" إلى أن 62% من مستخدمي الإنترنت تعرضوا لمعلومات مضللة على الأقل مرة واحدة. أما عن الجانب الاقتصادي فحدث ولا حرج، فقد بلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام والترفيه نحو 13.34 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 26.9% ليصل إلى أكثر من 55 مليار دولار بحلول عام 2030، وفقاً لتقرير "برايس ووترهاوس كوبرز"، الذي أكد أيضاً أن 85% من شركات الإعلام تخطط لزيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة. لكن كما هي الحال في كل ثورة، لا يخلو الطريق من عراقيل، فالتحديات الأخلاقية باتت تفرض نفسها بقوة لا يمكن تجاهلها، بدءاً من قضية التحيز الخوارزمي، مروراً بحماية الخصوصية، وليس انتهاء بالملكية الفكرية، إذ أظهرت دراسة لمعهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" أن بعض الخوارزميات قد تتأثر بانحيازات ضمنية تؤثر في زوايا التغطية الصحفية لبعض القضايا أو الفئات، لهذا تتزايد الدعوات لرقابة بشرية دقيقة. هذه المخاوف لم تأتِ من فراغ، فقد عبر 56% من الصحفيين عن تأييدهم لفرض قيود على استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى بالكامل، مطالبين بالإبقاء على الدور البشري ضماناً للمعايير المهنية، فيما رأى 45% من مديري غرف الأخبار ضرورة إعداد الصحفيين لمواجهة هذه المرحلة بتدريبات مكثفة، تضمن فهماً أخلاقياً دقيقاً لأدوات الذكاء الاصطناعي. وطبعاً مع ازدياد اعتماد غرف الأخبار على الذكاء الاصطناعي، يبرز تحدٍّ أخلاقي آخر متمثل في تحقيق التوازن بين الأتمتة والإنسانية، وقد يؤدي الاعتماد المفرط على الآلة إلى استبدال الوظائف التقليدية، ما يثير القلق بشأن مستقبل الصحفيين. وبين هذه المعطيات، تتبلور رؤية واضحة مفادها أن الذكاء الاصطناعي ليس عدواً، بل شريكاً محتملاً، داعماً لكن ليس بديلاً، نعم، قد تكتب الخوارزميات نصاً مترابطاً، لكنها لا تملك نبض الإنسان، ولا شغفه، ولا قدرته على التقاط لحظات الصدق في زوايا الحكايات، من هنا يأتي الحس الإنساني في السرد والتفسير، لتبقى القيم الصحفية كالدقة والنزاهة والاستقلالية مسؤولية بشرية بامتياز، لا تقبل التنازل أو التلقين. وفي هذا الإطار، أظهرت دراسة لمؤسسة "بوينتر" أن أقل من 7% من الصحفيين يشعرون بخطر فقدان وظائفهم لصالح الذكاء الاصطناعي، ما يدل على أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تستخدم كشريك مساند، لا كبديل، بل إن صحفاً كـ"الجارديان" البريطانية قررت احتضان هذه الثورة التكنولوجية عبر إشراك صحفييها في ورش متخصصة، ما أسفر عن رفع جودة التغطيات بنسبة 15% وتقليص الأخطاء التحريرية بنسبة 20%. لهذا سيظل دوماً التحدي الحقيقي هو المحافظة على البعد الإنساني في العمل الصحفي، فمهما بلغت سرعة الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات، فإن القلم البشري هو وحده القادر على منح القصة روحها، وعلى إيصال الحقيقة لا بوصفها رقماً، بل بوصفها تجربة تحمل ألماً وأملاً. الصحافة، في جوهرها، ليست مهنة فقط، بل رسالة تتصل بالوجدان الإنساني، والذكاء الاصطناعي رغم قوته في تقديم الأخبار بشكل أكثر دقة وسرعة، لكن لا يمكنه أن يحل محل الروح الإنسانية للصحفي التي تمنح القصة معناها الحقيقي وتأثيرها الدائم، فالصحافة ليست مجرد نقل معلومات فقط، بل هي إيصال الحقيقة بشكل واقعي وإنساني، لتبقى الصحافة بمثابة العمود الفقري للتعبير عن القضايا الإنسانية. لذا فإن المسألة ليست في منازعة بين آلة وإنسان، بل في كيفية بناء شراكة ذكية، يقودها الوعي، وتحكمها الأخلاق، ويتصدرها الإنسان، وبينما تعيد الخوارزميات رسم الخارطة الإعلامية، تبقى القيم الصحفية والضمير المهني هما البوصلة التي تحفظ للصحافة صدقها، وتدفع بها إلى مستقبل أكثر إنسانية، وعمقاً، وابتكاراً. في نهاية المطاف، لا يجب أن يشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً للصحافة، بل فرصة لتطويرها وإعادة تعريفها بما يتماشى مع متغيرات العصر، ولكن نجاح هذا التحول مرهون بتحقيق توازن دقيق بين التقدم التكنولوجي والمسؤولية الأخلاقية. نقلا عن "CNN الاقتصادية"