
ما التالي في الحرب الدائرة بين ماسك وترمب؟
الحديث عن نقص عالمي في الفشار أمر مبالغ فيه بلا شك، لكن مشاهدة هذا الشجار العلني المثير والأضخم منذ انسحاب هاري وميغان من العائلة الملكية، كانت ممتعة حتى الآن.
لكن بعيداً من هذا السيل اللامتناهي من الدراما الذي يتلقفه الإعلام بشغف - بما فيها منصة ماسك "إكس" - ستكون هناك في الواقع عواقب وخيمة لهذه التجربة الصادمة، تطاول كلا الرجلين.
من غير الواضح تماماً من سيخرج منتصراً من هذه المبارزة. وفي النهاية، قد لا يكون هناك أي فائز على الإطلاق، فالرجلان عالقان في دوامة من التدمير المتبادل، وربما من المقدر لهما أن يدحضا مقولة وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر الشهيرة عن الحرب بين إيران والعراق: "من المؤسف أنهما لا يستطيعان الخسارة معاً".
على أية حال، لم يكُن انفصال "الود" بين إيلون ماسك ودونالد ترمب حتمياً. الاحتمالات كانت متساوية تقريباً. فقد صرح ماسك ذات مرة بأنه يحب ترمب "بقدر ما يستطيع رجل مستقيم أن يحب رجلاً آخر".
الرجل الأغنى في العالم كان يمتلك المال والنفوذ اللازمين للتأثير في مسار الانتخابات الأميركية - 300 مليون دولار - وفقاً لسردية ماسك نفسه، إضافة إلى الدعم الضمني من منصة "إكس" في الترويج لنظريات المؤامرة والدعاية لحركة "ماغا" MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى). أما ترمب، فكان - كما توضح تهديداته الأخيرة - يمتلك أدوات نفوذ يمكن أن تساعد في ازدهار أعمال ماسك التجارية: من الأقمار الاصطناعية، إلى السيارات الكهربائية، وصولاً إلى طموحه الجريء (والمثير للجدل) لـ "احتلال المريخ".
لم تكُن العلاقة بينهما شراكة مثالية بأية حال، بل أقرب إلى صفقة مصلحية وُلدت في مارالاغو [المنتجع الفاخر الذي يتخذه ترمب مقراً غير رسمي ومركزاً لنفوذه السياسي]، لكنهما تقاسما، إن لم يكُن المحبة، ففي الأقل الكراهية العميقة لما يسمّيانه"فيروس تيار اليقظة". ولهذا السبب، كان من الممكن لهذه الشراكة أن تستمر وتنجح.
لكن ثبت - كما توقع كثرٌ - أن تضخم الغرور لدى كلٍ منهما، كان أكبر من أن يُبقي هذا التحالف قائماً. أما الانهيار، فوقع بسرعة خاطفة تجاوزت جميع التوقعات، وفيما يبدو أن فصول هذه المواجهة لم تنتهِ بعد. فما الذي يمكن أن نتوقعه مستقبلاً؟
على الصعيد الاقتصادي، ما من تغييرات كبرى تذكر في الوقت الراهن. فأسهم شركة "تيسلا" شهدت هبوطاً حاداً، غير أن هذا الانخفاض لا يُعد ذا تأثير فعلي في المشهد الأوسع، خصوصاً أن حصة ماسك لا تتجاوز 12 في المئة من أسهم الشركة، بل يرجح بعضهم أن تكون الشركة وتقنياتها في وضع أفضل تحت إدارة مختلفة. أما شركة "سبايس إكس"، فمكانتها المهيمنة في السوق تجعلها عصية على التأثر، ما لم يجرِ اللجوء إلى خيار التأميم - وهو الطرح الذي سبق أن دعا إليه كبير استراتيجيي البيت الأبيض ستيف بانون. مع ذلك، حتى في حال تحقق هذا السيناريو، ستظل الأقمار الاصطناعية التابعة للشركة في مدارها بمنأى عن الصراع.
دعونا نتناول الموضوع من منظور أوسع. ففي ما يتعلق بالاقتصاد، يبدو أن ماسك محق في وصفه لـ "مشروع القانون الكبير والرائع" الذي قدمه دونالد ترمب بأنه كارثة مالية، وربما يكون على صواب أيضاً في تحذيره من أن الرسوم الجمركية الفوضوية التي فرضها الرئيس الأميركي قد تدفع الولايات المتحدة إلى الركود في وقت لاحق من هذا العام، ليس بالضرورة بسبب مضمونها الاقتصادي وحده، بل لأنها ببساطة غامضة وغير مفهومة حتى من قبل المسؤولين عنها.
أما التوفيرات التي قامت بها "وزارة الكفاءة الحكومية" DOGE فعلى رغم حجمها، فإنها تبقى ضئيلة الأثر ضمن السياق الأوسع للقطاع العام في الولايات المتحدة. وفي هذه النقطة، يقول إيلون ماسك ما هو بديهي، وهو أنه لم يكُن قادراً أبداً على تغيير سياسات ترمب حتى لو حاول. ولإنصاف الرئيس، لم يصدر عن ماسك أي اعتراض واضح خلال فترة وجوده في البيت الأبيض. وربما أغرته لحظة النفوذ بصفته "الصديق الأول" للرئيس. لكن ترمب، في واقع الأمر، لم يكُن ليأخذ بنصيحته أكثر مما يأخذ بنصيحة زوجته ميلانيا (مع الاحترام الكامل لها - فربما كان قائداً أفضل لو سأل السيدة الأولى عن رأيها).
من الناحية السياسية، التأثير قد يبدو محدوداً، لكنه ليس بلا أهمية في بلد منقسم إلى هذا الحد – على رغم إصرار ترمب على تكرار أكذوبة الانتخابات المزورة، باستثناء "اكتساحه" المزعوم في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 (الذي لم يحدث فعلياً).
وطرح ماسك فكرة تأسيس حزب جديد يضع حداً لاحتكار الحزبين "الديمقراطي" و"الجمهوري" للمشهد السياسي الأميركي، لكن النظام السياسي الأميركي لا يسمح فعلياً لمثل هذا الكيان "الراديكالي" باختراق المشهد. (الطريف أن نظيره البريطاني دومينيك كامينغز [كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون]، راودته هو الآخر أفكار مماثلة بعد قطيعته مع "ترمب بريطانيا"، رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون).
ثم إن هذا الكيان موجود فعلياً تحت اسم"ماغا" (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) التي التهمت الحزب من الداخل ككائن طفيلي ينهش مستضيفه، وأبقت فقط على قشرته الخارجية وبعض أجزائه الحيوية سليمة.
مع ذلك، قد يصبح إيلون ماسك - إلى جانب أي أتباع سياسيين يبدأ باكتسابهم - مصدر تشتيت دائم لدونالد ترمب، من خلال انتقاده من منظور اقتصادي محافظ، وربما بميل أكثر إلى الليبرتارية، مما قد يجتذب شريحة من المؤيدين. ويبدو أنه بدأ بالفعل تطبيق هذا المنحى داخل أروقة الكونغرس. لكن الأهم، أن ماسك قادر بثروته الطائلة ومنصته الرقمية، على قلب المعادلة في دوائر انتخابية رئيسة محددة، عبر إزاحة مرشحين موالين لترمب، في خطوة من شأنها إضعاف قبضة الرئيس على السلطة التشريعية مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسواء كان ذلك صحيحاً أو لا، سيتعين على ترمب التعامل مع سلسلة متواصلة من القصص التي قد يغذيها ماسك والتي تستهدف السلوك الشخصي للرئيس وحياته الخاصة وشؤونه المالية والاتهامات الغامضة له المرتبطة بملفات جيفري إبستين (ممول أميركي انتحر في زنزانته بعد إدانته بالاتجار بفتيات قاصرات، وكان على صلة بسياسيين نافذين). بعبارة أخرى، يستطيع ماسك إلحاق ضرر بالغ بترمب، من دون أن يضطر إلى إقناع الإدارة الأميركية بطريقة ما، بإعلان عدم أهلية ترمب للمنصب، واستبداله بنائبه جي دي فانس (وهو سيناريو سبق أن أعرب ماسك عن تأييده له).
من جانب آخر، لا شك في أن دونالد ترمب - بناء على نصيحة ستيف بانون - يمتلك أدوات للرد، قد تكون مؤلمة بدورها. فهو قادر كما هدد سابقاً، على إلغاء العقود الحكومية المبرمة مع شركات قطب الأعمال وفرض لوائح أكثر صرامة وإلغاء سياسة التشجيع على إنتاج سيارات كهربائية، وفرض تعريفات جمركية عليه، وحتى فتح تحقيقات بحقه، بل حتى ترحيله أو سجنه بتهمة مفبركة، إن جاز التعبير.
تخيلوا أن يطلب إيلون اللجوء السياسي ومروراً آمناً إلى جنوب أفريقيا من رئيسها سيريل رامافوزا الذي تعرض أخيراً لموقف محرج أثناء لقائه ترمب في المكتب البيضاوي بحضور ماسك، أو أن يقرر ببساطة التقدم بطلب للحصول على جواز سفر بريطاني - وهو ما يمكن أن يقوم به أيضاً. هل يصب ذلك في مصلحة النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة؟
أما المحصلة النهائية لهذا الصراع، فهي أن كليهما سيخسر شيئاً من أكثر ما يحبانه في هذه الحياة، بخلاف نفسيهما: المال والهيبة والسلطة.
وفي ما يخص الاقتصاد الأميركي والعالمي، فإن النتيجة ستكون مزيداً من الفوضى وعدم اليقين، إذ إن كل موجة جديدة من "حربهما الأهلية" ستضيف طبقة جديدة من عدم الاستقرار الذي طبع كلا عهدي ترمب في الرئاسة. وستطاول تداعيات هذا التوتر مجالات حيوية مثل حركة التجارة وتدفقات الاستثمار وفرص العمل ومستوى المعيشة، لتنعكس آثارها على كل شخص على سطح الكوكب، وإن بدرجات متفاوتة.
وفي هذا الانفصال الذي سيخرج منه الجانبان أضعف مما كانا عليه، سنكون نحن مثل الأطفال في نزاع الوالدين: سنتلقى الأذى أياً كان المنتصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الموقع بوست
منذ 2 ساعات
- الموقع بوست
الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخين باليستيين
أعلنت جماعة الحوثي، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون، في منطقة "يافا" المحتلة. وقال المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع في بيان له على منصة إكس، إن القوة الصاروخية التابعة للجماعة "نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخين باليستيين أحدهما فرط صوتي نوع فلسطين2 والآخر نوع "ذوالفقار". وأشار إلى أن أحد الصاروخين أصاب مطار بن غوريون بشكل مباشر وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له. وأكد أن العملية حققت هدفها بنجاح وأجبرت ملايين الصهاينة المحتلين على الهروب إلى الملاجئ ووقف حركة الملاحة في المطار، لافتا إلى أن العملية تأتي انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورفضا لجريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها العدو الصهيوني ا في قطاع غزة. وجدد سريع التأكيد على استمرار ما سماه بـ "قرار حظر حركة الملاحة الجوية إلى مطار بن غوريون"، وتحذيره لمن تبقى من الشركات بأن عليها سرعة وقف كافة رحلاتها من وإلى المطار. كما حذر، كافة الشركات والجهات المختلفة من الاستمرار في التعامل مع ميناء "حيفا" الذي أصبح ضمن بنك أهداف الجماعة. ومساء أمس، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، نجاحه في اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن. وقال الناطق بإسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفخاي أدرعي، في بيان مقتضب على منصة إكس: "متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها قبل قليل في عدة مناطق في البلاد وكما يبدو تم اعتراض صاروخ واحد أطلق من اليمن". وأضاف: "تم إطلاق صواريخ اعتراض إضافية خشية من سقوط شظايا من عملية الاعتراض". وذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب الكبرى والقدس ومستوطنات في الضفة، بعد إطلاق صاروخ من اليمن. ويوم أمس الأول، قالت وسائل إعلام عبرية، إن صاروخا أطلق من اليمن، سقط خارج الأجواء الإسرائيلية، بعد أيام من اعتراضه صواريخ وطائرات مسيرة أطلقت من اليمن. وصباح أمس الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال، مهاجمة سفن بحرية، أهدافا تابعة للحوثيين في ميناء الحديدة غرب اليمن. وقال جيش الاحتلال في بيان له، إن سفن صواريخ تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، هاجم صباح اليوم أهدافًا تابعة لنظام الحوثي في ميناء الحديدة في اليمن، ردًّا على الاعتداءات العدوانية التي ينفذها نظام الحوثي ضد إسرائيل حيث يطلق صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيرة نحو الأراضي الاسرائيلية. وأضاف أن الهجوم نفذ بهدف تعميق الضربة التي تستهدف الاستخدام العسكري للميناء الذي تعرض لعدة غارات في العام المنصرم ويواصل أنشطته لأغراض "إرهابية". وأشار إلى أن ميناء الحديدة يستخدم لنقل وسائل قتالية ويعتبر "خير دليل" على استخدام نظام الحوثي للمرافق المدنية للدفع بأنشطة "إرهابية". وأردف: "يعمل نظام الحوثي الارهابي على مدار السنة ونصف الأخيرة بشكل عدواني وبتوجيه وتمويل إيراني لاستهداف إسرائيل وحلفائها ولزعزعة الاستقرار الاقليمي وتشويش حرية الملاحة الدولية". وكرر جيش الاحتلال تحذيراته للمتواجدين داخل الميناء في الوقت الذي حث على الابتعاد وإخلاء المنطقة، نظرًا لاستخدام الحوثي الميناء لـ "أغراض عسكرية". وأكد جيش الاحتلال، مواصلة توجيه ضربات "قوية" لكل من يشكل تهديدًا على مواطني إسرائيل مهما بلغت المسافة، حد قوله. ويوم الثلاثاء الماضي، شن طيران الاحتلال غارات جوية على مطار صنعاء، دمرت آخر طائرة فيه، وأخرجته كليا عن الخدمة. واستهدف الحوثيون قبل أسابيع، مطار بن غوريون وسط دولة الاحتلال بصاروخ باليستي فرط صوتي، وأصابوه إصابة مباشرة، ما تسبب في إصابة 8 أشخاص وفرار الملايين إلى الملاجئ، ثم عادوا لاحقا إلى استهدافه عدة مرات، ما تسبب في عزوف العديد من شركات الطيران عن التوجه برحلاتها إلى تل أبيب.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
مواجهات في لوس أنجليس وترمب: المدينة تتعرض لاجتياح من قبل "أعداء أجانب"
اندلعت اشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة الأميركية في لوس أنجليس، اليوم الأربعاء، مع استمرار الاحتجاجات ضد قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن الهجرة. وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي إن لوس أنجليس تتعرض لاجتياح من قبل "أعداء أجانب"، وذلك في خطاب ألقاه في قاعدة عسكرية تناول فيه الاحتجاجات في المدينة. وفي خطابه أمام جنود في قاعدة فورت براغ في نورث كارولاينا، قال ترمب "لن نسمح باجتياح مدينة أميركية واحتلالها من قبل أعداء أجانب"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية عمليات دهم تنفذها سلطات الهجرة. وتابع "ما تشهدونه في كاليفورنيا هو هجوم شامل على السلم والنطام العام والسيادة الوطنية، ينفذه مثيرو شغب يرفعون أعلاماً أجنبية بهدف مواصلة اجتياح أجنبي لبلدنا". ودعا الرئيس الأميركي أوروبا إلى التحرك "قبل فوات الأوان" لمكافحة "الهجرة غير المضبوطة"، مستشهداً بالاحتجاجات الجارية في مدينة لوس أنجليس. وفي خطابه، قال ترمب "كما يرى العالم أجمع الآن، فإن الهجرة غير المضبوطة تؤدي إلى فوضى واختلال وانعدام للنظام. هل تعلمون ماذا؟ هذا هو الحال في أوروبا أيضاً. هذا ما يحدث في العديد من دول أوروبا. من الأفضل لهم أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك قبل فوات الأوان". نشر المارينز في غضون ذلك، تترقب لوس أنجليس نشر مئات من عناصر مشارة البحرية الأميركية (المارينز)، في حين يدرس ترمب تفعيل قانون مكافحة التمرد. فبعد أيام من المواجهات بين قوات إنفاذ القانون والمتظاهرين المعارضين لسياسة الترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين، اتخذ الرئيس الجمهوري قراراً استثنائياً الإثنين بنشر 700 من أفراد هذه القوة النخبوية. كذلك، أمر بنشر قوة إضافية قوامها نحو 4000 فرد من الحرس الوطني الذي يعد قوة احتياطي، في المدينة التي يقطنها ملايين من المهاجرين المتحدرين من أميركا اللاتينية. ترمب، وإلى جواره وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، يتحدث مع أحد أفراد الجيش في قاعدة فورت براغ (رويترز) ونظمت تظاهرات محدودة النطاق وسلمية إلى حد كبير مدى أربعة أيام، تخللتها أعمال عنف متقطعة ومعزولة شهدت تفريق محتجين ومواجهات بين ملثمين وعناصر الشرطة. أعمال نهب بدت الشوارع هادئة الثلاثاء، مع حملة تنظيف في منطقة ليتل طوكيو بعد فوضى سجلت ليلاً تخللها إطلاق مجموعة من مثيري الفوضى الألعاب النارية باتجاه عناصر مكافحة الشغب الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وسجلت أعمال نهب لممتلكات، بما في ذلك متجر لشركة أبل. وكانت الاحتجاجات اندلعت الجمعة بعدما صعد ترمب على نحو مفاجئ في الأسبوع الماضي حملة ترحيل المهاجرين غير النظاميين الذين يقول إنهم "غزوا" الولايات المتحدة. الثلاثاء قالت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارن باس إن الغالبية العظمى من المحتجين كانوا سلميين، وإن قوات إنفاذ القانون المحلية يمكنها تولي الأمور بسهولة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت أن "الاضطرابات التي حدثت (كانت) في بضع شوارع داخل نطاق وسط المدينة". وتابعت "ليس كل وسط المدينة، وليس كل المدينة. للأسف، تجعل الصور الأمر يبدو كما لو أن مدينتنا بأكملها تحترق، وهذا الأمر ليس صحيحاً". ونددت بنشر جنود الخدمة الفعلية، وهو ما قالت وزارة الدفاع إنه سيكلف دافعي الضرائب 134 مليون دولار. وتساءلت باس "ماذا سيفعل مشاة البحرية عندما يصلون إلى هنا؟ هذا سؤال جيد. ليس لدي أدنى فكرة". منع نشر القوات بدورها، طلبت سلطات ولاية كاليفورنيا الثلاثاء من القضاء إصدار مذكرة لمنع نشر القوات العسكرية في شوارع لوس أنجليس. وقال حاكم الولاية غافين نيوسوم "إرسال عناصر متمرسين بالقتال الحربي إلى الشوارع أمر غير مسبوق ويهدد جوهر ديمقراطيتنا". أفراد من الحرس الوطني في لوس أنجليس في 10 يونيو 2025 (أ ب) وأضاف "إن دونالد ترمب يتصرف كطاغية وليس كرئيس. نطلب من المحكمة تعطيل هذه الممارسات المخالفة للقانون فوراً". المذكرة التي تم تقديمها إلى محكمة شمال كاليفورنيا تذكر بالاسم ترمب ووزير الدفاع بيت هيغسيث، وتتضمن اتهامات بانتهاك الدستور الأميركي. "سنرد بقوة" في تشديد لموقفه، حذر دونالد ترمب المتظاهرين الذين وصفهم بأنهم "مخربون ومتمردون"، على منصته تروث سوشال بقوله "إذا تحدونا، سنرد بقوة، وأعدكم أننا سنضرب كما لم نفعل من قبل". ولدى سؤاله مجدداً عما إذا سيفعل قانون مكافحة التمرد، الآلية التي تتيح نشر القوات المسلحة لقمع احتجاجات، قال ترمب "إذا كان هناك تمرد فسأفعله بالتأكيد. سنرى". الأحد قال الرئيس الأميركي إنه سيكون "أمراً رائعاً" إذا ما تم توقيف الحاكم الديمقراطي لكاليفورنيا، في حين قال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الثلاثاء، إن حاكم كاليفورنيا يجب أن يعاقب بشدة. في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت الأكاديمية والضابطة السابقة ريتشيل فانلاندينغهام إن قرار نشر وحدة نخبة مثل مشاة البحرية "نادر جداً وقد يؤدي إلى حوادث لأن هؤلاء الجنود غير مدربين على إنفاذ القانون وغير معتادين على العمل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية". عناصر من الحرس الوطني في كاليفورنيا يقفون قرب متظاهرين مناهضين وآخرين مؤيدين لترمب (أ ب) وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجليس، وأحياناً في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يقترن إجمالاً بموافقة المسؤولين المحليين. تبرير إقحام الحرس الوطني هذه هي المرة الأولى منذ العام 1965 التي ينشر فيها رئيس أميركي الحرس الوطني من دون طلب من حاكم الولاية. تمنع القوانين الأميركية إلى حد كبير استخدام الجيش كقوة لحفظ الأمن، ما لم يحدث تمرد. وتتزايد التكهنات بأن ترمب قد يفعل قانون مكافحة التمرد، ما يمنحه سلطة استخدام العسكر لإنفاذ القانون في جميع أنحاء البلاد. وقال أستاذ القانون في جامعة ميزوري فرانك بومان إن "ترمب يحاول استخدام إعلان حال الطوارئ لتبرير إقحام الحرس الوطني في المقام الأول ومن ثم استدعاء مشاة البحرية". وأشار بومان إلى أنه يعتقد أن ترمب يسعى إلى إثارة نوع من الأزمة الشاملة التي تبرر بعد ذلك اتخاذ تدابير مشددة. وتابع "هذا النوع من المشهدية يعزز الفكرة بأن هناك حال طوارئ حقيقية، وأن هناك انتفاضة حقيقية ضد السلطات الشرعية، وهذا الأمر يسمح له بأن يباشر باستخدام المزيد من القوة". والثلاثاء نفت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم أن تكون شجعت التظاهر ضد حملة طرد المهاجرين غير النظاميين، بعدما اتهمتها بذلك مسؤول أميركي رفيع المستوى.


حضرموت نت
منذ 3 ساعات
- حضرموت نت
النقيب: الإعلام المعادي يستهدف 'الربيعي' لدوره في مكافحة الإرهاب
المكلا (المندب نيوز) خاص قال المقدم محمد النقيب المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية إن الحملة الاعلامية المغرضة التي تحاول عبثا النيل من القائد البطل العميد جلال الربيعي ، وكما غيرها وسابقاتها، ستسقط أمام جدار الحقيقة وصلابة الأرض التي أنبتت رجالاً من طراز جلال الربيعي. وأضاف في منشور على منصة إكس اليوم الثلاثاء أنه رجل لا تهمه الأضواء، بل تعنيه قضيته الوطنية الجنوبية التحررية ومهامه ومسؤولياته القيادية الأمنية. وأكد أن القائد جلال الربيعي ليس مجرد اسم في سجل قيادات الجنوب العسكرية والأمنية، بل بطلا متكاملا يزداد رسوخاً وثباتا وعطاء مع كل محاولة للنيل من عزمه، ومن يقف خلف الحملات الاعلامية المغرضة هذه، يدرك جيداً أن مثل هذا القائد غير قابل للانكسار. وتابع أنه أحد أبرز رجالات المرحلة الذين إذا ذُكروا، ذُكرت التضحيات والانتصارات، وذكرت بطولات الجنوب المتجددة في وجه الإرهاب والتآمر . وشدد على أن عويل الإعلام المعادي وزيفه وصراخه اليوم، ما هو إلا دليل جديد على حجم الأثر الذي يحدثه هذا القائد في معادلة الأرض والشعب.