
حين تصبح الألفة خطراً خفياً
في عالم يضجّ بالمؤثرات؛ لم يعد التفكير بالمستقل بديهياً، بل معركة يومية.. نعيش زمناً تتداخل فيه الأصوات، وتُعاد فيه صياغة القناعات وتسويقها كحقائق.. نظن أننا أحرار في آرائنا، لكن كثيراً مما نحمله ليس نتاج اختيار واعٍ، بل نتيجة تأثيرات تسللت إلينا دون أن نشعر.
كم فكرة آمنت بها لمجرد أنها تكررت؟ وكم مبدأ تخليت عنه لأنه لم يعد رائجاً؟..
غالباً؛ تبدو الأمور طبيعية، فقط لأننا اعتدناها وتعايشنا معها، فالبشر بطبعهم يتأثرون بما يحيط بهم، سواء أكان ذلك من كتاب، أو هاتف محمول، أو فيلم، أو سلوك عابر، لكن في حاضرنا؛ أصبحت المؤثرات أكثر خفاءً، وأشدّ تأثيراً، تتسلل إلى وعينا بهدوء، وتُحدث فينا تغيّراً لا نلاحظه، لكنه يبدل نظرتنا للحياة مع الوقت.
المعضلة ليست في التأثّر، بل في غياب الوعي به، وهنا يظهر ما يُعرف بـ«مبدأ الألفة»؛ تكرار الفكرة أو السلوك حتى تألفه النفس وتقبله، وإن كان في جوهره خاطئاً. وهذا ما يجعل الألفة خطيرة؛ فهي تكرّس الزيف حتى يبدو طبيعياً. مثلاً؛ عندما ينتشر وباء ويُصاب به أغلب الناس، قد يتوقف البعض عن الوقاية، ليس لأن الخطر زال، بل لأنه أصبح مألوفاً. وهكذا تصاب القلوب أيضاً، فتألف الذنب تدريجياً، حتى لا يعود يُرى كذنب إلا لمن أراد أن يبصر الحقيقة بصدق.
ومع كثرة معارضة آرائنا، نميل -دون وعي- إلى قبول ما كنا نرفضه، فقط لأننا ألفناه. وبتكرار هذا النمط، تتشكل شخصية مهزوزة، تتبنّى ما لا يُشبهها، وترفض ما لم تُفكّر فيه أصلاً. وهكذا يفقد الإنسان بوصلته شيئاً فشيئاً، ويذوب في محيطه، فيتغير بتغير الآخرين، ويعيش حياة لا تُشبهه.
لسنا محصّنين من التغيّر، لكننا مسؤولون عن وعيه. ففي زمنٍ يُغلف الزيف بالمألوف، ويُروَّج الباطل حتى يبدو حقاً، لا ينجو إلا من تسلّح بالوعي واستنار بالبصيرة.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 37 دقائق
- صحيفة سبق
استشاري أمراض معدية: رائحة الكلور القوية لا تعني نظافة المسبح.. وقد تشير لتلوث خطير
أكد الدكتور فيصل الرويثي، استشاري مساعد في الأمراض المعدية بمستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز، أن رائحة الكلور القوية في المسابح لا تعني بالضرورة نظافتها، بل قد تكون مؤشراً على تفاعل المواد الكيميائية مع بكتيريا وفطريات متواجدة في المياه. وأوضح الرويثي أن من أبرز أسباب انتقال العدوى في المسابح تعود إلى الإهمال في التعقيم أو ركود المياه وعدم تشغيل الفلاتر، إضافة إلى سلوكيات بعض مرتادي المسابح، مثل التبول داخل الماء، خاصة من قبل الأطفال، مما يزيد من احتمالية نمو الميكروبات والتلوث. د. فيصل الرويثي استشاري مساعد أمراض معدية في مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز: رائحة الكلور القوية لا تعني نظافة المسبح لأنها تؤدي إلى التفاعل مع بعض الفطريات والبكتيريا المتواجدة في المياه #نشرة_النهار | #الإخبارية — قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) July 19, 2025 وأشار إلى أن الرائحة الزائدة للكلور قد تخدع البعض فيظنون أن المسبح معقّم، لكنها في الواقع قد تعكس تفاعلات كيميائية ضارة، لا سيما في المسابح المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة، ما يؤدي إلى تراكم الروائح وارتفاع خطر العدوى. ونوّه بأن الأطفال أكثر عرضة للإصابة، خاصة بأمراض الجهاز الهضمي، نتيجة ابتلاعهم المتكرر لمياه المسبح، والتي قد تحتوي على طفيليات خطرة مثل "كريبتوسبوريديوم". كما تشمل المخاطر الصحية التهابات جلدية بسبب البكتيريا أو الفطريات، إضافة إلى التهابات في العين والأذن. وختم الرويثي بالتأكيد على أهمية نظافة المسابح وتعقيمها بطريقة صحيحة، إلى جانب توعية مرتاديها، وخاصة الأطفال، بضرورة تجنب ابتلاع المياه أو السلوكيات التي قد تُعرضهم لمخاطر صحية. د. فيصل الرويثي استشاري مساعد أمراض معدية في مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز: الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي بسبب بلعهم لمياه المسابح #نشرة_النهار | #الإخبارية — قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) July 19, 2025


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
الرياض تحتضن «ملتقى الصحة العالمي» بمشاركة 2000 جهة و500 متحدث
تستعد العاصمة الرياض لاستضافة النسخة الثامنة من «ملتقى الصحة العالمي 2025» خلال الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر القادم، تحت رعاية وزير الصحة فهد الجلاجل، وبدعم من برنامج تحول القطاع الصحي. ويعد الملتقى من أبرز الفعاليات الصحية في المنطقة، بمشاركة أكثر من 2000 جهة محلية ودولية، و500 متحدث متخصص، إلى جانب حضور واسع من داخل المملكة وخارجها، ويعتبر منصة للحوار حول مستقبل الرعاية الصحية، والتحول الرقمي، والاستثمار في الصحة المستدامة. وأكد وزير الصحة فهد الجلاجل أن الملتقى يجسّد توجهات المملكة في التحول الصحي، وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين والمبتكرين، عبر بنية تحتية متطورة، وإطار تنظيمي محفز. وسيشهد الملتقى تنظيم «قمة القادة»، بمشاركة وزراء ومسؤولين وشركات عالمية، إضافة إلى جلسات تناقش الذكاء الاصطناعي في التشخيص، والوقاية الوطنية، وتمويل الرعاية، والحلول الرقمية. ويتيح الملتقى فرصاً تعليمية ومهنية للكوادر الصحية وطلاب الكليات من خلال ورش العمل، والمنتديات العلمية، ومبادرات الصحة الوقائية مثل فعالية «عش بصحة»، التي تركز على تمكين الأفراد من تبنّي أنماط حياة صحية ومستدامة. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 3 ساعات
- صحيفة سبق
"لا تغامر بالأكل".. "الصحة" تُحذّر المسافرين من إسهال السفر وتوضح طرق الوقاية
حذّرت وزارة الصحة، عبر منصتها التوعوية "عِش بصحة"، من خطر الإصابة بما يُعرف بـ"إسهال المسافر"، مشيرة إلى أنه أحد أبرز الاضطرابات الهضمية الشائعة أثناء السفر، وينتج غالبًا عن تناول أطعمة ملوثة أو شرب مياه غير آمنة. وأكدت "الصحة" أن هذه الحالة قد تؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الإسهال وتشنجات البطن، داعية المسافرين إلى اتباع عدد من الإرشادات للوقاية، أبرزها تجنب شراء الطعام من الباعة المتجولين، والامتناع عن شرب المياه غير المعقمة، وتفادي اللحوم والأسماك النيئة أو غير المطهية جيدًا. كما شددت الوزارة على ضرورة الابتعاد عن منتجات الألبان مجهولة المصدر، والاعتماد على المشروبات المعلبة، مع التأكيد على أهمية النظافة الشخصية واختيار مصادر الطعام والماء بعناية خلال السفر. وتأتي هذه الرسالة ضمن حملة "صيف بصحة"، التي أطلقتها وزارة الصحة بهدف تعزيز الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين خلال موسم الصيف، خاصة أثناء التنقل والسفر.