«جونيبر نتوركس» توظف قوة الأتمتة لتعزيز نشر أمن الجيل الخامس لشركة «إس تي سي»
وكانت «إس تي سي» قد اعتمدت نهج Juniper AI - Native Security بالكامل، وهو جزء أساسي من منصة Juniper AI - Native Networking . وتعمل أيضاً على تعزيز الرؤية والأتمتة والاستجابة لحماية المستخدمين والتطبيقات والبنية التحتية، من خلال دمج الجيل التالي من الأمن السيبراني مباشرةً في بنيته الأساسية بدلاً من إضافته كطبقة منفصلة. ويؤدي هذا إلى إنشاء بيئة عالية الأداء قادرة على الإلمام التام بالتهديدات لعملاء «إس تي سي»، مع نجاحها في السيطرة على المهاجمين.
وتم تفعيل ميزة برنامج Automated Express Path + من «جونيبر» في جدران الحماية Juniper Networks® SRX 5800 من «إس تي سي»، من دون الحاجة إلى الاستثمار في شراء أجهزة جديدة. ويقوم البرنامج الجديد بأتمتة عملية التعريف وتسريع تدفق البيانات. وبات من الممكن الآن نشر التقنيات الأمنية المحدّثة، الأمر الذي يساعد على معالجة البيانات بكفاءة وزيادة سرعة المعالجة بنسبة 48 % مقارنة مع مستويات الأداء السابقة.
وأدى قيام «إس تي سي» بتحديث الأتمتة إلى تحقيق وفورات كبيرة في النفقات الرأسمالية والتشغيلية، حيث تحقق ذلك بفضل تبسيط الكفاءة الإجمالية للبنية التحتية. وعلى سبيل المثال، يتم تقليل استهلاك الطاقة لتشغيل بوابات SRX بنسبة تصل إلى 30 % ، الأمر الذي يسهم في دعم استدامة العمليات من خلال السماح بنشر أنظمة أكثر فعالية ضمن مساحة صغيرة. ونتيجة لذلك، أمكن تسجيل انخفاض كبير في الكلفة لعمليات المعالجة.
سيستفيد العملاء الذين يستخدمون مجموعة واسعة من خدمات الأعمال والخدمات الاستهلاكية التي تقدمها «إس تي سي»، من الأداء الأمثل ودقة الأمن نتيجة للأتمتة. على سبيل المثال، أنه سيتم تقليل زمن انتقال الشبكة (وهي مسألة يمكن أن تتسبب «بعدم الاتساق في زمن الوصول»، وتنعكس سلباً على جودة المحتوى الرقمي) بنسبة تصل إلى 600 % ، يتم تطبيق سياسات الأمن الأكثر صرامة بشكل متسق وذكي على حركة البيانات.
«تبذل «إس تي سي» كل جهد ممكن لتوفير خدمات أسرع وأكثر أماناً بكلفة أقل، مع الحرص على مراعاة معايير الاستدامة. وأدت أحدث الابتكارات التي طورتها «جونيبر» في مجال برامج الأتمتة وقدراتها الأمنية الغنية بالميزات إلى تمكين شركة «إس تي سي» من تحسين أداء جدار الحماية من الجيل التالي، فضلاً عن تقليل استهلاك الطاقة والحد من المساحة المطلوبة بشكل كبير. ويمكننا الآن مواصلة تقديم أفضل تجربة مستخدم ممكنة ببساطة ومسؤولية وبطريقة اقتصادية، لمساعدة «إس تي سي» على التميز، مع مواصلة تقدمنا في عصر الجيل الخامس».
«في ظل الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها شبكة الجيل الخامس، يواجه مزودو الخدمات ضغوطًا متزايدة لتلبية التوقعات المتنامية للمستخدمين بشأن سرعة البيانات العالية وتوافر النطاق الترددي الموثوق. ومع ذلك، يظل من الضروري امتلاك أمن سيبراني متقدم وعلى قدر عالٍ من الإلمام بالتهديدات، مع إمكانية تحديد وإحباط مجموعة واسعة من التهديدات المعروفة وغير المعروفة بسرعة، عبر مختلف التطبيقات وسير العمل والأدوار، والحفاظ على أداء فائق السرعة. وتدرك «إس تي سي» أن الأتمتة الذكية تعتبر الطريق الأمثل لتوفير كلا الأمرين، ما يضمن أن استثمارها في شبكة عالية الأداء تركز على التجربة في المقام الأول، ولا يواجه أي أعطال أو إعاقة بسبب الأمن البطيء أو غير الفعال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 4 أيام
- البلاد البحرينية
كيف يغير الذكاء الاصطناعي وجه الدبلوماسية؟ الفرص والتحديات (1)
في السنوات الأخيرة، تصاعدت وتيرة الحديث عن الذكاء الاصطناعي (AI)، الذي بات يُوظّف على نحو متزايد في مجالات متعددة، من بينها الدبلوماسية. ويُتوقع أن يشهد تأثيره في هذا المجال الحيوي نموا متسارعا خلال الأعوام المقبلة، نظرا لقدراته المتقدمة في إعادة تشكيل أنماط التفاعل والعلاقات بين الدول. وقد بدأت تقنيات الذكاء الاصطناعي تُستخدم بالفعل كأدوات داعمة للدبلوماسيين والمفاوضين، لكنها أثارت أيضًا تساؤلات ومخاوف تتعلق بإمكانية إساءة استخدامها في ميدان شديد الحساسية. ينقسم هذا المقال إلى أربعة أجزاء، تهدف إلى تسليط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي في العمل الدبلوماسي، من خلال استعراض مميزاته المحتملة والتحديات التي يطرحها، بالإضافة إلى محاولة استشراف مستقبل الدبلوماسية في ظل هذا التحول التكنولوجي المتسارع. الدبلوماسية والتكنولوجيا.. علاقة متينة: ترتبط الدبلوماسية ارتباطا وثيقا بالتكنولوجيا، وخاصة تكنولوجيا الاتصالات. ويمكن القول إن العلاقة بينهما علاقة طردية؛ فكل تطور في وسائل الاتصال يستتبع تطورا موازيا في الممارسة الدبلوماسية، التي تعتمد بشكل أساسي على التواصل بين الدول وبعضها البعض، وكذلك مع الأفراد والجهات المختلفة. وقد اعتمدت البعثات الدبلوماسية تاريخيا على البريد العادي في التواصل، قبل أن تغير الثورة الصناعية الأولى، والثورة الصناعية الثانية شكل الدبلوماسية وتنقلها إلى مرحلة متقدمة، وذلك نتيجة لاختراع التلغراف والتلكس اللذين أحداثا نقلة نوعية في العمل الدبلوماسي. وتوالت موجات التطور مع اختراع الهاتف، تلاه جهاز الفاكس، مما أسهم في تطوير الأدوات الدبلوماسية. وشكل ظهور البريد الإلكتروني واستخدامه في العمل الدبلوماسي مع نهاية القرن العشرين مرحلة فاصلة في تاريخ الدبلوماسية المعاصرة، كانت بمثابة البداية الحقيقية لنشوء شكل جديد من أشكال الدبلوماسية، ونعني به الدبلوماسية الرقمية. ولا اخالني ابالغ إن قلت إن الثورة التكنولوجية المعاصرة قد احدثت تطورا أكبر بكثير من ذلك الذي احدثته الثورة الصناعية الأولى والثانية معا. ومن أبرز ملامح الثورة التكنولوجية المعاصرة نشوء الدبلوماسية الرقمية التي تعززت أيضا بتطور تقنية الذكاء الاصطناعي. ويعرّف كاتب هذه السطور الدبلوماسية الرقمية في مؤلفه 'الدبلوماسية في العصر الرقمي: دراسة لتطور الدبلوماسية في القرن الحادي والعشرين' (2016) بأنها: 'تسخير التكنولوجيا الحديثة في وسائل الاتصال لخدمة الأهداف الدبلوماسية'. وتنوعت أدوات الدبلوماسية الرقمية لتشمل البريد الإلكتروني، والمواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية المختلفة. وفي السنوات القليلة الماضية، أخذ الذكاء الاصطناعي يقتحم مجال العمل الدبلوماسي بشكل مطرد. ونرى انه بالإمكان دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الدبلوماسية في إطار دراستنا للدبلوماسية الرقمية. دراسة الذكاء الاصطناعي والدبلوماسية أكاديميا: لاتزال الدراسات الأكاديمية لهذا الموضوع في مراحلها الأولى. إذ يمكن مقاربته من زوايا متعددة: سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وإدارية، وإعلامية، وقانونية. وهذا يفسر النمو الملحوظ في الأطروحات الأكاديمية التي تتناوله؛ فكليات الإعلام تركّز على الجوانب الإعلامية مثل أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دبلوماسيا على الرأي العام، بينما تدرس كليات القانون أهمية التشريعات في تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي دبلوماسيا، وكليات الإدارة يمكن أن تتناول الموضوع في إطار البحث المتعلق بإدارة الابتكار، أو في إطار دراسة المخاطر المتعلقة بالعمل الدبلوماسي. وهكذا أصبح توظيف الذكاء الاصطناعي في الدبلوماسية حقلًا خصبا للدراسات الأكاديمية المتخصصة. ونأمل أن تولي الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العربية المزيد من الاهتمام لهذا الموضوع الذي يستحق البحث أكاديميا. تعريف الذكاء الاصطناعي قانونيا: ليس هناك تعريف قانوني متفق عليه للذكاء الاصطناعي. ولكن يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي يشير بشكل أساسي إلى النشاط الذي تقوم فيه أنظمة الحاسوب بمعالجة كميات هائلة من البيانات باستخدام خوارزميات معقدة لمحاكاة التفكير أو السلوك البشري. وبموجب قانون الذكاء الاصطناعي للأمن الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2018، يُعَرَّف الذكاء الاصطناعي على أنه: (1) أي نظام مصطنع يؤدي المهام في ظل ظروف متغيرة وغير متوقعة دون إشراف بشري كبير، أو يمكنه التعلم من التجربة وتحسين أدائه عند التعرض لمجموعات البيانات. (2) نظام مصطنع (برمجي أو عتادي) يحل مهاما تتطلب إدراكا، أو تخطيطا، أو تعلما، أو تواصلًا، أو فعلًا جسديا مماثلًا للإنسان. (3) نظام مصطنع مصمم للتفكير أو التصرف كإنسان، بما في ذلك البنى المعرفية والشبكات العصبية. (4) مجموعة من التقنيات، كالتعلم الآلي، المصممة لتقريب المهام المعرفية.


البلاد البحرينية
٢٧-٠٧-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
"ميتا" تستقطب العقل الخارق لـ"أوبن إيه آي"
ضمت شركة "ميتا بلاتفورمز" شينغجيا تشاو، الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي قادماً من شركة OpenAI في يونيو، والذي سيشغل منصب كبير علماء فريق "AI" الجديد التابع لشركة منصات التواصل الاجتماعي. كان تشاو جزءاً من الفريق الذي ابتكر النسخة الأصلية من روبوت الدردشة الشهير ChatGPT من OpenAI. وسيساعد تشاو في قيادة فريق "ميتا" البارز، الذي يهدف إلى بناء نماذج ذكاء اصطناعي جديدة قادرة على أداء المهام بكفاءة البشر أو تفوقهم. سيرفع تشاو تقاريره إلى ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI، والذي انضم أيضاً إلى ميتا في يونيو كرئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي. تنفق ميتا بكثافة لتوظيف خبراء الذكاء الاصطناعي لتطوير نماذج جديدة ومواكبة منافسيها مثل "OpenAI" و"غوغل" في سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي. وتبحث الشركة منذ أشهر عن كبير علماء للفريق. تشاو واحد من أكثر من اثني عشر موظفاً سابقاً في OpenAI انضموا إلى وحدة الذكاء الاصطناعي في Meta خلال الشهرين الماضيين، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ". كتب الرئيس التنفيذي لشركة Meta، مارك زوكربيرغ في منشور أعلن فيه الخبر على Threads: "شارك شنغجيا في تأسيس المختبر الجديد، وكان كبير علماءنا منذ اليوم الأول. والآن، وبعد أن سارت عملية التوظيف على ما يرام، وبدأ فريقنا يتشكل، قررنا إضفاء الطابع الرسمي على دوره القيادي". كان تشاو مؤلفاً مشاركاً في ورقة بحث ChatGPT الأصلية، وكان أيضاً باحثاً رئيسياً في أول نموذج استدلال في OpenAI، o1، والذي ساعد في ترويج موجة من أنظمة "سلسلة الأفكار" المماثلة من مختبرات مثل DeepSeek وGoogle وغيرها. وقد أُدرج اسمه ضمن أكثر من 20 "باحثاً أساسياً" في المشروع. سيواصل يان ليكون، وهو باحث آخر في مجال الذكاء الاصطناعي يعمل في ميتا منذ أكثر من عقد ويشغل منصب كبير العلماء، العمل في الشركة ككبير علماء في مجموعة أبحاث الذكاء الاصطناعي الداخلية المعروفة باسم FAIR، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. وأضافوا أنه سيرفع تقاريره إلى وانغ.


البلاد البحرينية
٢٧-٠٧-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (1 - 5)
يُعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الظواهر التقنية المعاصرة التي يعتقد الكثيرون أنها ستُعيد رسم ملامح الاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين. فمنذ بداية الألفية، تحوّل الذكاء الاصطناعي من مجرد كونه فرعًا نظريًا في علوم الحوسبة، إلى محرك فعلي لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، وربما العالمي، بما في ذلك تشكيل سلاسل الإنتاج، وأسواق العمل، وأنظمة اتخاذ القرار. ومع كل طفرة في هذا المجال، تتسارع التحولات الاقتصادية، وتتشكل استقطابات فكرية جديدة تتوزع بين مؤيدين يرون فيه أداة فعالة لتحفيز النمو، ومعارضين له لا يكفون عن التحذير من مغبة تداعيات انعكاساته الاقتصادية البنيوية. يمتاز الجدل حول الذكاء الاصطناعي بطابعه الديناميكي، إذ لا يتصل فقط بفعالية التقنية، بل يتقاطع مع قضايا توزيع الثروة، ومستقبل العمل، والمساواة الرقمية، والسيادة الاقتصادية. وقد بات من الملحّ، بشكل قاطع، التفكير فيه باعتباره قضية سياسية اقتصادية أخلاقية بامتياز، تتطلب تجاوز التقييمات التقنية البحتة نحو تحليلات عميقة للبنى الاقتصادية والاجتماعية. وتهدف هذه المقالة إلى تفكيك هذا الجدل من خلال عرض شامل لحجج المؤيدين والمعارضين، وتحليل القضايا المحورية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الاقتصاد، مع تقديم حالات واقعية تجسد الاتجاهين، وأخيرًا استشراف مآلات هذه التحولات على المدى القصير والمتوسط والبعيد. مواقف المؤيدين.. الذكاء الاصطناعي رافعة للتحول الاقتصادي يرى المؤيدون أن الذكاء الاصطناعي يمثل قفزة نوعية في تاريخ التطور الإنتاجي للبشرية، مكافئة لاختراع الكهرباء أو الإنترنت. وتتركز مبرراتهم في خمسة محاور أساسية هي: 1. رفع الإنتاجية وتقليل التكاليف تُظهر التجارب أن الذكاء الاصطناعي قادر، وبكفاءة غير مسبوقة، على مضاعفة إنتاجية العمالة البشرية من خلال الأتمتة الذكية وتحليل البيانات والتعلّم الآلي. فالشركات التي تبنت أدوات تحليل البيانات والتنبؤ باستخدام 'AI' كـ 'Amazon' و 'Alibaba'، نجحت في خفض تكاليف التشغيل، وزيادة كفاءة سلسلة الإمداد، وتسريع دورة الإنتاج. وتُشير دراسة صدرت في العام 2022 عن مؤسسة PricewaterhouseCoopers (PWC)، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول 2030. 2. خلق نماذج أعمال جديدة لا يقتصر أثر الذكاء الاصطناعي على تحسين العمليات التقليدية، بل يفتح الباب أمام نماذج أعمال جديدة بالكامل. فالخدمات المالية مثلا شهدت ظهور شركات FinTech تستخدم الذكاء الاصطناعي في تقييم الجدارة الائتمانية والتسعير التفاعلي. وفي الطب، بات التشخيص القائم على 'AI' يتفوق على بعض القدرات البشرية. هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي العمل البشري، بل يُعيد تعريفه. 3. تمكين الدول النامية عبر القفزات التقنية من أبرز وعود الذكاء الاصطناعي قدرته على مساعدة الدول النامية في تجاوز مراحل التصنيع التقليدي. ففي الهند مثلًا، ساعدت أدوات الذكاء الاصطناعي المزارعين في التنبؤ بالمواسم الزراعية وتحسين الإنتاج. أما في كينيا، فتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة شبكات الكهرباء المحدودة لتعظيم كفاءتها. هذا الاستخدام 'التنموي' يخلق أملًا بإعادة التوازن العالمي عبر التكنولوجيا. 4. تعزيز الحوكمة واتخاذ القرار الاقتصادي تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي اليوم في تحليل اتجاهات الاقتصاد الكلي، وتقييم المخاطر الائتمانية، وضبط التهرب الضريبي. فالهند طوّرت نظامًا رقميًا يعتمد على 'AI' لرصد التجارة غير الرسمية والتهرب من الضرائب؛ ما ساعد في رفع الإيرادات العامة بنسبة 14 %. كما تلجأ بعض الحكومات إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمحاكاة نتائج السياسات الاقتصادية قبل تطبيقها. 5. تسريع البحث العلمي والابتكار بفضل قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات، ساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة البحث العلمي، خاصة في مجالات الأدوية، والطاقة، والمناخ. كما أدى إلى تخفيض تكاليف الابتكار؛ ما يُمكّن الشركات الناشئة من المنافسة في مجالات كانت سابقًا حكرًا على الشركات العملاقة. مواقف المعارضين.. الذكاء الاصطناعي كتهديد اقتصادي بنيوي على رغم الحماسة التي يُبديها أنصار الذكاء الاصطناعي، فإن معارضيه يُثيرون مخاوف جوهرية تتجاوز المسائل التقنية إلى بنية الاقتصاد العالمي نفسه. يرى هؤلاء أن الذكاء الاصطناعي، في صيغته الحالية، وجوهر أدائه التقني، لا يخدم التنمية الشاملة، بل يُكرّس الاحتكار، ويقضي على الوظائف، ويُعمّق الفجوة الطبقية، ويُضعف قدرة المجتمعات على السيطرة على مستقبلها الاقتصادي ويمكن تلخيص دعوات المنتقدين في النقاط التالية. 1. تهديد سوق العمل وتفكيك الطبقة الوسطى يشير المنتقدون إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان الملايين من الوظائف، خاصة في المجالات المتوسطة المهارة التي شكلت تاريخيًا عماد الطبقة الوسطى. فعلى سبيل المثال، تعمل تقنيات الترجمة الآلية على تقليص الحاجة للمترجمين، وتقوم خوارزميات المحاسبة بتقليل الطلب على المحاسبين التقليديين، بينما بدأت السيارات ذاتية القيادة تُهدد وظائف سائقي الأجرة والنقل. ووفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (2023)، من المتوقع أن تستبدل الأتمتة نحو 85 مليون وظيفة بحلول العام 2025، على الرغم من خلقها وظائف جديدة، إلا أن هذه الوظائف تتطلب مهارات عالية في البرمجة، وتحليل البيانات، والرياضيات، وهي مهارات لا تمتلكها الغالبية العظمى من العاملين حاليًا. هذا الخلل قد يؤدي إلى بطالة هيكلية مزمنة وتآكل الاستقرار الاجتماعي. 2. تعميق الاحتكار وتركيز الثروة يرى كثيرون، ممن يقفون في وجه توسيع نطاق استخدامات الذكاء الاصطناعي، أنه بوعي أو دون وعي، يُعزز هيمنة الشركات الكبرى، خاصة تلك التي تمتلك البيانات الضخمة والبنى التحتية السحابية. فشركات مثل 'Google' و 'Meta' و 'Amazon' تملك من المعلومات والقدرات الحسابية ما يُمكّنها من احتكار الابتكار وتوجيه السوق وفق مصالحها. وهذا الوضع يخلق ما يسميه بعض الاقتصاديين 'الرأسمالية الخوارزمية'، حيث تتحول السوق إلى مساحة مغلقة تديرها خوارزميات بلا شفافية. هذا التركّز لا يُضعف فقط المنافسة، بل يخلق فجوة عميقة بين الشركات العملاقة وبقية الفاعلين الاقتصاديين، ويمنع الشركات الناشئة في الدول النامية من الدخول الجدي إلى السوق. 3. إخفاقات أخلاقية وتمييز منهجي العديد من حالات سوء استخدام الذكاء الاصطناعي كشفت عن ميل هذه التكنولوجيا إلى إنتاج نتائج متحيزة وغير عادلة. وتعود هذه المشكلة إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي تُدرَّب على بيانات تاريخية تعكس أوجه التمييز الطبقي أو العرقي أو الجندري في المجتمع. على سبيل المثال، في العام 2018 اضطرت شركة Amazon إلى سحب نظام توظيف آلي تبين أنه يقلل تلقائيًا من تقييم السير الذاتية للنساء. وتنعكس هذه التحيزات في القرارات الاقتصادية: من يُمنح قرضًا؟ من يتم قبوله في الوظيفة؟ من يُصنف كزبون مميز؟ الذكاء الاصطناعي هنا لا يُعيد إنتاج التمييز فقط، بل يُخفيه تحت قناع 'الحياد الرقمي'. 4. تقويض السيادة الاقتصادية الوطنية يرى النقاد أن الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال صنع القرار الاقتصادي، يُضعف قدرة الدول على التحكم في سياساتها. فمع ازدياد الاعتماد على خوارزميات خارجية في القطاعات الحيوية، تفقد الحكومات، وعلى وجه الخصوص حكومات الدول الصغيرة أو النامية، السيطرة على أدوات الرقابة والتنظيم. في حالات عديدة، باتت قرارات تتعلق بالإقراض أو التوظيف أو الاستثمار تُتخذ بناء على أنظمة خوارزمية مملوكة لشركات خاصة لا تخضع للرقابة العامة. الأمر لا يقتصر على الدول النامية، بل يمتد إلى الاقتصادات المتقدمة، حيث بدأت البنوك والشركات الكبرى تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي من تطوير شركات خارجية؛ ما يخلق تهديدًا حقيقيًا لـ 'السيادة الاقتصادية الرقمية'. 5. نشوء أزمات اقتصادية خوارزمية أحد المخاوف الكبرى يتعلق بالقدرة المحدودة للبشر على توقع وتفسير سلوك أنظمة الذكاء الاصطناعي المعقدة. فقد نشهد في المستقبل أزمات مالية أو تجارية أو استهلاكية ناتجة عن قرارات آلية غير مفهومة أو تفاعل تلقائي بين أنظمة متنافسة. مثال على ذلك ما حدث في 'الانهيار الخاطف' (Flash Crash) في بورصة نيويورك بالعام 2010، حيث أدت معاملات آلية إلى انهيار الأسواق خلال دقائق دون تدخل بشري. لذا يحذر المعارضون من أخطار تنامي استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي؛ أنه إذا استمر الاعتماد المفرط على أنظمة لا يمكن تفسيرها أو مساءلتها، فقد نصل إلى نقطة تفقد فيها المؤسسات الاقتصادية سيطرتها على أدواتها نفسها.