logo
ضد سايكس بيكو مع كينغ

ضد سايكس بيكو مع كينغ

Independent عربيةمنذ 2 أيام

لم يكن التكهن بأولوية الاختراق السوري الذي أنجزه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في غير مكانه، وجاء تصريح سفيره في تركيا ثم مبعوثه الخاص إلى سوريا توم باراك ليضفي على هذا الاختراق أبعاداً تتخطى اللحظة السياسية الراهنة إلى أبعاد تاريخية ورؤية استراتيجية مختلفة قد تتبناها الإدارة الأميركية الجديدة.
في التركيز على سوريا، دعماً لنظامها الجديد وتسهيلاً لمهامه، بل وحماية له من خصم إسرائيلي في الجنوب وحليف تركي طامح في الشمال، رهان أميركي على تجربة تخوضها قوى سورية وصلت إلى السلطة نتيجة إصرار دؤوب، ومعارك متدحرجة وخيارات متنوعة، لكنها تعبر في العمق عن خيارات سورية أساسية، وهي حققت في آن واحد تغييراً لنظام أتعب الإدارة الأميركية على مدى عقود، وابتز محيطه لسنوات طويلة، كما وجهت ضربة حاسمة لخصوم أميركا الرسميين، من إيران التي فقدت رأس جسرها إلى المشرق، إلى روسيا التي تنتظر مصير وجودها العسكري في بلاد الشام على رصيف التطورات السورية.
والرهان الأميركي لا يقتصر على سوريا، بل يمتد إلى محيطها، ومحيطها المقصود هو المنطقة الممتدة من العراق إلى لبنان وفلسطين، وهو ما يعنيه السفير الأميركي لدى تركيا توم باراك، مبعوث ترمب إلى سوريا، ولاحقاً، كما يبدو، إلى لبنان، عندما قال في تصريح نهاية مايو (أيار) الماضي بضرورة تغيير نظرة الغرب إلى منطقة الشرق العربي الذي يضم البلدان المذكورة.
انتقد باراك اتفاقية سايكس - بيكو (البريطانية - الفرنسية الموقعة عام 1916 بمشاركة روسيا قبل أن تنسحب منها)، وقال "لقد فرض الغرب قبل قرن من الزمان خرائط وانتدابات، وحدوداً مرسومة، لقد قسمت اتفاقية سايكس - بيكو سوريا ومنطقة أوسع، ليس من أجل السلام، بل من أجل المكاسب الإمبريالية، وقد كلف هذا الخطأ أجيالاً عديدة".
ويستنتج باراك، وهنا جوهر موقفه "لن نكرر هذا الخطأ مرة أخرى، لقد انتهى عصر التدخل الغربي، المستقبل هو للدبلوماسية التي تقوم على الحلول الإقليمية، والشراكات والاحترام، وكما قال الرئيس ترمب: لقد ولت الأيام التي كان فيها الغربيون يتدخلون في شؤون الشرق الأوسط ويذهبون إلى هناك ليعلموا الناس كيف يعيشون وكيف يديرون شؤونهم".
لم تكن الولايات المتحدة الأميركية شريكاً في مشروع تقسيم المشرق العربي خلال الحرب العالمية الأولى، كانت الدولة العظمى بعيدة من هذه الحرب وانتظمت فيها متأخرة إلى ما بعد الاتفاقية الإنجليزية الروسية الفرنسية، بل إن مساهمتها في رسم مستقبل المنطقة لم يؤخذ بها، اقتصرت تلك المساهمة على إرسالها لجنة كينغ - كراين إلى بلاد الشام لتستطلع رغبات مواطنيها ونخبها.
وخلصت أبحاث تلك البعثة عام 1919 إلى مطالبة غالبية السوريين واللبنانيين والفلسطينيين بالاستقلال في دولة تحمي الحريات والأقليات، كانت اللجنة من نتاج أفكار الرئيس الأميركي وودرو ويلسون عشية مؤتمر السلام في باريس، ولاقت جولتها ارتياح وترحيب السكان، لكن الأوروبيين المنتصرين فرضوا رؤيتهم في النهاية وقرروا تقاسماً ذهب بنتيجته لبنان وسوريا إلى الانتداب الفرنسي والعراق وفلسطين وشرق الأردن إلى الوصاية الإنجليزية.
كان ينقص تصريح باراك (أو منشوره) الإشارة إلى نتائج أعمال تلك اللجنة ليستخلص أن الرؤية الأميركية لوقائع المنطقة تختلف عن رؤية "الإمبرياليين" منذ ما يزيد على قرن، لكن قرناً مر تتحمل فيه أميركا والشركاء الأوروبيون والدوليون المسؤولية عما آلت إليه أحوال الدول والشعوب التي تقاسمها السيدان جورج بيكو ومارك سايكس.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الآن يبدي ترمب آراء جديدة، بعض تعبيراتها نجدها في كلمات مبعوثه الخاص باراك الذي يشمل في اهتماماته تركيا الواردة في نصه الذي أثار جدلاً وتقييمات، وآراء ترمب ليست في حاجة إلى إيضاحات إضافية، وهي قابلة للتغيير، عرضها في البيت الأبيض في شأن غزة، وكانت آراء صادمة وكارثية، ووجهت بانتقادات ورفض ما جعله يخفف من الإلحاح عليها.
في شأن سوريا كان في تصريحاته قدر من التخلي وعدم الاهتمام، لكنه ظهر في مظهر آخر لدى زيارته السعودية وإثر محادثاته مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ولقائه القادة الخليجيين، وعد ترمب عندها بالسعي إلى اتفاق في غزة وتقدم خطوته الكبرى في اللقاء مع رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع ثم قراره رفع العقوبات عن سوريا، فيما كان يعلن عن فرصة أمام لبنان عليه الاستفادة منها لإعادة بناء دولته وترميم اقتصاده.
بدا ترمب في خطواته هذه وكأنه يترجم ما قاله في السعودية أيضاً، من أن أيام تدخل الغرب في إدارة الشعوب لشؤونها قد "ولَّت"، وعليهم هم أن يمسكوا أقدارهم بأيديهم بدفع أميركي صريح، بين الإعلان الأميركي وتطبيق مساراته على أرض الواقع مسافات لا بد من قطعها وهو ما ينتظره من أميركا أبناء المشرق العربي من بغداد إلى غزة.
تحمل تصريحات السفير باراك وتوجهات رئيسه في الظروف الراهنة رغبة بالقول إن المنطقة لا تتحمل مزيداً من التقسيم والشرذمة، أي أن تكرار سايكس - بيكو في صيغ جديدة غير مطروح على بساط البحث، وهذا يعني الإبقاء على حدود الدول الوطنية كما رسمت قبل قرن، مما يعني عدم السماح بتقسيم سوريا أو لبنان أو العراق، وإنما الذهاب إلى ترتيبات تحمي وحدة هذه الدول وتزيد في تماسك مكوناتها ضمن أنظمة ديمقراطية تعددية، ويعني ذلك دعم الاتفاق بين الأكراد ودمشق، وإشراك الأقليات جدياً في حكم سوريا بما في ذلك الدروز والعلويين، كما يعني تدعيم قيام الدولة في لبنان والانتهاء من ازدواجية سلطة السلاح وعصر الميليشيات الوكيلة، وما يصح في سوريا يصح في لبنان والعراق واليمن.
لا تتفق هذه الرؤية التي يقول بها الأميركيون، لا الآن ولا في المدى الأبعد، مع المشروع الإسرائيلي في فلسطين وتجاه الدول العربية المحيطة، فإسرائيل تتمسك بالدولة اليهودية وترفض قيام دولة فلسطينية، إنها في حال تصادم تاريخية مع سايكس - بيكو وحتى مع وعد بلفور، وكلها الآن موضع انتقاد أميركي متجدد.
إسرائيل واصلت حتى أيام قليلة ماضية تحريضها على الفوضى في سوريا، وهي تعتبر في خلفية مواقف حكومتها أنه لولا "انتصاراتها العسكرية" في معارك الأشهر الماضية، ما كان للحركة الدبلوماسية الأميركية أن تنشط وتحقق مكاسب في الإقليم، خصوصاً في سوريا ولبنان بعد الضربات التي تلقتها إيران و"حزب الله" وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ستكون إسرائيل عقدة أساسية ومركزية تواجه المسعى الأميركي إلى رسم خرائط جديدة يأمل فيها ترمب، وسيكون الاختبار الأصعب أمام الرئيس الأميركي هو في كيفية التعامل مع الموقف العربي والدولي الحازم في شأن قيام دولة فلسطينية، فمن دون خطوة حقيقية في اتجاه الحل القائم على تسوية الدولتين لن يمكن استعادة الهدوء في الإقليم، وستتحول التصريحات عن مساوى سايكس - بيكو إلى مجرد "خطاب قومي" آخر وبائد، من مسؤول أجنبي هذه المرة، يدغدغ مشاعر لا تزال قائمة، شكلت دائماً وصفة للشرذمة والخراب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب يبقي خدمة 'ستارلينك' في البيت الأبيض
ترمب يبقي خدمة 'ستارلينك' في البيت الأبيض

الوئام

timeمنذ 4 ساعات

  • الوئام

ترمب يبقي خدمة 'ستارلينك' في البيت الأبيض

رغم تصاعد التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك، أكد ترمب، أنه لا يعتزم وقف خدمة 'ستارلينك' داخل البيت الأبيض، في حين أشار إلى إمكانية نقل سيارته 'تيسلا' خارجه، في خطوة رمزية تعكس الخلاف المتزايد بين الطرفين. وقال ترمب خلال تصريحات صحفية: 'قد أنقل سيارة تيسلا قليلاً، لكنني لا أعتقد أننا سنفعل منذلك مع ستارلينك. إنها خدمة جيدة'، في إشارة إلى شركة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التابعة لـ'سبيس إكس'، والتي يمتلكها ماسك وتوفر الإنترنت عالي السرعة. وكان ترمب قد أعلن في مارس الماضي عن شرائه سيارة 'تيسلا' حمراء من طراز 'موديل إس'، مشيراً آنذاك إلى علاقته الوثيقة مع ماسك. إلا أن العلاقة بين الطرفين توترت مؤخراً إثر خلاف علني بشأن مشروع قانون للضرائب والإنفاق، ما دفع البيت الأبيض إلى التفكير في الاستغناء عن السيارة. وعُلِم أن سيارة 'تيسلا' الخاصة بالرئيس كانت متوقفة داخل البيت الأبيض خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما لم يُتخذ بعد قرار نهائي بشأن مصيرها. وفي تطور لافت، قال ترامب يوم السبت إنه لا يسعى إلى 'إصلاح' علاقته مع ماسك، لكنه أشار لاحقاً إلى أنه لا يمانع في أن يتواصل معه الملياردير المثير للجدل، مضيفاً: 'لقد كانت علاقتنا جيدة، وأتمنى له الخير'. من جانبه، ردّ ماسك على مقطع فيديو يتضمن تصريحات ترامب عبر منصة 'إكس' برمز تعبيري على شكل قلب، ما فتح الباب أمام احتمالات تهدئة محتملة للخلافات بين الجانبين.

إسرائيل بصدد تجهيز بديل عن القوات البرية وتسخير الروبوتات
إسرائيل بصدد تجهيز بديل عن القوات البرية وتسخير الروبوتات

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

إسرائيل بصدد تجهيز بديل عن القوات البرية وتسخير الروبوتات

كشفت حرب "طوفان الأقصى" التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والمستمرة منذ 20 شهراً، عن نتائج الخطط العسكرية والأمنية التي وضعتها المؤسسة العسكرية لضمان جهوزية واستعداد الجيش الإسرائيلي لاحتمال خوض حرب قريبة، وفي مقدمها إهمال سلاح البرية والاعتماد على التكنولوجيا وتطوير معدات قتالية بديلة عن الجنود، وتفادي الثغرات التي خفضت من قدراته القتالية في ساحة حرب غزة. هذا ما كشف عنه بحث خاص أجراه معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، الذي أشار إلى أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أهملت على مدار أعوام القوات البرية وأفقدت مقومات الجيش ليكون جيشاً قوياً في أرض المعركة". وبحسب البحث تبين أن استعداد الجيش الإسرائيلي للمعركة التي يخوضها حالياً، هو جزئي، وأظهر ضعف جهوزيته لمواجهة تهديدات أخرى في ساحة المعركة الجديدة، لا سيما في مواجهة تهديد الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، وفوق كل ذلك تحدي الأنفاق. كما تبين ضعف كبير في تجهيزه حتى للعناصر البسيطة في ساحة المعركة، بخاصة الطائرات المسيرة التكتيكية. "جيش الفرسان" وفي ملخص البحث فإن ما سبق أن عرف بـ"جيش الفرسان" أصبح اليوم "وحدة الفرسان التكنولوجية"، ويقول الباحث في شؤون الحرب والشؤون القومية والأيديولوجية عيزر جات، في سياق استعراضه لبحث وضعية الجيش منذ الحرب واعتماده وتطويره تكنولوجياً، إن التقارير التي ذكرت أن الجيش يواجه مشكلات وعوائق بسبب العدد القليل لفرقه العسكرية هي أمر غير صحيح، ويضيف "تبين أن لدى الجيش عدداً من الفرق مماثلاً لعدد الفرق التي كانت لديه في حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)، عندما قاتل ضد نحو 18 فرقة معادية ونحو 4500 دبابة. أما القوة البشرية المجندة للجيش التي تقدر بنحو 350 ألف جندي، فهي أكبر بكثير من القوة البشرية لحزب الله وحماس مجتمعين. بالطبع ثمة حاجة إلى تعديلات متنوعة تشمل تعزيز القوات النظامية وتجهيز صفوفها، إضافة إلى توسيع وتكييف كبيرين لنظام الدفاع ضد الميليشيات في المناطق القريبة من الحدود لمواجهة أي هجوم مفاجئ على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر"، يقول جات. لكن، ووفق ما يحدد جات، هناك ما هو أشد خطورة من مجرد العدد الكبير لفرق الجيش وعناصره في مقابل ضعف قوتها، "فالتحديات والصعوبات التي يواجهها الجيش خطرة وكثيرة، وهي تتطلب قبل كل شيء تطوير تقنيات متقدمة في مجالات الذخائر الموجهة بدقة والدفاع النشط والاتصال والاستخبارات الآنية والذكاء الاصطناعي والروبوتات، هذه كلها تعتمد على أنظمة وتدابير مضادة إلكترونية محوسبة ودمجها مع نشاطات الجيش في ساحة المعركة". وبحسب البحث، اعتمدت إسرائيل على تصميم تكنولوجي في ساحة المعركة أكثر من الاعتماد على الجنود، وقامت بتزويد جيشها بمعدات وتصاميم لتصبح المعركة في ساحة الحرب معركة إلكترونية. ويقول جات "جيش الفرسان في طور التحول إلى جيش فرسان متطور تقنياً، ليس إلا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) العميد الاحتياط غاي حازوت أوضح فكرة كيفية تخلي إسرائيل عن الجيش البري في كتاب أصدره عام 2024، وتناول فيه، ضمن جوانب أخرى عن الجيش، ما تكشف عن ضعف الجيش في حرب "طوفان الأقصى". الكتاب أطلق عليه اسم "جيش التكنولوجيا العالية وجيش الفرسان، كيف تخلت إسرائيل عن الجيش البري؟". وانتقد حازوت بشدة تراجع أهمية القوات البرية في الجيش الإسرائيلي وإهمالها، عقائدياً وعملياتياً، على مدى العقود القليلة الماضية. كما انتقد تقسيم الجيش إلى "جيش تكنولوجي متطور نخبوي" يعتمد على سلاح الجو والأسلحة الموجهة بدقة والوحدات الخاصة، وما يسمى بـ"جيش الفرسان" المتقادم، القوات البرية التي تشكل المحور المركزي للجيش وبنيته العسكرية، وهذا جرى إهماله، ليفاجأ في ساحة الحرب في غزة. أنظمة الذكاء الاصطناعي وأكد حازوت أن ما ظهر في ساحة الحرب في غزة هو نتيجة للاعتماد على التكنولوجيا وبناء وحدات تكنولوجية، فيما تم إهمال القوات البرية حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها في حرب القطاع. وبرأيه فإن ما حصل يعود للاعتقاد الإسرائيلي بأن عصر حروب تل أبيب الكبرى انتهى، مع استمرار انسحاب الدول العربية من دائرة الصراع. في المقابل جرى تعزيز مركزية ما أطلق عليها "المعركة بين الحروب" التي طبقتها تجاه سوريا، و"نتيجة ذلك تراجعت قوة الفرق العسكرية التي كانت في الحروب السابقة تسحق العدو أثناء تقدمها عشرات ومئات الكيلومترات"، بحسب تعبيره، "لتصبح الآن تزحف إلى عمق بضعة كيلومترات بنتائج تكاد تكون معدومة". ومن بين أمور أخرى، كما أشار حازوت، خلق هذا فعلياً توازناً في الردع المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان و"حماس" غزة، وعزز من ثقتهما وجرأتهما، فيما الجيش الإسرائيلي أصبح "جيش الفرسان"، أي جيش غير قادر على المواجهة والحسم. من جهته، رأى لباحث جات أن "جيش الفرسان" أصبح جزءاً أساساً ورئيساً من "جيش التكنولوجيا المتقدمة"، وقال "في الواقع، كانت هذه العملية واضحة للعيان حتى قبل الحرب، وهي ترنو إلى الاتجاهات التكنولوجية العالمية الأساسية العامة التي تشكل الحرب وبناء الجيوش في العصر الحالي". في جانب آخر من بحث "معهد أبحاث الأمن القومي"، جرى تسليط الضوء على المنظومات الإسرائيلية المتطورة والقدرات الإسرائيلية بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة، تليها الطائرات الهجومية من دون طيار. كما طورت إسرائيل أكثر الصواريخ المضادة للدبابات تطوراً وأنظمة "أطلق وانسَ" وأنظمة "القفز". كما دخلت في الحرب الأخيرة أنظمة الذكاء الاصطناعي المدمجة بأجهزة استشعار متطورة لتحديد الأهداف وتوجيه الأسلحة، أما الأنظمة الروبوتية البرية فلم تصل إلى مرحلة أخيرة من التطوير قبل اندلاع حرب "طوفان الأقصى". في الأثناء، وعلى رغم التقارير التي تشير إلى ضرورة تكثيف الاستثمار في الجيش وجهوزيته، إلا أن المؤسسة العسكرية تواصل رصد الموازنات لتطوير منظومات إلكترونية وفي مجال الروبوتات، التي سبق واستخدمها الجيش في عمليات للكشف عن كمائن وغيرها. حالياً المهمة الأكبر إدخال منظومة الليزر الدفاعية التي، بحسب مسؤولين عسكريين، تشكل انعطافة استراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل، وثورة في مجال منظومات الدفاع الجوي، انطلاقاً من أن هذه المنظومة التي تأتي بديلاً عن منظومات دفاعية لمواجهة الصواريخ والمسيرات على مختلف أنواعها وكلفتها باهظة الثمن، ستوفر مليارات الدولارات لتكاليفها الزهيدة، كما ستضمن تقليص التهديد للجبهة الداخلية الإسرائيلية، في الوقت الحالي من الحوثيين وإيران.

إدارة ترمب تطلب من محكمة الاستئناف الإبقاء على الرسوم لفترة أطول
إدارة ترمب تطلب من محكمة الاستئناف الإبقاء على الرسوم لفترة أطول

الاقتصادية

timeمنذ 5 ساعات

  • الاقتصادية

إدارة ترمب تطلب من محكمة الاستئناف الإبقاء على الرسوم لفترة أطول

باتت محكمة استئناف فدرالية أميركية أقرب إلى إصدار قرار بشأن ما إذا كان سيُسمح بالإبقاء على معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب لفترة أطول، بينما تتواصل المعركة القانونية حولها. وطلبت وزارة العدل الأميركية يوم الإثنين من محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة الفدرالية تمديد الوقف المؤقت السابق الذي فرضته على حكم محكمة أدنى صدر في 28 مايو، قضى بعدم قانونية معظم رسوم ترمب الجمركية. وقالت الحكومة إن الحكم يُلحق ضرراً بقدرة الرئيس على إدارة السياسة الخارجية. وبات بإمكان المحكمة الفدرالية الآن إصدار قرار في أي وقت بشأن ما إذا كانت ستُبقي العمل بالوقف المؤقت طيلة مسار عملية الاستئناف، التي يُرجح أن تمتد لأشهر. وقد أشارت الإدارة أيضاً إلى أنها ستلجأ إلى المحكمة العليا إذا ما قررت محكمة الاستئناف رفع الوقف الحالي. "إضعاف موقف أمريكا التفاوضي" جاء في مذكرة الإدارة أن السماح بتعليق العمل بالرسوم الجمركية من شأنه أن يُضعف "موقف أميركا التفاوضي خلال مفاوضات تجارية حساسة، ويشجّع الدول الأخرى على ابتزاز بلادنا اقتصادياً، مما قد يُلحق ضرراً كارثياً باقتصادنا". وكانت هيئة مكونة من ثلاثة قضاة في محكمة التجارة الأميركية قد قضت الشهر الماضي، في إطار دعويين أقامتهما مجموعة من الشركات الصغيرة وعدد من الولايات بقيادة الحزب الديمقراطي، بأن ترمب تجاوز سلطاته حين فرض الرسوم الجمركية بموجب قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية لعام 1977. وتشمل الرسوم المشمولة بالحكم الرسوم المتبادلة بنسبة 10% التي فرضها ترمب، ورسوم "يوم التحرير" التي أعلنها في الثاني من أبريل، فضلاً عن الإجراءات التي استهدفت الصين وكندا والمكسيك على خلفية تهريب الفنتانيل. أما الرسوم الأخرى المفروضة على الصلب والألمنيوم والسيارات، والتي فُرضت بموجب قوانين مختلفة، فلم يشملها الحكم. محاولة جديدة لوقف الرسوم في مسعاها لمنع تمديد الوقف المؤقت، استندت الشركات الصغيرة والولايات الديمقراطية التي أقامت الدعوى، إلى تصريحات علنية أدلى بها مسؤولون في الإدارة قللوا فيها من أهمية الحكم، وأشاروا إلى أن لديهم وسائل أخرى لفرض الرسوم الجمركية. وقد ردت الإدارة على هذا الطرح يوم الإثنين. وقالت الحكومة في مذكرتها: "تفكيك الرسوم الحالية في هذه اللحظة الحرجة، بناءً على افتراض أن الرئيس يمكنه نظرياً فرض رسوم جمركية أخرى (أقل فاعلية) لاحقاً، استناداً إلى سلطات أخرى، لا يعالج مشكلة التوقيت: فحالات الطوارئ قائمة الآن، والمفاوضات جارية الآن". جرى تعليق النظر في عدة دعاوى أخرى تطعن برسوم ترمب الجمركية، بانتظار قرار محكمة الاستئناف الفدرالية. وفي الأسبوع الماضي، أعلن قاضٍ في محكمة أدنى أنه سيسمح بمضي إحدى القضايا قدماً، وهي تتعلق بقرار ترمب إنهاء الإعفاء الجمركي الممنوح للطرود صغيرة القيمة القادمة من الصين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store