
زياد الرحباني.. موسيقى تمشي على حواف الجراح
خرج من عباءة الوريث للمجد العائلي؛ ليصبح مشروعًا مختلفًا تمامًا، صوتًا غريبًا في أوركسترا مألوفة، لا يشبه أحدًا، ولا يريد أن يُشبهه أحد.
زياد الوجه الآخر لبيروت.. بيروت الساخطة، الساخرة، المنهكة من الحرب، والباحثة عن معنى. لم تغره النجومية، بل اختار أن يكتب عن البسطاء، عن الفقراء، عن الحب المكسور، والسياسة المهترئة. فكان مؤمنًا بأن الفن يجب أن يزعج لا أن يجمّل، أن يُقاوم لا أن يُصفّق.
"سألوني الناس".. أول نغمة
في عام 1973 خرجت أولى ألحان زياد للجمهور وهو في السابعة عشرة من عمره، ليعلن عن ميلاد موهبة موسيقية ساحرة، فكانت "سألوني الناس" هي أول ألحانه التي غنتها فيروز عام 1973، في غياب عاصي إثر وعكة صحية.
جاءت الأغنية محمّلة بالشجن، واللحن يحمل ما يكفي من الحساسية ليتسائل الجميع بدهشة: من هذا الصغير الذي يكتب بهذا النضج؟
الخشبة التي تحكي الحرب
لم يكتفِ زياد بكونه ملحّنًا شابًا، سرعان ما دخل المسرح، والكتابة الساخرة، والسياسة، والاشتباك مع الشأن العام. كانت مسرحيات زياد السياسية/الكوميدية كـ "نزل السرور"، "بالنسبة لبكرا شو"، "فيلم أميركي طويل"، و"شي فاشل"، بمثابة نشرة أخبار بديلة. عَبر بشخصيات مسحوقة، ومواقف يومية، وشتائم لاذعة، عن مزاج الشارع اللبناني، لا كما يريد الإعلام، بل كلسان حال الشعب. فمسرح زياد الرحباني لم يكن فقط عرضًا فنيًا، بل تفريغًا جماعيًا من القهر، ومُساءلة مفتوحة للنظام، والطائفية، والفساد، والتاريخ.
اليسار، السياسة، والخروج من الحلم
لم يتردد في الاعتراف بانكساراته السياسية، بل وبخيبة أمله في كثير ممن كان يُعلّق عليهم آمالًا. وبهذا، ظلّ صوته مستقلًا، متمرّدًا، ورافضًا للتصنيف
على الرغم من انتماء زياد للتيار اليساري، إلا انه لم يتبنى فصيل بعينه ليكون بطل لأعماله، بل انخرط في التعبير عن القضايا العمالية والفقر والتفاوت الطبقي. فكتب للإذاعة، وتحدث عن "المناضل المهزوم" كما لم يفعل أحد، لكنّه ظلّ ساخرًا من كل شيء، حتى من اليسار نفسه..
الحبّ في حياة زياد.. بين الهروب والاعتراف
لم يكن زياد يومًا رومانسيًا بالمعنى التقليدي، لكنه كان عاشقًا بشراسة. فكتب "البوسطة" وهو في عمر الرابعة عشرة ليوثق حبه الخفي لمحبوبته ليلى التي استعاض عن اسمها بعالية.
في مطلع شبابه تزوج من الصحفية "دلال كرم"، وأنجب منها ابنه "عاصي"، ثم انفصلا، وجمعته قصة حب طويلة بالنجمة "كارمن لبّس"، فكتب لها "بلا ولا شي" و " بنص الجو" وغيرها من الأغنيات التي وثقت عنفوان هذا الحب.
فشل زياد في قصصه العاطفية لم يمنعه عن كتابة أغنيات الحب، فكانت دومًا تحمل حنينًا من نوع خاص، وكأنها موجهة لحب خسره سلفًا. يقول في إحدى مقابلاته: "أنا مش ضد الحب، بس الحب ضدّي غالبًا".
قصص الحب في حياته ظلّت حاضرة في أعماله، خاصة حين يتحدث عن العجز، عن اللقاء، أو عن العتاب الطويل الذي لا يجد طريقه للنهاية. ويمكن القول إن الحب عند زياد كان مشاغبًا، عكس ما تربّى عليه جمهوره من رومانسية فيروزية.
خلافه مع فيروز.. صمت يبوح بالكثير
منذ أوائل التسعينات، بدأت الخلافات تطفو إلى السطح بين زياد ووالدته، كان الخلاف شخصيًا وفنيًا في آنٍ واحد. انتقاد زياد لبعض خيارات فيروز كان الشرارة التي أشعلت نيران الخلاف، حيث اعتبر أن ما تُغنيه فيروز لا يُشبه العصر، بينما هي تمسكت بمسارها الكلاسيكي، ورفضت بعض ألحانه ذات الطابع الغربي أو السياسي.
عندما تجاوزت علاقة زياد الرحباني بلبنان والخروج المفاجئ للزواج، التقى بفيروز مصادفة، فسألته ببراءة:
"كيفك إنت؟ عم بيقولوا صار عندك ولاد، وأنا والله كنت مفكرتك براة البلاد." شكّلت الشرارة التي أثرت لاحقًا أغنية تحمل طابع الحنين والمواجهة المنصفة بين الأم وابنها.
بعد سنوات من التردد، أخفى زياد الأغنية في أدراجه لأكثر من أربع سنوات، قبل أن يقنع فيروز بها، رغم تحفظاتها الأولية. سألت بصراحة: "هيدي شو بدنا نعمل فيها؟" لكنه أصرّ، وفي النهاية غنتها السيدة فيروز عام 1991 ضمن أغنيات ألبوم يحمل اسمها.
"كيفك إنت" لم تكن مجرد عمل موسيقي، بل رسالة مزدوجة: للابن، للأم، وللبنان. بنغماتها الحزينة ومفرداتها العاطفية، بدت كأنها صدى لجفاء مضمر، ومصالحة موعودة لا تُعلن.
كما تُعد تحولًا لافتًا في المشهد الفني الرحباني، حيث خَلَت الموسيقى من الأساطير، وحملت الحقيقة على لسان امرأة تحزم جعبتها من الأسى والعتاب، لكن رغم النجاح الجماهيري الكبير، إذ بيعت بنسخ كثيرة وحققت انتشارًا واسعًا، بقيت الأغنية من أهم نقاط التوتر الفني بين زياد ووالدته. حيث جاءت بمثابة النقطة فاصلة في علاقتهما.
موسيقاه بـ أصوات أخرى
رغم ارتباط اسمه الدائم بفيروز، فإنّ زياد لحّن لعددٍ كبير من المطربين, حيث لحّن لـ جوزيف صقر صديقه وشريكه الفني الأقرب، وأعاد تقديم الفنانة التونسية لطيفة بـ ألبوم غنائي ذو تيمة موسيقية مختلفة قدمت صوت لطيفة من زاويا غير التي اعتادها الجمهور. تميز زياد الرحباني بموسيقاه المتنوعة بين الجاز، والموسيقى الشرقية، والتجريب. وحتى في أكثر ألحانه بساطة، كان يحمل توقيعه المميز: نصف ابتسامة، ونصف ناي حزين.
الغياب الطويل.. والحضور المستمر
في السنوات الأخيرة، ابتعد زياد عن الأضواء. لم يُصدر ألبومات جديدة، وقلّ ظهوره الإعلامي، لكنه ظلّ حاضرًا في الذاكرة. أعماله المسرحية يُعاد بثّها، تسجيلاته النادرة تُتداول على نطاق واسع، وكلماته يُستشهد بها كأنها من كتاب مقدّس للواقعية الساخرة.
ابتعاده لم يكن انسحابًا، بل احتجاجًا أخيرًا من فنان رفض أن يكون جزءًا من مهرجانات التصفيق، أو أيقونة تُستَهلَك فقط. كان يكرّر: "أنا مش نجم، وما بدي كون نجم".
وداعًا يا زياد..
عندما يُذكر زياد الرحباني، لا يُذكر كملحّن فقط، ولا ككاتب ساخر، بل كظاهرة. رجلٌ حمل على كتفيه إرثًا هائلًا، لكنه اختار أن يسير وحده في الاتجاه المعاكس. كان يحلم بوطن عادل، وبفنّ يقول الحقيقة بعيدًا عن التجميل. ورغم خذلان الوطن، لم يخن فنه.
زياد الرحباني الفنان الفيلسوف، ربما لم يُنصفه الزمن، ولا الصحافة، ولا حتى بعض أفراد عائلته. لكنّه، دون شك، أنصف نفسه أمام مرآة الخلود.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مدى
منذ 3 ساعات
- مدى
رسالة منيحة من زياد
منذ شهرين تقريبًا، سألني الصديق العزيز، محمد هوجلا كلفت، قبل سفره إلى بيروت: «عايز حاجة من لبنان؟»، فأجبته: «أي حاجة من ريحة زياد رحباني». كنت قد انتهيت لتوي من كتابة تدويناتي اليومية عن موسيقى الجاز، على صفحتي على الفيسبوك، فأرسلتها إليه، توضيحًا لقيمة زياد الموسيقية الكبيرة عندي: «عود وبزق وأكورديون وقانون وناي وطبلة ورِق وكونترباص وكمان ولحن «آخد حبيبي يانا يمّه» لمحمد سلطان. آلات نعرفها ولحن نعرفه في جو لا نعرفه من إبداع أحد أهم شيوخ طريقة موسيقى الجاز في بلادنا، زياد رحباني، في مقطوعة من مسرحية «بالأفراح» في التعليق الأول. يحرر زياد عازفي الآلات من عزف نفس النوتة مجتمعين من بداية اللحن إلى نهايته، فيكتب لهم إلى جانب الجملة اللحنية الأساسية لمحمد سلطان نوتات منفردة، ويبدل الأدوار بينهم في عزف جمل مقدمة اللحن وخطوط البيز الخلفية بالتناوب، ويخلق لبعضهم مساحات صولو فتدخل في عصب اللحن الأصلي ودون أي تنافر ما تستدعيه ذاكرتهم الموسيقية في تلك اللحظة من جمل لحنية مثل مقدمة لحن (قال يا بيتا لنا جاورتك الأنهر) للأخوين رحباني وجملة من دور (في نور محياك الغني يسرني أشدي لك الألحان) للشيخ زكريا أحمد. نسق موسيقي وأجواء طربية يرقص لها الروح والجسد، تجعلك تتمنى لو أن الرحباني الصغير أعاد توزيع تراثنا الموسيقي بأكمله. يعطيك الصحة يابو الزيز ❤ #لولا_فسحة_الجاز ثم أرسلت له رسالة أخرى تقول: «تقريبا أكتر نظام عربي بكرهه في حياتي هو النظام اللبناني عشان فشخوا أهم موهبة موسيقية في منطقتنا اللي من غير الحوارات اللي اتسحل فيها كان حايبقى عندنا حاجة في أهمية تشارلي باركر أو راي تشارلز من حيث حجم العطاء. يلا عزاءنا إن في الآخرة حانقعد كلنا حوالين البيانو بتاعه نسمع مزيكا واحنا شايفين كل المنايك بتتشوى في جهنم قدامنا في أحلى فيديو كليب». عاد لي صديقي بعدها بأسبوعين ليسألني من داخل أحد محلات الكاسيت في بيروت: «هدوء نسبي ولا بالأفراح؟»، فاخترت الهدوء النسبي، لأنه في نظري المشروع الأكثر تعبيرًا عن طموح زياد الموسيقي، والذي كنت أراه حتى تلك اللحظة مشروعًا موسيقيًا مجهضًا، بسبب الانخراط في الواقع السياسي البغيض لمنطقتنا العربية بشكل عام وللبنان بشكل أخص. ثم عاد الصديق بعدها بأسبوع حاملًا معه مفاجأة سارة وغير سارة في نفس الوقت. فالشريط الذي ابتاعه لي كان جديدًا، مغلفًا بسوليفان محكم، لم يُفتح منذ إصداره عام 1985، أي منذ 40 عامًا بالتمام والكمال. كنت أرغب في الاستماع إليه بكل تأكيد، بعدما شجعني قبل ذلك بشهور مشروع «خرائط الشرائط»، للصديق أسامة أوزأوز، على شراء «ووكمان»، وإعادة اكتشاف متعة الاستماع إلى الشرائط، لكن كيف لي أن أفرّط في الاحتفاظ بشريط جديد لزياد الرحباني. وضعتُ الشريط أمامي في المنزل، متوسطًا رفًا متواضعًا، يحمل جوائز وشهادات تكريم حصلت عليها. وأصبح لدي طقس يومي جديد بتأمل الشريط ورسالة زياد المغلفة بداخله. وسألت نفسي متى سأفض هذا السوليفان لأستمع إلى الشريط؟ وفكرت في مناسبات عديدة قادمة جميعها مناسبات سعيدة (منها اقتراب إصدار برنامجي الإذاعي الأول عن الموسيقى راديو جيلاتو) إلى أن استيقظت ذات صباح على الخبر الأليم برحيل زياد. أقسم أن الصمت الذي حل عليّ ذلك الصباح أسمعني صوت خشخشة السوليفان، كأن ثمة صوص صغير قرر تكسير جدار البيضة والخروج إلى العالم. أمسكتُ علبة الشريط في يدي فترات طويلة ذلك اليوم، واتصل بي صديقي نائل الطوخي -نافذتي الأولى على مشروع زياد الغنائي والموسيقي- ليعزيني في رحيل زياد. تماسكت حتى صباح اليوم التالي عندما قررت أولًا تسجيل صوت خشخشة السوليفان قبل فتحه، ثم تراجعت عن فض السوليفان بالكامل، لأكتفي بفتحة من الأعلى، تسمح فقط بخروج علبة الشريط وتحافظ على سلامة باقي السوليفان، كتذكار من بيروت للإسكندرية. أطفأتُ الراوتر ووضعت هاتفي في وضع الطائرة، قبل أن أضع الشريط في «الووكمان»، وأستمع إلى الوجهين دفعة واحدة. ساعة من المتعة الخالصة والتأمل، في موسيقى أعرفها عن ظهر قلب، كشفت لي أسرارًا جديدةً عما كنت أظنه مشروعًا موسيقيًا مجهضًا، عندما كنت أستمع إلى تراكاته منفردة في صيغة الإم بي ثري، سواء من مجلد يحتوي أغانيه على جهاز الكمبيوتر أو صفحته على «سبوتيفاي» و«ساوند كلاود». فما استمعت إليه وأدعوكم إلى تأمله هو شريط أنتج في 1985 يحمل رسالة إلى 2025 بعد رحيل صاحبها. «هدوء نسبي» عبارة اختارها الإعلام الرسمي اللبناني في سنوات الحرب الأهلية لوصف فترات وقف إطلاق النار بين الفصائل المتقاتلة. عِشق زياد لتعددية التأويل للكلمة والجملة اللحنية والتوزيع الموسيقي التقط تلك العبارة لتكون عنوانًا لمشروعه الجديد في 1985. فالهدوء لا يمكن أن يكون نسبيًا. فإذا كان هناك ثمة تهديد لهذا الهدوء فإنه يحوله إلى توتر بسبب الترقب والخوف. ولكن هذا هو الموجود في تلك الحالة، وهي حالة لبنانية شديدة الخصوصية قرر زياد أن يخاطب العالم منها، ومن هنا كان اختياره ليكون مشروعًا موسيقيًا خالصًا، حتى في حضور بعض الكلمات. الخصوصية اللبنانية يعبر عنها زياد في مقدمة فيلم تسجيلي -أُعدَّ عن هذا المشروع بنفس عنوانه «هدوء نسبي »- بأنه فقط في لبنان يمكنك تخيل قطعة هامبرجر بطعم قرص الفلافل لتوافر الاثنين بنفس المعدل في الحياة اليومية. ثم يجلس على آلة البيانو (الهامبرجر) ليغني لنا أفكاره شديدة اللبنانية كأقراص الفلافل. آن دي تروا كاتر… بلا ولا شي لحن بسيط مكون من جملتين موسيقيتين، يعبران عن حالتين موسيقيتين، الأولى متبرمة منزعجة تختفي خلف كلمات ذات جرس موسيقي قوي ودلالات فظة «جوقة أمك بيك، مسخرة، نسوان تحيك، كل شي فيه تزيين، الثُقلا والمهضومين، إلخ..»، والثانية حالمة رقيقة تختفي خلفها الكلمات ما عدا تلك الكلمة التي يفرد لها مساحة لحنية أطول «الفيّ» (الظل) تلك المساحة التي «مش لحدا»، ولهذا يدعو حبيبته للجلوس فيها. هذه المقابلة بين كلمات الحالة الموسيقية الأولى وموسيقى كلمة الحالة الثانية تلفت النظر إلى ملاحظة ذكرها زياد، في حواره بالفيلم، عن الفرق بين الأغاني والموسيقى، بأن الأغاني حكر لمتحدثي لغة ما، أما الموسيقى فهي «لغة أممية»، يجلس العالم بداخلها دون أن يحتكرها أحد. هنا تخرج أغنية «بلا ولا شي» من عباءة «الحب اليساري»، الذي سجنت بداخله لعقود طويلة، لتمتد للحديث عن علاقتنا الملتبسة بالموسيقى الخالصة، والتي نهرب منها إلى مساحات احتكارية، مثل الأغاني التي تسيطر عليها اللغات غير الأممية. هدوء نسبي عنوان الشريط والمشروع والحالة المزاجية التي تعكس في ماذا يفكر زياد عندما تتوقف الحرب ولو لدقائق. يجلس زياد إلى آلة البيانو ليعزف عليه لحن رق شرقي قديم، بتقسيماته شديدة الشرقية. جُملة الرق بتقاسيمها المتعددة يلعبها (أو يدقها بتعبير زياد)، بأسلوب موسيقى الجاز، المتفِّق مع أيديولوجيته الفكرية والسياسية والثقافية. وهي باختصار شديد، جملة لحن رئيسية، تلعبها آلات الفرقة الموسيقية بنوتات موسيقية مختلفة، في نفس اللحظة، تتركب سويًا في نسق هارموني مُحكم، ثم يتناوب العازفون واحدًا تلو الآخر في ارتجال تفسيرهم الخاص للجملة الرئيسية، كل على آلته، فيما يسمى بالصولو أو العزف المنفرد، بينما يقوم باقي العازفين في تلك اللحظة بملء الفراغات الصوتية، التي يخلفها العازف المرتجل، وراءه، إلى أن ينتهي من وصلة العزف المنفرد هذه، فيعود مرة أخرى من موقع القيادة المؤقت إلى صفوف الجماهير، للعب الجملة الرئيسية للحن، مع باقي العازفين، قبل أن تنتقل السلطة مؤقتًا وطوعيًا إلى عازف جديد، وهكذا إلى أن ينتهي اللحن. في الجاز وجد زياد ذلك الفضاء، الذي تتداول فيه السلطة سلميًا، ويسمح للفصائل المختلفة بالتعبير عن نفسها بشكل عادل يفاجئ المستمع بممكنات موسيقية جديدة، تعبر عن أفكار ومشاعر جديدة في كل مرة يعزف فيها اللحن. لم يجد زياد هذا الفضاء في واقعه السياسي والاجتماعي والثقافي ولا في المشهد الموسيقي الشرقي المتجمد خلف التفسير الأحادي للحن، حيث تعزف جميع الآلات نفس النوتة خلف مطرب وكلمة يقودان من البداية إلى النهاية جماهير تركض خلف التطور فقط -بحسب تعبير زياد في الفيلم- «كمستهلكين للسيارات وبنطلونات الجينز وأجهزة التبريد ولكنها تنفر من تجديد الموسيقى»، التي تتطلب مجهودًا ذهنيًا ووجدانيًا للاستمتاع بها. نفس الشغلة، يلا كشوا بره، ما تفل بعد الهدوء النسبي يبدأ زياد في إدخال العنصر البشري تدريجيًا، وبشكل إبداعي، داخل النسيج الموسيقي للتراكات التالية. ففي «نفس الشغلة» تدخل الأصوات البشرية بالآهات والهمهمات، كآلات موسيقية لتنتج نفس الشغلة، وهي تأثير الهدوء النسبي. تأثير الموسيقى الخالصة باستخدام آلات التراك السابق نفسها. وفي «يلا كشوا بره» و«ما تفل» تلعب الكلمة نفس دور الجملة الموسيقية الرئيسية التي يختبر جميع العازفين إمكانياتها الغنائية، عن طريق تكرار المفردة عدة مرات، لكن بأسلوب جديد في كل مرة. يؤكد زياد على عدم جِدة هذا الأسلوب الموسيقي علينا كمستمعين، بل ويعود بنا إلى لحن قديم لملهمه الأكبر الشيخ زكريا أحمد اسمه «حِلم»، ليشرح لنا كيف استطاع تكرار مقطعي «بقى يقوللي» و«وأنا أقوله»، بشكل لا نهائي، دون تكرار للأداء اللحني، لنشعر بها في كل مرة ككلمة جديدة، إلى أن نصل لمقطع «وخلصنا الكلام كله». من هنا تنبع ثقة زياد في تراثه الموسيقي المتمثل في المجددين من أمثال زكريا أحمد، فيكرر التجربة مع عبارتي «يلا كشوا بره» و«ما تفل»، بصوته وصوت سامي حواط ومونيكا عسلي والجوقة، وسط موسيقى الآلات العصرية التي تعبر -بحسب زياد- تعبيرًا صادقًا عن اللحظة الموسيقية، التي ولدت فيها «فيك تعرف في أي سنة انلعبت وايش كنا لابسين». يختار إيقاعًا شرقيًا راقصًا للأولى، وهو يخبر جمهوره بضرورة أن «يكشوا بره»، وإيقاعًا جرووفيًا متسارعًا للثانية راجيًا إياهم ألا «يفلوا». ثم يهبط بهم إلى نهاية الوجه الأول مع توزيع جديد لمقطوعة موسيقية، من عمل مسرحي أقدم، بعنوان «بالنسبة لبكرا شو»، يختار له قالب البوسا نوفا، لالتقاط الأنفاس قبل مواجهة الوجه الثاني، الذي يقرر فيه أن يتحدث معهم. … بصراحة «طيب ما فيه حديث مهم كمان لازم أحكيلك ياه»، يختار زياد لهذا الحديث إيقاع الفنك الخفيف، ليخفف من وطأة ما سيقال، «بصراحة وما في أحلى م الصراحة»، بصوته للمرة الأولى في هذا الشريط. يبطئ اللحن ويطعمه بحليات لحنية شرقية غير مكتملة (ربع تون)، عند التعبير عن الهزيمة «ما عدت أعنيلك شي.. ما عدت أنفع لشي»، وينضم إليه سامي حواط ليغني معه الجملة المكررة من طبقة مختلفة في لحظة تضامن، تدفعهما إلى الضحك والسخرية في النهاية من هذه الهزيمة، ثم العودة باللحن مرة أخرى إلى الفنك الراقص والغناء الجماعي متعدد النغمات، معلنًا أن الحياة لن تتوقف بترك حبيبته له ومعددًا مواقفه الإيجابية معها، باستخدام مفردات تحتمل كل منها معاني مختلفة، في نفس الوقت «اذكري – نضيف – كبير – بهيم»، وعندما تبدأ الجوقة في تكرار الجمل الغنائية بشكل لا نهائي ينخفض الصوت تدريجيًا، ليفسح المجال -دون أن يختفي- للألتو ساكسفون ليعزف صولو مكون من نغمات تعبر عن بعث وارتقاء جديدين من تلك الهزيمة المؤقتة. من الـ5 للـ7 تعبير فرنسي يُستخدم للتعبير عن الأنشطة التي يقوم بها الأفراد، بين روتينهم الصباحي في العمل والمسائي في المنزل. فهي المسافة الزمنية بين انتهاء فترة الدوام الصباحي والوصول إلى المنزل ليلًا. يحاول فيها المرء استغلال ذلك الوقت في التسكع بحثًا عن معنى لوجوده أو علاقة عابرة أو متعة مختلسة. أما زياد -قبل الوصول إلى محطته الأخيرة في التراك القادم- فيبحث بتجواله على مفاتيح كيبورده الكهربائي عن علاقة موسيقية جديدة مع آلات فرقته، في لحن يبنيه على جمل متحاورة بين الكيبورد والجيتار والساكسفون والترومبون، يعود بعد كل حوار إلى جملته الأساسية، التي بدأ منها التسكع الموسيقي، متأثرًا بنغمات اكتسبها من حواره السابق مع آلة ما، وصل معها إلى حالة توافق أو تنافر، ولكنه مر منها سالمًا وحيدًا في نهاية الأمر، في اتجاهه لمواجهة كابوس روتينه المسائي، الذي ضجر منه، فقرر أن يسلم له نفسه طائعًا قائلًا له: روح خبِّر أعاد زياد من قبل إنتاج ألحان عالمية بكلمات عربية، تعبر عن محتوى اللحن العالمي. ففي «ولا كيف» حافظ على جو استعادة الجمال الغائب في الخريف لأغنية «أوراق الخريف الميتة» لإيف مونتاند، وفي «شو بخاف» حافظ على حالة الترقّب لأغنية «صباح يوم الكرنفال» ، للويس بونفا، وكذلك فعل بالحفاظ على خفة جو كلمات «مش بس تلفنلي» المستوحاة من أغنية رقص السامبا البرازيلية. أما في «روح خبر» فزياد يختار أن يذهب في اتجاه معاكس تمامًا لفحوى الكلمات. يحافظ فقط على حالة امتلاء الروح بجو ما، ولكنه يختار جوًا مضادًا لجو كلمات أغنية بيل ويذرز ، سأكتفي فقط بعرض مقطع واحد منها، هنا جنبًا إلى جنب، وهو ما وجدته مقصودًا، بطرح رؤية شديدة الخصوصية، في سياق موسيقي عالمي: خدني بحلمك مرة واحدة خدني وروق صباح سان فرانسيسكو يأتيني صافيًا منعشًا كل اللي قايلهون عني وصلولي لست متأكدًا أمستيقظ أنا أم ما زلت أحلم كل شي مرق علي بعمري جروح وحروق أركب قطارًا مع فات والر الذي يخبرني مش مارق عمخي هيك فصولي بأن الموسيقى هي الحقيقة وما عداها مزيف مش متوقع منك إنت هيك بالذات جيلي رول يعزف موسيقاه في ستوريفيل ومش عم صدق لما بيقولولي ولويس آرمسترونج يشدو في شيكاغو لا بتفل ها هم يعزفون ولا مخليني إني فل أحاسيس عميقة لا تزول شوف شي حل يتركون صوت حاجي تحوم أرواحهم حاجي تدور في الهواء حاجي تكذب ع الجمهور أستطيع سماعها بوضوح راح بتشوووووف وأنا أعلم جرب غيري وشوف أنهم تركوا روح خبر ظلال أرواحهم عني وقول على عقلي شي معقول على عقلي أو روح ع طول على عقلي في ظروف مختلفة، كان زياد سيخبرنا عن صباح محبب في أحد أماكنه المفضلة، يتذكر فيه أثر موسيقى ملهميه الموسيقيين، وهم كثيرون (زكريا أحمد، دوك إلنجتون، باولو كونتي، ستان جيتز)، ممن تركوا ظلال أرواحهم على عقله. ولكن ثمة شيء أو شخص أو موقف سياسي أو حرب أهلية أو إخفاقات عاطفية تقف حائلًا بينه وبين شغفه الكبير بالموسيقى ومعرفته الموسوعية. تمثل «روح خبر» في هذا السياق حوارًا مع هذا الحائل على مستوى يواجهه بحقيقة جثومه على صدره ككابوس، وعلى مستوى آخر حوار مع بيل ويذرز، يخبره على نفس اللحن، لماذا لا يستطيع أن يقدم طوال الوقت موسيقى خالصة يتواصل من خلالها مع ملهميه مثله، إلا في فترات الهدوء النسبي. من كل بد، خلاص، فينالة عودة زياد إلى حضن الموسيقى الخالصة في الثلاثة تراكات الأخيرة بعد مواجهة «روح خبر» هي ما جعلتني أعيد النظر في فكرتي عن مشروعه الموسيقي «المجهض»، الذي كنت أستمع إليه كتراكات منفصلة، تشعرني بالتعاسة. ففي حقيقة الأمر، وبعد الاستماع إلى الشريط كاملًا ودون توقف، أرى أن زياد عبر بموسيقاه هنا، في هذا المشروع، عما يعبر عنه بالكلمة، في مشروعاته الغنائية والمسرحية الأخرى. ففي قلب معركته وشكواه من عدم تفرغه لصناعة موسيقى خالصة كبيل ويذرز وآخرين يحبهم، فهو ينتصر على واقعه السياسي بمشروع موسيقي ملتزم، يجهض محاولات خنقه بالحروب والإحباطات السياسية. لم أعد مهمومًا بانتظار لحظة انتقام العدالة الشعرية من الواقع السياسي، الذي حاول إجهاض مشروع زياد الموسيقي. فقد بعث موت زياد الحياة في مشروعه الموسيقي من جديد. ويشهد شريط «هدوء نسبي» عما كان يشغل بال زياد في قلب جحيم الحرب الأهلية. ولم أكن لأنتبه لذلك، لولا الصدفة التي قادتني لقراءة رسالة زياد، من السوليفان وحتى الفينالة. فشكرا لنائل وأوزأوز وكلفت -ساعي بريد زياد الرحباني- على توصيل الرسالة.


في الفن
منذ يوم واحد
- في الفن
زياد ظاظا ورؤية بصرية جديدة لبحيرة قارون والفيوم في كليب "بتقف ليه" بتوقيع مصطفى الكاشف .. صور
في أولى تجاربه الإخراجية، نجح مصطفى الكاشف في تقديم كليب متميز ومختلف عن المتواجد عن الساحة يحمل عنوان "بتقف ليه"، ليأتي متناغم مع الشكل الجديد الذي يقدمه المغني زياد ظاظا في أغاني ألبومه الجديد والذي يحمل عنوان "باليني". تابعوا قناة على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا الكليب تم تصويره في بحيرة الفيوم، ويصفه الكاشف بأنه قصيدة بصيرة حميمية في مكان عادة ما يتم تجاهله في وسائل الإعلام رغم واقعيته، مضيفا: "أردت أن ألتقط لحظة تجمع بين الأزمنة: حب صامت، مسافة ثقافية". وحظي الكليب بإعجاب العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين أبدوا سعادتهم باختيار مكان طبيعي، مثل بحيرة الفيوم، لا يحتوي على الكثير من التدخلات التجميلية مثل الشائع في الكليبات المصورة، وهو ما علق عليه الكاشف بقوله إن اختيار الفيوم لتميزها كمكان يملك شخصية بحد ذاتها من ألوان وحياة أهلها النابضة وما تملكه من طقوس وذكريات أجيال. وقال: صورنا كل شيء بضوء طبيعي، وسط السكان المحليين، وبأقل تدخل ممكن. الأطفال يسبحون ويضحكون في الخلفية، بينما يجلس زياد في صراع داخلي صامت، محاطًا بالبهجة، لكنه غير قادر على التواصل مع الفتاة التي يتوق إليها. ويعد الكليب ثاني تعاون بين مصطفى الكاشف وزياد ظاظا حيث سبق أن عملا معاً في فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لمراد مصطفى والذي شارك في قسم نظرة ما بالدورة الـ 78 من مهرجان كان السينمائي. يُعد مصطفى الكاشف من أبرز مديري التصوير في الجيل الجديد من صناع السينما العرب، حيث حقق خلال سنوات قليلة إنجازات لافتة في السينما المستقلة والدولية. تألق اسمه عالميًا بفيلم قرية قرب الجنة، أول فيلم صومالي يعرض في قسم "نظرة ما" بمهرجان كان، والذي فاز من خلاله بعدة جوائز لأفضل تصوير في مهرجانات مرموقة مثل قرطاج وDiagonale النمساوي للأفلام. كما فاز بجائزة هنري بركات للإسهام الفني من مهرجان القاهرة عن فيلم 19B، وشارك في مشاريع عُرضت في برلين وترايبيكا وكان وكليرمون فيران وغيرها. اقرأ أيضا: أحمد وفيق يحذر من فيديو متداول يوحي بتورطه في تجارة الأعضاء: أنا هاعمل محضر #شرطة_الموضة: هيفاء وهبي بفستان من Elisabetta Franchi بفتحة جانبية طويلة في أحدث ظهور نيللي وياسر جلال وماجدة زكي من بينهم … النجوم في حفل زفاف حفيدة فيروز وبدر الدين جمجوم ليلى أحمد زاهر تستعرض أبرز لحظات شهر يونيو مع هشام جمال لا يفوتك: للأطفال فوق الـ 20 سنة ... 3 أفلام أنيميشن لازم تشوفهم حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم) جوجل بلاي| آب ستور| هواوي آب جاليري|

مصرس
منذ يوم واحد
- مصرس
بينهم الرئيس اللبناني والحريري، شخصيات ومؤسسات لبنانية بارزة تنعي زياد الرحباني
فقد لبنان اليوم أحد أبرز أعلامه الثقافية والفنية، بوفاة الفنان الكبير زياد الرحباني، نجل السيدة فيروز والمبدع الراحل عاصي الرحباني، بعد مسيرة استثنائية حفرت عميقًا في الوجدان اللبناني والعربي. رئيس لبنان جوزيف عون وفي أبرز ردود الفعل الرسمية، نعى الرئيس اللبناني جوزيف عون الراحل بكلمات مؤثرة جاء فيها: "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة. وأكثر، كان ضميرًا حيًّا، وصوتًا متمرّدًا على الظلم، ومرآةً صادقة للمعذبين والمهمّشين، حيث كان يكتب وجع الناس، ويعزف على أوتار الحقيقة، من دون مواربة. ومن خلال مسرحه الهادف وموسيقاه المتقدة بالإبداع المتناهي بين الكلاسيك والجاز والموسيقى الشرقية، قدّم رؤية فنية فريدة، وفتح نوافذ جديدة في التعبير الثقافي اللبناني بلغ العالمية وأبدع بها. لقد كان زياد امتدادًا طبيعيًا للعائلة الرحبانية التي أعطت لبنان الكثير من نذر الجمال والكرامة، وهو ابن المبدع عاصي الرحباني والسيدة فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، التي نوجّه لها اليوم أصدق التعازي، وقلوبنا معها في هذا المصاب الجلل، تشاركها ألم فقدان من كان لها أكثر من سند. كما نعزي العائلة الرحبانية الكريمة بهذه الخسارة الكبيرة ".وأضاف:"ان أعمال زياد الكثيرة والمميزة ستبقى حيّة في ذاكرة اللبنانيين والعرب، تلهم الأجيال القادمة وتذكّرهم بأن الفن يمكن أن يكون مقاومة، وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفًا. فليرقد زياد الرحباني بسلام، ولتبقَ موسيقاه ومسرحياته النابضة بالذاكرة والحياة، نبراسًا للحرية ونداء للكرامة الإنسانية". رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بريونعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الفنان زياد الرحباني: "لبنان من دون "زياد" اللحن حزين.. والكلمات مكسورة الخاطر ...والستارة السوداء تُسدل على فصل رحباني إنساني ثقافي فني ووطني لا يموت".وأضاف: "أحر التعازي للعظيمة "فيروز" لآل الرحباني وكل اللبنانيين برحيل الفنان المبدع زياد الرحباني الذي جسد لبنان "الحلو" كما أحبه فنظمه قصيدة وعزفه لحنًا وأنشده أغنية وداعًا زياد". رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلاممن جهته، كتب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام عبر منصة "إكس": "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانًا مبدعًا استثنائيًّا وصوتًا حرًّا ظلّ وفيًّا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسّد التزامًا عميقًا بقضايا الإنسان والوطن".وأضاف: "من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود. بصراحته الجارحة، زرع وعيًا جديدًا في وجدان الثقافة الوطنية.أتقدّم من القلب بأحرّ التعازي لعائلته، ولكل اللبنانيين الذين أحبّوه واعتبروه صوتهم". وزير الثقافة اللبناني غسان سلامةأما وزير الثقافة اللبناني الدكتور غسان سلامة، فكتب:"كنا نخاف من هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان او في الخارج الى مجرد افكار بالية لأن زيادًا لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيًا مبدعا سنبكيه بينما نردد اغنيات له لن تموت". سعد الحريريبدوره، نعى سعد الحريري الفنان زياد الرحباني، وكتب عبر حسابه على منصة "اكس": "برحيل زياد الرحباني، يخسر لبنان قيمة فنية وموسيقية عالمية. احر التعازي لعائلته وبخاصة للسيدة والدته فيروز، اطال الله بعمرها". وزارة السياحة اللبنانيةنعت وزارة السياحة اللبنانية الفنان الراحل زياد الرحباني عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، مشيدة بإرثه الإبداعي والموسيقي الذي تجاوز الأطر الزمنية والجغرافية.وجاء في النعي: "اختزل زياد الرحباني عالمًا من الإبداع. مزج الإرث العائلي بثقافة فنية تخطّت كلّ الحدود والحقبات. تبقى أعماله ونغماته خالدة في الوجدان وفي الإرث الفني اللبناني والعربي والعالمي." رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتيكما عزي رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي السيدة فيروز في وفاة نجلها الفنان زياد الرحباني.وقال في برقيته لفيروز: في هذه الاوقات العصيبة التي تمرين بها وعائلتك الكريمة بوفاة نجلك، نعبّر عن تعاطفنا معك ومواساتنا، سائلين الله ان يمنحك الصبر والسلوان. رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورةبدوره، نعى رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة الفنان الراحل زياد الرحباني، قائلًا: "خسر لبنان والوطن العربي الفنان المبدع والعبقري زياد الرحباني تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وثقافيًا غنيًا وزاخرًا بالإبداع والإنتاج الموسيقي والمسرحي قل نظيره على مر الأجيال". جماعة حزب الله اللبنانيةوتقدّمت العلاقات الإعلامية في "حزب الله"، اليوم السبت، ب"أحرّ التعازي إلى عائلة الفنان الكبير الراحل زياد الرحباني وإلى جميع محبيه في لبنان والعالم العربي، برحيل هذه القامة الفنية الوطنية المقاومة بعد مسيرةٍ حافلةٍ بالعطاءِ والحبِ والإبداع". الحزب الشيوعي اللبنانيفي السياق، قال "الحزب الشيوعي اللبناني" في وداع زياد الرحباني: "غادرنا زياد اليوم وترك رحيله المبكر في قلوب عائلته ورفاقه ومحبًيه الكثر، جرحًا لا يندمل وغصة لا تنطفيء".وأضاف: "هو الفنان المبدع الذي أدخل بوعيه الفكري والسياسي والثقافي الفرح الى قلوبهم. قدّم زياد فنّه المميّز بشجاعة وجرأة نقدية نادرة، وهو المعروف بوقوفه الواضح والصريح ضد الطائفية والمذهبية، وفي التزامه قضية وطنه وشعبه ومقاومته الوطنية. هو من كان رائدا في إنتاج ألوان مبدعة وغير مسبوقة من البرامج الاذاعية ومن الموسيقى والغناء. ألوان طورت عطاءات المدرسة الرحبانية وتفاعلت معها إلى حدود الاندماج أجيالًا متعاقبة من المواطنين اللبنانيين والعرب منذ اواسط الستينيات". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا