logo
تأثير برشلونة على إسبانيا: بين إيجابيات فريق وطني منسجم وسلبيات هيمنة نادٍ واحد

تأثير برشلونة على إسبانيا: بين إيجابيات فريق وطني منسجم وسلبيات هيمنة نادٍ واحد

الشرق الأوسطمنذ 3 أيام
حينما تشاهد منتخب إسبانيا للسيدات هذه الأيام، يخطر ببالك أن هؤلاء اللاعبات يلعبن معاً كل أسبوع في الدوري، وكأنك تتابع مباراة لنادٍ واحد وليس منتخباً وطنياً جمع لاعباته من أندية مختلفة وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.
والسبب؟ ببساطة؛ لأن عدداً كبيراً من لاعبات المنتخب يأتين من نادٍ واحد: برشلونة. بدرجة أكبر بكثير مما يحدث عادةً مع المنتخبات الوطنية.
بعد الفوز الكاسح لإسبانيا على بلجيكا 6 - 2، كتب الصحافي مايكل كوكس: «من غير المنصف تقريباً أن نتخيّل أن كرة قدم بهذا الانسجام وهذا الرقي كانت ممكنة قبل عقد واحد فقط في كرة القدم النسائية».
بفضل تأثير وحضور لاعبات برشلونة في فريق مونتسي تومي، لم يكن مفاجئاً أن يظهر المنتخب الإسباني، حامل لقب كأس العالم، بصفته أحد أبرز الفرق في بطولة أمم أوروبا للسيدات حتى الآن، حيث فاز بجميع مبارياته الثلاث في دور المجموعات، مسجلاً 14 هدفاً أكثر من أي منتخب آخر ليضرب موعداً في ربع النهائي مع سويسرا المضيفة يوم الجمعة.
لاعبات منتخب إسبانيا الوطني يحضرن حصة تدريبية استعداداً لمباراة ربع نهائي بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 ضد منتخب سويسرا (إ.ب.أ)
في الانتصار الكبير على البرتغال 5 - 0، بدأت المباراة بخمس لاعبات من برشلونة في التشكيلة الأساسية: أونا باتيي، باتري غيخارّو، فيكي لوبيز، أليكسيا بوتيّاس وكلوديا بينيا.
وذلك من دون احتساب لايا أليخاندري، التي نشأت في أكاديمية برشلونة وعادت مؤخراً إليه من مانشستر سيتي، أو ماريونا كالدينتي التي لعبت للنادي لعقد كامل قبل رحيلها الصيف الماضي.
وكان يمكن أن يرتفع العدد إلى سبع لو لم تُستبعد إيريني باريديس بسبب الإيقاف، ولم تُصَب كاتا كول بالتهاب اللوزتين.
حتى أيقونة الفريق، أيتانا بونماتي، الفائزة بالكرة الذهبية مرتين، جلست على مقاعد البدلاء في المباراة الافتتاحية؛ لأنها كانت تتعافى من التهاب السحايا الفيروسي؛ لتحل محلها لاعبة أخرى من برشلونة: لوبيز.
وفي تلك المباراة نفسها، دخلت اثنتان أخريان من زميلاتها في النادي كبديلات: سلمى بارايويّو وجانا فرنانديز.
هكذا، أصبحت ثماني من أصل 16 لاعبة شاركن في المباراة من برشلونة.
في المباراة ضد بلجيكا، بقيت التشكيلة كما هي مع إضافة باريديس، وضد إيطاليا (3 - 1) شهدت التشكيلة تغييرات، لكنها بقيت تضم ست لاعبات من برشلونة.
فرنانديز حلّت محل باتيي، وعادت بونماتي مكان لوبيز، ولم تلعب بينيا، لكن شاركت بارايويّو.
حتى ليلى وُحابي، لاعبة مانشستر سيتي، قضت معظم مسيرتها في برشلونة.
ثماني لاعبات من بين 11 بدأن تلك المباراة إما يلعبن حالياً في برشلونة أو سبق لهن ذلك، علماً أن كاتا كول، التي يتوقع أن تكون الحارسة الأساسية لبقية البطولة، لم تظهر بعد.
في مباراة دوري الأمم الأوروبية ضد البرتغال في أبريل (نيسان) (7 - 1)، بدأت تومي المباراة بتشكيلة جميع لاعباتها إما من برشلونة أو سبق أن لعبن له: ثماني لاعبات حاضرات في الفريق حالياً (كول، فرنانديز، باريديس، بونماتي، غيخارّو، بوتيّاس، بينيا، بارايويّو)، بالإضافة إلى كالدينتي، أليخاندري ووُحابي.من بين 23 لاعبة تم استدعاؤهن لـ«يورو 2025»، هناك عشر لاعبات من برشلونة — أو 11 إذا احتسبنا أليخاندري. ثلاثة عشر لاعبة حالياً أو سابقاً من برشلونة.
من اليسار: الإسبانيات أيتانا بونماتي وليلى وهابي وإيرين باريديس وماريا مينديز يشربن الماء خلال مباراة ضمن المجموعة الثانية في بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 بين إيطاليا وإسبانيا (أ.ب)
هذا ليس صدفة بالطبع، بل نتيجة سنوات من التخطيط الاستراتيجي، ورعاية المواهب المحلية، وفلسفة كروية متجذرة بعمق في هوية النادي والبلاد.
فريق السيدات في برشلونة لم يكن أقوى مما هو عليه الآن. فقد خاض آخر خمس نهائيات لدوري أبطال أوروبا، فاز بثلاث وخسر اثنتين. وفي الدوري الإسباني، توج باللقب ستة مواسم متتالية.
ورغم وجود نجمات أجنبيات في الفريق — مثل الدنماركية كارولين غراهام هانسن، البولندية إيفا بايور والسويدية فريدولينا رولفو — فإن استراتيجيته تقوم على أولوية المواهب المحلية.
يعدّ النادي كاتالونيا وإسبانيا من أفضل البيئات لتنشئة اللاعبات، خاصة من يستوعبن أسلوب برشلونة المبني على اللمسة والتمرير والسيطرة والهجوم، وهو ما يتعلمه اللاعبون في المنطقة منذ نعومة أظفارهم.
خطتهم بناء نواة صلبة من الإسبانيات، معززة بنجمات عالميات لصقل الفريق وزيادة تنافسيته.
النقطة المفصلية كانت عام 2015، حين تحول فريق السيدات إلى الاحتراف الكامل. منذ ذلك الحين أصبح الفريق الأفضل في إسبانيا، متفوقاً على الجميع، بما فيهم ريال مدريد، بفارق كبير.
وباتت أكاديمية النادي أكثر تنظيماً وجودة، لتُخرّج لاعبات مثل لوبيز، التي عاشت في «لا ماسيا» وتُعد نموذجاً لجيل جديد أكثر جاهزية.
أثينيـا تحتفل مع ماريونا كالدينتي (يسار الصورة) بعد تسجيلها الهدف الأول لمنتخب إسبانيا خلال مباراة المجموعة الثانية في بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 أمام إيطاليا (أ.ب)
بتركيزه على المواهب المحلية، تحول برشلونة مصنعاً للاعبات مؤهلات لتمثيل إسبانيا. ولأن الفريق وصل إلى مستوى عالٍ وصنع واحدة من أفضل أجياله، كان من الطبيعي أن تعتمد المدربة تومي — كما فعل جورخي فيلدا قبلها — على هذا الجيل.
فهؤلاء اللاعبات لا ينسجمن مع أسلوب المنتخب فقط، بل يعشنه منذ طفولتهن.
هذا الانسجام يظهر على أرض الملعب: تمريرات سريعة، تمركز مثالي، سيطرة على الكرة... كل عناصر «تيكي تاكا» التي أطلقها برشلونة قبل عقدين.
تقول بوتيّاس: «وجود هذا العدد الكبير من لاعبات برشلونة في المنتخب يدل على أننا في النادي نقوم بعمل رائع. وهذا يُشرفنا بصفتنا لاعبات؛ لأننا جميعاً قادرات على اللعب في أكبر المباريات».
مشجعو منتخب إسبانيا يرفعون الأعلام في المدرجات قبل انطلاق مباراة المجموعة الثانية في بطولة أمم أوروبا للسيدات 2025 أمام إيطاليا (أ.ب)
لكن هذا الوضع له جانب سلبي. فسيطرة برشلونة على كرة القدم النسائية في إسبانيا أصبحت حلقة مفرغة: كلما زادت نجاحاتهم، جذبوا المواهب الأفضل، وزادت الفجوة مع بقية الأندية.
في السنوات الخمس الماضية، حصد برشلونة لقب الدوري بفارق 8، 15، 10، 24 و25 نقطة عن أقرب منافسيه.
ولم يصل أي فريق إسباني آخر إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
وفي الأمد الطويل، قد يضر هذا ببرشلونة نفسه؛ لأن المنافسة المحلية تصبح ضعيفة فلا تُعدّ الفريق لمواجهات أوروبية كبرى.
اللاعبة الإسبانية أثينيا (الثالثة من اليسار) تحتفل مع الجماهير (أ.ب)
تاريخياً، عرفت إسبانيا كيف تستثمر سنوات «سعادة برشلونة» وتترجمها إلى أمجاد للمنتخب الوطني.
في 2010، حقق منتخب الرجال كأس العالم في ذروة حقبة غوارديولا الذهبية.
واليوم، يعيش منتخب السيدات وضعاً مشابهاً، بعد أن حصد كأس العالم ودوري الأمم الأوروبية منذ 2023، وها هو يدخل اليورو مرشحاً أول.
وبينما يستمر برشلونة في رعاية أكاديميته وصناعة الأجيال، يبدو أن هذه الديناميكية لن تتغير قريباً.
لدى إسبانيا وصفتها السحرية للنجاح، والآمال معلقة على أن تستغلها هذا الصيف وتواصل كتابة التاريخ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاتفاق أم مارسيليا؟.. أوباميانغ يختار وجهته القادمة
الاتفاق أم مارسيليا؟.. أوباميانغ يختار وجهته القادمة

عكاظ

timeمنذ 11 دقائق

  • عكاظ

الاتفاق أم مارسيليا؟.. أوباميانغ يختار وجهته القادمة

أكد تقرير صحفي، أن الغابوني بيير أوباميانغ، لاعب القادسية السابق، وافق على العودة إلى أولمبيك مارسيليا الفرنسي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وكان القادسية قد أعلن الخميس الماضي، إنهاء تعاقده مع أوباميانغ، بعد عام واحد من ضمه، ليصبح اللاعب حراً في الميركاتو الصيفي. وبحسب شبكة «فوت ميركاتو» الفرنسية، فإن أوباميانغ رفض عرضاً من نادي الاتفاق، واختار العودة إلى أولمبيك مارسيليا، حيث عُرض عليه عقد حتى 2027. وأضافت الشبكة أنه في الـ36 من عمره من المرجح أن يكون من الصعب على أوباميانغ أن يصبح لاعباً أساسياً كما كان في فترته الأولى مع النادي، ويرجع ذلك إلى تقدمه في العمر، إضافة إلى المنافسة الشديدة في خط الهجوم، إذ سجل أمين غويري 10 أهداف في 15 مباراة بالدوري الموسم الماضي، بجانب وجود اللاعب نيال موباي. وخاض أوباميانغ 36 مباراة بقميص القادسية في الموسم الماضي (2024–2025)، سجل 21 هدفاً وقدم 3 تمريرات حاسمة، وتُقدَّر قيمته السوقية بنحو 3.5 مليون يورو، بحسب موقع «ترانسفير ماركت». أخبار ذات صلة

تير شتيغن سيخضع لجراحة تهدد مصيره مع برشلونة
تير شتيغن سيخضع لجراحة تهدد مصيره مع برشلونة

الشرق الأوسط

timeمنذ 33 دقائق

  • الشرق الأوسط

تير شتيغن سيخضع لجراحة تهدد مصيره مع برشلونة

تلقَّى الألماني مارك أندريه تير شتيغن، حارس مرمى برشلونة الإسباني، صدمة جديدة، بعد تأكُّد حاجته للخضوع لعملية جراحية، مما يرجّح غيابه عن الملاعب لفترة جديدة، بعد خوضه تسع مباريات فقط، في موسم 2024 - 2025، بسبب معاناته من مشكلة في الركبة. وبحسب صحيفة «سبورت» الإسبانية، فإن الحارس الألماني يحتاج للخضوع لعملية جراحية لعلاج المشكلات التي يعاني منها في الظهر، منذ بداية فترة الإعداد للموسم الجديد. أوضحت «سبورت» أن الأطباء أوصوا بإجراء عملية جراحية لحارس المرمى البالغ من العمر 33 عاماً، التي من دونها لن يكون تعافيه مضموناً. ويعني هذا غياب تير شتيغن عن الملاعب لمدة أربعة أشهر تقريباً، وهو ما يمثل انتكاسة جديدة للحارس الألماني الذي أصبح في طريقه للرحيل عن «الكامب نو»، رغم أن عقده يمتد حتى 2028، وسيكون من الصعب إيجاد بديل له في الوقت الحالي.

الاتفاق يقترب من ضم موفوكينج
الاتفاق يقترب من ضم موفوكينج

رواتب السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • رواتب السعودية

الاتفاق يقترب من ضم موفوكينج

نشر في: 19 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي كشفت تقارير صحفية عن اقتراب ريليبوهيلي موفوكينج، موهبة أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، من الانتقال إلى دوري روشن هذا الصيف. وقالت شبكة »Unplayable« الجنوب إفريقية إن موفوكينج يقترب من الانتقال إلى الاتفاق ليلتحق بزميله السابق ومواطنه موهاو نكوتا الذي انضم منذ أيام. وخاض اللاعب في موسم 2023..2024، 28 مباراة في الدوري الجنوب أفريقي، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 6 أهداف أخرى، وحقق نسبة تمرير صحيحة بلغت 83%، بمتوسط 2.7 مراوغة ناجحة في كل مباراة، واختير أفضل لاعب في المباراة في 5 مناسبات. والجدير بالذكر أن اسم اللاعب ارتبط مؤخرًا بعدة أندية كبيرة، من بينها برشلونة الإسباني، بي إس في آيندهوفن الهولندي، رينجرز الاسكتلندي، والوداد المغربي. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط كشفت تقارير صحفية عن اقتراب ريليبوهيلي موفوكينج، موهبة أورلاندو بايرتس الجنوب إفريقي، من الانتقال إلى دوري روشن هذا الصيف. وقالت شبكة »Unplayable« الجنوب إفريقية إن موفوكينج يقترب من الانتقال إلى الاتفاق ليلتحق بزميله السابق ومواطنه موهاو نكوتا الذي انضم منذ أيام. وخاض اللاعب في موسم 2023..2024، 28 مباراة في الدوري الجنوب أفريقي، سجل خلالها 4 أهداف وصنع 6 أهداف أخرى، وحقق نسبة تمرير صحيحة بلغت 83%، بمتوسط 2.7 مراوغة ناجحة في كل مباراة، واختير أفضل لاعب في المباراة في 5 مناسبات. والجدير بالذكر أن اسم اللاعب ارتبط مؤخرًا بعدة أندية كبيرة، من بينها برشلونة الإسباني، بي إس في آيندهوفن الهولندي، رينجرز الاسكتلندي، والوداد المغربي. المصدر: صدى

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store